التنظيمات العسكرية في الدولة الزيانية
المبحث الأول: عناصر و معدات الجيش الزياني
واجه
الجيش الزياني تحديات داخلية وخارجية منذ تأسيس الدولة الزيانيّة إلى غاية أفولها،
وقام بدور محوري في تثبيت دعائم الدولة من خلال
المحافظة على وجودها وأمنها واستقرارها في محيط مشحون
بالتهديدات الأمنية والعسكرية والتي كادت أن تعصف بوجود الدولة في مرات عديدة،
فقد ألمت بها أخطار من كل جانب من حدودها، فمن الشرق تعرضت
لهجمات الحفصيين، ومن الغرب باغتها المرينيون، ومن الشمال تعرضت
لمخاطر الهجمات البحرية الأوروبية خاصة أواخر القرن الخامس
عشر الميلادي، ومن الجنوب تعرضت أيضا لخطر الهلاليين وقبائل الأعراب، بالإضافة إلى
بروز مظاهر العصيان والتمرد من طرف القبائل المحلية
التي استغلت مراحل ضعف الدولة لتشق عصا الطاعة،
فهنا برزت مكانة الجيش الزياني للتصدي لهذه المخاطر.
المطلب
الأول: عناصر الجيش الزياني
أولا : أقسام
الجيش :
تجلى
تقسيم الجيش الزياني من خلال حديث أبي حمو موسی الثاني في وصيته لولي عهده بقوله
:" يا بني اعلم أن الجيش ينقسم إلى أربعة أقسام ، خاصتك ، وقبيلك ، وأنصارك ،
ومماليك "[1] ، إذ بين أن الجيش احتوى على أربعة أقسام.
01- القسم الأول :
الخاص
بالسلطان، يتألف من وجوه القبائل وكرام العشائر ، يستخلصهم السلطان لنفسه ، شريطة
الوفاء والإخلاص بغية ضمان إذعان أتباعهم للسلطان نفسه وهو ما أفصح به أبي حمو
موسى الثاني بقوله :"... لأنه إذا كان محبا في جانبك - يقصد الخاصة - قاد
جميع جماعته إلى بابك ، وسعوا كلهم في مرضاتك وأرائك ...[2]" ، فهم بمثابة العيون والجواسيس على أفراد قبائلهم ،
ومن بينهم يختار قادة الكتائب والسرايا.[3]
يمثلهم
القبيل يعني قبيل السلطان ، أي مطلق رعايا بني عبد الواد الذين يمثلون العنصر
الأساسي في قوة الدولة ، خاصة في مراحلها الأولى ، يقدم عليهم كبار الأعيان
وخيارهم ، يعرفون بالأشياخ ، إذ بدونهم لا يمكن للسلطان الاستمرار في السلطة ، أمر
اقتضى على السلطان أن يراعيهم ويستميلهم قصد الطاعة واستمرار الولاء.
03- القسم
الثالث :
هم
الأنصار[4] وحماة السلطان ، يمثلون نخبة من الجند يكونون محيطين به،
حيث يلازمونه في الحل والترحال في الليل والنهار ، وهم على أربعة في ترتيبهم :
ميمنة[5] ، ميسرة[6]، مقدمة[7] ، ساقة[8].
إذ
يقع اختيارهم على الشجعان وأكثر الناس موالاة له واستعدادا لنصرته ، لذا كانوا
يمثلون جهاز الشرطة العسكرية، فهم قوة ضاربة للمخالفين في أي وقت خاصة قبيل
السلطان إن أبدى أي إنكار وعدوان ، هذا ما أكده السلطان أبي حمو موسى الثاني بقوله
:"... فإن ظهر من بعض قبيلك تخاذل وإنكار فتقمعهم بهؤلاء الحماة
والأنصار"[9]
04- القسم
الرابع :
يضم
المماليك[10] ، هم أجناد السلطان يتألفون من الأعلاج والنصارى والأغزاز
والوصفان ، هؤلاء عنصر احتياطي ، بمثابة الحرس الخاص بالسلطان ، يقومون بقمع كل
محاولة تمرد، إذ هم قوة موازية للأنصار عددا وعدة ، وفعلا هذا ما أشار إليه أبي
حمو موسی الثاني بقوله: " ويكون قدر هؤلاء الذين ذكرناهم - أي المماليك - قدر
الحماة والأنصار ... "[11]
ثانيا : عناصر الجيش :
يقصد
بها العناصر المكونة للجيش ، والذي ضم عدة انتماءات سواء قبائل المغرب الأوسط أو
حتى العناصر التي وفدت إلى تلمسان عبر التاريخ ، ومن تلك العناصر نجد :
أ- القبائل
البربرية :
أولها
قبيل بني عبد الواد الذين أسسوا الدولة وقاموا بأمرها ، إذ شكلت أول الفرق
العسكرية منهم ، ثم يضاف إليها القبائل حسب سابقتها في الخدمة ، لكن هاته القبائل
لم تكن منتظمة الحال ، إذ جمعتها بالدرجة الأولى مصلحة القبيلة ، فأحيانا تكون إلى
جانب بني زيان فتحشد قوتها العسكرية وأحيانا تكون ضدها، إلا أنهم شكلوا أغلب الجيش
خاصة فرق الخيالة أو الفرسان[12].
ب- القبائل
العربية :
كانت
هي الأخرى تزود الجيش بمجموعة من الفرسان ، نتيجة صلة الحلف و التعاون التي كانت
تربطها بالدولة الزيانية ، إذ حالفتها أغلبها خاصة بطون زغبة كقبائل بني عامر ،
إلا أن هذا لا يعني وجود من ناصبت العداء لبني عبد الواد مثلا كالثعالبة[13] .
و
هذه القبائل العربية كانت ملزمة بالمشاركة في الحروب ، نظرا للعهود المقدمة ، و
حتى يضمن السلطان دوام ولائها ، كانت القبائل مجبرة بتقديم رهائن من أبنائها عرف
هذا منذ عهد أبي حمو موسى الأول و سار السلاطين على طريقته كلهم تقريبا.[14]
إلى
جانب العناصر السابقة الذكر ، كانت هناك عناصر يمكن القول أنها ثانوية ، إلا أنها
لعبت دورا كبيرا في سير الأحداث التي عرفتها دولة بني عبد الواد ، ببروز شخصيات
قوية كهلال القطالوني ، ومن تلك العناصر نجد :
3-1- النصارى المسيحيين :
اذ كانوا يشكلون فرقة ضمن الجيش منذ عهد يغمراسن
بن زيان ، قدر عددهم بألفي فارس ، لكن بعد حادثة محاولة قتل السلطان يغمراسن بن
زيان سنة 652ه-1254م من طرفهم ، نالتهم أيدي الهلاك من الحامية والرعايا ، فلم
يستخدم هذا الجنس في الجيش بعدها.[15]
غير
أن النصوص العربية واللاتينية أظهرت عكس هذا ، حين أكدت بقاء مشاركة هذا العنصر في
أغلب مراحل الدولة التي مرت بها ، إذ أنه مثلا في سنة 665ه-1266م وجد مجموعة من
القطالونيين والأراغونيين على عهد يغمراسن بن زيان[16]، حيث أن السلاطين أنفسهم كانوا يطالبون بهم لاتخاذهم حرسا
، فكانوا يوزعون على مختلف المدن مكلفين مع الجنود البربرية والعربية بإخماد الفتن
والثورات لذلك كانوا يجوبون البلاد طولا وعرضا ليتأكد هنا أهمية وجودهم ضمن
التقسيمات التي عرفها الجيش .
3-2 -
الغز:
استعمل
هذا العنصر من قبل في جيوش الموحدين[17]، لكن بعد انتقاض أمرهم بالديار المغربية ، التحق بعضهم
بجيش يغمراسن بن زيان ابتداءا من سنة 633ه-1235م وبقي لهم الشأن في جميع مراحل
الدولة كغيرهم من النصارى ، يرجع الاهتمام بطبيعة هذا الجنس لما لهم من خبرة في
الفنون الحربية خاصة الرمي بالسهام ، وهذا ما أورده عبد الرحمن ابن خلدون عنهم
بقوله :" وبلغنا أن أمم الترك لهذا العهد قتالهم مناصلة بالسهام "[18]
إضافة
إلى هذه العناصر وجد الأندلسيون والزنوج[20] ، لكن ليس بالأثر الذي أوجده النصارى والغز على حد السواء
.
وما
يمكن قوله أن استعمال هذه العناصر جاء كحتمية أنها جزء من خليط بشري وجد بتلمسان
وكذلك لعدم الثقة في القبائل التي جمعتها المصلحة بها أولا.
ثالثا : المعدات والوسائل :
تعددت
الوسائل الملزمة بالحروب على عهد بني عبد الواد ، وإن كان أمر الوسائل مسلم به في
ذلك العهد ، فمن جملة المعدات التي خص بها الجيش نجد :
1 - الحصان
:
يعتبر
أهم وسيلة للقتال ، إذ له القدرة على المناورة والتنقل السريع في ميدان المعركة ،
إذ عرف عن القبائل البربرية والعربية تعشقهم للفروسية ، لذا أولو رعاية هامة
لتربية الخيول خاصة العراب التي هي أفضل الخيول وأعلاها قيمة وأغلاها ثمنا ، إذ
كانت تطلب للسباق واللحاق[21]، فاهتمام بني عبد الواد تجلى من خلال منح إدارة المراعي
لرجال من العرب لمهارتهم في تربية الخيول[22] ، وقد وجدت هذه الثروة الحيوانية بكثرة ، حتى أن أبا حمو
موسى الثاني في يوم واحد استركب ألف فارس[23] ، وهو بنفسه يؤكد على اختيار أفضل الخيل.[24]
ومما لا شك
فيه أن الحصان أستعمل بشكل واسع لا يستدعي مجالا للشك والريب.
استخدام
هذا الحيوان أمر غير مستبعد في عهد بني زیان ، خاصة عندما نجد القبائل المحالفة
لهم كانت حياتهم تعتمد على الترحال ، أمر يستدعي حضوره في السلم أو الحرب ، كما أن
تربيته كانت ملازمة لتربية الخيل[25]، وقد استعمل كمصاف خلف الجيش.[26]
3- البغل :
و
عرف هذا الحيوان بالصبر وقوة الجلد ، وهو من الحيوانات التي استعملت في مواطن
الحرب فنالت الشرف وقامت مقام الخيل[27]، ولما كانت لها القدرة على حرب الجبال والأماكن الوعرة،
استعملت في جيوش دول المغرب الإسلامي كافة ، سواء ضمن المصاف خلف الجيش أو في حمل
أثقاله وما يلزمه .
حقيقة
هذه الحيوانات كانت وسيلة ضرورية ضمن العتاد الحربي ولا يمكن الاستغناء عنها إضافة
إلى الوسائل القتالية والتي لا بد منها كالسيوف والرماح والأقواس والسهام ، فلا
بأس أن نعرج عليها بنوع من التفصيل :
4 - السيف
:
هو
من أشهر الأسلحة المستعملة في القتال خاصة أثناء الالتحام ، وهو عدة أنواع ، إذ
استعمل بنو عبد الواد منها السيف المستقيم[28] ثم حل محله السيف المقوس ذي النصل الواحدة، وبطبيعة الحال
الكل فارس سيف خاص به.
5- الرماح :
للرمح
مقاسات أقصرها الحربة ، والتي كانت مستعملة بشكل واسع في جيوش بلاد المغرب
الإسلامي بما فيها جيش بني عبد الواد[29]، الذي عرف فرقة من المشاة مسلحة بالحراب تمشي أمام الأمير[30]، وهناك إشارة ضمنية للسلطان أبي حمو موسى الثاني بقوله
:" وبأيديهم الحراب".[31]
خصت
به فئة الرماة ، التي كانت ظروف الحرب تتطلب وجودها ، حتى أن الحصار الذي كانت
تتعرض له تلمسان من حين لأخر ، أوجب وجود أسلحة دفاعية ضد المهاجمين ، فلا للقوس والسهم
كبديل ، والذي أستعمل حتى نهاية الدولة، والغالب على الظن أن الرماة كانوا من الغز
لما عرفوا به من خبرتهم الرمي بالنشاب وهم على ظهور الخيول[32].
وقد
وجدت لهذه الوسائل القتالية دار صنعة خاصة بها ، حتى أن هذه الصنائع كانت تعرض بين
أيدي السلطانة ليبدي ذلك الاهتمام بالجانب العسكري.[33]
7-الأسطول
البحري:
أما
بالنسبة للأسطول[34] البحري ، فقد وقع اختلاف بين المؤرخين ، فمنهم من نفي
بالكلية عن عدم وجوده[35]، ومنهم من أكد خلاف ذلك[36]، بذكر قطع الأسطول الحربية الكبيرة الشهيرة مثل: الشواني ، الحرارين ، الطرائد ، القواقير ، وهي
مسميات لقطع الأسطول الزياني.[37]
هذا
الرأي الثاني يصمد أمام الحقيقة التاريخية إذا سلمنا بوجود علاقات تجارية جمعت بين
أوروبا وتلمسان ، من خلال معاهدات[38] :
- معاهدة
تلمسان المؤرخة في عام 1286/684 م المبرمة مع مملكة أراغون.
- معاهدة
تلمسان المؤرخة في عام 739 ه/1339م المبرمة مع ميورقة .
- معاهدة
بيربينون وتلمسان المؤرخة في 762ه/1362م لمدة خمس سنوات
هذا
لديه دلالة واضحة على وجود أسطول للدولة ، وإن كان لا يستدعي بالضرورة معرفة قوته
من ضعفه ، لأن ضمان التنقل في البحر بكل أمان يعني قطعيا وجود مراكب تضمن ذلك.
ونفس
الأمر عند الحديث عن الآلات الثقيلة المعروفة في تلك الفترة كالمنجنيق[39]، وحتى السلالم ، فلا يمكن استبعادها عن المعدات الحربية .
رابعا : لباس الجند :
تمیز
لباس الجند عن لباس العامة ، هذه الألبسة أعطت لهم صفة الجندية تميزا عن غيرهم ،
فقد كان لباسهم عبارة عن قميص واسع عريض الكمين يغطونه بكساء كبير جدا من قماش
القطن يلتفون فيه شتاءا وصيفا[40]، كما يرتدون سترة من الجلد شبيهة بالقميص لكن محشوة ،
تقييم البرد والمطر.
أما
القادة وأمراء الجيش يضعون فوق القميص كساء آخر من الجوخ ، وفوقه معطف على نمط
المعاطف التي كانت تستعمل قديما في إيطاليا للأسفار يغطونه به رؤوسهم عند المطر[41] فهذا التمايز في اللباس يدل على التباين الاجتماعي الذي
وصلت إليه الحياة في عهد الدولة العبد الوادية[42]، كما أن التنوع في اللباس صيفا وشتاءا يؤكد تباين المناخ .
إن
طبيعة هذا اللباس ، وإن كان الحسن الوزان هو الذي تطرق إليه ، يدل على تسرب
الملابس الإسبانية إلى المجتمع الزياني[43]، والتي بدورها تثبت العلاقات التجارية القائمة.
خامسا :
أجور الجند :
لا
شك أن قوة الجند مرتبطة بكثرة العطاء، وهذا ما أشار إليه عبد الرحمن ابن خلدون
بقوله: " تحتاج الدولة إلى الزيادة في الجباية لما تحتاج إليه الحامية من
العطاء والسلطان من النفقة[44] " وإن كانت الجباية المالية في دولة بني عبد الواد لا
تتضح معالمها لانعدام الاستقرار ، غير أنهم أنشئوا ديوان الجند باعتباره هيئة تضبط
من خلالها عدد الجند ويجري عليه مستحقاته .
هذه
المستحقات اختلفت باختلاف أقسام الجيش ، أمر أكد عليه السلطان أبي حمو موسى الثاني
بقوله :" ويكون ترتيب الجيش في العطاء على قدر بیتاتهم وشجاعتهم وسباقتهم
للخدمة ، واصطناعاتهم وصحبتهم وانقيادهم وألفتهم واجتهادهم "[45]، ولخير دليل ما نالته قبيلة بني عامر من اقطاعات وبذل لهم
المنح المالية في المناسبات المختلفة على غرار الرواتب الثابتة ، ونفس الأمر يقال
على القبائل البربرية .
أما
بالنسبة للماليك فجراية العطاء عليهم تكون حسب حاجتهم لقوتهم ونفقة عيالهم وعلف
مركوبهم[46]، كما أن رواتب النصارى كانت تحدد حسب المعاهدات التي كانت
تبرم بين بني عبد الواد ، وهذه الدول الأوروبية.[47]
والظاهر
عن الجند أنه كان يجري عليهم مقدار في غاية الأهمية ، إذ يقدر بثلاثة مثاقيل[48] بسكتهم وعشرون برشالة[49] في السنة من القمح وثلاثون من الشعيرة، فضلا عن هذا كانت
تقدم مكافآت للمساهمين في المعارك والحملات العسكرية وحتى المناسبات.
لكن
رغم ما تمت إليه الإشارة حول طبيعة الرواتب ، يبقى الغموض يشوبها إلى حد ما خاصة
وقت الاضطرابات.
سادسا :
التحصينات العسكرية :
جاء
التعمير لحاجة أساسية من حاجات الحياة ، ولما كانت العمارة تنقسم حسب وظائفها
الأساسية إلى ثلاث أقسام : العمارة الدينية والمدنية والحربية[50]، هذه الأخيرة اقتضي وجودها بالضرورة سواء في السلم والحرب
، تمثلت في الحصون والقلاع مدعمة بالأسوار والأبراج وكذا الأبواب والخنادق ، فكانت
تحصينات دفاعية قبل كل شيء .
بنو
عبد الواد لم يغفلوا عن هذا الأمر ، إذ أن يغمراسن بن زيان عمد منذ البداية في
اختياره عاصمة دولته مراعيا إلى الموقع الاستراتيجي الذي تميز بسهولة الدفاع وقوة
الصمود أمام الغزاة[51]، ولا يكون هذا إلا بالحصانة الطبيعية أو ما سبق ذكره ،
ونفس الأمر يقال عن المدن التي كانت تابعة الدولة بني عبد الواد ، فمن جملة الحصون
المتعددة نجد تلمسان بالذات التي تعتبر بمثابة القلعة في مناعتها وتحصيناتها[52] وحصن "تامزيزدكت" الواقع جنوب وجدة الذي جعل في
حالة تأهب دفاعي[53] كذلك حصن
"أزفون" الذي بناه السلطان أبو حمو موسى الأول ، وحصن "بكر" و
"الياقوتة" اللذين ابتناهما السلطان أبي تاشفين الأول بمقربة من مدينة
بجاية، وكذلك حصن "تيدكالت"[54]، والتي كانت هجومية بالدرجة الأولى لبعدها عن العاصمة .
هاته
الحصون كانت مدعمة بالأسوار والأبراج وكذا الأبواب والخنادق والتي لقيت عناية
كبيرة من طرف سلاطين بني عبد الواد ، لكن تجدر الإشارة بنا إلى نقطة مهمة وهي أن
بعض التحصينات موروثة أقامتها الدول التي سبقتها بالمغرب الأوسط كالمرابطين
والموحدين[55].
الأسوار
:
إن
التهديد الدائم الذي كان يخيم على تلمسان كان قائما منذ زمن طويل ، حتى ورد على
الألسن :" وكان سكانها لا ينامون لا في الليل ولا في النهار "[56]جعلها تحاط بعدة أسوار بلغ عددها سبعة[57]، وربما أكثر من ذلك لتأكيد الحصانة خاصة عندما نجد السلطان
يغمراسن بن زيان يقوم ببناء عدة أسوار سنة (665ه-1267م) من ناحية باب كشوطة[58]، متوجة بطريق مستخدمة للحراسة ، يحميها حاجز ذو فتحات ،
كما أنها مضعفة على مسافة كبيرة من حدودها الخارجية متكونة من جدار خلفي رئيسي
وجدار أساسي في الأماكن المسطحة"[59]، وأينما كان الضعف مرتقب تضاف أسوار أخرى.
الأبراج :
و
جاء هذا النوع من البناءات لتدعيم الأسوار غير المتصلة ببعضها البعض ، في شكل بناء
أمامي يحمي مراكز الحراسة10[62] ، إضافة إلى مراقبة الأماكن المجاورة مباشرة والدفاع عن
السكان ، ومن تلك الأبراج نخص بالذكر تلك المتعلقة بتلمسان.
- برج
القشاقش : بني هذا البرج على ضفة وادي متشكانة ، أنشأ له طريق مغطى بالأقواس يربط
البرج بالمدينة[63].
- برج
الطاحونة : أنشئ هذا البرج المراقبة الجهة الجنوبية وحمايتها ، وفي ذات الوقت
لحماية الطاحونة التي تزود أهلها بالدقيق[64].
الأبواب
:
أمر
طبيعي أن تتخلل الأسوار المرابطة على المدينة عدة أبواب تربطها بالبادية من عدة
جهات ، كما تراقب فيها حركة المتنقلين من التجار والقوافل التجارية، عادة جارية
عند المسلمين .
وقد
اشتملت تلمسان باعتبارها القاعدة العسكرية الأولى على خمسة أبواب رئيسية ، وجدت
على مختلف جهات المدينة فقبلة باب الجياد ، وشرقا باب العقبة ، وشمالا باب الحلوي
، وباب القرمدين ، وغربا باب کشوطة.[67]
غير
أنه وجدت أبواب أخرى ثانوية ذات أهمية قليلة مع الأبواب التي ذكرت ، على شكل أنفاق
صغيرة يستعملها الجند ورجال الدولة[68]، فهي عبارة عمن ممرات أو فتحات في الأسوار تفتح عند الحاجة
.
هذه
الأبواب لعبت دور الحصن الأمامي الذي يحمي مدخل المدينة ، إذ كانت مصفحة بالحديد ،
ومدعمة بحصون قوية صعبة الاختراق مصاريعها حديدية تغلق بها.[69]
الخنادق :
أعطيت
الأولوية للخنادق قصد تأكيد الحماية ، وهذا الأمر قد اهتم به على عهد الموحدين ،
حيث أداروا على تلمسان الأسوار العظيمة والخنادق العميقة[70]، ونظرا للظروف التي كان يشهدها المغرب الأوسط على عهد بني
زیان بصفة عامة وتلمسان بصفة خاصة ، دفع بالسلاطين الاهتمام بهذه الخنادق ، حيث
أحاطوا المدينة بخندق عظيم خاصة من الجهة الجنوبية بموازاة وادي متشكانة"[71]، حيث تنعدم الانخفاضات الطبيعية .
عموما
هذه التحصينات جاءت ملازمة لبعضها البعض ، إذ لا يمكن تصور حصن بدون أسوار وأبراج
وأبواب ، فمثلا حصن تامزيزدكت[74] له سور غير منتظم
الشكل يبلغ طوله 400م وعرضه 100 م وارتفاعه 7م و سمكه 1.5م كان مبنيا بالطوب
ومحاطا بخندق يساوي عرضه 15م ، وكانوا يدخلونه من باب محصن ببرجين موضوعين على
يمينه و يساره ، أمامها سور أمامي بينه وبين السور الرئيسي 4م.[75]
و
هذا التصور لطبيعة التحصين يتضح من وصية السلطان أبي حمو موسى الثاني لولي عهده
يقول له:" ينبغي لك أن تتخذ لنفسك معقلا يكون لك في المهمات موئلا تلجأ إليه
عند الشدائد و تتحصن به من العدا و المعاند ، و صفة هذا المعقل أن يكون حصنا لا
يرام ، و ركنا منيعا لا يضام ، وذروة لا تفرع ، و مروة لا تقرع ، و عقيلة لا تفترع
، و بكر لا تخطب و قلعة لا تطلب ..."[76].
و
بصفة عامة لا يكون هذا التحصين محكم إلا من خلال دعمه بالأسوار و الأبراج و
الأبواب و كذا الخنادق ، و نفس هذا الأمر خصت به المدن التابعة للدولة .
المبحث الثاني: الجيش و التعبئة العسكرية
إن تنظيم الجيش من الداخل ، جاء قصد تهيئته للنوازل التي ستهز
كيان الدولة ، لذا عمل السلاطين على الاهتمام به بعناية ، نظرا للمهام التي تنتظره
سواء كان في حالة دفاعية أو هجومية ، وقد بينت الظروف التي عاشتها الدولة العبد
الوادية على مختلف مراحلها ، الآلية التي تكيف بها الجيش اتجاهها وكان هذا مبني
على الاستراتيجية العسكرية التي تبناها إزاء المواقف التي تعرض لها.
أولا: الإستراتيجية العسكرية
سبق الذكر أن الإستراتيجية العسكرية لدولة بني عبد الواد، تتضح
من خلال التنظيم الداخلي للجيش ، و كذا التحصينات التي أولولها أهمية عظمى ، و هذا
كله من أجل تقوية النظام الحربي و تدعيمه ، قصد الحفاظ على كيان الدولة وذلك منذ
عهد يغمراسن بن زيان الذي حدد وضع الإستراتيجية العسكرية قصد الاستعداد لحماية
دولته من الأخطار التي كانت تداهمها في الداخل والخارج فوصيته لابنه أبي سعيد
عثمان تؤكد وضوح الإستراتيجية التي لا بد منها، حين كانت الدولة تعيش بين كفي رحي،
إذ أكد له بالقول :" يا بني إن بني مرين بعد استفحال ملكهم واستيلائهم على
الأعمال الغربية وعلى حضرة الخلافة بمراکش ، لا طاقة لنا بلقائهم إذا جمعوا الوفور
مددهم ولا يمكنني أنا القعود عن لقائهم لمعزة النكوص عن القرن التي أنت بعيد عنها
، فإياك واعتماد لقائهم ، وعليك باللياذ بالجدران متى دلفوا إليك ، وحاول ما
استطعت الاستيلاء على ما جاورك من عمالات الموحدين وممالكهم يستفحل به ملكك ،
وتكافي حشد العدو ، ولعلك تصير بعض الثغور الشرقية معقلا لذخيرتك "[77].
إن المتأمل في نص الوصية يجد معالم واضحة تعكس واقع حي كانت
دولة بني عبد الواد تعيشه ، هو أن بني مرين أصبحوا قوة لا يستهان بها عدة وعددا ،
ويوحي لابنه بالحذر من مواجهتهم الند للند ، ثم يناصحه بالتستر وراء الحصون لتتأكد
هنا أهمية التحصينات التي أوليت لها أهمية كبرى ، كما يوجه نظره إلى الجهة الشرقية
قصد إيجاد معقل لذخيرته.
حقيقة هذه النصائح حددت ملامح الإستراتيجية العسكرية لجيش بني
عبد الواد ، والتي بقيت لفترة طويلة من الزمن يعتمدها السلاطين ، ليجعلها في حالة
دفاعية أمام المرينيين ، لكن كانت هناك محاولات من طرف بني عبد الواد ، غير أنها
لم تعطي أثرا فعليا عكس القبائل التي كانت تهاجمها قصد التطويع مثلا كقبيلتي بني
توجين ومغراوة التي استولى السلطان أبي سعيد عثمان على سائر أعمالها و التي بها
انتظم بلاد المغرب الأوسط[78]
، ليواصل الجيش زحفه نحو الجهات الشرقية حتى تم الأمر به بفتح تونس عاصمة الحفصيين
على عهد السلطان أبي تاشفين عبد الرحمان الأول سنة (725 ه- 1325م)[79].
إلا أن أمر مواجهة بني مرين لا يكون إلا بالاحتماء وراء
الأسوار ، فحصار الثماني سنوات ( 706-698 ه/1299-1306م) دليل كاف لإثبات ما أوصى
به يغمراسن بن زيان حول حقيقة القوة المرينية ، حتى أن قضية اتخاذ معقل إن أمكن في
الجهات الشرقية ، كانت هناك محاولة من طرف السلطان أبي حمو موسى الثاني حين حاول
نقل دار ملكه إلى الجزائر بعد أن استخلف على تلمسان ابنه أبي تاشفين ، لكنها
محاولة باءت بالفشل ، بعد أن عق الولد والده ، و انتهى هذا العقوق بمهلك الوالد في
ذي الحجة 791ه-1389م[80].
فما يمكن الخلاص إليه حول الإستراتيجية العسكرية للجيش الزياني
، هو اكتفائه بإخضاع القبائل و التوسع على الجهات الشرقية إن أمكن ذلك ، و تجنب
مواجهة بني مرين ، المواجهة التي أكدت على هزائم متكررة لبني عبد الواد.
ثانيا : حشد القوی :
و سعی بنو عبد الواد منذ الوهلة الأولى عند تأسيس دولتهم ، إلى
حشد أكبر عدد من الجند بلغ الألف ، قابله حشد بني مرين بثلاثة آلاف لتتأكد مدى
أهمية الوصية التي سبق ذكرها ، كما أن بنو مرین استطاعوا حشد ثلاثين ألفا سنة
670ه/1271م حين عمد السلطان يعقوب بن عبد الحق في ضم تلمسان[81].
كما أن السلطان أبي تاشفين الأول حين أقام حصن تمزيزدكت الجديد
، أنزل به عسکر يناهز ثلاثة آلاف ومائتي فارس، فما بال العدد إذا تكلمنا عن الحصون
والقبائل مجتمعة ، وهذا ما أشار إليه صاحب البغية بقوله :" ... العساكر
لا تحصى كثرة "[83]
هذا الحرص على حشد القوي أكد عليه كذلك السلطان أبي حمو موسی
الثاني حينما أكد على أن يكون قدر الجيش بقدر المال[84]
، إذ أنه حشد في سنة 760 ه/1359م من القبائل العامرية والمعقلية ثمانية آلاف ، ومن
قبيله استركب ألف فارس في يوم واحد، وفي سنة 767 ه/1365م بلغ العدد خمسة عشرة ألف.[85]
حقيقة مع مرور الزمن استطاع سلاطين بني عبد الواد حشد الجيوش
بتعداد أوفر ، قسمت على الترتيب الذي عرفه النظام الداخلي للجيش .
أما عن طريقة الحشد فكانت على الشكل التقليدي المعروف عند
العرب والبربر بحشدهم المقاتلين برفقة متاعهم وعيالهم، ضمن منطقة أو مكان يجمعهم
قصد التوجه إلى المعركة ، ففي تلمسان كان الحشد يتم في ملعب المدينة ، إذ يتفقد
فيه العدة والقدرات القتالية ؛ عرف هذا المكان بظاهر الحضرة ، وكذلك باسم المنية[86]
ونفس الأمر يقال عن طريقة الحشد بالأقاليم التابعة للدولة ،
وتخصيص مكان للحشد قصد التحاق المقاتلين به وهو أمر لا ريب فيه .
ذكر عبد الرحمن ابن خلدون أن الحروب الواقعة في الخليقة نوعين
إما زحفا بالصفوف أو بالكر والفر الذي هو قتال العرب والبربر من أهل المغرب[87]،
لكن هذا الذي خص به أهل المغرب تغير حسب الظروف ، فبنو عبد الواد اعتمدوا في بادئ
أمرهم أسلوب الكر والفر لقلة العدد وضعف العدة أمام جيش المرنيين وهو في حد ذاته
طابع استراتيجي ، لكن اعتماد أسلوب الزحف اقتضاه تعداد الجند الذي بلغ خمسة عشر
ألف ، وهذا الأسلوب تجلى من خلال وصية السلطان أبي حمو موسى الثاني بقوله :"
يا بني وإذا قربت من عدوك فلا تعجل عليه بالجملة ولتأخذ في أمرك بالتأني والمهلة
فإنه لا بد لكل دفعة من رجعة ، و لكل كره من رفعة ، ليكن انتهاضك إلى عدوك زحفا ،
فإنك ترهبه خوفا و رجفا "[88].
و نظرا لطبيعة الظروف، تعددت الأساليب فاعتمدوا حرب العصابات[89]
، الذي كان حلا قصد الدفاع عن كيان الدولة و حفاظا على وجودها ، إذ مكنها من
الاستمرارية حينما ضمن للجيش اختیار الزمان و المكان لشن الهجومات[90]،
كهجمات السلطان يغمراسن بن زيان حينما هاجم السعيد سلطان الموحدين من بعض الشعاب ،
و نفس الأمر حدث مع أبي زكريا الحفصي حين كان يشن عليه الغارات في نواحي العسكر و
يتخطف الناس من حوله[91]
.
و تجدر الإشارة أن حرب العصابات كانت محكمة الترتيب شأنها شأن
ترتيب الجيش في الزحف ، و هذا ما أشار إليه يحي ابن خلدون بقوله :" ثار
بالسلطان أبي ثابت إقدامه فعبأ العساكر و رتبها قلبا وجناحين ومقدمة ، وبغتو مرین
عند نزولهم بوادي القصب "[92]
.
وكان أسلوب آخر ، وهو الاعتماد على التحصينات التي أقاموها قصد
الدفاع أو الهجوم ، إذ كانت على المستوى الحربي فعالة ، لكنه رغم هذا نجد السلطان
أبي حمو موسى الثاني خرج إلى الصحراء بعد علمه بقدوم أبو فارس المريني في جحفل
جرار ليحتل تلمسان (772 ه/1370م).[93]
فالاستخبار لعب دورا حيويا في مجال الأمن والاستقرار ، لذا وظف
سلاطين بني زيان هذا السلاح ، فما قام به ولي العهد أبي سعيد عثمان ، حينما أهدى
جارية وسيمة رومية إلى نظيره أبي يعقوب يوسف المريني[96]
، تمتهن الجوسسة والتقاط الأخبار ، إذ تمكنت من كشف خطط ونوايا البلاط المريني،
أمر جعل السلطان يغمراسن بن زیان وابنه يجنحان إلى الهدنة والمسالمة حتى أن
السلطان أبي حمو موسی الثاني أكد على هذا السلاح وتوظيفه من خلال وصيته لولي عهده
بقوله :"... أن تكون لك جواسيس في بلاد العدو ويرقبون أفعاله على البعد
والدنو ، وعيون تلاحظ أعماله وتشاهد أحواله "[97]،
وهذا ما كان يقوم به ، إذ أكد بلسان حاله :" أرسلنا الجواسيس إلى المغرب
لتتعرف الأخبار وتقف على
الصحيح من الحد والاقتصار ... "[98]
، لذا نجده دائم اليقظة عارفا بتقلبات القبائل والتمردات ، تفسره تلك الهجومات
المفاجئة التي كان يقوم بها في أطراف البلاد .
لكن هذا السلاح أي الجوسسة تخلت عنه الدولة الزيانية في عهودها
المتأخرة عكس القوي المعادية لها ، والتي استطاعت أن تلعب دورا هاما في حياكة
الكثير من المؤامرات[99]،
وفعلا نجحت من خلال كثرة القلاقل والتقلبات التي عرفتها الدولة .
كانت قيادة الجيش في الغالب تحت إمرة السلطان في حد ذاته ، إلا
أنه أحيانا تستند القيادة البعض رجالات الدولة كالوزير ، كما أن الحاميات في
النواحي والأمصار يكون عليها رجالات عرفوا بالكفاءات القتالية أمر حرص عليه سلاطين
بني عبد الواد ، عندما نجد السلطان أبي حمو موسى الثاني يؤكد بقوله : " وأما
قوادك فلتتخير قوادا من أنجاد جندك ، زعماء صادقين في محبتك".[100]
والمعلوم أن القيادة ارتكزت على العصبية القبيلة خاصة المقربين
من السلطان إذ كان يغمراسن بن زيان يباشر الحروب بنفسه ، ويولي أمر الحاميات في
النواحي والأمصار لقرابته ، وهذا ما أكده عبد الرحمن ابن خلدون بقوله: "وكان يغمراسن
بن زيان كثيرا ما يستعمل قرابته في الممالك ويوليهم العمالات "[101]
وبقيت القيادة العليا للسلطان على عهد ولده عثمان وحفيده أبي
زيان إذ باشروا الحروب بأنفسهم"، ليدل أن قيادة الجيوش كان يشرف عليها
السلطان بنفسه.
أما على عهدي السلطانين أبي حمو موسى الأول و أبو تاشفين الأول
، أوكلوا قيادة الجيوش البعض القادة في جل حملاتهم العسكرية.[102]
أمر تغير في عهد السلطانين أبي سعيد وأبي ثابت[103]
، حيث باشروا قيادة الجيوش بأنفسهما ، وكذلك السلطان أبي حمو موسی الثاني في بادئ
أمره ، ليدع بعدها مهمة القيادة إلى بعض القادة الذين عينهم على رأس العمالات
والثغور بقصد حمايتها ، وصد الأعداء والذود عن حدود الدولة.[104]
إن هذا التقلب في قيادة الجيوش كانت تقتضيه الظروف التي مرت
بها الدولة من حين لآخر وعليه كانت
القيادة مرهونة بهذه الظروف.
من أشهر قادة الجيش العبد الوادي ، والذين لاحت أساميهم في
الآفاق ، وكان لهم الدور البارز في الحملات العسكرية التي كانت توجهها السلطة
المركزية نذكرهم على سبيل المثال لا العد والحصر ، مستثنين ذكر السلاطين وأولادهم
وكذا الوزراء، من خلال ما أشارت إليه المصادر في هذا السياق .
* عهد السلطان يغمراسن بن زيان (633ه-681ه/1236م-1282م)
[105]:
- عبد الملك بن محمد بن علي بن قاسم بن ذرع، يعرف بابن حنينة ،
تولى قيادة الجيش في سجلماسة إلى جانب يحي بن يغمراسن بن زيان.
- يغمراسن بن حمامة، تولى القيادة مع ابن حنينة ، وقد قتلا سنة
673ه /1274م.
- الزعيم بن يحي بن مكن ، كان قائد على ثغر مستغانم ، لكنه عزل
من طرف السلطان بعد أن ثار عليه ، وقد نفاه إلى بلاد الأندلس .
* عهد السلطان أبي حمو موسى الأول (707ه-718ه-/1308م-1318م)
[106]:
- يوسف بن حيون الهواري ، تولى أمر بني توجينة.
- العلج مسامح ، كان على بلاد مغراوة
- محمد بن يوسف بن يغمراسن بن زيان ، كان على مليانة كقائد
أعلى للجيوش.
- مسعود بن أبي عامر برهوم بن يغمراسن بن زيان ، قاد جيشا
لحصار بجاية".
- موسى بن علي الكردي ، كان قائد جيشه
* عهد السلطان أبي تاشفين الأول (718ه-737ه/1318م-1337م)[107]
:
- يحي بن موسى السنوسي ، كان من قادة الجيش ، دخل تونس واستولى
عليها لمدة أربعين يوما.
- إبراهيم بن محمد تاحاجيت المصوجي ، قائد جيش على منداس
وونشريس .
- زيان بن أبي يحي بن ونزمار ، كان على بني راشد .
-عطية بن موسی ، كان على شلف.
كان هذا ذكر لبعض قادة العسكر في الدولة العبد الوادية ،
والذين تولوا مهام أخرى كشؤون الإدارة المحلية التابعة لقطاع الدولة ليعكس الطابع
العسكري الذي تميزت به الدولة .
خلاصة:
عرف الجانب العسكري اهتمام من طرف السلاطين الزيانيين ، تجلى
ذلك في التنظيمات التي عرفتها المؤسسة العسكرية سواء من حيث التنظيم الداخلي إذا
تكلمنا عن أقسامه وعناصره ، والمعدات والوسائل ، وكذا اللباس والتحصينات العسكرية
، أو من الخارج إذا تكلمنا عن كيفية التعبئة العسكرية من حيث مراعاة حشد القوی
وطريقة القتال التي اعتمدوها.
حقيقة هذا التنظيم كان محكما للغاية ، إذ عكس الترتيب الهرمي
في إدارة الجيش كانت قاعدته تحتوي جميع العناصر التي تشكل المجتمع الزياني.
هذا التنظيم منح للدولة الزيانية الاستمرارية وأكد على وجودها
رغم الهزات العنيفة التي كانت تشهدها من حين لآخر .
[1] خالد بلعربي، الدولة الزيانية
في عهد يمغراسن، دراسة تاريخية و حضارية ، ط1، الجزائر، دار الألمعية للنشر
و التوزيع، 2011، ص 213-214.
[2] أبو حمو الزياني، المصدر السابق، ص 142.
[3] بوزياني الدراجي، المرجع السابق، ص 256.
[4] أبو حمو الزياني، المصدر السابق، ص 143.
[5] الميمنة يقصد بها العسكر الموجود من ناحية اليمين عن موقف الملك ،
عبد الرحمن ابن خلدون ، المقدمة ، ص217
[6] الميسرة يقصد بها العسكر الموجود من ناحية الشمال عن موقف الملك ،
المصدر نفسه ، ص217
[7] المقدمة يقصد بها العسكر الذي بين يدي الملك منفردة بصفوفه
ومتميزا بقائده ورايته وشعاره ، المصدر نفسه ، ص 217.
[8] الساقة يقصد بها عسكر آخر من وراء عسكر ، المصدر نفسه ، ص 217
[9] أبو حمو الزياني، المصدر السابق، ص 145.
[10] المصدر نفسه، ص 145.
[11] المصدر نفسه، ص 145.
[12] مختار حساني وآخرون، علي خلاصي ،
التاريخ العسكري للجزائر من الفتح الإسلامي إلى القرن 10هـ/16م ، الجزائر
: المركز الوطني للدراسات و البحث
في الحركة الوطنية ، 2007م ، ص 259.
[13] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ص 20.
[14] بوزياني الدراجي، المرجع السابق، ص 259.
[15] يحي ابن خلدون : المصدر
السابق، ج2، ص 206.
[16] خالد بلعربي، المرجع السابق، ص 142.
[17] أبي محمد عبد الواحد
المراكشي ، المعجب في تلخيص أخبار المغرب ، شرحه واعتنى به صلاح الدين الهواري ، ط
1؛ بيروت- لبنان : المكتبة العصرية ، 2006، ص 210.
[18] عبد الرحمان بن خلدون، المقدمة، ص 219.
[19] يحي ابن خلدون : المصدر السابق،
ج1، ص 217.
[20] لخضر عبدلي، المرجع السابق، ص 156.
[21] أبي العباس القلقشندي ، المصدر السابق ، ج2 ، القاهرة - مصر :
المطبعة الأميرية ، 1331ه-1913م ، ص17.
[22] مختار حساني ، المرجع السابق ، ج 2 ، ص 39
[23] يحي ابن خلدون ، المصدر السابق ، ج 2 ، ص 38.
[24] أبو حمو الزياني، المصدر السابق، ص 170.
[25] مختار حساني ، المرجع السابق ج 2 ، ص 39.
[26] بوزياني الدراجي، المرجع السابق، ص 271.
[27] أبي العباس القلقشندي ، المصدر السابق ، ج 2 ، ص 32
[28] علي خلاصي ، المرجع السابق ، ص78
[29] بوزياني الدراجي، المرجع السابق، ص 271.
[30] علي خلاصي ، المرجع السابق ، ص 78
[31] أبو حمو موسى الزياني : المصدر السابق ، ص 145.
[32] علي خلاصي ، المرجع السابق ، ص 78
[33] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ص 182.
[34] الأسطول مجموعة مراكب حربية ، وأطلق أحيانا على مركب واحد فقط ،
والأسطول هو العسكر الذي يعمل في البحر ، أتور محمود زناتي ، المرجع السابق ، ص
23.
[35] بوزباني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 252
[36] رشيد بوروبية وآخرون ، المرجع السابق ، ص 470
[37] المرجع نفسه، ص 471.
[38] إدريس فاضلي ، المدخل إلى تاريخ النظم ، الجزائر : دمج : 2006 م،
ص323.
[39] آلة من خشب تقذف الحجر على العدو إلى مسافات بعيدة ، القلقشندي ،
المصدر السابق ، ج2، ص137
[40] الحسن الوزان ، المصدر السابق ، ص21
[41] المرجع نفسه، ص 21.
[43] مختار حساني ، المرجع السابق ج 3 ، ص 120
[44] عبد الرحمن ابن خلدون ، المقدمة ، ص 223۔
[45] أبو حمو موسي الزياتي ، المصدر السابق ، ص203
[46]مبارك
الميلي ، المرجع السابق ، ص450
[47] مختار حساني وآخرون : المرجع السابق ، ص 155
[48] المثقال الواحد يعادل حوالي 300 دينار ،
لخضر عبدلي : المرجع السابق ، ص 153.
[49] البرشالة تعادل 13 رطلا ، يحي ابن خلدون ، المصدر السابق ، ج1،
ص90.
[50] إسماعيل سامعي ، المرجع السابق ، ص 233.
[51] خالد بالعربي : المرجع السابق ، ص 122
[52] بوزباني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 260
[53] الحسن الوزان ، المصدر السابق ، ص 11.
[54] مختار حساني وآخرون : المرجع السابق ، ج3، ص 141.
[55] بوزباني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 262.
[56] رشيد بوروبية وآخرون ، المرجع السابق ، ص 369.
[57] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ص 111.
[58] يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج1، ص 207.
[59] رشيد بوروبية وآخرون ، المرجع السابق ، ص 371.
[60] محمد التنسي، المصدر السابق، ص 140، أنظر: محمد الطمار، المرجع
السابق، ص 99.
[61] نفسه، ص 111.
[62] رشيد بوروبية وآخرون ، المرجع السابق ، ص 371.
[63] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ص 111.
[64] نفسه، ص 111.
[65] نفسه، ص 112.
[66] رشيد بوروبية وآخرون ، المرجع السابق ، ص 371.
[67] يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج1، ص 90، أنظر: الحاج محمد شاوش ،
المرجع السابق، ص 194.
[68] رشيد بوروبية وآخرون ، المرجع السابق ، ص 371.
[69] محمد الطمار ، مرجع سابق، ج3، ص 219.
[70] مختار حساني وآخرون : المرجع السابق ، ج3، ص 136.
[71] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ص 114.
[72] رشيد بوروبية وآخرون ، المرجع السابق ، ص 373.
[73] يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج1، ص 212.
[74] حصن تامزيزدكت هو الحصن
الجديد الذي أقامه السلطان أبي تاشفين الأول سنة 726هـ 1326/م
، أثناء حصاره لمدينة بجاية ، في مدّة أربعين يوما، يحمل نفس
الاسم الذي أطلق على الحصن القديم الموجود جنوب وجدة: عبد الرحمان بن خلدون،
العبر، ج7، ص 144.
[75] رشيد بوروبية وآخرون ، المرجع السابق ، ص 495.
[76] أبو حمو الزياني، المصدر السابق، ص 154.
[77] عبد الرحمان بن خلدون، العبر، ج7، ص 123.
[78] عبد الرحمان بن خلدون، العبر، ج7، ص 124-125.
[79] نفسه، ص 154.
[80] محمد التنسي، المصدر السابق، ص 1991.
[81] عبد الرحمان بن خلدون، العبر، ج7، ص 244.
[82] يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج1، ص 217.
[83] نفسه، ص 217.
[84] أبو حمو موسى الزياني، المصدر السابق، ص 200.
[85] يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج1، ص 217.
[86] بوزياني الدراجي، المرجع السابق، ص 259.
[87] عبد الرحمان بن خلدون، المقدمة، ص 216.
[88] أبو حمو موسى الزياني، المصدر السابق، ص 215.
[89] بوزياني الدراجي، المرجع السابق، ص 263.
[90] خالد بلعربي، المرجع السابق، ص 216.
[91] عبد الرحمان بن خلدون، العبر، ج7، ص 108.
[92] يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج1، ص 245.
[93] عبد الرحمان الجيلالي، المرجع السابق، ص 257.
[94] أبو حمو موسى الزياني، المصدر السابق، ص 213.
[95] التجسـس لغة : تتبع
الأخبـار ، يقـال : جس الأخبار وتجسسها إذ تتبعها ، ومنه الجاسوس لأنه يتبع
الأخبار ويفحص عن بواطن الأمور ، ثم استعير لنظر العين ، ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي . أنور محمود
زناتي ، المرجع السابق ، ص79.
[96] عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ص 25.
[97] أبو حمو موسى الزياني، المصدر السابق، ص 172.
[98] نفسه، ص 179.
[99] مختار حساني و آخرون، المرجع السابق، ص ص 265.
[100] أبو حمو موسى الزياني، المصدر السابق، ص 175.
[101] عبد الرحمان ابن خلدون، العبر، ج7، ص 118.
[102] يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج1، 209.
[103] نفسه، ص 217.
[104] بوزياني الدراجي، المرجع السابق، ص 286.
[105] عبد الرحمان بن خلدون، العبر، ج7، ص 114.-132.
[106] نفسه، ص 132-137.
[107] نفسه، ص 137-144.
[108] المرجع السابق، ص 145-155.