المبحث الأول: الدولة الزيانية
المطلب الأول: التعريف بالدولة العبد الوادية
أولا: نسب بني عبد الواد :
تعددت أسماؤهم من زيانيون و
بنو زيان و عبد الواديون و بنو عبد الوادي،[1] أو
الواد .
يعود نسبهم إلى قبيلة بني عبد الواد الذين هم أحد فروع قبيلة
زناتة البربرية التي تعتمد في عيشها
على حياة البداوة و الترحال.[2] تمتد
مواطنهم من تاهرت شرقاً الى نهر ملوية غرباً. فتسميتهم
بالزيانية نسبة لجدهم عن ابيهم زيان بن ثابت بن محمد بن زيان بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يزوخن بن قاسم بن محمد. [3]
أصل اسمهم عابد الوادي عرف
بها جدهم من ولد شجيح بن واسين بنت بصلتين بن مسرى بن زاكيا بن ورسيج[4] ، و
يقول ابن الاحمر أن هذا الفرع من زناتة طرابلس ، ثم اندفعوا غربا أمام الغزوة الهلالية ، واستقروا في اراضي المراعي جنوبي
وهران عاشوا تحت حكم دولة الموحدين
، و كانوا يلعبون دور حامي الدولة من هذه الجهة ، وفي أواخر أيام دولة الموحدين استقروا في تلمسان وفي ما حولها ، و حصنوها و أصبحت
اقطاعاً ثابتا لهم .[5]
وقد قسم ابن خلدون بني عبد
الواد الى ستة بطون هم : بنو باتكين وبنو اولو بنو ورهطف ونصوحة و بنو تومرت بنو قاسم .[6]
ثانيا: قيام الدولة الزيانية :
استطاعت دولة الموحدين أن تحافظ على استمرارية وحدة ترابها تحت نظام إداري مركزي موحدي ، فقد كانت تمتد من برقة شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً ، ومن البحر المتوسط و الأندلس شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوباً . إلا أنه في مطلع القرن السابع هجري ، و الثالث عشر ميلادي بدأت الاوضاع داخل دولة الموحدين.[7]
وبدأت
عوامل سقوط هذه الدولة تظهر مع هزيمة معركة حصن العقاب[8] بالأندلس سنة 609هـ/ 1212م و التي تعتبر بداية هذا السقوط وبداية نهاية
دولة الموحدين، وثورة بني غانية[9] التي قادها علي بن غانية ضد سلطة الموحدين[10].
زيادة على الحروب المستمرة
التي واجهتها دولة الموحدين فقد كانت تواجه مشاكل داخلية على الحكم ، في هذا الأثناء كانت القبائل البربرية تعمل للاستفراد بجزء من
تركة دولة
الموحدين، وظهر يغمراسن بن
زيان في المغرب الأوسط والذي يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة بني زيان و قد وصفه ابن خلدون أنه كان " من أشد هذا الحي بأساً ،
واعظمهم في النفوس مهابة وإجلالاً واعرفهم بمصالح قبيلة ، و أقواهم كاهلا
على حمل الملك و اضطلاعاً بالتدبير و الرياسة ، شهدت له بذلك آثاره قبل الملك و بعده [11].
ثالثا :
الإطار الجغرافي للدولة :
امتدت دولة بني زيان على
نطاق المغرب الأوسط والذي قاعدته تلمسان[12] ،
من البحر الرومي شمالا إلى
المفاوز الصحراوية الفاصلة بين بلاد المغرب وبلاد السودان ، ومن الشرق حدود مملكة إفريقية إلى الغرب حدود مملكة فاس[13] ،
غير أن هذين الحدين الأخيرين لم يكونا قارين يعني أنها لم تكن حدود مستقرة بل تمتد وتتقلص حسب الظروف السياسية
والعسكرية التي تحيط بها ، فمثلا من الشرق
تبلغ أحيانا أعمال قسنطينة ودلّس وبجاية ، فهي في ذلك تسير حسب تقدم الدولة
وانتصاراتها على منافسيها وإلى الجنوب سجلماسة. [14]
كما أنها عرفت في بعض
الأحيان تقلصا خطيرا يكاد يحصرها في محيط تلمسان[15]
،فالملاحظ أن حدود
الدولة مرت بحالات مد وجزر طوال حياتها[16] ،
أي أنها لم تعرف حالة استقرار .
أما عن المدن والقواعد
المنتشرة بهذا الإقليم نجد هناك مدن داخلية وأخرى ساحلية ، في مقدمتها تلمسان عاصمة الدولة وحاضرة ملكها ، ثم نجد :
ندرومة وهنين[17]،
وجدة، وهران، مستغانم، مازونة، تنس، مليانة ،المدية، الجزائر . . . إلخ.
رابعا: أهم سلاطين الدولة
الزيانية:
يغمراسن بن
زيان 633هـ - 1236م / 681هـ -1283م:
هو أبي يحي يغمراسن بن زيان
بن ثابت بن محمد[18]، ويكنى
بأبي يحي، وقد سمي كما ذكر يغمور[19] . ولد سنة 603هـ أو سنة 605هـ الموافق لـ 1206م أو 1208م . يعتبر أول ملوك الدولة الزيانية.
تولى الحكم من سنة 633هـ /
1236م الى سنة 681هـ 1283م .
بدأ
يغمراسن بن زيان حياته السياسية بالارتباط بدولة الموحدين بمراكش حتى وصل عهد الرشيد عبد الواحد بن ادريس[20]، فانفصل
عنها.[21] ومنذ ذلك الوقت أخذ نجم
عاصمة بني زيان عبد الواد
يعلو شيء فشيئا ، حتى صارت دولة و حاضرة كبرى آنذاك ، وبدأ يغمراسن بن زيان في التوسع بمساعدة القبائل التابعة له[22].
كما واجه الدولة الحفصية
التي كان سلطانها أبو زكريا[23] ،
يطمع إلى إعادة توحيد المغرب ، إلا انه حين
اقترب احس انه لا يستطيع مواجهته لذلك فكرفي التقارب معه لتكون عوناً له ضد دولة الموحدين . وهذا ما وافق عليه يغمراسن[24]، فواجه دولة الموحدين وانتهت المعركة باستلائه على غنائم وذخائر الدولة التي كان من بينها مصحف عثمان
بن عفان . وبقي يغمراسن بن زيان حاكماً لدولته الى أن وافته المنية سنة 681هـ
/1283م [25].
أبو سعيد عثمان بن يغمراسن
: (681هـ - 1283م / 703هـ - 1303م)
بعد وفاة يغمراسن بن زيان
بوعي الحكم لابنه ابو سعيد عثمان وذلك في أوائل ذي الحجة من سنة 681هـ /1283م إلى سنة 703هـ / 1303م .[26] فقد استهل ابو سعيد بن يغمراسن حكمه بانتهاج سياسة مسالمة لبني مرين ، وتفرغ لبناء دولته
وتوسيعها من الجهة الشرقية ، ثم خاطب أبا إسحاق
الحفصي[27]
وبعث إليه بالبيعة و الولاء ، ورد الأخير بالقبول . ثم بعث إلى يعقوب بن عبد الحق 11وناشده السلم فاستجاب وبهذا يكون قد ابعد عنه خطر
الجارتين[28] . وعرف عهده بكثرة الثورات من قبل القبائل البربرية
المعارضة للدولة الزيانية أمثال بنو توجين[29]
بقيادة آل عبد القوي
، اذ تمكن من انتزاع جبل الونشريس و ما حولها حتى المدية من ايديهم .[30]
وتوفي خلال الحصار تلمسان
من قبل الدولة المرينية ، و تولى بعده ابنه ابو زيان محمد 703هـ
-707هـ / 1308
-1303م حكم هذا السلطان الدولة في ظروف مأساوية للغاية وذلك لان الدولة
الزيانية فقدت أغلب أملاكها
و إستقلت القبائل عنها .[31]
أبو حمو موسى الأول : 707(هـ / 1308م – 718هـ / 1318م (
تميز عصر هذا السلطان
بإصلاح ما تهدم خلال الحصار المريني و استعادة الاراضي التي فقدتها الدولة[32] ويذكر أن أبا حمو موسى الاول
كان حازماً و إمتد ملكه إلى بجاية شمالا والي الزاب جنوباً ، وكثرت منشآته العمرانية داخل تلمسان وخارجها .[33]
عبد الرحمن ابن تاشفين ( 718هـ /1318م - 737هـ /1337م) :
بعد وفاة ابي حمو موسى بويع
عبد الرحمن بن تاشفين على الحكم فحكم من سنة 718هـ 1318م إلى سنة 737هـ 1337م[34] ،
يعتبر من أقوى أمراء الدولة ، بعد يغمراسن بن زيان فقد استطاع أن يقمع تلمسان في عصره ازدهاراً في جميع
الميادين الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية
وعمراني كبير[35]،
فتحالفت الدولة المرينية مع الدولة الحفصية خوفا على أراضيها أمام ما آلت إليه الدولة الزيانية من قوة[36] . فكانت مواجهة كبيرة بين عبد الرحمن ابو تاشفين و ابي الحسن المريني[37]
،فكانت نهايته أمام القصر بتلمسان ، وهنا استولى ابو الحسن المريني على الدولة الزيانية وبدأ يمد أطماعه للاستيلاء على
الدولة الحفصية[38]
، وإعادة بناء المنصورة من جديد ،
وفي هذا الاثناء تعاونت القبائل العربية عليه فانهزم في معركة القيروان سنة 746ه 1347م ، فاغتنموا هؤلاء القبائل الفرصة ورجعوا إلى مضاربهم
بالمغرب الاوسط ، أما بنو عبد الواد
فتوجهوا إلى تلمسان وعينوا أبا ثابت و أبا سعيد ليتوليا شؤون الدولة[39].
أبو سعيد و أبو ثابت : (
749هـ/ 1348م – 755هـ / 1354م )
بايع بنو عبد الواد الامير
أبا سعيد و أخوه أبو ثابت في شهر ربيع الاول سنة 749ه/1348م إلى سنة
755هـ 1354م، وقد ترك أبو الحسن المريني الامير ابو عنان واليا على تلمسان[40] .
عملا هذان الاميران على
إحياء الدولة من جديد وقسما المهام بينهما ، لكن هذا لم يدم طويلاً و في ظل إقدام الدولة المرينية للاستيلاء مجدداً على
الدولة الزيانية .[41]
ابو حمو موسى الثاني
(760هـ/1359م-755هـ/1354م)
وهو أبو حمو موسى الثاني بن
يوسف بن عبد الرحمن ابن يحي بن يغمراسن[42] ،
تولى الملك من سنة 760هـ
/1359م إلى سنة 791هـ /1389م .5اغتنم السلطان ابو حمو موسى الثاني فرصة الاضطرابات التي كانت تواجه الدولة المرينية في عهد
السلطان ابي العنان ، فعاد إلى موطنه بمساعدة
القبائل العربية (بنو هلال) بتزويده بالقوة العسكرية ، وقد تميز عهده بكثرة ثورات القبائل البربرية ضد الدولة الزيانية ، ونفوذ القبائل
العربية الموالية لدولة كقبائل بني عامر وسويد و حصين . وغيرهم لكن هذا لم يدم طويلا وانقلبت
القبائل العربية ضدها وتحالفها مع اعدائها[43]،
كذلك ابو حمو فقد عمل على التوسع على حساب الدولة الحفصية و الاستيلاء على بجاية. إلا انه لم يستطع وذلك لضعف القيادة ،مما أدى به
لترك تلمسان و الفرار إلى الصحراء وهذا في
سنة 760هـ /1359م ودام فراره لمدة 25يوماً ، وكان كل هجوم يقر الى الصحراء مع اهله وحاشيته .
ولم يطح عرشه لما يتصف به من المقاومة و العناد والصبر على الشدائد.[44]
وعرف عصره اشتداد الصراع
بينه وبين الأمير أبي إسحاق الذي وجد مساعدة من شيوخ تلمسان و أعيانها كعبد الله بن عثمان و سليمان بن موسى
أبو عبد الله.[45]
أبي عبد الله محمد المتوكل : 873- 866هـ / 1468-
1442م
أبو عبد الله محمد المتوكل
، تولى من سنة 866هـ / 1442م إلى سنة 873هـ / 1468م [46]،
بدأ عهده
بتنظيم الأمور السياسية وذلك بلم شتات الأسرة الزيانية الحاكمة والقضاء على
النزاعات بين
افرادها ، ورغم ذلك واجه بعض الصعوبات و الثورات كمعركة وجدة بقيادة محمد بن غالية أين تمكن من هزمه[47] .
المطلب الثاني: النظم السياسية و الادارية في الدولة الزيانية
منذ أن استقل يغمراسن بن زيان ، عمل
جاهدا على تحقيق شخصية دولته ، فاتخذ النظم والطرائق لتسييرها قصد تثبيتها ككيان سياسي
، غير أن هاته النظم لم تخرج عن مألوف النظم الإسلامية المعروفة وهذا ما يظهر جليا
من خلال كتاب واسطة السلوك في سياسة الملوك[48] ،
وقد ارتبطت هذه النظم السياسية بمفاهيم عامة شملت مقام الوزير ، الكاتب ، الحاجب ،
صاحب الأشغال ، على رأس المقام السلطان، فهي بطبيعة الحال امتداد للنظام المعمول به
سابقا[49] ،
أي على عهد الموحدين بصفة خاصة والنظام الإسلامي بصفة عامة.
أولا : السلطان :
اختص الحاكم الزياني بجميع السلطات حسب التصور
السائد آنذاك لمفهوم الدولة ، وهو أمر كانت
تدين به الرعية ، فهذا الاختصاص يعني الاستئثار بجميعها وفق منظور الملكية ، وقد
جاء هذا بالوصف الواضح لمبارك الميلي بقولـه
: " وحكومتها –
يعني الدولة الزيانية –
ملوكية استبدادية مطلقة غير جارية
على قواعد سياسة الخلافة[50] " ليؤكد أن النفوذ
الإداري يعود فيها إلى السلطان ، والذي
هو دائما من بيت آل زيان[51] ،
فنطاق ممارسة السلطة كان مطلق مستمد من قوة العصبية[52] المتمثلة
في قبيل بني عبد الواد ، فرد يغمراسن بن زيان حين مساءلته عن النسب قـال : " أن الدنيا نلناها
بسيوفنا" ،
فكان منشأ الدولة دنيوي ، لكن الأمر تغير من خلال موقف أبو حمو موسى الثاني حينما
كان يرى نفسه أنه موكل من الله وأنه خليفته في أرضه[53] ،
إذن هو عامل ديني ، يفسر ضعف تلك
العصبية ، فلجأ إلى العامل الديني والروحي لتحقيق أهدافه السياسية. [54]
غير أن هذا الحكم المطلق لا يعني أن السلطان الزياني
كان بعيدا عن رعاياه بل كثيرا ما كان يظهر
إليهم ويستقبلهم دون صعوبة تذكر[55] ،
ما يؤكد هذا القول وصية أبي حمو موسى الثاني لابنه.[56]
ومن المعلوم أن الحكام ارتبطت بهم تسميات عديدة
اختلفت المصادر في ذكرها سـواء ، السلطان
أو الأميـر أو الملك أو أمير المسلمين وأمير المؤمنين ، كما دعوا بالخلفاء ، هذا
كله جاء نتيجة
الحرص على الارتقاء بالدولة ، وكمباهاة ومفاخرة وتعظيم أمام ملوك الدول.[57]
إلا أن هذه النعوت اقتضتها الظروف المتاحة ، فمثلا
بنو زيان في بادئ عهدهم لم يجرؤوا على
التلقب بالخليفة تأدبا مع الموحدين إلى غاية زمن أبو حمو موسى الثاني ، أما
التسميات الأخرى تداولت
بشكل عادي ، عكسته صورة النقوش الموجودة على السكة والدعوة على المنابر.
وعموما ارتبطت هذه التسميات بكل من اعتلى العرش
الزياني ، ليلا زمها التكني[58]
الذي كان منتشرا
في المغرب الإسلامي بعدوتيه ، القصد منه هو تعظيم المتكنى بها ، لذا كان الأمراء
والحكام وأصحاب
مراتب الدولة بشكل عام والسلاطين بشكل خاص يحرصون كل الحرص على التكني بأسماء
أبناءهم مباهاة ومفاخرة وتعظيما [59]، بدءا
بيغمراسن بن زيان الذي تكنى باسم ابنه يحي ، ليسير كلهم على
هذا النهج.
إلى جانب ما ذكر سابقا ، هناك صفات
ومظاهر جعلت السلطان مميزا عن غيره من حكام الدولة وأعيانها وموظفيها ، تعرف بشارات
السلطان .
1- الألـة
: يقصد بها نشر الألوية والرايات وقرع الطبول والنفخ في الأبواق والقرون ترافق
السلطان في الحروب والمناسبات والأعياد ، فقد اختصوا بها دون ولاتهم وعمالهم وجعلوها
موكبا خاصا يتبع السلطان في مسيره يسمى الساقـة[60].
2- السريـر:
اتخذ السرير عدة معاني ومسميات كالأريكة والتخت والكرسي ، وهو المقعد الذي يجلس عليه
السلطان وعنه يقول ابن خلدون :" وهو أعواد منصوبة أو أرائك منضدة لجلوس السلطان
عليها "وتكون هاته الجلسة مرتفعة بالمقارنة مع جلسائه[61] .
3- السكـة
: يعني الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها بين الناس ، تحمل اسمه إذ تعتبر من
مظاهر الدولة والسلطان ، إلا أن طبيعة النقد اكتنفه الغموض على عهد بني عبد الواد ،
يرجع هذا الأمر إلى التشابه الكلي للنقود في بلاد المغرب الإسلامي من حيث الشكل والحجم
وحتى النقش.[62]
4- الخـاتـم:
الخاتم هو من الخطط السلطانية والوظائف الملوكية ، اتخذها السلاطين لختم الرسائل
والصكوك الصادرة عنهم ، لتعتبر علامة تميز الرسائل
والصكوك عن غيرها هذا
الأمر لم يكن سلاطين بنو زيان بمنأى عنه ، فقد أشار ابن خلدون بقوله إليه :" فقد صار عند
دول المغرب يعد من علامات الملك وشاراته"[63] ، حيث ذهب بهم الحد إلى المبالغة في صياغته من
الذهب وترصيعه بالفصوص المختلفة كالياقوت والزمرد ، يضعه السلطان في إصبعه تميزا
له .
-5الطـراز: هو من أبهة الملك
والسلطان ومذاهب الدول ، إذ ترسم أسمائهم أو علامات تختص بهم في طراز أثوابهم
المعدة للباس ،3فهي من خصوصيات
السلاطين وامتيازاتهم إذ تضفي عليهم هالة فخمة ، ذات
أبهة وبذخ ، فعلى الرغم من اكتفاء عبد الرحمن ابن خلدون بذكره لطراز الدولة المرينية
، ودولة بني الأحمر ، فهذا لا يعني نفي صفة الطراز لبني عبد الواد[64] .
-6الفساطـيط: يقصد بها الأخبية التي
صنعت من الكتان والصوف والقطن ، جعلت قصد التباهي بها في الأسفار ،
كمأوى لهم ،إلا أن المصادر لم تشر إذا اختص بهذا الأمر مكتفية بذكر استيلاء
يغمراسن بن
زيان على فسطاط الخليفة الموحدي السعيد متخذا إياه سكنا له في أسفاره ، ليبقى
الأمر غير واضح إلى
أن جاء أبو حمو موسى الثاني وعرف بهذا الأمر [65].
-7المقصورة والدعاء: يقصد
بالمقصورة البيت من المسجد لصلاة السلطان ، حيث يتخذ سياجا على المحراب بغرض
حمايته من كل مؤامرة تدبر لاغتياله ، شأن الدول الإسلامية كلها ، وقد صارت سنّة في
تمييز السلطان
عن الناس في الصلاة .[66]
كانت هناك مظاهر عرفتها السلطة
السياسية ، مارسها السلطان تجلت في البيعة وولاية العهد
.
أ-البيعـة:
هي العهد على الطاعة كأن المبايع يعاهد أميره على أن يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور
المسلمين لا ينازعه في شيء من ذلك ويطيعه فيما يكلف به من الأمر على المنشط
والمكره،4 إذن فهي عقد يتضمن التزام طاعة السلطان
الجديد ،أمر عرفه بنو زيان ، إذ كانت البيعة تتم من الخاصة والعامة
، فالخاصة من لهم كلمة مسموعة في الأمة من وزراء وعمال وقضاة وأمناء وشرفاء
وعلماء وعدول وقواد الأجناد ،فجلهم من أشقاء السلطان وأبناء العمومة[67]
.
أما بيعة العامة فتكون من قبل سكان تلمسان ، كانت
تتم غالبا على أرض الملعب بتلمسان ،ثم تليها
بيعة المدن والقبائل تمثلها مشيختها ، وفي هذا الصدد أشار صاحب البغية بقوله :" وفي الثالث أو
الرابع من هذا الشهر المبارك – يقصد شهر ربيع
الأول- وفد على بابه
الكريم أهل ندرومة وأهل وجدة
وأهل هنين ببيعاتهم[68]"
،وكان شكل البيعة إما بالمصافحة بصفقة الأيدي
كبيعة بني عامر لأبي حمو
موسى الثاني[69].
ب-ولاية العهد : عرف هذا النظام
في الإسلام من أول عهوده ، كما فعل أبو بكر في توليته العهد لعمر بن الخطاب، ومبايعة
ولي العهد هي أن يأخذ الخليفة المنتصب البيعة على الناس لولي عهده بالخلافة
ويصح هذا أن يقع على الملك والسلطان [70]، وهذا
ما تقتضيه مشروعية الإمامة من حيث المصلحة في النظر لمصالح الأمة ، إذ ينظر لهم ذلك
في حياته ويتبع ذلك أن ينظر لهم بعد مماته ، وبنو عبد الواد
ساروا على هذا المنوال ، غير أن طريقة
التعيين لم تعرف أبكتاب وختم كانت أم بقول شفهي؟[71]
ثانيا : الوزيـر :
الوزارة هي من أهم الخطط السلطانية
والرتب الملوكية لأن اسمها يدل على مطلق الإعانة ، فهي مأخوذة إما من المؤازرة وهي
المعاونة أو من الوزر وهو الثقل كأن يحمل مع مفاعله أوزاره وأثقاله وهو راجع إلى المعاونة
المطلقة.[72]
جاء هذا المنصب نظرا لصعوبة قيام الإمام
بجميع شؤون الأمة الدينية والدنيوية لذا كان لابد من الإنابة له من أعوان وعمال يعينونه،
وهي على ضربين.[73]
أ-وزارة تفويض : يرأسها
شخص يفوض إليه تدبير الأمور برأيه ، وإمضائها على اجتهاده دون الرجوع إلى الخليفة
، فهي سلطة مطلقة يستثنى منها : ولاية العهد ، الاستعفاء ، العزل .[74]
ب-وزارة تنفيذ
: يرأسها شخص لا يحق له تدبير الأمور باجتهاده ، فعمله يكون قاصر على تنفيذ أوامر الخليفة
وقد عرفت الوزارة كمنصب في بلاد المغرب الإسلامي بصفة عامة ، إذ كان لبني عبد الواد
هذه الخطة ، فالوزير عندهم هو صاحب الرتبة الأولى بعد السلطان ، إذ هو مستشاره ونائبه
في قيادة الجيوش والمتصرف في شؤون الدولة كلها، وإن كان في بادئ عهودهم أمرية الجيش
من صلاحيات السلطان ، إلا أن هذا لا ينكر عدم مرافقتهم عند الخروج ، حتى أنه في عهد
أبي حمو موسى الثاني أصبح الوزير بمثابة قائد للجيش.[75]
ومهما يكن من تغير يبقى الوزير يحتل
المرتبة الثانية بعد السلطان من حيث الأهمية السياسية والإدارية[76] سواء
كان وسيط بين السلطان والرعية ، أو مساعدته في شؤون الدولة والاضطلاع بمهامها ، وإن
جمعت له مع الحجابة.
فالمهام التي اشتمل عليها الوزير بصفة
عامة ، حددها أبو حمو موسى الثاني في وصيته لولي عهده[77]، أما
عن اختيارهم وتعيينهم بطبيعة الحال يكون بقرار يتخذه السلطان بنفسه ، يكون ذلك وفق
شروط معلومة[78]،
في مقدمتها الثقة متلازمة مع القرابة ولو على حساب الكفاءة ، تجلى هذا المظهر في العهود
الأولى من الدولة خاصة على عهد يغمراسن بن زيان بغية ضمان الاستقرار الإداري.[79]
لم يبق هذا المقياس ثابتا ، عندما نجد
السلطان أبو حمو الأول يستند في اختياره للوزراء إلى الكفاءة كتعيينه لأفراد من عائلة
بني الملاح.[80]
كذلك الأمر نفسه عندما يعين السلطان
أبي تاشفين الأول من بعض العلوج كهلال القطلاني ،جاءت هذه التعيينات وفق الضرورة الملحة
التي كانت تعيشها الدولة.[81]
ثالثا : الحاجـب :
يراد بالحجابة حجب الخليفة عن الناس ، يشرف عليها
الحاجب الذي يغلق باب الخليفة دون الناس أو يفتحه لهم ، ثم ارتقت وظيفته وأصبح
عمله تنظيم مقابلة المراجعين للخليفة وترتيبهم في الدخول عليه
مراعيا في ذلك مركزهم الاجتماعي وأهمية أعمالهم.[82]
غير أن هذا ، لم يصر يتفق مع تلك المرتبة في بعض
الدول الإسلامية ، خاصة دول المغرب الإسلامي
بما فيها دولة بني عبد الواد ، إذ اقتضى دور الحاجب عندهم في الإشراف على قصر السلطان
والنظر في أمور الطعام والكساء والذخيرة والعطاء ، وقد تجمع له العلامة على
السجلات[83]، حتى
خص باسم "منفذ
الخاص بالسلطان في داره"[84]، كما عرف بالمزوار.[85]
أعطيت أهمية كبيرة لهذه الخطة ، لما نالته من الحظوة
، إذ نجد أنه أسندت له مهمة السفارات و
المفاوضات، كما أصبح صاحبها مقدم على سائر الخاصة الملازمة للسلطان ، بما فيها
مرتبة الوزير،
فقد أوكلت في بداية عهدهم إلى أصحاب المكانة العلمية ، متمثلة في الفقهاء [86].
لكن هذا الشأن تغير على عهد السلطان أبي حمو موسى
الأول ، إذ جمعت مع منصب الوزارة ليختفي منصب الحجابة كاسم
على عهد أبي تاشفين الأول ، أو انتابه شيء من الأفول والزوال.[87]
إلا أنه مع انبعاث الدولة من جديد على يد أبي حمو
موسى الثاني ، يلاحظ عودة هذا المنصب باسمه
، مما يبيّن أن صفة الحاجب عادت لشكلها الأول ، فكان الشخصية البارزة في ترتيب هرم السلطة
، وهذا ما أشار إليه الحسن الوزان بقوله
:" الشخصية الأولى هو نائب الملك المزوار الذي يحدد
الأجور حسب قدر كل واحد واستحقاقه ، ويرأس الجيوش ويقودها أحيانا ضد العدو فيخضع له
مثلما يخضع للملك[88]"
أما عن الطريقة التي يتم تعيينهم بها ، فكانت مرتبطة
بتجدد العهد ، ووفق مقاييس الكفاءة والخبرة
ولم يكن للقرابة أي شيء يذكر ، ربما يرجع هذا إلى أهمية الدور المناط بالحاجب الذي
لا يستدعي
القرابة بقدر ما يستدعي الخبرة والكفاءة.[89]
رابعـا: الكاتب
تعد الكتابة من الوظائف السلطانية ، وإن كانت غير
ضرورية في الملك لاستغناء كثير من الدول
عنها رأسا كما في الدول العريقة في البداوة التي لم يأخذها تهذيب الحضارة ولا
استحكام الصنائع
، وإنما أكد الحاجة إليها في الدولة الإسلامية شأن اللسان العربي والبلاغة في
العبارة عن المقاصد.[90]
فلم يكن في بد المشرق من استعانة رجال السلطة العليا
بمساعدة مثقف هو الكاتب[91] ،
وقد اتخذت
الدولة العبد الوادية منذ قيامه على يد السلطان يغمراسن بن زيان كتّابا اعتبروا من
مشاهير الأقلام
، سواء كتّاب إنشاء أو كتّاب عسكر ، نصبوا منذ الوهلة الأولى لنشأة الدولة[92]، باعتبارها وظيفة مهمة في
الدولة .
كان الكتّاب على يد قدر كبير من العلم والبلاغة
والأمور السياسية والقواعد الملكية[93]، إذ
كان اختيارهم
– كتّاب الإنشاء – لا يخضع إلا لمقياس الكفاءة وحسن السلوك.[94]
لذا لا بد أن يتخير من أرفع طبقات الناس ، وأهل
المروءة والحشمة منهم وزيادة العلم وعارضة
البلاغة.[95]
وقد بين أبو حمو موسى الثاني الشروط الأساسية
والمواصفات في اختيار كتّابه بقوله :" وأما كتابك
فلتتخير منهم لسرك كاتبا من وجوه بلدك ، موفيا لغرضك ومقصدك ، فصيح اللسان ، مريد الجنان
، بليغ البيان ، عارفا بالآداب ، سالكا طريق الصواب ، بارع الخطب ، حسن الضبط ،
عالما بالحل
والربط ، كاتما للأسرار ، متحليا بتحلي الوقار ، ذا عقل وافر ، وفهم حاضر ، وذهن
ثاقب ، وفكر
صائب ، حلو الشمائل ، موسوما بالفضائل ، جميل الهبة واللباس والمؤالات للناس ، لأن الكتاب
عنوان المملكة لتبين الأمور المشتبكة ، ومن كتابك يستدل على عقلك ويعترف معرفتك وفضلك
، فهذا أقل ما يشترط في الكاتب ويكون في حقه وحقك من الواجب ، فإنه إذا كان الكاتب بهذه
المثابة صلح بأن يكون أهلا للكتابة وإن خل بهذه الشروط كان جديرا بالتأخير والسقوط
".[96]
خامسا : صاحب الأشغال :
تعتبر هذه الخطة من مسميات المغرب الإسلامي بعدوتيه
، فعرف أحيانا بصاحب الأشغال، وأحيانا أخرى بصاحب الأعمال[97] ،
هذه الخطة يقابلها صاحب ديوان الأعمال والجبايات ، عرفت هذه التسمية
– صاحب الأشغال- في الأندلس وفي الدولة الموحدية[98] ،
ليستمر شأنها على عهد الدول التي قامت
على إثر تفككها ، باعتبارها ضرورية جدا في الملك ، هذا ما أكده عبد الرحمن ابن
خلدون بقوله :" وهذه الوظيفة جزء عظيم
من الملك بل هي ثالثة أركانه لأن الملك لا بد له من الجند والمال والمخاطبة
".[99]
فالجند هم حماة الدولة وسدها المنيع ، والمال يكون
عن طريق الجباية يرأسها صاحب الأشغال والمخاطبة يقصد بها كتّاب الدولة .
المبحث الثاني: الدولة
المرينية
1- نسب المرينيين:
اختلفت آراء المؤرخين في أصل بني مريين،
فمنهم من ذكر أن بني مرين[100] فقد
من الطبقة الثانية من قبيلة زناتة من البتر أحد فرعي البربر و التي تفرقت عنها شعوب
كثيرة فمنهم مغداوة، و بنويقرن، و بنو واسيت و بنومرين، وبنو عبد الواد ،و بنو توجين.[101]
اعتبر بنوا مرين أنفسهم أعلى قبائل
زناتة حسبا و أشرفها نسبا، إذ يرجعون جدورهم القبلية ، لأصول عربية[102] ،
يرفع البعض نسبهم إلى الخليفة الراشيدي الرابع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.[103]
أما قبائل بني مرين فكثيرة العدد منها
: بنو عبد الحق ، و بنوا عسكر ، بنووطاسو بنوالكاس و بنوا يابات وبنو ايرنيات[104] ،
يعود أصل القبائل زناتة إلى زانات بن جانا، و قد يتحول لسانهم العربي بعد أن تحول بربن
قيس إلى أرض أخواله البربر الذين كانوا يسكنون في فلسطين و يجاورون الحرب في المساكن
و المراعي و قد تلقب ولده مادغيس بالأبتر من زناتة و قد نشأ بين أخوال أبيه من البربر
فنطق بلغتهم و توين بزيهم.[105]
2-نشأة و تطور الدولة
المرينية:
وكان بنو مرين في
أول أمرهم من البدو الرحل، وفي سنة 601هـ نشبت بينهم وبين بني عبد الواد وبني
واسين حرب فارتحلوا بعيدًا وتوغلوا في هضاب المغرب، ونزلوا بوادي ملوية الواقع بين
المغرب والصحراء، واستقروا هناك إلى سنة 610هـ، وهي السنة التي مات فيها محمد
الناصر الموحدي عقب موقعة العقاب،
وتولى من بعده ابنه المستنصر، وكان صبيًّا لا علم له بالسياسة وتدبير الملك،
فانشغل باللهو والعبث وترك تدبير الملك لأعمامه ولكبار رجال الموحدين، فأساءوا
وتهاونوا في الأمور وخلدوا إلى الراحة والدعة، وكانت موقعة العقاب[106]
قد أضعفت قواهم، وقضت على كثير من رجالهم وشبابهم، ثم جاء بعدها وباء عظيم قضى على
كثير من أهل هذه المناطق[107].
وكان بنو مرين في ذلك الوقت يعيشون في الصحاري
والقفار، وكانوا يرتحلون إلى الأرياف وأطراف المدن المغربية في الصيف والربيع
للرعي فيها طوال الصيف والربيع، ولجلب الحبوب والأقوات التي يستعينون بها على
الحياة في الصحاري المجدبة، فإذا أقبل الشتاء اجتمعوا كلهم ببلدة تسمى «أكرسيف» ثم
شدُّوا الرحال إلى مواطنهم في الصحراء.[108]
فلما كانت سنة 610هـ ذهبوا على عادتهم إلى المدن
والأرياف، فوجدوا أحوال هذه البلاد قد تغيرت وتبدَّلت، ورأوا ما آلت إليه أحوال
الموحدين من التهاون والخلود للراحة، وما آلت إليه أحوال الشعب بعد ضياع رجاله
وشبابه في موقعة العقاب[109]،
وفي الوباء الذي عم بلاد المغرب والأندلس بعدها، ووجدوا هذه البلاد مع ذلك طيبة
المنبت، خصيبة المرعى، غزيرة الماء، واسعة الأكناف، فسيحة المزارع، متوفرة العشب
لقلة الرعي فيها، مخضرة التلول والربى، فدفعهم ذلك إلى ترك القفار والاستقرار في
هذه البلاد، وأرسلوا إلى قومهم في الصحراء يخبرونهم بذلك كله، وأنهم عزموا على
الاستقرار هناك، و يحضونهم على اللحاق بهم، فأسرع باقي بني مرين بالانتقال إلى هذه
البلاد الخصبة وانتشروا فيها.[110]
يعد
أبو يوسف المؤسس الفعلي للدولة المرينية وسيد بني مرين على الإطلاق، ومن أهم ما
قام به اتخاذه شعار الملك ولقب السلطان، واستخلاص مدينة سلا من أيدي النصارى
الإسبان وطردهم منها سنة 658هـ [111]
وفي عام 660هـ أرسل حملة من ثلاثة آلاف فارس اجتازت بحر الزقاق إلى عدوة الأندلس
للجهاد، وهو أول من فعل ذلك من بني مرين[112].
وزحف بجيش قوي لقتال الموحدين، فدخل مراكش سنة 668هـ/1269م، وهزم آخر خلفائهم أبا
دبوس إدريس بن محمد، ثم توجه للفتح، فاستولى على طنجة وسبتة عام 672هـ، واسترد
سجلماسة من بني عبد الواد، وصفا له المغرب كله، فقطع الدعوة للحفصيين في تونس،
وطمح إلى ترتيب دولته وفق الشريعة الإسلامية وإضفاء الشرعية الكاملة على سلطته،
فأعلن الجهاد، واجتاز المضيق إلى الأندلس بنفسه سنة 674هـ[113]،
وكان أمر الفرنجة فيها قد استفحل، فأثخن فيهم، وتوغّل في بلادهم، وغزا إشبيلية،
وحاصرها، واستولى على شريش، وبنى بالجزيرة الخضراء مدينة حصينة؛ سماها «البنية»،
ثم رجع إلى المغرب، فأقام بفاس، وبنى إلى جوارها المدينة البيضاء، وسكنها مع حاشيته
وذويه[114]،
كما أمر ببناء قصبة مكناسة. ثم عاد إلى الجهاد في الأندلس سنة 676هـ، فانتهى إلى
إشبيلية، وفتك بجموع الجلالقة عندها، واستولى على جبل الشرف وحصن قطنيانة وجليانة
والقليعة، ثم تحول إلى قرطبة، ودخل حصن الزهراء وغيره، وكرّ راجعاً عن طريق
غرناطة، فزار صاحبها ابن الأحمر، وعاد إلى المغرب سنة 677هـ[115].
عاود يعقوب غزو الفرنج في الأندلس سنة 681هـ وسنة 683، واهتم بالبناء وتنظيم أمور
الدولة، فشيد البيمارستانات، ورتّب لها الأطباء، وخصص بعضها لعلاج الفقراء
والمساكين، وبنى المدارس لطلبة العلم، ووقف عليها الأوقاف، واستمر غازياً ومصلحاً
إلى أن تُوفِّي بالجزيرة الخضراء بالأندلس سنة 685هـ، ودفن برباط الفتح[116].
وجرت البيعة لابنه السلطان الناصر لدين الله أبي يعقوب يوسف بن يعقوب وهو في
الجزيرة الخضراء، فرجع إلى فاس بعد أن نزل للسلطان محمد بن يوسف ابن الأحمر صاحب
غرناطة عن ثغور الأندلس كلها ما عدا الجزيرة ورندة وطريف[117].
وبعد أن رتب أموره في المغرب اجتاز البحر ثانية لقتال شانجة ملك الفرنجة الجديد،
ودارت بين الطرفين معارك ووقائع تبادلا فيها النصر والهزيمة. وعاد أبو يعقوب إلى
المغرب في شتاء 691هـ.[118]
ومع أن أبا يعقوب ظل سائراً على نهج أبيه في الجهاد والإصلاح والبناء طوال عهده،
فإن العقبات التي وقفت في وجهه كانت كثيرة، فضاعت جهوده في الأندلس بمخالفة ابن
الأحمر الذي مال إلى مهادنة ملوك الفرنجة والتخلي لهم عن كثير من الحصون خوفاً من
سطوة بني مرين.[119]
كذلك لم يستطع بسط سلطة دائمة على المناطق النائية من المغرب الأقصى، ولا إخضاع
بني عبد الواد، مع أنه أقام على حصار حاضرتهم تلمسان ثماني سنوات، وبنى في أثنائه
مدينة المنصورة قبالتها، ومات محاصراً لها سنة 706هـ غيلة على يد خصيّ من مماليكه.
ويعد أبو يعقوب أول من هذّب حكم بني مرين، وأكسبه رونق الحضارة، وكانت له صلات مع
ملوك المشرق وشرفاء مكة الذين بادلوه الهدايا[120].
بلغت
دولة المرينيين في عهد الملك المنصور أبي الحسن علي بن عثمان (731- 749هـ) أوج عظمتها[121]
فقد تمكّن من إنهاء حكم بني زيان (عبد الواد) والاستيلاء على حاضرتهم تلمسان سنة
737هـ/1337م وضمها إلى بلاده وإن إلى حين[122].
وقضى على حركات المتمردين، وانصرف إلى الجهاد في الأندلس، فأوعز إلى ابنه الذي كان
أميراً على الجزيرة الخضراء بالتوغل في بلاد الفرنجة والعيث بها، وتجهز بنفسه
للانتقال إلى الأندلس، وحاول الفرنجة منعه من الجواز بأساطيلهم، فدارت رحى معركة بحرية
كبيرة سنة 740هـ كان النصر فيها للمسلمين، ورحل السلطان إلى سبتة، واجتاز البحر
إلى جزيرة طريف[123]،
وكانت في يد العدو، فحاصرها، وفاجأ الفرنجة معسكره وهو بعيد عنه، فقتلوا من فيه،
فعاد بجموعه إلى سبتة؛ ليعيد ترتيب صفوفه[124].
وعلم بوفاة أبي بكر الحفصي صاحب تونس، فتوجه إلى تونس، ودخلها سنة 748هـ، واتصلت
ممالكه من مسراتة في تونس إلى السوس الأقصى ورندة في الأندلس.
غير
أن القبائل العربية في إفريقية تمردت عليه، وحصروه في القيروان سنة 749هـ، فتسلل
منها إلى تونس، وأشيع في المغرب أنه قتل، فانتقضت عليه زناتة، وكان ابنه أبو عنان
نائبه في تلمسان، فدعا لنفسه، وبويع بالمنصورة، ثم انتقل إلى فاس، وخضع له المغرب[125].
وعلم أبو الحسن بما جرى، فركب البحر من تونس في أسطول كبير(نحو 600 مركب) يريد المغرب غير أن الريح عصفت
بسفنه، فغرق معظم من كان معه، ونجح هو في النزول على بر الجزائر في سفن قليلة،
وتوجه إلى تلمسان، فقاتله بنو زيان (عبد الواد)، وكانوا قد استردوها، فلجأ إلى
الصحراء، وانتهى إلى سجلماسة، ثم توجه منها إلى مراكش، فخرج إليه ابنه أبو عنان،
وقاتله فانهزم أبو الحسن، واعتل بسبب ذلك، ومات سنة 752هـ /1351م[126].
واستقر الأمر لابنه المتوكل على الله أبي عنان فارس بن علي بن عثمان. ترك أبو
الحسن آثاراً كثيرة في المغرب، وكان له اشتغال بالأدب، ويجيد الشعر.
بدأ
أبو عنان عهده بإخضاع بني زيان واسترداد تلمسان والقضاء على خصومه ومنافسيه. ثم
توجه إلى تونس، فاستولى عليها وعلى قسنطينة، وعاد إلى فاس بعد أن بدت له ريبة في
بعض قواده، ومرض فيها، فدخل عليه وزيره، وقتله خنقاً سنة 759هـ، وخلفه على العرش
ابنه السعيد.[127]
بمقتل
أبي عنان تنتهي الحقبة الأولى من السيادة المرينية على المغرب التي اتصفت بالهيمنة
العسكرية والتوسع في المدن والاستقرار في الحكم[128]،
وتبدأ الحقبة الثانية (759- 870هـ/1358- 1465م) بانقسامات داخلية ضعضعت البنيان
السياسي للدولة، وجزأتها، وقلّصت ممتلكاتها حتى انهارت تماماً.[129]
وقد تميّز كل السلاطين المرينيين في المرحلة الأولى تقريباً بالفعالية والهمة
والمقدرة العسكرية في حملاتهم، وطول مدة بقائهم في الحكم. في حين ضعفت سلطة
السلاطين الذين توالوا على العرش، وتنازعوه في الحقبة الثانية (19 سلطاناً)، وتسلط
وزراؤهم والمتنفذون من قرابتهم.[130]
فتوالت الأزمات والنزاعات بين أفراد الأسرة الحاكمة وأبناء عمومتهم، واستهلكت
الحروب المتوالية مصادرهم، فسادت الفوضى البلاد، وطمع فيها الخصوم والبدو وقبائل
العرب والبربر[131].
وأدى غياب السلطة المركزية القوية إلى نشوب حركات انفصالية وتجزؤ أراضي الدولة في
المناطق البعيدة عن العاصمة خاصة الجنوب على تخوم الصحراء، والشمال الذي أصبح
هدفاً لأطماع البرتغاليين والقشتاليين، فاحتلوا تطوان وسبتة[132].
وانتهت الدولة المرينية مع سقوط آخر سلاطين الأسرة عبد الحق بن أبي سعيد وإعدامه
عام 869هـ بثورة شعبية تزعمها الفقهاء؛ وبيعة الشريف أبي عبد الله الإدريسي، ومن
ثم تغلب فرع آخر من المرينيين من غير سلالة عبد الحق؛ هم الوطاسيون من آل الوزير
سنة 875 هـ/1470م على شؤون المغرب الأقصى.[133]
2- الجيش
المريني و توسعات بني مرين:
خَلَّفَ
انكسار الموحدين حالة من الضعف في البر والبحر، فقام بنو مرين بإعادة بناء الأسطول
على عهد السلطان أبي الحسن، ووصل عدد قطعه نحو 600 سفينة حربية[134].
لم يستطع المرينيون أن يستعيدوا عظمة القوة البحرية، فكان الأسطول المريني – بعد تجديده
– في موقف الدفاع أكثر منه في موقف الهجوم، خصوصا ضد أعمال القرصنة المسيحية التي نشطت
في تلك المدة على طول السواحل المغربية، الأمر الذي دفع المرينيين إلى إقامة الأربطة
والمحارس من آسفي حتى تونس، فكانت بمثابة مراكز دائمة للمراقبة ضد القراصنة المسيحيين
الذين اعتادوا الهجوم على شواطئ شمال أفريقيا لسلب ما تصل إليه أيديهم وبخاصة اختطاف
أطفال البدو ونسائهم ليبيعوهم أرقاء في أوروبا.[135]
تميزت
هذه المحارس البحرية بطريقة الإشعار السريع والاستنفار عند ظهور العدو، ففي كل محرس
رجال مرتبون في أبراج لاستطلاع البحر، فما أن تظهر سفينة غريبة تقترب من الشواطئ المغربية
حتى يوقدوا النار في أعلى البرج فيراها البرج القريب ويوقد النار بدوره وهكذا فيتم
الإنذار بالخطر في ليلة أو في بعضها في مسافة تسير فيها القوافل شهرين، وبذلك يتأهب
الجيش ولا يؤخذ على غرة.[136]
ولأنهم
كانوا قومًا من البدو لم يعتادوا الخضوع لغيرهم، فقد عملوا على بسط سيطرتهم على
هذه البلاد، وشنوا الغارات على البلاد المحيطة بهم كعادة أهل الصحراء، فلما كثر
عيثهم وزادت شكاية الناس منهم[137]،
أراد الخليفة المستنصر الموحدي أن يقضي عليهم، فأرسل لهم جيشًا عام (613هـ)، وكان
أميرهم في ذلك الوقت أبو محمد عبد الحق بن محيو، فاشتبك الفريقان، ودارت بينهم حرب
شديدة استمرت أيامًا، وانتهت بهزيمة الموحدين هزيمة شديدة وبانتصار بني مرين
واستحواذهم على أموال الموحدين وسلاحهم، فزاد ذلك من قوة بني مرين، وسرت هيبتهم في
بلاد المغرب واستمرت المعارك بعد ذلك بين بني مرين وبين دولة الموحدين، حتى كانت سنة 639هـ، وفيها أرسل
الخليفة الرشيد الموحدي جيشًا لقتال بني مرين فهُزم الموحدون هزيمة شديدة، واستولى
بنو مرين على أموالهم وسلاحهم[138]،
وتوفي الرشيد بعد ذلك بعام، فخلفه أخوه أبو الحسن السعيد، وهو الذي استنجد به أهل
إشبيلية[139]
، وصمم أبو الحسن السعيد هذا على القضاء على بني مرين فضاعف في ذلك جهوده، وسَيَّر
لقتالهم سنة 642هـ جيشًا ضخمًا، ونشبت بين الفريقين موقعة هائلة هُزم فيها بنو
مرين، وقُتل فيها أميرهم في ذلك الوقت أبو معرِّف محمد بن عبد الحق.[140]
وتولى
إمارة المرينيين بعد مقتل أبي
معرف أخوه أبو بكر بن عبد الحق الملقب بأبي يحيى، وفي عهده اشتدَّ ساعد بني مرين،
وتغلبوا على مكناسة سنة 643هـ [141]،
ثم زحفوا على فاس واستولوا عليها بعد حصار شديد سنة 648هـ، ثم استولوا على سجلماسة
ودرعة سنة 655هـ، وبعد ذلك بعام واحد توفي أبو يحيى، وصار الأمر بعده إلى أخيه أبي
يوسف يعقوب المريني، وتلقب بالمنصور بالله، وجعل مدينة فاس عاصمة دولته[142] .
وفي
سنة 657هـ نشبت الحرب بين بني مرين وبين الأمير يغمراس بن زيان ملك المغرب الأوسط،
وزعيم بني عبد الواد، فانتصر يعقوب بن عبد الحق أو المنصور المريني، وارتد يغمراسن
إلى تلمسان مهزومًا[143]
، وفي سنة 658هـ هاجم نصارى إسبانيا ثغر سلا من بلاد المغرب، وقتلوا وسبوا كثيرًا
من أهله، فأسرع يعقوب المريني بإنجاده، وحاصر النصارى بضعة أسابيع حتى جلوا عنه.[144]
وقد
امتدت المملكة المرينية أيام أبي سعيد عثمان بن يعقوب المريني في الجنوب إلى معاقل
الصحراء وقصور توات وتيكورارين وتنمطيت. كما امتد المرينيون في فترات خارج المغرب
الأقصى، فامتلك يعقوب المنصور المريني في الأندلس 53 مسورا مابين مدن وحصون، زيادة
على القرى والبروج التي تزيد على300 [145]،
وكان الحد بينه وبين المملكة النصرانية هو حصن ذكوان بمقربة من مالقة. كما أن يوسف
بن يعقوب بسط نفوذه على نواحي كثيرة من القطر الجزائري، وفي بعض أيام أبي الحسن
المريني توحد المغرب العربي تحت قيادته من السوس الأقصى إلى مصراته قرب الحدود
المصرية، زيادة على اتساع هذه المملكة إلى رندة بالأندلس. وفي أيام أبي عنان فارس
المريني برقت بارقة لاستعادة وحدة المغرب العربي ثم سرعان ما خبت.[146]
أما
الفترة الواقعة بعد عهد أبي عنان إلى نهاية الدولة فلم يحدث فيها امتداد منظم نحو
شرق المغرب، ولا يستثنى من هذا سوى غارات عابرة ارتجلها ملوك وحكام مرينيون[147].
وقد امتدت قوة الدولة المرينية حتى أيام أبي الحسن، ثم أخذت في التراجع تأثرا بعدة
عوامل، فهناك الضعف الذي نزل بالجيش بعد موقعتي طريف والقيروان، حيث انقطع العبور
المريني إلى الأندلس، وفشلت محاولة استعادة الإمبراطورية الموحدية في شمال إفريقيا.[148]
[1] الأغا بن عودة المزارة، طلوع سعد السعود في أخبار وهران و الجزائر و
إسبانيا و فرنسا إلى أواخر القرن التاسع عشر تح: يحي بوعزيز ، دار الغرب الإسلامي
،وهران ، 1990م ، ج1، ص 13.
[2] بكاي هوارية ،
العلاقات الزيانية المرينية سياسياً وثقافياً ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
التاريخ المغرب الاسلامي ، قسم
التاريخ ، كلية الآداب و العلوم الانسانية و العلوم الاجتماعية ، جامعة أبي بكر
بلقايد ، الجزائر ، 2018م ، ص7.
[3] مبخوت بوداوية ،
العلاقات الثقافية و التجارية بين المغرب الأوسط و السودان الغربي في عهد دولة بني
زيان ، رسالة لنيل
درجة الدكتوراه دولة في التاريخ ،، قسم التاريخ ، كلية الآداب و العلوم الانسانية
و العلوم الاجتماعية ، جامعة أبي بكر بلقايد ، الجزائر ،2006م ، ص 15.
[4] ابن خلدون أبو زكريا
يحي ، بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد ،بيروفونطانا الشرقية ، الجزائر
، 1903م، ج1، ص 51.
[5] ابن الأحمر ، تاريخ
الدولة الزيانية بتلمسان، تح : هاني سلامة ، مكتبة الثقافة الدينية ، دب ، ط2001،
1م، ص 12.
[6] ابن خلدون أبو زكريا
يحي ، المصدر السابق ،ج ، 1ص95.
[7] فيلالي عبد العزيز ،
تلمسان في العهد الزياني دراسة سياسية ، عمرانية ، إجتماعية ، ثقافية ، موفم للنشر
، الجزائر، 2002، ج1، ص 13.
[8] معركة حصن العقاب :
تسمى معركة لاس نافاس دي تولوسا هي معركة وقعت في 16يوليو 1212م شكلت نقطة تحول في تاريخ شبه جزيرة ايبيريا ، انظر : نجاة سليم محمود محاسيس ، معجم
المعارك التاريخية ، دار زهران للنشر والتوزيع ، المملكة الاردنية الهاشمية ، ط1، 2011، م ص 356.
[9] ثورة بنو غانية :
ثورة قامت في المغرب الأوسط ضد الخليفة أبي يعقوب يوسف المنصور ، واستطاعوا أن
يحتلوا مدينة باجية
بأربعة آلاف من الطوارق الملثمين بسبب ضعف حامية الموحدين هناك ، وكان من سوء حظ
دولة الموحدين أن ابتليت بمشكلة بني غانية التي لم تقدرها الدولة
حق تقديرها و أصبحت في النهاية من أسباب سقوط الدولة.
[10] المطوي محمد العروسي
، السلطنة الحفصية تاريخها السياسي ودورها في الغرب الاسلامي ، دار الغرب الاسلامي
، لبنان، 1976، ص13.
[11] عبد الرحمن ابن
خلدون ، العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب و البربر ومن عاصرهم من ذوي
الشأن الأكبر ضبط خليل شحادة ، مراجعة : سهيل زكار ، دار الفكر ، لبنان ، 2000م ،
ج1 ، ص 106.
[12] تلمسان بلغة البربر
تلمسن ، كلمة مركبة من " تلم " ومعناها
تجمع ، و
" سن "
معناها اثنان : أي الصحراء والتل ، أحمد بن محمد المقري التلمساني ،
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ، تح : إحسان عباس ، ج7 ، ط 1؛ الجزائر : دار الأبحاث للترجمة والنشر
والتوزيع ، ، 2008، ص133.
[13] أبي العباس أحمد
القلقشندي ، صبح الأعشى ، ج5 ، القاهرة : المطبعة الأميرية ، 1333هـ 1915 ، ص149.
[14] عبد الرحمن بن محمد
الجيلالي ، تاريخ الجزائر العام ، ج ، 2الجزائر : دار الأمة للنشر والتوزيع ، ،
2010، ص ص
.213.212
[15] محمد العربي حرز
الله ، تلمسان مهد حضارة وواحة ثقافة ، ط 1؛ الجزائر : دار السبيل ، 2011م ، ص 159.
[16] الدولة لها أعمار طبيعية كما للأشخاص ، عبد
الرحمن ابن خلدون ، المقدمة ، ص. 139
[17] هُـنين : مدينة
صغيرة قديمة بناها الأفارقة ، تحيط بها أسوار عالية متينة ، كما لها ميناء صغيـر
محروس ببرجين . الحسن بن محمد الوزان، وصف إفريقيا ، تر: محمد
حجي ، محمد الأخضر، ج2 ، ط2؛ بيروت – لبنان : دار الغرب الإسلامي ، 1983م ، ص.
13
[18] محمد صديقي ،
القبيلة في الدولة الزيانية 962 – 633هـ / 1555 – 1235م ، مذكرة لنيل شهادة الماستر في تاريخ المغرب الإسلامي و
الحضاري ، جامعة الدكتور طاهر مولاي سعيدة ،2018، ص 13.
[19] محمود مقديش ، نزهة
الأنظار في عجائب التواريخ و الأخبار ، تح : علي الزاوي ، محمد محفوظ ، دار الغرب
الإسلامي، لبنان ،ط1،ج1، 1988 ، ص. 533
[20] محمد بن عبد الله التنسي ، ملوك تلمسان مقتطف من نظم الدر و العقيان
في بيان شرف بني زيان ، تح : محمود آغا ابو
عيان ، الفنون المطبعية للنشر ، الجزائر ، 2011م ، ص 115.
[21] الرشيد عبد الواحد
بن ادريس :وهو الرشيد الموحدي بويع في مستهل محرم سنة 630هـ 18اكتوبر 1232م ، وقتل يوم
الثلاثاء اخر صفر سنة 646هـ 23يونيو 1248م
[22] عبد العزيز فيلالي ،
المرجع السابق ، ص21.
[23] ابو زكريا يحي الحفصي، يعتبر المؤسس الفعلي لدولة الحفصيين بتونس فقد
استقبل بإمارة افريقية سنة 625هـ و كان
سبب استقلاله استياؤه من قام به المؤمن الموحدي من قتل الموحدين بمراكش، انظر بكاي
الهواري، المرجع السابق، ص 4.
[24] مختار حساني ،
المرجع السابق ، ص10
.
[25] محمد بن عبد الله التنسي، المرجع السابق، ص 123.
[26] محمد بن عبد الله التنسي، المرجع السابق، ص 129.
[27] أبا اسحاق الحفصي، من أمراء و سلاطين بني حفص تولى الحكم في الفترة الممتدة
(678-683هـ) ، أنظر السعيد بحري، الشعر في ظل الدولة الحفصية، دراسة تاريخية،
جامعة منتوري قسنطينة، 2007، ص 19.
[28] يعقوب بن عبد الحق، يكنى ابو يوسف أمه الصالحة أم اليمن بنت محي البطوني ،
لقب بالقائم بأمر الله و المنصور به، أيضا لقب بالمؤيد بالله، بويع سنة 656 هـ
توفي بالجزيرة الخضراء بالأندلس.
[29] عبد
العزيز فيلالي ، المرجع السابق ، ص26.
[30] مختار حساني، المرجع السابق، ص 10.
[31] بنو توجين : من أعظم أحياء بني بادين وأكثرهم عددا فكانت أرضيهم تقع في
منطقة التيطري و أراضي صنهاجة و
الونشريس ، و إقليم السرسو ، وقلعة تاغورت ،
وتدعى ايضا قلعة بني سلامة ، وصارت الإقليم الواقعة ما بين بني راشد وصنهاجة
بنواحي المدية ، انظر :عبد الرحمن ابن خلدون، ج7، ص 318.
[32] مختار حساني، المرجع السابق، ص 10.
[33] المرجع نفسه، ص 11.
[34] محمد
بن عبد الله التنسي، المرجع السابق، ص 139.
[35] مختار حساني، المرجع السابق، ص 12.
[36] محمد صديقي، المرجع السابق، ص 14.
[37] ابي الحسن المريني :و هم احد أهم سلاطين بني مرين ، حكم في فترة ما بين
731هـ - 752هـ 1332م – 1353م . انظر : بسام كامل عبد الرازق شقدان ، تلمسان في العهد الزياني 962 – 633هـ / 1555-1235م ، رسالة مكملة لنيل درجة
ماجستير في التاريخ ، غير منشورة ، جامعة النجاح الوطنية ، فلسطين،
ص 104.
[38] عبد العزيز فيلالي ، المرجع السابق ، ص 47.
[39] مختار حساني، المرجع السابق، ص 13.
[40] محمد بن عبد الله التنسي، المرجع السابق، ص 140.
[41] مختار حساني، المرجع السابق، ص 13.
[42] محمد بن عبد الله التنسي، المرجع السابق، ص 139.
[43] مختار حساني، المرجع السابق، ص 13.
[44] عبد العزيز فيلالي ، المرجع السابق ، ص 57.
[45] مختار حساني، المرجع السابق، ص 15.
[46] محمد بن عبد الله التنسي، المرجع السابق، ص 255.
[47] محمد صديقي، المرجع السابق، ص 16.
[48] كتاب " واسطة
السلوك في سياسة الملوك " تأليف أبو حمو موسى الزياني الثاني ، اشتمل على وصايا
حكمية لولي عهده أبي تاشفين ، عبد الحميد حاجيات، أبو حمو موسى الزياني حياته
وآثاره ، الجزائر : عالم المعرفة للنشر والتوزيع ، 2011م ، ص.187
[49] محمود آغا بوعياد ، جوانب من الحياة في المغرب الأوسط في القرن 9هـ15/م ، ط 2؛ الجزائر: منشورات
ثالة ، 2011م ، ص20.
[50] مبارك بن محمد الميلي، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، تق محمد الميلي ،
ج2، الجزائر: مكتبة النهضة الجزائرية، 2004م ، ص 448
[51] عبد الرحمن محمد الجيلالي ، المرجع السابق ، ص.212
[52] عن أثر العصبية في قيام الملك والدولة .أنظر : عبد الرحمن ابن خلدون ،
المقدمة ، ص 124.
[53] أبو حمو موسى الزياني ، واسطة السلوك في سياسة الملوك ، تح و تع : محمود
بوترعة ، الجزائر : دار الشيماء ، دار الطباعة ، 2012م ، ص.51
[54] بوزياني الدراجي ، نظم الحكم في دولة بني عبد الواد الزيانية ، الجزائر د م
ج ، 1993م ، ص. 97
[55] الحسن بن محمد الوزان
، المصدر السابق ، ص 23
[56] أبو حمو موسى الزياني ، المصدر السابق ، ص 149.
[57] خالد بلعربي ، المرجع السابق ، ص. 175
[58] الكنية : هي علامة المسمى تميزه عن غيره ، القلقشندي ، المصدر السابق ، ص
423.
[59] بوزياني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 57.
[60] عبد الرحمن ابن خلدون ، المقدمة ، ص. 204
[61] عبد الرحمن ابن خلدون ، المقدمة ، ص 207.
[62] بوزياني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 102.
[63] عبد الرحمن ابن خلدون ، المقدمة، ص 212.
[64] المرجع نفسه، 213.
[65] المرجع نفسه، ص 213.
[66] المرجع
نفسه، ص 214.
[67] محمد التازي سعود ، نظم الإسلام وتراتيبه الإدارية بالمشرق والمغرب ، فاس
المغرب : منشورات عكاظ ، 2007، ص 28
[68] يحي ابن خلدون ، المصدر السابق ، ج2 ، ص38.
[69] مؤلف مجهول ، زهر البستان في دولة بني زيان (760هـ-764هـ/1359م-1363م) ، تق : محمد بن أحمد باغلي
، ط 2؛ الجزائر شركة الأصالة للنشر
والتوزيع : 2012، ص19.
[70] محمد التازي سعود ، المرجع السابق ، ص 34
[71] بوزياني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 111.
[72] عبد الرحمن ابن خلدون ، المقدمة ، ص 189؛ للمزيد أنظر : أبي
القاسم ابن رضوان المالقي ، الشهب اللامعة في السياسة النافعة تح : علي سامي
النشار ، ط 1؛ المغرب : دار
الثقافة ، 1404هـ- 1984م ، ص.204
[73] أنور الرفاعي ، الإسلام في حضاراته ونظمه ، ط 2؛ دمشق – سوريا : دار
الفكر ، 1402ه-ـ 1986م ، ص ص 105-104؛ للمزيد أنظر : أبي
الحسن على بن حبيب الماوردي ، الأحكام السلطانية والولايات
الدينية ، تح : أحمد مبارك البغدادي ، ط1،الكويت، دار ابن قتيبة ، 1409ه-ـ 1989م ، ص.30
[74] الحاج محمد بن رمضان شاوش ، المرجع السابق ، ص 94.
[75] بوزياني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 116.
[76] لخضر عبدلي ، المرجع السابق ، ص 147
[77] يحي ابن خلدون ، المصدر السابق ، ج1 ، ص 212.
[78] أبو حمو موسى الزياني ، المصدر السابق ، ص. 146
[79] يشترط في الوزير سبعة أوصاف : الأمانة والصدق وقلة الطمع وعدم العداوة بينه
وبين الناس والذكورة والفطنة وألا يكون مبتدعا . أحمد بن يحي الونشريسي ، كتاب الولايات ومناصب الحكومة
الإسلامية والخطط الشرعية ، تع : محمد الأمين بلغيث ، الجزائر : مطبعة لافوميك ، 1985م ، ص 24.
[80] خالد بلعربي ، المرجع السابق ، ص. 179
[81] بني الملاح عائلة من
قرطبة غادروها حين استولى الإسبان المسيحيون ، كانوا مكلفين بصرف العملات وقد
عرفوا بنزاهتهم حتى عين بعض أفرادهم وكلاء
على صرف العملات ، وكان لهم أثر في دولة بني
زيان ، إذ أصبح منهم شخصيات هامة لعبت دورا حاسما في توجيه سياسة المملكة ، رشيد
بورويبة وآخرون ، المرجع السابق ، ص ص 465.464؛ للمزيد أنظر : عبد
العزيز فيلالي ، تلمسان في العهد الزياني ، ج1 ، الجزائر : موفم للنشر ، 2007م ، ص 79.
[82] أنور الرفاعي ، المرجع السابق ، ص.119
[83] عبد الرحمن ابن خلدون
، المقدمة ، ص 193
[84] المرجع
نفسه، ص 193.
[85] المزوار لهجة زناتية تقابل الحاجب لكن في الأصل معناه: الولد البكر في
الأسرة .الحاج محمد بن رمضان شاوش، المرجع السابق، ص 92 .
[86] خالد بلعربي ، المرجع السابق ، ص. 187.
[87] بوزياني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 133.
[88] الحسن بن محمد الوزان
، المصدر السابق ، ص. 22
[89] بوزياني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 134.
[90] عبد الرحمن ابن خلدون ، المقدمة ، ص 193.
[91] محمد التازي سعود ،
المرجع السابق ، ص.49
[92] بوزياني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 140.
[93] خالد بلعربي ، المرجع السابق ، ص. 189
[94] بوزياني الدراجي ، المرجع السابق ، ص 142.
[95] عبد الرحمن ابن خلدون ، المقدمة ، ص 197؛ للمزيد أنظر : أبي
القاسم المالقي ، المصدر السابق ، ص 211.
[96] أبو حمو موسى الزياني ، المصدر السابق ، ص ص . 122-123 .
[97] لخضر عبدلي ، المرجع السابق ، ص 149.
[98] أبي عبد الله محمد الزركشي ، تاريخ الدولتين الموحدية و الحفصية ، تح وتع :
محمد ماضور ، ط 2؛ تونس : المكتبة العتيقة، 1966 ص. 134
[99] أبو حمو موسى الزياني ، المصدر السابق ، ص 123.
[100] - سمو بالمرينين نسبه ألى اسم جدهم مرين، ابو الحسن
علي بن عبد الله الفاسي ابن أبي زرع الذخيرة السنة في تاريخ الدولة المدينية
دار
المنصور للطباعة و الوراقة ، 1972ص15، أنظر
أبراعية حركات ، معالم من تاريخ الاجتماعي للمغرب في عهد بني مدين
"
مجلة كلية الاداب و العلوم الانسانية ، العدد 2 ، الرباط ، 1977، ص 12.
[101] أبو إسحاق إبراهيم محمد الفارسي الاصطخري ، المسالك و الممالك ، تحقيق ، محمد
جابر عبد الله الحسين ، مراجعة محمد شفيق غربال ، دار العلم ، القاهرة ، 1961، ص 36.
[102] عبد الرحمان إبن خلدون المقدمة ، المكتبة التجارية الكبرى ، مصدر ، ص 132 يقل
أن بني مرين هم من ولد مرين بن ورتاجن
بن
ماخوخ بن وجديح بن فايت بن بدر بن عبد الله بن وريب بن المحز بن براهيم بن سجيح بن
واسيت بن يصاتين بن مشري بن
زكرياء
بن ورسيك بن زتان بن جانا بن حيث بن تمزين بن ضريس ، هو جالوت الأول ملك البربر ، بن
زجيح بن ماذغيس بن بر
بن
قيس بن عيلات بن عدنان أبن أبي زرع ، الأنيس المطرب ، ص 278-279.
[103] -ابن خلدون العبد ج7 ، ص 177.
[104] إبن الأحمر ، المصدر السابق ، ص 11.
[105] ابن خلدون العبد ،ج7 ،ص7 ،أنظر : أبو القاسم النصيبي أبن حوقل ، صورة الأرض
، منشورات دار المكتبة الحياة بيروت، 1979، ص 103.
[106] واقعة العقاب حدثث هذه الموقعة بين الخليفة الناصر الموحدي والقواة الاسبانية
بقيادة ألفونسوا الثامن في سنة (609ه-1212م)
والثي
انتهت بهزيمة الناصر الموحدي وسميت المعركة باسم لاس نافلس تولاس لانها وقعت في وديان مدينة تولاسا لان نافلس،أحمد مختار العبادي
،دراسات في تاريخ المغرب والاندلس،الاسكندرية،-1968، ص ،176، أنظر :محمد بن أحمد بن
محمد بن عثمان بن
غازي،الروض
الهتون في أخبار مكناس الزيتون ، تحقيق عبد الوهاب منصور،ط2، المطبعة الملكية الرباط
،1988ص 32.
[107] ابن أبي زرع: الذخيرة السنية، دار المنصور للطباعة، 1972، ص24- 27
[108] دنير بولم ،الحضارة الافريقية ،ترجمة نسيم نصر،منشورات عويدات ، بيروت ، 1974،
ص 66.
[109] ابن
خلدون، ج7، المرجع السابق، ص 171.
[110] أبو بكر علي الصنهاجي البيدق ،أخبار المهدي بن تومرت وابتداء دولة الموحدين،
تحقيق ليفي برفنسال، الشركة الفرنساوية لمدينة انجي باريس، 1928،ص73.
[111] إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم ابن الحاج النميري, فيض العباب و إفاضة قداح
الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة و الزاب ,
تحقيق
محمد شقرون مطبعة دار الشروق , بيرو,, 1990ص
,83,84أنظر : محمود الشقراوي ,ميلاد إفريقية , دار الكرنك للنشر و
التوزيع,
دار الطبع الحديثة ,القاهرة ص 1
[112] أبو فارس عبد العزيزمحمد بن إبراهيم القشتالي , مناهل الصفا في أخبار الملوك
الشرفا, تحقيق عبد الله كنون , المطبعة المهدية , الرباط , 1964، ص 19.
[113] إبراهيم حركات , المرجع السابق ص 30.
[114] المرجع
نفسه، ص 40.
[115] أبو
عباس أحمد القلقشندي , صبح الأعشى في صناعة الإنشا ,المطبعة الأميرية , القاهرة , 1915،ج5, ص 203.
[116] السلاوي, المصدر السابق ,ج2, ص39.
[117] ابن أبي زرع ، المرجع السابق، ص 91.
[118] أبو
العباس احمد بن يحي الونشريسي ، المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى علماء افريقية
و الأندلس و المغرب ، دار المغرب الاسلامي ، بيروت ، 1981، ص 302.
[119] ابن
خلدون ، العبر ، ص 227.
[120] ابن
خلدون ، المرجع السابق، ص 228.
[121] ابن
أبي زرع ، المرجع السابق، ص 313.
[122] المرجع
نفسه.
[123] جزيرة طَرِيف ، هي إحدى جزر مقاطعة قادش، التي تقع في منطقة الأندلس جنوب
إسبانيا، تبلغ مساحتها 419 كيلو متر مربع
[124] محمد عيسى الحريري ، تاريخ المغرب الاسلامي الاندلس في العصر المربني ط 2،
دار القلم الكويت ، 1987،ص 4
[125] محمد عيسى الحريري ، المرجع السابق ، ص 277.
[126] ابن أبي زرع ، المرجع السابق، ص 321.
[127] لسان
الديني محمد بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن علي بن احمد السلماني ابن
الخطيب الاحاطة في اخبار غرناطة تحقيق محمد عبد الله عنك دار المعارف ، ص 565.
[128] بن الخطيب الاحاطة، ص 565، انظر ابن
خلدون العبر ، ص 198 200 ، السلاوي الاستقصا
، ص 24.
[129] المرجع نفسه، ص 200.
[130] ابن خلدون ، العبر ، ص 228.
[131] ابن خلدون ، العبر ، ص 228.
[132] ابن خلدون ، المرجع نفسه ، ص 229.
[133] السلاوي ، الاستقصا ، ص 24.
[134] محمد عيسى الحريري ، تاريخ المغرب الاسلامي الاندلس في العصر المربني ط 2،
دار القلم الكويت ، 1987، ص 12.
[135] العروي, عبد الله، مجمل تاريخ المغرب. الدار البيضاء - المغرب: المركز الثافي
العربي. 2012، ص 440.
[136] محمد
كمال شبانة ، يوسف الاول ابن الاحمر سلطان غرناطة، ط 1، لحنة البيان العربي 1969، ص 29.
[137] ابن أبي زرع: الذخيرة السنية، ص27، وتاريخ ابن خلدون، 169/7.
[138] ابن خلدون، العبر، ص 171.
[139] ابن عذاري: البيان
المغرب، قسم الموحدين، ص380- 384.
[140] ابن أبي زرع: المرجع السابق، 170.
[141] المرجع نفسه، ص 171.
[142] المرجع نفسه، ص 172.
[143] تاريخ ابن خلدون ص 177.
[144] ابن أبي زرع: المرجع السابق، ص 21-22.
[145] محمد عيسى الحريري ، المرجع السابق ، ص 278.
[146] محمد عيسى الحريري ، المرجع السابق ، ص 278.
[147] ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، الذخيرة السنية، ص78.
[148] علي بن أبي زرع الفاسي: روض القرطاس: ص284