لقد حاول عدد من الكُتاب العرب معالجة إشكالية النهضة متبنين في
ذلك مناهج متنوعة، ومركزين على جوانب متعددة و في
بداية هذا الفصل وجب علينا أن نتناول الإطار العام للنهضة وذلك من خلال تحديد
مفهوم النهضة
وذكر بعض المفاهيم والمصطلحات المرادفة لمفهوم النهضة وكذا السياق التاريخي لها
بصفة عامة.
كما سنقوم أيضا بإبراز أهم العوامل
السياسية والثقافية والاجتماعية التي ساهمت في قيام
النهضة في بلدان العالم العربي والنتائج التي أنجرت عنها من
وراء ذلك، بالإضافة إلى تبيين أهم الاتجاهات الفكرية العربية
التي ظهرت في عصر النهضة وساهمت في بلورتها. فما هو مفهوم النهضة؟
وفيما تكمن العوامل التي حفزت على قيامها؟ وما هي الاتجاهات الفكرية التي مثلتها؟
المبحث الأول: مدخل مفاهيمي
-1النهضة
لغة واصطلاحا
النهضة لغة Renaissance:
تعرف النهضة في قاموس "القاموس المحيط " لمجد الدين
الفيروز أبادي على النحو التالي: النهضة هي لفظ مشتق من الفعل نهض،
نهضا ونهوضا بمعنى قام والناهض الفرخ الطائر الذي وفر جناحاه وتهيأ
للطيران والنواهض المقصود بها عظام الإبل وشدادها.
ويقال أنهضه معناه أقامه و استنهضته لكذا أي أمرته بالنهوض
إليه، وتناهضوا في الحرب أي نهض
كل واحد إلى صاحبه.[1]
ومفهوم النهضة هنا يحمل معنى النهوض والقيام والتهيؤ لفعل شيء معين.
ويعرفها معجم " لسان العرب" لابن
المنظور على أنها: مشتقة من الفعل نهض، نهضا ونهوضا
ويقال انتهض القوم وتناهضوا أي نهضوا إلى القتال، ويقال أنهضته
معناه حركته واستنهضته لكذا أي أمرته
بالنهوض إليه، ويقال أيضا ناهضته أي قاومته، وناهضة الريح السحب أي ساقته وحملته[2]، أما معجم
"المصباح المنير" لأحمد بت علي القيومي فيعرف النهضة على أنها: مشتقة من
النهوض ويقال
نهض من مكانه ونهض نهضا أي ارتفع عنه، ويقال أيضا نهض إلى العدو أي أسرع إليه بالنهوض، ونهض إلى فلان نهضا ونهوضا أي تحرك إليه بالقيام، وأنهضته
بالأمر أي حملته إليه.[3]
ومن خلال التعريفات التي قدمناها للنهضة
نخلص إلى أن النهضة في معناها اللغوي تعني
النهوض أي القيام والحركة والارتفاع إلى
الأعلى لفعل شيء معين بعد السكون الذي دام طويلا.
1-1النهضة اصطلاحا:
جاء مفهوم النهضة الاصطلاحي
في "الموسوعة الفلسفية " لروزنتال يودين" على أنها: مصطلح يستخدم في تاريخ الفلسفة ليشير إلى المذاهب العامة والاجتماعية
والفلسفية التي ظهرت في أوروبا خلال فترة انهيار الإقطاع وقيام المجتمع البورجوازي الأول من القرن
العاشر حتى أوائل القرن السابع عشر ميلاديين، ونهوض ثقافة إنسانية في تلك الفترة واحياء التراث
الفلسفي للعصر القديم، بالإضافة إلى الاكتشافات العلمية الهامة التي مكنت الفلسفة التقدمية من التحرر
من اللاهوت وأدت إلى ظهور اتجاهات مناقضة لمدرسة الفلسفة السكولائية [4].
والنهضة في معناها الاصطلاحي
يقصد بها تلك المرحلة التي عرفت فيها دول العالم ظهور مجموعة من الاتجاهات التي
تهدف إلى التحرر من قيود وسيطرة كنيسة إلى ممارسة العلم بمختلف ميادينه لمسايرة كل ما هو جديد،
ونجد أيضا جاسم السلطان في كتابه "استراتيجية الإدراك للحراك" يعرف النهضة على
أنها: حركة فكرية عامة منتشرة في مختلف بلدان العالم، تتقدم باستمرار في فضاء القرن وتطرح الجديد دون قطيعة
مع التراث تمثل في كل الميادين من سياسة ودين الاقتصاد الاجتماع [5].
النهضة هي حركة فكرية ظهرت في العقود
الأخيرة من الزمن قادها مجموعة من العلماء
والمفكرون رغبة في اخراج العالم من
الجمود والتحجر الذي طغى على فكرهم يشكل كامل إلى قضاء العلم والتكنولوجيا لمواكبة تطورات العصر الراهنة مع المحافظة على
التراث - 2- بعض المفاهيم المرادفة
لمصطلح النهضة:
لقد حمل مصطلح النهضة
مجموعة من المرادفات التي كان يستعملها المفكرون للتعبير عن مشاريعهم النهضوية ومن بين تلك المرادفات نذكر على سبيل المثال:
-1التجديد Modernisme
:
التجديد هو من المرادفات
لمصطلح النهضة ونعني به الاحتفاظ بالقديم وترميم ما فسد منه وادخال التحسين عليه، والتجديد إنما يكون للشيء القديم، ولقد جاء في معنى
الحديث الشريف أن الله سبحانه وتعالى يبعث لأمته لكل مائة سنة من يجدد لها دينها[6]،
والتجديد بهذا يكون عن طريق إحياء للتراث القديم وتجديده مع الاحتفاظ بالخصوصيات التي تميزه والتي لا يمكن
تجديدها.
أو بمعنى آخر هو نزعة تأخذ بأساليب
جديدة في نواحي الحياة الفكرية والعملية على حد
سواء[7]
وهذا التجديد يشمل جميع المجالات منسياسة واجتماع، واقتصاد ودين، وأخلاق .......إلخ
-2التنوير Lumiéres
:
ظهر هذا المصطلح في القرنين السادس عشر
والسابع عشر تعبيرا عن الفكر الليبيرالي البورجوازي ذي النزعة الإنسانية العقلية، العلمية والتجريبية، كما يتضمن هذا
الفكر النزعة مادية واضحة بعد إقصاء اللاهوت واحلال الطبيعة والعقل بدلا من الفكر الخرافي الغيبي
في تفسير الظواهر الطبيعية ووضع القوانين العامة. ولقد شاع هذا المصطلح في أوساط المجتمعات
العربية خلال القرن التاسع عشر تحت مفهوم الحداثة نتيجة لقاء الحضارة العربية مع الحضارة
الأوروبية.[8]
والتنوير بمعناه العام هو نزعة فكرية
علمية تقوم بالاعتماد على العقل وتفعيله في دراسة الظواهر الإنسانية والطبيعية والقضاء على التفكير الخرافي والأسطوري الذي ساد
المجتمعات سواء كانت عربية أم غربية.
-3الحداثة Modernité
:
الحداثة هي من المصطلحات المرادفة
للنهضة ظهرت في أوروبا ثم انتقلت إلى بلدان العالم العربي وهي عبارة عن مذاهب فكرية وأدبية ظهرت مع بداية القرن التاسع عشر
ميلادي شملت الفنون الأدبية الثلاثة: الشعر والمسرحية والقصة.
في البداية كانت تطلق
الحداثة على شعر التفعلية إذ يرى الكثير من المؤرخون أن الحداثة العربية بدأت مع بداية شعر التفعيلية
ثم انتقلت إلى المسرحية والقصة[9]. أما الحداثة في حقل
الفلسفة ظهرت أيضا في أوروبا ثم انتقلت إلى المجتمع العربي.
فالحداثة بمعناها العام ليست إعادة بناء
ما هدم من المفاهيم الإسلامية واحياء الت ا رث الإسلامي العريق بل تعني التخلص من الماضي البائس وما احتواه من معتقدات
وأساطير والتوجه إلى الجديد الذي يتوافق مع الواقع المعاش وهنا نجد الحداثة ضد التجديد.
-4 التنمية Développement
وهي من المصطلحات القريبة لمصطلح النهضة
ففي كثير من الأحيان يتحدث الناس عن التنمية ولا يتحدثون عن النهضة، لأن التنمية تشكل جزئية من جزئيات النهضة.
فمن المنظور الأوروبي جاءت كلمة التنمية
مع حركة التعليم، وكانت تقتصر على الجانب
الاقتصادي ومؤشراته[10]، وهذه هي أهم المرادفات التي استعملها
المفكرين في مشاريعهم النهضوية لكي يعبروا بها عن النهضة العربية.
-3السياق
التاريخي للنهضة:
من المؤكد أن لأوروبا نهضة
سبقتنا، وأن النهوض العربي في بعض جوانبه قد تأثر إلى حد كبير بالنهضة الأوروبية وذلك عن طريق أفكارها الحديثة أو تطور أفكارها
القديمة التي وصلت إلينا.
-1-3النهضة الأوروبية:
يرى الكثير من الباحثين
والمفكرين بأن أول بوادر النهضة كانت في أوروبا وتحديدا في إيطاليا من بداية القرن الرابع عشر حتى أوائل القرن السادس عشر، وهو زمن بداية
تحطيم ما بنته العصور الوسطى أو بالأحرى بداية نشوء العلاقات الرأسمالية[11].
شهد هذا العصر تطورات وتحولات في ظروف الحياة الاجتماعية والتفافية والسياسية، وكذا الاقتصادية في
إيطاليا ثم انتشرت في أنحاء الدول الأوروبية الأخرى. ولم يقتصر هذا التقدم على الميدان المادي
والعلمي والتطبيقي فقط بل كانت تناقش أيضا الأفكار التي كانت الأساس في هذا التقدم، حيث بدأت حركتها
العلمية بمناقشات بين عامة العلماء الإيطاليين من مختلف البلاد وفتحت مؤتمرات علمية ثم انتشرت
أفكارها في جل البلدان
الأوروبية.[12]
خصائص النهضة الأوروبية:
لكل عصر من العصور ما يميزه
من الخصائص وعصر النهضة كذلك له ما يميزه من
الخصائص عن غيره من العصور السابقة
عليه، وتتمثل هذه الخصائص في:
أ-الناحية الثقافية:
تميزت بظهور تيارات ونظريات
فكرية جديدة مثل: روح الشك والنقد والبحث وراء الحقيقة، وكذا إحياء الدراسات اللاتينية والإغريقية، ولقد عمل هؤلاء العلماء على استرداد
الحقائق ما يرغبون فيه من مصادره الأصلية لهذا قد لجأوا إلى المخطوطات إما اللاتينية أو الإغريقية.[13]
ب-الناحية السياسية:
في هذا العصر أخد الفرد
يتحرر من العبودية تدريجيا بسبب التطورات التدريجية التي حدثت فقد اندثرت بعض النظريات السياسية التي كانت سائدة في العصور الوسطى، ومن
بين تلك النظريات النظرية القائلة بأن
الكنيسة لها الهيمنة على الحياة الروحية الدينية وظهرت نظريات جديدة تناسب العصر ومن بينها النظرية التي تأمن بأن للملك الحق في استخدام كافة
الوسائل التي يراها مناسبة لنمو ورقي الأمة.[14]
جاءت هذه النهضة للقضاء على سلطة
الكنيسة التي كانت تسيطر على الأمور الدينية والسياسية معا وأعطت الصلاحية للحاكم في تسيير شؤون الدولة.
ج-الناحية الاقتصادية:
أدى عصر النهضة الزاهر إلى
آثار اقتصادية كانت أساس السياسة العالمية السائدة في العالم بعد ذلك ونشطت التجارة العالمية لمنتوجات أوروبية وذلك في أعقاب الكشوفات
الجغرافية بعد أن كان الاقتصاد قائم على الاكتفاء الزراعي فقط أصبح فيما بعد اقتصادي وزراعي
تجاري متداخل.[15]
قضت النهضة على السياسة الاقتصادية التي
كانت قائمة ومتداولة في العصور الوسطى
وعوضتها بسياسة أخرى تقوم على الجمع بين
الأنشطة الثلاثة من زراعة وصناعة وتجارة وحققت عن طريقها مجموعة من الفوائد.
-2-3النهضة
العربية:
من الشائع لدى العلماء
والمفكرون أن النهضة الأوروبية من أهم العوامل الأساسية التي حركت مشاعر العرب والمسلمين ودفعتهم إلى محاولة إحداث نهضة في مجتمعهم لكي
يتقدم ويتطور مثلما تقدمت أوروبا. إن تاريخ النهضة العربية يبدأ من القرن التاسع عشر
ميلادي أي من بداية قيام الدولة الإسلامية ووضعها لنموذج الدولة ونمو جديد للحضارة البشرية، مرورا
ببداية هجوم العالم الغربي الكبير منذ القرن الحادي عشر على العالم الإسلامي أو ما يعرف بالحروب
الصليبية التي استمرت ثلاثة قرون و التي أدت إلى تفكيك العالم الإسلامي وسلب ممتلكاته وفرض
الهيمنة عليه[16]. بالإضافة إلى سقوط وانحلال الإمبراطورية العثمانية وبداية تحطيم أسسها
الاقتصادية والثقافية في عصر انتقلت فيه الرأسمالية الأوروبية إلى الإمبريالية.[17]
إن الجذور الأولى لبداية عصر النهضة
يبدأ من القرن التاسع عشر ويمتد حتى القرن العشرين ميلاديين. بعدما تعرضت البلدان العربية الإسلامية إلى سيطرة وهيمنة الاستعمار
الأوروبي الغاشم نبه العرب إلى التخلف الذي أصبحوا يعيشونه مقارنة بالتطورات العلمية التي
حظيت بها الدول الأوروبية ، لجأ مجموعة من المفكرون والفلاسفة إلى محاولة حل هذه المشكلة لكي
يتطوروا ويتقدموا مثلما تقدم غيرهم. ومن بين المفكرين الذين سعوا جاهدين إلى معالجة هذه المسألة
نذكر على سبيل المثال:
رفاعة
رافع الطهطاوي[18] 1874-1801و خير
الدين التونسي[19] 1879-1801وعلي
مبارك[20]
1894-1842 وغيرهم
من المفكرين الذين ساهموا بشكل كبير في بلورة فكر النهضة العربية.
المبحث الثاني: عوامل قيام النهضة في
العالم العربي
لقد تعرضت المجتمعات
العربية الإسلامية إلى انحطاطات شاملة في مختلف الميادين والمجالات (سياسية، ثقافية، اجتماعية، اقتصادية.) من
القرن الثالث عشر حتى القرن التاسع عشر ميلادين وهو زمن بداية النهضة العربية، هذه الأخيرة ظهرت نتيجة لوجود مجموعة
من العوامل لعل أهمها:
1-العوامل السياسية:
ساهمت هذه العوامل بشكل
كبير في يقظة العالم العربية، وتتمثل تلك الإسهامات في النقاط
التالية:
أ- توسع
الدولة العثمانية في الدول العربية الإسلامية حيث أخذت هذه الإمبراطورية لنفسها
مركز الطبقة المهيمنة والمسيطرة على المجتمعات العربية .نظرا
لامتلاكها لقوة الجيش الانكشاري.
ولقد بقيت الدول العربية تحت سيطرة
الدولة العثمانية حوالي أربعة قرون من الزمن، وعرفت
خلالها المجتمعات العربية تدهورا
وانحطاط شمل مختلف المجالات خاصة على الصعيد السياسي من خلال اعتمادها على الصلاحيات المطلقة للسلطان، هذا الأخير كان بمثابة
الخليفة الإسلامي المطلق الصلاحيات والذي يجب أن يطاع في كل ما يأمر به ويصدره من
قواعد وقوانين[21] . والشعوب العربية الضعيفة كانت المنفذ والمطيع لتلك القرارات التي تصدرها الإمبراطورية
العظمى كونها الموجه الرئيسي والمسير لشؤون الدول العربية.
ب- سقوط
الدولة العثمانية: يمثل القرن التاسع عشر ميلادي بداية انحطاط الدولة العثمانية
ولقد شهدت الدولة العثمانية آنذاك فساد طغى على كل الجوانب الحياتية، مما
أدى إلى ضعف قوة الجيش الانكشاري الذي كان مصدر قوتها وفساد الإدارة والجانب التعليمي، إذ تراجع
الإبداع الفلسفي وتوقف الاجتهاد الفقهي وانحطاط الأدب في جميع فروعه، بالإضافة إلى انحطاط
الزراعة وتقلص مساحاتها في جميع البلدان العربية، أما التجارة فأنعدم الشرط الأساسي
لازدهارها وهو سلامة شخصية التاجر وممتلكاته.[22]
و يعود سقوط الدولة العثمانية إلى توسع
أوروبا الجغرافي شرقا وغربا في البلاد العربية، وكذلك اكتشاف أمريكا كان له تأثير أكبر فقد أدى إلى تحول الذهب والفضة إلى
دول البحر المتوسط وهذا بدوره أدى إلى ارتفاع أسعار
وبالتالي اختل توازن المالية للدولة وازدادت الضرائب وتدهورت الزراعة والصناعة والتجارة[23].
ت- زيادة
تدخل الدول الأوروبية في شؤون الدول العربية: ان هذا التخلف الذي وقعت فيه
المجتمعات العربية سهل على الدول
الأوروبية زيادة التدخل في شؤونها بعد أن بدأت ضعيفة وهزيلة أمامها فكان لابد لها أن تخضع في أنظمتها لأوروبا. حيث أن الدول العربية فقدت كل ممتلكاتها فكان لا بد لها أن تستعين بالدول الغربية المتطورة لكي تسترجع
مكانتها، لكن أوروبا استغلت هذا الوضع لصالحها وحققت هدفها.
ث- الاحتلال
الأوروبي للدول العربية الإسلامية : بعدما ضعفت وهزلت الدول العربية فتحت
الأبواب أمام أوروبا لاستلاب ممتلكاتها
ونهب خيراتها كون الدول العربية عاجزة عن حماية تلك الممتلكات، هذا ما أدى إلى
توزع وانتشار الاستعمار الأوروبي في معظم
الدول العربية مثل: الغزو الفرنسي للجزائر 1830م، والغزو الإنجليزي لمصر ، 1882والغزو الإسرائيلي
لبلاد فلسطين وغيرها.
وبسبب هذا الاستعمار الأوروبي وما أحدثه
في العالم العربي من تخلف وتجزئة أدى إلى يقظة العالم العربي ورغبته في التحرر من سيطرت ذلك الاستعمار والاتجاه نحو
التقدم والتطور.
-2العوامل الثقافية:
أ- حملة
نابليون بونابرت 1821-1769على مصر سنة 1978 تعد هذه
الحملة من أهم الأسباب الفكرية التي ساعدت على يقظة العالم العربي ودفعته إلى السير نحو التقدم والازدهار عن طريق هذه الحملة اطلع العرب على منجزات أوروبا ومخترعاتها
الحديثة، حيث اصطحب نابليون معه طائفة من علماء فرنسا و نوابغها في مختلف الميادين
والاختصاصات (الرياضيات، الهندسة، الطب، الفلك، الميكانيكا...) بالإضافة إلى استحضاره لبعض
الرسامين والمصورين والموسيقيين والضباط والجنود وغيرهم .[24]وجلب معه أيضا مطبعتين أحدهما فرنسية وأخرى عربية وأنشأ دواوين وأقام مسرحا للتمثيل وأصدر كذلك مجموعة من الجرائد
والصحف.
وقام أيضا بإنشاء جمعية تحت اسم:
"الجمعية العلمية المصرية" سنة 1798 انظم
إلى هذه
الجمعية مجموعة من المفكرين الفرنسيين،
وصدر عن هذه الجمعية كتاب يحمل عنوان: "وصف مصر" 1809 ، وهو عبارة عن عدة مجلدات تضمنت أثار مصر
في المعارف والفنون، الصناعة، الزراعة، الهندسة، السياسة[25]... هذه الحملة كانت بمثابة الحافز
الذي دفع علماء ومفكري العالم العربي إلى ضرورة النهوض والالتحاق بالركب الحضاري الأوروبي.
ب-إصلاحات محمد علي باشا(1849-1769) لقد أسهم محمد علي في النهضة العلمية التي ألقاها الفرنسيون في مصر بشكل كبير، وكانت إسهاماته واضحة من خلال
البعثات العلمية، حيث أرسل أول بعثه إلى إيطاليا 1813ثم توجهت أنظاره إلى
فرنسا وبريطانيا نحو ثلاثمائة وتسعة عشر طالبا وعلى أ رسهم رفاعة رافع الطهطاوي 1873-1801وكانت هذه البعثات
العلمية من أهم العوامل الفكرية التي ساعدت المفكرين والفلاسفة على الانفتاح على
الحضارة الغربية.[26]
بالإضافة إلى البعثات التي قام بها أنشأ
دار الألسن والإدارة والحقوق ومدرسة دار العلوم
و أنشأ أيضا دار الكتب وعدد من المتاحف
بالإضافة إلى اهتمامه الكبير بالتاريخ، الأدب والترجمة وهذا كله من أجل ترقية العقول العربية واخ ا رجها من التحجر
والتقوقع ودفعها إلى البحث والاجتهاد لتحقيق التطور.
أنشأت أيضا في عهد محمد علي مدرسة للطب 1827ومدرسة للفنون والصنائع سنة 1839 و مدرسة للصيدلة، وتأسست مجموعة من الجمعيات مثل:
- الجمعية الشرقية التي سميت فيما بعد
بجمعية مصر.
- الجمعية الجغرافية الخديوية سنة 1875 بمصر.
- جمعية بيروت السرية عام 1875على يد بعض طلاب الكلية الأمريكية السورية.
ظهور مجموعة من الجرائد والمجلات خاصة
في مجال الأدب العربي، حيث ألفوا الأدباء الكثير من الروايات التاريخية والأخلاقية نقلوها من اللغات الأجنبية ونشروها
في الجرائد والمجلات.
برز أيضا العناية بالتمثيل بعد أن كان
شائعا في الدول الأوروبية وأنشأت مسارح في بيروت
والقاهرة.[27]
ظهرت أيضا مجموعة من الجمعيات اهتمت
بترجمة الكتب الأجنبية إلى اللغة العربية نذكر على سبيل المثال:
- أنشأت أول جمعية طبية في القاهرة سنة 1887.
- جمعية الفنون الطبية في دمشق.
هذه الجمعيات اقتصرت على الجانب الطبي .
إذن هذه هي أهم
العوامل الثقافية التي ساهمت في بلورة فكر النهضة العربية.[28]
-3العوامل الاجتماعية:
وهي الأخرى ساهمت في بلورة
فكر النهضة العربية، وتتمثل إسهاماتها في النقاط التالية:
أ- ظهور الطبقات الاجتماعية في البلدان العربية خاصة مصر، سوريا ولبنان.
نتيجة لفتوحات الدول العثمانية الواسعة في أوروبا، آسيا وافريقيا ودخلت في حوزتها
شعوب تدين بأديان مختلفة وهذا ما جعل سكانها حسب الفقهاء ينقسمون إلى فئتين:
- المسلمون: كانوا الفئة المسيطرة سياسيا
وذلك لتمتعهم بحقوق المواطنة وواجباتهم الكاملة كونهم يشكلون الغالبية العظمى من السكان.
- أهل الذمة: فكان فئة قليلة من سكان،
ومنحوا الحق في تطبيق شرائعهم الدينية في أمورهم
الخاصة وأحوالهم الشخصية.
وقد انقسموا المسلمون إلى فئات وهي:
السنة، الشيعة، الدروز، النصيرية. وأهل الذمة انقسموا إلى:
اليهود والنصارى والصابئة. وانقسم
المجتمع العربي بدوره إلى ثلاثة طبقات وهي: طبقة المزارعين وطبقة الفلاحين وطبقة
التجار.
طبقة المزارعين كانوا يمثلون غالبية
السكان وانقسموا إلى فئتين هما:
الإقطاعيين: هم من القادة العسكريين
والزعماء المحليين وشيوخ القبائل.
أما الفلاحين: فكانوا تحت سيطرة
الإقطاعيين.
أما التجار: كانوا يتمتعون بثروة كبيرة
والى هذه الطبقة ينتمي علماء الدين.[29]
وكنتيجة لهذا التقسيم الطبقي الذي ظهر
في المجتمعات العربية نتيجة للغزو الأوروبي لبلادهم دفعهم إلى البحث عن الحلول التي عن طريقها يتحررون من سلطة الغرب
ويسيروا نحو التقدم.
ب-تعليم المرأة : كانت المرأة
قبل القرن التاسع عشر جاهلة ومتحجبة لا
تعرف شيئا من وراء دارها، ضيقة العقل محصورة الأفق[30]. كان
هدفها الوحيد هو الاهتمام بشؤون أسرتها.
وتعتبر حملة نابليون بونابرت على مصر
العامل الأساسي الذي ساعد على التعريف بوضع المرأة في الدول الأوروبية وما وصلت إليه من حرية واستقلال بفضل التعليم[31].
هذه الحملة دفعت
مجموعة من المفكرين والفلاسفة إلى محاولة تقليد الغرب فيما يخص تعليم المرأة لكي يحقق التطور في بلادهم مثلما حدث في الدول الغربية، ومن بين
المفكرين الذين دافعوا على المرأة بضرورة تعليمها ومنحها كل حقوقها وواجباتها التي تستحقها، نجد
"رفعة رافع الطهطاوي" هذا الأخير عندما اتجه إلى فرنسا لاحظ الحرية التي تتمتع بها النساء
الأجنبيات وعند عودته إلى بلاده طالب بضرورة تعليم المرأة العربية وهذا ما أكده في كتابه تحت عنوان:
"تخليص الابريز في تلخيص باريس" وكتاب آخر بعنوان
"المرشد الأمين للبنات والبنين" سنة
1872 ويناصره في هذا الرأي حول تعليم المرأة المفكر المصري
المعروف قاسم أمين( [32](1906-1862هذا
الأخير دعا إلى ضرورة تحرير المرأة من الجمود والتحجر الذي طغى على عقلها ودفعها إلى العلم
والاجتهاد ويظهر هذا من خلال تأليفه للكتاب الذي اشترك فيه مع محمد عبده بعنوان
"تحرير المرأة" سنة 1897.
أما في المغرب العربي فقد ظهر في هذا
المجال محمد بن مصطفى بن خوجة (1917-1865) الذي ألف كتابين حول المرأة، الأول بعنوان: "الاكتراث في حقوق
الإناث" سنة 1859، والثاني بعنوان: اللباب في أحكام الزينة ولباس الاحتجاب" سنة 1907.[33]
وهذه هي أهم العوامل السياسية والثقافية
والاجتماعية التي ساهمت في توعية الشعوب العربية ودفعهم إلى النهوض من سباتهم العميق والالتحاق بالتطور والازدهار
الحاصل في المجتمعات الأوروبية.
المبحث
الثالث: اتجاهات النهضة العربية
شهد العالم العربي الإسلامي
إبان القرن الثامن عشر ميلادي أنواعا شتى من التدهور و الانحطاط المتمثل في انتشار البدع والخرافات بالإضافة إلى ضعف وفساد الحكومات،
تلك الأوضاع المزرية التي عاشها المجتمع العربي آنذاك دفع إلى ظهور مجموعة من الاتجاهات
الإصلاحية تزعمها فلاسفة ومفكرون محاولين إصلاح تلك الأوضاع، وتتمثل تلك الإتجاهات
الفكرية في ما يلي:
-1اتجاه الإصلاح الديني:
يمكننا تقسيم الاتجاه الإصلاحي إلى
قسمين:
1-1الحركات الإصلاحية الدينية
السلفية:
تضمنت هذه الحركة مجموعة من
الحركات الإصلاحية، نذكر على سبيل الحصر:
-1الحركة الوهابية:
جاءت هذه الحركة الإصلاحية
كرد فعل على مفاسد المجتمع العربي في العصور الحديثة، وتنسب إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب( (1791-1703نادت هذه
الحركة بمجموعة المبادئ لعل أهمها:
أ- العودة
بالإسلام إلى صفائه الأول، بالاعتماد على الكتاب والسنة النبوية.
ب-التوحيد وهو على
نوعان: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، بمعنى أن الله هو الذي يستحق العبادة لا غيره وهو الذي يغفر الذنب ويقبل التوبة و لا يعلم الغيب سواه.[34]
ت-إنكار تأويل في القرآن
الكريم وتكفير كل من يقوم بهذا الفعل استنادا إلى قوله جل وعلا: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾ -الآية 07 من سورة آل عمران- ومن يفعل هذا يقع في الخطأ والجهل الذي يعود عليه وعلى غيره بالضرر.
ث-فتح باب الاجتهاد الذي
يساعد على تحرير العقول من التقليد.
ج- الدعوة إلى التقشف في العيش[35].
يعني التفرغ فقط لعبادة الله وحده لا شريك له واجتناب
الأعمال الأخرى.
-2الحركة الشوكانية:
جاءت هذه الحركة كرد فعل
على الحركة الوهابية، وتنسب إلى الشيخ محمد بن علي الشوكاني (1834-1760 ) في اليمن، تقوم هي الأخرى على جملة من المبادئ وهي على النحو التالي:
أ- الاعتماد
على القرآن والسنة في الأحكام الدينية وما دون ذلك فهو عرضة للخطأ والنقد.
ب-تنقية الدين الإسلامي
من البدع والخرافات التي طغت عليه معتمدا في ذلك على التوحيد
ج- رفض
التقليد وفتح باب الاجتهاد[36]
وهي الفكرة التي اشترك فيها كل مفكري وفلاسفة العصر الحديث.
د- جمع
الأحاديث الصحيحة في كتابه: "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد
معظم الأخبار" واعتمد على هذه الأحاديث في آرائه.
ه-الإصلاح الاجتماعي:
ويبدوا هذا جليا في كتابه "السيل الجرار" الذي ركز فيه على ضرورة عمل المرأة لمساعدة أسرتها.[37]
-3الحركة السنوسية:
يعتبر محمد بن علي
السنوسي( 1760-1787)[38]
مؤسس هذه الحركة الإصلاحية، نادى مثل غيره من المفكرين بمجموعة من المبادئ التي يمكننا بفضلها التخلص من
الفساد وهي على النحو التالي:
أ- العودة بالإسلام
إلى صفائه ونقائه الأول.
ب-اعتبار الكتاب والسنة مصدري الشريعة
الإسلامية.
ج- رفض التقليد وفتح باب الاجتهاد.
د- تنقية الدين الإسلامي مما علق عليه
من بدع وخرافات.
ه- الإيمان بفكرة المهدي المنتظر[39].
وهذه الفكرة تميزت بها الحركة السنوسية عن غيرها من
الحركات الإصلاحية التي سبقها.
إن هذه الحركات الإصلاحية التي ذكرناها
والتي لم نذكرها مثل الحركة الألوسية التي قامت في العراق على يد شهاب الدين محمود الألوسي(. [40](1854-1802 وحركة
أحمد خان (1817-1898)[41]
في الهند وغيرها من الحركات ساهمت بشكل
كبير في تشكيل الحركات الإصلاحية التجديدية التي جاءت بعدها إلى العالم العربي.
1-2الحركة الإصلاحية التجديدية:
يعتبر السيد جمال الدين
الأفغاني( 1897-1839)[42]
رائد لهذه الحركة الإصلاحية التجديدية في العصر الحديث ومن بين المفكرين الذين بنو مشاريعهم الإصلاحية على
أساس التوفيق بين الأصالة والمعاصرة .
نادى الأفغاني في حركة
الإصلاحية بمجموعة من المبادئ المتمثلة في النقاط التالية:
أ- إن السبب الرئيسي في تدهور الحضارة الإسلامية وضياع مجد المسلمين
راجع إلى ترك حكمة الدين، لأن الدين في نظره من أهم العوامل المساعدة على تقدم
المجتمعات العربية.
ب-تحرير الفكر من قيد
التقليد وفتح باب الاجتهاد لأن تحجر العقول وجمودها هو السبب
الرئيسي للتخلف، وهنا نجد الأفغاني يتفق
مع ما ذهبت إليه الحركات الإصلاحية السابقة.
ت-التوفيق بين الدين
والعلم، إذ يعتقد الأفغاني أنه لا يوجد أي خلاف بين ما هو موجود في
القرآن الكريم والحقائق العلمية، واذ
وجد خلل فهذا راجع إلى العجز في تفسير الآيات القرآنية، واقترح الحل لهذا المشكل وهو الاعتماد على التأويل[43].
ث_دعا الأفغاني إلى
ضرورة الوحدة بين المسلمين، ويظهر هذا جليا في مجلة العروة الوثقى التي أنشأها مع تلميذه محمد عبده.
ج_ اهتم الأفغاني بالكفاح ضد
الديكتاتورية الداخلية والاستعمار الأوروبي واعتبرهما من أولى الوظائف التي يجب التركيز عليها [44].وبسبب تخلف العرب هو طغيان
هاذين العنصرين على الأمة العربية.
ح_ضرورة إطلاع المسلمين
على التيارات الفكرية الغربية وذلك بقبول ما يتفق مع الشريعة
الإسلامية وترك ما يتعارض معها بحجج
عقلية وبراهين منطقية. ولقد ألف كتابا في هذا الشأن يحمل عنوان "الرد على الطبعين" بالفارسية ثم نقله تلميذه محمد
عبده إلى العربية تحت عنوان "الرد على الدهريين".
خ-دعا الأفغاني إلى
ضرورة توحيد الفرق الإسلامية، وأنكر انقسام المسلمين إلى السنة والشيعة وسعى إلى إزالة هذا الخلاف[45]
لأن ذلك الانقسام يؤدي بدوره إلى تشتيت الدين.
د-كان الأفغاني يقول بالثورة السياسية لتحقيق التقدم في الدول العربية،
لهذا السبب جاء أغلب نشاطه سريا. [46]وهذا السبب هو الذي جعله يختلف مع تلميذه محمد عبده، هذا الأخير اعتمد
على التربية والتعليم كأساس للتقدم الأمة.
وفي الأخير ما يمكننا أن نخلص إليه هو
أن جمال الدين الأفغاني كان مصلحا دينيا وزعيما
سياسيا، فمن الناحية الدينية أدى مهمة
الإصلاح والتجديد مثل التي أداها مارتن لوثر[47]
في ألمانيا، ومن الناحية السياسية فقد استنهض
الهمم واستثار في النفوس روح العزة والكرامة والتطلع إلى الحرية وغرس بذور الحركات الوطنية في
مختلف البلاد الشرقية.[48]لقد قام
الأفغاني في مشروعه الإصلاحي على
التوفيق بين العلم والدين وركز على السياسة واعتبرها الأساس الذي يبنى عليه تقدم العالم العربي، وبعد وفاته خلفه تلاميذه لمواصلة
عمله أشهرهم: محمد عبده و سعد زغلول( [49](1927-1859و لطفي
السيد( 1963-1872)[50]
وغيرهم من المفكرين الذين لعبوا دورا هاما في نهضة العالم العربي.
2-الاتجاه العلماني:
ظهر الاتجاه العلماني كرد فعل على اتجاه الإصلاح الديني. سعى أنصاره
إلى محاولة تطوير المجمعات العربية عن طريق تطبيق المدنية الحديثة في أوروبا على المجمعات
العربية لكي تتطور وتتقدم مثلها تحت شعار فصل الدين عن الدولة. زمن دعاة هذا الاتجاه نذكر على سبيل
المثال:
1-2- شبلي الشميل:
كان ينتمي شبلي الشميل( (1917-1850إلى الحركة التي ظهرت في القرن التاسع عشر
ميلادي والتي كانت تمجد العلم وتعتبره
أكثر من مجرد طريقة لاكتشاف النظام في الأشياء، بل نوعا من العبادة.
أما العلم حسب الشميل فهو يعني النظام
الميتافيزيقي الذي بناه هكسلي(1975-1887( "وهربرت سبنسر"
في انجلترا و "هيجل" و "بوخنرهانز" 1875-1820(في ألمانيا على نظريات " تشارلز داروين"
يعتبر شبلي الشميل أول من أدخل مذهب
داروين في النشوء والارتقاء إلى العالم العربي عن
طريق الترجمات والمقالات التي كان
يكتبها في مجلة "المقتطف". نادى شبلي شميل مثل غيره من المفكرين والفلاسفة بمجموعة من المبادئ أهمها:
أ- يرى شبلي
شميل أن العلم هو أكثر من وسيلة لاكتشاف القوانين التي تسير الأشياء، بل هو مفتاح أسرار العالم وطريقة العبادة.
ب-دعا الشميل إلى ضرورة تعميم العلوم عن طريق التعليم ونشره على نطاق
واسع، وهاجم
المناهج الدراسية التي كانت موجودة في
عصره خاصة المتعلقة بالدين.
ت-نادى الشميل بهدم
مدرسة الحقوق المصرية واستبدالها بمدارس علمية للكيمياء والطبيعيات بالإضافة إلى الميكانيكا والرياضيات ودعا إلى ضرورة تدريس العلوم
الطبيعية في المدارس الابتدائية ذلك حتى يستطيع التلميذ أن يفهم الواقع الذي يعيش فيه[51].
ث-ضرورة فصل الدين عن
العلم، لأن الدين هو عنصر التفرقة لا بحد ذاته بل لأن رؤساء الدين ينشرون الشقاق بين الناس.
ج- إن الأمم
تقوى بمقدار ما يضعف الدين، فكلما انصرف الدين عن تدخله في الشؤون السياسية للدولة كلما تطورت وتقدمت.
ح- إن الحكم
الديني يرفع بعض الناس فوق سواهم ويستخدم السلطة لمنع نمو العقل البشري نموا صحيحا، أما الحكم الإستبدادي فينكر حقوق الأفراد، فكلاهما يشجع العقل على البقاء في حالة جمود وبالتالي يعرقلان ذلك التقدم الذي هو قانون الكون.
خ- يرى شبلي
الشميل أن أوروبا لم تتقدم إلا عندما حطم مارتن لوتر والثورة الفرنسية سلطة
"أكليروس"[52]
على المجتمع وهذا يصح أيضا على المجتمعات العربية[53].إن
الدول الأوروبية متقدمة حسب شيلي الشميل بسبب اعتمادها الكلي على العلم والتطورات
الحديثة وتخليها عن الدين، لأن هذا الأخير حسبهم يشكل عائق أمام التقدم لذا يجب إبعاده عن السياسة.
إن السبيل الوحيد لإخراج العالم العربي
من دائرة التخلف هو فصل الدين عن العلم والدولة بحكم أن الدين إذا أدخل على شيء أفسده.
-2-2فرح أنطون:
اتفق فرح أنطون[54] مع
شبلي الشميل في الوسيلة التي عند طريقها يتحقق تطور الأمة العربية، وكان أنطون من المتأثرين بالفكر الفرنسي الملحد الذي
كان يقوده أرنست رينان[55]
ورأى في العلم الأساس الذي يبنى عليه تقدم الفرد والمجتمع باعتبار أن الدين عاجز عن تحقيق هذا
التطور. نادى أنطوان مثل غيره بمجموعة من المبادئ لعل أهمها:
- ضرورة فصل الدين عن الدولة، إن فصل
الدين عن الدولة يطلق الفكر الإنساني من كل قيد خدمة لمستقبل الأمة، إذ يرى بأن الدين هو أكبر عائق أمام التقدم لذا
يجب ازالته والتخلص منه وتعويضه بالعلم.
أ- تحقيق
المساواة بين أفراد الأمة الواحدة بغض النظر عن مذاهبهم ومعتقداتهم.
ب-تفعيل دور العقل في
شؤون الحياة، وهنا نجده يتفق مع محمد عبده وجمال الدين الأفغاني.
ج- عدم تركز
السلطة السياسية في قبضة رجال الدين، لأن في ذلك خطر على الدين والدولة والمجتمع، بحكم أن رجال الدين إذا منحت لهم تلك السلطة يعودون بالضرر
على الأمة، لأن القرارات التي يصدرونها تكون في الغالب عائق التقدم.
د- إن
السلطات الدينية تشرع للأخيرة في حين السلطات السياسية تشرع لهذا العالم لهذا كان
من شأنهما أن تتعارضا بسبب اختلاف الأهداف التي يسعون لتحقيقها.
ه-إن الحكومات الدينية تؤدي إلى الحرب، فبما أن الدين حق وواحد فإن
المصالح الدينية
مختلفة تتعارض أبدا بعضها مع البعض ولما
كان الولاء الديني قويا بين الجماهير فمن الممكن دائماً أن يثير المشاعر[56] .لذا
يجب استبدال الحكومات الدينية بالحكومات السياسية حتى يعم الأمن والاستقرار في الدول، وهذه هي أهم الأفكار التي نادى بها أنصار الاتجاه
العلماني واعتبروها الحل الوحيد للتقدم الدول العربية.
-3الاتجاه القومي:
ظهر هذا الاتجاه في النصف
الثاني من القرن التاسع عشر ميلادي، قاده علماء ومفكرين سعوا مثل
غيرهم من المفكرين إلى محاولة تحقيق النهضة في المجتمعات العربية، لكنهم اختلفوا
في الوسيلة التي عن طريقها يتحقق هذا التقدم، ومن دعاة هذا اتجاه نذكر
على سبيل الحصر:
-1-3نجيب العازوري:
يعد نجيب العازوري( [57](1916-1881من
المفكرين الذين نادوا بفكرة القومية العربية التي عن طريقها تتطور الأمة، قام العازوري بإنشاء عصبة الوطن العربي بباريس
بهدف تحرير الولايات العربية من الحكم التركي والثورة عليه، بالإضافة إلى نشره لكتاب تحت
عنوان "يقظة الأمة العربية" سنة 1905م وقد تجلت معظم آرائه في
هذا الكتاب وهي على النحو التالي:
أ- دعا
العازوري إلى ضرورة فصل الولايات العربية عن الدولة العثمانية وأن تكون الحجاز مقر
للخلافة العثمانية وأن تكون أيضا الشام والع ا رق دولة عربية موحدة.
ب-توحيد الكنائس الكاثوليكية
تحت اسم الكنيسة الكاثوليكية العربية.[58] مادام الدين واحد
واللغة واحد فيجب الجمع بين تلك الكنائس حتى لا تحدث التفرقة في الدين.
ج- إن الأمة
العربية واحدة تضم المسلمين والمسيحيين معاً.
د-إن المشاكل الدينية هي مشاكل سياسية بالأصل تصطنعها القوى الخارجية
لمصلحتها
الشخصية.[59]
هذا يعني أن جميع المشاكل الدينية
المنتشرة في أوساط المجمعات العربية سببها الرئيسي هو
السياسة، هذه الأخيرة اصطنعتها الدول
الغربية لكي تقوم بتشويه الدين الإسلامي.
د-حدود الأمة العربية هي جميع البلدان
الناطقة بالضاد في آسيا باستثناء مصر وشمال إفريقيا لأن مصر حسب رأيه لم تكن عربية بالكامل وان الوطنية التي دعا إليها مصطفى
كمال خطيب[60]
كاذبة.
د- يجب على
الأمة العربية أن تستقل عن الأتراك، لأن الأتراك حسبه هم الذين سببوا الخراب والتخلف للعرب، ولولاهم لما كان العرب اليوم متقدمون لأنهم متفوقون
على الأتراك في كل شيء.[61]
ه-يعتبر العازوري روسيا
هي الخطر الأكبر على العرب بالإضافة إلى التوسع الألماني في آسيا الصغرى وبناء على هذا لم يبقى الأمل إلا في انجلترا و فرنسا.
و- يجب على
العرب والأكراد والآرمن أن ينفصلوا عن الإمبراطورية العثمانية حتى تتقوض
أركانها. هؤلاء الثلاثة يمثلون مصدر قوة
الامبراطورية العثمانية وبانفصالهم عنها سوف تنهار تلك الإمبراطورية وتتحطم
وبالتالي تتقدم الدول العربية.
ز- يرى
العازوري أن الدولة العربية يجب أن تكون: دولة دستورية ليبرالية يرأسها سلطان عربي مسلم يحترم استقلال لبنان ونجد
اليمن.
ح- يقوم العازوري بتحذير من مطامع القوميين اليهود في العودة إلى
فلسطين، ويرى أن المكتوب لهذين الحركتين (يقظة الأمة العربية، سعي اليهود الخفي لإعادة ملك
إسرائيل القديم) أن تتصارعا باستمرار حتى تتغلب الواحدة على الأخرى ونتيجة لهذا الصراع يتوقف مصير العالم
الأجمع.
ط- يرى
العازوري أن إنشاء المستعمرات والمصاريف اليهودية يؤدي إلى تقوية القومية العربية بفضل مصالح أقطاب المال في العالم.[62]
2-3-قسطنطين زريق:
يعتبر قسطنطين رزيق( [63](2000-1909من دعاة الاتجاه
القومي في العصر الحديث الذين نادوا بضرورة إحداث النهضة في المجتمعات العربية، وقام بنشر بحث حول الوعي
القومي يشرح فيه المبادئ التي ينبغي تتبعها لإحداث نهضة عربية.
تتمثل المبادئ التي
نادى بها قسطنطين في النقاط التالية:
أ- إن
المشكلة الأساسية حسب قسطنطين زريق في تخلف المجتمعات العربية يعود إلى عدم امتلاك الأمة العربية للعقيدة. (العقيدة المقصودة هنا هي عقيدة
القومية).
ب-بدون عقيدة لا يمكن أن
تخضع رغباتنا وشهواتنا الفردية لمؤسسة قائمة على مبدأ لأن العقيدة هي الموجه الوحيد لتلك الرغبات و الميولات وفي غيابها لا يمكن أن
توجد.
ج- إن
العقيدة التي تمثلها القومية يجب أن تستوحى من الدين الإسلامي[64]،
وتكون منطبقة مع قواعده وأحكامه.
د- يرى
قسطنطين زريق أن القومية هي العقيدة التي نفتقر إليها، إذ أنها تولد الشعور
بالمسؤولية المشتركة والإرادة في خلق المجتمع والمحافظة عليه.
إن هذه القومية تلعب دورا
كبيرا في خلق فرد صالح لبناء مجمع متطور وتشعره بتحمل المسؤولية اتجاه مجتمعه ووطنه، وبالتالي يساهم في تنمية وتطويره بشتى الوسائل
والطرق.
ج- ميز
قسطنطين بين الروح الدينية والعصبية الطائفية وقال بأن هذا التميز الذي وضعه يقوم على حقيقتين وهما:
أ- أن جميع الأديان تقوم على جوهر واحد
وهو في متناول جميع البشر.
ب-إن مبادئ الدين الخلفية هي المبادئ
المطلوبة لبناء مجتمع متطور ومزدهر، إن مبادئ الدين الخلفية هي الكفيلة بتحقيق التطور والتقدم داخل المجتمعات العربية[65].
ح- لكي يتقدم
العرب عليهم أن يقتبسوا من المؤسسات التي تميز بها الغرب لكن هذا الاقتباس يجب أن لا يتجاوز الحدود التي نصت عليها الشريعة الإسلامية[66].
إذن لقد ساهمت هذه الاتجاهات الثلاثة (اتجاه
الإصلاح الديني، الاتجاه العلماني، الاتجاه القومي) بشكل كبير في نهضة المجتمعات العربية عن طريق المشاريع التي تقدموا
بها، على الرغم من اختلافهم في الوسيلة إلا أن هدفهم كان واحدا.
4- السيرة الذاتية لسلامة موسى:
هو مفكر مصري كبير، وأحد أهم
المؤثِّرين في الفكر العربي والمصري في القرن العشرين، ويَعُده الكثيرون أول مَن
دعا للاشتراكية في الوطن العربي.
وُلد «سلامة موسى» في 04 جانفي من عام 1887 م في قرية بهنباي التي
تبعد عن مدينة الزقازيق بحوالي 07 كيلومترات لأب مسيحي يعمل موظفا بالحكومة
المصرية، والتحق بالمدرسة الابتدائية القبطية بعد وفاة والديه ، ثم انتقل بعدها
إلى القاهرة ليلتحق بالمدرسة التوفيقية، ثم المدرسة الخديوية، وحصل على شهادة البكالوريا
عام 1903 م.
وبسبب مشاكل عائلية حصلت له قرر
السفر الى اوروبا و أتاحت له فترة الإقامة في فرنسا بين سنوات (1906–1909م)
التعرُّف على رموز الفكر والفلسفة في أوروبا، فاطَّلع على أعمال «ماركس»
و«فولتير»، وتأثَّر تأثرًا كبيرًا ﺑ «نظرية التطور» أو «النشوء والارتقاء» وبصاحبها «تشارلز داروين»، كما اطَّلع خلال سفره
على آخِر ما توصَّلت إليه علوم المصريات، ثم انتقل إلى إنجلترا لدراسة القانون.
انضمَّ إلى جمعية العقليين والجمعية الفابية
الاشتراكية، وفيها تعرَّف على المفكر الكبير «جورج برنارد شو».
عاد إلى مصر عام 1910 م، وأصدر
كتابه «مقدمة السوبرمان» الذي كان أول نافذة يتعرَّف من خلالها المجتمعُ الثقافي
المصري عليه، ثم كان كتاب «نشوء فكرة الله» الذي نقل فيه أفكار الكاتب الإنجليزي
«جرانت ألين» ونقْدَه للفكر الديني.
ﻟ «سلامة موسى» أكثر من أربعين
كتابًا، من أهمها: «أحاديث الشباب»، و«أحلام الفلاسفة»، و«الإنسان قمة التطور»،
و«الاشتراكية»، و«المرأة ليست لعبة»، و«حرية الفكر وأبطالها في التاريخ»، و«غاندي
والحركة الهندية»، و«مصر أصل الحضارة»، و«نظرية التطور وأصل الإنسان»، و«هؤلاء
علَّموني» وكتاب « ما هي النهضة» الذي نحن بصدد دراسة
اشكاليته في هذه المذكرة .
تُوفِّي
«سلامة موسى» في القاهرة عام 1958 م.
مؤلفاته:[67]
|
الكتاب |
سنة الاصدار |
الكتاب |
سنة الاصدار |
|
مقدمة السبرمان |
1910 |
حياتنا بعد الخمسين |
1944 |
|
الاشتراكية |
1913 |
البلاغة العصرية واللغة العربية |
1945 |
|
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء |
1924 |
التثقيف الذاتي |
1946 |
|
الحب في التاريخ |
1925 |
تربية سلامة موسى |
1947 |
|
أحلام الفلاسفة |
1926 |
عقلي وعقلك |
1947 |
|
أسرار النفس |
1927 |
فن الحب والحياة |
1947 |
|
حرية الفكر وأبطالها في التاريخ |
1927 |
مصر أصل الحضارة |
1947 |
|
العقل الباطن أو مكنونات النفس |
1928 |
محاولات |
1953 |
|
نظرية التطور وأصل الإنسان |
1928 |
هؤلاء علموني |
1953 |
|
اليوم والغد |
1929 |
كتاب الثورات |
1954 |
|
السيكولوجية في حياتنا اليومية |
1934 |
الأدب للشعب |
1956 |
|
غاندي والحركة الهندية |
1934 |
الأدب والحياة |
1956 |
|
ما هي
النهضة |
1935 |
دراسات سيكولوجية |
1956 |
|
النهضة الأوروبية |
1935 |
المرأة ليست لعبة الرجل |
1956 |
|
الشخصية الناجعة |
1943 |
المرأة ليست لعبة الرجل |
1957 |
[1] مجد الدين الفيروز
أبادي، القاموس المحيط، تحقيق أنس محمد الشامي وزكريا جابر أحمد، دار الحديث،
القاهرة،2008، ص 1658.
[2] إبن المنظور، لسان
العرب، دار الأبحاث، الجزائر، ط 1،ج14 ،2008 ، ص 295.
[3] أحمد بن علي
القيومي، المصباح المنير، تحقيق يحي مراد، مؤسسة المختار للتوزيع والنشر،القاهرة، ط1،2008، ص20.
[4] روزنتال يودين،
موسوعة فلسفية، ترجمة يوسف كرم، دار الطليعة، بيروت، ط1 ،ص525.
[5] جاسم السلطان، استراتيجية
الادراك للحراك من الصحوة إلى اليقظة، أم القرى، ط4، 2010، ص17.
[6] محمد حمدي زقزوق،
موسوعة إسلامية عامة، المطابع التجارية، القاهرة، ، 2003ص336.
[7] إبراهيم مدكور،
المعجم الفلسفي، الهيئة العامة للمطابع الأميرية، القاهرة، ،1983ص38
[8] محمد حمدي زقزوق،
موسوعة إسلامية عامة، نفس المرجع السابق، ص 426 .
[9] محمد حمدي زقزوق،
موسوعة إسلامية عامة، المطابع التجارية، القاهرة، ،2003،ص508.
[10] جاسم السلطان، استراتيجية
الإدراك للحراك من الصحوة إلى اليقظة، نفس المرجع السابق، ص 19-20.
[11] أحمد البرقاوي،
محاولة في قراءة عصر النهضة، الأهالي للطباعة والنشر، دمشق، ط 2،1999 ،ص21.
[12] عمر عبد العزيز عمر،
تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر 1919-1875دار
المعرفة الجامعية، القاهرة، 2000ص133
[13] عبد العزيز سليمان،
تاريخ أوروبا الحديث من عصر النهضة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، دار الفكر
العربي، بيروت، 1999، ص 09.
[14] عبد العزيز سليمان،
تاريخ أوروبا الحديث من عصر النهضة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، المرجع
السابق، ص 10.
[15] المرجع السابق ، ص
11.
[16] جاسم السلطان، استراتيجية
الإدراك للحراك من الصحوة إلى اليقظة، المرجع السابق، ص 22.
[17] أحمد البرقاوي،
محاولة في قراءة عصر النهضة، نفس المرجع السابق، ص 21.
[18] رفاعة رافع الطهطاوي 1873-1801نشأ في طهطاودرس في الأزهر، أنتدب إماما في 1826م للمبعوثين المصريين في باريس فتأثر بما شاهد فيها عمل مترجما مديرا لمدرسة اللغات و محررا في جريدة
الوقائع المصري.
[19] خير الدين التونسي
سياسي وداعية تونسي ولد 1979-1810بيع عبدا في أسواق أستانة وأهدي إلى باي تونس، تم أصبح وزيرا
ورئيسا للوزراء. من مؤلفاته أقوام المالك في معرفة أحوال الممالك
[20] علي مبارك عسكري
وسياسي مصر ولد 1893-1823درس
العسكرية في مصر وباريس وأشرف على الري واهتم بالتعليم خصوصا تعليم المرأة وأسس دار
الكتب والعلوم وحرر مع الطهطاوي "روضة المدارس "وشارك في حرب القرم.
[21] ألبرت حوراني، الفكر
العربي الحديث والمعاصر، ترجمة كريم عزقول، دار النهار، بيروت، 1968، ص 40.
[22] أحمد برقاوي، محاولة
في قراءة عصر النهضة، الأهلية للطباعة والنشر، ط2، 1999، ص 23-24
[23]ألبرت حوراني، الفكر العربي الحديث والمعاصر المرجع السابق ، ص 53.
[24] ناصر الأنصاري، مجمل
في تاريخ مصر النظم السياسية والإدارية، دار الشروق، القاهرة، ط1 ،1993 ،ص 208
[25] علي المحافظة،
الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة، الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت، 1987،
ص 204.
[26] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق، ص. 205
[27] جبور عبد النور،
المعجم الأدبي، دار العلم للملايين، بيروت، ط1 ،1989 ، ص-ص 488-489.
[28] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق، ص 2014.
[29] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق، ص 159.
[30] رحاب عكاوي، أعلام
الفكر العربي الإمام الشيخ محمد عبده في أخباره وأثاره، دار الفكر العربي، بيروت،ط1،
2001، ص 08.
[31] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق، ص 183.
[32] قاسم أمين قاضي
ورائد تحرير المرأة المصرية من مواليد 1862تقلد
مناصب قضائية مختلفة، وكتب المصريون في الدفاع عن الإسلام، ثم تحرير المرأة ثم المرأة الجديدة، شارك في
إنشاء الجامعة المصرية والجمعية الخيرية الإسلامية.
[33] عبد الكريم بوصفصاف،
الفكر العربي الحديث والمعاصر، محمد عبده وعبد الحميد بن باديس نموذجا، دار مداد
يونفارستي براس، قسنطينة، ط1، ج 2، 2009، ص 12-14.
[34] محمد بن عبد الوهاب
ولد عام 1703بنجد، تعلم فيها ثم انتقل إلى المدينة المنورة وتتلمذ على يد شيوخها،
تأثر بابن تيمية
وابن قيم الجوزية، صادفت دعوته نجاحا كبيرا في العالم العربي، من
مؤلفاته: كشف الشبهات، كتاب الكبار.
[35] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق، ص 42.
[36] عبد الكريم بوصفصاف،
الفكر العربي الحديث والمعاصر، نفس المرجع السابق، ج1 ،ص80-81.
[37] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق، ص 47-48.
[38] محمد بن علي السنوسي
ولد عام1787بمستغانم في الجزائر، مؤسس الطريقة السنوسية، بنى الزاوية البيضاء في
الجبل
الأخضر، من مؤلفاته: المنهل الرائق في الأصول والطرائق.
[39] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق ، ص 57-58.
[40] شهاب الدين محمود
الألوسي فقيه ورحالة عراقي ولد عام 1802 له مجموعة من المؤلفات أشهرها: كتاب في ثلاثة أسفار عن
السياحة في إسطنبول وكتاب بعنوان "روح المعاني."
[41] أحمد خان فقيه هندي
ولد عام 1817 ونشأ في دلهي وأصبح من أهم المصلحين المسلمين، ألف كتاب بعنوان تفسير
القرآن وأنشأ جامعة عليكرة بالهند.
[42] جمال الدين حسيني
الأفغاني ولد عام 1839 بإيران ، درس في
كابول ودرس في الأزهر وتتلمذ على يده مجموعة من تلاميذ أشهرهم محمد عبده، نظم الجمعية السرية ،1879ألف كتاب الرد على
الدهريين، وأصدر مع محمد عبده جريدة العروة الوثقى.
[43] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق، ص 73.
[44] بلال نعيم، الفكر
الإسلامي بين النهضة والتجديد، المرجع السابق، ص
73.
[45] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق ، ص 75.
[46] هاني المرعشلى،
العقل والدين، المكتب العلمي للنشر، الإسكندرية، ،2001ص 108.
[47] مارتن لوثر راهب
ولاهوتي ألماني ولد عام 1483 بدأ حركته إصلاح الديني في ألمانيا ،1517بتعليق إنتقاداته
الخمسة والتسعين على روما على باب
كنيسة ويتنبرج، نشر سنة 1520خطاب إلى نبلاء الأمة الألمانية ثم عن
الحرية المسيحية، ترجم في 1522م
العهد الجديد وفي 1534م العهد القديم إلى الألمانية.
[48] قدري قلعجي، ثلاثة
من أعلام الحركة جمال الدين الأفغاني، محمد عبده- سعد زعلول، دار الكتاب العربي،
بيروت، ص-ص 12-13.
[49] سعد زغلول قانوني
ورئيس مصري ولد عام 1859 درس في الأزهر، واشترك في الثورة العربية اختير وزير
للمعارف سنة 1906 وأصر
على جعل اللغة العربية لغة أولى بالمدارس، اشترك في إنشاء الجامعة المصرية، وفي
عام 1910أصبح وزيرا للعدل وفي سنة 1925
انتخب رئيسا لمجلس النواب.
[50] أحمد لطفي السيد
قانوني ومفكر سياسي مصري ولد عام 1872تخرج من كلية الحقوق الخديوية 1894تولى رئاسة النيابة سنة 1892 وانظم إلى الجمعية السرية
التي أدت إلى قيام الحزب الوطني، أصدر الجريدة سنة 1907وفي 1915تولى إدارة دار الكتب،
في عام 1928 أصبح وزيرا للمعارف ورئيسا
للمجتمع اللغوي 1945ونادى بتبسيط اللغة العربية.
[51] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق ، ص 237.
[52] الإكليروس هو
النظام الكهنوتي الخاص بالكنائس المسيحية ولم
يظهر هذا النظام إلا في القرن الثالث الميلادي وتتفق الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مع
الكنائس الأرثوذكسية في درجات النظام الكهنوتي إلا أن البابا في الكنيسة
الكاثوليكية يتمتع بسلطات أعلي من نظيره في الكنيسة الأرثوذكسية. أما البروتستانت فلا
يعترفون إلا بدرجتين فقط من درجات هذا النظام وهما(القس والشماس).
[53] ألبرت حوراني، الفكر
العربي الحديث والمعاصر، المرجع السابق، ص 299.
[54] فرح أنطون أديب
وروائي مصري ولد سنة 1874نشأ في طرابلس
وجاء إلى مصر في 1897حيث أسس مجلة الجمعية
العثمانية، نقل بعض عيون الأدب الفرنسي المكافح العربية، وحرر في
اللواء وأصدر الجامعة مباحثته الدينية مع محمد عبده جعلته يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 1906ثم عاد إلى مصر وحرر في صحيفتي المحروس
والأهالي، من أشهر مؤلفاته: ابن رشد وفلسفته.
[55] أرنست رينان جوزيف
كاتب وفيلسوف فرنسي ولد عام 1823 كانت دراسته الأول في المدرسة الكهنوتية على يد
معلمين
دينيين، له مجموعة من المؤلفات أهمها: مستقبل العلم، ونشر مقالات في دراسات
في التاريخ الديني وأخرى الأخلاق والنقد.
[56] ألبرت حوراني، الفكر
العربي الحديث والمعاصر، المرجع السابق، ص 306.
[57] نجيب العازوري عروبي
لبناني ولد عام 1881 أول من أنشأ حزبا قوميا عربيا في عام 1904ومن الأوائل الذين
نبهوا إلى الخطر الصهيوني
[58] علي المحافظة، الاتجاهات
الفكرية عند العرب في عصر النهضة، المرجع السابق، ص 137.
[59] بلال نعيم، الفكر
الإسلامي بين النهضة والتجديد، المرجع السابق، ص 108.
[60] مصطفى كمال خطيب
وزعيم مصري ولد عام 1874 كان قريبا من
الخديوي عباس حلمي الثاني والسلطان عبد الحميد، ألف مع محمد فريد ولطفي السيد جماعة سرية لمحاربة إنجليز، تطور في 1907إلى الحزب الوطني
ونشرت للواء منذ .1909
[61] بلال نعيم، الفكر
الإسلامي بين النهضة والتجديد، المرجع السابق، ص 108.
[62] ألبرت حوراني، الفكر
العربي الحديث والمعاصر، المرجع السابق، ص 333.
[63] قسطنطين زريق مؤرخ
لبناني سوري الأصل ولد عام 1909، نشأ في دمشق وعمل وزيرا مفوضا لسوريا في واشنطن
ثم أستاذا للتاريخ
في الجامعة الأمريكية في بيروت من مؤلفاته: "معنى النكبة"– "ما
العمل"- "نحن والتاريخ."
[64] بلال نعيم، الفكر
الإسلامي بين النهضة والتجديد، المرجع السابق، ص
110.
[65] ألبرت حوراني، الفكر
العربي الحديث والمعاصر، المرجع السابق ، ص 369.
[66] المرجع السابق، نفس الصفحة.
[67] https://ar.wikipedia.org/ تاريخ
الاطلاع: 13/02/2021 ، 17:24.