JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

المصطلح العلمي و ترجمته العربية

خط المقالة

 

المبحث الأول: مفهوم المصطلح العلمي وكيفية صياغته و نحته.

      يعد المصطلح العلمي موضوعا هاما للغاية داخل الحقل اللساني، بحكم المكانة الهامة التي يحتلها في بناء مجموعة من العلاقات التواصلية بين كل العاملين على تطوير الدرس اللساني، إذ تعتبر المصطلحات مفتاح كل علم من العلوم لبناء نظريات حول طبيعة المصطلحات ، كما أولى العلماء عناية كبيرة للمصطلح سواء من حيث التعريف أو من حيث طريقة صياغته.

أولا: تعريف المصطلح:

لغة:

      نجد في المعاجم مادة (ص ل ح) صلح الذي ترجع إليه لفظة مصطلح، أي ما يدل على اصلاح الشيء وصلوحه بمعنى أنَّه مناسب ونافع، و صَلَحَ الشيء كان مناسباً أو نافعاً، ويقال هذا الشيء يصلح لك .
-وفي لسان العرب (الصلح تصالح القوم بينهم والصُّلح السلم وقد اصطلحوا وصالحوا واصّالحوا مشددة الصاد قلبوا التاء صادا وأدغموها في الصاد بمعنى واحد أي اتفقوا وتوافقوا.[1]
-الصلاح ضد الفساد تقول : صَلَحَ الشيء يصلح صلوحًا، قال الفراء وحكى أصحابنا صَلُح أيضاً بالضّم وهذا الشيء يصلُحُ لك أي هو من بابتِك، الصِلاح بكسر الصاد المصالحة والاسم الصُلح يذكر ويؤنث، وقد اصطلحا وتصالحا واصَّالحا أيضاً مشددة الصاد، والإصلاح نقيض الإفساد[2].
     لقد كان للمصطلح دور هام في بناء كتابات الباحثين أو في دراساتهم العلمية ويظهر ذلك من خلال تعريفاتهم التي قدموها للمصطلح، حيث ورد في معجم لسان العرب" لابن منظور في مادة (ص ،ل، ح) تعريفا حوله: ( الصلح تصالح القوم بينهم، والصلح: السلم، اصطلحوا وصالحوا واصلحوا وتصالحوا وصالحوا مشددة الصاد... والصلاح بكسر الصاد: مصدر المصالحة، وأصلح ما بينهم وصالحهم مصالحة وصلاحا الصلاح ضد الفساد)[3].

أما في معجم "أساس البلاغة" للزمخشري فيعرف بأنه: ( صلح، صلحت حال فلان وهو على حال صالح (...) وصلح فلان بعد الفساد (...) تصالحنا عليه واصطلحا، وهم الأصح أي مصالحون)[4].

كما ورد أيضا تعريف للفظ المصطلح في "معجم الوسيط المجمع اللغة العربية على أنه: ( اصطلح القوم، زال ما بينهم من خلاف على الأمر: تعارفوا عليه القوم واتفقوا تصالحوا: اصطلحوا: الاصطلاح، مصدر اصطلح اتفاق طائفة على شيء مخصوص لكل علم اصطلاحاته)[5].

وعليه يمكن أن نستنتج من خلال هذه التعريفات اللغوية، أن المصطلح هو اتفاق، وتفاهم، وتحالف بين مجموعة من الأفراد في وضعه في مجال ما.

2- اصطلاحا:

     إن قضية المصطلح تظل من القضايا التي أولتها اللسانيات أهمية خاصة بالنظر إلى مكانتها في تيسير العلوم وبناء صرحها« وخلق نوع من التقارب بين العلماء وتوفير الجهد على الباحثين وتقليص مجالات الاختلاف بينهم، وإن كان نجاح العلم يتوقف فيجانبه منه على تحديد جهازه المصطلحي وضبطه»[6].

لقد حمل المصطلح في مساره العديد من التعريفات والمفاهيم، نذكر منها ما يلي:

لقد ذهب جل دارسي علم المصطلح إلى اعتبار المصطلح « رمزا لغويا متفقا عليه يمثل مفهوما محددا في مجال معرفي خاص[7]»، فنجد الشريف الجرجاني في كتابه "التعريفات" يعرف المصطلح بأنه « عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسم ما ينتقل عن موضعه الأول، وإخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما، وقيل: الاصطلاح لفظ معين بين قوم معينين[8]»؛ يقصد الجرجاني من تعريفه للمصطلح أن الاصطلاح هو اتفاق طائفة على وضع اللفظ والمعنى اللغوي والخروج عنه إلى معنى جديد وخاص ليصبح بذلك مصطلحا على أن يكون لنقل اللفظ من معناه اللغوي إلى الاصطلاحي مناسبة بينهما.

كما يقدم لنا فهمي حجازي تعريفا آخر حيث يقول أن : « الكلمة الاصطلاحية أو العبارة الاصطلاحية مفهوم مفرد أو عبارة حركية استقى معناها أو استخدم وحدد في وضوح، وهو تعبير خاص ضيق دالته المتخصصة واضح في أقصى درجة ممكنة، ووله ما يقابله في اللغات الأخرى ويرد دائما في سياق النظام الخاص بمصطلحات فرع محدد فيتحقق بذلك وضوحه الضروري[9]».

وفي كتاب آخر له "الأسس اللغوية يعرفه: ( المصطلح كلمة لها في اللغة المتخصصة معنى محدد وصيغة محددة وعندما يظهر في اللغة العادية يشعر المرء أن هذه الكلمة تنتمي إلى مجال محدد)[10] والمتمعن في هذين التعريفين يجد فهمي حجازي يقصد بالمصطلح أنه يجب أن يكون واضحا على أقصى درجة ممكنة  وأن له معنى وصيغة محددة في كل مجال معين.

      أما ماري كلود لوم " Marie-Claude L'Homme " فتعرف المصطلح بأنه: «إشارة لغوية متخصصة ( تقنية أو علمية)، وهو يتألف من تسمية تعود إلى مفهوم»[11] ؛ أي أن المصطلح يعتبر لغة علمية متخصصة حيث يتكون المصطلح من تسمية فقط ينتمي إلى المفهوم.

     أما مصطفى الشهابي في كتابه " المصطلحات العلمية في اللغة العربية" يعرفه بأنه: لفظ اتفق العلماء على اتخاذه للتعبير عن معنى من المعاني العلمية. كما يقول أيضا أن: «المصطلحات لا توجد ارتجالا ولا بد في كل مصطلح من وجود مناسبة أو مشابهة كبيرة كانت أو صغيرة بين مدلوله اللغوي ومدلوله الاصطلاحي»[12].

نلاحظ من خلال هذا القول أن المصطلحات لا توضع بطريقة عشوائية وإنما بطريقة علمية فقط، ويجب على كل مصطلح من وجود تشابه بين مدلوله اللغوي ومدلوله الاصطلاحي الجديد.[13]

ويعرف المصطلح  أحمد مطلوب في كتابه "بحوث مصطلحية" بقوله: «إن المصطلح عرف يتفق عليه جماعة فإذا ما شاع أصبح علامة على ما يدل عليه»[14].

وقد فصل في تعريف المصطلح يوسف وغليسي في كتابه " إشكالية المصطلح"، حيث قال أنه: «علامة لغوية خاصة تقوم على ركنين أساسيين لا سبيل إلى فصل دالها التعبيري عن مدلولها المضموني، أو أحدها عن مفهومه، أحدهما (FORM)، أو تسمية (DENOMINATION)، والآخر المعنى (DEFINITION) أو المفهوم (NOTION) أو التصور (COCEPT)، يوحدهما ( التحديد) أو (التعريفات) أي الوصف اللفظي للمتصور الذهني»[15].

     وعليه نستنتج من التعريفات السابقة أن المصطلح عبارة عن اتفاق جماعة متخصصة على وضع تسمية تدل على مسميات، شرط أن يكون هناك تشابه بين مدلولاتها الجديدة.

وبناء عليه فإن المصطلح هو الأساس المتين الذي يبنى عليه أي علم؛ إذ لا يمكن أن نستوعب علما من العلوم دون أن نفهم الجهاز المصطلحي الذي يصف ويفسر من خلاله الظاهرة أو الظواهر التي يدرسها[16] وعليه «فالمصطلح هو الأقدر على لملمة المفاهيم المشتتة في الذهن ونقلها من مجرد أفكار ذهنية إلى معنی دلالي واضح»[17]

والجدير بالذكر أن المصطلح هو أحد الأسس التي يبنى عليها أي علم، لأنه لا يمكننا استيعاب علم من العلوم دون أن نمر عبر مفهومه المصطلحي وفهمه.

ثانيا: تعريف المصطلح اللساني:

       لقد شغلت قضية المصطلح عموما والمصطلح اللساني بصفة أخص الكثير من الباحثين والدارسين، على اعتبار أن المصطلحات مفاتيح العلوم ، فالمصطلحات تمثل بالنسبة للعلم الحبل القوي الذي لا ينقطع والذي يعطيه صبغة علمية، كما شغل المصطلح اللساني حيزا واسعا في حقل الدراسات اللغوية المعاصرة، حيث كُتبت فيه عدة مؤلفات حاول أصحابها دراسة المفاهيم لتوضيح دالاتها ومعرفة أصولها الفكرية.[18]

و لقد سعى اللغويون العرب المعاصرون إلى «وضع نظريات تصطبغ بصيغة علمية، وتزامن هذا النشاط مع ازدهار العلوم الإنسانية وتطورها فاتجهوا إلى توليد مصطلحات جديدة تتناسب دلالاتها مع سياقاتها المختلفة التي وظفت فيها؛ وهذا الأمر يتطلب من الباحث في هذا المجال فهم طبيعة المصطلح وكيفية تشكله وإيحاءاته المتعددة  لأنه ملزم بتقديم المقابل العربي المناسب»[19].

و يعتبر المصطلح اللساني أنه اللفظ الذي يستعمله أهل الاختصاص للتعبير عن المفاهيم اللسانية، وهذا ما نجده عند اللسانيين، حيث يعرفه سمير شریف استيتيه بقوله: «هو المصطلح الذي يتداوله اللسانيون للتعبير عن أفكار ومفاهيم لسانية، ويمكن أن يكون مظلة بحثية تضم تحت جناحيها أعمالا علمية تبحث في المصطلحات اللسانية»[20].

نستنتج من خلال هذا القول أن المصطلح اللساني مرتبط باللسانيات، ويكون حاملا لصفة العلمية التي تبحث في 


المصطلحات العلمية.

ونجد أيضا مصطفى الشهابي يعرف المصطلح العلمي على أنه: « لفظ اتفق العلماء على اتخاذه للتعبير عن معنى من المعاني العلمية»[21]. ويقول أيضا: «ومن الواضح أن اتفاق العلماء على المصطلح العلمي شرط لا غنى عنه ولا يجوز أن يوضح للمعنى العلمي الواحد أكثر من لفظة اصطلاحية واحدة»[22].

 وشروط المصطلح حسب أحمد مطلوب هي[23]:

اتفاق العلماء للدلالة على معنى من المعاني العلمية.

·        اختلاف دلالته الجديدة عن دلالته اللغوية الأولى.

·        وجود مناسبة أو مشابهة بين مدلوله الجديد .

·        الاكتفاء بلفظة واحدة للدلالة على معنى علمي واحد.

    ويعتبر المصطلح اللساني رمزا لغويا ( مفردا أو مركبا) أحادي الدلالة، منزاحا  نسبيا عن دلالته المعجمية الأولى، يعبر عن مفهوم لساني محدد وواضح متفق عليه بين أهل هذا الحقل المعرفي، أو يرجي منه ذلك[24].

نلاحظ من خلال هذا القول أن المصطلح رمز لغوي بسيط مؤلف من كلمة واحدة أو مركبة من أكثر من كلمة، ويكون ذا مفهوم لساني محدد واضح مع الاتفاق عليه من أهل الاختصاص.

كما يعرفه فهمي الحجازي على أنه: «ينبغي أن يكون لفظا أو تركيبا، وألا  يكون عبارة طويلة تصف الشئ وتوحي به، وليس من الضروري أن يحمل المصطلح كل صفات المفهوم الذي يدل عليه، فالمصطلح يحمل صفة من صفات ذلك المفهوم وليس من الممكن أن يحمل المصطلح من البداية كل الصفات، وبمضي الوقت يتضاءل الأصل اللغوي لتصبح الدلالة العرفية الاصطلاحية دالة مباشرة عن المفهوم كله»[25].

     وعليه فان المصطلح من خلال هذا المفهوم يكون لفظا واحدا أو تركيبا ولكنه لا يكون عبارة طويلة، واعتبر فهمي حجازي أن المصطلح يمكنه أن يحمل صفة واحدة في البداية ثم يصبح فيما بعد يدل على المفهوم كله.

ويعرف "بلال لعفيون" المصطلح اللساني بأنه: «تلك المفردات الخاصة  بالدرس اللساني، التي اصطلحها أهل الاختصاص والبحث في ميادين اللسانيات، للتعبير عن المفاهيم والنظريات التي يشتغلون عليها، بحيث تكون مصطلحات كل مدرسة أو نظرية حلقة متكاملة يكون مفهوم کل مصطلح مضبوطا بدقة عندما يتواجد ضمن النظام الجامع له مع بقية مصطلحات النظرية»[26].

ولقد اتسم المصطلح اللساني بالعلمية ليس لكونه علميا في حد ذاته، وإنما للظروف التي تمت فيها صياغته، فهو يتأرجح بين ما هو معرب، وما هو دخيل، وما هو مترجم. فالمصطلح المعرب هو ذلك اللفظ الذي تقترضه اللغة العربية من اللغات الأخرى وتخضعه لنظامها الخاص بإجراء تغيرات عليه إما بالزيادة أو بالنقصان أو بإبدال بعض حروفه.[27]

   أما المصطلح الدخيل: « فهو الذي تقترضه اللغة العربية من اللغات الأخرى وتبقيه على حاله دون إدخال، أي العربية دون إحداث تغيير عليه سواء في حروفه أو صيغته». في حين أن المصطلح المترجم؛ « فهو المصطلح اللساني الذي دخل إلى الدرس العربي عن طريق الترجمة باعتباره نقلا للمفاهيم المستجدة على ساحة اللسانيات »[28].


وفي الأخير يمكن القول بأن المصطلح اللساني مرتبط بحقل علمي حديث ألا وهو علم اللسان أو اللسانيات؛ وهو ذلك المصطلح الذي يوظفه اللسانيون للتعبير عن أفكارهم ومفاهيم لسانية جديدة.

ثالثا: آليات وضع المصطلح اللساني/العلمي:

تمتاز العربية بخصائص لا تجدها في اللغات الأخرى، وهذا ييسر لها التعامل مع كل لغات العالم، حيث نهج العلماء أساليبا لوضع المصطلح العلمي لوضع المصطلح العلمي في اللغة العربية.

كما تمثل هذه الآليات « مصدرا من مصادر ضبط نظام اللغة العربية وكيفية نموها وتطورها المصطلحي والمعجمي»[29]، حيث يحق للساني في بادئ الأمر أن يؤسس بعض المعايير في معالجة قضية الوضع ضمن مسألة المصطلحات العلمية والفنية، وأبعدها شأنا معيار الاستعمال فالمصطلح يُبتكر فيُوضع ويُبث ثم يُقذف به في حلبة الاستعمال، فإما أن يُروج فيثبت وإما أن يُكدس فيمحى، وقد يدل بمصطلحين أو أكثر، فتتسابق المصطلحات الموضوعة وتتنافس في « سوق» الرواج، ثم تحكم الاستعمال للأقوى فيستبقيه، ويتوارى الأضعف[30].

والجدير بالذكر أنه على كل لساني عند معالجة قضية أو مسألة المصطلحات العلمية وجب عليه تأسيس بعض آليات وضع المصطلح لأنه يأتي بالجديد كما نجده يتعدد إلى مصطلحين أو أكثر في مفهوم واحد.

ويعتمد المصطلح اللساني حسب يوسف وغليسي على خمس آليات رئيسية مرتكزة عليها في وضع المصطلح الجديد، حيث ترتب حسب كل عالم لساني، أو على حسب أهميتها اللغوية، حيث يقول: «أما ترتيب هذه الوسائل بحسب أهميتها اللغوية، فليس تحديدا نهائيا، وإنما هو تقدير نسبي في عمومه؛ إذ تتقدم هذه الآلية لدي هذا وتتأخر الآلية نفسها عند ذاك»[31].

وهذا ما نجده عند علي القاسمي وقد رتبها حسب أهميتها في اللغة العربية، بهذا  الشكل « الاشتقاق، الاستعارة، المجاز ، التعريب و النحت[32]»، مشيرا إلى آلية أخرى تأخر الإلحاح عليها إلى هذه العقود الزمنية الأخيرة، هي (التراث) أو (الإحياء) بتعبير آخر، حيث « يعتمد التراث مصدرا من مصادر المصطلحات الجديدة إلا في وقت متأخر، وظهر النص عليه في ( ندوة توحيد وضع المصطلحات العربية التي عقدت في مكتب تنسيق التعريب بالرباط عام 1981»[33] ، فعلي القاسمي قسم أو رتب و وضع المصطلح حسب أهميتها في اللغة العربية، حيث يعد الاشتقاق أهم خصائص اللغة العربية ثم المجاز، ويليه التعريب ثم النحت.

بينما يبدل أحمد مطلوب في ترتيبه للآليات، فيذكر ما يلي: « القياس والاشتقاق والترجمة والمجاز، والتوليد والتعريف والنحت»، من خلال ترتيب أحمد مطلوب للوسائل نجده يختلف قليلا عن عي القاسمي في ترتيبه للآيات حيث نجده أضاف في ذلك القياس والترجمة والتوليد.

ويذهب يوسف وغليسي إلى أن أحمد مطلوب عند ذكره لهذه الوسائل أنه «لا يخلو كلام كهذا من إسراف وتكثير، إذ يبدو (المجاز) شكلا من أشكال ( التوليد المعنوي)، كما أن الوضع ليس إلا (توليدا لفظيا) وإن ( الاشتقاق) لا يستوي وسيلة قائمة بذاتها في غياب (القياس)، و كأن الاشتقاق هو الاستعمال التطبيقي لنظريات القياس، وهكذا تكرر هذه الوسائل بعضها بعض»[34].

والجدير بالذكر أن كل ترتيب لوسائل وضع المصطلحات الجديدة هي بالتقريب نفسها عند أغلب علماء العرب بينما يختلف قليلا في زيادة بعض منهم لهذه الآليات.

و تعتمد اللغة العربية على عدة آليات في وضع المصطلح العربي وأهمها الاشتقاق والنحت والمجاز، والتعريب والترجمة.

1- الاشتقاق

       يعد الاشتقاق من أهم خصائص اللغة العربية، كما يعتبر من أهم وسائل تولید المصطلح في اللغة العربية، «إذ هو آلية تحديد المصطلحات بنيويا ودلاليا على نحو يسهم في إغناء الظاهرة اللغوية من ناحية، ويمكن المتكلم من تسمية الأشياء الحادثة من ناحية أخرى»[35].

ويرى عبد القادر المغربي[36] أن الاشتقاق من أهم مزايا ووسائل نمو اللغة العربية، حيث يقول: « وهو وحده كاف في الدلالة على أن هذه اللغة مرنة سهلة التوليد مطواعة سهلة الانقياد وببركة هذه القوة نمت لغة العرب وتكاثرت، فكان للسيف ألف اسم وللثعبان مائتان وللأسد خمسمائة»[37].

و قد تعددت التعريفات حول مفهوم الاشتقاق، فنجد من أشهر التعريفات للسيوطي حيث يعرفه بأنه: «أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنی ومادة أصلية، وهيئة تركيب لها ليدل بالثانية على معنى الأصل، بزيادة مفيدة، لأجلها اختلفتا حروفها أو هيئتها، كضارب من ضرب وحذر من حدر»[38]. كما وردت هيئتها لفظة الاشتقاق عند الجرجانی على أنها: « نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنى وتركيبا ومغايرتها في الصيغة»[39].

نلاحظ من خلال هذين التعريفين أنهما يقصدان أن الاشتقاق أخذ لفظة من لفظة أخرى مع اتفاقهما في اللفظ والمعنى.

ونجد أيضا أحمد مطلوب يعرفه بأنه: «أخذ كلمة أو أكثر من أخرى لمناسبة بين المأخوذ منه في الأصل اللفظي والمعنوي ليد بالثانية على المعنى الأصلي مع زيادة مفيدة لأجلها اختلفت بعض حروفها أو حركاتها أو هما معا»[40].

نستنتج من التعريفات السابقة أن كلها تتفق على أن الاشتقاق أخذ لفظ ( أو كلمة من لفظة أو كلمة أخرى) بشرط أن يتفقا أو يتناسبا اللفظ والمعنى مع اختلافهما في الصيغة.

وقد قسمه العلماء على ثلاثة أنواع هي: « الاشتقاق الأصغر ، الاشتقاق الكبير، الاشتقاق الأكبر، وقد حصره القدماء في مسائل معينة ولم يطلقوه واللغة العربية في هذا العصر تحتاج إليه في وضع مصطلحات العلوم، وفيما جاء من القديم يدفع إلى التوسع فيه، فهم قد اشتقوا من أسماء الأعيان وأسماء المعاني وحروف المباني وأسماء الأصوات واشتقوا من العدد وأسماء الأزمنة والأمكنة والقبائل وأعضاء الجسم»[41].

·         الاشتقاق الأصغر: وهو أن يكون « بين اللفظتين تناسب في الحروف والترتيب مثل اشتقاق ضرب، يضرب، أضرب، ضارب، مضروب من مادة الضرب[42]».

يعد هذا النوع من الاشتقاق الأوسع والأكثر استعمالا عند العلماء من الأنواع الأخرى، ويعرف أيضا على أنه: ما تضمن الحروف الأصلية عددا وترتيبا مثل: سمع، ومسموع[43].

 نفهم من هذا التعريف أن الاشتقاق الأصغر هو ما يحمل حروفا أصلية وتتناسب في ترتيب هذه الحروف.

·        الاشتقاق الكبير: لا يحصل هذا النوع من الاشتقاق « إلا إذا كان بين الكلمة الأصلية والكلمة المشتقة تناسب في اللفظ والمعنى دون ترتيب في الأحرف على بعض مثل جذب وجبه، وعاث وعثی...».[44]

·        الاشتقاق الأكبر: وهو ما يسمى بالإبدال « وهو أن يكون بين اللفظتين تناسب في المعنى والمخرج نحو نعق ونهق، المعنى المتقارب، هو في كل منهما الصوت المستكره ، وليس بينهما تتناسب في اللفظ لأن في كل من الكلمتين حرفا لا يوجد نظيره في الكلمة الأخرى»؛ ولذلك سمي هذا الضرب اشتقاقا أكبر أي أبعد عن الاشتقاق الأصغر من الآخر المسمى بالاشتقاق الكبير.

وقد عد بعض الباحثين اللغويين الاشتقاق « من أهم مقومات اللسان العربي المبين، حيث يولد بعض الألفاظ من بعض ويرجع بها إلى أصل واحد مادتها ويوحي معناها المشترك الأصيل، كما يساهم في تنويع المعنى الأصلي»، هذا بالنسبة للاشتقاق[45].

2- النحت.

      يعد النحت إجراء علميا لتوليد المصطلح في اللغة العربية، إذ « استخدم قديما وحديثا لنقل ما استجد من مفاهیم معرفية لدى الأهم في الأخرى، وبإتباع الأسلوب الجديد الآلية النحت».. والنحت طريقة من طرائق وضع المصطلح، وضرب من ضروب الاشتقاق في اللغة، حيث يقول عمار ساسي عنه أنه: ( ضرب من الاشتقاق في اللغة وهو أن تعتمد على كلمتين أو جملة فتنزع من مجموع حروف كلماتها كلمة فذة، تدل على ما كانت عليه الجملة كلها).[46]

أما عبد السلام المسدي فيعرف النحت على أنه: ظاهرة إنمائية ولكنها غير عامة بين فصائل اللغة ولا مطلقة في اللجوء اللسان الواحد إليها، فلا يتسنى البتة إدراجه ضمن نهج تصنيفي يساوي بينه وبين الدخيل والمجاز[47].

 وتتمثل هذه الطريقة في « جمع عدة كلمات أو في اختيار أجزاء منها لتكوين كلمة واحد»[48]، أو هو « أخد كلمتين أو أكثر، وحذف حرف أو حرفين أو أكثر منهما معا، أو إحداهما فقط، وضم الحروف المتبقية، بحيث تكون كلمة جديدة من أمثلته»[49]:

v    حمرغة (من حمل وفرغ) Marinage

v    قطجرة ( من قطع وحنجرة) Laryngotomie

v    قلبر (قلم وحبر) Stylo a encre

بمعنى أن النحت هو ابتداع كلمة مركبة حروفها من كلمتين أو أكثر؛ أي تنتزع من حروفها الدلالة على معنى هو مزيج من دلالات الكلمات المنتزع منها (المنحوت منها)، كما أن في بعض الأحيان يحتاجون إلى النحت في الترجمة، حيث يقول خالد الأشهب[50]: «نحن في حاجة إلى النحت في ترجمة بعض الأسماء العلمية، ولكن النحت في يحتاج إلى ذوق سليم خاصة، فكثيرا ما تكون ترجمة الكلمة الأعجمية بكلمتين عربيتين، أصلح وأدل على المعنى من محت كلمة عربية واحدة يمجها الذوق ويستغلق فيها المعنی»[51].

     والملاحظ من هذا القول أنه عند الذهاب أو الميل على النحت؛ فهو من أجل ترجمة بعض الأسماء العلمية، أن النحت يحتاج إلى لغة وأسلوب سليم، بالإضافة إلى أنه لم يتم التوسع في النحت « لأن الحاجة لم تكن ماسة إليه مع كفاءة أدوات الاشتقاق الأخرى».

3- المجاز.

يعد المجاز أيضا وسيلة من وسائل اللغة العربية في وضع المصطلح، حيث يقصد به:« التوسع في المعنى اللغوي لكلمة ما لتحميلها معنى جديدا، وقد تم اعتماد هذه الآلية في وضع كثير من مصطلحات العلوم الشرعية الإسلامية».[52]

وهذا ما نجده في تعريف الجرجاني لمجاز، حيث يقول: «المجاز اسم لما أريد به غير ما وضع له مناسبة بينهما كتسمية الشجاع بالأسد»[53]، والمقصود من هذا القول أن المجاز هو استعمال لفظ في غير محله لوجود علاقة مع قرينة مانعة من ارادة المعنی الحقيقي، أو هو « انتقال اللفظ إلى غير ما وضع له لوجود علاقة بين محل الحقيقة ومحل المجاز وقد استعمل المجاز بكثرة في توليد المصطلح العربي ذلك لأن تطور اللفظة لا يمس شكلها الخارجي[54]». كما يقول يوسف وغليسي في كتابه "إشكالية المصطلح" عن المجاز بأنه: «استعمال اللفظ في غير ما وضع له أصلا، أي نقله إلى دلالة علمية مجازية أو اصطلاحية جديدة على أن تكون هناك مناسبة بين الدلالتين»[55].

     نستنتج من خلال هذه التعريفات أن المجاز هو نقل كلمة أو اللفظ من المعنى القديم إلى الجديد مع قرينة دالة على ذلك النقل، وهو وسيلة من وسائل نمو اللغة، كما كاد أن يكون من وسائل التصوير الفني عند العلماء، وهذا ما وضحه أحمد مطلوب حين قال أن المجاز: كاد أن يكون التصوير الفني عند القدماء والمعاصرين ولكنه- فضلا عن ذلك - وسيلة من وسائل نمو اللغة ويمكن الاستعانة به في وضع المصطلحات العلمية والألفاظ الحضارية على سبيل تغير الدلالة[56].

4- التعريب

       والتعريب «وسيلة مهمة من وسائل التنمية المعجمية في اللغة العربية منذ أقدم عصورها حتى اليوم[57]»، ولقد تعامل الباحثون العرب المعاصرون مع هذه الآلية بشكل أوسع من الآليات الأخرى، « فاستخدموها في تعريب المصطلحات الغربية بداية بالمفاهيم اللسانية مثل: الفونيم (phoneme) و المونیم (moneme) والورفیم (morpheme) وغيرها[58].

كما أن هناك من عرف التعريب بتعريف أدق، على أنه: «مصطلح نوعي يقترن بمعالجة اللسان العربي للألفاظ التي يستقبلها من الألسنة الأخرى مستوعبا إياها دالا ومدلولا، لذا فهو نعت لم يتبع ظاهرة التداخل اللغوي حضاريا، ولذلك دقق القدماء التسمية فأسموا الظاهرة العامة (دخيلا) وخصوا قولبة اللفظ الدخيل بمصطلح (التعريب) »[59].

     ويعرف أيضا بأنه: «إدخال اللفظ الأجنبي في اللغة العربية أي كتابته بحروف عربية وإعطاؤه حكم اللفظ العربي سواء أمكن جعله على وزن من الأوزان العربية أم لا»[60].

 أما علي القاسمي فقد عرفه على أساس أنه: «نقل الكلمة الأجنبية ومعناها إلى اللغة العربية كما هي دون تغيير فيها أو مع إجراء تغيير وتعديل عليها لينسجم نطقها مع النظامين الصوتي والصرفي للغة العربية، وليتفق مع الذوق العام للسامعين[61]»، معنى هذا أنه أخذ كلمة أجنبية ومعناها ويتم نقلها إلى اللغة العربية سواء تم نقلها دون تغيير في الكلمة أو إحداث تغيير فيها.

أما عن حالات اللجوء الاضطراري للتعريب يشترط مراعاة ما يلي[62]:

·        الاقتصاد في التعريب.

·         أن يكون المعرب على وزن عربي من الأوزان القياسية أو السماعية.

·        أن يلائم جرس المعرب الذوق العربي وجرس اللفظ العربي.

·        أن لا يكون نافرا عما تألفه اللغة العربية.

وعليه فالتعريب هو من وسائل نمو اللغة العربية أيضا، حيث يعمل على تدعيم اللغة بكل ما تحتاجه في وضع المصطلحات الدقيقة.

5-الترجمة.

      أما الترجمة فتعرف بأنها: نقل محتوى نص من لغة إلى أخرى، وفي ترجمة المصطلح هو نقل المصطلح الأجنبي إلى اللغة العربية بمعناه لا بلفظه[63].

يعتبر خليفة الميساوي الترجمة على أنها« من أهم وسائل التي بها يتطور العلم وينمو جهازه المصطلحي، ورغم هذه الأهمية فإن الترجمة تتحول أحيانا إلى عكس هذه الوظائف، وهو ما يبدو جليا واضحا في شأن وضع المصطلح العلمي العربي، وخاصة المصطلح اللساني الذي تعود فيه أسباب تعدد المصطلح المترجم للمفهوم الواحد إلى عملية الترجمة[64]».

 والمقصود من هذا التعريف أن الترجمة هي نقل نص أو مصطلح من لغة إلى لغة أخرى، أي من لغة الأصل إلى لغة الهدف . ويحدد جميل صليبا أربع قواعد ينبغي إتباعها في ترجمة المصطلحات العلمية[65]:

·        البحث عن اصطلاح عربي قديم مطابق للمفهوم الجديد المراد  ترجمته، مثال: الجوهر=Substance

·        البحث عن لفظ قدیم، قريب من المعنى الحديث، فيبدل معناه قليلا، ويطلق على المعنى الجديد، مثال: الحدس=Intuition

·        البحث عن لفظ جديد لمعنى جديد مع مراعاة قواعد الاشتقاق العربي، مثال: الشخصية=Personnalité

·        اقتباس اللفظ الأجنبي بحروفه على أن يصاغ صياغة عربية (التعريب)

مثال: تلفيزيون =Television هذه أهم الخطوات التي يجب إتباعها عند ترجمة المصطلحات العلمية ترجمة صحيحة.

      إن «الترجمة هي نقل من لغة أجنبية إلى ما يقابل النص أو المصطلح العلمي باللغة العربية ونجاحها يعتمد على استيعاب المترجم للغتين وإجادته لفن الترجمة، وقد أصبحت الترجمة إحدى فروع اللغة التطبيقية والعلوم المتصلة بها مثل علم اللغة وعلم النفس الاجتماعي (...)، أما التعريب فإنه محاولة نقل الكلمات أو المصطلحات العلمية من لغة إلى اللغة العربية مع تحويرها نطقا لتلاءم النطق العربي ولغتنا في هذا المجال لا بأس بها»[66].

يمكن القول أن الترجمة والتعريب ظاهرتين لغويتين رئيسيتين في نمو اللغة العربية بشكل متطور لتواكب ركب الحضارة وبناء نهضة عربية جديدة، وتحقيق البعد الوطني والقومي والإنساني للثقافة العربية. وهذه أهم الوسائل لنمو اللغة العربية وطرق وضع المصطلح فيها، وقد استعان بها العلماء القدامى وكذا المحدثين فوضعوا الكثير من المصطلحات، فاللغة العربية من اللغات القادرة على استيعاب مختلف الأوضاع وليست عاجزة وقاصرة كما يعتبرها البعض.

2- وظيفة المصطلح وأهميته

       لا مراء أن المصطلح - إضافة إلى كونه الترجمة اللسانية للمفهوم العلمي المتصور. له أبعاد معرفية وحضارية هامة، إذ أن توليد المصطلحات وتنظيمها وتوحيدها أكبر بيان على أن اللغة المحلية تواكب المستجدات العلمية والمعرفية، وأنها لغة مرنة في ميسور أهلها التعبير عن مختلف الحقائق والمفاهيم العلمية. كما أن المصطلح وثيق الصلة بالخلفية الثقافية والإيديولوجية لمتكلمي هذه اللغة، ولا يغدو أن يكون مجرد لفظ لساني منعزل أو مجرد من مرجعية ثقافية، ذلك أن اللغة لسان حالها ثقافتها، وكل كلمة هي عملة ذات وجهين: الجانب اللساني والمرجع الثقافي، ومن ثمة فالمصطلح هو مرآة الشعوب، وترجمان فهمها واستيعابها للعلوم والمعارف، وبدونه يتعذر ولوج عالم التخصص، ويبقى المترجم في حيرة من أمره[67].

وفي كتابه " إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد"، أحصي يوسف وغليسي خمسة وظائف يضطلع بها المصطلح في أي مجال كان، وهي: الوظيفة اللسانية، والوظيفة المعرفية، والوظيفة التواصلية، والوظيفة الاقتصادية، وكذا الوظيفة الحضارية.[68]

-أما الوظيفة اللسانية: فاستيعاب المصطلحات الجديدة والقدرة على توحيد مصطلحات مقيسة وصارمة دليل على عبقرية اللغة وقوتها على تحيين Actualisation  منظومتها المفهوماتية[69].

- وأما الوظيفة المعرفية: فهي أبرز سمة يتسم بها المصطلح. فالمصطلح هو عبارة عن لفظة وضعت في سياق معين للدلالة على مفهوم خاص، وهو ناقل لمعارف دقيقة[70].

- الوظيفة التواصلية: بما أن المصطلحات هي مفاتيح العلوم، فهي بذلك الشفرات التي يتعامل بها أهل الاختصاص والنظام التواصلي الذي يربط بينهم[71].

- الوظيفة الاقتصادية، وهو المفهوم الذي أرسى دعائمه رائد اللسانيات الوظيفية أندريه مارتيني(André Martinet) ، والمصطلح أنجع وسيلة للاقتصاد اللغوي (L'économie linguistique)، إذ يعبر عن مفاهيم علمية معقدة وعن تصورات فكرية متجذرة في اختصاصاتها في كلمة واحدة[72].

- الوظيفة الحضارية : وتتجلى هذه الوظيفة - في تقدير يوسف وغليسي- في آلية الاقتراض (L'emprunt)، إذ أن العديد من المصطلحات التي مخضتها العولمة أصبحت ترتحل من لغة إلى أخرى بكل ما تحمله من شحنات دلالية وحضارية[73].

علاوة على ذلك، يؤدي المصطلح دورة مركزية في حفظ المنظومة المفهومية المتكلمي اللغة، ذلك أن عدم إيجاد المصطلح المناسب والمعبر عن المفهوم العلمي من شأنه أن يسبب اضطرابا مفهومية، فيغدو فكر المتكلمين بتلك اللغة متذبذبة، ويصبح التمثل المصطلحي للمفهوم العلمي ضربة من الترف الفكري، وضعف المهارة العلمية فالمصطلح وثيق الصلة بالفكر والثقافة المحلية.

في السياق ذاته، وعلى الرغم أن موضة هذه الأيام القول بأن المصطلح هو عملية تقنولسانية محضة، يشترك في تنفيذها كل من الخبير (المتخصص) والمصطلحي (اللساني)، ولا تمت للجانب الحضاري والثقافي بأية صلة، إلا أن هذه الفكرة هي واحدة من الصور النمطية والأفكار الخاطئة، التي لا تزال تنخر حقل الترجمة والمصطلح، بيان ذلك أنه لما كانت حياة المصطلح رهن بمدى تداوله ونطاق انتشاره، فهذا يعني أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالذوق العام، فحتى إذا كان المصطلح مقنن ومقيس وفق معايير الحد الاصطلاحي، وأنه يعبر عن المفهوم العلمي بدقة، إلا أنه إذا لم يلق رواجا بين المستعملين فسيكون ماله الزوال، وينتهي به الأمر إلى غياهب الهجر. كما أن المصطلح المولد إذا استساغه المتكلمون ينتشر ويفلح استعماله، في حين أنه إذا نفروا منه فهذا يعني أنه لن يعمر أكثر، ومن ثمة فالمسلمة التي تقضي بأن المصطلح هو مهمة تقنية أو لسانية بحتة غير صحيحة، فالعنصر الثقافي والحضاري له أهمية قصوى في تداول المصطلح وانتشاره[74] .

على ضوء ما سبق، يمكن تلخيص أهمية المصطلح في النقاط الآتي ذكرها:

ü     ضبط المفاهيم العلمية، وترسيخها في فكر متكلمي هذه اللغة.

ü     بناء أو تنظيم منظومة مفهوماتية صحيحة ودقيقة.

ü     درء الخلط المفهومی والاضطراب على مستوى استيعاب العلوم والمعارف.

ü     مواكبة التطور ومسايرة ما توصلت إليه اللغات الأخرى المصدرة للعلوم والمصطلحات الدالة عليها يعتبر المصطلح الحجة الدامغة على أن اللغة التي تولد المصطلحات باستمرار وتحرص على توحيدها أنها لغة مرنة وثرية على مستوى خلق كلمات جديدة للدلالة على مختلف المستجدات التي تطرأ في مختلف میادین المعرفة .

ü     إبراز الجانب الحضاري والثقافي للغة، وإيضاح قدرتها على تبني "الآخر"[75]، ذلك أن تولید مصطلح جديد (Neologisme) يعني أن اللغة المستقبلة تحاول البحث عن كلمة للدلالة على هذا المفهوم "الغريب" أو "الأجنبي"، ومن ثمة فالمصطلح مظهر من مظاهر التحام الثقافات وحوارها.

ü     يقدم المصطلح صورة عن كيفية تفكير متكلمي اللغة، إذ أن توليد المصطلح يعتمد بالدرجة الأولى على شرط أن يكون استقباله وتقبله ممكن من طرف جمهور المتكلمين، ومن ثمة فهو مرتبط بالثقافة المحلية.

و المصطلحات هي مفاتيح العلوم، كما عبّر عنها الخوارزمي. وقد قيل إن فهم المصطلحات نصف العلم، لأن المصطلح هو لفظ يعبر عن مفهوم، والمعرفة مجموعة من المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في شكل منظومة. ومن ناحية أخرى، فإن المصطلح ضرورة لازمة للمنهج العلمي، إذ لا يستقيم منهج إلا إذا بُني على مصطلحات دقيقة، حتى إن الشبكة العالمية للمصطلحات في فيينا بالنمسا اتخذت شعار (لا معرفة بلا مصطلح).

       وقد أدرك العرب القدماء أهمية المصطلح ودوره في تحصيل العلوم، فقال القلقشندي في كتابه (صبح الأعشى في صناعة الانشاء): «على أن معرفة المصطلح هي اللازم المحتّم والمهم المقدّم، لعموم الحاجة إليه واقتصار القاصر عليه»[76].

ونوّه التهانويّ في مقدّمة كتابه المشهور (كشاف اصطلاحات الفنون) الذي جمع فيه أهمّ المصطلحات المتداولة في عصره وعرّفها، بأهمية المصطلح فقال: « "إنّ أكثر ما يحتاج به في العلوم المدوّنة والفنون المروَّجة إلى الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإنّ لكلِّ عِلم اصطلاحاته، إذا لم يُعلم بذلك لا يتيسر للشارع فيه إلى الاهتداء سبيلًا ولا إلى فهمه دليلًا"»[77].

 

المبحث الثاني: علاقة حقل المصطلحية بعلم اللسانيات

      شهدت اللسانيات تطورا وتعددا في المصطلحات اللسانية وذلك نتج بعد التطور التكنولوجي حيث أصبح لكل علم مصطلحاته الخاصة به وهذه المصطلحات يدرسها علم يعرف بعلم المصطلح، وهو « بحث علمي وتقني يهتم بدراسة المصطلحات العلمية والتقنية دراسة دقيقة وعميقة من جهة المفاهيم وتسميتها وتقييمها[78]»، ففهم كل علم مرهون بفهم مصطلحاته التي تعد نافذة مفتوحة، حيث يقول محمد الهادي بوطارن : «نطلق مصطلحا على المصطلحات، ولكل علم مصطلحية خاصة به، وكل مدرسة لسانية تشكل مصطلحية خاصة بها، وهي مجموعة المصطلحات المتبوعة بشروحات ومفاهيم وإيضاحات[79]؛ فيتضح أن علم المصطلح يهتم فقط بالتسمية والمفهوم».

      كما قد عرفت المصطلحية تطورا وانتشارا واسعا حول مبادئها ومناهجا، وهذا منذ بداية الثلاثينات حيث تطورت أسس المصطلحية كما نعرفها اليوم وانتقلت من مرحلة الهواية إلى علم حديث[80]، قائم بذاته وله خصوصياته وقواعده وأسسه التي تضبطه.

وعلم المصطلح له علاقات بعدة علوم، من بينها اللسانيات، التي هي « علم يدرس اللغة الطبيعية والاصطناعية دراسة علمية تقوم على الوصف ومعاينة الوقائع بعيدا عن النزعة التعليمية والأحكام المعيارية»[81]، حيث قدمت اللسانيات خدمة كبيرة في المصطلحية وذلك من خلال ضبط المصطلحات والمفاهيم الدالة عليها، لكن من جهة فقد تعددت الآراء واختلف علماء اللغة في ضبط العلاقة المصطلحية واللسانيات؛ يرى بعضهم أن المصطلحية فرع من فروع اللسانيات ومجال من مجالاتها « فهي اختصاص متولد عن اللسانيات»[82]، بدليل أن كلاهما يتعامل بالمادة اللغوية، والمتمعن في علاقتهما يجد أن هناك علاقة مكملة بينهما « لأنهما يتقاسمان نفس المهمة والدرس، فإن كان المصطلحي يدرس طبيعة المصطلح فإن اللساني هو الذي يحقق الهوية اللسانية للمصطلح»[83]، وهذا ما جعل علاقتهما وطيدة أكثر، فمن المنطقي أن تكون المصطلحية عمل مشترك مع اللسانيات يؤدي فيه المصطلحي دور تحديد المنهج العلمي الذي ينتج المصطلح وأما الدور الذي تؤديه اللسانيات في خدمة المصطلحية دور تواصلي بالأساس يدفع الباحثين إلى ضبط سياق استعمال المصطلح[84] .

 ومعنى هذا أنهما يكتملان في المنهج ويلتقيان في التنظير والتطبيق لذلك يمكننا القول أن « المصطلحية علم ينتمي إلى اللسانيات التطبيقية أو مجالا من مجالاتها، يستمد الأسس النظرية التي تسند تطوره من اللسانيات النظرية ويطبقها على مجالات مختلفة»[85]، ويذهب آخرون إلى أن المصطلحية لا تناسب اللسانيات، وأنها علم قائم بذاته يختلف عن اللسانيات من حيث المادة والمنهج؛ مركزين في ذلك على « الجانب النظري الذي تستند إليه كل منهما فنظام اللسانيات ومنطلقاته غير نظام المصطلحية ومنطلقاتها»[86]، كما أن النظرية المصطلحية هي عكس نظرية اللسانيات، فهذه الأخيرة تهتم بدراسة المصطلحات اللغوية بدءا من الدال والمدلول، أما المصطلح يهتم بدراسة مصطلح علمي تقني ما من المدلول نحو الدال، فالمدلول يعرف بالتسمية.

يمكن توضيح وتبيان هذا في المخطط التالي بشكل مبسط[87]:

الكلمة

 

الألسنية                                     المصطلحية

 

الدال                                        المدلول

 

المدلول                                        الدال

 

     ومن بين الفوارق والاختلافات التي بين العلمين كذلك أن المنطلقات الأساسية لعلم المصطلح تختلف عن المنطلقات العامة للبحوث اللغوية الأساسية إلا أنها تتفق مع الأهداف اللغوية التطبيقية، فعلم المصطلح يهتم بالتزامنية؛ ومعنى هذا أنه لا يبحث تاریخ كل مفهوم أو مصطلح، بل يبحث الحالة المعاصرة لنظم المفاهيم ويحدد علاقاتها القائمة ويبحث لها عن مصطلحات دالة متميزة، ولعلم اللغة مناهج متعددة منها المناهج الوصفية التزامنية والتارخية والمقارنة والتقابلية.[88]

      وعلم المصطلح يهتم بالكلمة المكتوبة وهي عنده في الدرجة الأولى، أما البحث اللغوي فأساسه ما هو منطوق « وذلك باعتبار اللغة في المقام الأول ظاهرة منطوقة مسموعة ولكن علم المصطلح يجعل المصطلحات في شكلها المكتوب مجالا لعمله، وذلك لأن هذه المصطلحات تستخدم في المقام الأول في المطبوعات العلمية المختلفة، وتستخدم في مرحلة تالية في التواصل المنطوق»، فالمصطلحية تختص على بحث المفردات وتهتم بالمصطلحات الدالة على مفاهيم وهي التي تفيد في التعبير عنها، أما علم اللغة فيبحث في إضافة إلى المفردات في مجالات كثيرة منها: بناء الجملة الأصوات وهي موضوعات لا يهتم بها علم المصطلح.[89]

و في الأخير نجد أنه بالرغم من الاختلافات والفروق التي برزت بين العلمين إلا أن اللسانيات قدمت خدمة ومساعدة للمصطلحية، وكذلك المصطلحية فهي تبحث وتهتم بالمصطلحات اللسانية وطرق توليدها وآليتها، فيمكن القول أن العلاقة بينهما علاقة  تكاملية ومن هذا المنطلق عدت المصطلحية فرعا من فروع اللسانيات التطبيقية.

 



[1] بدر العتيبي، كتاب المفهرس، باب المصطلح، مدونة المفهرس على موقع: https://mufahras.com/ تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2018.

[2] سجيع الجبيلي، المعجم المفصل في المعاني و الانشاء، الخزانة العلمية ، دار الكتب العلمية، 2009، ص 612.

[3] ابن منظور (محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين الأنصاري)، لسان العرب، ترجمة: عبد السلام هارون، ط4، بيروت، لبنان: دار صادر، 2005، مادة (ص، ل ، ح)، ج7، ص462.

[4] محمود بن عمرو الزمخشري ، أساس البلاغة، تحقيق: محمد باسل عيون السود ، بیروت: دار الكتب العلمية، 1998، طا،  مادة (ضال، ح)، ج 1، ص 554.

[5] مجمع اللغة العربية ، المعجم الوسيط، ط4، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، مادة (ص،ل، ح)، ج 1، ص 520.

[6] عبد القادر عواد ، إشكالية ترجمة المصطلح اللساني إلى اللغة العربية بين ضروريات التلقي وأسئلة الهوية، مجلة التعليمية، جامعة جيلالي اليابس، الجزائر ،م 5، ع13 مارس 2018،ص2.

[7] مجموعة من المؤلفين ، اللغة والهوية في الوطن العربي ( إشكالية التعليم والترجمة والمصطلح)، ط1، بیروت: المركز العلمي للأبحاث، 2013،ص178.

[8] الجرجاني، كتاب التعريفات، تحقيق: إبراهيم الأبياري، ط4، بیروت: دار الكتاب العربي، 1998، ص44.

[9] محمود فهمي حجازي ، الأسس اللغوية لعلم المصطلح، ط1، (دب): دار غريب للطباعة والنشر، 1995، ص 11-12.

[10] المرجع نفسه، ص 11.

[11] ماري كلود لوم، علم المصطلح مبادئ وتقنيات، ترجمة: ريما بركة، ط1، بیروت: مركز الدراسات الوحدة العربية ، 2012، ص19.

[12] مصطفى الشهابي، المصطلحات العلمية في اللغة العربية، في القديم والحديث، (د،ط)، القاهرة: معهد الدراسات اللغوية العامية، 1955،ص4.

[13] :أحمد مطلوب، بحوث مصطلحية، (د،ط)، بغداد: منشورات المجمع العلمي، 2006، ص 7.

[14] المرجع نفسه ، ص 5.

[15] يوسف وغليسي، إشكالية المصطلح ( في الخطاب النقدي العربي الجديد)، ط 1، الجزائر، 2009، ص 27-28.

[16] يحي بعيطيش ، نحو إستراتيجية لحل إشكالية المصطلح، مجلة المترجم، جامعة قسنطينة، ع2، ديسمبر 2008، ص95.

[17] عمار ساسي ، اللسانيات العربية المنهج والمفهوم والصناعة، ط1، إربد، الأردن: عالم الكتب الحديث، 2019،ص140

[18] صالح تقابجي، الآليات اللغوية المعتمدة في صياغة المصطلحات اللسانية، مجلة اللغة العربية، الجزائر، ع 44، 2019، 21، ص112 .

[19] المرجع نفسه، نفس الصفحة.

[20] سمير شريف استيتيه، اللسانيات المجال والوظيفة والمنهج، الأردن: عالم الكتب الحديث، طا،  2008، ص 341.

[21] مصطفى الشهابي ، المصطلحات العلمية في اللغة العربية، ص4.

[22] المرجع نفسه، ص 9.

[23] أحمد مطلوب، بحوث مصطلحية، منشورات المجمع العلمي، بغداد : مطبعة المجمع العلمي، 2006، ص 29.

[24] : أحمد الهادي رشراش ، إشكالية المصطلح اللساني في اللغة العربية، مجلة كلية اللغات، جامعة طرابلس، ع17، مارس 2008، ص 86.

[25] محمود فهمي حجازي، الأسس اللغوية لعلم المصطلح، ص 15.

[26] بلال لعفيون، المصطلح اللساني في المعجم العربي ، بين تعدد التسمية والمفهوم، مجلة علوم اللغة العربية وآدابها، جامعة الوادي، ص 244.

[27] نجاة حسين، إشكالية المصطلح اللساني وأزمة الدقة المصطلحية في المعاجم العربية، مجلة مقالي، ع10، جوان 2016، ص4.

[28] المرجع نفسه، ص4.

[29] خليفة الميساوي، المصطلح اللساني وتأسيس المفهوم، ط1، الرباط: دار الأمان، منشورات الاختلاف ضفاف، 2013، ص 72.

[30] عبد السلام المسدي، قاموس اللسانيات، (د، ط)، (دب): الدار العربية للكتاب، (دت)، ص 27.

[31] يوسف وغليسي، إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي الجديد، ص 80.

[32] المرجع نفسه، ص 79.

[33] أحمد مطلوب ، معجم مصطلحات النقد العربي القديم، (د،ط)، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2001، ص20.

[34] يوسف وغليسي، المرجع السابق، ص 80.

[35] مجموعة من المؤلفين ، اللغة والهوية في الوطن العربي، ص 183

[36] عبد القادر المغربي: من أبرز علماء اللغة والأدب في سوريا في القرن التاسع عشر. وُلِد «عبد القادر بن مصطفى المغربي الطرابلسي» التونسي الأصل في اللاذقية بسوريا عامَ 1967م، ونشأ في طرابلس .

[37] مختار درقاوي، أثر الاشتقاق والمجاز في بناء المصطلح اللساني، مجلة رفوف، جامعة أدرار، الجزائر، ع7، سبتمبر 2015، ص 181.

[38] السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، شرح وتعليق وتحقيق: محمد جاد المولى بيك وعلي محمد اليحياوي، طا، بیروت: المكتبة العصرية،1987، ج2، ص 346.

[39] الشريف الجرجاني، كتاب التعريفات، ص 43.

[40] أحمد مطلوب، بحوث مصطلحية، ص 19.

[41] المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

[42] عبد القادر بن مصطفى المغربي ، الاشتقاق والتعريب، ط2، القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1947،ص 10.

[43] اسماعيل معمولي ، المصطلحات في التراث العربي الاسلامي وطرائق وضعه، مجلة التراث العربي، ع94، 2004،ص30.

[44] مصطفى الشهابي، المصطلحات العلمية في اللغة العربية، ص 13.

[45] عبد القادر بن مصطفى المغربي، الاشتقاق والتعريب، ص12.

[46] صالح تقابجي، الآليات اللغوية المعتمدة في صياغة المصطلحات اللسانية، ص 117.

[47] عبد السلام المسدي، قاموس اللسانيات، ص 31.

[48] المجلس الأعلى للغة العربية، أهمية الترجمة وشروط إحياءها، (د.ط)، الجزائر: دار الهدى، 2007، ص 101.

[49] مختار درقاوي ، أثر الاشتقاق والمجاز في بناء المصطلح، ص8.

[50] أستاذ في معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، جامعة محمد الخامس- المغرب.

[51] خالد الأشهب، المصطلح العربي البنية والتمثيل، ط1، إربد: عالم الكتب الحديث، 2011، ص 109.

[52] واضح عبد العزيز ، المصطلح العربي مشاكل وحلول، الملتقى الوطني الدولي: المصطلح والمصطلحية، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، كلية الأداب واللغات، قسم اللغة العربية، ج2: مخبر الممارسات اللغوية في الجزائر، 2-3 ديسمبر 2014،ص420.

[53] الشريف الجرجاني ، کتاب التعريفات، ص 257.

[54] سناني ، في المعجمية المصطلحية، ص72.

[55] يوسف وغليسي، إشكالية المصطلح " في الخطاب النقدي العربي الجديد"، ص84.

[56]  أحمد مطلوب، بحوث مصطلحية، ص 21.

[57] فهمي حجازي ، الأسس اللغوية لعلم المصطلح، ص148.

[58] صالح نقابجي، المرجع السابق، ص 118.

[59] عبد السلام المسدي ، قاموس اللسانيات، ص 28.

[60] عمار ساسي، اللسانيات العربية المنهج والمفهوم والصناعة، ص156.

[61] علي القاسمي، علم المصطلح أسسه النظرية وتطبيقاته العلمية ، بیروت: مكتبة لبنان ناشرون، طا ، 2008، ص 145.

[62] يوسف وغليسي، إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد ، ص 89.

[63] واضح عبد العزيز، المصطلح العربي مشاكل وحلول، ص 421.

[64] خليفة الميساوي، المصطلح اللساني تأسيس المفهوم، ص 75.

[65] يوسف وغليسي، إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، ص 70.

[66] المجلس الأعلى للغة العربية، أهمية الترجمة وشروط إحيائها، ص53-53.

[67] عبد القادر عواد، اشكالية ترجمة المصطلح اللساني إلى اللغة العربية بين ضرورات التلقي و أسئلة الهوية، المجلة التعليمية لجامعة جيلالي اليابس، سيدي بلعباس، الجزائر ، مج 5 ، عدد 13 مارس 2018، ردمد 1717-2170.

[68] يوسف و غليسي، المرجع السابق، ص 42.

[69] محمود فهمي حجازي، الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب للطباعة ، ص 13.

[70] مصطفى غلفان، المعاجم اللسانية في الثقافة العربية المعاصرة، ص 83.

[71] المرجع نفسه، ص 84.

[72] المرجع نفسه، نفس الصفحة.

[73] المرجع نفسه، ص 85.

[74] عبد الغني بارة، اشكالية تأصيل الحداثة في الخطاب النقدي المعاصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، مصر، ط1، 2005، ص 293.

[75] "الآخر" (L'Autre ): يعتبر مفهوم "الآخر" مفهوما مفتاحأ للمهتمين بحقل الترجمة، وهو يعني الشخص الذي لا ينتمي إلى الثقافة نفسها التي ينتمي إليها القارئ، ولا يتحدث اللغة نفسها، فالآخر هو الإنسان الأجنبي أو الغريب على حد تعبير أنطوان برمان.

[76] رجاء وحيد دويدري، المصطلح العلمي في اللغة العربية،  دار آفاق معرفة متجددة، 2020، ملخص منشور على موقع: www.aldiwan.net تاريخ الاطلاع: 14/04/2022، على الساعة: 23:57.

[77] المصدر نفسه.

[78] عمار ساسي، المصطلح اللساني العربي" من آلية الفهم إلى أداة الصناعة"، الجزائر: عالم الكتب الحديث، طا،  2009، ص 94.

[79] محمد الهادي بوطارن، المصطلحات اللسانية والبلاغية والأسلوبية والشعرية، ط1، الجزائر: دار الكتاب الحديث، 2008 ص 374.

[80] ماريا تريزا كابري، المصطلحية النظرية والمنهجية والتطبيقات، ترجمة: محمد أمطوش، طا، إربد: عالم الكتب الحديث، 2012 ص 1.

[81] نعمان بوقرة، المدارس اللسانية المعاصرة، ط1، القاهرة: مكتبة الأدب، 2003 ص 67.

[82] خليفة الميساوي، المصطلح اللساني التأسيس والمفهوم، ص 39.

[83] نجاة حسين، إشكالية المصطلح اللساني وأزمة الدقة المصطلحية في المعاجم العربية، ص 200.

[84] خليفة الميساوي، المصطلح اللساني التأسيس والمفهوم، ص 39.

[85] إيمان بوشوشة، ترجمة المصطلح اللساني ومشكلاته، (نماذج تطبيقية من المعاجم المتخصصة)، مجلة الآداب واللغات جامعة العربي التبسي، تبسة، ع 24، 2017 ص150.

[86] خليفة الميساوي، المصطلح اللساني التأسيس والمفهوم، ص 39.

[87] عمر ساسي ، المصطلح في اللسان العربي، ص 106.

[88] محمود فهمي حجازي، الأسس اللغوية لعلم المصطلح، ص 24.

[89] محمود فهمي حجازي، الأسس اللغوية لعلم المصطلح ، ص 25.

الاسمبريد إلكترونيرسالة