في ختام هذا العمل توصلنا
إلى أن الترجمة ضرورة قصوى لكل الأمم و الحضارات على مر العصور، كونها تؤدي دورا
بالغ الأهمية في تكوين الوعي الثقافي والعلمي
للشعوب، كما أنها تعد فنا و إبداعا
مقيد بقواعد و مبادئ من شأنها تسيير مهمة المترجم، وقد وفق يوئيل يوسف عزيز، إلى
حد كبير في ترجمته لمحاضرات "فيرناند دي سوسير"،
و من بين ما ميز ترجمته نذكر:
-اختلاف الأصل المترجم عنه، حيث نجد الترجمة
التونسية ، والسورية ، والمغربية فرنسي، وأصل الترجمة العراقية لدى يوسف
عزيز
إنحليزي.
-ترجمة
يوئيل يوسف عزيز كانت مميزة كونها أحالت وأشارت إلى الترجمات السابقة عكس كل
الترجمات العربية الأخرى مما يدل على عدم التنسيق بين الباحثين العرب الآخرين ، وكأن
كل ترجمة للكتاب جديدة( ولم يسبق ترجمته من قبل).
-دفعت ترجمة يوسف عزيز القارئ أو
الباحث العربي إلى عدم الانقياد الأعمى الى كل ما هو كلاسيكي في دراسة اللغة، أو
على الأقل البحث عن مقابل يقرأ من خلاله تراثه المعرفي في دراسة اللغة.
غير أن هذه الترجمة لم
تخل من العيوب بسبب:
-وجود
أخطاء واضحة في نقل المصطلحات وترجمتها بسبب عدم انطلاق الترجمة من النص الفرنسي
الأصلي بل اعتمدت على الترجمة الإنجليزية.
-وجود
أخطاء في التوثيق، وعدم اعتماد منهجية مناسبة في الترجمة.
-
النزعة الفردية، ومن علاماتها غياب مؤسسة علمية تتم مراجعة الكتب المترجمة
ومتابعتها على مستوى العالم العربي، مما جعل كل الجهود فردية في الترجمات.
-الاضطراب
والعفوية، سواء في اختيار آلية الترجمة، أو في اختيار المصطلح العربي المقابل
للمصطلح.
-
غياب الجوانب الفنية في الترجمة، تتجلى في عدم وجود مرجعية معرفية في اللسانيات
لدى يوسف عزيز، و يتجلى هذا في تقديم مصطلحات أو ترجمات مقابلة للمصطلح الأجنبي ،
تدل على عدم التفريق بين الدلالة العامة ، والدلالة الاصطلاحية.
-غياب كشاف
المصطلحات والأعلام في ترجمة يوئيل يوسف.
ويعزى كل هذا إلى
الإشكالات التي واجهت المترجم في وضع المصطلح العربي مقابل المصطلح الأجنبي،
متمثلة في :
-وحدانية المصطلح العربي مقابل عدة
مصطلحات أجنبية.
-عدم وضوح دلالة المصطلح ونقص دقته.
