JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

ماهية الأدب الرقمي What is digital literature

خط المقالة

 ماهية الأدب الرقمي


1ـ مفهوم الأدب الرقمي :

1 ـ 1ـ مفهوم الأدب لغة :

     جاء في معجم الوسيط أن الأدب هو"رياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي وحمله ما ينبغي لذي الصناعة أو الفن أن يتمسك به كأدب القاضي وأدب الكاتب والجميل من النظم والنثر وكل ما أنتجه العقل الإنساني من ضروب المعرفة,وعلوم الأدب عند المتقدمين تشمل :اللغة والصرف والاشتقاق والنحو والمعاني والبيان والبديع والعروض والقافية والحظ والإنشاء والمحاضرات, جمعه : آداب وتطلق الآداب حديثا على بالمعنى الخاص "[1].

   كما ورد في مادة أدب في لسان العرب أن الأدب "هو الذي يتأدب به الأديب من الناس سمي أدبا لأنه يأدب الناس إلى المحامد وبينها هم عن المقابح وأصل الأدب الدعاء .

ومنه قيل للصنيع:يدعى إليه الناس مدعاة ومأدبة.

الأدب : أدّب النفس والدرس والأدب :الظرف وحسن التناول .

وأدَّبه فتأدب: علّمه واستعمله الزجاج في الله عز وجل,قال: وهذا ما أدب الله تعالى نبيّه صلّى الله عليه وسلم.

وفلان قد اسْتأدب : بمعنى تأدَّب, ويقال للبعير إذا ريض وذلّل : أديب ومؤدب وقال مزاحم العقيلي: وهنّ يصرفن النّوى بين عالج ونجران, تصريف الأديب المِذَلَّلٍ والأُدبة والمِأْدبة كل طعام صنع لدعوة أو عرس .

قال صخر الغيّ يصف عُقابا : كأن قلب الطّير , في قعر عشها نوى القسْب,ملقًى عند بعض المآدب .

القسب: تمر يابس صلب النوى ,شبه قلوب الطير في وكر العقاب بنوى القسب .

والمشهور في المأدُبَة ضم الدال , وأجاز بعضهم بالفتح, وقال: هي بالفتح مَفْعَلة من الأدب.


قال سيبوبه : قالوا المِأدبة كما قالوا المدعاة, وقيل المِأْدبة من الأُدبة وفي الحديث عن ابن مسعود: ان هذا القرآن مَأدَبة الله في الأرض فتعلّموا من مَأْدَبته, يعني مدعاته, قال أبو عبيد: يقال مَأدُبة ومَأدَبة فمن قال مَأدُبة أراد به الصّنيع يصنعه الرجل فيدعو اليه الناس . يقال من أدبت على القوم آدب آدبا, ورجل آدب .

  قال أبو عبيد : "وتأويل الحديث أنه شبه القرآن صنع الله للناس لهم فيه خيرا ومنافع ثم دعاهم إليه , ومن قال مَأدَبة جعله مَفعَلة من الأدب "[2].

    وعليه تجمع المعاجم العربية على أن الأصل اللغوي قديما هو الدعوة إلى الطعام ليتسع معناه في الدعوة الى التحلي بالخلق الفاضل وتهذيب السلوك وتحسين الأذواق.

1ـ2ـ اصطلاحا:

    الأدب هو التعبير عن تربة شعورية وسيلته في ذلك هي اللغة وهو "ذلك الفن الرفيع الذي يصدر جماله عن طبع الكتاب والشاعر في الكلمة يرسلها والقصيدة ينظمها, فتقع على مواطن الحس من النفس فتشيرها حماسة وغيرة وتذييبها حنانا ورقة وتهزها أريحية وكرما "[3] .

    ويعرف عموما على أنه الشعر والنثر, ولما كان الأدب محل جل الدراسات الأدبية النقدية التي تناولته رأينا أن نتجاوز هذا المصطلح ـ الأدب ـ فتعريفنا السابق هو إشارة فقط لجعل المتلقي في عمق الدراسة حتى يفهم ما نروم بلوغه في بحثنا الذي نتوخى فيه الوقوف على تحديد دقيق لمصطلح الأدب الرقمي, ومن أجل ذلك حري بنا أن نتوقف عن الجزئية الواصفة لهذا لأدب الرقمي لنحدد المداليل.

1ـ 3 ـ الرقمية لغة :

    يرد مصطلح الرقمية إلى الجذر [ر.ق.م] , وتجمع المعاجم العربية ومنها معجم العين للخليل أحمد الفراهيدي أن الرقم: "تعجيم الكتاب , وكتاب مرقوم بنيت حروفه بالتنقيب والتآجر يرقم ثوبه بسمته . والمرقوم من الدواب : الذي يكون أعلى أوظفته كيان صغار كل واحدة رقمة , وينعت بها الحمار الوحشي لسواد على قوائمه والرقم: خَز مَوْسًى يقال: خز رقم كما تقول : برد وشيء مضاف .والرقمتان : شبه


ظفرين في قوائم الدابة متقابلتين والرقمة: نبات والرقمة: لون الحية الأرقم وإنما هي رقشة من سواد وبغثة وجمع الأراقم , والأنثى رقشاء ولايقول رقماء"[4].

   وفي لسان العرب وجدنا "الرقم والترقيم: تعجيم الكتاب ورقم الكتاب يرقمه رقما: أعجمه وبينه وكتاب مرقوم كتاب مكتوب وأنشد: سأرقم القراح إليكم على بعدكم اذ كان للماء راقم . أي سأكتب وقولهم: هو يرقم في الماء أي بلغ من حذقه بالأمور أن يرقم حيث لا يثبت الرقم (...) والرقم الكتابة والختم (...) ورقم الثوب : كتابه , وهو في الأصل مصدر يقاد :رقمت الثوب رقمته ترقيما مثله. وفي الحديث أن يزيد في الرقم :أي ما يكتب على الثياب من أثمانها, لتقع كمرابحة عليه (...) والترقيم الدّواة: حكاه ابن دريد قال : ولا أدري ما صحته وقال ثعلب هو اللوح و به فسر قوله تعالى : "أم حسبت لأصحاب الكهف والرقيم" . وقال الزجاج : قيل : الرقيم اسم الجبل الذي كان فيه الكهف, وقيل اسم, القرية التي كانوا فيها (...) والرقمة جانب الوادي"[5].

1 ـ 4 ـ الرقمية اصطلاحا :

   تعتبر الرقمية تقنية حديثة لتدوين وتثبيت المعلومات المعلومات عن طريق تخزينها واستعادتها بواسطة جهاز الحاسوب فهي تعرض من خلاله وترتبط به ارتباطا وثيقا سواء على مستوى لإنتاج والتلقي .وهي إحدى متطلبات النسق الحضاري وتركيزه من ركائز المشهد الرقمي الحديث الذي غير الكثير في النص الأدبي حتى بات بوتًا واسعا بين النص الورقي والنص الرقمي , وهو "في واقع نزوع لا إرادي لدى الإنسان إلى فضاءات هذا العالم الجديد" [6]. الجامع لكل أنواع المعدات الالكترونية والتطبيقات التي تستخدم المعلومات على شكل شفرات (رموز رقمية) .

   وتكون المعلومات عادة برمز شفوي ثنائي أي الرمز الذي يمثل سلسلة مكونة من رقمين هما: (0) و (1) ومن الأجهزة التي تستخدم تقنية المعلومات ـ الحواسيب الشخصية ـ والآلات الحاسبة وأجهزة التحكم في إشارات المرور وألعاب الأقراص المدمجة , والسيارات والهواتف الخلوية والأقمار الصناعية [7].

   وعموما فان الرقمية بمفهومها الأوسع هي الأشياء الموجودة بنوعيها المادي واللامادي التي وجدت بتطبيق الجهود المادية والفيزيائية للحصول على قيمة ما .وفي هذا السياق تشير التقنية إلى المعدات والآلات التي يمكن استعمالها لحل المشاكل الحقيقية في العالم ـ صناعيا ـ غير أنها أدبيا وفنيا هي اللغة الجديدة المستعملة في العمل الإبداعي الفني .

1 ـ 5 ـ الأدب الرقمي :

    وضحت زهور كرام في كتابها (الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية) أن الأدب الرقمي أو المترابط أو التفاعلي الذي يتم في علاقة وظيفية مع التكنولوجيا الحديثة لا شك أنه يفتح رؤى جديدة في إدراك العالم, فلكل زمان تصوره وفكره الخاص به وما الأدب الرقمي إلا مرآة عاكسة لتلك الحالة التي وصل إليها الإنسان فهو يسير في نفس الاتجاه الذي يجعل من النص الأدبي ذاكرة للنصوص الأخرى , انه لم ينشأ فما يحدث في المجال التحليلي الرقمي , ليس قطيعة بقدر ما هو عبارة عن تغير سؤال الأدب من منتجه المباشر المؤلف/الكاتب إلى القارئ.

فهو عندها ـ زهور كرام ـ "انتقال سياقي ولغوي وأسلوبي في الظاهرة الأدبية", ويكون هذا جليا عند "أول متغير يصادفنا عند تأملنا لهذه التجربة الأدبية هو الرقمي باعتباره وسائط تكنولوجية والكترونية بها يتشكل النص الأدبي.

   وقد ركزت زهور كرام على مصطلح "الرقمية" في وصفها لهذا الأدب مؤكدة أن النص فيه "يصبح نسيجا من العلامات التي تجعله لا يخضع لوضع قائم وثابت , وإنما نصّيّته تتحقق من حيويته"[8], وهي بذلك تغفل الحديث عن خصوصية هذا النص الجديد مركزة على وظيفتي التفاعل والترابط .

  وهنا نستطيع القول أنها تعتبر النص الرقمي هو اللبنة الأساس التي تؤلف الكل الرقمي, ممثلا في الأدب الرقمي, الذي هو"كل شكل سردي أو شعري يستعمل الجهاز المعلوماتي وسيطا ويوظف واحدة أو أكثر من خصائص هذا الوسيط "[9].

  في حين اعتبر سعيد يقطين أن الأدب الرقمي: (لا يتخلف إبداعا وتلقيا من خلال الحاسوب الذي تحقق نتيجة التطور الحاصل على مستوى التكنولوجيا الجديدة للإعلام والتواصل".

   وقد أطلق عليه مصطلح "الأدب الجديد" في كتابه (النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية نحو كتابة عربية رقمية), إذ يقول واصفا إياه "انه أدب جديد يشق طريقه الخاص مقدما بذلك ممارسة جديدة هي الآن بصدد تشكيل تاريخها المتميز"[10]

  أما سعيد علوش في كتابه(تنظير النظرية الأدبية من الوضعية إلى الرقمية) وفي معرض حديثه عن المهاد النظري للأدب الرقمي فقد رأى أن"يرصد حلقة انطلاقا من علاقته بالتقنية المستعملة"[11], دون أن يحدد خصوصية هذا الأدب وهو بذلك يؤكد أن وجوده مرتبط ارتباطا وثيقا بالحاسوب وملحقاته .

  إنا لنرى انه تعريف قاصر نوعا ما لأنه ركز على الجانب الشكلي بحديثه عن العتاد مع الإغفال التام للجانب المضموني.

   والتعريف الجامع للأدب الرقمي في تقديرنا هو ما كان قد وسمه به سعيد يقطين حين قال:"هو الإبداع الذي يعتمد اولا اللغة أساسا في التعبير الجمالي وهو بهذه الصفة يلحق بمجمل الخطابات الأدبية التي يسير في نطاقها"[12].   وهو يتحدث في البداية عن لغة التواصل باعتبارها الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الأدب الرقمي, فمن دونها لا وجود له ثم ينتقل إلى معطيات الحاسوب والبرمجة فيضيف قائلا:"وبما أنه يوظف على مستوى إنتاجه وتلقيه م يقدمه الحاسوب كوسيط وفضاء أيضا من عتاد وبرمجيات من إمكانيات,فانه يعتمد إلى جانب اللغة علامات أخرى غير لغوية صورية أو صوتية أو حركية ".

    فهي إذا علامات متعددة تنسجم فيما بينها اعتمادا على الترابط الذي يعد عنصرا جوهريا لوصل وربط العلاقات بين مختلف هذه العلامات والمكونات التي يتشكل منها هذا النص الرقمي, ربطا يقوم على الانسجام والتفاعل" ويكون هذا من خلال إنتاجه على العلامات اللفظية وغير اللفظية فهي "قابلة لأن تندرج في بنيته التنظيمية الكبرى وتصبح بذلك بنيات يتفاعل معها مشكلا نصا متعدد العلامات".

 

 

 

  وهنا نفتح قوسا مؤكدين أن الكثير من الدارسين يذهب إلى اعتبار كل ما ينشر على صفحات الويب من أعمال أدبية هو أدب رقمي وربما هذا ما تشير إليه مقولة السيد نجم والتي مفادها أن:"كل نص ينشر نشرا الكترونيا سواء كان على شبكة الانترنت أو على نظرية الاتصال في تحليله وعلى فكرة التشعب في بنياته "[13] من خلال الروابط المختلفة في نظره ينتمي إلى الأدب الرقمي .

   وجدير بالذكر هنا إلى أن هناك مصطلحا آخرا تداولته أفلام الباحثين في الساحة النقدية هو "الأدب التفاعلي" وهو الأدب الذي يمنح المتلقي فضاء أوسع من إكمال وتتمة العملية الإبداعية , وصفة التفاعل مأخوذة من الفعل تفاعل, وتدل الزيادة فيه على المشاركة غير أن الصيغة (تفاعل) غير مستخدمة بمفهومها المعاصر بكثرة, كما أن اللفظة في العصر الحديث لا تستخدم إلا في نطاق ضيق يشير إلى ما هو كيميائي فيقال :"تفاعل المواد الكيميائية" على حد تعبير العيد جلولي, باستثناء بعض الدراسات القليلة ومنها كتاب (القراءة التفاعلية دراسة لنصوص شعرية حديثة) لمؤلفه "إدريس بلمليح" و " (مدخل إلى الأدب التفاعلي ) لـ "فاطمة البريكي", وقد بينت أهم الصفات المميزة له بقولها :"يقدم الأدب التفاعلي نصا مفتوحا بلا حدود إذ يمكن أن ينشأ المبدع أيا كان نوع إبداعه نصا ويلقي به في أحد المواقع على الشبكة أو يترك للقراء أو المستخدمين حرية إكمال النص كما يشاءون"[14].

   أما عمر الزّرفاوي فقد اكتفى في تحديده للأدب التفاعلي على انه الجنس المتخلق في رحم التقنية قوامه التفاعل والترابط  مستثمرا إمكانيات التكنولوجيا الحديثة ويشتغل على تقنية النص المترابط ويوظف مختلف الأشكال المتعددة [15], وهو بذلك لم يزد شيئا عمن تقدمه .

   واستنادا إلى ما تقدم فإن الأدب التفاعلي قد نشأ من تمازج حقلين مختلفين والتكنولوجيا لكن صفة التفاعلية هي الميزة الخاصة به, وهو على حد تعبير البريكي :" الأدب الذي يوظف معطيات التكنولوجيا الحديثة في تقديم جنس أدبي جديد يجمع بين الأدبية والالكترونية ولا يمكن أن يتأنى لمتلقيه إلا عبر الوسيط الالكتروني أي من خلال الشاشة الزرقاء"[16] على أن صفة التفاعلية لا تتحقق إلا بتوفر شرطها الذي بينته فاطمة البريكي حين قالت: "لا يكون هذا الأدب تفاعليا إلا إذا أعطى المتلقي مساحة تعادل أو تزيد عن مساحة المبدع الأصلي للنص"[17].

   فمتلقي هذا الأدب إذا يتمتع بحرية مطلقة يفسرها تفاعله اللا محدود مع النص وروابطه الكثيرة الحاملة في طياتها الشيفرات تحتاج إلى فك مكونات هذا النص الأدبي المتميز , والذي يحتاج إلى قارئ متميز أيضا.

   ويذهب سعيد يقطين إلى تحديد مفهوم الأدب التفاعلي بكثير من العمومية قائلا انه )مجموع الإبداعات والأدب من أبرزها التي تولدت مع توظيف الحاسوب ولم تكن موجودة قبل ذلك أو تطورت من أشكال قديمة ولكنها اتخذت مع الحاسوب صورا جديدة في الإنتاج والتلقي )[18].

  وهو بذلك يومئ غير مصرح بأن الأدب الرقمي والتفاعلي يشتركان في أمر واحد هو كلاهما يستعين بالتقنيات التي وفرتها التكنولوجيا وبرمجيات الحاسب الالكتروني والذي لا يمكن عرضه إلا عن طريق الوسائط التفاعلية المختلفة من أقراص مدمجة أو شبكات عنكبوتية .

   وهذا ما أكده العيد جلولي في مقال له تحت عنوان (نحو أدب تفاعلي للأطفال) إذ يقول:"الأدب التفاعلي جنس جديد له خصائصه الكتابية والقرائية وله أشكاله الأدبية, فهو أدب مختلف في إنتاجه وتقديمه عن الأدب التقليدي, وهو لم يكن ليظهر لولا التطورات التي شهدتها وسائط تكنولوجيا الاتصال وخاصة الحاسب الالكتروني , وفي هذا الأدب لا يكتفي المؤلف باللغة وحدها بل يسعى إلى تقديمه عبر وسائط تعبيرية كالصوت والصورة والحركة وغيرها [19].

  ولم تتوقف جهود الباحثين عند اختلاق مفهوم الأدب التفاعلي بل أفضت الكتابة الرقمية إلى ميلاد مصطلح آخر هو (الأدب المعلوماتي) والذي يعنى عند سعيد يقطين:"الجامع لمختلف الممارسات التي تحققت من خلال علاقة الأدب بالحاسوب والمعلوماتية"

  وفي هذا الإطار تعتبر سنة 1994م:"نقطة تحول كبرى في التنظير لهذه العلاقة ومحاولة تأطيرها منهجيا وعلميا من خلال  دراسات رائدة في هذا المجال "

  وغير بعيد عن الأدب الرقمي والتفاعلي نجد مصطلحا آخر لا يزال يستعمل لحد الساعة رغم محاولات التشذيب والتهذيب لهذه المفاهيم هو(الأدب الالكتروني)"الذي يشدد على عملية اشتغال الوحدة المركزية ومجمل العتاد المصاحب ذي التقنية المعلوماتية"[20] ـ على حد تعبير سعيد يقطين ـ وهذا المصطلح هو الأقدم في فرنسا حيث كان شائع الاستعمال في الفترة الممتدة ما بين1980ـ1990 وإنما سمي بذلك لأنه يؤكد على الطبيعة التكنولوجية واشتغال الوسيط [21].

  لنحط رحالنا عند مصطلح "الأدب السيبرنطيقي" و وهو مقابل آخر للأدب الرقمي فالسيبرنطيقا تعرف بأنها:"العلم الذي يوجه البحث في قواعد التواصل والتطبيقات التقنية المرتبطة بها, كما ارتبطت السيبرنطيقا أحيانا بتعريف الذكاء وقياسه وشرح وظائف المخ وصناعة آلة التفكير وتتطابق السيبرنطيقا مع مشروع للمعرفة يتمحور حول المراقبة الفعالة والتطبيق الناجح مما جعلها ذات جانب تقني أساسا"[22].

   وهي إنما تعني لحظة ارتباطها بالأدب ذلك الترابط الحاصل بين مكونات العمل الإبداعي والوسائط المتعددة, التي تعتمد إلى تنظيمه من خلال عمل الآلة, هذه الأخيرة التي تعمل على دمج اللغة مع أنساق التعبير الرمزية الأخرى من أشكال وأصوات وفق لمسة ذكاء اصطناعي يجسدها تواصل الإنسان وحواره مع الآلة وتفاعلها مع غيرها من الآلات[23] ,فكان النص السيبرنطيقي هو النص الأدبي الذي يعالج تقنيا باستخدام الوسائط المختلفة ذات التحكم العام فيه .

   وخلاصة القول إن أكثر مسميات هذا الفن الجديد يرجع سببها إلى تعدد المسميات التي أطلقت عليه في بيئة ولادته الأولى وتقصد بذلك الأجنبية كما يلي :

ـ الأدب الرقمي :(literature Numerique) يحيل على عملية ترقيم المعطيات الأدبية بناء على ما تقدمه المعلوميات .

الأدب الالكتروني :(literature Electronique) يشدد على عملية اشتغال الوحدة المركزية ومجمل العتاد المصاحب له .

ـ الأدب التفاعلي : (literature Interactive) هو الأدب الذي يعتمد على الحاسوب والانترنت في إنتاج النص والتفاعل معه .

   هذا من جهة ومن جهة ثانية "غياب التنسيق بين الباحثين والدارسين العرب للمصطلحات في المجالات المعرفية المختلفة", هذا الذي مهد الطريق إلى الاجتهادات الفردية وفسح المجال أمام المنطق الشخصي لكل ناقد لتوليد واختيار الألفاظ التي  يرتئيها مما يفقد المصطلح حمولته الموضوعية[24] . ومما لاشك فيه أن هذا التعدد المصطلحي الحادث جعلنا في حيرة من أمرنا ونحن نحاول تبني واحدا منها في هذه الدراسة حيث اخترنا مصطلح (الأدب الرقمي) .. . إيمانا منا بأن هذا المصطلح فيه من الخصوصية ما يميزه عن باقي المصطلحات الأخرى, ذلك أن جذره عربي محض[ر.ق.م] هذا أولا , وثانيا لأنه الأشمل نطاقا والأوسع دلالة , حيث يضعنا في بوتقة أساسها ثنائية العلاقة بين المبدع والمتلقي والتفاعل الحاصل بينهما أن على حد تعبير سعيد يقطين"أمام أدب أساسه النصية ورقمي لأن قوامه الترابط الذي نجده يختلف عن الترابط في النص المكتوب,ولكنه الذي لا يمكن أن يتجسد إلا من خلال الحاسوب وبرمجياته وعتاده"[25].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2ـ مصطلحات مرتبطة بالأدب الرقمي :

  هناك مصطلحات كثيرة يزخر بها المجال الإعلامي فيما يتعلق بالأدب الذي ينتج عبر الحاسوب أو الكمبيوتر أو الهواتف الذكية منها الأدب الرقمي. Litterature numerique) و الأدب التفاعلي Litterature interactive  و النص السيبرنطيقي CYbertext,و أدب الصورة أو الأدب الديجتالي  Litteratture digitale       و الأدب الالكتروني Litterature electronique , و النص المترابط  Hypertexte والأدب الآلي Litterature Technologique و الأدب الروبوتي Litterature robotique و الأدب المبرمج Litterature Programmee , و الأدب الحاسوبي Litterature par ordinateur, والأدب اللوغاريتمي Litterature Logarithmique و الادب الاعلامي Litterature Informatique والأدب الويبي Litterature de Web, والكتابة الفايسبوكية Icriture de Face book, وأدب الشاشة Litterature sur ecran...

   إذ يلاحظ فوضى في الاصطلاح والتسمية, فكل باحث أو دارس أو ناقد يفضل المصطلح الذي يتناسب مع رؤيته ومعرفته الخلفية, وينتقيه حسب البلد الذي يوجد .

  وإذا كان مصطلح الأدب الرقمي (Iitterature numerique) والأدب الالكتروني قد انتشرا بسرعة في الساحة الثقافية والإعلامية الفرنكوفونية, فان مصطلح النص المترابط (Hypertexte) أكثر انتشارا في الثقافة الأنجلوسكسونية واذا أردنا تتبع كل مصطلح إعلامي على حدة بالتحليل والدراسة والتعريف فتقول بأن مصطلح (الأدب الالكتروني) قد انتشر كثيرا في الساحة الثقافية والإعلامية الفرنسية ما بين 1980 و 1990م, وفي هذا الصدد نميز بين القصيدة الرقمية والقصيدة الالكترونية فالأولى خاضعة لبرمجة حاسوبية دقيقة وهندسة برمجية معقدة وضعية ,في حين ترتبط الثانية بالنشر الالكتروني السطحي المباشر .

   وقد يتخذ الأدب الالكتروني عدة قنوات لتوصيل مختلف الرسائل[26] مثل: الإيميلات (Emails) والرسائل (SMS) والبلوجات (Blogs), والفلاش (Flash), والبريد (Les courriels) .

   وقد أصبح الحديث اليوم عن (الأدب الرقمي)[27] الذي يتميز عن الأدب الالكتروني بكونه المنتج اللوغاريتمي والرياضي الحقيقي أي أن الأدب الرقمي هو نتاج الحوسبة الإعلامية,وخاضع للبرمجة الإعلامية, ومنسجم مع الهندسة الداخلية للحاسوب على أساس أن الأدب الرقمي هو إنتاج إعلامي داخلي في حين,يعد الأدب الالكتروني إنتاجا إعلاميا خارجيا .

   بيد أن المصطلح الأكثر انتشارا في الولايات المتحدة الأمريكية هو مصطلح (النص المترابط أو النص المتشعبHYPERTEXTE ), ومن ثم فالمقاربة الأمريكية للوسائط الاعلامية والأدبية والفنية توظف هذا المصطلح بكثرة, وتفضله على باقي المصطلحات الأخرى على أساس أن النص الأدبي يترابط مع مجموعة من النصوص التفاعلية الأخرى التي تتشكل من مكونات آلية وإعلامية وبصرية وصوتية .ومن هنا ,فالنص المترابط أو المتشعب هو ذلك النص الذي يتحقق من خلال الحاسوب و أهم ميزاته أنه غير خطي لأنه يتكون من مجموعة من العقد أو الشذرات التي يتصل بعضها ببعض بواسطة روابط مرئية .

  ذلك النص الذي "يتحقق من خلال الحاسوب , وأهم ميزاته أنه غير خطي لأنه يتكون من مجموعة من العقد أو الشذرات التي يتصل بعضها ببعض بواسطة روابط مرئية, ويسمح هذا النص بالانتقال من معلومة إلى أخرى, عن طريق تنشيط الروابط التي بواسطتها نتجاوز البعد الخطي للقراءة ,لأننا نتحرك في النص على الشكل الذي نريد .ولقد اتسع نطاق استعمال النص المترابط مع ظهور الانترنت والأقراص التي تتضمن برامج تثقيفية أ ترفيهية...[28]

  في حين فضلت أوروبا استخدام مصطلح إعلامي آخر هو (أدب الصورة)أو(الأدب الديجيتالي/ Litterature Digital ), الذي يحيل على الصورة الرقمية من جهة , ومجال التصوير الانعكاسي والمسرح الإشعاعي من جهة أخرى.

  وهناك مصطلح آخر يوظف في أوروبا بكثرة هو (الأدب السيبرنيتيقي Cyberlitterature) الذي يحيل على البرمجة الذاتية والآلية والأوتوماتيكية, وعلى مؤلفات الانترنت ومفهوم الشبكة بيد أن هذا المصطلح يقصي ما يسمى بالأقراص المدمجة ويتعالى عن الكثير من المرفقات والإنشاءات الالكترونية الأخرى .

 

 

  وهناك من يتحدث عن الأدب الايركودي أو الأدب الشبكي الصعب والمعقد (Litterature ergodique) الذي استعمله ايسبين آرسيث((Espen Aarseth, في كتابه (السيبريتيقا:منظورات إلى الأدب الصعب)[29],ويتكون هذا المصطلح من كلمة(Ergon ) التي تعني العمل, ولفظة((Hodos التي تعني الطريق".   وهناك(الأدب الإعلامي)[30](Litterature informatique)الذي يعتمد على خصوصية (الوسيط الإعلامي)[31]فالمشكل ـ حسب هذا الأدب ـ ليس هو البحث عن أدبية النصوص, بل التساؤل عن الوسيط الذي يستعمله ذلك النص الأدبي الإعلامي هو الذي يعتمد على الحاسوب في توجيه الممارسة الأدبية في حالة الاتصال أو عدمه. ويعني هذا النوع من الأدب يستعين بأداة إعلامية وسيطة تتمثل في الحاسوب الالكتروني, في علاقة تامة بالسياق الوسائطي الحاسوبي, وفي ارتباط وثيق بالبرنامج الآلي, وبمختلف العمليات التي يقوم بها الكمبيوتر لكتابة نص أدبي, وتنظيمه تنظيما إبداعا وفنيا وجماليا وطباعيا ورقميا وبهذه, يتقابل الأدب الإعلامي مع الأدب الطبيعي الذي يعتمد على الوسيط اللغوي, أو الكتابة العادية الطبيعية .

  ويمكن الحديث كذلك عن (الأدب الهاتفي/Litterature telephonique) الذي تتجه الهواتف الذكية, بمعنى أن تنتقل عن الحاسوب إلى الهاتف لإبداع النصوص ونشرها وتوزيعها في أي مكان ما, وعلى الرغم من استعمالنا لهذا الوسيط(الهاتف), فإنه من الأدب الالكتروني . وبالتالي فالأدب الالكتروني هو الذي يمكن نشره عبر الويب (Web). وأكثر من هذا فحياتنا وثقافتنا خاضعة لما هو رقمي والكتروني إلى درجة  الإدمان و التخذير والاستلاب والخضوع الأعمى .

   أما (الأدب التفاعلي Litterature interactive ) فهو ذلك الأدب الذي يهتم بالعلاقة التفاعلية التي تنشأ بين الراصد والنص على مستوى التصفح والتلقي والتقبل. وتخضع هذه العلاقة لمجموعة من العناصر التفاعلية الأساسية هي : النص, والصوت, والصورة, والحركة, والمتلقي, والحاسوب, مع التشديد على العلاقة التفاعلية الداخلية (العلاقة بين الروابط النصية), أي أن الأدب التفاعلي هو الذي يجمع بين نشاط الكاتب أو السارد ونشاط المتلقي معا .

 

   يبدو أن أفضل مصطلح بالنسبة لي هو (الأدب الرقمي/Litterature numerique ), وأساس اختياره وتفضيله يتمثل في كونه أكثر ارتباطا بالوسيط الإعلامي , ويدل بشكل جلي وواضح على المكونات الأساسية التي تتحكم في المنتج الأدبي والفني والجمالي ويحيل هذا الأدب أيضا على ما هو رياضي ولوغاريتمي ومنطقي وحسابي ويقوم هذا الأدب كذلك على تحريك المعطى النصي وفق الصوت والصورة والفيديو والإيقاع الزمني انطلاقا من أرقام ثنائية مزدوجة .

   وعلى العموم فالأدب الرقمي هو الذي يعتمد على وسائل الإعلاميات, ويجمع بين الحروف والأرقام, وهو ما   يزال في مرحلة البناء والإنشاء والتشديد بمعنى أنه ما يزال أدبا فنيا يترعرع في سياق المحيط الرقمي ويحبو في عوالمه الافتراضية . ويتشكل بوسائطه التقنية الحديثة ومن ثم فهو ما يزال أدبا يتحرك ويتغير ويتجدد ويتطور , وليس أدبا ثابتا وساكنا يمكن حصره وتحيينه وتطويقه بكل سهولة [32].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3ـ نشأة الأدب الرقمي :

   يمكن الحديث عن مجموع من العوامل التي ساهمت في ظهور الأدب الرقمي, ويمكن حصرها فيما يلي :

3ـ 1ـ ارتباط الرقمنة بفلسفة ما بعد الحداثة : ارتبط الأدب الرقمي بظهور فترة ما بعد الحداثة التي أعطت أهمية كبيرة لما هو بصري و إعلامي وتقني من جهة, والاهتمام بوسائل الاتصال المعاصرة, وخاصة الانترنيت, من جهة أخرى .

  ويعد مصطلح ما بعد الحداثة من المصطلحات الأكثر التباسا وإثارة ,بحيث اختلف حوله نقاد ودارسو(ما بعد), نظرا لتعدد مفاهيمه ومدلولاته من ناقد إلى آخر, بل نجد أن المعاني التي أقدمت لمفهوم (ما بعد الحداثة) متناقضة فيما بينها ومختلفة ومتداخلة, حتى أثير حول استخدام مفهوم مصطلح (ما بعد الحداثة) نقاشا مستفيضا إذ يعتبر من أهم المصطلحات التي "شاعت وسادت منذ الخمسينيات الميلادية, ولم يتهد أحد بعد إلى تحديد مصدره فهناك من بعيد المفردة إلى المؤرخ البريطاني أرنولد تويني عام 1954م وهناك من يربطها بالشاعر والناقد الأمريكي تشارلس أولسون في الخمسينيات الميلادية, وهناك من يحيلها إلى الناقد الثقافي ليزلي فيدلر, ويحدد زمانها بعام 1965م. على أن البحث عن أصول المفردة أفضى إلى اكتشاف استخدامها قبل هذه التواريخ بكثيرة كما في استخدام جون واتكنز تشابمان لمصطلح"الرسم ما بعد الحداثي"في عقد 1870م . وظهور مصطلح ما بعد الحداثة عند رودولف بنفتز عام 1917م [33].

   وقد تبين واضحا أن أفكار (ما بعد الحداثة) مختلفة نسبيا عن مفاهيم الحداثة السابقة. ويعتقد بعضهم أنه من الممكن اعتبار الكتاب والفنانين في مرحلة (ما قبل الحداثة) على أنهم ما بعد الحداثيون بالرغم من أن المفهوم لم يكن مصاغا آنذاك, وهذا أقرب إلى الجدل الذي يرى نظريات فرويد عند اللاوعي أنها موجودة مسبقا في الفكر الرومانسي الألماني, وقد ناقش الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس (Habermas) أن مشروع الحداثة لم ينته أبدا بعد, حيث يواصل هذا المشروع سعيه لتحقيق لأهدافه( وبهذا,يقصد هابرماس قيم تنوير العقل والعدالة الاجتماعية).

 

 

    ويعد مصطلح "ما بعد الحداثة" ( والكلمات المشابهة له) أيضا في نظر الكثيرين أنه يشير بصفة عامة إلى دور وسائل الإعلام في المجتمعات الرأسمالية في أواخر القرن العشرين, وأيا كان استخدامه المفضل , فمن الواضح أن نظرية تفسير التطورات الاجتماعية والثقافية عن طريق السرديات الكبرى لم تعد ممكنة أو مقبولة وأنه لم يعد ممكنا للأفكار أن تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا مع الواقع التاريخي,

  فكل شيء هو النص والصورة. وبالنسبة للكثيرين , يحاول العالم الذي يتم تصويره في فيلم(الماتريكس). حيث نجد الحياة البشرية تقلد الآلات التي تسيطر عليها, إقناع المشاهد بعالم ما بعد الحداثة لإقناعه بكابوس من عالم الخيال العلمي, فهذا العالم هو بمنزلة استعارة أو مجاز عن حالة الإنسان الحالي [34].

   وهناك من الباحثين والدارسين من يربط(ما بعد الحداثة) بفلسفة التفكيك والتقويض, وتحطيم المقولات المركزية الكبرى التي هيمنت على الثقافة الغربية من أفلاطون إلى يومنا هذا . في هذا الصدد يقول دافيد كارتر    ((David Karter في كتابه (النظرية الأدبية) "وتعبر هذه المواقف علم ما بعد الحداثة عن موقف متشكك بشكل جوهري لجميع المعارف البشرية, وقد أثرت هذه المواقف على العديد من التخصصات الأكاديمية وميادين النشاط الإنساني (من علم الاجتماع إلى القانون والدراسات الثقافية, من بين الميادين الأخرى), وبالنسبة للكثيرين تعد ما بعد الحاثة عدمية على نحو خطير , فهي تقوض أي معنى للنظام والسيطرة المركزية للتجربة, فلا العالم ولا الذات لهما وحدة متماسكة .

   ومن ثم , فقد اعتمدت فلسفة ما بعد الحداثة على التشكيك والتقويض والعدمية, كما اعتمدت على التناص واللانظام والانسجام , وإعادة النظر في الكثير من المسلمات والمقولات المركزية التي تعارف عليها الفكر الغربي قديما وحديثا , ومن ثم زعزع ما بعد الحداثة ـ حسب دافيد كارترـ جميع المفاهيم التقليدية المتعلقة باللغة والهوية , اذ نسمع كثيرا من الطلاب الأجانب الذين يدرسون الأدب الانجليزي ينعتون أي شيء لا يفهمونه أو يعبرون عنه بما بعد حداثي . وكثيرا ما تكشف النصوص الأدبية في ما بعد حداثي . وكثيرا ما تكشف النصوص الأدبية في ما بعد الحداثة عن غياب الانغلاق , وتركز تحليلها على ذلك , وتهتم كل من النصوص والانتقادات بعدم وضوح الهوية, وما هو معروف باسم " التناص" [35].

 

3ـ2ـ السيبرنيتيقا (Cybernetique) :

   تعد السيبرنيتيقا علم الآلات والتحكم الذاتي زمن ثم يجمع هذا العلم بين ما هو إنساني وما هو آلي وتقني, ويحيل هذا المصطلح على التحكم والتدبير والبرمجة الآلية والتقنية . ويعتبر عالم الرياضيات الأمريكي(1894ـ1964) واضع مصطلح السيبرنيتيقا سنة 1948م وكان المقصود به الجمع بين الآلية والالكترونية والنظرية الرياضية للإعلاميات . ويعني هذا نظرية التحكم والتواصل المرتبطة بالحيوان والآلة معا.

   وقد عد نوربير واينر المؤسس الفعلي والحقيقي لعلم السيبرنيتيقا بكتابه (السيبرنيتيقا) أو التحكم والتواصل عند الحيوان والآلة. وقد نشر سنة 1948مم ,بيد أن السيبرنيتيقا قد تضاءلت مكانتها وأهميتها وقيمتها العلمية بعد وفاة صاحبها سنة 1964م, وأعيد لها الاعتبار مع العلوم المعرفية ((Les sciences cognitive , والذكاء الاصطناعي والنظريات البيولوجية للتنظيم الذاتي ونظريات مدرسة بالو ألطو [36].

  مدرسة بالو ألطو مدرسة سيكو اجتماعية ظهرت بكاليفورنيا سنة 1950م تهتم بما هو نفسي واجتماعي وإعلامي وتواصلي في علاقة بمفاهيم السيبرنيتيقا ومن مؤسسي هذه المدرسة جريجوري باتيسون (Gregory Batison) ودونالد جاكسون . ويعني هذا كله أن السيبرنيتيقا قد ساهمت في ظهور الأدب الرقمي , مادام هذا الأدب يجمع بين ما هو إنساني وما هو آلي تقني .

3ـ3ـ  تطور الإعلاميات (L'informatique) :

  ظهر الأدب الرقمي مع ظهور الإعلاميات التي حققت فقرة كبيرة   في مجال تنظيم المعلومات والبيانات والمعطيات منذ منتصف القرن العشرين ميلادي, وقد عرفت هذه الإعلاميات تطورا تكنولوجيا لافتا للانتباه, بعد استخدام الانترنيت والفايسبوك والهواتف الذكية, وقد أفرز هذا التطور الإعلامي والتقني ظاهرة الأدب التفاعلي الذي يعتمد على الحاسوب حوسبة وترقيما وتحكما وهندسة .

 

 

 

3ـ 4ـ التطور التكنولوجي :

    لقد ساهم التطور التكنولوجي في تحقيق ثورة معلوماتية فقد ظهرت تقنيات وآليات ومخترعات اتصالية جديدة سهلت عملية الكتابة والتواصل , مثل: الحاسوب, والهواتف الذكية, والأقراص المدمجة, واللوحة الرقمية(tablettes).

3 ـ 5ـ ظهور الصورة الرقمية :

   يقصد بالصورة الحاسوبية تلك الصورة التي توجد ضمن فضاءات الشبكة العنقودية , وتتضمن هذه الصورة بطابعها التقني والرقمني والافتراضي . ومن ثم فهي صورة متطورة وعصرية ووظيفية مرتبطة بالحاسوب والشبكة الرقمية, ويمكن الآن أن نجد كل الصور المرغوب فيها, دون اللجوء إلى التشكيلي أو الفوتوغرافي , فثمة صورة موجودة بكثرة داخل العوالم الالكترونية الرقمية هنا وهناك .يختار الإنسان منها ما يشاء وأكثر من هذا فقد تحولت كثير من الصور التشكيلية والسينمائية والمسرحية والإشهارية وغيرها إلى صور رقمية عصرية, يتحكم فيها الحاسوب بالتثبيت , أو التغيير , أو التحوير, ويعني هذا كله أن التشكيل قد استفاد من الثورة التكنولوجية في مجال استثمار الصورة الرقمية بسرعة ومرونة وسهولة ويسر إلصاقا وتركيبا وإبداعا. واليوم لا يمكن الاستغناء ـ إطلاقا ـ عن الصورة الرقمية, نظرا لأهميتها التقنية , ودورها الإعلامي والتكنولوجي البليغ .

3ـ 6ـ ظهور مؤسسات ومهرجانات محلية وجهوية ووطنية ودولية :

  تعني بالأدب الرقمي, مثل:(مؤسسة الأدب الالكتروني Electronic literature Organisation) التي برزت بالغرب سنة 1999م, ومهرجان الشعر الرقمي الذي ظهر سنة 2002م, وقد انعقد على هامش هذه المهرجانات والمتلقيات, عدد كبير من الندوات والمحاضرات والورشات التكوينية في مجال الأدب الرقمي .

3ـ7ـ ظهور مجلات وصحف ومطبوعات وقنوات وكتب ورقية ورقمية :

  تعني بالأدب الرقمي بنية ودلالة ووظيفة, كمجلة الأزرق البرتقالي (Bleu Orange) ويعد فيليب كاستيلان أيضا من أصحاب المجلات الرقمية و بين هذه المجلات صحيفة دوكس [37].

 

3ـ8ـ يعد العامل البيئي دافعا مهما لاستخدام ما هو رقمي , لأن استخدام الورق بهذا الشكل الرهيب والفظيع يؤثر سلبا في البيئة التي نعيش فيها, فهناك إقبال كبير من قبل المثقفين والمبدعين والباحثين والدارسين على الطبع والنشر والتوزيع , ويستلزم هذا قطع الأشجار بكثافة .

  وهذا يهدد بطبيعة الحال البيئة التي تحيط بنا وبالتالي يسهم ذلك في الانحباس الحراري وازدياد درجات حرارة الكرة الأرضية .

  وإذا كان العالم ـ اليوم ـ يفكر بشكل جدي في استبدال الطاقة البترولية بالطاقة المتجددة, وإيجاد وسائل نقل أفضل قائمة على الطاقة البديلة فإن العالم يفكر كذلك في استبدال الكتاب الورقي الذي يكلف الكثير بكتاب رقمي والكتروني أكثر اقتصادا ومرونة وسرعة وخفة, وينطبق هذا على الإقبال اللافت على الأدب الرقمي في الثقافة الغربية بصفة خاصة.

3ـ9ـ الرغبة في التجريب والتحديث والتميز والتفرد :

   بمعنى أن المبدع المعاصر انساق وراء الأدب الرقمي, باستعمال الوسيط الإعلامي, واستغلال الحاسوب من أجل تحقيق الحداثة الفنية والجمالية في مجال الأدب بعد أن استنفذ كل طاقاته الإبداعية والفكرية اعتمادا على الوسيط اللغوي أو الطباعي أو الصوتي .

3ـ10ـ يعد عامل السرعة والانتشار من الدوافع التي تدفع المبدعين والكتاب والمنتجين إلى اختيار الأدب الرقمي نظرا لتكلفته المنخفضة , وسهولة البرمجة, وانتشاره بسرعة بين القراء الراصدين عبر المواقع والمدونات الشخصية والعامة, ويمكن للمبدع أن ينتج نصوصا ومؤلفات رقمية عدة, ويوزعها بسرعة فائقة, في حين يجد صعوبة في نشر الكتاب الورقي ماديا وماليا ومعنويا, ناهيك عن صعوبات التوزيع والانتشار والتفاعل لذا يعد الوسيط الرقمي الطريق الحقيقي للانتشار والامتداد عبر مواقع الشبكة العنقودية .

  وخلاصة القول, إذًا أهم العوامل والأسباب التي كانت وراء نشأة الأدب الرقمي , وهي عوامل ذاتي وموضوعية ويبقى التطور التكنولوجية والرغبة في الطبع وانتشار من أهم العوامل الأساسية التي تربط بظهور الأدب الرقمي[38] .

 

4ـ الأدب الرقمي في مساره التاريخي :

4ـ1ـ في العالم العربي :

   انتشر في الأدب الرقمي مع "ظهور الانترنت والويب والحاسوب منذ الخمسينيات من القرن الماضي, وترتب على ذلك ظهور إبداع جديد, وتقبل قرائي جديد, ونشر جديد وتقويم تفاعلي جديد, وبحث عن المعلومات بطرائق جديدة وسريعة, من خلال الإبحار في شبكة الانترنت, وتصفح شبكة قوقل(Google)...[39]

    يعد تيبور الأب Tibor Papp أول من أنتج نصا رقميا بالمفهوم الحقيقي للأدب الرقمي, فقد شارك في مهرجان 9Polyphonix سنة 1985م , فقد عرض قصيدته الشعرية الأولى (أغلى ساعات الحاسوب) في عشر شاشات وقد اعتمد في تيبور الأب البرمجة والتحريك, وكذا الصوت والصورة, ولكن تعزى أول ممارسة للقصيدة التفاعلية في مطلع تسعينيات القرن المنصرم, على يد الشاعر الأمريكي روبرت كاندل ((Robert Kendall... ومن القصائد التفاعلية التي قدمها قصيدة Inthe garden ofrecounting [40] وكالعادة كانت استجابة أدبنا العربي للثورة التكنولوجية ومستجداتها متأخرة مقارنة بنظيرتها الغربية. وترجع الدكتورة إدمان يونس أسباب هذا التخلف عن ركب الأدب الرقمي العالمي الى أمية الحاسوب, الخوف من الوافد الجديد, الهجوم والتصدي والرفض والتعصب للقلم والورقة فيرون في لتجديد تهديدا لتراثهم وعاداتهم التي ورثوها أب عن جد فجعلت من أمية الحاسوب أولى الأسباب ذلك نتيجة فجوى هائلة بيننا وبين العرب في ميدان الإبداع العلمي والتقني والرقمي بأكثر من قرن من الزمن , والدليل على ذلك أن المدونات العربية مازالت قليلة جدا, والمعلومات الرقمية باللغة العربية ضعيفة من حيث الكم والكيف مقارنة بالمعلومات التي توجد في المدونات الأجنبية, وينطق هذا الشيء نفسه على الأدب الرقمي بمختلف أجناسه وفنونه وأنواعه وأنماطه. في حين نجد الدكتور ثائر العذاري يرجع هذه الفجوى إلى الأوهام الفوبيات التي علقت بذهن العربي ,جراء الاستبداد والتسلل والخوف التقليدي من كل جديد... والإحساس بالعجز. لهذا بقي العرب في منأى هن التكنولوجيا والثورة الرقمية [41].

 

 

   كل الأسباب السابقة لا تعد مبررا , فالتحكم في التقنية ضرورة لا مناص منها ولابد أن نتذكر أنن شئنا أم أبينا فإن نسير في اتجاه التقنية وسيكون أكثر يسرا وطواعية مع الأجيال القادمة, ذلك أن الأجيال القادمة نمت مع التقنية وترعرعت في كنفها وصارت جزءا من منظومة حياتها اليومية[42] ويرى الدكتور صالح مفقودة أنه كلما حقق المجتمع تطورا وتقدما, مس هذا التقدم العلم والأدب بالدرجة المقتربة, كما أن ذلك التقدم متقارب بين الجانبين المادي والنظري, وعليه فان التقدم التكنولوجي لم كن ولن يكن على حساب الأدب ويخطئ أولئك الذين يدقون ناقوس الخطر أمام الأدب حين يجدون أن جهاز الإعلام الآلي يمكن أن يحفظ كل الكلمات التي يحتاجها الشاعر لتقنية القصيدة بقافية معينة[43] .

أما السرد الرقمي فقد ظهر أول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية مع مايكل جويس Michael Goyce في لسنة نفسها التي ظهرت فيها أول قصيدة شعرية رقمية 1985, فقد برمج المبدع نصه السردي (قصة الظهيرةAfternoon a Story ) وفق برنامج آلي يسمى بالفضاء السردي. وتوالت الأعمال الرقمية نتيجة الاهتمام المتزايد بها, وكذا نتيجة إيمان الكتاب بهذا الجنس الأدبي ووفائهم له ونذكر منهم: فيليب بوتز Philppe Bootz, رايموند كينو Raymond Queneau ,بروس سميث  Bruse Smith... الخ ,وفقد بلغت أعمال هؤلاء الأدباء درجة عالية من النضج نتيجة التكامل بين الأدباء, وانطوائهم تحت تجمعات ومنظمات تعز بالأدب الرقمي وتسعى إلى توطينه ونشره[44] .

4ـ2ـ في العالم الغربي :

  كان السبق للغرب في الإبداعات الأدبية الرقمية, وساعد على ذلك التمكن من زمام التكنولوجيا وتطور وسائلها...

وعليها يعد فانو فاربوش((Vannevar Bush المهد الحقيقي للأدب الرقمي سنة 1945م عندما نشر مقالا عنوانه( كيف نفكر؟ ) طرح فيه تطورا اعلاميا يتعلق بالنص المترابط المتشعب , وفي سنة 1959م نشر ثيولوتز في مجلة أوجينيبليك بمدينة شتوتغارت الألمانية , قصائد شعرية مولدة عن طريق الحاسوب الرقمي[45].

 ومابين 1961 ـ 1963م ,نشر ناني باليستيريني (Nani Balestrini) قصائده الشعرية على آلة (IBM ) , كما نشر رايمون كوينو (Raymond Queneau) , بطريقة رقمية مجموعته الشعرية مائة ألف مليار من الأشعار.

 ويعد فضاء الحرب (Space War) لـستيف راسل ( Steve Russel) اللعبة الحاسوبية الأولى في عصرنا هذا, وما يسمى بالألعاب الالكترونية .

وفي سنة 1963م نشر دوغلاس انجيلبرت ((Douglas EngellbrT مقالا يعرض فيه تصوره حول النص المترابط والمتشعب (Lhypertexte) .

وفي سنة 1964م نشر جان بودو((Jean Baudot نصوصا رقمية حاسوبية بعنوان آلة الكتاب بمطابع اليوم بمنتريال بكندا .

  وفي سنة 1966م , نشرت رواية رقمية لجوليو كورتزار (( Julio Coltazar بعنوان لعبة الحجلة (Marelles) وقد نشر دون وودز (Don Woods) سنة 1976م , ألعاب المغامرات النصية وفق متطلبات الحاسوب .

  وكذلك نشرت جماعة أليبو ((Olipo مابين 1977و 1990, مجموعة من الألعاب النصية ذات البعد الرقمي والحاسوبي .

   أما جماعة ألامو ((Alamo , فقد كان  هدفها منذ سنة 1982م تنظيم ورشات حول علاقة الأدب بالحاسوب, في سنة 1982م ظهر كتاب بعنوان الأدب الآلي(Litterery Machines) .

   ويعد العدد(95) من مجلة الحركة الشعرية(Action Poetique) الصادرة سنة 1984م خير من يعبر عن التوجه الرقمي لجماعة ألامو [46].



[1] مجمع اللغة العربية: معجم الوسيط, مكتبة الشروق, مصر, ط4 , 2004, ص 9 ـ 10.

[2] ابن منظورمحمد بن مكرم بن علي: لسان العرب, ج2, تحقيق:عبد الله علي الكبير,محمد أحمد حسب الله,هشم محمد الشاذلي,دار المعارف,القاهرة,ط1, دت, ص43.

[3] عطيةهاشم محمد:الأدب العربي وتاريخه,مطبعة المصطفى مصر,ط2,1986,ص 16.

[4] الفراهيدي خليل بن أحمد:كتاب العين,تحقيق ابراهيم السامراني ومهدي المخزومي,مؤسسة الهجرة,طهران,ايران, 1409ه, ص1959ـ1960.

[5]  ابن منظور, المرجع السابق, ص 1709ـ 1710.

[6] شيباني فهيم عبد القادر:الأدب الرقمي سيميائيات النص الأدبي وبلاغة الأطراس,مجلة الابداع والعلوم الانسانية,جامعة بسكرة. العدد73,مج 19, 2009,ص 95.

[7]  الشويخات أحمد مهدي محمد:الموسوعة العربي العالمية,2004, بحث في باب الحاسوب.

[8] كرام زهور:الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية,ص22 ـ 27ـ 34ـ50.

[9] بوطز فيليب:ما الأدب الرقمي؟,تر:محمد سليم,مجلة علامت مغربية,العدد35,متاح على الشبكة:موقع محمد سليمwww.aslim.org

[10] سعيد يقطين:النص المترابط مستقبل الثقافة العربية.نحو كتابة عربية رقمية,المركز الثقافي العربي,الدار البيضاء,المغرب,بيروت, لبنان,ط1,2008,ص180.

 

[11] سعيد علوش:تنظير النظرية الأدبية من الوضعية الى الرقمية,مطبعة البيضاوي,المغرب,ط1, 2013,ص335.

[12] سعيد يقطين:المرجع السابق,ص190 .

[13] السيد نجم: النشر الالكتروني والابداعي والرقمي,الهيئة العامة لقصور الثقافة,القاهرة,مصر,ط1, 2010,ص 40.

[14] فاطمة البريكي:مدخل إلى الأدب التفاعلي,المركز الثقافي العربي,المغرب,لبنان,ط1, 2006, ص 50.

[15] عمر الزرفاوي:مدخل الى الأدب التفاعلي,مجلة الرافد,دائرة الثقافة والإعلام,الشارقة,العدد56,ط1, 2013,ص164.

[16] فاطمة البريكي:المرجع السابق,ص 9 ـ 19.

[17] المرجع نفسه,ص 183.

[18] سعيد يقطين:من النص الى النص المترابط مدخل الى جماليات الابداع التفاعلي,ص 9ـ 10.

[19] العيد جلولي:نحو أدب تفاعلي للأطفال ,مجلة الأثر,جامعة قاصدي مرباح,ورقلة,العدد10, 2011, ص184.

[20] سعيد يقطين:النص المترابط ومستقبل الثقافة العربي نحو كتابة عربية رقمية,ص183ـ 184.

[21] فيليب بوطز:المرجع السابق,ص 108.

[22] محمد مريني:النص الرقمي وابدالات النقل المعرفي,دار الثقافة والاعلام,الشارقة,ط1,ص38.

[23] علي نبيل,حجازي نادية:الفجوة الرقمية:رؤية عربية لمجتمع المعرفة,عالم المعرفة,المجلس لوطني للثقافة والفنون والآداب,الكويت, 2005, ص309.

[24] إيمان يونس:مفهوم مصطلح (هايبير تكست  Hyprtext) في النقد الرقمي المعاصر, مجلة المجمع,مجمع اللغة العربية, الأردن, العدد6, 2012,ص 36.  

[25] سعيد يقطين:المرجع السابق,ص 192.

[26] Archipald Samuel.Le texte et la technique.La lecture a l'eure des Midea Numerique.Le quartanier. 2009.

[27]  Vitali.Rosati.Marcelle.2014"Pour une definition du (numerique)" Pratiaue de l'edition numerique.

[28] سعيد يقطين:من النص الى النص المترابط, ص 264 ـ 265.

[29]  AARSETH Espen,Cybertext ;Perspectives on Ergodic literature ,Baltimore, Gohns Hopkins university Paris, 1997>

[30] يعيد يقطين:المرجع السابق , ص 265.

[31] Vuilemin,Alain et lenoble Michet dir Litterature et informatique.La literature generee par ordinateur ARRAS.

[32] ابن منظور:المرجع نفسه.

[33] جميل الحمداوي: الأدب الرقمي بين النظرية والتطبيق ,الجزء1,ط1, 2016م,ص39.

[34] المرجع نفسه, ص 40.

[35] الرجع نفسه,ص 41.

[36] المرجع نفسه, ص 50.

[37] المرجع نفسه,ص 51ـ 52.

[38] المرجع نفسه 52ـ 53.

[39] جميل حمداوي: المرجع السابق,ص 86.

[40] المرجع نفسه,ص 93.

[41] إيمان يونس: الأدب الرقمي العربي,الواقع , التحديات والتطلعات على الموقعhttp:llwww.diwan larab.com(17)

[42] إيمان يونس:الأدب الرقمي العربي.

[43] صالح مفقودة: إشكالية الأدب والتكنولوجيا,مجلة العلوم الإنسانية,جامعة محمد خيضر,بسكرة,ع5,فيفري 2004.

[44] جميل حمداوي:المرجع السابق, ص95.

[45] Voir Jean Clement:Eoitures Hypertextuelles,Universite Paris.8.

[46] جميل حمداوي: المرجع السابق, ص 85.

الاسمبريد إلكترونيرسالة