JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

المحاولات الوحدوية للحركة الوطنية الجزائرية انعقاد المؤتمر الإسلامي الجزائري

خط المقالة

 

:


انعقاد المؤتمر الإسلامي الجزائري

تميزت مرحلة الثلاثينات من القرن العشرين في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية الفرنسية بنشاط سياسي مكثف مثلته مختلف الاتجاهات السياسية القائمة آنذاك بنشاطاتها خاصة مع وصول الجبهة الشعبية للحكم في فرنسا وتعبئة الرأي العام الإسلامي ، وانفتاحها على مطالب الطبقة السياسية الجزائرية التي توحدت لأول مرة في اجتماع تاريخي عرف بالمؤتمر الإسلامي الجزائري [1] .

 1ــــ ظروف انعقاد المؤتمر الإسلامي :

أ/ الظروف الداخلية :

كانت الساحة السياسية في الجزائر مع بداية الثلاثينات قد عرفت بعض المستجدات وشهدت تحرك عدة أطراف لأغراض مختلفة فقد استقبلت الجزائر سنة 1931 ميلاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي استطاعت أن تحدث تغيرات هامة على عقلية الجزائريين في ميادين متعددة ، كذلك نجاح المنتخبين الجزائريين سنة 1934 في الانتخابات البلدية ، مما بعث الرعب والفزع في نفوس المستوطنين[2] ، ولقد عرفت سنة 1936 حدثين هامين تمثل الأول في وفاة الأمير خالد ، ومجيء الجبهة الشعبية إلى الحكم في فرنسا في ماي 1936 فوفاة الأمير خالد حركت الروح الوطنية لدى الفئات الشعبية فتعالت الأصوات مناديه بضرورة توحيد الشعب الجزائري[3] وكانت السلطة الحاكمة بقيادة الجبهة الشعبية التي استلمت الحكم في فرنسا في هذه الأثناء ، تلوح ببعض الإصلاحات ، كما كان المستوطنون الذين أبدو معارضة شديدة لهذه الإصلاحات يرفضون مجرد التفكير في منح الشعب الجزائري أبسط الحقوق على أيديهم أما أعضاء النخبة الجزائرية فكانوا يتحركون في اتجاه المطالبة بالمساواة في بعض الحقوق ( التمثيل والانتخاب ) منخدعين بما يلوح في الأفق السياسي من مظاهر كاذبة تخفي من ورائها أفكار التعريب والتفرنس ، أما أعضاء حزب نجم شمال إفريقيا فقد تحفظوا [4]على سياسة الجبهة الشعبية وأبدوا مخاوفهم من نتائجها على مستقبل الوطن أما أعضاء جمعية العلماء المسلمين فقد رأوا أن يقفوا موقفا وسطا في هذا الموضوع ، فلم يجاروا السلطة في مزاعمها ولم يرفضوا التعامل معها في الوقت ذاته [5].

وبتسلم الجبهة الشعبية مقاليد الأمور برئاسة الزعيم الاشتراكي ليون بلوم حاولت ان ترضي دعاة الإدماج بتحقيق بعض الإصلاحات فعهدتالحكومة الفرنسية إلى موريس فيوليت[6]وعدد من الخبراء بأمر إعداد مشروع إصلاحي مناسب لمطالب الاندماجيين ، فاقترح عدة إصلاحات ووضعها في شكل مشروع يحمل اسم بلوم فيوليت ومن بينها [7].

-       منح حق الانتخاب للجزائريين في المجالس البلدية الفرنسية التي يعبر عنها بالهيئة الأولى على أن تكبر فيما بعد هذه الفئة شيئا فشيئا

-       منح الجنسية الفرنسية للجزائريين مع احتفاظهم بحقوقهم الشخصية[8] وقد وجه فيوليت خطابا للفرنسيين محاولا تبرير تقديمه لهذا المشروع قائلا : " هؤلاء المسلمون عندما يعترضون تغضبون أنتم وحينما يتقبلون الأوضاع الراهنة تسيئون الظن بهم ، وحينما يصمتون تخشونهم ، إن هؤلاء الناس لديهم  وطن سياسي ولن يتخلوا عن وضعهم الديني . وهم يطلبون منكم السماح لهم بالاندماج في مجتمعكم وأقول إذا رفضتم المطلب فلا تخشوا إن يحاولوا إنشاء وطن لهم[9]".

-        وقد ألحق بمشروع بلوم فيوليت مذكرتان تتعلقان بالجزائر ، الأولى تقترح إيجاد مجموعتين انتخابيتين في الجزائر والثانية تتضمن تقريرا عن الميزانية الجزائرية ،و تفضل مزيدا للسيادة التامة لفرنسا في الجزائر ، وهاتان المذكرتان قاسمتا فيوليت وجهة النظر في أن سياسة فرنسا في الجزائر ينبغي أن تكون الإدماج [10].

ولقد وجد هذا المشروع صدى كبيرا في أوساط الطبقة المثقفة الجزائرية التي أخذت تتوافد على باريس لشرح أوضاع الجزائر المزرية والمؤلمة سعيا وراء كسب عطف الكثير من الشخصيات الفرنسية والرأي العام الفرنسي[11].

ب/ الظروف الخارجية:

لقد سبق انعقاد المؤتمر الإسلامي سنة 1936 عدة تطورات هامة في الخارج ، حيث كانت هناك أحداث بارزة ساهمت من قريب أو بعيد في جمع الكلمة وتوحيد الصفوف بين جميع الاتجاهات والطبقات الجزائرية ومن بين هذه الأحداث ، كثرة المؤتمرات الإسلامية خلال العشرينات والثلاثينات منها :

- مؤتمر الخلافة الإسلامية الذي انعقد بالقاهرة والمؤتمر الإسلامي الذي انعقد بالقدس ومؤتمر مسلمي أوروبا[12] الذي انعقد بجنيف وخاصة أن أوضاع فلسطين وأحوال شبه القارة الهندية كانت تدعو المسلمين إلى مثل هذه اللقاءات التي تعبر من أهم الفرص لمناقشة مشاكلهم ومستقبلهم ومع أن علماء الجزائر لم يشاركوا بصورة مباشرة في المؤتمر الإسلامي بالقدس[13].وقد مثل في هذا المؤتمر المهاجر الجزائري إبراهيم أطفيش[14] نزيل القاهرة في ذلك الوقت ،وإن صحافة العلماء قد اهتمت بوقائعه ونقلت أخباره بل أن أحد دعاة هذا المؤتمر هو الأمير شكيب أرسلان قد دعا العلماء خلال شهر ماي 1931م – وهو الشهر الذي أسست فيه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الاهتمام أكثر بالحركة الإسلامية والدفاع عنها وقد بين  بأن المؤتمر الإسلامي الجزائري جاء نتيجة المؤتمر الإسلامي بالقدس ، ورغم أن الصلة بين المؤتمرين بعيدة زمنيا ، فنحن لا نستبعد أن تكون الفكرة قد اختمرت في ذهن القادة الجزائريين عندئذ ، والذي يطالع مجلة الشهاب بين 1930-1936 يجد فيها محاولة من الآراء الداعية إلى التجمع وتكوين الأحزاب وعقد اللقاءات وتنظيم الشعب على نطاق جديد لمجابهة التطورات الجديدة في الجزائر[15].

2 ــــ فكرة الدعوة للمؤتمر الإسلامي وانعقاده:

يعتبر المؤتمر الإسلامي أول تجمع من نوعه في الجزائر طيلة أكثر من قرن من حيث عدد الحاضرين والمشاركين رغم تباين أفكارهم واتجاهاتهم ،فقد تعددت الآراء حول من دعا إلى عقد مؤتمر فهناك من ينسبها إلى الحزب الشيوعي والبعض الآخر إلى جماعة النخبة وآخرون يعدونها لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين فحسب الدكتور عبد الكريم بوصفصاف  أن فكرة عقد المؤتمر تعود للشيخ عبد الحميد بن باديس رغم أن بعض الشخصيات من النخبة دعت إلى تأسيس حزب سياسي كبير بالجزائر سنة 1934[16]، كما أن عمار أوزقان ممثل الحزب الشيوعي يرى أن ابن باديس صاحب فكرة عقد المؤتمر الإسلامي بقوله " كان مصلحنا الديني ثوريا خالصا حكيما ، كان أب المؤتمر الإسلامي الجزائري[17] في حين يرى شارل رويير أجيرون أن بتاريخ 16 ماي 1936 أطلق ابن جلول النداء في الشروع في تحضير المؤتمر الإسلامي من قسنطينة ، [18]

و بعد استعراضنا لمختلف الآراء نستخلص إلى أن هناك شبه إجماع على أن فكرة المؤتمر الإسلامي تنسب إلى الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي عمد إلى جمع أعضاء المكتب الدائم لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لحضور اجتماع طارئ أواخر سنة 1935[19] فقد لبت الدعوة من قبل رجال الجمعية كالطيب العقبي والبشير الإبراهيمي والأمين العمودي  ومحمد خير الدين واعتذر عن الحضور الشيخان محمد الميلي لمرضه و العربي التبسي لقيامه بمهمة تخص الجمعية حيث عقد الاجتماع بهدف الدعوة لعقد مؤتمر إسلامي عام يجمع الشمل ويوحد الصف ويحدد الهدف نظرا لتدهور الحالة العامة في الجزائر والحالة السياسية السائدة وتشتت واختلاف الهيئات والأحزاب الوطنية حيث كان يؤمن بأن " المرجع في شؤون الأمة هو الأمة نفسها والواسطة لذلك هو المؤتمرات "[20]

وقد وجه دعوته هذه لأول مرة عبر صفحات جريدة لاديفانس التي تصدر باللغة الفرنسية لصاحبها محمد العمودي الامين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في عددها الصادر في 3 جانفي 1936[21]. وانطلقت فكرة الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر حسب جريدة البصائر من قسنطينة أذاعها الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والدكتور ابن جلول رئيس جمعية النواب بعمالة قسنطينة ، تعرض فيه مطالب الأمة وحقوقها وتتبادل فيه الآراء بين علماء الأمة ونوابها وذوي الرأي [22].

وقد سبق عقد المؤتمر اجتماع يوم 6 جوان 1936 احتضنه نادي الترقي التقى فيه أنصار المؤتمر الإسلامي من كل العملات الثلاث ، تشاوروا فيه مع جمعية العلماء حول طريقة وأسلوب العمل وانتهت بقرارات منها أن يضم المؤتمر الإسلامي العلماء والشبان والنواب برئاسة الدكتور ابن جلول، كما تم تسمية المؤتمر باسم المؤتمر الجزائري الإسلامي[23].

وعقب التحضيرات السابقة، انعقد المؤتمر يوم7 جوان1936 بقاعة الماجستيك (الأطلس حاليا) بالجزائر العاصمة[24] حضره ما يزيد عن 10000 مندوب وشاركت فيه كل التيارات السياسة والاجتماعية تقريبا من نواب وعلماء وشيوعيين واشتراكيين باستثناء نجم شمال لإفريقيا ، حيث يرى أحمد الخطيب أن سبب عدم حضور النجم هو عدم حصوله على الدعوة للاجتماع التحضيري بسبب العمل السري للنجم ، ويرى محمد قنانش أن المؤتمر حضره ممثلون عن النجم من تلمسان ومستغانم في حين يذكر مصالي الحاج في مذكراته أنه أثناء انعقاد  مؤتمر كان في سويسرا وأرسل للمؤتمرين برقية يوضح لهم فيها وجهة نظره[25] بعدم قبوله للمطالب المقدمة ، المهم أن المؤتمر ضم أكثر الفئات المتواجدة على الساحة آنذاك أعتبر أول تجمع من نوعه في الجزائر منذ الاحتلال حيث عبر عنه البشير الإبراهيمي بيوم الجزائر المشهود [26].

لقد افتتح الدكتور تامزالي بالفرنسية مرحبا بالمؤتمرين باسم مدينة الجزائر وتلاه ابن جلول الذي وضح أغراض المؤتمر وأهميته وتوالى بعد ذلك ابن التهامي وعبد الوهاب ثم فرحات عباس بالإضافة إلى تدخل بعض الحاضرين الفرنسيين أمثال السيد سكوت مندوب فرع الحزب الاشتراكي الفرنسي وانتهت الخطابة إلى رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهم ابن باديس والإبراهيمي والعقبي وخطب الأول وأوضح للحاضرين أهمية المطالب الدينية واللغة العربية واعتبرها جزء من المطالب الجزائرية العامة ثم خطب الإبراهيمي ،وكانت كلمة الختام للشيخ العقبي الذي غاص بحديثه في أعماق المجتمع الجزائري بعبارات مثيرة منددا بمواقف الإدارة الاستعمارية والقرارات الاستثنائية الجائرة وأكد على قرار ميشال الصادر سنة 1933 الذي استهدف غلق المساجد في وجوه العلماء ، كما ذكر أيضا التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري لفرنسا التي تنكرت لوعودها[27].

3 ــــ مطالب المؤتمر الإسلامي:

من خلال دراستنا نجد أن المؤتمر الإسلامي أسفر على حملة من المطالب ، لا تخرج في جوهرها عن المطالبة بالمساواة بين الجزائريين والفرنسيين وتحقيق فكرة الإدماج مع الحفاظ على الهوية الشخصية الإسلامية ، حيث لحضت في وثيقة سميت " الميثاق المطلبي للشعب الجزائري المسلم"[28] ، كانت بمثابة رد على مشروع  بلوم فيوليت وهـي كالآتي :

- إبطال القوانين الاستثنائية (الأنديجينا)

-       ضم الجزائر إلى حكومة باريس ، وإلغاء الولاية العامة بالجزائر ومجلس النيابة المالية

-       إبقاء المسلمين على حالتهم الشخصية الإسلامية والسعي لإصلاح العدالة الإسلامية

-       فصل الدين عن الدولة الفرنسية وتطبيق القوانين الصادرة في هذا الشأن

-       إلغاء اعتبار اللغة العربية لغة أجنبية وحرية تعلمها ورفع سائر القيود عن الصحافة العربية[29].

 

أ/ مطالب اجتماعية:

-       التعليم الإجباري لكل الأطفال من الجنسين والشروع في بناء المدارس

-       جعل التعليم مشتركا بين المسلمين والأوروبيين

-       بناء مستشفيات و مستوصفات وتوفير الأطباء والممرضين

-       إنشاء خزينة خاصة للعاطلين عن العمل

ب/ مطالب اقتصادية:

-       تساوي الأجر إذا تساوى العمل

-       تساوي الرتبة إذا تساوت الكفاءة

-       توزيع إعانات الميزانية الجزائرية للفلاحة والصناعة والتجارة

-       إنشاء تعاونيات فلاحية ومراكز لتكوين الفلاحين [30].

ج/ مطالب سياسية:

-       إعلان العفو عن السياسيين المعتقلين

-       إقامة هيئة انتخابية موحدة لكل الانتخابات

-       إعطاء حق الترشح لكل الناخبين

-       حق التمثيل في البرلمان [31].

و بناء على توصيات المؤتمر الإسلامي قامت اللجنة التنفيذية بتعيين وفد[32]يمثل المؤتمر مهمة تبليغ قراراته للحكومة الفرنسية المتكون من النواب والعلماء و الشبان وقبل سفر الوفد إلى باريس قام بزيارة الوالي العام " لوبو"يوم 9 جويلية 1936 ، وفي 18 جويلية غادر الوفد ميناء الجزائر باتجاه فرنسا فاستقبلوا من طرف " ليون بلوم " ثم " موريس فيوليت " وزير الدولة ، والسكرتير العام للجمهورية " بول موخ " ، أما في 24 جويلية فقد التقى الوفد بمجموعة من البرلمانيين3 ، ووعد " ليون بلوم" الوفد بالنظر في المسألة الجزائرية بعدالة وإنسانية ، كما التقى وفد المؤتمر مع مصالي الحاج ، وهذا الأخير انتقد طلب إلحاق الجزائر بفرنسا ، ووعد عبد الحميد بن باديس بالمجيء إلى الجزائر وهذا ما حدث فعلا يوم 02 أوت 1936[33].

رجع وفد المؤتمر إلى الجزائر يوم 29 جويلية 1936 وعند وصول الباخرة أستقبل بحفاوة من طرف الأنصار ، اتجه أعضاء الوفد إلى نادي الترقي وألقى " ابن الجلول " خطابا بالفرنسية ثم تلاه "العقبي" باللغة العربية ، ثم خطب "ابن باديس" وأفصح عن مساعي الوفد وقال " أننا مددنا إلى الحكومة الفرنسية أيدينا وفتحنا قلوبنا ،فإن مدت إلينا يدها وملئت بالحب قلوبنا فهو المراد وان ضيعت فرنسا فرصتها فإننا نقبض بأيدينا قلوبنا فلا نفتحها إلى الأبد ...." [34] وتلاه السيد " بوكردنه "بصفته أمين المال وأفاض في القول عن وصف الأمة الجزائرية التي خنقها كابوس الأزمة الاقتصادية وقرر الوفد إقامة هذا التجمع الشعبي في الملعب البلدي بـبلكور ( ملعب 20 أوت ) يوم الأحد 2 أوت 1936 ، واعتبر بعضهم هذا اليوم " يوم الجزائر المشهود الذي استعادت فيه نفسها و تبينت طريقها [35].

II - المبحث الثاني: موقف الحركة الوطنية و الإدارة الاستعمارية من المؤتمر الإسلامي ونتائجه

أ/ موقف الحركة الوطنية من المؤتمر :

 كان المؤتمر الإسلامي فرصة ذهبية للعديد من الزعماء السياسيين الجزائريين لشحذ همهم وتكثيف جهودهم من أجل نزع حقوقهم المشروعة وفق ما تمليه الظروف السياسية الحاصلة لمعظم التيارات على اختلاف توجهاتها . وهذا ما بدا واضحا في جمعية العلماء المسلمين حيث يعتبر رئيسها "عبد الحميد بن باديس" الداعي الأساسي للمؤتمر والمساهم الفعال في تحضيراته و قراراته[36] وتركزت مطالبه أساسا في الحفاظ على الهوية الجزائرية العربية والظاهر أن وجود جمعية العلماء في المؤتمر قد استدعته الضرورة الظرفية حيث كان لزاما عليهم أن يساهموا بالقدر الكافي في تحقيق التوازن داخل المؤتمر باعتبارهم يمثلون وجه الأمة .[37]

فقد تجسد عملها الوحدوي في معارضة "ابن باديس" لأي حزب فرنسي ومطالبته في الجرائد بإنشاء كتلة إسلامية متحررة من أي تبعية لأي حزب أوربي وكذا اقتحامها مجال العمل السياسي بدعوتها ومشاركتها في المؤتمر الإسلامي أعطاها نقلة نوعية في خططها ونهجها[38] لهذا السبب تعرضت للعديد من الانتقادات لارتكاز مواقفها المبنية على أصول دينية عربية إسلامية وفي هذا الصدد قال" بن باديس": "أن الاستقلال حق طبيعي لكل شعب على هذه الأرض"[39].

أما بالنسبة لنجم شمال إفريقيا فلم يشترك في إعداد المؤتمر ولا في تحمل المسؤولية السياسية[40] رغم حضور فروعه ( الجزائر ، تلمسان ، مستغانم)[41] وشارك في الاجتماع الخطابي الذي عقد بالملعب البلدي بالعاصمة وكانت وجه نظره تطالب بالاستقلال التام ورفض إلحاق الجزائر بفرنسا[42] كما ذكر النجم أنه مؤيد للمطالب الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية كما انتهز النجم فرصة المؤتمر ودعا الشعب الانضمام لحزبه[43].

وبخصوص موقف النواب كان غامضا لكنهم كانوا من المؤيدين الرئيسين للمؤتمر تنظيما ومطلبا[44] فقد ضاعفت اتحادية المنتخبين نشاطها في الجزائر 1936 بواسطة الصحافة والاجتماعات والتدخلات في المجالس والمؤتمرات ، ورحبت بمشروع"بلوم فيوليت " باعتباره أداة فعالة لإخراج الشعب الجزائري من حالته التعيسة ، كما يرون أن إنشاء حزب سياسي إسلامي هو العلاج أيضا لخروج الجزائريين من الأوضاع المزرية التي يعيشونها[45] هذا وبالإضافة إلى الحزب الشيوعي الذي بادر هو الآخر إلى  التأييد والترحيب بهذا النداء وتجسد هذا من خلال الصحيفة الناطقة باسم الشيوعية في قولها بأن "فكرة المؤتمر الإسلامي الجزائري التي أطلقها الأستاذ الجليل ابن باديس  استقطبت بفرحة غامرة من طرف شعبينا النبيل الذي يريد التحرر من الاستعباد "[46]  وبرز هذا من خلال مؤتمره الأول (17/18 أكتوبر 1936) الذي بين أن الحزب يساند كل حركة تطرح مطالب مرحلية وان الحزب ليس من أنصار المبدأ المزيف كل شيء أو لا شيء"[47].

ب/ موقف الإدارة الفرنسية من المؤتمر

كان موقف الاتجاه الفرنسي المتطرف الذي يمثل المعمرين ومصالحهم الاحتكارية معارض لكل محاولة لوحدة الجزائريين أو كل إصلاح أو مساواة بينهم وبين الجزائريين بما في ذلك مشروع بلوم فيوليت لأن الجزائري في نظره بعيد عن مستوى وحضارة الفرنسي ، حيث ترى هذه الطائفة أن الإدماج يمثل خطرا على مصالحهم ، والدليل على ذلك قيام حملة قوية في باريس ضد مشروع بلوم فيوليت بهدف إسقاطه [48] لكن النخبة لم تفقد الأمل في إمكانية نجاحه ،وقد أجرى فرحات عباس عدة لقاءات مع " ألبير ساور"الذي أصبح وزير للداخلية الفرنسية عام 1937 وأوضح فيها شرعية المطالب الجزائرية [49] وفي ظل هذه الجهود المتبادلة لإنجاح المشروع عمد المستوطنون إلى إثارة الضجة والشغب ضد المشروع وساندهم في ذلك غلاة الاستعمار في فرنسا ، لأنه في نضرهم يزيل سلطتهم التي تمثل العنصرية في أبشع صورها[50].

أما الإدارة الفرنسية فكان أول رد فعل لها من التطورات السياسية هو سماحها بانعقاد المؤتمر الإسلامي في جوان 1936 وتسهيل مقر الوفد إلى باريس وكذلك  توديعه من طرف " لوبو " لكن الموقف الحقيقي تبين اعتمادا من شهر جويلية  1936 عندما بدأت جمعية علماء المسلمين تعاني من المشاكل التي نجمت عن تزعمها للمؤتمر وتعاونها مع الأحزاب السياسية الأخرى حيث بدأت المؤامرة يوم 18 جويلية أي يوم تمكن الحاكم العام للجزائر أن يضغط على مفتي الجزائر " كحول " لكي يصدر فتوى يقول فيها أن أعضاء المؤتمر هم أقلية من المهاجرين الذين يريدون إثارة الفوضى في البلاد وأنه نتج على تدخل أعضاء المؤتمر في الشؤون الدينية للجزائريين و في شهر أوت لقي هذا المفتي حتفه حيث تم اغتياله من طرف رجل مجهول  لكن السلطات الفرنسية اتهمت الشيخ " الطيب العقبي " باغتيال المفتي[51].

ولم تكتف الإدارة الاستعمارية باتهام العقبي وسجنه بل أمرت بالقضاء على كل أثر للجبهة حيث أغلقت نادي الترقي وعطلت جريدة البصائر وأوقفت نشاط الجمعية الخيرية والهدف من هذا كله هو الحط من قيمة الحركة الإصلاحية وإبعادها عن برنامجها ، وكان رد الجمعية كتابتهم في جريدة البصائر بعنوان كبير ليسجل التاريخ ولتشهد الأجيال المقبلة و مما جاء في المقال الكبير لجمعية العلماء المسلمين "المكيدة مدبرة ,الخصوم كبار ولكن  الله أكبر " ويقول مصالي الحاج كنا كلنا من الدين  من براءة العقبي إن هذا السيناريو وهذا الضجيج الذي أقامته الصحافة كان له هدف واحد ألا وهو إحباط  نفوذ كل الحركات السياسية الجزائرية [52].

لم تقف الحكومة الفرنسية مكتوفة الأيدي أمام هذا الوضع فقررت إرسال لجنة برلمانية في مارس 1937 إلى الجزائر لدراسة الموقف السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمواطنين وقد حدثت عدة لقاءات بين أعضاء اللجنة وممثلي الأحزاب السياسة وأنهت عملها بإصدار عدة تقارير تدعوا إلى إقامة مشاريع لإصلاح الوضع في الجزائر[53]كانت هذه اللجنة برئاسة "لاغرو سليبر"و النائب " بير بلوش "و الكاتب "طمول طابل"  المترجمون " غوزلان أبير " ,"ابن عبد الله" ( محامي بباريس) ابن حورة ( مترجم في الولاية العامة ) . وبرمجت اللجنة رحلتها إلى فترتين أولهما نحو عمالة الجزائر الشرقية وقسنطينة ومدتها شهر كامل و ثانيهما إلى الجزائر ووهران ومدتها عشرون يوما [54].

ج/ نتائج المؤتمر ومصيره:

وفي يوم 11 جويلية 1937 تم انعقاد الاجتماع الثاني للمؤتمر الإسلامي بالجزائر العاصمة وذلك بقصد المحافظة على وحدة الصف ومواجهة الضغوط الأوربية على رئيس الحكومة الفرنسية لكي يتخلى عن مشروع الإصلاحات السياسية في الجزائر [55].

ويمثل المؤتمر جميع السياسيين الجزائريين باستثناء المصاليين الذين كانوا قد انضموا إلى حزب الشعب الجزائري وقد طالب المؤتمرون بإتباع ميثاق المؤتمر الإسلامي الأول وتأكيد المطالب الجزائرية على أساس مشروع "بلوم فيوليت" ، إلا أن هذا المؤتمر لم يصادف نجاحا كبيرا مثل الأول بسبب الهجوم الشرس الذي شنه المصاليون ضده إضافة إلى فقدان المؤتمرون الثقة في البرلمان الفرنسي[56] وفي هذه الأوضاع رأى "ابن باديس" أن يبتعد عن رئاسة المؤتمر الإسلامي ويتفرغ  للتعليم ونشر الوعي الفكري وخاصة بعد عودته خائبا من باريس في صيف 1936 [57].

وفي شهر سبتمبر 1938 رفض مجلس الشيوخ الفرنسي مشروع "بلوم فيوليت "واضطرت الحكومة لسحبه وبذلك انتهت أحلام جمعية العلماء "وابن جلول " في تحقيق الحكومة الفرنسية لمطالبهم [58] ولقد كان لرفض مشروع يلوم فيوليت آثار سيئة على مختلف التشكيلات السياسية ونقطة تحول في تفكيرهم  فبعد أن كانوا يندون بالارتباط بفرنسا والإدماج بدأ التوجه نحو الفكرة الاستقلالية وباختصار فإن سنة 1938 كانت البداية لتقلص النفوذ السياسي للجمعية وتعرضها لازمات داخلية وضغوطات متوالية من طرف الإدارة الفرنسية كما شهدت انفصال الجمعية عن "ابن جلول" و "فرحات عباس " ففي شهر جويلية من نفس السنة قام "ابن جلول" بإنشاء " التجمع  الفرنسي الإسلامي الجزائري " .

أما فرحات عباس فأسس حزبا جديدا أطلق عليه "الاتحاد الشعبي الجزائري "[59] وكان ذلك بداية لتطور كبير في اتجاه فرحات عباس وميوله وأفكاره ، فانتقل من المطالبة بالإدماج إلى المطالبة بالفيدرالية، وفي هذه الفترة خف نجم " فرحات عباس " وفيدرالية المنتخبين وذاع صيت مصالي الحاج[60] حيث نادى حزب الشعب بالتنظيم والكفاح ضد الإمبريالية الفرنسية ولم يعتمد في ذلك إلا على الشعب الجزائري وأمام تصاعد المد الشعبي للحزب قامت الإدارة الفرنسية بتوقيف " مصالي الحاج " وحل حزب الشعب الجزائري 1939.

وهكذا فشلت حركة المؤتمر الإسلامي التي كانت تعبيرا عن الفشل السياسي لفرنسا في الجزائر ،ومن هذه الحركة آمن الجزائريون جميعا بأن وعود فرنسا ليست إلا سرابا وضربا من خيال .

III - المبحث الثالث: تقييم محاولات الوحدة من خلال المؤتمر الإسلامي (1936/1937):

لقد ساهمت تجربة  المؤتمر الإسلامي كهيئة وطنية في توضيح خطورة صلاح الأمة الجزائر واستيعاب جميع التشكيلات الفاعلة على الساحة السياسية ، فقد عبرت عن إرادة جماعية لدى النخبة الوطنية من خلال المطالب التي نددت بها الأمة الجزائرية للسلطات العليا في باريس لتحقيق الوحدة .

كما اكتسبت تجربة المؤتمر الإسلامي أهمية بالغة وكبرى بحكم انها مثلت مرحلة في تطور الشعب الجزائري سياسيا بعد الحرب العالمية الأولى كما كانت تمثل بالنسبة للاستعمار أخطر الظروف التي عرفها في السياسة الجزائرية سنة 1830م ، حيث وصفه الإبراهيمي بيوم الجزائر المشهود التي استعادت فيه نفسها وحياتها وأدركنا وجودها وقيمتها لتبني الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها وآمالها [61] حيث أعتبر المؤتمر أكبر تظاهرة سياسية اجتمعت فيها جهود رجال العلم والعمل وفيه اجتمعت الكلمة من كل عناصر الأمة الجزائرية، وذلك أن سنة 1936 مثلت منعطفا تاريخيا هاما لما اشتملت عليه من تقلبات وأحداث على الصعيدين الوطني والعالمي[62] بينما يراه أبو القاسم سعد الله أنه أول تجمع من نوعه في الجزائر ، فلم تعرف الجزائر مثله أكثر من قرن ، كما أنه تجمعا تشترك فيه كل الاتجاهات والطبقات وبرزت خلاله وحدة الصف والكلمة على مطالب معينة [63]إلا أنه شجع جمعية العلماء المسلمين للدخول في معترك السياسة بدعوتها ومشاركتها للمؤتمر الإسلامي الذي يعتبر نقلة نوعية في خطتها ونهجها [64] حيث أحس الشعب بوحدته هناك[65] إلا أنه خيب آمال الاندماجيين الذين كانوا ينتظرون الكثير منه  ونبه الإصلاحيين الذين تورطوا في مصادقتهم على بند إلحاق الجزائر بفرنسا ونشط الاستقلاليين [66]

أما فيما يخص تشكل المطالب فإنها جاءت بسيطة  ومرد ذلك إلى ثقة المؤتمر في حكومة الجبهة الشعبية ، وهذه الأخيرة خيبت الآمال المعلقة عليها وقد انتعش المؤتمر بوجود الجبهة و مات بسقوطها ويرجع المؤرخ أبو القاسم سعد الله ذلك إلى أن المؤتمر قام على الآنية في الجزائر وعلى قيام حكومة الجبهة الشعبية في فرنسا[67].

كما يمكننا إرجاع بساطة المطالب إلى سرعة انعقاد المؤتمر وتباين نوايا بعض المشاركين فالحزب الشيوعي الجزائري كان يهدف إلى إيجاد أرضية واسعة له في الجزائر وكان يسعى إلى تكوين جبهة شعبية إسلامية لتدعيم الموقف اليساري والفرنسي وحكومته وجبهته[68] ، أما النخبة فهدفها اندماجي، أما جمعية العلماء فكان هدفها إصلاحي يرمي إلى تحسين أوضاع الجزائريين إذ يعتبر المطلب الثالث الذي ينص على قانون الأحوال الشخصية قيدا وشرطا على المطلب الثاني المتمثل في إلحاق الجزائر بفرنسا [69].

كما أدت مشاركة الجمعية إلى تفويت الفرصة على النخبة في دمج الجزائر بفرنسا عكس الذين يقولون بأن الجمعية شاركت في مؤتمر اندماجي ، ونشير هنا إلى أن الأحداث التاريخية من أجل فهمها يجب الأخذ بالسياق العام والمحيط السائد أنداك ، وفي هذا الصدد نورد حديثا جرى بين "بانون آكلي" (أحد مؤسسي النجم ) وبين "ابن باديس".

-       بانون آكلي : هل تقدرون الترابط الفرنسي الجزائري ؟

-       ابن باديس : أن يكون ذلك في إطار التعاون.

-       بانون آكلي: إن هذه الخطوة تجعل الجزائر فرنسية وتجعلنا فرنسيين .

-       ابن باديس : أعوذ بالله ، أعوذ بالله

وإذا أخذنا بصحة هذه الرواية فإن فهم جمعية العلماء للمشروع بشكل واضح وبشكل متناقض ايضا مما يراه النجم ، فجمعية العلماء كانوا يرون في المطالب خطوة في طريق التطور الاجتماعي الذي سيمثل كافة الشعب الجزائري بالتدريج ، وليس في نظرهم أدنى خطر على الشعب الجزائري طالما بقي       بأحواله الشخصية  [70]

نفس الرؤية والتصور نجدها عند " فرحات عباس " الذي قال بأنه متيقن من أن سياسة المساواة في الحقوق وتقديم الجماهير في الميدان الاجتماعي من شأنهما فتح الطريق المؤدي إلى الاستقلال[71]. هنا يلتقي فرحات عباس وابن باديس  اللذان لا يطالبان في كل مرحلة بما لا تستطيع أن تعطيه ، فهما يتشابهان إلى حد كبير في أسلوب العمل ويهدفان إلى هدف واحد ، وهو الاستقلال الذي كان يطالب به النجم ، وفي هذا الهدف تلتقي اتجاهات الحركة الوطنية مهما تباينت في أيديولوجيتها وتتفق عليه ، و إنما الاختلاف والتباين الموجودين في الحركة الوطنية هو في الطرق المؤدية إلى الهدف (الاستقلال) فالعلماء والنخبة لهم نفس الأسلوب في العمل لكن الاختلاف الموجود بينهما يكمن في التكوين فالأولى تكونت باللغة العربية والمبادئ الإسلامية بينما الثانية فتكونت باللغة الفرنسية ومبادئ الثورة الفرنسية وكلا التيارين اهتما بتحسين أوضاع الجزائريين[72].

جاء المؤتمر وأظهر الفكرة إلى الساحة الوطنية الجزائرية حيث أقدم مصالي الحاج بمطالبة الجماهير الشعبية بالمضي قدما والعمل من أجل الاستقلال ، ومن أسباب فشل المؤتمر الإسلامي الجزائري الظروف الدولية التي تأسس فيها وما شهده العالم من تغيرات حيث بدأت بوادر الحرب العالمية الثانية تظهر ، فكان لزاما على فرنسا أن تقضي على الوحدة في الحركة الوطنية لأنها تشكل عائقا لفرنسا في الحرب العالمية الثانية خاصة وأنها تدرك بأن الحرب سوف تكون الوحدة ضدها ، لذلك كانت بحاجة إلى إجهاض أي محاولة أو عمل يقف في طريقها من شأنه أن يفقد فرنسا مستعمراتها في شمال إفريقيا .

خلاصة الفصل:

مهما يكن الأمر فإن المؤتمر الإسلامي كان أول خطوة في العمل الوحدوي للحركة الوطنية الجزائرية وهي التجربة الأولى في سبيل بناء الوحدة في العمل السياسي لدى مختلف اتجاهات الحركة الوطنية فهو منعطف تاريخي هام حيث حظي باهتمام الجزائريين لأنه ولأول مرة يعقد مؤتمر واسع الحجم والأبعاد ولأنه ضم أغلب التنظيمات والتشكيلات الموجودة في ذلك العهد ، وأهم ما في المؤتمر أنه كان تجربة لها نتائجها على صحة الحركة الوطنية والاتجاه الوطني الخالص[73] واكتشفت الجزائر قادتها البارزين (فرحات عباس ، مصالي الحاج ، ابن باديس ) فقد صرح "ابن باديس" في محاضرة ألقاها في جانفي 1937 بعنوان " لمن أعيش " ؟ فأجاب أنه " يعيش للإسلام والجزائر فالإسلام هو الدين الذي سطرنا الله عليه وبفضله علمنا أنه دين الإنسانية ، فإذا عشت له فإنني أعيش للإنسانية أما الجزائر فهي وطني الخالص الذي تربطني بأهله روابط الماضي والمستقبل بوجه خاص"[74].



[1] محمد يوسف قويسم ، المؤتمر الإسلامي الجزائري 1936 وعبقرية ابن باديس السياسية في أعمال الملتقى الوطني والبعد الثوري في نشاط الحركة الوطنية الجزائرية ( 1919- 1954) مؤلف جماعي ، منشورات الموحدة الامام عبد الحميد بن باديس ، المسيلة 15 مارس 2006 ص 509

[2] عبد الكريم بوصفصاف ،, جمعية العلماء المسلمين ودورها في تطوير الحركة الوطنية الجزائرية (1931- 1945) ، ط 1 ، دار البحث للنشر ، الجزائر ، 1981 ، ص 253

[3] حميد عبد القادر ، المرجع السابق ،ص 71

[4] محمد بن سمينة ، قراءة في مسار الجهاد السياسي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ( من خلال تجربة رئيسها الامام

بن باديس في المؤتمر الإسلامي ، 1936) المصادر العدد 12،2005، ص ص 84 ،85

[5] محمد بن سمينة ، المرجع السابق، ص 85

[6]   فيوليت : كان حاكما عاما للجزائر خلال العشرينيات من القران 20 ، وينتمي للحزب الاشتراكي الفرنسي وأصبح فيما بعد عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي وساهم في الحياة السياسية الفرنسية ، وهذا  اضطهد الحركة الوطنية الجزائرية ، ولما جاءت الجبهة الشعبية سنة 1936 عين عضوا في حكمها مختصا في الشؤون الأهلية ، أنظر : أبو القاسم سعد الله ، الحركة الوطنية الجزائرية ج 3 ، ط 4 ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، 1992 ، ص 151

[7] عبد الرحمن بن محمد الجيلالي ، المرجع السابق، ص 356

[8] أنظر الملحق 01.

[9] يحي بوعزيز ، سياسة التسلط الاستعماري والحركة الوطنية الجزائرية (1830-1954) ، ديوان المطبوعات الجزائرية ، الجزائر ، 2007 ت ص 98.

[10] ناهد ابراهيم دسوقي ، المرجع السابق ، ص ص 220 -221

[11] يحي بوعزيز، المرجع نفسه ، ص 98.

[12] عقد مؤتمر  الخلافة الإسلامية في القاهرة باقتراح من الوزير المصري نشأت باشا حضره ممثلون عن مصر ، ليبيا ، تونس .... صب اهتمامه على انشاء ما يسمى بالخلافة الإسلامية بعد ما كمال أتا تورك بإلغاء الخلافة سنة 1924

اما مؤتمر القدس فقد دعا إليه عبد العزيز الثعالبي ومولاي شوكت من الهند وعقد برئاسة الحاج أمين الحسني وكان الهدف منه هو حماية حائط البرق الذي وقعت حوله حوادث دامية بين المسلمين واليهود أما مؤتمر مسلمي أوروبا فقد انعقد تحت رئاسة شكيب أرسلان و أتفق فيه على إنشاء مكتب دائم في جنيف ، أنظر جورج الراسي : الدين والدولة في الجزائر من الأمير عبد القادر .. إلى عبد القادر دار القصبة للنشر ، الجزائر ، 2008 ، ص 135.

[13] عبد الكريم بوصفصاف , المرجع السابق ، ص  225

[14]  يعد أبو إسحاق إبراهيم أطفيش من رواد الإصلاح ، ولد في 1886  بني يزقن بواد ميزاب متبع للمذهب الإباضي ، هاجر إلى القاهرة واهتم بالقضايا الإسلامية والعربية ، وهو من المنادين إلى تأسيس الجامعة العربية ، شارك في المؤتمر الإسلامي بالقدس 1931 ، توفي سنة 1965 ، أنظر : حنان العبسي  الشيخ أبو إسحاق إبراهيم أطفيش والقضايا الجزائرية في مجلة المنهاج 1925- 1931، مذكرة مكملة لنيل شهادة المستر في التاريخ ، تخصص في المغرب العربي : الحديث والمعاصر ، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ، قسم العلوم الإنسانية ، شعبة التاريخ ، جامعة الوادي ، 2013- 2014 ، ص 10إلى 35.

[15] ابو القاسم سعد الله ، الحركة الوطنية الجزائرية ج 3 ، ط 4 ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، 1992 ، ص 252.

[16] مؤمن العمري ، الحركة الثورية في الجزائر من نجم شمال إفريقيا إلى جبهة التحرير الوطني ، ( د، ط) ، دار الطليعة للنشر والتوزيع قسنطينة ، 2003 ، ص 31 .

[17] أحمد مريوش ، الشيخ الطيب العقبي ودوره في الحركة الوطنية الجزائر ، ط 1 دار هومة للنشر والتوزيع ، الجزائر ، ص 171

[18] شار روبير أجيرون ، المرجع السابق ، ص 709.

[19] عبد الرشيد زروقة ، جهاد ابن باديس ضد الاستعمار الفرنسي ( 1913- 1940) ، ط 1 ، دار الشهاب ، لبنان ، 1999، ص 187.

[20] محمد خير الدين, مذكرات الشيخ خير الدين، ج 1، ط 3، مؤسسة الضحى للنشر والتوزيع، الجزائر، 2009، ص ص 272-273.

[21] رابح تركي عمامرة ، الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح الإسلامي والتربية في الجزائر ، ط 2 ، المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار ، الجزائر ، 2001 ، ص 100.

[22] محمد البشير الإبراهيمي ، المؤتمر الإسلامي الجزائري ، جريدة البصائر ، عدد 23، 12 جوان 1936 ، ص 2.

[23] محمد الميلي , المؤتمر الإسلامي الجزائري ، ( د ، ط) ، دار هومة ، الجزائر ، 2006 ، ص 443

[24] Mahfoud kadache, La vie Politique a  Alger de ( 1919-1939), Alger ,Enal Edition .2009 ,p ,298

[25] أحمد مريوش ، المرجع السابق ، ص ص 176، 177

[26] عبد الرحمان شيبان ، مجلة الشهاب ، ط 1 دار الغرب الإسلامي ، بيروت 2000 ، ص 66

[27] محمد البشير الإبراهيمي ، المصدر السابق ، ص 250

[28] Ben Youcef  Ben Khedda : Les origines du 1er Novembre 1954 ,  Alger Sned  , Ex Dahlab , 1989, p26.

[29]  محمد الطيب العلوي، المرجع السابق، ص 224

[30] شارل روبير أجيرون ، المرجع السابق ، ص 712

[31] محفوظ قداش ، جزائر الجزائريين تاريخ الجزائر ( 1830- 1954) ، د، ط ، ترجمة محمد المعراجي ، منشورات ANEP  ،(د،م) ، 2008 ، ص 333

[32] أعضاء الوفد الممثل في فرنسا :

-        عمالة الجزائر : الطيب العقبي ،عمار فرشوخ ، ابن الحاج بوكردنة ، الدكتور البشير

-        عمالة وهران : الإبراهيمي ، باش تارزي ، بوشامة ، محمد قاضي ،طالب عبد السلام

-        عمالة قسنطينة : ابن باديس ، ابن جلول ،فرحات عباس ،طاهرات ، بن قليعة ابراهيم

-        الصحراء : الدكتور سعدان ، الدكتور الأخضري ( أنظر أحمد مربوش) : المرجع السابق ، ص 183

[33] حميد عبد القادر، المرجع السابق، ص 74

[34] أحمد مريوش ، المرجع السابق ، ص  ص 189، 191

[35] أبو القاسم سعد الله، الحركة الوطنية الجزائرية, ج3. المرجع السابق، ص 154

[36] مازن صلاح المطبقاني ،عبد الحميد بن باديس العالم الرباني والزعيم السياسي ،ط 1 ،دار اسيير ،جدة 1999،ص 97

[37] أحمد مريوش ، المرجع السابق ،ص 179

[38] حمزة عيجولي، إرهاصات النشاط السياسي عن جمعية ع م ج المشاركة في المؤتمر الإسلامي 1936 نموذجا في أعمال الملتقى الوطني ( البعد الثوري في النشاط الحركة الوطنية 1919-1954 ) ص 340

[39] أحمد مهساس ، المرجع السابق ، ص124

[40] أبو القاسم سعد الله , ، المرجع السابق ، ص 164.

[41] محفوظ قداش و قنانش محمد ، المرجع السابق، ص 60.

[42] هشام عمورة ، الوحدة بين تيارات الحركة الوطنية الجزائرية (1919-1954) ، مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر تخصص حركات وطنية معينة, جامعة  أبي بكر بلقايد ، تاريخ (2015، ص 45.

[43]أحمد الخطيب ، حزب الشعب جذوره التاريخية والوطنية ونشاطه السياسي و الاجتماعي ج 1 ، (د،ط) المؤسسة الوطنية الكتاب ، الجزائر ،ص 199.

[44] أبو القاسم سعد الله ،المرجع السابق ،ص 159

[45] عبد الكريم بو الصفصاف ،المرجع السابق،  ص 332

[46] محمد الميلي , المرجع السابق، ص ص 437-438

[47] ابراهيم محمد الميلي ، المرجع السابق، ص 74

[48] محمد الطيب العلوي، المرجع السابق ، ص ص 166 ، 168.

[49] ناهد ابراهيم الدسوقي ، المرجع السابق، ص 226.

[50]يحي بوعزيز ، المرجع السابق ، ص 111.

[51] عمار بوحوش ، التاريخ في الجزائر، المرجع السابق ، ص 261

[52] مصالي الحاج ، مذكرات مصالي الحاج 1898- 1938 ترجمة ، محمد المعراجي ، وزارة الثقافة الجزائر ، 2009 ، ص 204

[53] ناهد ابراهيم الدسوقي، المرجع السابق ، ص 226

[54] أحمد مريوش ، المرجع السابق ، ص 368.

[55] عمار بوحوش، التاريخ في الجزائر ، المرجع السابق ، ص 262

[56] ناهد ابراهيم الدسوقي : المرجع السابق ، ص 227.

[57] جورج الراسي ، الإسلام الجزائري من الأمير عبد القادر إلى أمراء الجماعات ، دار الجديد ، الجزائر ، 1997 ، ص 203

[58] عمار بوحوش، المرجع نفسه، ص 263

[59] يحي بوعزيز ، المرجع السابق، ص 113

[60] حميد عبد القادر، المرجع السابق، ص ص 78-81

[61]عبد الرشيد زروفة ،جهاد ابن باديس ضد الاستعمار الفرنسي ( 1940-1913) ط1 ، دار الشهاب ، لبنان ، 1999، ص 189

[62] محمد قنانش ، المرجع السابق ، ص 88

[63] أبو القاسم سعد الله، المرجع السابق، ص 151.

[64] محمد الميلي ، المرجع السابق ، ص 455

[65] حمزة عيجولي ، المرجع السابق،ص 343.

[66] محمد الطيب العلوي، المرجع السابق ،ص183.

[67]عبد الحميد زوزو، المرجعيات التاريخية للدولة الجزائرية الحديثة ، دار هومة ، الجزائر ، 205 ، ص 17.

[68]Mahfoud ,Kadache,Histoire du Nationalisme Algérien(1951/1919) ,Alger,ENAL,p 431                    .

[69] فرحات عباس ، ليل الاستعمار ترجمة أبوبكر رحال منشورات المؤسسة الوطنية للنشر الاشهار ، الجزائر 2005 ، ص 156.

[70] عبد الحميد زوزو ، الدور السياسي للهجرة إلى فرنسا بين الحربين 1914- 1939 ، ط 1 ، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ، 2007 ،ص 133

[71] فرحات عباس، المصدر السابق، ص 156.

[72] محمد الطيب العلوي، المرجع السابق، ص 190.

[73] محمد الطيب العلوي ، المرجع السابق ، ص 141

[74]مجلة  الشهاب، ج10، م12 ( جانفي 1937)، ص ص 483- 487

 

الاسمبريد إلكترونيرسالة