JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

التوحد بحث كامل و جاهز autisme

خط المقالة

 

       التوحد فئة من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة التي تحتاج إلى الرعاية والعناية والاهتمام من قبل القائمين على ميدان التربية الخاصة بمختلف تخصصاتهم .

إن مجال اضطراب التوحد حديث العهد في الوطن العربي ، وهو بحاجة ماسة لوجود مراجع تفيد الآباء والمختصين والباحثين الطلبة ففي الستينات كان التوحد يعتبر اضطرابا نادرا وخلال السنوات الماضية القليلة أصبحت هناك عوامل متعددة أدت إلى ازدياد نسبة انتشار اضطراب التوحد .

لقد نال التوحد اهتماما بالغا في الآونة الأخيرة ، مما قاد كثيرا من العلوم الطبيعية والتربوية والنفسية والاجتماعية وغيرها إلى البحث في أفضل طرق التدخل العلاجي وكما يهدف للشفاء أو على الأقل تحسين حالات اضطراب التوحد ، وهذا بدوره أدى إلى ظهور العديد من البرامج التي تراوحت فعاليتها بين الأقل إلى الأكثر تأثيرا .

 

1-تعريف التوحد :

        هو مصطلح Autism جاء من اللغة الإغريقية ف Autos تعني بالإغريقي النفس و ism تعني الحال غير السوية وهذا يعني أن المصابين بحالة التوحد يحملون نفسا غير مستقرة .

والتوحد إعاقة إنمائية تطورية تتضح قبل 3 سنوات الأولى من عمر الطفل وتتميز بقصور التفاعل الاجتماعي والاتصال .[1]

ويعرفه عبد العزيز وعبد الغفار الهماطي على أنه من اضطرابات النمو والتطور الشامل، بمعنى أنه يؤثر على عمليات النمو بصفة عامة ، وعادة ما يصيب الأطفال في الثلاث سنوات الأولى ويتصفون بالانطواء كما انهم يفتقرون للغة والكلام المفهوم [2].

أما "هولين" HOWLIN : فيعرفه على أنه مصطلح يطلق على أحد اضطرابات النمو الارتقائي الشاملة التي تتميز بقصور أو توقف في نمو الإدراك الحسي اللغوي .أسامة فاروق[3] .

ويتداول الكثير من المختصين والعاملين في التربية الخاصة عدة مصطلحات في ميدان اضطراب التوحد ، هذه المصطلحات هي : اضطراب طيف التوحد ، والاضطرابات الإنمائية الشاملة ، واضطراب التوحد .

 

2- التطور التاريخي للتوحد

   في عام 1980 صنف اضطراب التوحد على أنه ضمن الإعاقات الانفعالية الشديدة إلى أنه في العام نفسه صنفته الجمعية الأمريكية للكبت النفسي من خلال الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الثالث  DSM3   كأحد الاضطرابات النمائية الشاملة والذي ضم التوحد والاضطرابات النمائية الشاملة في مرحلة الطفولة   المبكرة.

وفي عام 1992  أوردت منظمة الصحة العالمية اضطراب التوحد قي تصنيفها الدولي العاشر للأمراض تحت اسم "التوحد الطفو لي" وعرفته بأنه اضطراب نمائي شامل وعام1994 أصدرت جمعية الكبت النفسي الإصدار الرابع للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية  DSM4  موسعة مفهوم الاضطرابات النمائية الشاملة [4].

 

 

3- أنواع التوحد :

3-1 المجموعة الشاذة: يظهر أفراد هذه المجموعة العدد الأقل من الخصائص التوحدية والمستوى الأعلى من الذكاء .

3-2 المجموعة التوحدية البسيطة : تتميز هذه المجموعة بالخصائص التالية : استجابات اجتماعية محدودة، وأنماط شديدة من السلوكيات النمطية )مثل التأرجح والتلويح باليد( لغة وظيفية محدودة وتخلف عقلي[5] .

3-4 المجموعة التوحدية الشديدة : أفراد هذه المجموعة معزولون اجتماعيا ولا توجد لديهم مهارات تواصلية وظيفية وتخلف عقلي على مستوى ملحوظ[6] .

4- معدلات انتشار التوحد :

يعد التوحد من أكثر الاضطرابات العميقة في مرحلة الطفولة ومعدلات انتشاره في ازدياد فتبلغ معدلات التوحد 15 % لكل 10000 مولود ، ويبلغ 20 طفلا لكل 1000 طفل وتبلغ معدلاته في ولاية نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية 6.7 لكل 1000 طفل .

وفقا لمنظمة الصحة العالمية معدلات انتشار اضطرابات طيف التوحد والاضطرابات النمائية الشاملة عبرالعالم تبلغ 6 لكل 1000 طفل ، ووفقا لنتائج دراسة " تشن" وآخرين فإن معدلات انتشاره كانت 1 لكل 150 طفلا [7].

5- أسباب التوحد

  5-1 العوامل الجينية :

يرجع حدوث التوحد إلى وجود خلل وراثي فأكثر البحوث تشير إلى وجود عامل جيني ذي تأثير مباشر في الإصابة بهذا الاضطراب[8]  .

5-2 العوامل المناعية :

أشارت العديد من الدراسات إلى وجود خلل في الجهاز المناعي فالعوامل الجينية وكذلك شذوذ في منظومة المناعة مقررة لدى التوحديين .

 

 

5-3 العوامل العصبية :

النسبة الكبيرة من الزيادة في الحجم حدثت في كل من الفص القفوي والفص الجداري وأظهر الفحص العصبي للأطفال الذين يعانون من التوحد انخفاضا في معدلات ضخ الدم لأجزاء من المخ التي تحتوي على الفص الجداري مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية والاستجابة السوية واللغة[9]  .

 

5-4 العوامل الكيميائية الحيوية :

العديد من الدراسات بينت ارتفاعا في مادة حمض الهوموفانيليك في السائل النخاعي هذه المادة هي الناتج الرئيسي لأيض الدوبامين مما يشير إلى احتمالات الأطفال المصابين .

5-6 التلوث البيئي :

تثبت علاقة الإصابة بالتوحد كنتيجة للتلوث البيئي ببعض الكيماويات والتركيزات المرتفعة من الهواء المملوء بالزئبق والكاديوم وفي ولاية كاليفورنيا ارتبطت بمعدلات مرتفعة من التوحد[10].

5-7 العقاقير:

ارتبطت الإصابة بالتطعيم وخاصة التطعيم الثلاثي ويعزز هذا الافتراض زيادة التطعيم التي تعطى للأطفال إلى أن وصلت إلى  41 تطعيما قبل بلوغ الطفل العامين .

5-8 التدخين :

انتهت نتائج دراسة "هيلين" إلى ارتباط التدخين الأموي أثناء الحمل بإصابة الطفل بالتوحد[11].

5-9 إصابة الأم بأمراض معدية :

أوضحت بعض الدراسات بأن الأعراض التي نراها في الأطفال المصابين باضطراب الطيف التوحدي من المحتمل أن تكون ناتجة عن العدوى .

6-  خصائص الأفراد المصابين بالتوحد :

6-1 الخصائص السلوكية :

ابتداء عند المقارنة بين سلوك الطفل المصاب بالتوحد والطفل غير التوحدي نجد أن الأول يتصف بحدودية السلوكيات وسذاجتها والقصور الواضح في التفاعل مع التغيرات البيئية بشكل سليم وناضج فضلا عن أنها تبتعد عن التعقيد فهؤلاء الأطفال يعيشون في عالمهم الخاص لا ينتبهون و لا يركزون على ما هو مطلوب منهم بل يركزون على جانب محدود ولا يملون منه كتركيزهم على جزء صغير من آلة كبيرة .

6-2 الخصائص الاجتماعية :

يعاني الأطفال ذوو اضطراب التوحد من الصعوبات في بدء العلاقات الاجتماعية والمحافظة عليها مع أقرانهم ونذكر منها :

صعوبة استخدام التواصل البصري في المواقف الاجتماعية : في بداية مراحل نموهم قد يتجنب الأطفال ذوو اضطراب التوحد النظر في أعين الآخرين ، ولكن مع مرور الوقت تتلاشى هذه الصعوبة في معظم الحالات , كما أنهم يجدون صعوبة في فهم المشاعر والتعبير عنها من خلال العينين .

صعوبة في التعبير عن المشاعر الذاتية و فهم مشاعر الآخرين : يجد الفرد ذو اضطراب التوحد صعوبة في فهم المشاعر، ومع أنه قد يفهم المشاعر البسيطة مثل : السعادة والحزن والغضب وتستمر لديه صعوبة فهم المشاعر المعقدة التي تتطلب درجة مرتفعة من التحليل الإدراكي مثل الخجل والشعور بالذنب .

صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية والمحافظة عليها : أن الأفراد ذوي اضطراب التوحد لديهم انسحاب اجتماعي ولديهم قصور في القدرة على فهم المثيرات الاجتماعية وكيفية الاستجابة لها . ولعدم معرفتهم بالعادات والتقاليد فإنهم لا يستطيعون تكوين علاقات اجتماعية مناسبة

6-3   الخصائص اللغوية :

من الخصائص التي يتصف بها الأطفال المصابون بالتوحد التقليدي و التي تكون مشتركة لدى جميعهم في إعاقة التواصل حيث يتبادر إلى الذهن لأول وهلة عندما تلتقي هؤلاء الأطفال بأنهم بكم لأن الكثير منهم لا يستخدمون اللغة المنطوقة وكذلك اللغة الغير منطوقة كالتواصل البصري والابتسامات والإشارات والتوجيهات الجسدية .

6-4 الخصائص المعرفية :

يبدي معظم الأفراد ذوي اضطراب التوحد العديد من أوجه القصور المعرفية التي تشبه ما يبديه أقرانهم ذوي الإعاقة العقلية

كما تشير الدراسات إن ثلاثي الأطفال التوحديين تقريبا عندما يخضعون لاختبارات الذكاء تكون درجاتهم دون المتوسط أي أنهم يعانون من إعاقة عقلية بالإضافة إلى التوحد أما الثلاثي الأخير فتكون درجاتهم ضمن المتوسط.[12]

 

 

7- تشخيص و تقويم التوحد :

كلمة التشخيص مأخوذة في الأصل عن الطب والتشخيص هو الفن أو السبيل الذي يتسنى به التعرف على أصل وطبيعة ونوع المرض .

7-1 أهداف التشخيص :

- تزود الأخصائيين والأسر بتسهيلات واضحة في التواصل فيما بينهم .

- تساعد على التزود بأسباب إجراء البحوث العلمية .

- تمكن من اتخاذ إجراءات مناسبة للوقاية بأشكالها المختلفة .

- تحديد مدى نجاح البرامج التربوية والتأهيلية المقدمة[13]

7-2 الشروط الواجب توفرها في التشخيص :

- وصف السلوكيات بأسلوب يتصف بالموضوعية والإجرائية .

- تحديد درجة كل سلوك ومقداره .

- البيئات التي يظهر فيها السلوك المستهدف .

- أن يقوم بعملية التشخيص من خلال الفريق التشخيصي المتعدد الاختصاص .

- أن تشمل إجراءات التشخيص الفارق في تشابه التوحد مع حالات أخرى .

7-3  معوقات عملية التشخيص :

- عدم وجود اختبارات كافية ومناسبة.) الاختبارات للفئات العمرية الموجودة (

- عدم وجود اختبارات مقنعة للبيئة التي سيطلق فيها المقياس أو الاختبار.

- وجود مكان مناسب لتطبيق الاختبار[14].

8- النظريات المفسرة للتوحد  :

8-1 النظرية السيكولوجية :أسهم عمل الطبيب النفسي "كنار Kenner في دعم الموقف إن التوحد الطولي هو نتائج عن عوامل نفسية بشكل أساسي,منها اتجاهات الآباء ومعاملتهم لأطفالهم, ويقول "كنار" أن معظم المرضى كانوا معرضين منذ البداية للبرود الأبوي و الاستحواذي ونوع إلي من آلانتمام وبالاحتياجات المادية فقط,وان انسحابهم يبدو  فعله للهروب هذا الموقف والسعي وراء الحصول على الراحة في تلك العزلة[15].

8-2 النظرية الصينية : عرف الصينيون إعاقة التوحد ولا يزال يعالجونه منذ أكثر من (2000) عام عن طريق تحسين الجهاز الهضمي والمناعي للمصابين , حيث كانت نتائجه تحسن أعراضه التوحد والسلوكيات الشاذة المصاحبة له, وقد افترض الباحثون في مجال التوحد أن مسببات التوحد ربما تكون بعد الولادة أو أثناء فترة الحمل.

 

خلاصة

       وختاما مما سبق نستنتج أن التوحد هو اضطراب محير، ويعيق التفاعل مع المجتمع و الاندماج فيه، وقد نال اهتماما بالغا في الآونة الأخيرة، مما قاد كثيرا من العلوم الطبيعية و التربوية والنفسية و الاجتماعية وغيرها إلى البحث في أفضل طرق التدخل العلاجي، كما يهدف للشفاء أو على الأقل تحسين حالات اضطراب التوحد، وهذا بدوره أدى إلى ظهور العديد من البرامج التي تراوحت فعاليتها بين الأقل الأكثر تأثيرا.

وفي الأخير يتوجب على الوالدين بعد إتمام عملية التشخيص، التكيف مع حقيقة أنه لا يوجد علاج شاف للتوحد ولكنه قابل للتحسن عن طريق مختلف التدخلات سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية لمساعدته على التواصل والاندماج.

 




[1] إبراهيم عبد الله زيقات : التوحد و سيمات وعلاج ،الأردن، دار وائل للطباعة والنشر،2004 ، ص24

[2] سليمان عبد الرحمان : اعاقة التوحد ، مكتبة زهراء الشرق ، ط 1 ، 2000، ص280

[3] إبراهيم عبد الله زيقات: التوحد و سيمات وعلاج ،الأردن، دار وائل للطباعة والنشر،2004 ، ص26

[4]  الزراع نايف، بناء قائمة السلوك التوحدي على عينة سعودية ،رسالة ماجستر، جامعة الاردن ، 2003، ص 26

[5]   أسامة فاروق مصطفى : التوحد الأسباب التشخيص و العلاج دار المسير، ط1 ،1 201، ص 31

[6]  إبراهيم عبد الله زيقات ، التوحد و سيمات وعلاج ،الأردن، دار وائل للطباعة والنشر،2004م ، ص 48

[7] أسامة فاروق مصطفى : التوحد الأسباب التشخيص و العلاج دار المسير، ط1 ،1 201، ص 24

[8] رائد خليل وعمر الخطاب ، التشخيص الفارقي بين التخلف العقلي واضطراب الانتباه ،ط1، 2006م،ص 28

[9]  نرمين قطب، برنامج سلوكي لتوظيف الانتباه الانتقائي وأثاره في تطوير الاستجابات الغير لفظية ، ط 1، ص589.

[10]  نرمين قطب، برنامج سلوكي لتوظيف الانتباه الانتقائي وأثاره في تطوير الاستجابات الغير لفظية ، ط 1، ص58

[11] سامة فاروق مصطفى و أخرون ، التوحد الأسباب التشخيص و العلاج ة دار المسير، ط1،2011  ، 25

[12] حمدان عبد الله : حقائق عن التوحد ،أكاديمية التربية الخاصة ،الرياض ط 1 ، 2000 ، ص 69

[13]   السويدي عائشة، ورقة عمل عن التوحد، مقدمة لندوى الإعاقات النمائية و قضايا و مشكلاتها العملية ، جامعة العربي ، البحرين ، طبعة 1 ، 2000، ص 73

[14] زهران حامد ، التوجيه و الإرشاد النفسي، مصر، الطبعة الثالثة ، 1997، ص17

[15] إبراهيم عبد الله زيقات ، التوحد و سيمات وعلاج ،الأردن، داروائل للطباعة والنشر،2004،ص109

 

الاسمبريد إلكترونيرسالة