للقراءة الفضل الأول في ما يعرف الانسان من حقائق وعلوم ومعارف، والفرق كبير في الثقافة والمعرفة وبين إنسان يقرأ وآخر لا يقرأ أو لا يعرف القراءة استنادا إلى قوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) –الزمر-الآية 09.
وقد نبه العلماء الى أهمية القراءة
في الحياة، وقوم بعضهم الإنسان بما يقرأ، سئل أرسطو: كيف تحكم على الإنسان؟ أجاب: أسأله
كم كتابا يقرأ؟ وماذا يقرأ؟
وإن أول لفظ نزل من عند الله سبحانه وتعالى على نبيه
الكريم كان لفظ " اقرأ" وذلك في قوله عز وجل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ (01)خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (02) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (03)الَّذِي
عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (04)عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(05)) -سورة العلق-
والقراءة عمل فكري الغرض الأساسي منها
أن يفهم الطلاب ما يقرؤونه في سهوله ويسر وما يتبع ذلك من اكتساب المعرفة، ثم تعويد
الطلاب جوده النطق وحسن التحدث وروعة الإلقاء، ثم تنمية ملكة النقد والحكم والتمييز
بين الصحيح والفاسد.
والقراءة من أهم المهارات الضرورية واللازمة للفرد
كي ينجح في حياته الخاصة والعامة وهذه الأهمية تنبع من كون القراءة وسيلة من الوسائل
الأساسية للتفاهم، الاتصال، والتواصل بين أبناء الجنس البشري، وهي سبيل لا غنى عنه
في توسيع آفاق الفرد العلمية والمعرفية وإتاحة الفرص أمامه للاستفادة من الخبرات الإنسانية،
وذلك كله يؤمن له العوامل الأساسية للنمو العقلي والانفعالي والاجتماعي، ولقد أصبح
موضوع تعليمية القراءة من المواضيع التي شغلت اهتمام الدارسين والباحثين في المجال
التربوي، وإن مشكلة ضعف القراءة في اللغة العربية يعاني منها الكثير من التلاميذ في
التعليم المتوسط، كونها رحلة متممة ومكملة لمرحلة التعليم الابتدائي، فإذا كانت الأولى
تهتم بتعليم المبادئ وأبجديات القراءة فإن الثانية ترتقي إلى التحليل والاستنتاج والاستنباط.
وقد اشتغلنا على البحث المعنون
بتعليمية القراءة في التعليم المتوسط سنة ثالثة أنموذجا –دراسة وصفية تحليلية-
وكانت بدايتنا في هذا البحث منطلقة من إشكالية رئيسية و هي:
-
كيف تتم عملية تعليم القراءة في التعليم المتوسط؟
و قد تفرعت
عن هذه الإشكالية الرئيسية مجموعة من الإشكاليات الفرعية المتمثلة في:
- ما هي أهم الطرق
التي تساعد في تنمية المهارات القرائية لدى التلاميذ؟
- هل درس القراءة
مفيد للتلاميذ لغويا؟
- ما هي أنواع
القراءة؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة الفرعية اقترحنا مجموعة
من الفرضيات مفادها:
-توجد عدة طرق
لتدريس نشاط القراءة .
-درس القراءة
مفيد للتلاميذ.
-هناك عدة أنواع للقراءة.
تدرج هذا
البحث وفق خطوات علمية و خطة منهجية تمثلت في مقدمة و فصلين، الفصل الأول و قد كان
نظريا، و الفصل الثاني كان فصلا تطبيقيا متبوعين بخاتمة، الملاحق، و قائمة المصادر
و المراجع ثم الفهرس.
أما الفصل الأول
وهو على مبحثين يتضمن المبحث الأول مفهوم القراءة (لغة واصطلاحا)، وطرق تدريسها، أما
بالنسبة للمبحث الثاني تناولنا فيه أنواع القراءة، أهميتها وأهدافها.
أما الفصل الثاني كان كالاتي:
-تقديم الاستبيان
-تحليل استبيان
الأساتذة
-تحليل استبيان
التلاميذ.
وفي الأخير توجنا
البحث بخاتمة لخصنا فيها النتائج وطرحنا فيها بعض الاقتراحات، من أجل تحسين الأداء.
ولقد اعتمدنا
في بحثنا هذا المنهج الوصفي التحليلي، فالوصفي لأننا قمنا بوصف الطرق والأساليب المعتمدة
في نشاط القراءة، وأما التحليلي فكان عن طريق الاستبيان الذي حللناه ويتخلله ضمنيا
المنهج المقارن.
وتم اختيارنا
لموضوع القراءة نظرا لأهميتها في النسق التربوي العام باعتبارها المحدد الرئيسي لمسار المتعلم الدراسي ومستقبله إما في نجاحه أو
فشله، وكذلك ميلنا لاكتشاف أسرار مهنة التعليم والتطلع لاكتشاف خبايا العلاقة بين المعلم
والمتعلم.
أما عن الصعوبات
التي أعاقت طريقنا فتمثلت في تشعب المادة العلمية وعدم القدرة على التحكم فيها وذلك
راجع الى تشابه المعلومات في جل المراجع التي تناولناها في بحثنا.
ولقد واجهتنا
بعض الصعوبات خاصة في الجانب الميداني الذي يتطلب الجهد والوقت.
ويبقى هذا الموضوع
جزءا لا يتجزأ من مواضيع تعليمية اللغة العربية، والذي حاول إلقاء الضوء على بعض العناصر
التي تمس هذا المجال، ولكل بحث نقائصه وعيوبه التي تحتاج إلى المراجعة والمتابعة اليومية،
وإلى التغيير والتجديد في كل مرة، ولو ترك المجال للباحث لأعاد بحثه مئات المرات دون
الرضا التام عنه، ولكن الهدف يبقى محاولة البحث
عن المعرفة ونقل دورها لمن يعرف قيمتها.
ولا يسعنا في الأخير إلا أن نشكر كل من ساعدنا في
إنهاء هذا البحث من قريب أو بعيد.