أهل
الذمة وحضورهم العلمي في البلاد الاندلسية
1-التعليــــــــــــم
تتوسع
المصادر التاريخية في ذكر طريقة التعليم لدى أهل الذمة من اليهود والنصارى ، ويبدو
أنها لا تختلف عن نظيرتها لدى المسلمين من حيث البداءة بالكتاب المقدس وتعلم
القراءة والكتابة ، وقد ذكر ابن خلدون طرق العليم لدى أهل الأندلس في المقدمة[1]،
كما ذكر في بيان ذلك الطريقة الغريبة التي انتهجها ابو بكر بن العربي يبدئه بالشعر
والعربية على سائر العلوم[2].
تأثر اهل
الذمة المسلمين في اخذهم عنه الثقافة العربية ومنها اللغة العربية الي رأى فيها
هؤلاء مفتاحا للوصول الى ابواب الأمراء والخلفاء[3]،
كما كان هذا سببا في ابعاد أهل الذمة عن لغتهم الأصل (اللاتينية) والتي أصبحت
حبيسة الاديرة والكنائس[4].
بالرجوع الى
مراحل التعليم نجدها مشابهة لمراحل التعليم لدى المسلمين ، حيث يبدا الطالب أو
الصبي بمرحلة الابتدائي ، اذ يلتحق الطفل وعمره ما بين 3 و 7 سنوات ، يتعلم فيها
الأسس الأولى كالكتاب المقدس وكتب الأنبياء والصلوات ...[5]،
وهذه المرحلة تعتبر مرحلة تهيئة الطفل لقراءة مثلا: نصوص من الكاب المقدس، وتلاوة
الأدعية الدينية وغيرها[6].
أما الطور
الثاني وهي المرحلة الأعلى من الأولى ، في
هذا الطور الذي يمكن من اختيار الطفل الذي فيه ...ليكون أحد الحاخامات بالمستقبل
أما الطور الثالث وهو طور التعليم العالي وهي المرحلة التي يمنح فيها الطالب لقب
الحبر[7].
ونقل عن
السموال المغربي طريقة تلقيه للعلوم ، فكان مبتدأه بالعلم العبري ثم بعلوم الوراه
وتفسيرها ، ثم بالحساب ثم علم الطب . ويبدو أن هذا لم يكن منهجا لدى اليهود اذ
كانت بداءة الطفل تكون بتعلم القراءة ثم الابواب الأولى للتوراة ثم أسفار موسى
الخمس ، ثم المدخل لدراسة التلمود ثم النحو من كتب المتخصصين كابن نجاح وابراهام
بن عزرا[8]
وانتقد ابن
خلدون في مقدمته طريقة الشدة في تعليم البيان ، فقد ذكر في الفصل الاربعون من
مقدمته والتي عنونه بـ” في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم “حيث بين ان الشدة تؤدي بالمتعلم الى الكسل
ويحمل على الكذب والخبث ، وذكر مثالا عن اليهود في قوله ” وانظره في اليهود وما حصل بذلك فيهم من خلق السوء ،حتى أنهم
يوصفون في كل افق وعصر بالحرج‟
ومعناه التخابث والكيد[9].
أما عن المدراس التعليمة فمن النادر أن تذكر
المصادر ذلك عن الطبيب حسداي .... الذي اسس في قرطبة مدرسة خاصة بالدراسات
اليهودية وهذا راجع الى نفوذ هذا الطبيب واتصاله بالأمير الأموي عبد الرحمان ،
وقام هذا اليهودي بالغداق على أساتذة هذه المرسة[10].
وقد
اشتهرت هذه المدرسة اشتهارا كبيرا أدى بيهود المشرق التخلي على مدرستي العراق
الشهريتين ( صورا) و (فوم بديثا)، وكانت رئاسة هذه المدرسة لليهود عالم التلمود (بن حنوخ)[11].
كما
أنشأ اليهود مدارس أخرى منها المدرسة اللغوية اللاهوتية بأليسانة والتي تخرج منها
اليهودي النحوي : مروان بن جناح[12].
وقد أولى اليهود للتعليم أهمية كبيرة نظرا
لحصول المتكن فيها على مكانة معنوية وامتيازات مادية وهو ما ذكره المفكر اليهودي حاييم
الزعفراني في كتابه (يهود الاندلس والمغرب ) في قوله ”...ويحصل صاحب المعرفة على
امتيازات قد تعتبر في بعض الحالات أمرا مبالغا فيه مثل الثروة الكبيرة والامتيازات
المهمة المتمثلة في الاعفاء الضريبي وبسط اليد على المعاملات التجارية ، وللمتأدب
بالضافة الى ذلك نفوذه الأخلاقي الذي لا يقبل الجدل ...‟[13].
2- الطــــب
أورد
الدكتور محمد حقي من كلية الآداب – ببني ملال بالمغرب جدولا لتطور مهنة الطب بالأندلس والمغرب ابتداء من
القرن (3هـ - 9هـ ) . الى القرن ( 8 هـ / 14م )[14]والذي
يبينه هذا الجدول أن قرطبة كانت تمثل الاشعاع الأكبر للعلم ومنه علم الطب خاصة
خلال القرنين( 3و4هـ) / 9 و 10 هـ ) (انظر الملحق رقم 01) ، أحصي حقي في القرن
الثالث الهجري حوالي 07 أطباء مسيحين ولا واحد يهودي ، اليهود ابتدأ ظهورهم في
القرن ( 4هـ) بتمثيل قليل عدده حقي ب 2 اطباء يهوديان ولا وجود للأطباء النصارى
اذن يعتبر هذا القرن (04هـ) بداية ظهور
اليهود على مسرح علم الطب، وفي القرن الخامس (هـ) نجد عدد اليهود (05) ليتناقص في
القرن ( 06هـ) بـ 01 طبيب يهودي ، ثم لا وجود لأهل الذمة في مهنة الطب في القرنين
(7 و 8 هـ) .
اذا قمنا بعملية احصائية بسيطة وجدنا أن عدد
الممتهنين للطلب من أهل الذمة بالأندلس والمغرب معا هو 15 طبيبا من بين 186 أحصاهم
هذا الباحث في الجدول السالف الذكر، وهو عدد بسيط جدا يمكن القول من خلاله أن أهل
الذمة لم يستطيعوا مجاراة المسلمين في هذه المهنة ، وأكد هذا الباحث أن جل هؤلاء
الاطباء من مسلمين ونصارى ويهود كانت خدمتهم موجهة أساسا للأمراء والملوك[15].
كما أنه وبداية من القرن (5هـ/11م) تفككت
هيمنة قرطبة على مهنة الطب لتفسح المجال لمدن أخرى أندلسية منها : طليطلة –
اشبيلية- غرناطة – سرقسطة – المرية – دانية – بلنسية...وغيرها[16]،
ويثبت ذلك ما ذكره ابن حزم في كتابه طوق الحمامة في قوله: « ... ولقد كنت يوما
بالمرية قاعدا في دكان اسماعيل بن يونس الطبيب الاسرائيلي وكان بصيرا بالفراسة
محسنا لها[17]...».
يبدو ان من امتهن الطب يتوع في علوم أخرى
كما ذكر ابن صاعد في طبقات الأمم حين يتحدث عن الطبيب اسحاق بن قطار اذ يقول: «
كان بصيرا بأصول الطب مشاركا في علم المنطق مشرفا على أراء الفلاسفة ، وكان حميد
المذهب جميل الأخلاق جالسته كثيرا فم رأيت يهوديا مثله في رجاحته وصدقه وكمال
مروءته ، وكان متقدما في علم اللغة العبرانية بارعا في فقه اليهود خبيرا في
أخبارهم[18]
»، وكذلك كان الطبيب اليهودي الياس بن المدور اليهودي الطبيب والذي كانت بينه وبين
طبيب أخر محاسدة فكان بينهما مناظرات ذكرها المقري في نفحه[19].
وذكر
عن محمد بن علي بن سودة المري أنه را الطب والتعديل على الحبر الطبيب ابراهيم بن
زرزار اليهودي[20].
لعل توسيع مدارك الأطباء لتشمل علوما أخرى
مثل : الخدة والرياضيات وعلم الفلك والنجوم والمنطق والفلسفة بدأ منذ القرن ( 5هـ
/ 11م) وذلك حتى يتمكن الطبيب من فهم « الطبيعة البشرية وتفسيرا الأمراض بشكل علمي[21]
» بالإضافة الى ذلك مغارف الطبيب من الطبيب من العلوم النقلية والعقلية الأخرى.
وهناك أسماء أخرى من الاطباء من أهل الذمة
يصعب حصرهم ونذكر منهم :منجم بن الغوال من سرقسطة وكان متقدما في صناعة الطب تصرفا
مع ذفك في صناعة المنطق وسائر علوم الفلسفة ، له مؤلف سماه ( كنزالمقل ) رتبه على
المسالة والجواب وضمنه جملا من قوانين المنطق واصول الطبيعة[22].
وذكر
ابن جلجل في طبقات الأطباء أن الأطباء بالأندلس كانت لهم نقاة وجمعية ينظمون اليها
سماها «ديوان المتطببين[23]»
ولا تدري هل الأطباء من اهل الذمة استطاعوا أن ينظموا لها أم لا؟.
ان
اهتمام اليهود بتعلم الطب ، جاء نتيجة كونه وسيلة للكسب وللحصول على [24] مناصب
رفيعة لدى حكام الأندلس وأمرائها[25]،
ونذكر هنا بعض الاسماء التي لمعت في سماء الاندلس ابان الحكم الاسلامي فيها ، فنجد
يحي بن اسحاق الذي استوزره عبد الرحمان الناصر ، واسحاق بن قسطار الذي خدم مجاهد
العامري مؤسس امارة دانية وابن بكلارش الذي خدم بني هود ، وابو الفل بن حسداي ،
واسماعيل بن يونس الذي كان بصيرا بالفراسة محسنا لها ، وهو من أهل المرية ، وأبو
ايوب سليمان بن المعلم الاشبيلي ، وأبو الحسن ماير بن قمنال اللذان كانا طبيبين
لبعض كام المرابطين ، والياس بن المدور الرندي (ق 06هـ ) ومروان بن جناح صاحب كتاب
( التخليص) ، ومنجم بن الفوال ، ويحي بن الصائغ الذي كان طبيبا خاصا لبني الاحمر
في في أواخر القرن الثامن الهجري ، وابراهام بن الثرثار[26]،
وغيرهم كثيرا.
ولعل ابرز ما أنجبت حضارة الأندلس طيلة زمن
ازدهارها وتطورها موســـى بن ميمون ، الذي يعتبر ثمرة عطاء مجتمع وحضارة وثقافة
لها خصوصياها، وكان موسوغة ساهم بمؤلفاته في ثراء هذه الحضارة وتنوعها ، فألف علوم
الطب والفلسفة والشريعة اليهودية، فأشار القفطي الى ثقافة موسى بن ميمون الواسعة
بقوله : « كان هذا الرجل من أهل الأندلس يهودي النحلة ، قرأ علم الأوائل بالأندلس
، وأحكم الرياضيات ، وأخذ واخذ أشياء من المنطقيات ، وقرأ علم الطب هناك ، فأجاد
علما ولم يكن له جسارة على العمل[27]».
ان استقراء وتفحصا للحياة الثقافية لليهود
في البلاد الاندلسية يجدها قد ميزت بالثراء والعطاء في جميع المجالات الثقافية
....هذا يدل دلالة واضحة على الحرية والتسامح اللذين كانا يتمتعان بهما اليهود في
ظل الحكم الاسلامي في البلاد الاندلسية ، ضف الى ذلك حياة الانعزال التي كان
يعيشها اليهود التي ساهمت في تقوية نظام
تربوي يهودي مستقل مكن هذه الطائفة من الظهور والبروز في جميع المجالات الثقافية
والعلمية حيث أثروا بها الحياة العلمية في البلاد الاندلسية عموما ، بقيت مآثرها
وشواهدها ماثلة الى يومنا هذا .
3-
علوم أخرى
لقد اشتهر بعض النصارى واليهود بعلوم أخرى ،
فنجدهم مثلا يرحلون من مناطق نائية وبعيدة من الاندلس لتدارس العلم عند المسلمين ،
مثلما كان حال العالم المسلم عبد الله بن سهل الغرناطي الذي ذكر عنه ابن الخطيب في
الاحاطة أنه برع في علم المنطق والعلوم الرياضية وسائر العلوم القديمة «... وكان
النصارى تقصده من طليطلة ، تتعلم منه ايام ان ببياسة ، وله مع قسيسهم مجالس في
التناظر[28]...»
.
3-1- المقامات والشعر
اشتهر من أهل الذمة من اهتم بفن المقامات
والشعر، فنجد اليهودي يهودا الحريزي الذي شغف بالمقامات ، فترجم المقامات العربية
، ثم اتقن في ذلك ووضع مقامات خاصة به سماها بـ: (تحكموني) ومعناها ( الجلسات =
المقامات[29]).
كما نجد المقري في نفح الطيب يذك كثيرا من اشعار اليهود منهم نسيم الاسرائيلي
وابراهيم بن سهل الاسرائيلي وهو شاعر اشبيلية ، وذكر قاضي القضاة ابي بكر محمد بن
نصر الفتح بن علي الانصاري الاشبيلي بغرناطة أن ابراهيم بن سهل الشاعر الاشبيلي قد
أسلم ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصيدة طويلة[30].
لم تقتصر صنعة الشعر على الرجال من أهل
الذمة بل تعدته الى النساء، فنجد من شاعرات اليهود ” قسمونة بنت اسماعيل‟
وكان ابوها شاعرا اعتنى بها وعلمها صنعة الشعر ولها أشعار راقية منها ما قالته في
ظبية كانت لها :
يا
ظبية ترعى بروض دائــــــــــــم انــــــــــي
حكيتك في الوحش والحور
أمسى
كلانا مفرد عن صاحب فلنصطبر ابدا على حكم القــــــــدر[31]
3-2-
المنطق والفلسفة
قد ذكرنا سابقا ان العلماء لا يكتفون
بالاختصاص وحسب بل يتوسعون في علوم أخرى، فنجد الطبيب وهو مشتغل بالمنطق والفلسفة
وغيرها من العلوم ، مثل : مروان بن جناح اليهودي الذي كانت له اهتمامات بعلوم
المنطق وعلم لساني العرب واليهود كما له تأليف في الطب في ترجمة الادوية المفردة
وتحديد المقادير المستعملة في صناعة الطب من الاوزان والمكاييل[32].
ومن سكان سرقسطة نجد الفيلسوف سليمان بن يحي
المعروف بابن جبراوال وكان مولعا بعلم المنطق[33].
واشهر من وصف بالعالم الموسوعي ابو الفضل حسداي بن يوسف بن حسداي السرقسطي ، الذي
وصفه ابن صاعد الاندلسي بأنه من بيت شرف اليهود من ولد موسى عليه السلام، كما أنه
اتقن العديد من العلوم بدءا من صناعة الشعر والبلاغة وكذا علم العدد والهندسة وعلم
النجوم ، كما فهم صناعة الموسيقى وغيرها ... قال ابن صاعد : « هذا وهو فتى لم يبلغ
الأشد ، إلا أنه الله تعالى يخص بفضله من يشاء وهو على كل شيء قدير[34]».
ولعلنا نلاحظ فرقا كبيرا بين ابن صاعد
الأندلسي في كتابه طبقات الأمم بين ابن حزم الظاهري في كتبه (الملل) ورسائله وكذا
طوق الحمامة حيث نجد الأسلوب مغايرا في التعامل مع اليهود خاصة، لأن ابن حزم يصفهم
بأنهم سبب كل بلية وانتقد الوضع السياسي الحاصل في تلك الفترة وانتقد الامراء
والخلفاء لرفع هؤلاء الى درجات الحكم ، على عكس ابن صاعد فانه يثني ويمدح هؤلاء
الأطباء مدحا كبيرا.
إن إحصاء العلماء في جميع المجالات يعد صعبا
جدا نظرا لتداخل العلوم مع بعضها فلم يكن التخصص في علم من العلوم سمة ذلك العصر ،
بل جد الطبيب رياضي وعالما باللغة والمنطق والفلسفة وغيرها.
3-3-
احياء اللغة والأدب العبري في البلاد الاندلسية
ان دخول الاسلام البلاد الاندلسية قد شكل
نقلة نوعية في مجال الأدب واللغة بالنسبة لجميع مكونات هذا المجتمع الجديد من أهل
الذمة وغيرهم، فقد ازدهرت الحركة الفكرية
اليهودية في الاندلس في ظل ازدهار الحركة الفكرية العامة في هذه البلاد تحت ظل
الحكم الاسلامي ، وبدا اليهود بفضل مساعدة علماء المسلمين لهم ، يهتمون بإحياء
تراثهم الأولي ولغتهم العبرية، ويترسمون في
ذلك خطوات المسلمين في العناية بالقرآن ن وآدابه[35]،
وجاء في كتاب اليهود في ظل الحضارة الاسلامية لصاحبه الدكتور عطية الفومي ما يلي
«... وكانت في مدينة السيانة أكاديمية علمية لليهود قوم بتعليم العربية والعبرية
معا وكان علماؤها يستــعينون بعلمــاء المسلمين في هــذه الاكــاديمية للنـهوض
بلغتهم وتمكنوا من وضع قواعــد لها[36]..
» .
ويظهر أن الأدب العبري لم يستقم عوده ولم
يزدهر الا في الفترة الاندلسية رغم أنه نشأ في العراق على يدي سعديا بن يوسف
الفيومي ( 279 هـ / 892م) الذي كان مديرا لمدرسة سورا[37].
ويقول خالد بن يونس عبد العزيز الخالدي في
كتابه اليهود في الدولة العربية الاسلامية في الأندلس « ... الا ان الدراسات
النحوية واللغوية لم تنه وتزدهر وتصل الى مرحلة النضوج الا على ايدي يهود الأندلس[38]...». واول عالم لغوي نحوي ظهر في الاندلس هو مناحيم
بن ساروق الطرطوشي (298-349هـ/ 910-90م)، الذي اتصل بحسداي بن شروط وزير الخليفة
عبد الرحمان الناصر في قطبة وصار مستشارا له ، وكانت اهم أعماله اللغوية المعجم
العبري الذي يسمى ( محبريت) أي التفسيرات ، ويعد هذا المعجم أول عمل لغوي في
العبرية يغطي جميع مفردات الكتاب المقدس[39]،
وقد افاد هذا المعجم كثيرا من علماء اللغة العبرية اليهود ، وكان سببا في القيام
بدراسات لغوية كثيرة لأنه كان كتاب النحو الأول الذي كتب باللغة العبرية[40]
.
وبظهور كثير من النحاة واللغويون اليهود من
امثال ..... وابو زكريا يحي بن داود المشهور بيهود حيوج ، ويعد حيوج واضع أسس
قواعد اللغة العربية ، وتعلم على يديه أصول اللغة العبرية الوزير العالم اسماعيل
بن نغرالة الذي يعد من كبار علماء اليهود في أصول قواعد اللغة العبرية[41].
وقد ظهر كثير من العلماء في هذا المجال من
أمثال يحي بن .... ، وابو الوليد مروان بن جناح القرطبي امام النحاة العبرية ....
على الاطلاق[42].
بالضافة الى ذلك ظهور كثير من الشعراء حيث بدا اليهود يكبون الشعر بالعبرية على
اوزان البحور العربية كما نظم بعضهم الشعر بالعربية واجاد فيها ومن بين من اشتهر
من هؤلاء الشعراء موسى بن عزرا وابراهيم بن عزرا ويوسف بن أبطور وسليمان بن جبرول
وابو عمرو يوسف بن حسداي[43].
هذا فضلا عن الشاعرين اللغويين الكبيرين مناحيم بن سروق الطرطوشي ودوناش بن لبراط
ويعد الشاعر يهودا اللادي من أشهر شعراء الاندلس اليهود[44].
[1] عبد
الرحمان بن خلدون ، المقدمة ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان
، ط1، 2004، ص611.
[2] عبد
الرحمان بن خلدون ، المصدر نفسه، ص612.
[3] محمد
بحر عبد المجيد، اليهود في الاندلس، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1970،
ص22.
[4] محمد
الأمين ولد أن، النصارى واليهود من سقوط الأندلس الى نهاية المرابطين ، ( 422هـ -
539هـ) ، اطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في تاريخ المغرب الاسلامي ، جامعة وهران ، 2012 – 2013 ، ص149.
[5] فاطمة
بوعمامة ، اليهود في المغرب الاسلامي خلال القرنين ( 7 – 8 ) ، كنوز الحكمة للنشر
والتوزيع ، 2011، الجزائر ، ص 160.
[6] مسعود
كواكي ، اليهود في المغرب الاسلامي من الفتح الى سقوط الموحدين ، رسالة لنيل شهادة
في الماجستر في التاريخ الاسلامي ، جامعة الجزائر ، 1990 – 1991 ، ص154 .
[7] فاطمة بوعمامة ، المرجع
السابق ، ص162.
[8] مسعود كواتي ، المرجع
السابق ، ص157.
[9] عبد الرحمان ابن خلدون ،
السابق ، ص613.
[10] محمد عبد المجيد ، المرجع
السابق ، ص24.
[11] محمد عبد المجيد : المرجع
نفسه، ص24.
[12] المرجع نفسه ، ص34.
[13] حاييم الزعفراني ، يهود
الاندلس والمغرب ، ترجمة أحمد شحلان ، الناشر
مرسم الرباط ، 2000، ج1،ص76.
[14] محمد حقي : الطب في المغرب
والاندلس : نظرة علمية واجتماعي، مجلة فكر ، كلية الآداب ببني ملال ، العدد 01، 2005 ، ص193.
[15] محمد حقي :المرجع نفسه ،
ص193.
[16] المرجع نفسه ، ص194.
[17] ابن حزم الاندلسي ، طوق
الحمامة في الالفة والالاف ، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ، مصر ، ط1، 2016،
ص24.
[18] بن صاعد الاندلسي ،طبقات
الامم ، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين ، بيروت، لبنان ، 1912ن ص89.
[19] المقري : المرجع السابق،
ص528.
[20] أحمد شحلات ، المرجع
السابق ، ص31.
[21] محمد حقي ، المرجع السابق
، ص196.
[22] ابن صاعد الاندلسي ،
المرجع السابق ، ص89.
[23] ابن جلجل ، طبقات الأطباء
والحكماء ، تحقيق: فؤاد سيد ، مطبعة المعهد العلمي الفرنسي للأثار الشرقة بالقاهرة
، 1955 ، ص110.
[25] خالد يونس عبد العزيز
الخالدي ، اليهود في الدولة العربية الاسلامية في الاندلس ( 92هـ - 897م/711هـ -
1492م)، رسالة لنيل شهادة دكتوراه من قسم التاريخ بجامعة بغداد عام 1999 ، مطبعة
ومكتبة دار الارقم ، فلسطين ، غزة ، 2011 ، ص452.
[26] المرجغ نفسه، ص453.
[27] محمد الامين ولد ان :المرجع السابق،ص176.
[28] لسان الدين ابن الخطيب ،
الاحاطة في اخبار غرناطة ، تحقيق: محمد عبد الله عثمان ، مجلد3 ، مكتبة الخانجي
بالقاهرة ، مصر، ط1، 1975، ص404.
[29] أحمد شحلان ، المرجع
السابق، ص35.
[30] المقري
، المصدر السابق، ص – ص 522 – 523.
[31] المقري ، مرجع سابق، ج3، ص530.
[32] ابن صاعد الاندلسي ، مرجع سابق ، ص89.
[33] المرجع نفسه، ص89.
[34] المرجع نفسه ، ص90.
[35] عطية
المقري: اليهود في ظل الحضارة الاسلامية ، مركز الدراسات الشرقية ، جامعة القاهرة ، ع2 ، 1422هـ / 2001
م، ص 150.
[36] المرجع نفسه، ص 150.
[37] عطية المقري: المرجع السابق،
ص397.
[38] المرجع نفسه، ص397.
[39] خالد
يونس عبد العزيز الخالدي : المرجع السابق ، ص398
[40] المرجع نفسه،
ص398.
[41] عطية الفومي : المرجع
السابق ، ص151
[42] المرجع
نفسه، ص151.
[43] عطية الفومي :المرجع نفسه
، ص151/152 .
[44] المرجع نفسه، ص153/154.