صورة الجسد
تمهيد
تعد صورة الجسد من المفاهيم الرئيسية في مجال علم النفس، لأنها تختص بالمثيرات الاجتماعية للمظهر والنظرة الداخلية التي تشير إلى التجارب أو الخبرات الشخصية التي تختص بالمظهر أو ما يبدو عليه الفرد في الواقع، والنظرة الداخلية بمعناها الواسع هي ما أطلق عليه مختصين
في علم النفس ما يسمى بصورة الجسد سنحاول في هذا الفصل الغوص في علم هذا المفهوم السيكولوجي المهم جدا في حياة الأفراد .
2 . صورة الجسد:
قبل التطرق لتعريف صورة الجسد وجب تعريف كل من الصورة والجسد على حدى.
1.2.تعريف الصورة:
يرى
" ابن منظور " أن الصورة هي الظاهر أو البيئة أو الصفة، مبنيا بذلك بقول " ابن الأثير " الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته وعلى صفته يقال صورة الفعل كذا وكذا،
أي هيئته وصورة الأمر كذا وكذا، أي صفته، ويضيف كذلك تطورات الشيء توهمته تصورته فتصور لي والتصاوير التماثيل. (ابن منظور,ب.ت,ص483).
يرى
"أفلاطون"
بأن الجسم قبر النفس، فالجسم البشري ليس مجرد جسم مادي، أو بيولوجي بل جزء من شخصيته وأنيته (بوزواوي ,2009,ص88).
أما
" أرسطو"
فقد عرف الصورة بأنها كمال أوا أو فعل أول للهيولي من حيث هي قوة صرفه.
أما عند "شيشرون وأوغيسطيس" تعني النوع، كما تعتبر الصورة من أقسام ، الجوهر (وهبة,1998, ص404).
هي تمثيل داخلي لشيء أو موضوع غائب شوهد سابقا أو نتج من طرف الفكر. ( Sillamy, 1983, p340 ).
2.2. أنواع الصورة:
1.2.2. الصورة الذهنية:
الصورة هي بقاء أثر الإحساس في النفس بعد زوال
المؤثر الخارجي وذلك
قال بعضهم أنها ذكرى الإحساس، وفي هذا الصدد قال "بوسويه"
"ليذهب الشيء الذي أنظر إليه من أمامي، ولتهدأ الضجة التي أسمعها، ولأنقطع عن تجرع الشراب الذي أحدث في لذة ولتنطفئ النار التي كانت تدفئني، وليعقب الحرارة إذا اشتد الإحساس بالبرودة، فأنا أتصور وأتخيل هذا اللون وتلك
الضجة، وهذه الحرارة ، فإذا عادت إلى في الظلام والسكون، صورت ما سمعت وما رأيت، لم أقل أني أراها بل قلت أني أتخيلها".
فإن للسمع والشم
ولسائر الحواس صورا مختلفة، وقد يكون رجوع الصور إلى ساحة الشعور
تلقائيا وقد يكون إراديا (جميل,1984,ص341).
2.2.2 . الصورة المثالية
:
في نظرية علم النفس التحليلي الصورة المثالية هي صورة لشخص ما في حياة الفرد المبكرخاصة الأم، أما بالنسبة ل "فرويد"
فالصورة المثالية هي الصورة التي تحفظ في اللاشعور إلى أجل غير مسمى، وغالبا ما تنطبق على أشخاص آخرين غير الشخص الأصلي (جابر،1991،ص44)
3.2.2. الصورة الهوامية:
يعود مفهوم الصورة الهوامية إلى "يونغ"
حيث يصف الصورة الهوامية الأمومية والأبوية والأخوية، ولقد عرفت الصورة الهوامية غالبا كتصور واعي ولكن يجب أن لا نرى فيها مجرد صورة، إنما صميمة خيالية مكتسبة أي نوع من الكليشية الجامدة يستهدف أشخاص آخرين من خلالها، وهكذا يمكن أن تتجسد الصورة الهوامية في مشاعر أو تصورات كما تتجسد في بعض الصور ولا بد لنا أن نضيف أنه لا يجب أن نفهم كمجرد انعكاس للواقع، وحتى ولو تفاوت في درجة محورية إذن الصورة الهوامية لأب رهيب مثلا قد تتوافق مع أب فعلي هزيل. (Laplanche, et Pontalis,1987, p307)
3.2. تعريف الجسم:
عند الإشارة إلى الجسد نقصد بذلك جانبان هما الجسد الفيزيولوجي والجسد العضوي أي مجموع الوظائف
الحية هو الجسد الحي أو الميت، جسد ينتظم حسب نظام
معين، مقسم حسب المنظور الطبي إلى أجهزة مختلفة تسمح بالتعرف عليه، إضافة للجسد الهوية والذي نعرف أنفسنا ويتعرف
علينا من خلاله
، ومجموع المعالم تقوم بتعريف هذه الهوية فالجسد هو التصوير الملموس للهوية.
ويرى
" Giova " الجسم ليس معطى بيولوجي أولي ولكن مجموعة أشياء يكونها الفرد تدريجيا ابتداء من المجموع المهم والغير المميز للإحساسات والإدراكات الأولى لتمثيل والتطور الشامل المميز لجسمه الخاص.(شلابي,2017,ص63 ـ 64).
ويذكر
" Sillamy " أن الجسد هو كائن مادي
مدرك يحتل منطقة من الفضاء، له ثلاثة أبعاد وكتلة عضوية حيوانية أو إنسانية، المعرفة التي لدينا عن أجسامنا تتطور ببطء في بادئ الأمر من خلال إحساساتنا ثم عبر مرآة الثقافة,.
(Sillamy, 1983, p340 )
أما
"وهبة"
فيرى أن الجسد هو شيء مادي مدرك بالحواس وموضوع في المكان فحيث ما وجد جسم يوجد مكان، وهذا يعرف المعتزلة الجسد بالأبعاد فيقال هو ماله وشمال
وظهر وبطن وأعلى وأسفل )وهبة، 1998 ، ص( 258.
4.2 .
مفهوم صورة الجسد:
إن البدايات الأولى لدارسة مفهوم الجسم قد ارتبطت بالرؤية الفلسفية، والتي تجلت فيما أشار إليه أرسطو بأن صورة وملامح الوجه ترتبطان بوظيفة الشخصية فإن الرؤية الأدبية لها أكدت على ما لصورة الجسم من
ارتباط بالشخصية، وقد يتضح ذلك فيما عبر عنه
" شكسبير
" في إحدى مسرحياته في وصفه لشخصية " قيصر
" أن ملامحه تعبر عن مدى خطورته
) القاضي،2009
، ص 35 .)
وصورة الجسم مفهوم متعدد الأبعاد يتضمن التقييم الذاتي للجسد والاتجاهات نحو المظهر الجسمي، ويتضمن هذا المفهوم أيضاً المشاعر نحو المظهر، وتلعب صورة الجسد من حيث الرضا أو عدم الرضا دورا كبيرا في الحياة النفسية للأفراد.
كما أن صورة الجسم هي الصورة الذهنية والعقلية التي يكونها الفرد عع جسمه سواء في مظهره الخارجي أو مكوناته الداخلية وأعضائه المختلفة، وقدرته على توظيف هذه الأعضاء واثبات كفاءته، وما قد يصاحب ذلك من مشاعر أو اتجاهات موجبة أو سالبة عن
تلك الصورة الذهنية للجسد(
شقير,2009 ، ص 121).
وعرف" لايتستون "2001 بأنها تتضمن إدراكنا، وتصورنا، وانفعالاتنا، وأحاسيسنا البدنية حيال أجسامنا، وهي ليست ساكنة لكن تتغير باستمرار وقابلة للتغيير في المزاج والبيئة، والخبرة الجسمية .
بمعنى أخر " هي كيف تشعر بإدراك الآخرين لك؟، ماذا تعتقد نحو مظهرك الجسمي؟،كيف تشعر حيال
جسمك؟ وكيف تشعر بجسمك ؟
أما مفهوم صورة الجسد في التحليل النفسي، فالجسد ليس لو وجود خارج الرغبة والاستهام، بالنسبة ل
"لاكان"
لا يكفي أن تكون لنا تجارب و تدريب إحساسي إدراكي
حركي بل يجب استثمار
لجسمنا من خلال علاقاتنا مع الأفراد و استثمارهم لنا ولجسمنا ).بدرة، ومصطفى,2010 ، ص44 )
صورة الجسد بأنها صورة ذهنية نكونها عن أجسادنا ككل بما فيها الخصائص الفيزيقية
والخصائص الوظيفية "ادراك الجسد"
واتجاهاتنا نحو هذه الخصائص
"مفهوم الجسد" على أن صورة الجسد
تنبع لدينا من مصادر شعورية ومصادر لا شعورية وتمثل مكونا أساسيا في مفهومنا عن ذواتنا )كفاني، وعلاء الدين، 2006 ، ص 109)
مما سبق يمكننا القول أن كل شخص له صورة يرسمها لنفسه في عقله، وهذه الصورة إما أنتكون إيجابية أو سلبية شعورية أو لاشعورية، وكما تؤثر صورة الجسد في سلوكياته، وسلوكياته تؤثر بدورها على أدائه.
ويذكر
"فايد"
1999 " أن
صورة الجسد تعنى "الاهتمامات بوزن وشكل الجسد المنغرسة في خبرات الحياة لدى الإناث المراهقات، وتتمثل هذه الاهتمامات في النحافة كصفة جيدة للحياة ، وعدم الرضا عن زيادة الوزن والقلق
من زيادة الوزن ، والإفراط في الطعام مقابل الجاذبية الجسمية ، وإنقاص الوزن مقابل رسائل بين شخصية عن النحافة
)فايد،
1999 ، ص 199 )
كما يعرفها "الشبراوي، "2001 بأنها الصورة الذهنية للفرد عن تكوينه الجسماني وكفاءة الأداء الوظيفي لهذا البيان، وتتحدد هذه الصورة بالعوامل
التالية:
E شكل أجزاء الجسد.
E تناسق هذه
الأجزاء والشكل العام للجسد.
E الكفاءة الوظيفية للجسد.
E الجانب الاجتماعي لصورة الجسد
)الشبراوي، 2001 ، ص 134)
ويذهب
حسين عبد القادر2005"، إلى أنها الفكرة الذهنية للفرد عن جسمه، وصورة الجسد هي الأساس في خلق الهوية، إذ أن الأنا على حد تعبير
"فرويد"
إنما هو في الأساس، أنا جسمي.
ويرى "فرانسيسكو ألفيو
" أن صورة الجسم في علاقتها بالواقع تمثل جوهر الظاهرة النفسية، فهي مسألة أساسية في تكوين الشخصية،
اذ ينفصل الأنا عن اللا أنا بفضل صورة جسمية لها تاريخ.
فالأنا
كما يرى "فرويد"
إنما هو جزء من الهو عدل بواسطة التأثير الإدراكي، فكأن صورة الجسد وصيرورتها
يتوقف عليها وعى تعثراتها
بعد السوية واللا سوية وهي ترتبط ارتباطا عضويا بمراحل النمو.
(فرج، وآخرون، 2005 ، ص( 471.
5.2 . . أهمية صورة الجسد:
إن القلق الرئيسي في المجتمع اليوم يرتبط بصورة الجسد وأن صورة الجسد تلعب دورا في اتخاذ
القرارات المهنية وفعالية الذات والإصرار، وعموما إن صورة الجسد
هي موقف واتجاه الإنسان نحو جسمه خاصة الحج والشكل والجمال وأيضا تقييمات الأفراد وخبراتهم الانفعالية
فيما يتعلق بصفاتهم الجسمية
.
إن نمو صورة الجسد الإيجابية تساعد الناس في رؤية أنفسهم جذابين وهذا ضروري لنمو شخصية الناضجة فالناس الذين يحبون أنفسهم ويفكرون بأنفسهم على نحو إيجابي يكونون أكثر صحة.
بينما صورة الجسد السلبية يمكن أن تؤثر على حياة الفرد فالناس ذو صورة الجسد سلبية لديهم صورة تقدير ذات منخفض ويحاولون إخفاء أجسامهم بالملابس
.
إن مسألة صورة الجس لدى الأفراد مهم جدا، فصورة الجسد السلبية يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب
وتقدير الذات المنخفض فالجسم مصدر الهوية ومفهمو الذات لأكثر الناس، كما أن عدم الرضا عن الجسد لدى الإنسان يترتب عليه الكثير من المشكلات النفسية، كذلك بعض الأمراض النفس جسمية التي تؤدي إلى تشويش صورة الجسد تنشأ هذه المشكلة عندما لايتوافق شكل الجسد مع ما يعد مثاليا حسب تقدير
المجتمع، وهذا ما يدفعنا أن نؤكد أنه في كثير من الأحيان المفهوم السلبي للذات
راجعا إلى تشوه صورة
الجسد، ومن ثم وجود علاقة طردية بين عدم الرضا عن صورة الجسد و المفهوم السلبي للذات.
فصورة الجسد جزء حيوي من إحساسنا بالذات، فهي ترتبط بتقدير ذاتنا، وتتأثر بالعديد من العوامل الاجتماعية والثقافية، فيي قد تؤثر على رغبتنا في الانتماء إلى المجتمع وأن
نكون مقبولين اجتماعيا. )الدسوقي،2006,ص154).
6.2. العوامل المؤثرة في نمو وتكوين صورة الجسم :
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على صورة الجسد ونذكر منها:
1.6.2.
العوامل البيولوجية
:
تتحدد معالم الجسد بشكل كبير بالعوامل البيولوجية والوراثية، وبالتالي قد تلعب الخصائص البيولوجية والوراثية
دورا مهما في نمو صورة الجسد . كما أن بعض الاضطرابات العصبية أو الخصائص
البيولوجية يمكن أن تؤثر على طريقة
إدراك الأفراد لأجسامهم مثل الطول ، وصفات الجلد أو البشرة، وتقاطيع الوجه والتشوه (الأشرم،
2008 ، ص( 31.
ويرى
"العزاوي"
أن المحدد البيولوجي لحجم
وشكل الجسم يمكن أن يؤثر على
إدراك الفرد لجسمه، كما يؤثر على العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤدي فعلا إلى صورة الجسم السلبية، فمظهر الشخص محدد بالوراثة والبيئة، والطريقة التي يبدو بها الجسم تقرر بشكل رئيسي بالجينات الموروثة من الآباء
والأجداد) العزاوي، 2005 ، ص 35)
.
2.6.2. الأسرة:
تعد الأسرة المربي الأول للأطفال والمراهقين، حيث يؤثر الآباء، ومقدمو الرعاية الآخرون على طريقة إدراك الأطفال لأجسامهم، ويلعب الآباء دورا حيويا سواء بشكل علني أو سري في إرسال الرسائل إلى طفلهم
للتوفيق والتكيف مع المعيار المثالي في المجتمع، والآباء أنفسهم قد يركزون بقوة على الحمية ويهتمون بجاذبيتهم الجسمية، وذلك يضربون المثل لأبنائهم الصغار أي أن الصورة
الجسمية هي كل شيء، فالأطفال
مثل الإسفنجات يمتصون المعلومات والرسائل المحيطة بهم، ويقلدون
طول الوقت ما قيل أو فعل، وبالرغم من أن الآباء فقط يحاولون المساعدة، فإن هذا التركيز المتطرف
على الوزن أو حجم
جسم طفلهم قد يضر أكثر مما يفيد
)القاضي،
2002 ، ص42).
3.6.2. المدرسة والمعلمون:
يلعب المعلمون بعض الدور في إدراك الأطفال والمراهقين لصورة جسمهم ، وتبين الدراسات
أن إدراك الطلاب لتقييم معلميهم عامل مهم في إنجازهم الأكاديمي ، لذا فمن المعقول أيضا أن يؤثر المعلمون على كيفية إدراك
الأطفال والمراهقين لأجسامهم . ( Stacy, 2000, p4 ).
ويقدر العديد من الطلاب المعلمين ويعتبرونهم قدوة ، وأن أسلوب تقديم المعلمين لأنفسهم
وتعليقاتهم يؤثر كثيرا
على الأطفال والمراهقين.
فقد يدلي المعلم ببيانات بخصوص صورة النحافة، أو قد يدلي بتعليقات عن الناس الزائدي الوزن، يستمع الأطفال لما يقول وما لم يقل
ويقبلون هذه الرسائل، مما يجعل المعلمين مؤثرين في
كيفية إدراك الفرد لجسمه. (فرغلي، 2007 ، ص 9).
4.6.2. الأصدقاء والأقران:
مرحلة الطفولة والمراهقة فترة مهمة جدا في تكوين جماعة الأقران، وتكون جماعة الأقران مؤثرة جدا، ومحاولة
التوافق مع الصورة المثالية والاحتفاظ بجماعة الأقران في نفس الوقت ليس سهلا، إن مجموعة الأقران تؤثر في تحديد كيف ينظر الفرد إلى جسمه.
فقد فحص" Adler " قوة جماعة الأقران واكتشف أن الأطفال
"خاصة البنات" يتعلمون معايير المظهر في سن مبكرة من أقرانهم، هذه المعايير والقيم التي تنمو أثناء الطفولة قد توجه مواقفهم
واتجاهاتهم وسلوكهم في
المستقبل. (Stacy, 2000, p13) .
يلعب الأقران دورا مكملا في بناء صورة الجس خاصة أثناء المراهقة
ويذكر "فرايدمان" أن الأصدقاء يزودون بعضهم البعض بالأمان العاطفي، كما يواجهون نفس المشاكل
ويملكون نفس النظرة
إلى العالم.
من ناحية أخرى قد يقوم الأصدقاء بتشجيع
كل منهم للآخر على سلوكيات غير صحية مثل اضطرابات الأكل
والرجيم غير الصحي، فالعلاقة بالأصدقاء تؤثر تأثيرا مباشرا ذلك أنها قد تصنع أو تحطم تقدير الذات )النوبي، 2010 ، ص30).
5.6.2. أجهزة الإعلام:
إن أجهزة الإعلام عامل
هام في تقييم الفرد لصورة جسمه، حيث تنجم نماذج الجاذبية عن المجلات، والأفلام، والممثلات، الممثلين كما أننا نتعلم القيم والمعايير الثقافية لما هو جيد وجميل ومهم من خلال أجهزة الإعلام ممثلة في الإعلانات والأفلام والمجلات والكتب والصحف
وبرامج التلفزيون، فالتأكيد على المظهر يعرض على نحو واسع في كافة الأجهزة البصرية للاتصال .
يشير مصطلح أجهزة الإعلام إلى مفهوم الإعلام الجماهيري الذي
يشمل وسائل الاتصال مثل التلفزيون، والمجلات، والإعلانات التجارية، فالصور التي يراها الناس في أجهزة الإعلام المختلفة لها غالبا تأثير قوي على صورة الجسد، ولذا فالعديد من الرسائل في أجهزة الإعلام حول صورة الجسد توحي بأن المظهر مهم جدا لتكون ناجحا في الحياة )الأشرم،
2008 ، ص 34).
فتعد أجهزة الإعلام عاملا هاما في تقييم الفرد لصورة جسمه، حيث تنتج نماذج الجاذبية عن المجلات، والأفلام، والممثلات والممثلين، كما أننا نتعلم القيم والمعايير الثقافية لما هو جيد وجميل ومهم من خلال أجهزة الإعلام متمثلة الإعلانات والأفلام والمجلات والكتب والصحف
والبرامج التلفزيونية،
فالتأكيد على المظهر يعرض على نحو واسع في كافة الأجهزة البصرية للاتصال.
6.6.2.
الإيذاء الجنسي:
يسبب الإيذاء الجنسي تدمير صورة الجسد، فضحايا الإيذاء غالبا ما يعيشون خبرة مؤلمة جدا مع أجسامهم، لأنها تذكرهم بخبرة سيئة، بالإضافة إلى أن الضحايا قد يشعرون بمسؤوليتهم اتجاه الإيذاء، ومن ثم يعتقدون أن جسمهم كموضوع يستحق العقاب )النوبي,2010,
ص31).
كما يرى "النوبي"
أن صورة الجسد تغير باستمرار وهذا لتفاعلها مع عدة عوامل أهمها:
E المرحلة العمرية التي يمر بها الشخص .
E مخزون الذاكرة والحواس حيث تتأثر الصورة الجسمية بما هو مخزن في الذاكرة من صور ترى في وسائل
الإعلام .
E آراء وتعليقات الآخرين من الأهل
والمدرسة والعمل .
E الثقافة السائدة في المجتمع
.
E القيم الاجتماعية الشائعة ويتعلق الأمر بشكل وحجم الجسد المرغوب فيه
.
E الحالة المزاجية للفرد .
E تغيرات الجسد المحددة بيولوجيا كالتي تحدث أثناء البلوغ والحمل وسن اليأس الناتجة عن عاهة أو مرض أو حادث .
E إحساس الشخص تجاه نفسه وتقديره الكمي لذاته وكذلك ما يتعرض لهمن
عنف نفسي )النوبي، 2010، ص 38).
7.2. مكونات صورة الجسم:
تشتمل صورة الجسد على مكونين مهمين يتمثلان
في الآتي :
أولا : المثال الجسمي:
يعرف مثل الجيد على أنه النمط الجسمي الذي يعتبر جذابا ومناسبا من حيث العمر ومن حيث
وجهة نظر ثقافة الفرد
.
فمفهوم ثقافة الفرد
بالمثال الجسمي له دور لا يستهان
به فيما يكونه الفرد من صورة نحو جسمه وتطابق أو اقتراب مفهوم المثال الجسمي " كما تحدده ثقافة الفرد
" من صورة الفرد الفعلية لجسمه يسهم بطريقة أو بأخرى في تقدير الفرد لذاته.
وتباعد مفهوم مثال الجسد السائد في المجتمع من صورة الفرد لجسمه يعد مشكلة كبيرة إذ تختل صورة الفرد عن ذاته وينخفض تقديره لها.
وكان تعريف " Gottesman " عن صورة الجسم ذا
مدلول معين فحينما أشار إلى أن صورة الجسم خبرة نفسية تخضع للتعديل والتطوير وأن
يتقبل الفرد كل التغيرات الجسمية والشكلية والبنائية التي تعتريه، وأن يتأكد أن صورة الجسد التي تبدو جذابة بسن العشرين لابد أن تتغير في سن الأربعين، وان اقتنع الفرد بأنه يقترب من الجاذبية الجسمية في هذه الفترة العمرية المعينة وبما يتفق ومعايير ثقافة مجتمعه، كان
المثال الجسمي لديه في نطاق السواء.
ثانيا : مفهوم الجسم:
إذ يشتمل هذا المفهوم على الأفكار والمعتقدات والحدود
التي تتعلق بالجسم، فضلا عن الصورة
الإدراكية التي يكونها الفرد حول جسمه .
وعلى
هذا فإنه من مقومات الصحة النفسية أن يكون الفرد مفهوما سليما حول جسمه، ولن يتسنى ذلك
إلا من خلال الحصول على معلومات وبيانات حول جسمه .
وتأتي هذه المعلومات والبيانات من الاطلاع واستشارة ذوي التخصصات المختلفة
في الطرق الصحية والعلمية في إتباع النظم والعادات الغذائية السليمة، إذ تبين أن المعتقدات والمعلومات غير
الصحيحة حول النظم الغذائية ومتطلبات الصحة، قد تشعر الفرد بالاغتراب عن جسمه وهو ما يعتبر أحد
أبعاد الاغتراب الذاتي.
فلا يستجيب هذا النمط من الأفراد من ذوي المعلومات غير الدقيقة حول مفهوم الجسد إلى تلبية متطلبات الجسد وحاجاته، بل
غالبا ما يعانون من بعض الأمراض السيكوسوماتية.
وترى
"جيمس"
أن صورة الجسد تتكون من مكون انفعالي يشير إلى الشعور السار وغير السار، ومكون معرفي يشير إلى الرضا عن الحياة .
وبصفة عامة يقسم المظهر الجسمي إلى ثلاثة مكونات :
-مكون إدراكي:
يشير إلى دقة إدراك
الفرد لحجم جسمه .
-مكون ذاتي:
يشير إلى عدد من الجوانب، مثل الرضا والانشغال، أو الاهتمام والقلق بشأن صورة الجسد.
-مكون سلوكي:
يركز على تجنب المواقف
التي تسبب للفرد عدم
الراحة، أو التعب، أو المضايقة التي ترتبط بالمظهر
)القاضي,2009,ص45
ـ 46).
8.2. أبعاد صورة الجسد :
يرى الكثير من الباحثين أن لصورة الجسد العديد من الأبعاد
وسوف نتطرق فيما يلي آراء
بعض الباحثين:
يذكر
"الأشرم"
نقلا
عن " Banfield, McCabe
" أن لصورة الجسد العديد من الأبعاد وحدد لها ثلاثة سمات هي:
*المعارف والانفعالات الخاصة بالجسم: ويتعلق البعد المعرفي بالأفكار والمعتقدات عن شكل الجسم، والبعد الانفعالي يتضمن المشاعر التي عند الشخص عن مظهر جسمه.
*أهمية الجسم وسلوك الحمية: يوصف بأنه سلوك
ارتبط بنمو الحمية.
*صورة الجسم المدرك:
يمكن أن دقة الأفراد عندما يحكمون علي شكلهم وحجمهم ووزنهم. )الأشرم، 2008 ، ص 37).
ويضيف "الأشرم" نقلا عن " Juliesparhawk
" أن صورة الجسد متعددة الأبعاد تشمل :
-البعد المعرفي:
وتتضمن صورة الجسد المعرفية، واعتقادات وتعبيرات الذات عن الجسد.
-صورة الجسم الانفعالية : التي تشتمل على خبرات المظهر سواء كانت خبرات مريحة
)رضا عن صورة الجسم(، أو خبرات غير مريحة ) عدم الرضا عن صورة الجسم(. (الأشرم،2009,ص( 4
ويضيف "الأشرم" نقلا عن " صافيناز"
أن صورة الجسد للأطفال
المكفوفين تقسم إلى عشرة أبعاد وهي
-مستويات الجسد بالنسبة للأسطح الخارجية الأفقية والعمودية.
-الأشياء وعلاقتها بمستويات الجسد.
-أجزاء الجسد.
-أجزاء الوجه.
-أجزاء الجسد المعقدة.
-أجزاء الجسد)الأيدي والأصابع(.
-حركة الجسد.
-الاتجاهات البسيطة.
-الاتجاهات نحو الآخرين.
-جاذبية حركة الآخرين )الأشرم، 2008 ، ص 38).
هناك أيضا من يرى أن أبعاد صورة الجسد تنحصر فيما يلي:
*بعد يتعلق
بالوزن.
*بعد يتعلق بالجاذبية الجسمية.
*بعد يتعلق بالتآزر العضلي.
*بعد يتعلق بتناسق أعضاء الجسد .
ويذكر "شقير"
أن صورة الجسد تنقسم إلى ستة أبعاد متمثلة في:
-الجاذبية والتناسق بين مكونات الوجه الظاهرية.
-التآزر بين
أشكال الوجه وباقي أعضاء الجسم الخارجية والداخلية
.
-المظهر الشخصي العام.
-التناسق بين الجسم.
-القدرة على الأداء لأعضاء الجسم المختلفة.
-التناسق بين حجم الجسم وشكل ومستوى التفكير)شقير، 1999 ، ص 204).
وهناك منظور آخر تمثل في بعد عدم الرضا عن الوزن وبعد النحافة كصفة جيدة للحياة وبعد الرسائل البين شخصية عن الحياة وبعد تقدير ممارسة التمارين الرياضية) فايد، 2009 ، ص 201).
9.2. أنواع صورة الجسم:
تتنوع صورة الجسد باختلاف التصورات الذهنية وكيفية تكوينها التي من خلالها تساهم
في تكوين الشخصية.
1.9.2. الصورة الجسمية الموجبة :
وهي كل انعكاس ايجابي على ما يؤديه من
سلوك وما يظهره من انفعالات، وما يوليو من اهتمام ورعاية ومحافظة عليه والحرص على أن يكون في أحسن صورة ممكنة .
2.9.2. الصورة الجسمية السالبة:
وهي أن يظهر الفرد خجل من جسمه والشك في قدراته والإحساس بالنقص عندما يقارن جسمه
بأجسام رفاقه وقد يتطور
هذا الإحساس إلى مركب نقص مما يعرقل
حياته ويعكر نفسيته، مما قد يختار طريق الانسحاب والانطواء بعيد عن الأفراد الآخرين
وقد يختار الأساليب العدوانية والعنف لإيقاع الأذى
أولئك الذين يمتلكون أجساما أفضل وأحسن وأقوى ويختار بعض منهم آخر لتعويض النقص في المجال الجسمي، صاحب الجسد السالب يدرك موقف الآخرين منه ويحس برفقهم له أو العكس استهزائهم
به مما يؤدي إلى مشاعر النقص لديه ويعمق
الجرح النرجسي والنفسي لديه ويجعله في صراع
دائم مع جسمه.
3.9.2. الصورة الجسمية المتذبذبة:
وهي الصورة المتمثلة في رضاه عن جسمه تارة ورفضه تارة أخرى بكل ما يحمله الرفض من الاستفزاز والقلق والخوف من الأشياء قد تكون وهمية فهو لم يحقق المطلوب مع جسمه مما يجعله في توتر مستمر ينعكس على علاقته ليس مع جسمه فقط با أيضا مع الآخرين)
الريماوي،1998،ص210).
10.2. النظريات المفسرة لصورة الجسم :
1.10.2. النظرية البيولوجية
:
تزعمها طبيب الأعصاب "هنري ليد" الباحث الأول
الذي استعمل مصطلح صورة الجسد, وأول من
وصف مفهوم صورة الجسد التي اعتبرها اتحاد خبرات الماضي مفترقة بأحاسيس الجسم الحالية التي تضمنت اللحاء الحسي في المخ، ولاحظ " ليد
" أن الحركات وتسلسل وتوافق مواضيع الجسم يدل ضمنيا
على الوعي المعرفي المتكامل وشكل وتكوين الجسم، وكذلك
أضاف أن الصورة الجسدية تتغير بشكل ثابت بالتعلم كما درس ابتداء تأثير المخ وضرر الجس على مخطط الجسم
)الأشرم،
2008 ,ص26).
2.10.2. نظرية التحليل النفسي
:
حسب نظرية التحليل النفسي فإن الأنا بشكل أساسي هو أنا جسمي، وهو انعكاس سطح الجسد
إلى المملكة الذهنية، وبهذا الشكل فإنه ينفذ وظائفه الوسيطة، فهو
يدخل الإحساس بالأنا الجسدي، إن الإسقاط و لوظائف الإحساس هي عمليات ليبيدية، ويحدد توزيع هذا الليبيدو وتدفقه من خلال نظرية"فرويد"
في النمو النفس جنسي، فقد أشار إلى توزيع هذا الليبيدو إلى الجسد يتغير استنادا إلى نمط ثابت خلال تطور الطفل الصغير، ويتبدى أيضا في حياة البالغين.
أما "شيمدر"
الذي يعد أول من أدخل مفهوم صورة الجسد في سياق التحليل، أعلن ولهذا الشكل فإن الصورة الجسدية هي أكثر من مجرد تمثيل ذهني أو آلية عصبية فمصيرها مرتبط بمصير الليبيدو)
سلفاوي,2017، ص( 23.
3.10.2. النظرية السلوكية :
يرى أصحاب هذه النظرية أن الفرد ينمو في بيئة اجتماعية يؤثر فيها ويتأثر بها ويكتسب منها أنماط الحياة والمعايير الاجتماعية والتي تكون مجموعة من المحددات السلوكية لدى الفرد، والتي تكون صورته عن جسمه ولكون صورة الجسد تظهر في مرحلة الطفولة حيث يكون الفرد متأثرا بجو الأسرة وبعبارات الذم والمدح التي يتلقاها، وبتعليقات الوالدين وبتقييمهم لأجسام
أبنائهم فإن ما تطلقه الأسرة من تعزيزات نحو أبنائها ومثله أيضا تعزيزات الرفاق
والأصدقاء تؤثر في درجة قبول الفرد لجسمه )الجبوري، وحافظ، 2007 ، ص 356.(
4.10.2. النظرية المعرفية :
أثبت البحث في الاتجاه المعرفي في عدم
استقرار بنية صورة الجسد حيث يمكن أن يرجع التقييم
لحجم الجسد الخالي إلى
استعمال سالب أو إلى الضغوط فمثلا أظهرت دراسة " كمبارلز وآخرون،"1999والنظرية المعرفية
"لبيك"، عن الاكتئاب ترى أن صورة الجسم المحرفة أو المشوهة تكون عرضا معرفيا للاكتئاب.
5.10.2. النظرية الإنسانية:
يرى
" روجرز"
أن الذات هو المحور الأساسي للشخصية، إذ تتضح شخصية الفرد بناءا على إدراكه لذاته فالخبرات التي يمر بها أو الموقف الذي يتعرض له لا تؤثر في سلوكه إلا تبعا لإدراكه
لذاته.
ولما كان لصورة الجسم أهمية كبرى من
خلال تداخلها مع تقدير الفرد لذاته فإن الفرد يقيم ما يتعرض له من خبرات على ضوء فيما إذا كانت تشعره بالتقدير الإيجابي للذات، فالتجارب الماضية خاصة أحداث وخبرات الطفولة التي ترتبط بصفات الفرد الجسمية لها تأثير في إدراك الفرد لصورة جسمه
كما أن لها تأثير قويا وفعالا على
توافق الشخصية بحيث يعتقد
" روجرز
" أن
لكل فرد حقيقته وصورته
عن ذاته كما خبرها أو ادركها هو لذا فهي تعد العامل
الحاسم في بناء شخصيته وصحته النفسية)
الجبوري، وحافظ، 2007 ، ص356).
6.10.2. النظرية الاجتماعية الثقافية:
إن المنحنى الاجتماعي الثقافي يعتبر الاتجاه الأكثر تدعيما ولتفسير اضطراب صورة الجسد ويركز "الدسوقي
" على المستويات الاجتماعية
للجمال التي تؤكد في المقام الأول على الرغبة في النحافة أو الرشاقة على اعتبار أن الرشاقة تساوي الجمال.
وفي هذا الصدد يشير
" ستر يجيل مور " أنه كلما اعتقد الفرد أن ما هو بدين أمر قبيح وما هو نحيف أمر جميل كلما اتجه نحو النحافة، وكلما زاد توتره وقلقه وأصبح مهموما بشأن البدانة، ومما يؤيد
وجهة النظر الاجتماعية الثقافية أن الإناث لديهم رغبة أو استعداد من الناحية التاريخية لتغير أجسامهن لكي تتطابق مع مفهوم الجمال
الذي يروج له المجتمع، ونظرا لأن الجمال مرادفا للنحافة فلا عجب في أن الإناث يرغبن في أن يكون أكثر نحافة حتى يحظين بالرغبة والاهتمام
من قبل الجنس الأخر، وهكذا يتضح أن
هناك مجموعة من العوامل
تفسر التأثير الاجتماعي الثقافي على صورة الجسد نذكر منها:
-أن الغالبية العظمى لأفراد أي مجتمع ينظرون إلى البدانة على أنها وصمة عار .
-أن نمط الثابت للجسم يولد الانشغال الزائد عن الحد بالسعي الدوري نحو النحافة والجمال.
-أن معظم
المجتمعات تعظم الاعتقاد بأن النحافة للأنثى من أكثر المعالم الهامة للجاذبية
بمعنى أن الرشاقة أو النحافة ترادف الجمال.
-أن وزن
وشكل الجسد من المحددات الرئيسية للجاذبية الجسمية)
الدسوقي،
2006 ، ص (124.
11.2. نمو صورة الجسد خلال مرحلة الحياة:
1.11.2. مرحلة الطفولة
: وتشمل:
-المرحلة الفمية من الولادة إلى سن سنة:
في الطفولة ابتداء من المنطقة الفمية
" Oral Zone " أثناء السنة الأولى من حياة الإنسان، ويتعلم الرضيع تمييز صورة جسمه عن العالم الخارجي، وأثناء هذه المرحلة ينمى الطفل الثقة وعدم الثقة، وإذا الطفل لديه الإحساس بالثقة ينمى ويطور مفهوم ذات جيدا، أما الطفل الغير واثق فينمى ويطور مفهوم ذات منخفضا، ويرى نفسه سيئا.
-مرحلة الحضانة 1 ــ 3 سنوات:
أثناء هذه المرحلة يستمر ويتكامل تمييز الذات عما يحدث في البيئة ويكون شكل الأبوة مهما أثناء هذه المرحلة، لأن الاتجاهات والمواقف الأبوية تشكل بصمة وانطباعا عن مفهوم الطفل
عن ذاته وجسمه ووظائفه فالطفل قد يعتبر جسمه جيدا أو سيئا، نظيفا أو متسخا، محبوبا أو مكروها.
-مرحلة ما قبل المدرسة من 3 ــ 6 سنوات:
في هذه المرحلة يبدأ
الطفل في التركيز على الأعضاء التناسلية، هذا التركيز يمكن أن يكون محل الصراع بين السرور
والقلق الذي يمكن أن يؤدى إلى اضطرا ب صورة الجسد للأعضاء التناسلية،
كما أن نمط الجنس والهوية مهم في هذه المرحلة، وتعد العدوانية والمنافسة والبنية العضلية والاستقبال خصائص مهمة للأولاد، وأما البنات فلهن مجموعة مختلفة من الخصائص المهمة أيضا، وإذا لم يكن لدى
الطفل الصفات الملائمة لجنسه قد ينمو لديه تشوه صورة الجسد
.
-سن المدرسة من 6 ــ
12 سنة:
طبقا لـ " Erickson,1963
" ففي هذه المرحلة ينمو الطفل على المثابرة والاجتهاد أو الدونية (عقدة النقص
( إن الطفل في سن المدرسة يختبر مهاراته في مقابل جماعة الأقران، واذا لم يستطع الكلام أو الأداء مقارنة بالأطفال الآخرين، فقد يعتبر نفسه أقل من أقرانه، وتحتوي هذه المرحلة على النمو السريع، وفي هذه السن يميل الطفل إلى التركيز على جسمه وكيف يبدو للآخرين، بينما يميل الطفل الأصغر إلى أن يكون أكثر تركيزا على ذاته، وأن الأطفال الصغار من 8 إلى
9 سنوات تنمى وجهات نظر ضارة لإدراك الجسد، وأن الصغار في عمر
7 سنوات يبدون غير مرتاحين
لشكل مظهرهم .
كما كشفت دراسات عديدة أن الأطفال قبل المراهقة والمراهقين يواجهون تشويهات صورة الجسد،
هذه الدراسات تميل إلى تأكيد أن عدم الرضا عن الجسم ينمو فيما قبل المراهقة ولاحظت هذه الدارسات
أن مشاكل صوره الجسد يمكن أن تبدأ بحدود عمر سبع سنوات، وهذا يشير إلى أن الطفل يمر بتغييرات في صوره الجسد أثناء نموه، حينما يبدأ الطفل ينضج، تبدأ تنمو أيضا
التغييرات في صورة الجسم حسب الجنس.
2.11.2. مرحلة المراهقة
:
تعتبر سنوات البلوغ والمراهقة قاسية خاصة على صورة الجسد بسبب تغييرات الجسم الإنساني،
وأن عدم الرضا عن صورة
الجسد المدرك قد يتأسس جيدا في الفترة التي يصل فيها الفرد للمراهقة، وأن
مستويات تقدير الذات
والقلق والاكتئاب تتعلق
ايجابيا بعدم الرضا عن صورة الجسد المدرك وتعرف المراهقة بسن البلوغ وتغييرات النمو، و أثناء هذه المرحلة يواجه المراهقون
زيادة الوعي عن أجسامهم
بسبب التغييرات البدنية التي تحدث، ويصبح المراهق أكثر إدراكا
لنفسه وفحصا لذاته وحيرة
حول جسمه النامي، ويزداد النمو الجسمي، في هذه المرحلة بصورة سريعة من حيث الطول
والوزن ونسب الجسم
.
كما تتضح الفروق بين الجسمين في شكل الجسم والنمو الجسمي وينظر المراهق
لكل عضو من أعضاء جسمه كأنه جزء قائم بذاته، حيث تعتبر
هذه المرحلة مرحلة الفحص الجزئي الدقيق وغالبا ما يكون المراهق غير راض عن شكل أجزاء الجسم، وتتأثر صورة الجسم لدى المراهق
بتعليقات وتقييمات الآخرين.
3.11.2. مرحلة الرشد:
عندما يصل الفرد إلي مرحلة الرشد )مرحلة هدوء نسبي( يتوافق الفرد مع صورة جسمه ويقتنع بها
من حيث الطول
والتآزر وملامح الوجه، ولكن توجد درجة من عدم الرضا عن الذات الجسمية فيما يخص الوزن خاصة عند الإناث.
4.11.2. مرحلة الشيخوخة:
في مرحلة الشيخوخة يدرك
المسن التغييرات الواضحة على جسمه، ولكنها لا تمثل محورا جادا في تفكيره بقدر ما يشغله سلامة صحته وأن يجد من يرعاه ويهتم بأموره .
فترجع صورة الجسد في مرحلة الشيخوخة إلي الشكل الكمي العام وتبتعد عن الخصوصية والجزئية وترى "وفاء القاضي" أن صورة الجسد تتطور من مرحلة عمرية إلى أخرى ، فالمشاعر نحو أجسامنا تبدأ من لحظة الميلاد، وتبدأ صورة الجسد تتكون في سن مبكرة، وتتأثر بالوالدين والأقران، والخبرة الحياتية، كنتيجة للتفاعلات مع الناس والعالم حولنا، وحينما يدخل الأطفال سن المراهقة يسعون جاهدين، ليكونوا مقبولين، ويبدأ المراهق عملية المقارنة الاجتماعية لصورة جسمهم مقابل الخصائص البدنية للآخرين، وتعتبر مرحلة المراهقة مرحلة حاسمة في نمو الإنسان لما يصاحبها من تغييرات فسيولوجية ملحوظة
لأعضاء الجسم. )القاضي،
2009 ، ص40 ـ 41).
12.2. صورة الجسم والنوع:
تذكر
"القاضي"
نقلا
عن " إبراهيم والنيال، 1994 " أن إدراك صورة الجسد خاصية تتسم بالاستمرارية إذ أنها تلازم
مراحل العمر المختلفة، فهي عملية يدركها الفرد منذ الطفولة إلا أنها شائعة لدى
الذكور والإناث، وان كانت الإناث أكثر حساسية وتمحيصا لصورة أجسامهن عن نظائرهن من الذكور.
وتضيف"القاضي"
نقلا عن " كفافي، والنيال، 1996 " أن صورة الجسد التي ينشد كل من الذكور والإناث الرضا عنها تختلف فيما بين الجنسين، فالذكر يقوم جسمه بشكل كمي، وان كان يرضيه
أن يتميز بقوة الجزء العلوي من الجسم بما تتضمنه
من بروز العضلات واتساع المنكبين، في حين تهتم الأنثى بتقوية جسمها من
خلال أبعاد متميزة متمثلة في متعلقات الوزن، والجاذبية الجنسية، الحالة الجسمية.
وترى
"القاضي"
أن الجنس عامل مهم جدا عندما نحاول تحليل القضايا المعقدة التي تحيط بصورة
الجسم، ومتغيراً مهما في التأثير على صورة الجسد، وقد يختلف عند الذكور والإناث، وأن الجنس أصبح عاملا بارزا جدا في نمو صورة الجسد.
وفي دراسة ( Davison, 2005 ) وجدت أن مخاوف صورة الجسد أكثر شيوعا لدى النساء من الرجال
وأن النساء يحققن رضا أقل عن أجسامهن، وميلا أكبر لإخفاء أجسامهن، وأن النساء يركزن
أكثر على المظاهر الاجتماعية لصورة الجسد التي تجعمهن ذوات مستويات عالية من قلق بنية الجسم الاجتماعية .
ووجد أن معظم
الدراسات الحالية تدعم فكرة أن النساء أكثر استياء من صورة جسمهن عن الرجال وبوجه عام أن الرجال تكون أكثر إيجابية لأجسامهم مقارنة بالنساء، وأن النساء لديهن تقييمات سلبية للمظهر ، وأن تصورات الإناث موجهة أكثر نحو المظهر عن
الرجال.
وترى
"القاضي"
أنه ينظر إلى صورة الجسد غالبا كقضية تخص الإناث أكثر من الذكور فرضا
الأنثى أو عدم رضاها عن صورتها الجسمية يتحقق من تقييمات الآخرين لها فخي دائما تبحث عن آراء الآخرين حول جاذبيتها الجسمية، ومن جانب آخر فإن تقييم المرأة حول صورة جسمها يمثل عاملا مهماً
في مدى رضا المرأة عنه. حيث تسهم الثقافة والمعايير السائدة في المجتمع في تحديد معايير الجسم
المقبولة من وجهة نظره.)القاضي،2009 ، ص( 49 .
2. 13. بنية الجسم ونمط الشخصية
:
تحدث المفكرون على مدى العصور على أن
هناك علاقة ما بين بناء الجسم أو بنيته وبين السمات النفسية لصاحبه أو سمات شخصيته .
1.13.2. في العصور القديمة :
ذهب الفيلسوف والطبيب اليوناني
"أبقراط
" إلى أن الناس ينقسمون إلى أنماط جسمية ويقابل هذه الأنماط الجسمية أنماط مزاجية ، وقد تحدث " أبقراط
" عف سوائل في الجسم تحدد هذه الأنماط، واقترح
تقسيم الناس إلى أربعة أنماط تقابل العناصر الأربعة الشهيرة, فهناك النمط البلغمي، السوداوي، الصفراوي، الدموي وهذه الأنماط تقابل العناصر الأساسية التي يتكون منها الكون وهي الماء، والهواء، والتراب، والنار
.
2.13.2. العصور الوسطى :
حاول المفكرون أن يؤكدوا العلاقة بين الصفات الجسمية والصفات النفسية من خلال
الفراسة، سواء فراسة الوجه أو فراسة الجمجمة، وكتاب الفراسة للطبيب والفيلسوف
العربي المسمى "بكر الدين الرازي" شاهد على ذلك فقد حوى في المقالة الثالثة ما أسماه " في دلالة الأعضاء " وتناول فيها الهيئة أو الوصف الذي يكون عليه كل عضو من أعضاء الجسم ودلالاته في الأحوال
النفسانية، وتناول دلالة الجبهة، والحاجب، والعين، والأنف، والفم والشفة، واللسان، والأذنين، والعنق، والصلب، والبطن، والظهر،
والذراع، والكف، والساق، والقدم، والوجه الذي اعتبر هذا الأخير أن دلالاته على الأحوال النفسانية أتم من دلالة سائر الأعضاء عليها.
3.13.2. العصور الحديثة
:
لم يتوان العلماء عن دراسة العلاقة بين بنية الجسم وصفاته كما يدركها صاحبه وبين سماته
النفسية والمزاجية وسوف
نعرض هنا أشهر محاولتين لتحديد الأنماط الجسمية وعلاقتها بالسمات النفسية
وهاتان المحاولتان اتسمتا بالقياس الدقيق لأبعاد الجسم.
أولا : محاولة آرنست كرتشمر:
فقد كاف " كرتشمر
" أول
من استخدم القياس الدقيق
في تقدير الصفات الجسمية واعتمد على أدوات من
قبيل الكاميرا والمسطرة والفرجار في القياس والتسجيل، وانتهى "كريتشمر"
إلى
تصنيف الصفات الجسمية بناء على قائمة صفات لكل أجزاء الجسم وبعد فحصه لعدد كبير من الأفراد
قال بإمكانية تصنيف الجسم إلى أربعة أنماط ثلاثة منها رئيسية والنمط الرابع مختلط .
-النمط الواهن:
ويتميز صاحب هذا النمط بالطول والضعف العام، كما يتميز بنقص في سمك أجزاء الجسم الذي يبدو بسبب النحافة أطول من المتوسط، كما يتميز صاحب هذا الطراز بالأذرع النحيلة والصدر الطويل
الضيق.
-النمط الرياضي:
يتميز صاحبه بالبنيان القوي وبنمو الأجهزة العظمية والعضلية والأكتاف العريضة والجذع الذي يضيق كلما اتجه إلى الوسط.
-النمط البدين:
يتميز بالبدانة وزيادة محيط الصدر والبطن ، ويتركز الدهن حول الجذع والوجه الناعم العريض والرقبة الصغيرة والبطن البارزة، التي تتسع كلما اتجهنا إلى الأسفل .
-النمط المختلط:
وهو الجسم الذي لا يمكن تصنيفه في أحد الأنماط الثلاثة السابقة، لاختلافه عنها واتصافه بصفات تنتمي إليها جميعا.
ثانيا :
محاولة شيلدون:
فقد أضاف " شيلدون " إلى محاولة " كرتشمر
" استخدام الاختبار البدني وقد أنشأه باستخدام الصور المقننة لعدد كبير جداً من المفحوصين يصل
إلى أربعة آلاف طالب من الذكور وعرضها في كتابه أطلس الذكور وانتهى إلى تمييز الأنماط الأساسية الآتية :
-نمط داخلي التركيب:
وهو نمط يتميز بالنعومة والمظهر المستدير مع قصور في نمو العظام والعضلات، وبكبر حجم أحشاء الهضم، وهي التي تعطي لهذا النمط طابعه المميز .
-نمط متوسط التركيب:
فيتميز بالطول والانتصاب مع سيطرة العظام والعضلات و الجلد السميك ,بسبب ما يقع تحته من أنسجة ضامة رابطة وهي التي تعطي النمط طابعه المميز .
-نمط خارجي التركيب:
فيتميز باستواء الصدر ودقة الحجم، وهو رفيع خفيف العضلات، ويبدو كما لو كان
سهل الكسر ومساحة السطح لديه كبيرة ومتسعة وزيادة المساحة الخارجية تجعله عرضة للمنبهات أكثر من غيره وهي التي تعطي النمط طابعه المميز . هذه هي الأنماط الأساسية عند " شيلدون
" ولكنه أضاف نمطين ثانويين
وهما:
*النمط الخلطي
: والذي يشبه إلى حد كبير النمط المختلط عند " كريتشمر
" .
*النمط الأنثوي : ويتصف بليونة الجسم وسعة الحوض، وغيرها من السمات التي تميز الجسم الأنثوي . (القاضي،
2002 ، ص 50-53 ).
14.2. الفرق بين صورة الجسم ومخطط الجسم
:
كما نعرف أن صورة الجسم
هي الصورة الذهنية ) السلبية أو الايجابية ( التي يكونها الشخص عن جسمه كما تبدو في صورة الجسم العام، والجاذبية الجسمية، والتآزر العضلي الحركي، ومرونة العضلات، وملامح الوجه وحجم ولون العينين، وتناسق المشية
... الخ
أما مخطط الجسم فهو ذلك الجزء من الدورة الحسية التامة الداخلية بالنسبة للشخص المدرك, والقابل للتعديل عن طريق الخبرة، والمحدد بما يجري إدراكه حيث يقبل المخطط التعليمات لدى توفرها في الأسطح الحسية، ويتغير بواسطة تلك المعلومات.
الجدول رقم
(1) يبين الفرق بين صورة الجسد ومخطط الجسد )العاسمي، 2015 ,ص37)
|
صورة الجسم |
مخطط الجسم |
|
مفهوم أكثر تعقيدا من مخطط الجسم، ووثيق الصلة بعلم النفس والذي يشير إلى التمثل الخاص للفرد عن جسمه |
مصطلح عصبي يشير إلى التمثل العضوي للجسد في المخ. |
|
الطريقة
: تأثير سلوك الفرد على الآخرين. |
الطريقة: التوسط ما بين إدراكات الفرد وأفعاله |
|
تمثل وسط بين الجسد البيولوجي والذات والخبرات المتعلقة بالعالم الخارجي |
تمثل طاقة دينامية التي يكتسبها الفرد من أجل التنظيم والتكامل
والتنسيق بين الوقائع الجسمية والجهد الذي يشكل الجسد في علاقته بالبيئة. |
|
صورة دينامية مستمرة من الهدم والبناء في علاقتها بالآخرين، تتغير في كل وقت، ومتفاعلة في المواقف العادية غير المقلقة. |
بناء معرفي مطلق يحوي على كل المدركات قبل اللفظية، ومبدأ التنظيم الذي يربط الانطباعات المختزنة في الماضي. |
|
تحمل مضامين شعورية ولا شعورية |
تحمل مضامين لا شعورية. |
|
تحمل مضامين ايجابية وسلبية. |
تحمل مضامين حيادية |
|
تحمل خبرات ذاتية وموضوعية |
تحمل خبرات ذاتية. |
|
تتضمن التمثيل
العقلي لذواتنا والتي تسمح لنا بتأملها وتؤثر بشكل
فعال في سلوكنا وتقدير لذاتنا، وهي لوحة شخصية تمد الآخرين بالانطباعات الأولى عن جسدنا. |
تتضمن استمرار تكوين وإعادة تكوين الحدود والروابط بين الجسد والعالم الخارجي. |
15.2. العوامل المؤدية لاختلال صورة الجسم:
1.15.2. فقدان الشهية العصبي:
عرفت منظمة الصحة العالمية فقدان الشهية العصابي بأنه اضطراب مظاهره الرئيسية رفض نشط
ومستمر لتناول الطعام وإذا تناول
الفرد الطعام يحدث قيء مستمر مع فقدان ملحوظ في الوزن لدرجة الهزال وكون مستوى التيقظ والنشاط متميزا بالزيادة، ولذا فان فقدان الشهية العصابي قد يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية لدى الإناث دون أي سبب عضوي.
يعود فقدان الشهية العصبي عند بعض الفتيات لاضطراب نفسي ترفض الفتاة من خلال تناول الطعام ليس فقط خوفا من ازدياد الوزن وتشوه صورة الجسد بل كذلك احتجاجا لا واعيا على سوء معاملة الأهل.
حيث يمس فقدان الشهية العصب 1 ــ 5 %من فئة البنات
%20 منهن
تظهرن اضطرابات سلوكية غذائية دون خصائص باثولوجية، لأنه توجد عدة عوامل
مرتبطة بهذه التغييرات الغذائية نذكر منها:
-ارتفاع الحاجات خلال هذه المرحلة السريعة النمو.
-الميل لأكلات خاصة.
-عدم الرغبة في الأكل صباحا .
وترجع أسباب فقدان الشهية العصبي إلى
عدة عوامل :
2.15.2 . عوامل نفسية:
كالقلق الناجم عن الصراعات الجنسية
) أي الاضطراب في اللاوعي حول التطور الجنسي و ما يترتب عليه من نمو أجزاء معينة في جسد الفتاة أو ظهور دلائل على نضجها جنسيا(، الشعور بعدم
الأمان, الحماية المفرطة من قبل الأهل، المقاومة العدوانية لمطالب الوالدين، وعقاب الذات نتيجة الشعور
بالذنب .
3.15.2. عوامل اجتماعية:
انتشار وسائل الإعلام من أن المرأة النحيفة مثل للجمال)
ينتج
عدم الرضا عن الجسم(.
4.15.2. عوامل بيولوجية:
خلل في نشاط الغدد الصماء، وهو يعتبر شكلا من أشكال
الصرع نتيجة للإصابة باضطراب
ثنائي القطب ونوبات الاكتئاب العظمى، واضطراب الوجدان.
5.15.2. الشره العصبي
)الشراهة
ـ النهام(
:
وبالمقابل قد لا تخلو المراهقة من ظهور الشراهة في الأكل كتعبير عن القلق وردة فعل طفولية عليه.
الشره هنا يعوض عن طريق الأكل، الحنان المفقود أو الرعاية والاهتمام اللذين كان يحظى ما في فترة المراهقة.
يبدأ النهام في أغلب الأحيان بين 15 و
18 سنة.
يتميز بالتهام الطعام بشراهة يتبعه سلوكيات تعويضية متطرفة، مثل إرغام الذات على التقيؤ، وما يسبب الشره العصابي عدم الرضا عن شكل الجسم و الشعور المتكرر بالفراغ.
وتحدث
"كيرت"
عن حدوث نوبات الشره بصورة متكررة ناتجة عن الحاجة للأكل والإفراط في تناول الطعام، في بداية النوبات يشعر المراهق بالسرور، و يعقبها الشعور بالخجل وبالذنب، ثم تصبح
النوبات قسرية ويعيشها المراهق بصورة سلبية.
تشير الدراسات التي قام بها "فلامنت وآخرون، 1993 " إلى أن معدل الانتشار يصل
إلى 5,2% لدى الإناث، و 2,7 % لدى الذكور.
ولكن دراسة فرنسية بيّنت أن 10 % من المراهقات يتعرضن إلى نوبات متكررة للشره العصابي.
وترجع أسباب الشره العصبي إلى النقاط التالية:
6.15.2. الحالة الصحية:
كالإصابة باضطراب في
إفرازات الغدد الصماء، أو خلل في بعض الوظائف الجسمية.
7.15.2. الاضطرابات النفسية:
من أجل التخفيف من حدة التوتر، إشباع و حماية ووقاية لاحتمال حدوث إشارة ذهنية كامنة، أو لارتباطه بالصراعات الجنسية نتيجة
للإحباط أو الفشل الجنسي ينتكس فيه المريض إلى المرحلة الفمية،
ودوافع لاشعورية في حالات القلق والاكتئاب.
8.15.2. العوامل الأسرية:
المشاكل الأبوية الأسرية المختلفة، التغذية المفرطة من قبل الأم، الحماية الزائدة للأبناء.
)حمزاوي، 2017 ، ص 53
ـ 54).
خلاصة:
يتضح أن الجسد ليس بشيء عادي و لا كحدث فيزيولوجي، يمكننا الآن فصل الشعور عن الوجود، و الفرد عن العالم.
فالجسد بحد ذاته ثقافة.
لا توجد طريقة في معرفة الجسد إلا من خلال العيش و التعايش مع الآخر.