JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

مقالات فلسفية متوقعة بكالوريا 2022

خط المقالة

 مقالات فلسفية متوقعة باك 2022

خاصة بشعبة لغات اجنبية

💕💕
مقالة فلسفية حول العنف و التسامح

مقالة جدلية :العنف و التسامح

1/ مقدمة : (طرح الإشكال ) :
العنف من الظواهر الاجتماعية التي لا يخلو منها أي مجتمع في شتى الأزمنة ، و يقصد به كل عمل يلحق أذًى بالآخرين سواء كان هذا الأذى ماديا أو معنويا ، و بما أنه سلوك عدواني انتقامي فإنه يستوجب معه استخدام القوة التي تنتهي إما بالتسلط على الآخر ، أو تنبيهه ـ على الأقل ـ بوجود كراهية تجاهه . غير أن الاختلاف بين المفكرين تمثل في مشروعية العنف . فمنهم من اعتبره ظاهرة ايجابية لها مبرراتها الطبيعية . ومنهم من رأى فيه سلوكا مرضيا سلبيا لا ينتهي إلا بمزيد من العنف المضاد و مضاعفته ، وعليه : هل العنف ظاهرة طبيعية مشروعة يمكن تبريرها كظاهر انسانية ؟ ام انه سلوك مرضي سلبي يفقد كل مبرراته و مشروعيته ؟
2ـ التوسيع (محاولة حل الإشكال) :
القضية :
إن (العنف ظاهرة طبيعية لها مبراتها و مشروعيتها) ، وهو خيار لا بد منه ، في نظر كثير من المفكرين ، و في اعتقاد كثير من الشعوب .
الحجج والبراهين :
و في تبريرهم للعنف يستندون على مسلمات منها :
أن الحياة التي يعيشها الانسان ليست بالبساطة و السلامة التي تجعل من الإنسان مسالما و وديعا ، فمنذ بدأ الإنسان حياته. بدأها بالصراع و سيبقى كذلك ، مما يجعل ظاهرة العنف مرادفة للحياة . تتعذر سيرورتها من دونه .
يقول هرقليطس (العنف أصل العلم ومحركه ، فلكي تكون الأشياء لابد من نفي الشيء وتحطيمه.فالقتال هو أبو سائر الأشياء وملك كل شيء والعنف هو موت يتضمن الحياة . ) ، فصراع الأضداد قانون طبيعي ، بمقتضى أن النقيضين لا يجتمعان ، وبحكم أن الشيء يميل إلى مثله و ينفر من ضده ، وبتعبير كليكلاس : ( إذا كان القوي في الطبيعة هو الذي يسيطر فإنه من العدل أن يكون الأمر كذلك في المجتمع الإنساني ، ومن العدل أن يكون الأقوى فيه هو المتفوق و صاحب السلطة .. فالقانون الحقيقي هو قانون الأقوى)
وقريب من هذا الرأي يقول ميشال فوكو : " إن الأقوى ماديا هو الذي يفرض حقيقته ولو كانت كاذبة " لأن رفض هذه الحقيقة الكاذبة من طرف الضعيف معناه الحكم على ذاته بالموت و النفي من طرف هذا القوي المتسلط ، و هذا ما يؤكده مسلسل صراع الحضارات و الحروب العالمية. وعن هذا التناقض يبيّن غوسدورف : " أن ازدواجية الأنا والآخر تتألف في شكل صراع " فطبيعة الإنسان تتميز بالأثرة ، و الأنانية ، ولاستمرار بقاء هذه الذات يجب إقصاء الآخر الذي يهدد وجودها ، لأن واقع الإنسانية يتشكل من تركيبات سيكوسوسيولوجية لأجناس متباينة ما يجعل الإنسان على حد تعبير هوبز : " ذئب على أخيه الإنسان "
ومن الناحية التحليلية للنفس يؤكد فرويد أن أصل العنف يتحدد كصراع بين نزعتين أساسيتين : نزعة الحياة (إيروس) ، ونزعة الموت (ثناطوس) الأولى تنزع نحو المحافظة على حياة الذات ، والثانية : تنزع نحو إرجاع الحياة إلى السكون .
و بشكل عام الثورات الشريفة ترى في العنف واجبا أخلاقيا يستهدف استئصال الظلم من المجتمع ، و تصحيح الواقع الرديء. يقول الزعيم الصيني ماو تسي تونغ :" إننا نقوم بالحرب من أجل السلم ، لا الحرب من أجل الحرب " ،
لذلك فتحرير الأرض من المغتصب غاية شريفة تبرر استخدام العنف ، وفقا للمقولة التي ترى أنه " ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلى بالقوة "
النقد والتقييم :
ومن هنا فالعنف وسيلة شريفة بشرف غايته ، وهو ضرورة هدفها تصحيح الواقع ، و إعادة الأوضاع إلى طبيعتها .
لكن مبررات العنف لا يجب أن تتخذ كذريعة لاستخدامه في كل شيء ، لأن كثيرا ممن يستخدمون العنف يتسترون وراء الدفاع عن النفس ، فالولايات المتحدة مثلا تبسط سيطرتها على بعض الدول الضعيفة بحجة نشر الديمقراطية و القيم الإنسانية ، و إسرائيل ترتكب المجازر في الأراضي الفلسطينية بحجة الدفاع عن نفسها وحماية أمن مواطينها .
نقيض الاطروحة:
وعليه (لا يوجد في الحياة الإنسانية برمتها ما يبرر العنف إلا في كونه ظاهرة مرضية) ، وهو سلوك لا يتوافق والطبيعة الإنسانية ، كونها ترفض أن يُعتدى عليها . لذا فقد آثرت الشرائعُ السماوية الوضعيةُ سواء ، تقديمَ الوسائل السلمية بدلا من الوسائل القمعية ، و جعلت من حيث الترتيب اللاعنف أولى من العنف . والتسامح أولى من اللاتسامح .
الحجج والبراهين :
و لا ريب أن الطبيعة البشرية هي طبيعة مسالمة ، تأبى أن يلحقها أذى من طرف آخر ، و وقوفها عند حدودها وعدم التعرض للآخرين بتهديد استقرارهم معناه أنها تحافظ على استقرارها هي أيضا ، و هذا الأسلوب المسمى باللاعنف لا يمكن وصفه بالتراجع أو التخاذل ، وإنما هو أسلوب في محاربة الشر منعا لاستفحاله ، و تغذيته بعنف مضاد .
و إذا كان العنف في مجتمع الغاب يستند على القوة و الغلبة ، والإجهاز على الضعفاء ، فإن قوة الإنسان تكمن في حكمته و تعقله يقول غاندي:
" اللاعنف هو قانون الجنس البشري ، و العنف هو قانون البهيمة " .
و لكسب عقول الناس وقلوبهم شرع الإسلام الأساليب الحوارية و السبل الإقناعية بدلا من التعنيف و التجريح و إقصاء الآخرين لقوله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن " وقوله صلى الله عليه وسلم :" يسروا ولا تعسروا ، بشروا ولا تنفروا " .
و لأن من سمات الحياة وجود الاختلاف بين الناس في الدين والمواقف والرؤى و الأفكار ، فالوسيلة الوحيدة للجمع بين المتناقضات على نحو
سلمي تبقى دائما هي عدم الإكراه على شيء من الأشياء لقوله تعالى : " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " ، و من الناحية العملية للتسامح في واقع المسلمين يطلعنا التاريخ على صور كثيرة منه ، منها إعطاء عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الأمان للصليبيين الذين كانوا يشكلون الأقلية من سكان بيت المقدس وهذا بعد أن فتحها المسلمون في عهد هذا الخليفة .
و من أجل حترام إنسانية الإنسان لا لشيء سوى كونه غاية في ذاته جاء في نقد العقل العملي لـ كانط : " اعمل دائما بحيث تعامل أفراد الإنسانية في شخصك و شخص الآخرين كغاية لا مجرد واسطة "
و في وصفه للفيلسوف الحق يقول دالامبير : " إن الفيلسوف لا يعثر بسهولة على شخص متسامح مثله "
ولعل الغاية من هذا اللاعنف هي قيمة الإنسان و قداسته ، بغض النظر عن فصيله أو قبيله ، وهذا ما حذا بالمفكر روجي جارودي إلى أن يدعو في حوار الحضارات إلى اعتناق الإنسان مهما كانت عقيدته ، أو جنسيته ، وذلك على أساس التسامح والمحبة "
النقد والتقييم :
لا يمكن أن نتجاهل أن الحفاظ على الإستقرار و الأمن و اللاعنف هي من الأهداف التي يطمح إليها الأفراد الجماعات سواء ،
لكن هذه النظريات والرؤى التي تجعل من اللاعنف بديلا عن العنف قد ركزت بالأساس على ما يجب أن يكون عليه السلوك البشري
أمّا ما هو كائن فالعنف ظاهرة لا يخلو منها أي مجتمع ،
و بخصوص دعوة الإسلام إلى الحكمة و المجادلة بالتي أحسن فذلك ليس في الزمان والمكان الذي
الذي يعاني فيه الإنسان من ظلم المستعمرين و قهر الغاصبين لأرضه و عرضه وماله ، لأن الإثم سيترتب حينها على عدم مجابهة هذا الواقع
بالوسيلة المشابهة وهي العنف ، لقوله تعالى : " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة .."
التركيب :
إن التقريب بين هذه المواقف المتعارضة ممكن في أحوال كثيرة منها : أن العنف لا يمثل وسيلة وحيدة ، بل إن وجوده يكون في مرتبة أخيرة بعد
سلسلة من الخيارات السلمية ، كما أن عدم استعمال العنف في استرجاع الأراضي أو الحقوق المغتصبة هو بداية لضياعها ، وأن احترام إنسانية الإنسان باللاعنف ليس أمرا حتميا على أي إنسان خصوصا إذا كان هذاالأخير يسير بمقتضى خلفيات عقائدية أو إيديولوجية تبرر القتل
و التدمير على نحو ما يجري في سلوك اليهود بزعمهم أنهم شعب الله المختار .
3 / الخاتمة : ( حل المشكلة ):
و في الخلاصة يجب التأكيد على أن الأساليب لدى الإنسان كثيرة و متنوعة لإثبات ذاته ووجوده أمام الآخرين ،و لهذا فمن الخطأ بمكان أن يلجأ الإنسان دائما إلى العنف لأن ذلك دليل على لاعقلانية و لامسؤولية تجاه قدسية الإنسان . ومشروعية العنف لا تتأكد إلا إذا كان المقصود من استخدامه هو استعادة الحقوق ، أو رد الظلم ،وأيضا عندما يكون الطريق مسدودا أما جميع الخيارات السلمية ،فتكون مبرراته
حينها مبررات دفاعية ليس إلا .

مقالة فلسفية حول العلوم الانسانية

دافع عن الرأي القائل: " إن الظاهرة الإنسانية قابلة للدراسة العلمية ".
مقدمة ( طرح المشكلة) :04/04
لقد ساد الاعتقاد لمدة طويلة من الزمن أن الدراسة العلمية مقتصرة على الظواهر الفيزيائية و الظواهر البيولوجية فقط دون غيرها وكان هذا الرأي شائعا لدى الكثير من العلماء والفلاسفة ،
غير أن بعض الفلاسفة والعلماء يتبنون وجهة نظر مغايرة لهذا الاعتقاد . وهي امكانية دراسة الظواهر الانسانية دراسة علمية دقيقة
ومن خلال هذا تبدو هذه النظرة الأخيرة صحيحة وصادقة
فكيف يمكننا إثبات علمية العلوم الإنسانية ؟ و كيف يمكن البرهنة على أن العلوم الإنسانية بإمكانها التوصل إلى صياغة قوانين للسلوك الإنساني تفسره وتسمح بالتنبؤ به قبل حدوثه
التحليل ( محاولة حل المشكلة) 12/12 :
أولا : عرض منطق الأطروحة .
يعتقد كثير من الفلاسفة والعلماء أن الظواهر الإنسانية يمكن إخضاعها للدراسة العلمية التجريبية .
وينتقدون أنصار المنهج التجريبي بمراحله الكلاسيكية الذين قالوا إن التجريب مقتصر على العلوم الطبيعية، و أن العلوم الإنسانية ليست علوما بالمعنى الدقيق لكلمة علم.
العوائق الإبستمولوجية التي يتذرع بها البعض لمحاولة البرهنة على أن الظاهرة الإنسانية لا يمكن دراستها دراسة علمية يمكن تجاوزها .
تكييف المنهج التجريبي حسب خصوصية الظاهرة المدروسة (الإنسانية)، ففيما يخص الذاتية، فإن التجرد التام من الذاتية متعذر حتى في العلوم المسماة دقيقة، فلماذا نطالب الباحثين في الدراسات الإنسانية أن يتحلوا بالموضوعية المطلقة ؟ ثم إنه من الجحود تجاهل المجهودات الكبيرة التي بذلت في ميدان الدراسات الإنسانية للابتعاد عن الميول والرغبات العواطف والأحكام القيمية والاعتبارات الذاتية في دراسة الظاهرة الإنسانية ( المنهج التاريخي ، ونقد المؤرخ للمصادر نقدا خارجيا ونقدا داخليا ) .
وفيما يخص صعوبة التجريب في العلوم الإنسانية ،فيمكن تعويض التجريب المباشر بالتجريب غير المباشر ( المقارنة) ، وحتى البيولوجيا وهي علم طبيعي تعتمد على هذا النوع من التجريب ؛ ففي مجال دراسة الظواهر الاجتماعية ، ولكي يدرس السوسيولوجي مثلا أثر الطلاق (ظاهرة اجتماعية) على نفسية وسلوك الأطفال ونتائجهم المدرسية فهو ليس مطالبا بتطليق أسرة حتى يتمكن من القيام بهذه الدراسة ،وإنما يكفيه التجريب غير المباشر أي المقارنة بين الأطفال الذين نشئوا في أسرهم ،والأطفال المحرومين من الأسرة .
أما عن صعوبة إجراء الملاحظة المباشرة، فإنه يمكن تعويضها بالملاحظة غير المباشرة؛ أي ملاحظة الظاهرة من خلال آثارها، وحتى العلوم الفيزيائية تعتمد على هذا النوع من الملاحظات، فلماذا لا تعتمد عليه العلوم الإنسانية ؟ مثال ذلك أن لا أحد من العلماء يمكنه أن يلاحظ سواء بحواسه أو بأجهزة الإلكترون مباشرة، وإنما يلاحظ من خلال آثاره( الإشعاع الصادر عنه).
وفي مجال الحتمية ،فإذا كانت الظاهرة الإنسانية لا تخضع لحتمية مطلقة لأنها صادرة عن إنسان يتصرف حسب إرادته ،على خلاف الظاهرة الطبيعية التي تحدث على نفس النحو دوما ،فإنه يمكن تعويض السببية و الحتمية بمبدأ الغائية ، أي التفسير الغائي للظواهر الإنسانية بدلا من التفسير الحتمي .
ثانيا : الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية .
وهناك عدة أدلة تثبت الدراسة العلمية للظواهر الإنسانية، ومنها توصل علماء النفس والاجتماع إلى صياغة قوانين تفسر السلوك، وتسمح بالتنبؤ به : ( قوانين التعلم ، قوانين الإدراك ، قوانين النسيان ، وقوانين الذكاء ....) . والمنهج السلوكي في علم النفس القائم على الملاحظة الخارجية للسلوك وليس على الدراسة الذاتية الاستبطانية
ثالثا : نقد منطق الخصوم .
والذين عارضوا قيام علوم إنسانية واجتماعية موضوعها دراسة الأبعاد الأخرى المختلفة للإنسان ولا تدرسها البيولوجيا ( البعد النفسي ، البعد الاجتماعي ، التغير الزمني على صعيد الأفراد ...) ، انطلقوا من نظرة سكونية متعصبة للمنهج التجريبي بمراحله الكلاسيكية( ملاحظة ، فرضية ، تجربة ) ، في حين أن المنهج العلمي التجربيبي منهج مرن يمكن تكييفه حسب خصوصية الموضوع المدروس . . .
ثم إن الدراسة العلمية للظاهرة لا تستلزم الدراسة التجريبية، فهناك علوم دقيقة كعلم الفلك ليست تجريبية وإنما تعتمد على الملاحظة غير المباشر والفروض كبديل عن التجريب المباشر
خاتمة ( حل المشكلة):04/04
ومن التحليل السابق ، وكحل للمشكلة يمكننا القول إن الأطروحة القائلة بأن الظواهر الإنسانية قابلة للدراسة العلمية هي أطروحة صحيحة ، ولها ما يبررها ، لذلك تبنيناها ودافعنا عنها : فقد أصبح واضحا أن الدراسات الإنسانية وإن كانت نتائجها أقل دقة وموضوعية من نتائج الدراسات الفيزيائية فإنها مع ذلك دراسات علمية توصلت إلى صياغة قوانين للسلوك الإنساني سواء الفردي أو الجماعي
اعداد الاستاذ : بودانة عبد الهادي

مقالة فلسفية حول الحرية والمسؤولية

إذا كانت الحرية مشروطة بالمسؤولية فهل الإنسان حر أم مقيد ؟
الطريقة جدلية
مقدمة :
طرح المشكلة :
تعتبر الحرية من أهم القضايا الفلسفية الشائكة والتي دار حولها جدل كبير فهي مشروطة بالمسؤولية . وتعني الحرية تجاوز القيود الذاتية الداخلية والقدرة على تنفيذ الفعل موضوعيا خارجيا فهي غياب الإكراه . وعليه اختلف وتناقض الفلاسفة حول الحرية، فهناك من يثبتها ويرى بأن الإنسان حر حرية مطلقة وهناك من ينفيها ويرى بأن الإنسان مقيد غير حر . وعليه نتساءل إذا كانت الحرية مشروطة بالمسؤولية فهل الإنسان حر أم مقيد؟
العرض :
محاولة حل المشكلة
يرى أنصار إثبات الحرية وعلى رأسهم أفلاطون والمعتزلة وديكارت وكانط وكذا برغسون وسارتر أ، الحرية مبدأ مطلق لا يفارق الإنسان و به يتخطى مجال الدوافع الذاتية والموضوعية ويستدلون على ذلك بعدة أدلة اهمها اننا نحس باننا احرار من داخل انفسنا .
أيضا ترى المعتزلة أن شعور المرء دليل على حريته وهي منحصرة في قرارة نفسه ، إذ يقولون ” فهو يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن “، ويعتقدون بأن القول أن الإنسان مسؤول وحاسب على أفعاله دليل على عدل الله .
كذلك يرى ديكارت من خلال قوله ” إن حرية إرادتنا يمكن أن نتعرف عليها دون أدلة وذلك بالتجربة وحدها التي لدينا عندها”.ويذهب كانط إلى أن الحرية علية معقولة متعالية عن الزمن ومفارقة له ولا تخضع بأي حال لقيود الزمن. لا إكراه ولا إلزام وأن صاحب السوء هو الذي يكون قد اختار بكل حرية تصرفه منذ الأزل بقطع النظر عن الزمن. وهذا برغسون يرى أن الحرية هي عين ديمومة الذات والفعل الحر يصدر في الواقع عن النفس وليس عن قوة معينة تضغط عليه فالحرية عنده شعور وليست تفكيرا إذ يقول: ” الفعل الحر هو الذي يتفجر من أعماق النفس” وأيضا يرى سارتر أن وجود الإنسان دليل على حريته إذ يقول ” إن الإنسان لا يوجد أولا ليكون بعد ذلك حرا وإنما ليس ثمة فرق بين وجود الإنسان ووجوده الحر ، انه كائن أولا ثم يصير بعد ذلك هذا أو ذاك انه مضطر إلى الاختيار والمسؤولية التي تتبع اختياراته باعتبارها قرارات شخصية مرتبطة بالإمكانيات المتوفرة حوله. وبالرغم من منطقية الأدلة إلا أن القول بأن حرية المطلقة تتحدى قوانين الكون لضرب من الخيال فتعريف الحرية بأنها غياب كل أكراه داخلي أو خارجي ، تعريف ميتافيزيقي غير واقعي كما أن الإرادة ليست قوة سحرية تقول لشيء كن فيكون ، فان الحرية المطلقة أو المتعالية عن الزمن لا واقعية كما أن شعورنا بأننا أحرار مصدر انخداع وغرور فضلا عن كون الظاهر النفسية ذاتية لا تتوقف عن التقلب ، أما الحرية التي يتحدث عنها برغسون هي حرية الفرد المنعزل عن الآخرين والواقع الاجتماعي يثبت بأنها فعل يمارس بينهم وعن تصور سارتر يمكن القول أنه تصور متشائم فهو ينفي الحرية من حيث أراد أن يثبتها فموقفه خيالي ينم عن مدى الأوهام التي تحيط بالأفكار التي طرحها وتبناها.
وإذا ما نظرنا إلى الرأي المعارض فإننا نجد أن أنصار النفي وعلى رأسهم الحتميون والجبرية من أنصارها الجهمية يرون أن الحرية أمر يستحيل وجوده على أرض الواقع، منطلقين في ذلك من جملة أدلة إذ يرى الحتميون أن مبدأ الحتمية قانون عام يحكم العالم ولا يقتصر على الظاهرة الطبيعية فقط بل أيضا على الإرادة الإنسانية ولذلك تكون إرادتنا تابعة لنظام الكون لا حول لها ولا قوة . أما الحتميات التي يخضع لها الإنسان متعددة فالحتمية الطبيعية ، حيث أن الإنسان يسري عليه من نظام القوانين ما يسري على بقية الأجسام والموجودات فهو يخضع لقانون الجاذبية ويتأثر بالعوامل الطبيعية من حر وبرد وطوفان، أما الحتمية البيولوجية فتتمثل في كون أن الإنسان يخضع لشبكة من القوانين مثل نمو المضغة وانتظام الأعضاء واختلالها وكذا الشيخوخة والموت ومن ثم أن كل واحد عند الولادة يكون حاملا لمعطيات الوراثية –. أيضا الحتمية الاجتماعية إذ يتأثر بالضمير الجمعي من عادات وتقاليد وأخلاق وأيضا الحتمية النفسية إذا يخضع المرء لعالم لا شعوري من رغبات وشهوات ومكبوتات .كذلك ترى الجبرية ومن أنصارها الجهمية أن كل أفعال الإنسان خاضعة للقضاء والقدر لا إرادة له ولا اختيار ، وإنما يخلق الله فيه الأفعال على حسب ما يخلق في سائر الجمادات وتنسب إليه الأفعال مجازا كما تنسب إلى الجمادات. مثل طلع القوم وجرى الطفل ونزل الرجل كذلك يقال طلعت الشمس وجرى النهر ونزل المطر. لكن على الرغم من منطقية الأدلة إلا أن القول بالحتمية لا يعني تكبيل الإنسان ورفع مسؤولياته أيضا لم يفرق الحتميون بين عالم الأشياء الآلي وعالم الإنسان الذي كله وعي وعقل . كما أن وجود قوانين في الطبيعة لا يعني ذلك أن الإنسان غير حر والأسلوب الذي يستعمله أهل القضاء والقدر يدعو الى التعطيل وترك العمل والركون إلى القدر وإذا كان الإنسان مجبرا فلماذا يسأل فيعاقبه القانون الإلهي والاجتماعي. مما سبق نصل الى أن هنالك تناقض بين الضرورة الجبرية وأنصار الاختيار فالجبريون ينفون الحرية بصفة مطلقة أنصار الاختيار يثبتونها والنظرة الواقعية للحرية تقتضي تبني موقف وسط وهو ما أكده ابن رشد حيث أن الإنسان ليس حرا حرية مطلقة بل حريته محدودة فكل فرد يستطيع البحث عن حظه وفرحه بالطريقة التي يريد وكما يبدو له هو نفسه الطريق السليم. شرط أن لا ينسى حرية الآخرين وحقهم في الشيء ذاته. أيضا يرى أبو الحسن الأشعري _ قاصدا التوسط بين الجبر والاختيار _ أن أفعال الإنسان لله خلقا وإبداعا وللإنسان كسبا ووقوعا .
نرى من خلال هذه المشكلة أن الإنسان ليس حرا حرية مطلقة بل محدودة لأنه يخضع لعدة حتميات ، كما أنه ليس مجبرا فله الاختيار النسبي في أفعاله وبالتالي فهو بين التسيير والتخيير فالعلم المطلق للخالق و هو أمر لا مفر منه في أي عقيدة دينية أي أن الإنسان يخضع للقدر الذي وضعه له الخالق ، لكن هنالك حرية اختيار المرء و هو أمر لازم لإثبات مسؤولية الإنسان تجاه أفعاله وهذا ما يبرر العقاب الأخروي في العقائد الدينية
خاتمة :
حل المشكلة :
وفي الأخير نصل إلى أن مسألة الحرية ترتبط بجوهر الإنسان كما أنه كائن يمتلك حرية الاختيار فان لمكانته دون غيره من المخلوقات أسمى منزلة ، كونه كائنا عاقلا وقادرا على تجاوز كل الحتميات العوائق التي تعترضه فلا يمكنه تجسيد الحرية على أرض الواقع وممارستها عمليا وهو ما يعرف بالتحرر وهذا نظرا لقدرته على التقرير والاختيار وانتخاب الإمكانية من عدة إمكانيات موجودة وممكنة. وهذا يعني قدرة الإنسان على اختيار وتعيين حياته الخاصة ورسمها كما يرى
إعداد الأستاذ : بودانة عبد الهادي










الاسمبريد إلكترونيرسالة