الصراع
الزياني المريني و أسبابه.
المطلب الأول: نشأة و عوامل الصراع
الزياني المريني.
دخل بنو عبد الواد وبني مرين مرحلة
جديدة بعدما أصبح لهما كيان سياسي وقوة عسكرية يحتدون بها في المغرب وقد شهدت هذه
المرحلة العديد من الصراعات والمؤامرات ما بين هاتين الدولتين وكذا القبائل
المجاورة، فكانت بداية ظهور الخلاف أو الصراع الزياني المريني هو الحقد المريني
على عبد الواد ورثة الموحدين على المغرب الأوسط.
حيث نجد أن الدولة الزيانية عمرت أكثر
من ثلاث قرون (962ھ/1555م)
ولكن حياتها كلها كانت صراعا مستميتا وطويلا ضد عدة قوى متصارعة متطاحنة عليها، وتتمثل
هذه القوى في رغبة بني مرين لبسط نفوذهم على أكبر مساحة من المغرب، بالإضافة إلى الجوار
في الملك والمنافسة في الاستقلال برئاسة زناتة[1]،
محاولين في ذلك السيطرة عليها وإزالتها من الوجود[2].
ومن خلال دراستنا لكتاب تاريخ الدولة
الزيانية للمؤرخ ابن أحمد نجد يرى أن أطماع الدولة المرينية تكمن في أهمية موقع
تلمسان الذي يقول عنه المؤرخ الجغرافي الفرنسي جوتيه: "إنه يبدو أن الأوضاع
الجغرافية استدعت أن تقوم في إقليم غربي المغرب الأوسط قاعدة إلى الغرب من مدينة
الجزائر، لأن الطريق الذي يخترق التلول في منطقة الخانق الكبير الذي يمتد من توات
إلى روسيون[3]
والخط الممتد من تلمسان إلى مصب نهر التافنا..."[4]
وعليه فإن المؤرخ بن خلدون يقول:
"أنها أصبحت قاعدة للمغرب الأوسط الشرقي من أيام الموحدين ومن أيدهم أخد
انفرادها يغمراسن ابن زيان"[5].
- وتكمن الأطماع
المرينية اتجاه الدولة الزيانية في حصانة موقع تلمسان وقدرة هذا على مقاومة عوامل
الانهيار، فهي في موقع وعر بحكم الطريق من قلب الصحراء إلى البحر وقوافل التجارة
لابد أن تمر بها والهضبة التي تقوم عليها تزيد من مناعتها والسهل المحيط بها يقدم
لها موارد العيش في وفرة.[6]
كما اعتنى بالجهاز الإداري فاستحدث مجلس
وزاري وكتاب لمساعدته على تسيير أمور الإمارة، وألغى السلطة الفعلية للموحدين ولم
يبقى لهم سوى التبعية الأدبية والروحية خاصة في عهد الخليفة السعيد بالدعاء له على
المنابر أيام الجمعة والأعياد[8].
المطلب
الثاني: أسباب الصراع الزياني المريني.
وفي هذا الصدد يبدو لنا أن الصراع العبد
الوادي المريني صراع قديم وعليه كثرت الحروب بينهم، ولقد تميزت العلاقة بينهما
بالعدوان وهذا راجع لعدة أسباب فهي لا تقل خطورة وشحنا للنفوس من سابقتها ونجملها
فيما يلي:
أولا:
التحرش الدائم لبني عبد الواد ببني
مرين، واتخاذهم موقفا منهم يقضي بمنعهم من إقامة كيان سياسي لهم على شكل دولة أو
إمارة وهو ما يفسر عقد يغمراسن ابن زیان تحالفات دائمة ومستمرة ضد المرينيين مع
القبائل المناوئة لهم ومع الموحدين وبني الأحمر في الأندلس، وذلك للإدراك أن قيام
هذا الكيان السياسي سيؤدي حتما إلى إصدام عنيف بينهما يكون فيه بنو مرين أكثر قوة،
وهو ما يؤدي إلى تهديد الزيانيين في وجودهم كدولة وككيان سياسي.
ثانيا:
وقوف الزيانيين حجر عثرة في وجه الطموح المريني
على تحقيق مشروع إعادة توحيد المغرب الإسلامي تحت رايتهم مثلما كان عليه الحال
أيام الموحدين، وذلك باعتبارهم الورثة
الشرعيين لقوة الدولة الموحدية، وسيجد هذا المشروع طريقه إلى الواقع بعد قيام
الدزاة المرينية وخاصة في عهد أبي الحسن (732-749ه/1331-1348م) وابنه عنان فارس
(749-759ه/ 1348-1357م ).[9]
احتكار الدولة الزيانية للطرق التجارية
بفضل الموقع الإستراتيجي لمدينة تلمسان، والذي تتربع فيه المدينة في نقطة عبور عدة
طرق منها طريق شرق غرب يمتد من تونس إلى مدينة فاس عبر تلمسان ثم ينحدر جنوبا نحو
سجلماسة، وذلك مرورا ببسكرة وتيهرت، وهناك طريق ثاني يمتد من الشمال إلى الجنوب.[10]
رابعا:
انطلاقا من موانئ المغرب الأوسط أهمها وهران
وهنين مرورا بتلمسان سجلماسة وغيرها، وذلك لنقل ثروة إفريقيا جنوبا من الذهب
والعاج عبر الصحراء وفضلا عن ذلك هناك فروع أخرى لطرق تمتد من الشرق إلى الغرب أو
العكس مرورا بتلمسان وفاس ومنها إلى سجلماسة حيث تتفرع منه طرق أخرى، ولاشك أن هذا
الموقع، كان وراء قوة الدولة الزيانية وامكانيتها المالية والاقتصادية كما أنه كان
أحد الأسباب القوية في المحاولات الدائمة للمدنيين في تلمسان والاستيلاء على
قدراتها التجارية لكونها ملتقى الطرق ومقصد تجار الأفاق.[11]
خامسا:
كون تلمسان مفتاح المغرب الأوسط ومن ملك المفتاح
أمكنه امتلاك البلاد كلها، وامتلاك المغرب الأوسط يعني امتلاك المغرب الأدني
بكامله وبذلك يتحقق المشروع المريني في توحيد المغرب تحت رايتهم.[12]
موقع المغرب الأقصى الذي يحده المحيط الأطلسي
غربا، والصحراء جنوبا والبحر المتوسط والأندلس شمالا، وكانت المقاطعات والمناطق
الإسلامية فيه تسقط الواحدة تلو
الأخرى في يد المسحيين الإسبان، بحيث يمكن للمتطلع إلى الأحداث فيه أن يدرك أن
سقوط آخر معقل للمسلمين في الأندلس وشيك وأمام هذا كله لم يكن للدولة المرينية من
حيلة في سبيل توسعها إلى الناحية الشرقية حيث الدولة الزيانية'.[13]
المبحث الثاني: مظاهر الصراع الزياني
المريني.
تمثل المعارك التي خاضها الجيش الزياني
ضد خصومه (المرينيين، الحفصيين) نشاطا ميدانيا تطبيقيا لمجال التأطير والتعبئة
التي عكف الزيانيون على توفيرها هذا الجهاز الحساس ماديا وبشريا، إذ تبرز قوته
وفعاليته جليا بتعدد جبهات حركته وحيوية نشاطاته، وحسن توظيف القدرات الذاتية
والخبرات القتالية للعناصر المكونة له، فتوجه سلاطين بني زیان لتثبيت دعائم دو
اتهم، وإرساء حدود ثابتة لها، دفعهم غالبا إلى تولي قيادة الجيش بأنفسهم تبعا
لطبيعة المعارك المصيرية التي خاضوها، بدءا بالتحدي الأول الذي وضعه مؤسسها بغمراسن بن زيان على عاتقه
لتحقيق طموحه السياسي في إنشاء دولة ذات كیان خاص والذي تمكن من تحصيله عقب الدور
الإيجابي الذي قام به سنة 646ه/1248م
في كبح جماح المرينيين الذين هددوا ملكه
من الجهة الغربية.[14]
أولا: معركة وادي تلاغ 666ه/1267م:
وهي من النماذج البارزة التي خاضها السلطان
يغمراسن بن زيان مؤسس دولة بني زيان، اعتبارا للظروف المحيطة بها، وارتباطها المباشر بالأحداث
التي عرفتها الدولة الزيانية عقب محاولة المرينيين التوغل في أراضيها.
شعر أبو دبوس بعد الحلف الذي عقده مع
يغمراسن يوطد سلطانة خاصة بعد أن تملك مراکش وأنحاءها، وهو ما أثار حفيظة يعقوب بن
عبد الحق المريني الذي هب لمحاصرة مراكش وهو ما استغله يغمراسن في شن غازات كثيفة
على أطراف المغرب الأقصى خاصة على إقليم ملوية للتخفيف من حصار أبي يعقوب بن عبد
الحق على مراكشة، ولم بلغ ذلك مسامع أبي يعقوب أقلع مؤقتا عن حصار مراکش[17]
مبديا استعداده لقال يغمراسن في جموع كثيرة وكان ذلك سنة 666ه1267م.
وكان يغمراسن من جانبه قد استكمل
استعداداته العسكرية لمواجهة بني مرين، فالتقى الجمعان بوادي تلاغ قرب ملوية،
ونشبت بينهما معركة حامية الوطيس، انتهت بهزيمة يغمراسن بن زيان الذي فر مع من بقي
من فلول جيشه حيا نحو تلمسان وذلك سنة 12 جمادی الثانية الموافق لـ 28 فبراير
1268م .[18]
ثانيا: معركة وادي ایسلي 670ه/1271م:
حاول يعقوب بن عبد الحق المريني بعد
معركة تلاغ مواصلة طموحه بالسيطرة على كامل أقطار المغرب، لذلك توجه بجيش جرار نحو
تلمسان لغزوها[19]،
غير أنه بعد وصوله نهر "تافنا" أتاه سفير السلطان ابن الأحمر يسأله نصرة
الإسلام ودفع خطر النصارى عن المسلمين في الأندلس فوافاه النصرة وعدل من المسير
إلى تلمسان، وراسل يغمراسن يطلب صلحة قائلا له "إن الصلح خير كله فإن جنح
إليه وأناب فحسن، وإن أبي إلا القتال فأسرعوا إلي بالرجوع ... لكن السلطان يغمراسن
رفض هذا الصلح قائلا له: "أبعد مقتل ولدي عمر أصالحه، والله لا كان ذلك أبدا
... حتى آخد منة الثأر وأديف بلاده التبار"[20].
وقد أفرزت هذه المعركة بنتائجها قصر نظر
يغمراسن وعدم تقديره الجيد لأبعاد الحدث، ثم عدم فهمه لحركة الجهاد التي كان ينوي
يعقوب بن عبد الحق المريني القيام بها في الأندلس، ذلك لأن دولة بني الأحمر
بالأندلس كانت تواجه موقفا حرجا على اعتبار أنها آخر المعاقل الإسلامية، وبالتالي
كان على يغمراسن توحيد جهوده مع يعقوب بن عبد الحق للدفاع عن أراضي الإسلام في
الأندلس.[23]
ثالثا: معركة تلمسان الأولى 698 ه / 1299م[24]:
تمثلت الظروف المحيطة بها وأسبابها في رفض
السلطان الزياني أبو سعيد عثمان بن يغمراسن (681-703ه/1282-1303م) تطلب الملك يوسف
بن يعقوب المريني الذي تولى عرش فاس سنة (685-706ه/1286م-1306م) تجديد المعاهدة
والهدنة التي كانت قائمة بينهما نحو ثماني سنوات والفاضة بتوحيد المغرب الكبير تحت
نفوذ بني مرين. توجه يوسف بن يعقوب نحو مدينة تلمسان بجيش جوار محاولة منه لغزوها
وإسقاط عرش بني زیان، غير أنه لم يتمكن من دخولها، الأمر الذي دفعه إلى محاصرها
وتضييق الخناق عليها، وبناء مدينة جديدة غرب تلمسان أطلق عليها إسم "المنصورة
"[25].
لقد أراد كل طرف من الزيانيين أو
المرنيين أن تكون هذه المعركة لصالحه، فمن جانب "أبو سعيد عثمان"
استرجاع سيادة بني زيان المطلقة على المغرب الأوسط وبالأخص تلمسان
التي كانت تعاني دوما من الغزوات
المتتالية لبني مرين، ومن ثم استقرار الملك داخل البيت الزياني ومن جانب يوسف بن
يعقوب محاولة للزعامة والتسلط و بسط نفوذ الدولة المرينية على المناطق الغربية
للجزائر الحالية[27].
لقد قدمت لنا المصادر تفاصيل أشمل عن
هذه المعركة سواء على تطور الأحداث فيما بعدها، أو ما تعلق بنتائجها، حيث هلك من
سكان تلمسان جراء هذه المعركة التي فرض فيها المرينيون الحصار مائة وعشرين ألف
ضحية جراء القتل والجوع، ولم يبق في صفوف بني زیان من المقاتلين إلا نحو الألف من
الجند، ورغم هذا العدد القليل من المقاومين ظل الجيش الزياني يقاتل إلى آخر لحظة
دفاعا عن العاصمة تلمسان، وفي هذا الصدد ينفي التنسي على الجيش الزياني في هذه
المعركة قائلا: "ولقد رأيتهم يحملون وهم رجالة من الفرسان، فيفرون أمامهم ولا
يقدرون أن يكروا عليهم، فما أكاد أقضي العجب من شجاعتهم".[28]
رابعا: معركة تلمسان الثانية 759ه 1358م:
وقعت في عهد أبو حمو موسی الثاني الذي
كان أميرا من امراء بني زيان اللاجئين عند بني حفص بعدما تمكن بنو مرين من
الاستيلاء على تلمسان سنة 753ه/1352م. عمل أبو حمو على إزاحة التواجد المريني من
أراضيه، مما قاده إلى الدخول في صراع حاد معهم، استطاع فيه أن يحقق أهم إنتصار في
معركة تلمسان والتي يمكن حصر أهم أسبابها الرئيسية فيما يلي :
- استمرار التواجد المريني على جزء
معتبر من القسم الغربي للدولة الزيانية منذ سنة 1352م 753ه .[30]
- حيوية القيادة الجديدة للزيانيين
الممثلة في شخصية الأمير أبو حمو موسى الثاني الذي حاول التصدي للهجمات المتكررة
لبني مرين وبالتالي الحفاظ على وحدة تراب المغرب الأوسط .[31]
- توفر العلاقات المرينية - الزيائية
نتيجة الإعتداءات المرينية المتكررة على تلمسان.[32]
- إستغلال أبو حمو موسی الثاني عجز
المرينيين عن العبور إلى العدوة الأندلسية لرد هجمات الإسبان على أراضي الدولة
النصرية وانهزام الجيش المريني في موقعة طريف المعروفة عند الإسبان بأسم "ريو
سلادو" التي يذكرها ابن الخطيب بقوله: "فهذه الواقعة من الدواهي المعضلة
الداء والأرزاء التي تضعضع لها، ركن الدين بالمغرب وقرت بذلك عيون الأعداء".[33]
هذه الظروف والأسباب مجتمعة دفعت أبو
حمو موسی الثاني إلى ضرورة وضع حد لهذه التحديات والأحداث غير المستقرة في القسم
الغربي من مملكة بني زيان خلال الفترة ما بين 791-759 / ه/1358-1389م
فسير نحو بني مرين جيشا كبيرا لا يذكر
المؤرخون عدده، متكونا من القبائل المتحالفة كالدواودة، وبني عامر ومن أبناء
عمومته زناتة، فضلا عن مساعدة بني حفص .
وعملا منه على التحكم في زمام المعركة
وأدوارها اعتمد خطة هدفها مهاجمة قبيلة سوید أحد أعداء بني زيان في وادي ملال جنوب
تلمسان لقطع المساعدة على الجيش المريني الذي يقوده ابن السلطان أبي عنان، وبالفعل
انطلت الخطة على المدنيين حيث تمكن أبو هو الثاني من مفاجأة عرب سويد في عقر دارهم
وقتل قائدهم عثمان بن و نزمار بن عريف و كثيرا من وجوه القبيلة وأعبائها وطردهم من
المنطقة سنة 759ه/1358م، [35] ثم
دخل تلمسان و مجموعه تلمسان وأناخ ركائبه عليها ونازلها ثلاثة أيام، بعد معركة
شديدة مع المرنيين وأخرج منها ابن السلطان المريني الذي كان أميرا عليها خلفا
لأبيه، وكان ذلك سنة 760ه/ 1359م.[36]
أما أبعاد هذا النصر بالنسبة الزيانيين
فتجلت في:
- مبايعة أبو حمو موسی الثاني بحكم
الدولة الزيانية من قبل بني عامر والمعقل وسكان ندرومة وهنين ومستغانم وتزعران
والبطحاء.[37]
- مكنته هزيمة الخصم من کسب ود القبائل
العربية المتحالفة معه التي ظلت منضوية تحت نفوذه تساعده في التصدي لكل محاولات
الغزو المرينية المكثفة على العاصمة تلمسان كغزوة سنة 760ه/1359م، وغزوة سنة 761ه /1360م، وغزوة 772ه/1371م وغزوة سنة 784
1383/م وتجلى ثمار هذا الود في انتقالهم إلى أداة بناء أساسية للدولة.[39]
المبحث
الثالث: دور التنظيمات العسكرية الزيانية في رد الاعتداءات المرينية
لعبت التنظيمات العسكرية الزيانية دورا
حاسما في رد الاعتداءات الخارجية لا سيما الاعتداءات المرينية منها غرب الدولة و
هذا بسبب عدة عوامل أهمها:
1-دور عدد الجيش الزياني وشجاعة
المقاتلين:
كان للتفوق العددي في المعارك دورا
كبيرا في حسم المواجهات المباشرة و غير المباشرة بين الطرفين ، خاصة في معركتي
وادي تلاغ و واد اسلي .
و
حصر تعداد الجيش الزياني ليس بالأمر السهل في ظل غياب مصادر دقيقة تضبط عدد الجيش ضبطا تاما في جميع
المراحل التي مرت بها الدولة منذ بروزها إلى غاية أفولها، فالمصادر لم تُشر إلى ذلك على وجه التفصيل
والتحديد، غير أن عبد الرحمن بن خلدون أشار إلى أنه غداة تأسيس الدولة الزيانية كان تعداد أُسر
بني زيان حوالي الألف، في حين أن أسر المرنيين قُدرت بثلاثة آلاف[40].
ويظهر
أن تقدير عبد الرحمن بن خلدون لعدد سكان تلمسان وجيشها قليل جدا استنادا إلى حجج منطقية وتاريخية، فلا يُعقل لدولة
أن تقوم على هذا العدد القليل من السكان، وبالتالي تعداد جيشها قليل مقارنة بالانجازات العسكرية التي قامت بها مثل هزيمة
الموحدين، وتوسع حدود الدولة من نهر ملوية غربا إلى بجاية شرقا، فقد ذكر حسن
الوزان من أنه في عهد الأمير أبي تاشفين (737-718هـ/ 1318- 1337م)
فإن
عدد أسرها قُدر يومئذ بـ ستة عشر ألف أسرة[41]
، وهذا التقدير جاء بعد الحصار الأطول وما انجر عنه من مقتل عشرات الآلف من
السكان جوعا وهو ما يفسر بأن عدد السكان الزيانيين كان أكثر من هذا العدد قبل الحصار المريني.
ومهما يكن
من أمر، فإن تعداد الجيش الزياني كان أقل بكثير مقارنة بالجيش المريني، فقد أحصى
التنسي بأنه وفي أحلك أيام الحصار المريني لتملسان والذي تسبب في
مقتل مائة وعشرون ألف جوعا بناء على ذكره يحي بن خلدون[42] ، مما أدى إلى انخفاض تعداد الجيش الزياني الذي
قُدر بألف، يوم إذ لم يبق من الرعية سوى مائتين بعد أن هجرها أهلها نظرا للغلاء الفاحش الذي حل بتلمسان، وعلى
الرغم من قلة عدد الجيش الزياني فإنهم كانوا
حريصين كل يوم على مجابهة محاصريهم المرنيين الذين كانوا يفرون
من فرسان الزيانيين، ولم يجرؤوا على مهاجمتهم نظرا للشجاعة التّي
تحلى بها هؤلاء الفرسان.[43]
والذي يظهر
أن تعداد الجيش النظامي الزياني لم يقل عن الألف في أدنى الحالات، ما أفاد به حسن
الوزان الذي أشار إلى
أن الأمير الزياني لا يحوز سوى على ألف فارس بدليل أنه في يوم الاحتفال الذي يرتدي فيه الأمير لباسا جميلا في
غاية الأناقة، وأن الجواد الّذي يمتطيه عليه أجود أنواع السروج، ومع
ذلك فإن هذا الاحتفال لا يحضره سوى عدد ضئيل من الجيش لا يتجاوز
تعدادهم ألف فارس، غير أنه وفي حال نشوب حرب فإن الأمير
يُجند مختلف طبقات المجتمع القادرة على القتال: كالأعراب، والفلاحين،
والذين يُستأجرون مدة معينة لأداء المهام العسكرية المنوطة بهم.[44]
تمتع الجيش
الزياني بمعدات وأسلحة منها ما صنع محليا، ومنها ما تم استيراده، ولعل أشهر
الأدوات التي استعملها الجيش الزياني هي السيوف والرماح، كما استعملت
الخيول على نطاق واسع[45]
، كما
استخدموا الدروع ويظهر بأن الجيش كان له من الطبول
والرايات العدد الوفير بدليل أن الأمير المريني أبو ثابت بن أبي عامر
طلب من الأمير الزياني أبو حمو أن يزوده من الطبول والرايات، بالإضافة إلى الرجال
أثناء قتاله لبن سالم بن يوسف بن يعقوب،
وبفضل هذا السند والمعدات هزم أبو ثابت عمه وقتله ، ويُفيد يحي بن
خلدون من أن الأمير الزياني أعطى قائده يوسف بن حيان الهواري الطبل والبند في
حروبه مع مغراوة.[46]
وحتى الجيش المريني استعمل أيضا الطبول والبنود[47]، وذكر حسن الوزان لباس الجيش الزياني
بأنهم يضعون على أظهرهم قمصانا فضفاضة مغطاة بكساء كبير،
وفي الشتاء يضيفون له سترة من الجلد، غير أن أصحاب الرتب العالية في الجيش فيرتدون
الجوخ والمعاطف شتاءا[48] .
3-دور المنشئات
العسكرية الزيانية:
حرص أمراء
بني زيان على انشاء وترميم المباني العسكرية والتي أثبتت
نجاعتها في العديد من العمليات العسكرية، ولاسيما في حال الدفاع، فما عجز
المرينيين عن اخضاع حاضرة الزيانيين أثناء فترة الحصار إلا دليل على فعالية
الحصون العسكرية في الأوقات الصعبة، ومن ذلك فإن
الأمير أبو حمو غداة انتهاء الحصار المريني شيد الأسوار وحفر الخنادق، كما خزن
كمية لا بأس بها من الطعام والفحم والحطب والأدم
تحسبا لأي طارئ.[50]
ومن أبرز
المنشئات العسكرية التّي بُنيت في العهد الزياني، نذكر الحصون
التالية:
-قصر مزيز
دكت: احتل هذا الحصن أهمية خاصة لوقوعه في صخرة
شاقة في الطريق المؤدي من تلمسان إلى فاس، وتولى السكان
المحليون تشيد هذا القصر لحمايتهم من غارة الأعداء، واستغله الأمراء
الزيانيون بأن أقاموا عليه حراس أشداء بحكم أهمية موقعه بالنسبة
لحدودهم الغربية المتاخمة للمرينين، وفي العقود الأخيرة للدولة
ومع مجيء العثمانيين هجره السكان لمدة طويلة وحولوه إلى مخزن للحبوب[51] ، وفقد بذلك أهميته العسكرية بحكم انتهاء
الصراع العسكري الزياني المريني.
-حصن
إيسلي : يقع بين
صحراء أنكاد وتلمسان، أُسس في العهد الروماني من طرف السكان المحليين،
وفي عهد الزيانيين اكتسى هذا
الموقع أهمية كبيرة فازدحم بساكنيه وحمى حدود الدولة الجنوبية من
خطر أعراب الصحراء، إلا أن السلطان المريني أبو يوسف يعقوب بن عبد
الحق (685-658هـ/ -1259- 1286م)
خربه، مما اضطر السكان إلى هجره لسنين عديدة، ثم عادت إليه الحياة من
جديد غير أنه لم يسترجع مكانته المعهودة.[52]
حصن تامزيزديت : شيد هذا
الحصن في عهد الأمير أبي تاشفين إذ أمر قائده العسكري موسى بن
علي أن يبنيه بضفاف وادي بجاية، ودامت مدة انجازه أربعين يوما فقط،
ووطن فيها أكثر من ثلاثة آلاف فارس، وبفضل تشيد هذا الحصن بسط
الجيش الزياني سيطرته على العديد من المناطق المجاورة لبجاية.[53]
4- دور الإستراتيجية
العسكرية للجيش الزياني:
تأرجحت
الإستراتيجية العسكرية للجيش الزياني بين الهجوم والدفاع حسب الموارد البشرية
والمادية المتاحة للجيش، بالإضافة إلى الظروف
المحلية والإقليمية السائدة في المنطقة، ففي حال الضعف يكتفون
بالدفاع عن الحدود، وأما في حال القوة فإنهم يشنون هجمات خاطفة على
أعدائهم من القبائل الخارجة عن طاعتهم أو مجابهة المرينيين.
وتتخلص
الإستراتيجية العسكرية للجيش الزياني من خلال الوصية البالغة التي
أسدها الأمير الزياني أبو موسى بن عثمان، لابنه عثمان، ومما جاء فيها:
"يا بني إنّ
بني مرين بعد استفحال ملكهم واستيلائهم
على الأعمال الغربية وعلى حضرة الخلافة بمراكش، لا طاقة لنا بلقائهم إذا
جمعوا الوفور مددهم، ولا يمكنني أنا القعود عن لقائهم لمعرة النكوص عن القرن التي
أنت بعيد عنها. فإيّاك واعتماد لقائهم، وعليك باللياذ بالجدران متى
دلفوا إليك، وحاول ما استطعت الاستيلاء على ما جاورك من عمالاتهم،
وممالكهم، يستفحل به ملكك، وتكافئ حشد العدو بحشدك"[55].
وأكد يحي بن خلدون من أن الأمير يحي بن يغمراسن شن هجوما سنة
655هـ/1257م للاستيلاء على سلجماسة، فضمها إلى إمارته سنة
662هـ/ 1264م غير أنها خرجت من أيدهم سنة 673هـ/1274م.
ويرى هذا
المؤرخ أن سبب استحواذ المرنيين على سلجماسة أنهم في سنة 668هـ/ 1269م سيطر
المرينيون على مراكش، فاشتدت قوتهم بسبب تحصيلهم للأموال والرجال من
المناطق والقبائل التي استولوا عليها
.[56]
ويُفهم من
كلام يحي بن خلدون ان الإمكانيات المادية والبشرية التّي كانت بحوزة
الجيش المريني فاقت إمكانيات الجيش الزياني.
فإذا كانت
الإستراتيجية القتالية لدى الزيانيين ثابتة على حدودهم الغربية مكتفين بالدفاع وصد
الهجوم المريني بين الفينة والأخرى فإن استراتيجيتهم العسكرية ازاء
حدودهم الشرقية تراوحت بين الدفاع في حال الضعف والهجوم في حال
ما سمحت لهم إمكانياتهم بذلك.
برزت السياسة الهجومية من جديد لدى الجيش الزياني مباشرة بعد انتهاء
الحصار الأكبر الذي دام ثماني سنين وثلاثة أشهر وخمسة أيام،
ففي يوم الخميس 20ذي الحجة 706هـ الموافق لـ 21جوان 1307م، شنوا هجوما
مباغتا بقيادة الأمير أبي زيان في البر والبحر على القبائل المناوئة لهم التّي
استغلت ظروف الحصار المرير لتخرج عن طاعة
الأمراء الزيانيين، فاستهدفوا قبيلة مغراوة وزحفوا نحو الشلف واستولوا
على عدة حواضر منها، فأمنوا البلاد والعباد واسترجعوا هيبتهم، فرجع الأمير ومن معه
إلى العاصمة تلمسان محققين النصر المبين.[57]
المبحث الرابع: تقييم دور الجيش الزياني في رد
الاعتداءات المرينية
إن تقييم دور الجيش الزياني في درأ الأخطار
الخارجية والداخلية عن الدولة الزيانية والحفاظ على وجودها الجدير بالدراسة
والتحقيق بحكم الآراء والاتجاهات المتضاربة في هذا الشأن.
ومما
يلفت الانتباه أن بعض المصادر التاريخية لم تنصف انجازات الجيش الزياني ولم تعرها
أي اهتمام، كابن الأحمر الذي لم يشر إلى الجيش الزياني ولم يقدره قدره[59]،
ومما يدل على أن الجيش الزياني لم يكن لقمة سائغة لأعدائه أن السلطان المريني أبا
الحسن علي لما انتصر على الزيانيين في بجاية كتب رسالة إلى سلطان الممالك محمد بن
قلاون يبشره فيها بفتح بجاية[60]،
والمتمعن في هذه الخطوة يدرك بأن الجيش الزياني كان له شأن ولم يتغلب عليه
المرينيون إلا بشق الأنفس. وما عجزهم عن اخضاع تلمسان بعد حصار دام أكثر من ثماني
سنوات الدليل قاطع بأن الجيش الزياني كانت له مؤهلات مكنته من الصمود حتى وهو يمر
بأصعب الظروف[61].
وأكد المؤرخ الفرنسي شارل ايمنوييل ديفوك من أنه
على الرغم من حدود الدولة الزيانية لم تكن مستقرة تماما إلى درجة أن الزيانيين
اعترفوا بالسيادة الحفصية لبعض الوقت إلا أنهم سرعان ما برزوا كقوة فردية بين
المرنين والحفصيين إلى درجة أن الأوروبيين اعتبروهم أكثر الأراضي المغاربية
أصالة"[66]،
وقد أثنى كل من الرحالة العبدري والمؤرخ مارمول كربخال على حسن أخلاق أهلها[67].
وأشار
الرحالة البلوي أثناء رحلته إلى الحج بأن تلمسان تعرضت لحصار المرنيين غير أنه
وأثناء رحلة العودة وجد حاضرة الزيانيين تلمسان تنعم بالأمن والاستقرار.
هذا وظل الجيش الزياني يتقلب بين القوة والضعف،
ففي حدود سنة 825ه /1422م قوي شأن الجيش الزياني.[68]
ومهما
يكن من أمر وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت للدولة الريانية وجيشها من طرف
المؤرخين المعاصرين لها أو ممن جاء بعدهم فإنه لم يشهد تيار الهجرة الجماعية
للسكان المنضويين تحت الإمارة الزيانية نحو الشرق بل وبالعكس فقد شوهت تیار من
الهجرة متجه من الجارة الشرقية إلى الزيانيين[69].
باستثناء بعض الحالات التي عرف فيها أهل تلمسان النزوح، کسنوات الحصار المريني
الذي طال أمده.[70]
وروى
العبدري في رحلة العودة من بلاد المشرق أنه لما وصل إلى تلمسان وأراد الخروج منها
لم يتسن له ذلك خوفا من قطاع الطرق في المسلك الرابط بين تلمسان ووجدة، وانتظر انطلاق
قافلة عظيمة يتجاوز تعدادها الألف مزودة بالحراسة من لدن الجيش الزياني"[73]،
وأشار إلى هذا الطرح مارمول كربخال أنه حتى في الحالة التي يعسر فيها على الدولة
حماية القوافل التجارة المارة بالمسالك الرئيسية فإنها تلجأ إلى استئجار بعض
القبائل لتأمين الطرقات[74] وقد أشاد برواج أسواقها العبدرية. وفي رأي
الباحث أن انتعاش التجارة الزيانية
مرده
بالدرجة الكبرى إلى وجود جيش قوي قام بتأمين المسالك والأسواق من قطاع الطرق ومن
هجمات العدو.
إن
ضعف البحرية الحربية الزيانية نقطة تحسب على الجيش الزياني، فقد استغلت القوى
المحلية کثابت بن منديل الذي عاث في بلاد المغرب فسادا وتمردا، خاصة في المدية
ومازونة وبرشك وعلى إثر الحصار الذي فرضه عثمان فإن ثابت استغل الضعف الزياني
البحري فركب البحر ووصل إلى السلطان المريني يوسف بن يعقوب سنة 694ه /1295م
واستطاع أن يؤلب المرينيين على الزيانيين[76]،
فكان له اليد الطولي في الحصار الأكبر .
ودفع
الزيانيون ضريبة باهظة عن ضعفهم البحري لما تمكن الاسبان من احتلال مرسى الكبير
بوهران، وهي تركة ثقيلة ورثها الزيانيون إلى درجة أن العثمانيين وعلى الرغم من
كفاءتهم البرية والبحرية عجزوا عن تحريرها لمدة تجاوزت القرنيين والنصف من الزمن[77].
[1] مبارك محمد الميلي، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، ج 2،
المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، دط، دت، ص 422.
[2] يحي بوعزيز، موضوعات وقضايا من تاريخ الجزائر والعرب، دار الهدى،
عين ميلة - الجزائر، دط، 2004م، ص 70.
[3] ابن الأحمر، المصدر السابق، ص 14.
[4] نهر التافنا: نهر ينبع من جبل بني ورين قرب قرية سيدو جنوبي
تلمسان ويسير في إتجاه جنوبي غربي، وشمالي شرقي يصب في البحر المتوسط، ينظر :أبي
زرع الفاسي، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس،
تح، عبد الوهاب بن منصور، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، دط، 1972م، ص
291.
[5] ابن خلدون، العبر، المصدر السابق، ج7، ص 189
[6] ابن الأحمر، المصدر السابق، ص 15.
[7] هوارية بكاي، العلاقات الزيانية المرينية سياسيا وثقافيا، رسالة
ماجستير ، قسم تاریخ، جامعة تلمسان، أبو بكر بلقايد، 2008/2007 ص 21.
[8] القلقشندی، مأثر الأناقة في معالم الخلافة ،تح، عبد الستار أحمد
فراح، ج2 ، مطبعة حكومة الكويت ، ط، 1985، ص 34.
[9] عبد العزيز محمود لعرج، مدينة المنصورة المرينية بتلمسان، دراسة
تاريخية أثرية في عمراتها وعمارتها وقوتها، زهراء الشرق، القاهرة، دط، دت، ص ص
20-21.
[10] مبارك الميلي، المرجع السابق ، ص 422.
[11] عبد الرحمان الجيلالي، المرجع السابق، ج 2، ص 112.
[12] محمود لعرج، المرجع السابق ، ص 21.
[13] مبارك الميلي، المرجع السابق، ج 2، ص 422.
[14] خالد بلعربي : الصراع العسكري الزياني المريني ، مجلة الحضارة-
قسم التاريخ – جامعة الجيلالي اليابس -
سيدي بلعباس، العدد 14- شعبان 1431ه/2010م.
[15] ابن خلدون، العبر، المصدر السابق، ج7، ص 189
[16] خالد بلعربي، الدولة الزيانية في عهد يغمراسن، دار الريان للنشر و
التتوزيع، تلمسان ، 2005، ص 112.
[17] ابن خلدون، العبر، المصدر السابق، ج7، ص 86.
[18] بلغ هذا الجيش حوالي ثلاثون ألفا و كان يتكون من عناصر مختلفة من
صنهاجة و مصمودة و تلكانة ، أنظر ابن عذارى ، المصدر السابق ، ص 330.
[19] ابن أبي زرع، المصدر
السابق، ص 104.
[20] المصدر نفسه، ص 103.
[21] خالد بلعربي، المرجع السابق، ص 115.
[22] ابن خلدون، العبر، المصدر السابق، ج7، ص 195.
[23] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ج1، ص 27.
[24] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ج1، ص 28.
[25] خالد بلعربي، المرجع السابق، ص 117.
[26] المرجع نفسه، ص 118.
[27] خالد بلعربي، المرجع السابق، ص 132.
[28] يحي بن خلدون، بغية الرواد، ج6، ص 211.
[29] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ص 52.
[30] الأخضر عبدلي، المرجع السابق، ص 158.
[31] المرجع نفسه، ص 159.
[32] لسان الدين بن الخطيب، الاحاطة في أخبار غرناطة، ج2، تحقيق محمد
عبد الله عنان، دار المعارف، مصر، ص 180.
[33] يحي بن خلدون، بغية الرواد، ج2، ص 19.
[34] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ص 54.
[35] ابن خلدون، العبر، ج7، ص 56.
[36] أبو حمو موسى الزياني، المصدر السابق، ص 14.
[37] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ج1، ص 55.
[38] المرجع نفسه، ص 56.
[39] ابن خلدون، العبر، ج7، ص 260.
[40] ابن خلدون عبْد الرحمن بن محمد بن محمد (ت. 808هـ/ 1406م ( ديوان
المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي
الشأن الأكبر، تح. خليل شحادة، ط.
،2دار الفكر، 205،
ص1 .م، ج1988 /هـ1408 ،بيروت.
[41] التنسي، المصدر السابق، ص 118.
[42] يحي بن خلدون : المصدر السابق، ج1 ، ص 125 .
[43] التنسي، المصدر السابق، ص 132.
[44] حسن الوزان، المصدر السابق،
ج2، ص 23.
[45] أبو حمو الزياني، المصدر السابق، ص 18.
[46] يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج1، ص 128.
[47] اسماعيل ابن الأحمر، روضة النسرين في دولة بني مرين، ص 59.
[48] حسن الوزان، المصدر السابق،
ج2، ص 21.
[49] عبد الرحمان بن خلدون، المصدر
السابق، ج1، ص 301.
[50] التنسي، المصدر السابق، ص 136.
[51] مارمول كربخال، إفريقية، ترجمة محمد حجي و آخرون، مطابع المعارف
الجديدة، ج2، الرباط، 1989، ص 293.
[52] مارمول كربخال، المصدر نفسه، ص
48.
[53] التنسي، المصدر السابق، ص 143.
[54] اسماعيل ابن الأحمر، روضة النسرين في دولة بني مرين، ص 50.
[55] عبد الرحمان بن خلدون، المصدر
السابق، ج1، ص 123.
[56] يحي بن خلدون، المصدر السابق،
ج1، ص 115.
[57] المصدر نفسه، ص 125.
[58] روبار برنشفيك ، تاريخ إفريقية في العهد الحفصي من القرن 13إلى
القرن 15 ، ترجمة حمادي الساحلي
، ج2، دار الغرب الاسلامي، بيروت ،1988، ص77 .
[59] ابن الأحمر، تاريخ الدولة الزيانية بتلمسان، ص 212.
[60] القلقشندي، المصدر السابق،ج7، ص 413.
[61] الظاهري زين الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين ، نيل الأمل في
ذيل الدول، تح. عمر عبد السلام التدمري، المكتبة
العصرية للطباعة والنشر، بيروت، 2002م. ج4 ،ص 160.
[62] ابن العماد الحنبلي عبد الحي بن أحمد بن محمد (ت. 1089هـ/ 1679م: ( شذرات الذهب في أخبار من ذهب،
تح. محمود الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق، 1406هـ/ 1986م، ج8 ،ص 586.
[63] القلقشندي، المصدر السابق،ج7، ص 413.
[64] القلقشندي، المصدر السابق،ج8، ص 85.
[65] مقديش محمود بن سعيد (ت 1228ه/ـ
1813م:)
نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار،
تح:علي الزواري، محمد محفوظ، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1988م،ص 578.
[66] العبدري، المصدر السابق، ص 48.
[67] البلوي خالد بن عيسى بن أحمد (ت. بعد 767هـ/ 1365م( : تاج
المفرق في تحلية علماء المشرق، تح: الحسن السائح، مطبعة فضالة، المحمدية ، المغرب.
[68] ابن حجر أحمد بن علي بن محمد العسقلاني (ت. 852هـ/ 1449م( : إنباء
الغمر بأبناء العمر، تح. حسن حبشي، المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1389هـ/ 1969م، ج3 ، ص 277.
[69] برنشفيك : المصدر السابق، ج2 ، ص 161 .
[70] التنسي، المصدر السابق، ص 132.
[71] العبدري، المصدر السابق، ص 561.
[72] المصدر نفسه، ص 561.
[73] المصدر نفسه، ص 563.
[74] مارمول كربخال، المصدر السابق، ج2، ص 292.
[75] العبدري، المصدر السابق، ص 48.
[76] عبد الرحمان بن خلدون، العبر،
المصدر السابق، ج7، ص 90.
[77] أحمد توفيق المدني:
حرب
الثلاثمائة سنة بين الجزائر واسبانيا ،1792-1492 ،
الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، ص 111.