لاشك أن الكتابة الرقمية هي كتابة مختلفة
عن نظريتها الورقية فهي تنعكس على جوانب حياة العصر, تسعى بتحريكها للكلام من
العالم السمعي الشفهي إلى عالم حسي جديد هو عالم الرؤية, إلى أحداث تحول في الكلام
والفكر معا .
وقد انعكس هذا على النص الأدبي , حيث أفاد من
التقنيات الحاسوبية,التي جعلته يرتحل إلى عالم افتراضي يبرم فيه في الرسم بالكلمات
الوثيقة تخالف بينه وبين التكنولوجيا وكان نتاج هذا التحالف مولود جديد أطلق عليه
الأدب الرقمي , وهو الأدب الذي يعتمد فيه توظيف الوسائط المختلفة وروابط رقمية
تربط بين مختلف أجزاء ومكونات نصوصه .
وكـأي مولود جديد فقد حظي حضوره على الساحة
بمسميات شتى . وللعلم فان هناك دراسات أكاديمية تناولت موضوع "الأدب الرقمي
من حيثيات مختلفة وأهم هذه الدراسات قالم ,جمال :النص الأدبي من الورقية إلى
الرقمية (آليات التشكيل والتلقي)أطروحة ماجيستير,المركز الجامعي العقيد محمد
أولحاج البويرة 2008ـ2009.
علية صفية : آفاق النص الأدبي ضمن
العولمة,دكتورة العلوم,جامعة محمد خيضر بسكرة,2014ـ2015.
خماسي نوال : الأدب
الالكتروني رقميات منعم الأزرق نموذجا.أطروحة ماجيستير,جامعة باجي مختار,عنابة,
2011ـ2012.
والإشكال المطروح هنا :ما طبيعة هذا الأدب
الجديد ؟ وما هي أهم خصائصه والأجناس المرتبطة بهذا الأدب. والدوافع التي كانت خلف
اختيارنا لهذا الموضوع هي معرفتنا للأدب الرقمي من المشافهة إلى الرقمنة .
متبعين في ذلك المنهج
الوصفي التحليلي .وقسمنا عملنا إلى مقدمة وتمهيد وفصلين :
الفصل الأول : تناول
عنوان ماهية الأدب الرقمي .من مفهوم ومصطلحات ونشأة . أما الفصل الثاني حمل عنوان
خصائص وأجناس الأدب الرقمي وفي الأخير خاتمة لهذا الموضوع .
معتمدين في ذلك على مجموعة من المراجع والمصادر أهمها الأدب الرقمي
بين النظرية والتطبيق لـ الدكتور جميل حمداوي,وأطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراء,
النظرية النقدية المعاصرة والأدب الرقمي .
وقد واجهت بحثنا بعض
الصعوبات شأنه شأن البحوث والدراسات الأخرى, منها :
عدم توفر المعلومات
الكافية لهذا الموضوع بالإضافة إلى عامل التعامل عن بعد بيننا كمشتركات في هذا
البحث,وكذا بيننا وبين الأستاذة المشرفة .
رحلة
الأدب من المشافهة إلى الرقمنة
إن الأدب مواكب للإنسان
والزمان, نتيجة لسعي الدائم إلى اكتشاف ما يحيط به, فيصب تجاربه ما توصل إليه من
حقائق في قالب أدبي, لذا فقد مر النص الأدبي بمسيرة طويلة, ويتغير بتغير الأزمان
المتعاقبة. فلكل زمن أدبه ولكل أدب مميزاته وما كان التمايز ليكون لولا الأدب لمتغيرات
عصره, ومن أهم أسباب هذا التغير هو تطور الوسائط الحاملة للأدب فمسيرة الإنسان عبر
الزمن هي التجديد وتطوير للآليات التي تخدم الإنسان والأدب على حد سواء ويكمن دور
الأدب في عدة مراحل منها :
1ـ المشافهة (الشفاهية ـ الشفاهة):
وهي الطور الأول من أطوار التواصل
, ففي طور الشفاهة هناك العوامل النفسية المصاحبة للمواجهة الحية بين المتحدث
والمستمع , وما بينهما من اختلاف كفارق السن وفارق السلطة وفارق المعرفة وفارق
المهارة اللغوية ,وتباين الخلفية , واختلاف نوايا المتحدث والمستمع ومدى الرغبة في
مواصلة الحديث وما شابه يضاف إلى تلك العوامل النفسية والاعتبارات الخاصة بمقام
الحديث من حيث علاقته بمكان وزمان حدث التواصل وارتباطه بالسياق من أحداث أخرى .
تميز المشافهة بالحيوية و إمكان اللجوء إلى وسائل فوق لغوية extra linguistic
للتأثير كالتلوين الصوتي من خلال النبر و التنغيم و مط الكلام و اقتضابه .و ما
يصاحب الحديث من حركات الوجه واليدين والعينين ,وجميعها أفعال كلامية speechacts لها دورها
الحاسم في تحديد معنى المنطوق والمسموع[1] فبفعلها يتحول الإخبار إلى
إنشاء. والوعد إلى وعيد, والترغيب إلى التهديد ,ويصبح السؤال إجابة والإجابة
تساؤل, بناء على ذلك فان نقل ما قبل شفاهة إلى مكافئ مكتوب هو عملية شبه مستحيلة
حيث يصعب تكويدcoding ما تحمله الشحنة الشفاهية من
القرائن والدلالات ناهيك عن اعتبارات المقام والسياق في هيئة أكواد رمزية مسجلة على
الأوراق ,وتمثل هذه القضية إشكالية حقيقية في تناول تراثنا اللغوي بصفة عامة
والدين بصفة خاصة والفقهي بصفة أخص , وموضع الشفاهة من حضارتنا العربية لا يحتاج
إلى تأكيد وقد قام علم الحديث لدينا بوضع الضوابط الدقيقة لضمان أقصى درجة من
تطابق المكتوب مع المروي شفاهة .
2ـ الكتابة :
غاب
عنصر الحضور وسطوة المتكلم على السامع حينما ظهرت الكتابة ,فبعد المشافهة التجأ
الإنسان إلى الكتابة على اختلاف أشكالها حيث يرى ولتر في كتابه الشفاهية و
الكتابية أن الكتابة كانت تطورا متأخرا للغاية في التاريخ الإنساني ,فقد مضى الجنس
البشري على الأرض ما يقرب 50000 سنة ,لكن أول خط أو كتابة حقيقية نعرفها تطورت بين
السومريين في بلاد ما بين النهرين , و لم يحدث ذلك إلا حوالي عام 2500 ق.م فقد
كانت الكائنات البشرية قبل ذلك بما لا يحظ
من آلاف السنين ترسم صورا فالكتابة باعتبارها حروفا و أشكالا لم تصل إلى ما هي
عليه إلا بعد مسيرة طويلة من التطور و التعديل[2] . إن صناعة الورق شكلت نقلة
نوعية في مجال الكتابة ,فقد كان الورق الوسيط الحامل لإبداعات الإنسان و أدبه و
على هذا الأساس قسمت مرحلة الكتابة إلى ما قبل الورق و ما بعده ,و في ما يلي نتعرف
على الوسائط و تأثير ذلك على الأدب .
1.2. الوسيط الطيني :
الروح كانت أولا ,حتى إذا أريد لها أن تكون,
نفخت لتتمثل في آدم, وآدم من تراب والصوت سبح على اللسان , زمن حتى استحال أيقونة
تشغل حيزا على الطين بعد أن كان لا يدرك إلا سمعا , فالتراب هو الفضاء الأول لتناسل
الزمان والمكان , ومثلما حمل التراب أسرار الروح كان حريا به أن يحمل أسرار الحرف
, ولا غرابة وهذه الحال فكانت جدران الكهوف هي الملاذ الأول للمدونات ,حتى إن
اعتاد الإنسان الخروج كانت الرقم الطينية . وعليه يمكن القول أن الطين هو الوسيط
لأول الذي احتضن المشاهد التفاعلية الأولى التي تتفاعل فيها الإشارات السمعية
والبصرية . فالإشارات السمعية تختلف في شكلها عن الإشارات البصرية , فالأولى
تستعمل الزمان وليس المكان عاملا بنيويا رئيسيا, أما الثانية فتستخدم المكان مما
تستخدم الزمان . والأولى تميل لأن تكون رمزية بطبيعتها , بينما تميل الإشارات
البصرية المكانية لان تكون أيقونة أو تمثالية في طبيعتها , فشبح الأشكال الفنية
للرسم والنحت وفن العمارة[3], لذا فالرقم الطينية
والألواح التي خلفها الإنسان في عصر الحضارة الأول إن هي إلا لوحات فنية في عصرها,
وقد ضمت أسرار معرفة الإنسان وإدراكه على مستوى الزمان والمكان مثلما ضمت أسرار
معرفته وإدراكه للمعطيات الوجداني والإنسانية , فضلا عن الأمور العادية.
استطاع المتلقي أن يستقبل النص ويتفاعل معه بشكل مختلف.فيفضل التدوين أصبح
بإمكانه أن ينفرد بالنص أن"وان يتمثله في إمعان ورؤية, ا وان يمر به مرور
الكرام ,يقرأه راغبا أو كارها, يقراه كاملا أو ينتقي منه ما يحلو له, يقراه في
التسلسل الذي فرضه عليه كاتبه , أو يضرب بهذا التسلسل عرض الحائط..."[4] فمنحت الحرية للمتلقي في
قراءة النص الأدبي, فقد أصبح سيد نفسه, ولا تمرس عليه أية سلطة ,إذ أن المرسل فقط
سطوته الكاملة على نصه والتي ضمنته الشفاهية فيما سبق .
كان الوسيط في طور المشافهة هو الصوت والكلام
بالاعتماد على الزمان في التوصيل والتواصل, فان الرقم (النقوش) الطينية في بدايات
الكتابة"ضمت أسرار معرفة الإنسان وإدراكه على مستوى المكان والزمان مثلما ضمت
أسرار معرفته وإدراكه للمعطيات الوجدانية والإنسانية فضلا على الأمور
المادية"[5]
فالكتابة نقلت تفاصيل حياة في زمن كانت حياته وإبداعاته مجهولة .
وغالبا ما تكون البدايات غير ناضجة,فقد كانت باكورة الكتابة مستعصية على
الكاتب والقارئ في آن واحد, كون أنها "اعتمدت على خصائص الشفهية , حيث ل تكن
هناك فواصل أو فراغات أو فقرات أو أي شكل من أشكال الكتابة المعروفة , بل كلمات
متراصة ومتتالية . كان على القارئ القراءة بصوت مسموع , وعليه التوقف عند نهاية
الجمل أو الفكرة التي يقراها , حسب توقعه "[6] ولكن هذه العوائق لم تبق مع
تطور الكتابة في العصر الورقي .
وفي مرحلة متقدمة من التاريخ البشري جاء الفينيقيون وأصلهم من الجزيرة
العربية وه سكان السواحل الشرقية لحوض البحر المتوسط وذلك حوالي 1100ق.م[7] وابتكروا الكتابة الفينيقية
مستعينين بذلك بالكتابة السومرية والمصرية القديمة وطوروها , وبذلك ابتكروا
الأبجدية الفينيقية والتي هي عبارة عن حروف وكل حرف يمثل صوتا معينا, وصارت حروفهم
واضحة سهلة للكتابة .وهذه الحروف كانت أساسا للكتابة في الشرق كما في الغرب فمن
الأبجدية الفينيقية تطورت كافة أبجديات العالم. وجاء بعد ذلك الإغريق وطوروا
أبجديتهم التي نقلوها عن الفينيقيين وذلك حوالي 403ق.م وحيث صار لديهم أبجدية خاصة
بهم والتي أصبحت أساسا للأبجدية في الغرب ثم جاء الرومان فأخذوا الأبجدية
الإفريقية, فأبقوا على بعض الأحرف كما هي حوالي (12حرف) وعدلوا 7 أحرف, أعادوا
استعمال ثلاثة أحرف كان قد بطل استعمالها.وقد سادت الأبجدية الرومانية واللغة
اللاتينية بلاد أوروبا بعد سيطرة الإمبراطورية الرومانية على بلاد الغرب. وهذه
الأبجدية مازالت تستعمل حتى يومنا هذا .
أما
الكتابة والأبجدية العربية فهي في الأصل مشتقة عن الكتابة السامية التي اشتقت
بدورها عن الأبجدية الفينيقية التي أصلا من 22حرف هجائيا ووصلت إلى العرب الذين
سكنوا شمال الجزيرة العربية ,وقديما كان الكتاب عبارة عن مجموعة ألواح فخارية,أو
عبارة عن ورق البردي .فأما (الكتاب الفخاري)فقد عرفه السومريون والبابليون قبل
أكثر من أربعة آلاف سنة, وأما الكتاب الدرجي فقد عرفه المصريون في الفترة نفسها
تقريبا .والواقع أن المصريين صنعوا من سوق القصب البردي أدراجا طويلة جدا . ولما
كان البردي اخف وزنا وأكثر ملائمة للكتابة من الفخار فقد أخذت مصر تصدره إلى بلدان
الشرق الأدنى ز وعن المصريين اقتبس الإغريق (الكتاب الدرجي) وعن الإغريق اقتبسه
الرومان بدوره [8].
وكانت هذه الإرهاصات الأولى لما أراد أن يحتفظ به الإنسان من كلمات , فكان
الطين هو الوعاء الأول الذي استوعب معارف الإنسان ومشاعره ولم يكن الورق بعد
معروفا ولذلك فان علم الآثار يوجه أبصارنا
في ضوء التنقيبات الأثرية إلى الأشكال الأساسية للكتابة في العالم القديم
وهي[9] :
أ ـ الشكل المسماري : ويضم ثلاثة أجناس الكتابة , وهي :
1ـ الكتابة الفارسية : وقد توصل رولنسون في 1895م إلى حل أبجديته
بصورة نهائية وانتهى إلى القول أنها لغة "ايندو اوروبية" .
2ـ الكتابة العيلامية : ولاحظ أنها لغة تعتمد نظام المقاطع, وهي لغة
غامضة, وتسميتها نسبة إلى "عيلام" أي الجزء الجزء الجنوبي الغربي من
إيران.
3ـ الكتابة الأكادية :وقد فك رموزها عدد من العلماء منهم
"لوونسترن" و"هينيكس وتاليوت وأوبرت ورولنسن " وتتضمن هذه
الكتابة حوالي 400 إلى 500 صيغة مختلفة ويستعمل فيها نظام المقاطع وتنقسم إلى
البابلية وهي لهجة الجنوب, وهي لهجة الشمال .
ب ـ
الشكل الصوري :
يعبر عن الأصوات باستعمال الصور ,وذلك باختيار اقرب الصور المادية والمبتدئة
بالصوت المراد أن يعبر عنه , فيكون علامة على ذلك الصوت ,فالباء يعبر عنها برسم
بيت ,لان البيت بصوت الباء , وأكثر أنواع هذا الشكل الكتابي اتقانا وفنا هو ما
نجده في الكتابة الهيروغليفية[10] . غير أن ما استحال على
الإنسان هو رسم صورة كالانفعال الإنساني . غير أن تكون مسيرة التطور على طريقتين[11] :
أ ـ "أن تظل قيم المصطلح عليها مرتبطة
بالعلامات مثل تمثيل الكلام بقرطاس والماء سلسلة خطوط مموجة , والحجر هو ما يرسم
للتفكير على الفكرة المجردة والصلابة, وهو ما يصور على هذا النحو يسمى علامات
المعاني ideographs" .
ب ـ "ربط القيم الصوتية لصور الأشياء
بأسماء مكونة من مقطع واحد, لم يكن من ذلك كلمات تتكون أكثر من مقطع وهذه تدعى
طريقة الريبوس rebus" .
يشهد ما تقدم على ما نسب للسومريين
من خط مسماري كان قد ظهر أول مرة على هيئة تصويرية بسيطة تمثل للشيء المراد
التعبير عنه , وعلى هذا الأساس كان ذلك العصر هو الشبيه بالكتابي أو البروتوليترات
proto literate وبذلك تكون الكتابة بمرحلتها
الأولى قد اقترنت بتعلم الإنسان للرسم والنقش , ثم انتقلت من طور الصور إلى طور
الرمز والعلامة, فكانت المقاطع ذوات القيم الصوتية مؤلفة من أسافين أو خطوط
إسفينية على ألواح الطين, أو تحفر على الحجر[12] .
وعلى هذا النحو تكون الهيروغليفية أجلى علامات الأيقونة في أنظمة الكتابات
القديمة فهي في جوهرها كتابة تذكارية تحرز على مواد صلبة أو ترسم أما الهيرية, فهي
شكل من الهيروغليفية غير أنها مكتوبة بحروف متصلة نشأت في الوقت الذي بقيت فيه
الهيروغليفية[13]
وسيلة كتابة جديدة على مواد مثل ورق التردي مستعملة فيها أدوات الحبر والفرشاة ما
تقدم كان حديثا عن الأشكال والأمكنة التي اختارتها الكلمة محلقة من حضارة إلى
حضارة من شكل صورة إلى رمز .
2.2. الوسيط الورقي (المرحلة الورقية) :
بدأت هذه المرحلة باكتشاف ورق البردي واستخدامه كوسيط للكتابة بدل
الطين والصخور والخشب وبدأ المصريون في تسجيل الحروف الهيروغليفية على ورق البردي
منذ عام 3300ق.م نظرا لكونه يمتاز بخفة الوزن وسهولة التخزين والاسترجاع والنقل[14] .
تتلخص صناعة الورق من لفائف البردي أن يوضع نبات البردي بعد تقطعه ...على
سطح مستوي بصورة متعامدة ويدق بعدها بمطارق خاصة حتى تخرج منه عصارة لزجة يضاف لها
قليلا من الماء لتساعد على لصق البردي وفوقه قطعة قماش لتمتص من هذه العصارة ,وبعد
تجفيف شرائح البردي تصبح جاهزة للكتابة , ولما كانت الحاجة إلى العديد من الشرائح,
لذلك تلصق هذه الشرائح إلى بعضها ونتيجة ذلك يصبح ملفا طويلا وصل طول بعضها إلى 45
متر[15] .
وإذا تجاوزنا المرحلة الآرامية بوسطها الوسط الثقافي بين السومريين والعرب
, فإن الشفاهية هي أول محاولة لنشر العلم ,وهي الطريقة البدائية للعمل عند جميع
الشعوب , غير أن الرواية الشفوي عند العرب تقترن بالحرص والدقة و الأمانة , وإذا
افترضنا جدلا أن لم يتجل ذلك عندهم شعرا , فقد تجلى عندهم في رواية كلام الله
سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعد دخولهم الإسلام ومن المواد
التي شاع استخدامها في صناعة الكتب كان نوعا من الجلود يعرف باسم الرق وكان يصلح
للتزيين والزخرفة بماء الذهب فاستخدمه العرب لكتابة القران الكريم ومعه بدا
العناية بالناحية الفنية الجمالية للكتابة[16]. وقد خلده القرآن الكريم
في قوله تعالى :(والطُّورِ وَكِتَاب مَسْطُورٍ فِي رِقٍّ مَنْشُورٍ) فقد أقسم الله
بالقران المكتوب على جلد الرق[17] .
وعن حجم الورق يذكر ابن النديم أن مقدار الورق المعني كتابه هي الورق(فإذا
قلنا أن شعر فلان عشر ورقات)[18] إنما عنينا بالورق أن تكون
السيليمائية ومقدار ما فيها عشرون سطرا أعني في صفحة الورقة وفي الحق أن حجم
الورقة يبدو مقاربا بحجم الورقة التي يطلب إلينا كتابة البحث عليها أعني
ورقة"A4"
وهي الورقة الأكثر استخداما في أجهزة الاستنساخ, فضلا عن كونها الورقة الأكثر
ملائمة للطابعة الالكترونية ولم يكن الصينيون بمعزل عما كان الورق عليه , فقد
صنعوه من الحرير وأدخل العرب عليه تحسينات مهمة , وعن طريق الأندلس انتقلت صناعته
إلى ايطاليا وقد صنع الأوروبيون الورق من القطن والمواد الأخرى فأصبح من الممكن
الحصول عليه بسهولة وبسعر زهيد ,الأمر الذي مهد سبل الإفادة من الطباعة إذ عرف
الصينيون أيضا الطباعة الثابتة . ومن ثم أجرى العرب بعض التحسينات فيها وعن طريقهم
في الأندلس انتقلت إلى أوروبا [19].
وفي سنة 1950م اخترع جون كتبيرغ[20] الألماني الطباعة المتحركة
فازدادت كمية الكتب المطبوعة بسبب وفرة الورق أولا واختراع الطباعة ثانيا حتى أن
انخفضت تكاليف الطباعة وقلة الأغلاط المطبعية ,كانت الطباعة الحديثة قد انتشرت في
الأقطار الأوروبية المهمة وتبعتها زيادة المستعملين ولأن الشعر يوازي الرسم هو
الأصل الفطري للكتابة كان حقا على الإنسان أن يجد طريقة في كتابة الكلمة على النحو
يختلف عن سواه من الكلمات والمعارف الإنسانية تؤسس للعلاقة بين الرسم والشعر على
الورق وعلى النحو الذي جرى فيه الأمر بين الرسم والكتابة على الطين .
وأقدم ما نجده في النقد الأدبي عند الغربيين , في هذا الصدد أعني العلاقة
الساحرة والغامضة بين الشعر والفنون التشكيلية هو ما نسب إلى 556ـ488ق.م قوله أن
الشعر صورة ناطقة أو رسم ناطق وان الرسم أو التصور شعر صامت وهنا النقطة التي
يتناسل فيها الإبداع والذاكرة في ضوء الاحتفاظ بانطباعات بصرية قوية[21], وقد كتب "درايدن
1631ـ1700م) على التوازي بين الشعر والرسم مؤكدا أن الإشعارات الجريئة في الشعر
تساوي الألوان القوية المتوهجة في الرسم والتأشير الناتج عن بعض التشبيهات
والكنايات وأشكال التعبير الشعري تشبه التأثير المنبعث من الألوان والظلال
والأضواء على لوحة الرسام .
ولم يعدم العرب الالتفات إلى التلازم بين الرسم والشعر , فالجاحظ يؤشر الى
ثلاثة مبادئ لتصور الشعر إذ يقول :(الشعر صناعة وضرب من النسج وجنس من التصوير)
تلك المبادئ هي[22]
:
أـ تميزه بالأسلوب الخاص في صياغة الأفكار
والمعاني .
ب ـ الصياغة الشعرية تقوم على تقديم المعنى
بطريقة حسية, أي أن التصوير يترادف مع ما يسمى بالتجسيم .
ت ـ التقديم الحسي للشعر يجعله قريبا للرسم
متشابها له في طريقة التشكيل والصياغة والتأثير والتلقي. كل ذلك إذا ارتضينا أن
كلمة تصوير في المبدأ الآخر تدل على رسم لوحة, أو تشكيل تمثال بحيث يصبح معنى
الصورة مرادفا للوحة المرسومة , ويكون ربط الشعر بالرسم أمرا ناتج عن أدراك أن
التقديم الحسي للمعنى, أو التجسيم عنصرا مشتركا بين الشعر والرسم لأن كلا من
الرسام والشاعر يقدم المعنى بطريقة بصرية[23]. ولذا كان كلام الشاعر عبد
القاهر الجرجاني أصوات محلها من الأسماع محل نواظر من الأبصار .
وأكثر تفصيلا ما يقول به عبد القاهر الجرجاني من أن حكم الشعر فيما نصنعه
من الصورة ويشكله من البدع ويوقعه من النفوس من المعاني التي يتوهم بها الجماد
الصامت في صورة الحي الناطق... والمعدوم المفقود في حكم الموجود المشاهد[24] .
ويوغل القرطاجي في مسألة كثير إذ يقول :(إن
المسموعات التي تجري في السمع مجرى المتلونات من العين ولاسيما أن النفوس تتخيل
بما يخيل الشاعر لها من محاسن ضروب الزينة فتبهج)[25].
ولهذا نقلوا إلى بعض الهيآت اللفظية التي من
هذا القبيل أسماء الصناعات التي هي تنميقات في الموضوعات , فقالوا الترصيع
والتوشيح, والتسهيم البرود, وكثير من الكلام الذي ليس بشعري باعتبار التخييل ويكون باعتبار التخاييل
الثواني .
ومن الطبيعي أن يحظى بحث الصورة. وهو مفهوم مرحل عن تجربة الإنسان مع الرسم
بعناية البلاغيين القدامى وأن يقيد البحث فيها من جهود اللغويين والمفسرين
والمتكلمين في تحديد مفاهيم التشبيه والاستعارة والمجاز[26],وعلى هذا تجري الفائدة من
شروح الفلاسفة المسلمين من نظرية المحاكاة لأرسطو على ضوء كتبه في الشعر والخطابة
والنفس ما بعد الطبيعة .
وإذا ما تقدم قراءة مفهومية لعلاقة الكلمة بالرسم والصورة فان هناك علاقة
إجرائية للكلمة بالرسم والصورة على نحو يفيد من الطبيعة الإجرائية لتلك الفنون
,ويتجلى ذلك الأمر ابتداء من ممارسة تشكيل القول الشعري على فضاء الورق في محاولة
أن تكون الدلالة موازية للتشكيل أو العكس .
والحق أن الشعر العربي لم يعرف تاريخ منذ تاريخ معرفتنا به, نظاما كتابيا
للنص سوى نظام توازي الصدور والإعجاز بينهما بياض هو فاصلة الصمت[27] اللازمة للنفس , إلا أن الأندلسيين
يسجلوا خروجا عن ذلك بكتابة الموشح الذي ينظموه أسماطا أسماطا وأغصانا أغصانا
يكثرون من أعاريضها المختلفة, ويسمون المتعددة منها بيتا واحدا ويلتزمون عدة قوافي
في تلك الأغصان وأوزانها متتاليا فيما بعد إلى آخر القطعة وأكثرها تنتهي عندهم إلى
سبعة أبيات ويشتمل كل بيت على أغصان بحسب الأغراض والمذاهب .
ثم
كانت المشجرات شاهدا جليا على العودة إلى التواصل الفطري أي إلى الرسم بترسيخ
إيصال الفكرة إلى جانب اللاوعي داخل الإنسان وبالطبع فان ذلك كان في المحاولة ,لأن
الأمر فيما بعد أخذ بعدا فنيا متميزا يحاول الشعراء مجاراته ويستحيل النص في فضاء
الورق إلى مجال دلالي لا يقرأ الزمن عبره بل يقرأ المكان أيضا , واستدعى البناء
المكاني للموشح تشكيلات مكانية أخرى للنص الشعري من بينها التخشيم والتفصيل
والتشجير, وكان عند المتأخرين من النقاد ضمن أبواب البديع[28] .
وفي الحق أن الشاعر في هذه الحال يهدف من وراء تركيب المكان في النص إلى
تركيب الدلالة نفسها إذ أن (لتنظيم الكلمات في الصفحة مفعول بهي.إن اللفظة الواحدة
تحتاج إلى صفحة كاملة بيضاء ,...وهكذا تغدو الألفاظ مجموعة أنجم مشرقة ...إن تصوير
الألفاظ وحده لا يؤدي الأشياء كاملة وعليه فالفراغ الأبيض متمم)[29] .
والذي يهم البحث في هذا المقام هو عودة الإنسانية على يد الشاعر إلى مبدأ
التعبير بالصورة البصرية بعد أن مارس التعبير بالصورة اللفظية وصولا إلى نص تشارك
فيه الحواس كلها (قوامه الألوان والأصوات والعطور والبعض أوغل كثيرا فترك المجال
للصورة على حساب الكلمة بدلا من مزج الكلمة بالصورة , بدعوى أن اللغة لم تكن ظاهرة
بصرية إلا على يد الرسم أولا , لذلك كانت هناك كثير من القصائد التي استعانت
بالرسم في استغلال فضاء الورق على نحو يكفل تناغما معينا بين موضوعة القصيدة
وطبيعة كتابتها على الورقة وهذا ما نجده عند بودلير. ثم حذا العرب حذوهم فكانت من
ذلك نصوص الصائغ وقحطان المدفعي[30] .
وفي الحق أن أول مشاهد التفاعل
الحقيقية بين الشعر والفنون التشكيلية و بين الفنون الزمنية, ومنها الشعر
والموسيقى وبين الفنون المكانية ومنها الرسم والتصوير النحت , وما إلى ذلك انما
يتجلى فيما سمي ب "قصيدة الصورة" وهي بمفهومها الحقيقي في الشعر العالمي
لم تظهر بصورة محددة على يد الشاعر العالم الدكتور أحمد زكي أبو
شادي1892ـ1955م رائد جماعة أبولو ومؤسس مجلتها التي حفلت أعدادها بين سبتمبر
1932 وأكتوبر 1934 بنماذج وضعها في باب مستقل سماه شعر التصوير
والغريب أن أبا شادي هو ما انفرد بكتابة هذا النوع من الشعر , ولم يشاركه إلا
الشاعرين "سرى الدهشان"
و"أحمد مخيمر" في قصيدتهما "الصائدة المتجردة"
و"ملاك والشيطان".
قدم أبو شادي سبع عشرة مما سماه بالشعر التصويري أرفق بها الصور نفسها, وهي
صور توضيحية مطبوعة بالألوان في أغلب الأحوال منسوبة بعضها إلى أسماء أصحابها ,
ومن الواجب التنبه إلى فضل أبي شادي في هذا النوع الأدبي وريادة طريق التفاعل
المتبادل بين التصوير والشعر , فإن قصيدة الصورة لم تبدأ بدايتها الشعرية الحقيقية
ولم تصبح الصورة موضوعا كاملا إلا مع حركة الشعر الحر وهنا تشتد اللعبة بين سواد
الكلمة وبياض الكاغد كلاهما نما, فالأول صورة في مقطع ثم كلمة ثم كتابة والآخر طين
ثم حجارة , ثم جلد , ثم بردي, ثم كاغد, ثم ورقة بيضاء , لا تخرج من حيادية البياض
إلا بسواد الكلمة التي صارت تمارس لعبتها الدلالية بما يوفر لها المعجم من معان
وما يختار لها الشاعر من مكان في جسد الجملة ,ولم يكلف بذلك فأراد الإفادة من
تقنيات الرسم والتصوير, فكانت له في رسم القصيدة [31]على الورقة فنون وطرق
مستقاة من الأداء التقني لتلك الفنون المكانية منها :
أ ـ القصيدة التشكيلية: وفيها يستلهم طريقة الفنان التشكيلي بوجه عام , والرسام
بوجه خاص في تشكيل القصيدة وبنائها ,ومن ذلك ما جاء على الشاعر صلاح عبد الصبور في
ديوانه شجن الليل إذ يقول في قصيدته تقرير تشكيلي عن الليلة الماضية
عناصر الصورة : لون رمادي سماء جامدة .
كأنها رسم على بطاقة
مساحة أخرى من التراب والضباب
تبيض فيها بضعة من الغصون المتعبة
كأنها مجذر في غفوة الإضافة
وصفرة بينهما, كالموت, كالمحال
منثورة في غابة الإهمال
نوافذ المدينة المعذبة
الحركة :
محبوسة, ثقيلة, هامدة
الإطار:
قلبي المليء بالهموم المعيشة
وروحي الخائفة المضطربة
ووحشة المدينة المكتئبة
ومثل ذلك ما نجده عند البياتي في
"الكتابة على الطين", وفيها يظهر يرسم ثلاثة روم مائية,أو لما بعنى
بمغامرته الماضية في العراق , والقلوب , والمدن البعيدة, ثانيهما مناجاة المحبوبة
"الحورية أو الحرية" المرتحلة,ثالثهما: خطابه للمرتحلة وهي تتنكر بزي
ساحرة مرة, وأخرى خلف قناع أميرة .
ب ـ القصيدة الخطابية :
وفيها يوجه الشاعر قصيدته لرسام
على نحو ما نجده في قصيدة لأحمد عبد المعطي حجازي إذ يخاطب فيها "سلفادور
دالي" , ولا غرابة فإن عالم
الشاعر والراسم عالم واحد في جوهره وان اختلفت الوسائط والوسائل ويرقد العالم في
بلورة يغسلها ماء المطر, هاهي ذي اللحظة تأتي؟أهو اللون أم الإيقاع
تصطاده...فقاقيع من الأضواء لا تلبث حتى تنفجر [32].
ج ـ القصيدة الاستيحائية :
شمس تسقط في أفق شتوي
شمس حمراء
والغيم رصاصي
تنفذ منه حزم الأضواء
وأنا طفل ريعن
يدهمني الليل
كأن سيارتنا تلتهم الخيط الإسفلتي
الصاعد من قريتنا لمدينتنا
هذا مقطع من قصيدة "تعليق
على منظر طبيعي " للشاعر أحمد حجازي وقيمة هذه القصيدة تتضح من العنوان إذ
أنها تنطلق من المؤثر البصري للمنظر الطبيعي , وهو لوحة فنية يتفاعل معها الشاعر
ليملأ الفراغات الدلالية والإيقاعية التي يمكن أن يوفرها الرسام للمتلقي أيا كان
فما بالك بالمتلقي وهو شاعر ومثل ذلك محاولة إعادة رسم الجيرنيكا وأوضح هو ما كتبه
سعدي يوسف تحت جدارية فائق حسن [33].
3.2. الوسيط الالكتروني (الطباعة والرقمنة) :
الطباعة:
وهي مرحلة داعمة للكتابة ظهرت في القرن الخامس عشر ميلادي, اخترع الألماني
يوهان جتنبورغ Johannes Gutenperg المطبعة وعدت حلقة مفصلية في التاريخ البشري,وشكل نقلة
نوعية على جميع الأصعدة بعدما نقل فعل الكتابة من الإنسان إلى الآلة الطابعة
فالنصوص المطبوعة تكون أسهل كثيرا للقراءة من النصوص المخطوطة والتأثيرات الناتجة
عن السهولة العظيمة في قراءة المطبوع. وتؤدي هذه السهولة في النهاية إلى قراءة
سريعة , صامتة , وكذا تؤدي إلى العلاقة المختلفة
بين القارئ وصوت المؤلف في النص فالطباعة تبصير للقارئ ومحك للمؤلف ,
ودعامة للنصوص الأدبية .
وكانت الطباعة امتداد للكتابة الورقية نظرا لكون الطباعة معتمدة على الورق
بنسخ الحروف والكلمات عليها بواسطة الآلة فهل بقي هنا الوسيط فعال في زمن الرقمنة
والتكنولوجيا؟
الرقمنة :
وهي الحلقة الأخيرة من دور حياة الأدب إلى يومنا هذا وكانت نتيجة التطور
التكنولوجي حيث غزا الحاسوب كل بيت حتى أصبح ضرورة لامناص منها, وكان بهذا الغزو
تأثير بالغ على الأدب فكلما حقق المجتمع تطورا وتقدما , مس هذا التقدم العلم
والأدب.
وكان ظهور الكمبيوتر أو الحاسبات خلال الثلاثين السنة الماضية هو بداية
لعصر جديد , وهو ما أطلق عليه عصر "الانفوميديا" وعلى الرغم من أن أول
جهاز ظهر في 1937م طوله 50 قدما, وارتفاعه أكر من ثمانية أقدام الا أنه في
السبعينات ظهرت الأجهزة الصغيرة ثم ظهرت الأجهزة الشخصية , فكان الشعار
"كمبيوتر على كل طاولة مقهى" كل ذلك جعل هذا الجهاز وسيطا إعلاميا
وحافظا للمعلومات, بل ومشاركا في الأعمال الفنية.
وتتيح هذه المكتشفات العلمية النابعة من الحاجات الراهنة لها فرصة أن يفيد
الأدب (أسوة بغيره من الحاجات الإنسانية) من هذا الوسيط الذي يعيد أبجدية الأدب
وطرق ممارسته ولذا فان الأدب ومنذ لقائه بالمعلوماتية سنة 1959م شهد تحولا جذريا
جعله يدخل مع التجارب الأكثر تطورا مثل مولودات النصوص التخييلية والشعرية والنصوص
التشعبية التخييلية التي لا تستحيل قراءتها خطيا فحسب بل يستحيل وجودها خارج جهاز
الحاسوب. ولأول مرة يجد المبدع والمتلقي نفسهما أمام إكراه ضرورة التوفر على جهاز
بكفاءات متعددة فضلا عن التوافر على برامج لها القدرة على تلبية حاجة المبدع
لإنتاج النصوص المبدعة مثلما تلبي حاجة المتلقي لأن يتفاعل معها وإعادة إنتاجها.
أي أن الوسيط الالكتروني الخاص للمنجز الإبداعي يلي كل رغبات وحاجات عناصر العملية
الإبداعية , ومع وجود الوسيط الرقمي الالكتروني بات يكفي المرء أن يملك جهاز حاسوب
متصلا بالشبكة ومساحة بوضع نصوصه على الخط بل حتى نصوص غيره ان شاء , ويلم
بالأبجدية الأولى لإنشاء صفحات ويب التي صار العديد من شركات الاستضافة المجانية
يعفي المستخدمين منها عبر المدونات أو الصفحات الجاهزة للاستعمال فيصير مالكا بما
يعادل مطبعة ورقية فحسب بل وكذلك دار لنشر
قادرة على توزيع منتوجاتها في أرجاء الكوكب الأربعة على مدار الساعة وبدون حكاية
نقاد الطبعات.
ومع شيوع الحاسوب بوصفه نموذجا تواصليا إذ
ارتبط بشبكة الاتصالات العلمية(الإنترنت) فقد أصبح تداولها في مختلف المجالات
العلمية والأدبية, فكان بحق إضافة حقيقية للبعد الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي,
وغيرها من النشاطات الإنسانية .
[1] نبيل علي:العرب وعصر المعلومات,سلسلة عالم
المعرفة’الكويت,أفريل1994,ص275ـ 276.
[2] والتر أونج:الشفاهية
والكتابية,تر:حسن البنا عز الدين,سلسلة عالم المعرفة,الكويت,1994,ص 135ـ 136.
[3] عادل نذير:عصر الوسيط,أبجدية الأيقونة دراسة في
الأدب التفاعلي الرقمي,كتاب تاشرون,بيروت,لبنان,ط1,2010,ص 15.
[4] نبيل علي:المرجع السابق,ص
276.
[5] عادل نذير :المرجع السابق ,ص
15.
[6] السيد نجم :التجريب والتقنية الرقمية في المشهد
الروائي العربي,ضمن كتاب جماعي:التشكل والمعنى في الخطاب السردي,الانتشار
العربي,بيروت,لبنان,ط1, 2013,ص323.
[7] جلال الدين السيوطي:المزهر في
علوم اللغة وأنواعه,تح:فؤاد علي منصور,دار الكتب العلمية , بيروت,ط1،1998,ج1.
[8] منذر عافي:أي مستقبل للكتاب في ظل الثورة
الرقمية؟نهاية الكتابة أم نهاية القراءة! بدون ط ,بدون سنة.
[9] بلاد الرافدين,الكتابة ,العقل ,الآلهة,ص78 ـ 81
[10] عادل نذير:المرجع السابق,ص
18.
[12] د.أحمد سوسة:حضارة وادي الرافدين بين الاسميين
والسومريين,العراق,وزارة الثقافة,دار الرشد,سلسلة دراسات,1980,ص 154.
[13] كين دانيال :موسوعة علم
الآثار,ترجمة ليون يوسف,بغداد,دار المأمون,ط1, 1990,ج2,ص 581 ـ 582.
[14] فرانك كيلش:ثورة
الأنفوميديا,ثورة الوسائط المعلوماتية, تج:حسام الدين زكرياء,سلسلة عالم
المعرفة,الكويت,يناير,2000,ص395.
[15] أ.د ناهض عبد الستار:لفائف البردي من مواد
الكتابة المهمة:دفتر بحث مجلة كلية الآداب جامعة بغداد 1996م,ع41,ص151ـ152.
[16] إيمان سلامة يونس:أداة
الكتابة أداة الإبداع,الحوار المتمدن الموقع: 2015,www.ahewar
debat.show.art:http//.
[17] سورة الطور:الآية 1ـ3 .
[18] الفهرست:227.
[19] جعفر حسن خصياك وآخرون:التاريخ
الحديث,بغداد,1961م,ص43 ـ 44.
[20] أحمد محمد عوف:عن تاريخ الورق
والطباعة عند الشعوب على الرابط:
HTTP: ar>Wikipedia.Org
wiki%d8%a8%d8%a7%d8%b9%d8%a9%.
[21]عبد
الصبور عبد الغفار مكاوي:الشعر والتصوير,عالم المعرفة,1987,ص12 ـ 20.
[22] د.جابر عصفور:الصورة الفنية ص
281 ـ 283.
[23] عبد الصبور عبد الغفار
مكاوي:المرجع السابق,ص 31.
[24] عبد القاهر الجرجاني:دلائل
الاعجاز,ص 317.
[25] النووي بن شرف الشافعي:منهاج
الطالبين وعمدة المتقين,تحقيق حمد طاهر شعبان,دار المنهاج,ط1, 2008 ,ص 93 ـ 94
[26] د. جابر عصفور:المرجع
السابق,ص 282 ـ 283.
[27] مقدمة ابن خلدون:ص 583.
[28] محمد بنيس:ظاهرة الشعر المعصر
في المغرب العربي,ص 100.
[29] المرجع نفسه .ص 100.
[30] طراد الكبيسي:كتاب المنزلات
,بغداد,دار النشر,دار الشؤون الثقافية,سنة 1992,ص 112 ـ 120.
[31] عبد الصبور عبد الغفار:المرجع
السابق.ص 40 ـ41 ـ 45.
[32] أحمد عبد المعطي حجازي:كائنات
مملكة الليل,بيروت,دار الآداب,1968م,ص49 57.
[33] أحمد عبد المعطي حجازي:دار العودة,بيروت,1982,ص
543.