JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

المحاولات الوحدوية للحركة الوطنية الجزائرية نضال الوحدة من خلال البيان فيفري 1943

خط المقالة

 

شهدت الحرب العالمية الثانية تطور ملحوظا في الحركة الوطنية الجزائرية ومحاوله الوحدة ، وتجسد ذلك من خلال بيان الشعب الجزائري وحركة احباب البيان والحرية، والذي يعتبر خطوه ثانيه في العمل الوحدوي بعد المؤتمر الاسلامي.


 المبحث الاول: نضال الوحدة من خلال البيان فيفري 1943 .

1- ظروف اصدار البيان:

أ‌-   الظروف الداخلية:

 عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939 ،كان المثقفون الجزائريون المعتدلون قد غيروا افكارهم واتجاهاتهم بعض الشيء واصبح من اهدافهم المطالبة بحقوق وحريه اوسع

مما كان يطالبون به من قبل ووجدت السلطات الاستعمارية في نشوب الحرب فرصة ثانية فحلت كل الاحزاب والمنظمات السياسية وزجت بزعمائها في السجون[1] حيث اقدمت على حل حزب الشعب الجزائري يوم 26 سبتمبر 1939و القبض على زعيمه مصالي الحاج يوم 17 مارس 1941[2] والحكم عليه ب 16 سنه السجن غير انه اعاد تنظيم نفسه و  واصل نشاطه في السرية ،كما اعتقل بعض رجال جمعيه العلماء المسلمين مثل البشير الابراهيمي واوقفت مجله الشهاب كما ان استقالت الشيخ الطيب العقبي فجرت بشكل جلي حاله الانشقاق التي قسمت الجمعية بالإضافة الى وفاة عبد الحميد بن باديس 16 أفريل 1940 الذي اثر على المسلمين الجزائريين عموما، اما جمعيه النواب المسلمين لتأييدها ودعت السكان للوقوف الى جانبها .

أما الحزب الشيوعي كان الى جانب الحزب الفرنسي وبمجرد اعلان الحرب فقد سارعت الحكومة الفرنسية الى حله والزج بمناطليه في المعتقلات لارتباطهم بالحزب الشيوعي الفرنسي الذي اعلن مواجهة النازية[3] ومن جهة اخرى كانت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية تزداد ترديا فالحالة الاقتصادية كانت تنذر بالمجاعة ومطالب الوطنيين بالمساواة في الحقوق والغاء القوانين الاستثنائية، لكنها لم تجد اذان صاغية في البرلمان الفرنسي[4] فقد شهد تقريبا منذ نهاية 1940 -1942 ندره في الحبوب خاصه المناطق القبائلية وانتشار السوق السوداء كما عرفت عودة العمال والجنود والمسرحيين الى الجزائر في تدهور الوضعية الاجتماعية وانتشار البطالة[5]

 حاول فرحات عباس ان يتحاورا مع حكومة فيشي فطلب عن طريق رسالة ارسلها في 16 ديسمبر 1940 الى الحاكم العام" ابريال"  ( (abrial انه يكون ضمن لجنه المالية للجزائر فقام باستدعائه وعنفه وطرده وفي 10 افريل 1941 بعث بتقرير الى بيتان وضع طلبه تحت رعاية غاندي وشارل مورا و انتقد فرحات عباس في هذا التقرير اقطاعيه الاراضي والوضعية المتدنية لسته ملايين مسلم و طالب بمجموعه من الاصلاحات اهمها اعاده تأسيس طبقه الفلاحين تطوير المدرسة و المساواة بين الموظفين المسلمين والاوروبيين ،الغاء الحكومة العامة، والنظام العسكري في الجنوب....[6] انتظر فرحات عباس رد المارشال فجاءه يوم 14 اوت 1941 مختصر سآخذ بعين اعتبار اقتراحاتكم، لكنه كان مشغولا بالحرب ولم يتحقق اي شيء فانسحب فرحات عباس من اللجنة المالية الجزائرية.[7]

في 8 نوفمبر 1942 نزلت قوات الحلفاء بالجزائر فسمح هدا الانزال بزيادة  انشطة الحركة الوطنية فتصريحات روزفيلت لصالحا الشعوب المستعمرة وميثاق الاطلسي الدي نص" على" حق الشعوب في تقرير مصيرها " كان لها اصداء ايجابية في الاوساط الوطنية [8]

   حيث ظهرت قيادة جديدة باسم " فرنسا الحرة " ونصب ( جيرو , GIROND ) ممثلا لها واطلق سراح الكثير من الزعماء الحركة الوطنية ماعدا مصالي الحاج [9]

و اتيحت بذلك فرصة لتحرك فرحات عباس , حيث اتصل بالممثل الشخصي للرئيس الامريكي روزفيلت في الجزائر مورفي , كما وسع عباس نشاطه السياسي بتقديم مذكرة الى الحلفاء بما فيهم الفرنسيين باسم الجزائريين المسلمين بتاريخ : 22 ديسمبر 1942 [10]

   وقع ممثل العمالات الثلاث للجزائر : الجزائر , وهران , قسنطينة في مذكرة فرحات عباس التي جاء فيها شرط عقد مؤتمر ينتج عنه دستور سياسي واقتصادي اجتماعي جديد للجزائر مقابل المشاركة في الحركة لكنها رفضت بحجة ان دور الحلفاء هو تحرير شمال افريقيا من السيطرة الالمانية [11]

   وكانت هنالك عدة اتصالات اخرى لكن لم تقبل مقترحات ممثلي الجزائريين , فكانت خيبة امل كبير لفرحات عباس وممثلي الحركة الوطنية لعدم قبول مطالبهم , اثره الواضح في التفكير في اسلوب جديد في العمل السياسي [12].

 

وبتاريخ 7 اكتوبر 1940 الغت ادارة الاحتلال قرار كريمو 1870 والذي منح الجنسية الفرنسية ليهود الجزائر ’ ورحب الكثرين من المحتلين والجزائريين بهذا الاجراء لأنه جرد يهود الجزائر من حق المواطنة الفرنسية [13]

   وفي 14 اوت 1941 اصدر الرئيس الامريكي روزفيلت * ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل * بيانا عرف بميثاق الاطلسي , شرح فيها اهدافهما من الحرب واعلنا عن المبادئ الاساسية للسلام الدولي لبلديهما في المادتين الثالثة والرابعة كالاتي :

-                        المادة الثالثة ك يحترمان حق الشعوب في اختيار شكل الحكم الذي يروق له العيش في ظله ويعبران عن رغبتهما في ارجاع حقوق السيادة وممارسة الحكم بحرية الى الذين حرموا منها بالقوة .

-                        المادة الرابعة : سيبذلان جهدهما لتمكين كل الدول صغيرها وكبيرها المنصورة منها او المقهورة من الحصول على المواد الخام وتوفير المساواة فيما بينهما في المعاملات التجارية الضرورية لازدهار اقتصادي[14]

وبعد تحطيم الاسطورة الفرنسية كان العديد من القادة الجزائريين يفضلون الامريكيين على الفرنسيين , فقام فرحات عباس بالتوجه الى الحلفاء , ظانا بانهم هم من سيقررون مصير العالم , فتمت اولى الاتصالات بالأمريكيين بمساعدة محمد سيليني الذي التقى بفرحات عباس والدكتور سعدان والقنصل مورفي , وتوج هذا اللقاء بإمكانية إنشاء حكومة جزائرية وعدم الاستمرار في العبودية .

ب‌-الظروف الخارجية:

   عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939 اعلنت فرنسا الحرب ضد المانيا[15] فبعد ان تمكنت القوات الالمانية من اكتساح بولندا التي فرت حكومتها فيما بعد الى رومانيا بعد سقوط العاصمة وارسو يوم 28 سبتمبر 1939 على يد القوات الألمانية، وامام ضعف فرنسا عمدت الى اقامه خط ماجينو تحصينا لا راضيها الشرقية الا انها زادت ضعفا خاصه بعد اعلان ايطاليا يوم 10 جوان 1940 الحرب عليها بعد ان لاحظت تقدم القوات الألمانية في الاراضي الفرنسية.[16]

وفي 14 جوان 1940 دخلت القوات النازية باريس منتصرة فأقام الالمان حكومة مواليه لهم جنوب فرنسا سميت حكومة فيشي* ترى اسهر مارشال بيتان[17] واثر هذه الهزيمة تراجعت هبه فرنسا بصوره كبيره في قلوب الجزائريين.[18]

 وتلاشت في الاذان اسطورة القوه التي لا تقهر واثارات انتصارات المانيا موجه من الاعجاب والتعاطف معها في اوساط جزائريين وفي 25 جوان 1940 بعد استسلام فرنسا رسميا وقبولها شروط الهدنه التي اشترطتها المانيا تشكلت بالجزائر لجان الاحتلال الالماني الايطالي عرفت بلجان الهدنه وخلال ذلك عملت دول المحور على التخطيط لتقسيم الجزائر الى ثلاث اقسام القسم الشرقي القطاع القسنطيني وتونس يوضع تحت اداره ايطاليا والقسم الغربي يضم القطاع الوهراني تحت اداره اسبانيا والقسم الاوسط ويبقى تحت اداره حكومة فيشي.[19]

 

2- بيان الشعب الجزائري 1943( دراسة وتحليل)

أ‌-     صدور بيان فيفري: 

    أمام تعنت إدارة الاحتلال وعدم ترحيب قوات الحلفاء بمطالب النواب المسلمين الجزائريين التي لم تحظ بأي اعتبار اجتمع للمرة الثانية عدد من المعنيين في الحركة الوطنية والنيابات المالية والمستشارين معظمها من المنتخبين يوم 7 فيفري1943 بعدما أجرى فرحات عباس اتصال مع إدارة بيروتون الذي أعطى له الضوء الأخضر لتقديم مشروع إصلاحات لتحرير النظام الاستعماري انتهت بعقد اجتماع عند السيد بومنجل في شارع "فيالار" بالجزائر العاصمة ضم عباس وممثلين عن حزب الشعب [20]و جمعية العلماء المسلمين  و النواب الماليون الثلاث والمستشار العام قاضي عبد القادر رئيس جمعية الفلاحين ومحمد جمام رئيس جمعية الطلبة والمستشار العام أحمد الشريف سعدان.[21]

    وبعد مشاورات حدثت مع قادة الرأي العام في البالد الذين أمكن الاتصال بهم توصلوا إلى إصدار بيان يتضمن الوثائق الجزائرية السابقة(مطالب النخبة، ميثاق المؤتمر الإسلامي، مبادئ حزب الشعب).[22]

وقد اتفقوا فيما بينهم بتكليف فرحات عباس بتحريره، حيث قام هذا الأخير بكتابته في مدينة سطيف وفي هذا الصدد يقول: "فكلفت بتحريره وفدت الى مدينتي سطيف و هناك حررت بيان الشعب الجزائري"[23]  فتوج في النهاية بصدوره يوم 10 فيفري 1943 تحت عنوان "الجزائر أمام الصراع الدولي ....بيان الشعب الجزائري ".[24]      

ب‌- محتوى البيان:

    لقد استعرض البيان العلاقات الجزائرية الفرنسية منذ 1830 واكد على انها علاقه تقوم على الاضطهاد والتفرقة وحرمان الجزائريين من الحقوق الأساسية واكد على ان احتلال فرنسا من طرف ألمانيا واحتلال الجزائر من طرف الحلفاء فتح الصراع والمنافسة بين الجميع من اجل السيطرة على زمام الحكم .[25]

   كما حدد هذا البيان مسؤوليه كل واحد وذكر بمبادئ القوميات تماشيا مع الرئيس روزفيلت باسم الحلفاء الذي اكد على ضرورة احترام حقوق الشعوب الصغير والكبيرة.[26]

 لقد احتوى البيان على خمسه اقسام حيث تطرق القسم الاول الى اوضاع الجزائر منذ احتلالها و عالج القسم الثاني اهميه الحربين العالميتين في تحرير الشعوب اما القسم الثالث استعرض العلاقات الفرنسية الجزائرية منذ 1830 وتحدث عن الاستغلال والتفرقة والعنصرية، ودرس القسم الرابع فشل الاصلاحات السابقة واندلاع الحرب العالمية الثانية وأهمية نزول الحلفاء، وتضمن القسم الخامس المطالب الأساسية للجزائريين[27] وهي كالاتي:

-        ادانت الاستعمار القضاء عليه .

-       تطبيق مبدا تقرير المصير على جميع الشعوب.

-        منح الجزائر دستور خاص بها يتضمن الحرية والمساواة المطلقة لجميع السكان، والغاء الملكية الإقطاعية.

-        الاعتراف باللغة العربية وحريتي الصحافة ومجانيه التعليم وحريه العقيدة لكل السكان.

-        المشاركة الفورية والفعالة للمسلمين الجزائريين في حكومة بلدهم .

-       اطلاق سراح جميع المحكوم عليهم والمعتقلين السياسيين.[28]

 

    وصادق بالإجماع جميع النواب المسلمين الجزائريين ومنهم بومنجل، فرانسيس ،مفدي زكرياء على نص البيان وفي 31 مارس 1943 وجه وفد من ممثل البيان المتكون من فرحات عباس وابن جلول تامزالي و اورابح وابن علي الشريف والاخضري الى مقر الحاكم العام بروتون مارسيل، وقدم له نسخه من البيان ،كما ارسل نسخ الى ممثل الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا ،وروسيا كما ارسل نسخه منه الى ديغول في لندن واخرى الى الحكومة المصرية في القاهرة.[29]

     فقبل الحاكم العام بيروتون بأن يأخذ بعين الاعتبار هذا البيان وطلب من الوفد الجزائري ان يقدم خطه عمل للإصلاح وفي 3 أفريل 1943 اصدر مرسوما لتكوين لجنه من الجزائريين المسلمين سميت باللجنة الإسلامية للبحث الاقتصادي والاجتماعي.[30]

 ملحق البيان:

 اجتمعت اللجنة الإسلامية للبحث في الاقتصادي والاجتماعي مرتين من 14 الى 17 أفريل و من 23 الى 26 جوان 1943 بحضور مندوب الحكومة اوغستان بيرك بالجزائر وصادقت على عدة اجراءات وضعتها في لائحة اطلق عليها ملحق البيان[31] الذي انقسم الى فصلين، الفصل الاول تطرق الى الاصلاحات الآجلة التي يتم انجازها بعد نهاية الحرب حيث تصبح الجزائر دوله جزائرية لها دستور الخاص يضعه مجلس تأسيسه الجزائريون منتخب من طرف الجزائريين قاطبه[32]، اما الفصل الثاني فيحتوي على اصلاحات عاجله وهي تحويل الولاية العامة الى حكومة جزائرية تتألف من وزراء مسلمين فرنسيين وتحويل الإدارة العامة الحالية الى وزاره، وتقليد الوالي العام منصب رئيس الوزراء على ان يكون بمثابه سفير  فرنسا بالجزائر او مندوب سام لها.

-       تمثيل الفرنسيين والجزائريين على السواء في الهيئات والجمعيات المنتخبة.

-        تطبيق الإدارة الذاتية للدوائر والقرى وتحويل مجالس الجماعات الى مجالس بلدية.

-        منح المسلمين كل الوظائف وتمكينهم من الترقية على قدم المساواة مع الفرنسيين في نطاق التشريع الجزائري.

-        الغاء التجنيد الاجباري والعسكرية الأهلية والمساواة في ذلك .[33]

-       السماح للفيالق الجزائرية التي تحارب في اوروبا ضمن جيوش الحلفاء برفع العلم الجزائري.

 تشجيعا لهم ورفعا لمعنوياتهم .[34]

واذا لوحظ في البيان تطور سياسي ملموس فان الملحق اضافا تطورا اخر بصفه وتأكيده على الدولة الجزائرية وعلى بعض مظاهر السيادة والاستقلال.[35]

 تحليل البيان ودراسته:

    مثل بيان فيفري مرحله مهمه في نضال الحركة الوطنية الجزائرية فهو قراءه واعية لمسيرة الحرية والاستقلال والبحث المتواصل عن النظام  اللائق بالمجتمع وصراعه مع الاستعمار اثناء الحرب العالمية الثانية، حيث شكل وثيقه سياسية أيديولوجية بل ميثاق للجزائر، فتح عهدا جديدا للعمل الوحدوي في النشاط السياسي الذي مر بأزمات او بجمود منذ 1939 وفي هذا الصدد لخص فرحات عباس هذا البيان  وبصفه موضوعيه ونزيهة حصيلة 112 سنه من الاحتلال الفرنسي للبلاد معبرا فيه  عن مطامح الشعب الوطنية ووضح المشكل الجزائري في اطاره الحقيقي بلا عنف ولا حقد غدات نزول الحلفاء.[36]

   ومن خلال تحليل لمطالب البيان وملحقه نجد الوحدة تظهر في حرص واضعيه على ابداء الاعتدال في تشبثهم ووفائهم للشعور الوطني الذي يحركوا الشبيبة وألهم مندوبين حزب الشعب الذين اقروا بإبداع هذه الوثيقة لدى السلطات الاستعمارية الاعتدال لدى كاتبه في ثنائي على مبادئ الثورة الفرنسية 1789، ولم يكن ممثل الجزائر ينوون انكار اي شيء من الثقافة الفرنسية والغربية التي تلقوها والتي تبقى عزيزه عليهم بالعكس فان اخذهم من الثراء الاخلاقي والثقافي لفرنسا الام ،فهم يقرون ان استعباد الجزائر لم يكن متعمد من فرنسا بل فرض عليها بالقوة .[37]

و ارتباط البيان بالحرب العالمية الثانية من خلال مشاركة الجزائريين المسلمين الحماسية الى جانب الحلفاء واعتبار الميثاق الاطلسي الذي اعلنه الرئيس الامريكي روزفلت ضمان لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وهنا الاصل والغرض منه هو تجاوز الروح الحربية  وارساء ارضية لجميع المناضلين الجزائريين التي تولدت لديهم نبرة حادة في عدم العودة للوراء ولا مهادنه الحكومة في ممارسه سياسه الاصلاحات التي لا تدرج الجزائريين في وعاء الدولة، فالوثيقة توضح لنا الوعي الكبير بحقيقه الوطن والامه ونظام الحكم.[38]

   ومن جهة اخرى نلاحظ التطور السياسي في مطالب الحركات الوطنية الجزائرية بمختلف توجهاتها بحيث توحدت من جديد اكثر من مكانه عليه في المؤتمر الاسلامي الجزائري فكانت مطالبه ترضى جميع التيارات ( الإصلاحية والثورية ولإدماجيه الليبرالية) فبعد معاناه طويله ادرك الراي العام ان السبيل الوحيد للنجاح هو العمل الموحد.[39]

   لقد نادى فرحات عباس الى التوفيق والاجماع بين زعماء التيارات الحركة الوطنية باستثناء الحزب الشيوعي، فالحديث عن ادانه الاستعمار والغاء استغلال  شعب لآخر، تلك مطالب كثيرا ما نادى لها مصالي الحاج، واذا نظرنا الى مطالب التعليم المجاني والاجباري والاعتراف باللغة العربية، ومبدا فصل الدين عن الدولة هي مطالب جمعيه العلماء المسلمين الجزائري اما المطالبة بالمساواة والحرية فهي مطالب الاتجاه الاندماجي.[40]

    إن ما طالب البيان تقريبا كلها طالبت بها الحركة الوطنية في المؤتمر الاسلامي باستثناء نقطة واحده وهي مستقبل الجزائر، ذلك أن طريق المطالبة بالمساواة كحل ابتداء من 1936 فشل وبدأت بواد الاستقلال تطرح بعد صدور البيان الذي شرح افلاس النظام الاستعماري وفشله في تغيير الظروف واثره على الجزائريين بالفقر والجهل والتشرد وجعلهم يقررون انا الطريق الوحيدة للخروج من هذه الحالة هو اعلان الجمهورية الجزائرية المستقلة.[41]

   وحاول البيان استعراض مراحل نضال الجزائريين من اجل الكرامة، كما تطرق الى اسباب فشل سياسه الادماج والهيمنة الاستعمارية التي فرضت على الحياه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وارتباط هذا البلد كله بالعنصر الفرنسي الاوروبي ،كما ركز على مختلف المراحل التي مر بها الاستعمار وتحليل توجهات المجتمع المسلم.[42]

     ويمكن القول ان البيان اكتسى اهميه تاريخية كبيره في تطور الحركة الوطنية، فقد عبر عن روح الاجماع والتوفيق بين مختلف الايديولوجيات واستطاع ان يمزج بين افكار مصالي الحاج الثورية وجمعيه العلماء المسلمين الإصلاحية، مصالي الحاج الليبرالية، اضافه الى ذلك انه قضى على الفراغ السياسي الذي دام منذ بداية الحرب فقد جرد الثقة والامل في النفوس لمواجهه المستقبل،[43] وبذلك يمثل هذا البيان  تحول هام في تاريخ نضال الحركة السياسية في الجزائر خاصه ان معظم رجال الاحزاب والجمعيات الجزائرية انظم اليه ،وكونوا فيما بعد هيئه سمت نفسها انصار البيان والحرية التي اصبحت تطالب بالاستقلال

 ردود الفعل اتجاه البيان و بينما كان دراسة البيان جاريه على الصعيد الاداري تم تعيين الجنرال كاترو يوم 03 جوان 1943 واليا عمل الجزائر وفي هذه الفترة بدا حكم الجنرال ديكول والجنرال كاترو في الجزائر واصبحت قراراتهم تصدر باسم لجنه فرنسا الحرة، حيث كان موقف هذه الأخيرة هو بقاء الجزائر فرنسيه فالجنرال كاترو لم يعترف بما جاء في البيان وملحقه:" قائلا ان استقلال الجزائر هو ضرب من الخيال لأنها غير قابله للحياة عمليا"[44] وفي 23 جوان عبر كاترو من جديد عن رفضه لأعضاء لجنه الاصلاحات كونها تؤدي الى اضطرابات تؤثر على سير الحرب واطلق على حركه البيان الجزائري اسم العاصفة ووعد بوقفها مهما كان الثمن.[45]

وفي 22 سبتمبر 1943 رفض النواب المسلمون والحضور الدورة الطارئة للوفود المالية واعلنوا وفائهم للأهداف التي يحتوي عليها البيان وملحقه، وعلى اثر ذلك اعلن الحاكم العام حل مندوبية الاهالي واعتقال فرحات عباس والسايح عبد القادر المتهمين بدفع زملائهم للعصيان المدني ومحاولتهما عرقله العمل العادي للمجلس وزعزعت النظام العام في زمن الحرب ،وما علم المناضلون بذلك حتى نظموا مظاهره شعبية في 30 سبتمبر 1943 مطالبين بالأفراج عنهما وتزامن ذلك مع عيد الفطر حيث برهن الجزائريون ان لديهم تنظيما قادرا على التحرك والمواجهة ،وبقيا هنالك حتى 02 ديسمبر ثم اطلق سراحهما.[46]

 ولتهدئه ذلك الغليان الذي عم البلاد تراجع كاترو نوعا ما الى الوراء واعاد القسم الاهلي الى النيابة المالية وقام بإعداد اصلاحات تافهة قدمها في شبه مشروع الى الجنرال ديغول الذي اعلنها في خطاب له بمدينه قسنطينة يوم 12 ديسمبر 1943 الذي صيغه فيما بعد في مرسوم 07 مارس 1944 القانون الاساسي الذي يقضي بمنح حق المواطنة الفرنسية لحوالي 150 الف مسلم دون التخلي عن احوالهم الشخصية ويفتح باب الوظائف العامة امام المسلمين والغاء القوانين الاستثنائية، لكنه قوبل بالرفض من قبل زعماء الحركة الوطنية مصالي الحاج والبشير الابراهيمي وفرحات عباس.[47]

          

المبحث الثاني: محاوله الوحدة من خلال حركه احباب البيان والحرية

1-   تأسيس الحركة واهدافها:

 تعتبر سياسة العنف والقوه التي انتهجها الجنرال كاترو*و تشتيت  شمل النواب المسلمين بصدور مرسوم سبعه مارس 1944 الذي تمخض عن الخطاب الذي القاه ديغول بقسنطينة في 12 سبتمبر 1943 الذي قوبل بالرفض من طرف الشعب الجزائري[48] سببا رئيسيا في تأسيس حركة سياسية اطلقت عليها احباب البيان والحرية في 14 مارس 1944 بمدينه سطيف بمبادرة من فرحات عباس الذي اتصل بمختلف الهيئات والاحزاب لا قناعها بالانضمام للحركة وسلم قوانينها الأساسية لعماله قسنطينة[49] بهدف دعم المطالب التي قدمها البيان وفي هذا الصدد يتحدث فرحات عباس:" اتصلت بمختلف المنظمات .... جمعيه العلماء لم تتأخر عن الانخراط فيها وجرت بيني وبين مصالي الحاج اتصالات مشجعه ومثمرة اما الشيوعيون فأبو الانخراط في حركتنا واخذوا على سرعتي وعجلتي وأسسوا حركه اصحاب الديمقراطية والحريات مناصرة للسياسة الادماج.[50]

 حيث جاء هذا الحزب على شكل جبهة جزائرية تضم الموافقون على بيان الشعب الجزائري وهم مصالي  الحاج الشيخ الابراهيمي والدكتور الامين دباغين واحمد فرنسيس وحمل الحزب شعار الجزائر حرة.[51]    

التقت جمعية العلماء والمنتخبون وفرحات عباس وحزب الشعب في اول تجمع للحركة الذي كان هدف الاعتراف بالقضية الوطنية، الا وهي جمهورية الجزائرية متحدة مع الجمهورية الفرنسية المتجددة [52]ومن هنا يتضح ان مسار الحاج قد انضم للحركة بدافع وطني حتى لا يحدث انشقاقات داخل الحركة الموحدة ولم يكن واثق في فرنسا، فقال لفرحات عباس "انني واثق في قدرتك على اقامة جمهورية جزائرية مشتركة مع فرنسا، لكنني لا اثق بالمقابل في فرنسا فهي لن تعطيك شيئا ولن تتنازل الا بالقوة، ولن تعطيها الا ما ينتزع منها بالقوة"[53] كما ان جمعيه العلماء المسلمين قبيل الانضمام الى ذلك التجمع شرط الحفاظ على مبادئهم و برنامجهم الذين ناضلوا من اجله 14 عاما املا في تجميع الفكرة الوطنية ضد سياسة الادماج[54] ،اما الحزب الشيوعي فقد راي فكرة احباب البيان والحرية شرخا ودعى الى تأسيس هيئه اخرى اكثر اعتدالا[55]، وقد لخص فرحات عباس اهداف الحركة في مايلي:

-        الدفاع عن البيان كمهمه عاجله واكيده لهذه الحركة وتطبيق ما جاء فيه.

-        نشر الافكار الجديدة لحركة احباب البيان والحرية .

-       استنكار الاستبداد والتنديد بالعنصرية وجبروتها.[56]

-        اسعاف كل ضحايا القوانين الاستثنائية وضحايا القمع والاضطهاد .

-       اقناع كل الضحايا بشرعية حركة احباب البيان والحرية وخلق تيار موازي للبيان.

والمتتبع لبرنامج حركة احباب البيان والحرية يلاحظ تطورا كبيرا فالمادة الاولى والتي تهدف الى التعريف والدفاع عن البيان وينص صراحة على ادانه الاستعمار وتطبيق حق تقرير المصير، حيث نشرت اهدافها المتمثلة في التعريف بما جاء في البيان وملحقه ودافعت عنه امام الراي العام بالكلمة والكتابة، فالأمر يتعلق بإقامة دستور في الجمهورية الجزائرية ذات الحكم الذاتي التابع للجمهورية الفرنسية ضد الاستعمار والإمبريالية.[57]

كما انها قامت بتعليق لافتات العربية في المدن الجزائرية تعلن" لا للجنسية الفرنسية نعم للجنسية الجزائرية"[58] والحرص على وحده الصف كضرورة حتمية.[59]

2- مسار الوحدة من خلال نشاط حركه احباب البيان والحرية 1944 .

   يعتبر تجمع احباب البيان والحرية بمثابه المحاولة السياسية الثانية بعد المؤتمر الاسلامي بهدف لم شمل القوى الحية في البلاد، حيث ولأول مره تجمع التيارات الرئيسية للشعب الجزائري تحت لواء واحد (العلماء، المنتخبون، حزب الشعب) الذين كانوا يشعرون بضرورة الوحدة ويعود ذلك الفضل لمؤسسها فرحات عباس الذي نجح في خطته الرامية لتوحيد الصفوف والعمل على توسيع قاعدة حزبه بين الاوساط الشعبية، الا ان التحولات الكبرى التي طرأت على الاوضاع بداية سنه 1936 قلبت الامور فهذه المرة اصبح حزب مصالي الحاج جزء من الحركة التي ساهم في اثرائها وامسى يؤثر في  توجهاتها بشكل واضح .[60]

ومن خلال تعليماته وشعاراته كذلك على جدران المدن بكتابات ومناشير لتحفيز الشعب عن الكفاح من اجل الحرية حيث يرى ان الوسيلة الوحيدة للانتصار هي الكفاح والعمل وذلك بواسطة جريدتها السرية  L'action Algérie (النشاط الجزائري) من اجل تعويد الناس على فكرة الانتصار والكفاح حيث كانت توزع هذه الجريدة في نطاق واسع وتدعوهم لنضال حتى الاستقلال التام[61]

     كما نظمت الحركة برعاية حزب الشعب بالجزائر العاصمة سنه 1944 تظاهرات شعبية بعد صلاة عيد الفطر لتحريك مشاعر المؤمنين حيث خطب محمد غرسي في جمع من الناس "اطلقوا سراح المعتقلين السياسيين.... يحيى البيان".[62]

 أما جمعيه العلماء المسلمين فقد وافقت على مشروع فرحات عباس بإنشاء حركة احباب البيان والحرية لكنها حافظت على برنامجها ومطالبها الخاصة في المجالات الثلاث المساجد والتعليم والقضاء والدين من خلال مذكرة وجهت للحكومة الفرنسية سنه 1944 تطالب فيها بفصل التعليم والقضاء والدين عن الحكومة الفرنسية[63] حيث ضعفت في نشاطها الثقافي والتربوي بتأسيس المزيد من المدارس مع تركيزهم على توعيه الامه وايقاظ مشاعرها الوطنية بالكلمة المعبرة والتوجيه الهادئ والارشاد البين الصحيح [64]،مما يؤكد على المشاركة الفعالة للجبهة في هذه الحركة الوطنية.

واصلت حركه احباب البيان والحرية نشاطها حيث اقامت اول مؤتمر جهوي عمالي بقسنطينة في 22 ماي 1944 حضره ممثلو مختلف التيارات الوطنية واعلن ان سياسة الادماج التي اقرها قرار 7 مارس 1944 هي ضد رغبات الجزائريين و متطلعاهم وطلب من ديغول تقديم اصلاحات وهي:

-        تحرير المساجين وفي مقدمتهم مصالي.

-        ارجاع حق التنقل و الوعظ والارشاد للشيخ الابراهيمي.

-        حريه الراي والصحافة والديانة والتعليم باللغة العربية.[65]

 وقد عملت الحركة على نشر افكارها وتعويد الجماهير عليها بواسطه جريدة المساواة التي ظهر عددها الاول في سبتمبر 1944 والتي لقيت استقبالا من طرف الجماهير على اختلاف انتماءاتهم فاق كل تقدير، وهي جريدة اسبوعيه وصل عدد نسخها الى 100,000 او يزيد حيت عرفت الجريدة بدايات صعبه كتنقص الامكانيات من الورق المحال وآلة الطبع وعدم وجود موظفون اكفاء الا ان جرأة المناضلين واقدامهم خفف من الصعوبات ،وقد لعبت الجريدة دورا كبيرا في الاعلان والتنشئة السياسية للمناضلين كما نددت بالمواطنة الفرنسية( مواطنون فرنسيون؟ لا ) (مواطنون جزائريون؟ نعم )

"فلتسقط المواطنة الفرنسية"

 "عاشت المواطنة الجزائرية للجميع "[66]

ولقد تواصل تأكيد الجزائريين لمطالبهم الوحدوية في المؤتمر الثاني المنعقد في جانفي 1945 طالبوا فيه بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية.[67]

لكن التحول الجذري لبرنامج المؤتمر لم يظهر الا من اللوائح التي صادق عليها اول مؤتمر اقيمت اشغاله بالجزائر ايام 2، 3، 4 مارس 1945 استطاع حزب الشعب تعبئه الجماهير واظهار مزايا ووجهات نظرهم التي انتهت بمذكره طلبيه تطالب بإطلاق مصالي الحاج مباشره[68]، حيث ساد هذا المؤتمر جو من التفاهم والأخوة والاتحاد ومثلته الهيئات الثلاث جمعيه العلماء، حزب الشعب ،والنواب ،برئاسة فرحات عباس طالب فيه بإنشاء جمهوريه جزائرية مستقله ضد الاستعمار وانشاء حكومة وبرلمان للجزائريين.[69]

    بالرغم من النجاح الكبير الذي لاقته حركة احباب البيان والحرية من تيارات الحركة على مستوى الجماهير حيث وصلت الى 500 الف منخرط الا انه بدأت  انشقاقات وخلافات داخل التجمع حيث انقسم اعضائه الى انصار فرحات عباس اطلق عليهم المعتدلون ايدو فكره قيام جمهوريه مستقله ذاتيا ومتحدة فيدراليا مع فرنسا وفي المقابل مؤيدي مصالي الحاج الذين رفضوا ذلك وطالبوا بضرورة الاعتراف بالجنسية الجزائرية، بعد اخذ ورد خرج المؤتمر بقرارات كانت لصالح حزب الشعب [70]من بينها الاعتراف بالجنسية الجزائرية و وضع دستور جزائري ديمقراطي جمهوري واستبدال المجالس الجزائرية ببرلمان منتخب بالإضافة الى استبدال الحكومة العامة بحكومة جزائرية والاعتراف بالألوان الوطنية[71]

2- موقف الإدارة الفرنسية من الحركة:

      لقد تميز الوضع العام في الجزائر سنه 1945 بتحرك سياسي واسع لجميع الفئات الجزائرية واهم حركه علقت عليها الآمال حين اذن هي حركه احباب البيان والحرية التي تمكنت من خلق وحده وطنيه جعلت الإدارة الفرنسية تتوخى عواقبها وجعلت المعمرين والمتطرفين الفرنسيين يشتدون في التعامل عليها ومحاوله تحطيمها وفي هذا الصدد جاء رد الفعل الإدارة الفرنسية في اتجاهين كالاتي:

أ‌-      مخطط شاتينيو والمعمرين:

   عزل كاترو عن ولاية الجزائر في نهاية شهر سبتمبر 1944 وعوض بالدبلوماسي المحنك     " ايف شانتينو" الذي كان له الاطلاع الواسع بالأوضاع ومشاكل العالم العربي والاسلامي معا ومنها الجزائر حيث وصفه فرحات عباس بالمتحرر ويعتبر الخليفة الحقيقي ليموريس فيوليت الذي  حكم الجزائر بين سنتين( 1927- 1930 ) [72]وهو جامعي مثقف وصفته صحيفه حركه المساواة" اننا نؤكد دون تحفظا واحترامنا لشخصيه السيد شاتينيو وتقديرا لخلقه واعجابنا بكرمه نواياه"

    لكن رغم ذلك كان خطيرا حيث اعد خطه للتقسيم حزب الحركة الوطنية وقررت الإدارة الفرنسية في عهده عدم التفاوض مع حركة احباب البيان والحرية بل صعدت قمعها لحزب الشعب وذلك باعتقال 50 قياديا منه في ابريل 1945  الذي اعتبرته الغطاء الشرعي للحركة بعد فشل الإدارة الفرنسية في تقسيم الحركة وفصل الجماهير عن القاعدة لجأت الى سياسه جزئيه من الاصلاحات الاقتصادية شملت مجالات متعددة منها الصحة والاسكان وايجاد حل الفلاحين منزوعي الاراضي والإدارة....الخ. ولاقت هذه الاصلاحات صعوبات كون المعمرين غير مستعدين الى اي تضحيات حاليه لصالح المسلمين [73]فكانوا ضده واطلقوا عليه اسم ابن محمد شانتينيو سخريه به اتهاما له بانه كان يتعاطف مع الجزائريين.[74]

امام تطور هذه المطالب وكثافه الاقبال الجماهيري من المجتمع راح المعمرين يحيكون الدسائس والمؤتمرات في الخفاء ،حيث كان يديرون في الليل اثارة الاستفزازات التي تمكنهم من القضاء على الحركة[75] و عارضوا بشدة مرسوم07مارس 1944 الادماجي وزاد حقدهم كذلك من حركه احباب البيان والحرية التي تدعو الى اقامه دولة جزائرية وعملوا على تحطيمها وذلك بمحاولتهم منع اجراء الانتخابات البلدية بالجزائر حتى لا يفوز فيها انصار الحركة[76]

ب‌-  مجازر 8 ماي 1945 :

    مثلت هذه المجازر الاتجاه الثاني من الرد الفرنسي والتي لم تكن ردا على تجمع احباب البيان والحرية فحسب بل عملا شنيعا استهدف القضاء على التطور الذي عرفته الحركة الوطنية خلال الحرب العالمية الثانية ووضع حدا للمد التحرري الذي تمثل في تجمع احباب البيان والحرية.

    لقد كانت الجزائر مسرحا لا حداث داميه في شهر ماي 1945 حيث تقرر تنظيم مظاهرات سلميه من طرف الجزائريين احتفالا وابتهاجا ليوم النصر على النازية و الفاشية، وحملوا لافتات كتب عليها شعارات مثل تحيا الجزائر المستقلة يسقط الاستعمار تحيا الجامعة العربية، لكن سرعان ما تحولت هذه المظاهرات الى مجازر بعد ان اقدم عناصر البوليس على نزع العلم الوطني من ايدي المتظاهرين خاصه سطيف قالمة و خراطة، وبذلك تحولت الساحات الى تقتيل جماعي واعتقالات راح ضحيتها اكثر من 45 الف شهيد.[77]

     وعلى اثر هذه الحوادث والمجازر الأليمة اقدمت الإدارة الفرنسية على حل الاحزاب السياسية واعتقال زعمائها كفرحات عباس والدكتور سعدان[78] واعلنت حاله الطوارئ والقاء القبض على الشيخ البشير الابراهيمي و عشرات الالاف من انصاره[79] وتم حل حركه احباب البيان والحرية بقرار حكومي في 14 مارس 1945 محتجزه املاكها المنقولة وغير منقولة وايقاف جريدة المساواة عن الصدور متهمة حزب الشعب بتدبير الثورة ضدها ،و حلت  جمعية حي الاطفال في 18 ماي 1945[80] واصبحت الحركة تنشط في السر مثل حزب الشعب وجمعيه العلماء بعد اطلاق سراح فرحات عباس في 16 مارس 1946 تولى انشاء الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري.[81]

 لقد كانت لأحداث 8 ماي 1945 انعكاسات مهمه اما من ناحيه التاريخ الحركة الوطنية الجزائرية او تاريخ علاقات الوطنيين مع الإدارة الفرنسية ،كما عدلت الكثير من المفاهيم والاتجاهات و فسحت المجال اكثر نحو الفكرة الاستقلالية الثورية .[82]

المبحث الثالث: تقييم محاوله الوحدة خلال الحرب العالمية الثانية :

   مرت الحركة الوطنية الجزائرية اثناء الحرب العالمية الثانية بعده مراحل متباينة ساهمت في بلورت فكرة الاتحاد بين تياراتها السياسية نذكر منها:

 المرحلة الاولى(  1939 - 1942  ):  شهدت هذه المرحلة شلل كل عمل سياسي واقتصادي خاصة بعد انهزام فرنسا عام 1940 الذي كان ضربه موجهه لوجودها في الجزائر حيث تسببت في تدهور الاقتصاد الجزائري[83] وحل الاحزاب السياسية واضطهاد قادة الحركة الوطنية وجعلها تفتقر الى قياده قويه فقد مات الامام عبد الحميد بن باديس الذي كان محل تقدير الجميع ودخل مصالي الحاج السجن ونفيه وفقد ابن جلول ثقه الجزائريين منذ ظهوره في الثلاثينيات لمواقفه الغامضة[84] بالإضافة الى اعتلاء حكومة المارشال بيتان الحكم حيث اتخذت اجراءات تعسفيه ضد الجزائريين المسلمين واليهود على حد سواء وذلك من خلال خطاب الجماهير بلغه الاستسلام ليظهر بريق الامل بصدور الميثاق الاطلسي عام 1941 الذي ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها حيث اعتبر فاتحه لعهد جديد للشعب الجزائري للمطالبة بحقوقه .

المرحلة الثانية( 1942 – 1944): كانت هذه الفترة حاسمه مليئة بالنشاط والتجارب للحركة الوطنية حيث مهد الوضع السياسي للجزائر نزول الحلفاء سنه 1942 وما صاحبه من انتشار الوعي السياسي دفع بفرحات عباس لصداره الاحداث للقيام بعمل موحد لمواجهه النظام الاستعماري وذلك من خلال مذكره 20 ديسمبر 1942 الموجهة للسلطات الاستعمارية للمطالبة بدستور اقتصادي واجتماعي وسياسي لتتمكن الحركة فيما بعد من توحيد صفوفها بإصدار بيان الشعب الجزائري 1943 الذي يعتبر بادرة اخرى ساهمت ولو بالقليل في لفت انظار السلطات الاستعمارية واستنكار وجودها في الجزائر.[85]

المرحلة الثالثة( 1944- 1945 ): اصبحت الحركة الوطنية اكثر صلابة واكثر وعيا واعمق تجربة [86]حيث اصدرت في اول عدد من مجلتها الأسبوعية المساواة 1944 لذلك حاولت فرنسا امتصاص ذلك الوعي السياسي في اصدار بعض الاصلاحات اهمها مرسوم 07 مارس 1944 الذي تمنح حق المواطن الفرنسية وهذا الأخير لم يلقى اي استجابة لدى الجزائريين الذين ساهموا في تأسيس حركة احباب البيان والحرية في 14 مارس 1944 رد فعل عن المرسوم وتعبيرا عن رفيهم اياه هذه الحركة التي اعتبرت كخطوة ايجابية لتواصل النظام السياسي ونمو الوعي الوطني رغم مطالبها المتواضعة  فقد بعثت الامل من جديد في وسط الجزائريين باعتبارها حركة وطنية تجمع في صفوفها كل الاتجاهات التي اتخذت منعطف جديدا وبذلك اصبحت كلمة الجزائريين لأول مره موحدة وراء هدف واحد ضمن اطار الشخصية الوطنية، لكن هاته الحركة لم تعمر طويلا بسبب اهدافها الواضحة والقوية والداعية للاستقلال الوطني و ضعفت بسبب اختلاف استراتيجية الاتجاهات الثلاثة المتباينة           ( الوطنيون، الاصلاحيون، الثوريون) ونجاح السياسة الصعبة في دفع التشكيلات الثلاث الى الانفصال عن بعضها البعض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خلاصة الفصل:

   تعتبر محاولة الوحدة للحركة الوطنية خلال الحرب العالمية (1939/1945) أكثر نجاحا وتأثيرا في الجزائريين فبيان فيفري 1943 أعاد ربط العلاقة بين 40 بالمائة من الشعب الجزائري تحت راية العروبة والاسلام حيث اتفقت عليه معظم اتجاهات الحركة الوطنية وبعث الامل في نفوس الجزائريين خاصة وأنه تطرق للاستقلال والشخصية الوطنية الجزائرية , وكان أرضية سياسية لتجمع أحباب البيان والحرية 14 مارس 1944.

  أما حركة أحباب البيان والحرية 1944 فتعتبر رد فعل ضد أمرية 07 مارس 1944 التي أصدرتها السلطات الاستعمارية فقد بعثت هاته الحركة الامل من جديد في وسط الجزائريين باعتبارها حركة وطنية تجمع في صفوفها كل اتجاهات الحركة الوطنية الا أنه وبسبب دعوتها الصريحة للاستقلال واختلاف ايديولوجية اتجاهات الحركة الوطنية لم تعمر حركة أحباب البيان والحرية طويلا .



[1] يحيى بوعزيز: الاتجاه اليميني في الحركة الوطنية  من خلال نصوصه (1912-1948)، (د،ط) ،دار البصائر للنشر والتوزيع،  الجزائر، 2009، ص 114.

[2] حميد عبد الحميد : المرجع السابق ،ص85.

اسماعيل سامعي : انتفاضة 08 ماي 1945 بقالمة و مناطقها ، (د.ط) ، دار الهدى ، قالمة ،2004 ، ص ص 3،4 .

[3] الطيب العلوي :المرجع السابق ، ص 214.

[4] ابو القاسم سعد الله :الحركة الوطنية الجزائر،ج3،المرجع السابق، ص 173.

[5] شارل روبيرو أجيرون : المرجع السابق، ص 870.

[6] محفوظ قداش : جزائر الجزائريين , تاريخ الجزائر ( 1930 -1954) , ( د .ط ) , ت ر محمد المعراجي , منشورات a n ef  ( د م ) 2008 ص 870

[7] شارلي اندري جوليان افريقيا الشمالية تسير القوميات الإسلامية والسيادة الفرنسية،(د.ط) المنسي سليم الطيب المهري واخرون ،مرا فريده الوداني، الدار التونسية للنشر، 1946،ص 310.

[8] محفوظ قداش :المرجع السابق, ص 339.

[9] محمد العلوي : المرجع السابق , ص 2.4 .

[10] أحمد مريوش: المرجع السابق ص 307.

[11] اسعد لهلالي : المواقف السياسية للشيخ محمد خير الدين , المؤتمر الاسلامي 1936 وبيان الشعب الجزائري 1943 , مجلة الحكمة للدراسات , ع 20, مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع , الجزائر 2013 , ص ص 301-302.

[12] أحمد مريوش : المرجع نفسه , ص 307

[13] عز الدين معزة : فرحات عباس ودوره في الحركة الوطنية ومرحلة الاستقلال (1899-1985) مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ الحديث والمعاصر , قسم التاريخ , جامعة منتوري , قسنطينة , (2004-2005) ص 46

*روزفيلت : فرانكلين روزفيلت ( 1888- 1945) رجل دولة والرئيس الثلاثون للولايات المتحدة الامريكية ( 1933-1945) من الحزب الديمقراطي , شارك في الح ع 1 واصيب بشلل اقعده 7 سنوات بعيدا عن السياسة وفي 1932انتخب رئيسا للجمهورية , واعيد انتخابه مجددا اعوام 1936-1940-1944 وبذلك يصبح اول رئيس ينتخب 4 دورات متتالية , انشا منضمة الامم المتحدة , انظر مجموعة من المؤلفين : موسوعة مشاهير القادة العسكريين والسياسيين , ج3 , ط1 , دار الصداقة العربية , بيروت , 2002 ص ص 117-119

**تشرشل :سيرونستون تشرشل : رجل سياسي ورجل دولة بريطاني ( 1874-1965) عين وزير للتجارة ثم للحربية وسنة 1940رئيسا للوزراء , انظر مجموعة من المؤلفين , مرجع سابق و ص ص 93-95

[14] عبد الحميد زوزو : تاريخ الاستعمار والتحررفي افريقيا ( د ط ) , ديوان المطبوعات الجامعية , الجزائر 2009 , ص 128

[15] عبد الرحمن بن براهيم بن العقون: الكفاح القومي والسياسي،ج2، المرجع السابق ص261.

[16] عامر رخيله 08 ماي 1945 المنعطف الحاسم في مسار الحركة الوطنية،(د.ط) ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،(د.ت)،ص 19.

* حكومة استمرت ما بين 1940 - 1944 خلفت الجمهورية الفرنسية ترأسها الماريشال فيليب بيتان بعد سقوط فرنسا بيد المانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية وانتخبت الحكومة من قبل الجمعية الوطنية الفرنسية بتاريخ 10/12/1940 ومنحه رئيسها بتان صلاحيات واسعه انظر بنيامين ستورا: المرجع السابق، ص 182..

[17] حميد عبد القادر: المرجع السابق، ص 87.

[18] بن يوسف بن خده: المرجع السابق، ص121.

[19] اسماعيل سامحي: المرجع السابق،ص4.

 

[20] محفوظ قداش : تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية ،ج2، المرجع السابق ،ص854.

[21] يحيى بوعزيز:ة موضوعات و قضايا من تاريخ الجزائر و العرب ،ج2،(د.ط) ، دار الهدى ، الجزائر ،2004،ص330.

[22] ابو القاسم سعدج الله : الحركة الوطنية الجزائرية،ج3،المرجع السابق ،ص208

[23] محمد الطيب العلوي : المرجع السابق ،ص225.

[24] آني راي فولدزيغر : جذور حرب الجزائر 1940-1945 من فرنسا الكبير الى مجازر الشمال القسنطيني ،ترجمة :وردة لبنان / تحقيق:حاج مسعود ،(د.ط) ،دار القصبة للنشر نالجزائر ،2005،ص 228.

[25] ابو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية ،ج3، المرجع السابق ،ص 208

[26]يحيى بوعزيز: الاتجاه اليمين في الحركة الوطنية، المرجع السابق، ص84.

[27] احمد مريوش :المرجع السابق،ص308.

[28] عثمان السعدي: الجزائر في التاريخ من العصور القديمة حتى سنه 1954 ،ط1،دار الامه للطباعة والنشر، الجزائر،2011،ص714.

 

[29] فرحات عباس :المصدر نفسه،ص175.

[30] احمد مريوش :المرجع السابق، ص308.

[31] يحيى بوعزيز: المرجع السابق ،ص106

[32] محمد الطيب العلوي المرجع السابق،ص228.

[33] يحيى بوعزيز: موضوعات وقضايا في تاريخ الجزائر، المرجع السابق، ص332.

[34] فرحات عباس  المصدر السابق.، ص181.

[35] محمد الطيب العلوي: المرجع السابق،ص210.

[36] فرحات عباس  المصدر السابق.، ص149.

[37] محفوظ قداش: تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، ج 2،المرجع السابق، ص ص 854-855.

[38] محفوظ قداش: المرجع السابق،ص855.

[39] اني راي فولد ريجر: المرجع السابق،ص231.

[40] شبشوب محمد : المرجع السابق،ص231.

[41] جلال يحيى: المغرب الكبير الفترة المعاصرة وحركات التحرر والاستقلال،ج3،(د.ط)، الدار القومية للطباعة والنشر الإسكندرية ،1966،ص1063.

[42] محفوظ قداش: تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، المرج،ج2، السابق،ص855.

[43] بوعبد الله عبد الحفيظ: فرحات عباس: الادماج والوطنية 1919-1962 مذكرة  لنيل شهاده الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر، اشراف يوسف ناصريه جامعه باتنة 2005-2006، ص261 .

 [44] جلال يحيى: المصدر السابق،ص1063.

[45] ابو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية،ج2، المرجع السابق،ص214.

 

[46] بن يوسف بن خدة: المرجع السابق،ص131.

[47] ناهد الدسوقي، دراسات في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر الحركة الوطنيه الجزائريه في الفتره ما بين الحربين 1939 1918 منشاه المعارف الاسكندريه ص5.

* كاتروا:( 1877 1969) جنرال فرنسي دبلوماسي ولد ولد بسعيدة عين واليا على الجزائر  بدلا من بيرتون ومندوب الدولة للشؤون الإسلامية 3 جوان 1944 قضى جانبا وافرا من حياته العامة بإفريقيا الشمالية وبالشرق الادنى انظر: شارل اندري جوليان: المرجع السابق،ص324.

[48] فرحات عباس: المصدر السابق،ص159.

[49] عامر رخيلة: المرجع السابق،ص230.

[50] محمد الطيب العلوي :المرجع السابق،ص230.

[51] حميد عبد القادر: المرجع السابق،ص100.

[52] احمد مهساس: الحركة الوطنية الثورية في الجزائر دار المعرقة الجزائر،2007ص211.

[53] احمد عبد القادر: المرجع السابق ،ص 100.

[54] عبد الكريم ابو الصفصاف: جمعيه العلماء المسلمين وعلاقتها بالحركات الجزائرية الاخرى،المرجع السابق، ص461.

[55] عبد الرحمن بن براهيم بن العقون: الكفاح القومي والسياسي،ج2، المرجع السابق،ص132.

[56] مؤمن العمري: المرجع السابق ص58.

 

[57] فرحات عباس :المصدر السابق ص160.

[58] محفوظ قداش : تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية ،ج2،المرجع السابق ص 844.

[59] عبد الكريم بوالصفصاف: جمعيه العلماء المسلمين الجزائريين وعلاقتها بالحركات الجزائرية الاخرى، المرجع السابق ص470.

[60] اني راي فولد زيغر: المرجع السابق ص282.

[61] شارل روبير جيرون: المرجع السابق ص924

[62] محمد يوسفي: الجزائر في ظل المسيرة النضالية العامية: محمد الشريف بن دالي حسينط2، منشورات تالة الجزائر210ص59.

[63] عبد الكريم بوالصفصاف: جمعيه العلماء المسلمين الجزائريين وعلاقتها بالحركات الجزائرية الاخرى، المرجع السابق ص ص 459.460.

[64] عبد الحميد زوزو: محطات في تاريخ الجزائر دراسات في الحركة الوطنية والثورة التحريرية على ضوء وثائق جديده: (د.ط) دارهومة ،الجزائر 2005 صفحه 226

[65] عبد الرحمن بن براهيم بن عقون :الكفاح القومي السياسي،ج1، المرجع السابق ص ص 339-340.

[66] محفوظ قداش: الحركة الوطنية الجزائرية، المرجع السابق ص ص 958-959

[67] ابو القاسم اسعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية،ج3، المرجع السابق، ص230.

 

[68] Radouane Ainad taher 8 mai 1945 le genocide,Anep-2002 Pp24-25

[69] عبد الكريم ابو صفصاف: جمعيه العلماء المسلمين الجزائريين وعلاقتها بالحركات الاخرى،المرجع السابق ص 468

[70] شبشوب محمد: الجزائر في الحرب العالمية الثانية ( 1945 / 1939 ) دراسة اجتماعيه اطروحه لنيل شهاده الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر ،قسم التاريخ وعلم الاثار ،جامعه وهران ،ج2،المرجع السابق ص908.

[71] محفوظ قداش :تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية،ج2، المرجع السابق ص908.

[72] يحيى بوعزيز اتجاه اليمين في الحركه الوطنيه من خلال نصوصه المرجع السابق ص100.

[73] محفوظ قداش: تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، المرجع السابق ص ص 961-964.

[74] ابو القاسم اسعد الله الحركة الوطنية الجزائرية،ج3 ص 241.

[75] فرحات عباس: المصد السابق ص 188.

[76] يحيى بوعزيز الاتجاه اليمين من خلال نصوصه (1912.1948) ،المرجع السابق ص100.

[77] جون لويس بلانش: سطيف 1945 بوادر المجزرة، ترجمه عزيزي عبد السلام واخرون، دار القصبة للنشر، الجزائر،2007 ص ص201-236.

[78] ذكر فرحات عباس بنفسه انه كان في قاعه الانتظار في الجزائر مع سعدان على الساعة العاشرة و ثلاثين دقيقة صباحا ينتظر اذن لمقابله الوالي العام ايف شانتينيو هو تهنئته بانتصار فرنسا والحلفاء في الحرب وعندما وصلت صور الحوادث في مقر الولاية اعتقل الى السجن انظر فرحات عباس المصدر السابق،ص193.

[79] ابو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية،ج3، المرجع السابق، ص 239.

[80] محفوظ قداش: تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، المرجع السابق ص 1020.

[81] السعيد بو الشعير: النظام السياسي الجزائري دراسة تحليليه لطبيعة النظام الحكم في ضوء دستوري( 1963 1976 ) ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر 2012 ص24.

[82] محفوظ قداش: تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، المرجع السابق ص 1021.

[83] ناهد ابراهيم الدسوقي: المرجع السابق،ص5.

[84] ابو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية،ج3، المرجع السابق ص 185.

[85] اسماعيل سامعي: المرجع السابق ص05.

 

[86] ابو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية ،ج3، ص244.

الاسمبريد إلكترونيرسالة