JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ترجمة يوئيل يوسف عزيز لمحاضرات "دي سوسير"

خط المقالة

 

المبحث الأول: محاضرات دي سوسير

تمهيد:

     كان دو سوسير بإجماع الكثير من الدارسين علامة من علامات القرن التاسع عشر في الدراسات اللغوية أو في البحث اللساني بتعبير دي سوسير، وهذا ما دفع العلماء إلى اطلاق عليه لقب أب اللسانيات الحديثة بلا منازع، ورغم ما عرفته أعماله من إقبال وإدبار، ورفض وتدبر، عرفت عدة ترجمات إلى لغات متعددة كالعربية والإنجليزية وغيرها.

تعريف "فردیناند دي سویسر- Ferdinand De-Sausure"

        هو لساني سوسري ، ورائد من رواد علم اللغة الحديث ، ولد سنة 1857 بمدينة جنيف السويسرية من أسرة عريقة عرفت بالعلم والمعرفة، و بكثرة علمائها وهي من أصل هوغنوتي ( بروتيستاني فرنسي) .

كانت بداية دراسته علمية ، لأنه كان مهتما بالفيزياء والكيمياء، لكن اهتمامه المبكر بالدراسات اللغوية كان يبدو أشد ، وذلك يتجلى من خلال تعلمه لليونانية فضلا عن الفرنسية والألمانية والانجليزية واللاتينية، وهو في سن الخامسة عشرة من عمره. ولعل هذا الاهتمام هو الذي حدد ووجهته النهائية في اللسانيات .

في سنة 1875، التحق سوسير بجامعة جنيف ملبيا رغبة والديه بإتمام دراسته في الطبيعة والكمياء، لكن يبدو تأثير توجهه اللغوي كان عميقا، حيث في سنة 1876، شد الرحال إلى المانيا، ليلتحق بجامعة ليبزيج Leipzig التي كانت تعتبر المركز العلمي الأكثر إنتاجا وحيوية في أوروبا فيما يتعلق بالبحوث والدراسات اللسانية ، حيث كانت مركزا المدرسة من اللغويين التارخيين الشبان عرفت باسم النحويين الجدد، وهناك تلقى دراساته اللغوية في النحو المقارن إلى جانب جماعة من النحاة المحدثين، كما اهتم بدراسة بعض اللغات كالسنسكريتية، والفارسية والسلافية القديمة والليتوانية، والإيرلندية القديمة، وخلال مدة إقامته بألمانيا أصدر كتابين ، الأول " في سنة 1879" بعنوان : مذكرة في النظام البدائي للصوات في اللغات الهندية الأوربية

Mémoire sur le système primitif des voyelles dans les langues indo - européennes.

أما الكتاب الثاني فقد صدر سنة 1881 بعنوان إستعمال المضاف المطلق في اللغة السنسكريتية

L'emplois du génitif absolu en sinskrit وهما الكتابان اللذان حقق له شهرة عالمية وهو لا يتجاوز الرابع والعشرين سنة [1].

     وقد استقبل اللغويون الألمان الكتابين بنوع من النقد، وهو ما لم يعجب دي سويسر ليغادر إلى باريس سنة 1880 محملا بمشاعر الأسف والخيبة، وفي سنة 1881 كلف بالتدريس في المدرسة التطبيقية للدروس العليا بباريس مدة عشر سنوات، وتعد هذه المرحلة حاسمة وهامة في حياة دي سويسر، حيث تتلمذ على يده مجموعة من التلاميذ أصبحوا فيما بعد أسماء لامعة في اللسانيات الفرنسية مثل دار مستتار demesteter، وباسي Passy وجرامونت Grammont ومی Meillet، وفي سنة1891 عاد إلى جنيف من جديد والتحق بجامعتها حيث منح له منصب كرسي التاريخ المقارن للغات الهند وأوربية، وظل يشغل هذا الكرسي إلى غاية سنة 1896، حيث اختفى عن الأنظار، وبعد ذلك دخل في عزلة تامة وانقطع عن الإنتاج .

هذه العزلة أو هذا الانقطاع استوقف المهتمين بأعماله وجعلهم يبحثون أو يخضون في تقديم تبريرات وتفسيرات لهذا التصرف الذي يبدو غامضا من دي سوسير .

ومن التفسيرات التي قدمت حول هذا السلوك من دي سوسير نذكر ما يلي[2] :

يرى أنطوان ميي أن دي سويسر كان يعاني من عقدة نقص شبه مرضية هيمنت على أعماله في جنيف خلال فترة انقطاعه، وقد فسر انطوان في هذه العقدة بوسواس الكمال الذي سيطر على باحث كان همه تقدم القضايا بشكل کامل. كما أرجع بنفسيت ودومورو أن دي سوسير قد انهار أمام إحساسه بعدم فهم الناس لأفكاره الثورية التي ظهرت فيما بعد  في كتابه( محاضرات في اللسانيات العامة)، والتي حاول شرحها لأعز رفاقه بين عامي 1906 - 1911 وهناك تفاسير أخرى ظلت عالقة بأذهان اللسانيين حول سر هذا الانقطاع الغامض عن الإنتاج. وهناك تفسير يرى فيه بعض الباحثين أن سبب الانقطاع هو وقوع مشاكل في حياته الخاصة منعته من مواصلة التدريس. ولعل أقرب هذه التفاسير هو عدم تفهم جوهر الرسالة العلمية لمحاضرات دي سوسير من قبل الدارسين. وبعد هذه الظروف الصعبة التي عاشها دي سوسير في حياته عاد من جديد إلى التدريس بعد إلحاح شديد من تلاميذه، حيث ظل يدرس مبادئه الجديدة في اللسانيات العامة إلى أن وافته المنية سنة 1913م دون أن ينجز مشروعه الذي كان ينوي القيام به وهو تسجيل أفكاره وملاحظته التجديدية الثائرة في اللسانيات، وبعد وفاته تأسف تلامذته على عدم تنفيذ مشروعه المتمثل في تأليف كتاب في علم اللغة ، وهذا بسبب قلة كتابة عنده . فتطوع اثنان من تلامذته لتحقيق هذا المشروع على أرض الواقع وهما شارل بالي وألبير سيشهاي"، حيث عمدا إلى جمع الدروس والمحاضرات التي كانت مدونة عند تلامذته ، ومواد معينة كانت باقية بخط دي سوسير، وأفردا لها كتابا أسمياه " محاضرات في اللسانيات العامة [3]" وطبع لأول مرة سنة 1916 . وكانت مسألة تلقي کتاب دي سوسير من طرف الباحثين والدارسين مسالة قبول ورفض ، وخاصة في العقود الثلاث الأولى من بعد نشر كتابه ، ذلك أنه تلقى انتقادات حادة من طرف اللسانيين، ردها البعض إلى عدم استيعاب مدى ووعيه وأفكاره، ومازالت مسألة تلقي الكتاب من طرف الباحثين والدارسين محل نقاش وبحث ودراسة.




الإطار التاريخي و الإبستيمولوجي لنشأة اللسانيات عند دي سوسير :

      الباحث في حياة "دي سوسير"، من حيث الاطار التاريخي والابستيمولوجي، يجد الرجل كم هو محظوظ، ذلك لأنه اجتمعت له مجموعة من العوامل، نذكر منها، أنه من أسرة معروفة بالعلم، وتتلمذ على يد أساتذة كبار أمثال : زيمر، وهيرمان. وولد في فترة من القرن التاسع عشر، عرفت فيه الدراسات التاريخية المقارنة أزهی مراحلها، ومن دروسها وعلى يد لغوييها و فلاسفتها تعلم و أخذ مبادئه اللغوية الأولى و تشبع بالكثير من نظرياتها . كما انه استفاد من أفكار دوركايم، ويعلم النفس الجمعي كما وضعه طارد، وغيرها من الأفكار التي عايشها. و لكنه لم يكن اسما محرورا حتى النخاع الي الافكار التي كانت مطروحة وخاصة في دراسة اللغة، حيث بعد ما تمكن من استيعاب توجهاتها لم يرضه ما كانت تنتهي إليه من نتائج و ما كانت تعمل به من مبادئ منهجية ورأى أن يقدم منهجا لسانيا بديلا بعيدا عن الاعتبارات المعيارية. فتفتقت نظراته في درس اللغة بفضل ما تميز به من بعد في النظر و دقة في منهجية الطرح و التناول وبما اجتمع لديه من تراكمات معرفية في ميدان علم اللسان، وتبنى الوصفية في دراسة اللغة. كما يجد الباحث الروح العلمية الموروثة من دون شك من دراسته الأولى متجلية في طرح أفكاره ، وهذا بارز في طريقة تناوله للغة. ولذلك كان ما قدمه في محاضراته بمثابة ثورة لسانية على المناهج السابقة مثل : الدراسة التاريخية والنحو المقارن، والنحو المعياري، رغم أنه لم يعتمد على لغات كثيرة مثلما فعل معاصروه من مؤرخي اللغة إلا أنه استطاع أن يضع منهجا جديدا كان له تأثير كبير في الدراسات اللسانية اللاحقة[4]  .

لقد كانت دروسه في اللسانيات العامة زبدة فكر عصره، هذا من جهة، ومن جهة ثانية شاهدا من شواهد تطور الدراسات اللغوية في هذا العصر، كما انه شاهد على رجل اجتهد في دراسة اللغة بطريقة قد تكون فريدة من نوعها في عصره . ولعل الشعور بهذه القيم، هي التي سرعت في ترجمة كتابه إلى معظم لغات العالم.

4. ترجمات محاضرات  دي سوسير:

       إن المتبع لجهود الترجمة العربية لمحاضرات دي سوسير ، دروس في اللسانيات العامة ، يجدها في جيل منتصف الثمانينات تعكس سعي هذا الجيل وباصرار وشغف وحب من أجل تمثل أفكار دي سوسير ، وقد أثمر هذا في فترة قصيرة خمس ترجمات بعد سبعين سنة من نشره، وهي مرتبة في الجدول حسب صدورها[5]:

الترجمة

اسم المترجم

سنة الصدور

عنوان الترجمة

دار النشر

الترجمة التونسية

صالح القرمادي

محمد عجينة

محمد شلوش

1985

دروس في الألسنة العامة

الدار العربية للكتاب

الترجمة المصرية

أحمد نعيم الكراعين

1985

الفصول في علم اللغة العام

دار المعرفة الجامعية

الترجمة العراقية

يوئيل يوسف عزيز

1985

علم اللغة العام

دار آفاق عربية

الترجمة السورية

يوسف غازي

مجيد النصر

1986

محاضرات في الألسنة العامة

دار نعمان للثقافة

الترجمة المغربية

عبد القادر قنني

1987

محاضرات في علم اللسان العام

دار أفريقيا للشرق

 

جدول يبين الترجمات الخمس لدي سوسير

من الملاحظات العامة التي ارتأينا الاشارة اليها كقراءة من خلال هذا الجدول، هي ملاحظات تطرح تساؤلات هي محل بحث من الدارسين والباحثين إلى الآن، وهذه الملاحظات هي[6]:

- تأخر الترجمة العربية لدروس دي سوسير ، مقارنة بالترجمات الغربية .

- اختلاف الأصل المترجم عنه، حيث نجد الترجمة التونسية ، والسورية ، والمغربية فرنسي، وأصل الترجمة العراقية إنحليزي.

مؤشرات الإخفاق والنجاح في ترجمات محاضرات دي سوسير :

مادام عمل المترجمين صنعة إنسانية، فطبيعي الاخفاق أوالنجاح ومما يحسب للمترجمين كعلامات للنجاح ، نذكر[7] :

- ربط القارئ العربي بمستجدات البحث اللساني العالمي.

- محاولة تحفيز الباحث العربي ، وحتى القارئ على تطبيق وتبني المنهج الوصفي في الدراسة اللسانية .

- دفع القارئ أو الباحث العربي إلى عدم الانقياد الأعمى الى كل ما هو كلاسيكي في دراسة اللغة، أو على الأقل البحث عن مقابل يقرأ من خلاله تراثه المعرفي في دراسة اللغة.

- تحفيز القارئ على قراءة تراثه ، أو كل المواريث بآلية البحث المتاحة أنيا.

-تحفيز القارئ على تعلم اللغات من أجل الاطلاع على افكار الاخر.

- التحفيز على الترجمة من أجل نقل فكر الآخر.

من علامات الفشل والاخفاق التي تجلت انطلاقا من العنوان في هذه الترجمات، نلخص أخطرها في النقاط الآتية:

-عدم التنسيق بين الباحثين، كأن كل ترجمة للكتاب جديدة( ولم يسبق ترجمته)، إلا في الترجمة العراقية التي أحالت على ذلك وأشارت إلى الترجمات السابقة .

-النزعة الفردية، ومن علاماتها غياب مؤسسة علمية تتم مراجعة الكتب المترجمة ومتابعتها على مستوى العالم العربي، مما جعل كل الجهود فردية في الترجمات.

-انعدام التعاون بين المترجمين.

-الاضطراب والعفوية، سواء في اختيار آلية الترجمة، أو في اختيار المصطلح العربي المقابل للمصطلح.

-عدم وجود مرجعية معرفية في اللسانيات لدى بعض المترجمين، و يتجلى هذا في تقديم مصطلحات أو ترجمات مقابلة للمصطلح الأجنبي ، تدل على عدم التفريق بين الدلالة العامة ، والدلالة الاصطلاحية.

- خلق قارئ ، أو متلقي عربي مشتت الفكر في اللسانيات.

-التشجيع على النزعة الفردية .

-غياب شرط التفاعل الثقافي .

أهم المراجعات لترجمات محاضرات دي سوسير :

      عرفت ترجمات محاضرات دي سوسير العديد من المراجعات أهمها مراجعة عز الدين المجدوب  مراجعة عبد السلام المسدي، مراجعة حمزة بن قبلان المزيني[8] .

1-مراجعة بن قبلان المزيني : بعنوان : ثلاث ترجمات محاضرات دي سوسير عن مجلة عالم الكتب  المجلد الثامن، العدد الرابع، سنة 1408ه، 1987م من الصفحة 477 إلى الصفحة 486 . وتمت إعادة نشره في كتاب " مراجعات لسانية في جزءه الأول،العدد 19، سنة 2000م، بترجمة مصرية  لبنانية بالإضافة إلى الترجمة التونسية .

حاول المزيني أن يجري مراجعة لترجمات لمحاضرات دي سوسير وهي : الترجمة المصرية، الترجمة اللبنانية والترجمة التونسية.

أ- الترجمة المصرية : حاول المزيني أن ينتقد الترجمة المصرية في العديد من المواضيع وسوف نلخصها في النقاط الآتية[9]:

- عدم اعتماد المترجم على نظام الفقرات كما هو معمول به في معظم الكتب , مما أضفى على الكتاب نوعا من عدم التنظيم والتنسيق .

-خلو الترجمة المصرية من الكتابة الصوتية وهذا انتقاص للأهمية العلمية للكتاب .

- التزام المترجم بالترجمة الحرفية مما يخل بالمعنى المقصود .

-عدم سلاسة الترجمة أدى إلى ركاكة الأسلوب وهذا راجع لعدم التمكن من لغة الكتاب المترجم .

- عدم ورود ترجمة تعليقات الناشرين في الكتاب ولا تعليقات المترجم نفسه.

-أشار المزيني إلى بعض النصوص والفقرات التي تحمل خللا في الترجمة مما اقترح ترجمة بديلة لها حيث يقول المزيني ( لا يصح الاعتماد عليها، وهي أبعد ما تكون عن النص الإنجليزي الذي نقلت عنه) فالترجمة المصرية في نظر المزيني تظل ناقصة في رأيه لوجود عدد كبير من الأخطاء.

ب-الترجمة التونسية : الترجمة التونسية كما أورد المزيني جاء فيها نوع من النقائص بالرغم من استحسانها من طرفه، ونذكر منها :

-عدم ذكر المترجمين المعلومات التوثيقية الخاصة بالكتاب .

-لم يورد المترجمون مقدمة ناشري الكتاب الأصليين.

-عدم ارتباط فقرات النص ببعضها البعض مما أدى إلى عدم وضوح معاني النص وغموضها .

-خلو الترجمة من علامات الترقيم كالفاصلة والنقطة وعلامات الوقف وعدم وضعها في مواضعها الخاصة وقال المزيني عن الترجمة التونسية (هذه الترجمة التي يجب اعتبارها وأن يتدارك ما فيها من تقص ، أما الترجمتان الأخريان فلا قيمة لهما)[10]

فقد استحسن المزيني الترجمة التونسية أما الترجمة المصرية فلا قيمة لها في نظر المزيني ويعرض أهم محاسنها المتمثلة فيما يلي :

-تضم الترجمة التونسية توطئة تبين الظروف والصعوبات التي واجهها المترجمين في ترجمة الكتاب.

-وجود قائمة للرموز الصوتية المستعملة في الكتاب عكس الترجمات الأخرى .

-وجود تعليقات المترجمين.

-اقتسام المترجمين للترجمة. اعتماد نظام الفقرات مع صحة الأسلوب وسلاسته مما جعل الترجمة مميزة في نظر المزيني .

-وجود ثبت المصطلحات المستخدمة في آخر الكتاب مع وجود مدخلين أحدهما فرنسي والثاني انجليزي.

-عدم استعمال الترجمة الحرفية.

 

 

2- مراجعة عز الدين المجدوب:

      وهي بعنوان "ثلاث ترجمات لكتاب فردينان دي سوسير" وهي الترجمة العراقية، والترجمة التونسية والترجمة السورية نشرت المراجعة في حوليات الجامعة التونسية العدد 26، سنة 1987 من الصفحة 43 إلى 61 .

قام عزالدين المجدوب بمراجعة ثلاث ترجمات وهي : الترجمة السورية والعراقية والتونسية. لقد وجه عز الدين المحدوب مجموعة من الانتقادات والعيوب للترجمات الثلاث لكتاب دي سوسير نلخصها في التقاط الآتية[11]:

- وجود عدة أخطاء مطبعية في ثنايا النص مما أدى إلى تشويه الترجمة.

-عدم وجود ثبات للمصطلحات المترجمة في الكتاب .

- وجود عدة أخطاء في نقل المصطلحات وعدم وجود منهجية مناسبة للترجمة واضطراب في استعمال المصطلحات حيث يقول عزالدين المجدوب عن هذه الترجمة (أنجزت بتسرع وعجل تتنافى مع ما يقتضيه عمل مثل هذا من توقف وتثبت ودقة، فهذه ترجمة لم تكد تخلو فيه صفحة من عيب ولا سلمت من مأخذ )

فالترجمة السورية في رأي عزالدين المجدوب مليئة بالأخطاء ولا تليق بعمل مثل هذا فتميزت بالسرعة في التخرج دون الاهتمام بدقة الترجمة.

أ-الترجمة العراقية :

لقد استحسن عزالدين المجدوب الترجمة العراقية لكن هذا لم يمنعه من إيجاد بعض المآخذ في الترجمة[12] :

-وجود أخطاء واضحة في نقل المصطلحات وترجمتها .

- عدم انطلاق الترجمة من النص الفرنسي الأصلي بل اعتمدت على الترجمة الإنجليزية .

- وجود أخطاء في التوثيق، وعدم اعتماد منهجية مناسبة في الترجمة، وعلى الرغم من ذلك يقول عزالدين المجدوب عن هذه الترجمة: «أكثر جدا وأمانة من الترجمة السابقة وقد بذل صاحبها جهدا مشكورا وراجع النص العربي عنه الدكتور مالك يوسف المطلبي إلا أنها لا تمثل أداة عمل يمكن الاطمئنان إليها»[13]، لذا لا يمكن الاعتماد على الترجمة العراقية نظرا للنقائص الموجودة فيها.

ب- الترجمة التونسية :

الترجمة التونسية في نظر المجدوب لم تسلم من النقص كسابقاتها إلا أنه استحسن هذه الترجمة بعض الشيء ونذكر النقائص التالية :

-عدم وجود مقدمة الناشرين وهذا أمر أساسي .

-عدم وجود فهرس للأعلام والمصطلحات .

-فوضى في استعمال المصطلحات، وفي ضوء ذلك يقول عز الدين المجدوب عن الترجمات التونسية: «أكثر الترجمات وعيا بقيمة كتاب دي سوسير وأكثرها تقديرا لصعوبة نقله العربية، وقد توفر فيها من الإتقان ما يجعلها تمثل حدثا علميا في تاريخ اللسانيات العربية، وهي إذا قدر لها الرواج الذي تستحق أن تقرب بحق فکر دي سوسير إلى القارئ العربي وتجعله مائلا بين يديه بدون واسطة»[14]، واقترح عز الدين المجدوب مجموعة من الاقتراحات حول ذلك منها توحيد المصطلح اللساني مما يساهم في استقراره و استعماله الاستعمال الصحيح وتجنب فوضى المصطلحات [15].

3-مراجعة عبد السلام المسدي :

      نشرت المراجعة في كتاب ما وراء اللغة بعنوان : فردینان دي سوسير والثقافة العربية عن دار النشر مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله للنشر والتوزيع بتونس وشملت الترجمات الخمس الترجمة المصرية  الترجمة المغربية، الترجمة العراقية، الترجمة السورية، الترجمة التونسية، وفيما يلي دراسة لأهم المراجعات بالتفصيل.

       لقد راجع عبد السلام المسدي الترجمات الخمس لكتاب دي سوسير في كتابه ما وراء اللغة (جاء حديث المسدي عن هذه الترجمات الخمس مختصرا، لكنه في الوقت نفسه جاء غنيا بمجموعة من الإشارات القوية الدالة التي تستجلي واقع الترجمة اللسانية في الثقافة العربية ).[16]

أشار عبد السلام المسدي إلى مجموعة من النقائص في الترجمات الخمس ويمكن تلخيصها في النقاط الآتية[17]:

- كل ترجمة من الترجمات لا تحيل على سابقتها.

- لا تتواءم أي واحدة من الترجمات الأربع في صيغة العنوان مع أي واحدة من الباقيات: فنجد العناوين الآتية:

1- دروس في الألسنية العامة .

2- محاضرات في علم اللسان العام .

3- فصول في علم اللغة .

4- محاضرات في الألسنية العامة .

الاختلاف في تسمية اسم فردیناند دي سوسير بشكل يطابق الصورة التي كتبها أي مترجم من الباقين فهناك التسميات الآتية: " فردینان دي سوسير - فردينان ده سوسر، فردینانددي سوسير، فردينان دي سوسور، فرنانددي سوسير، ويقول عبد السلام المسدي عن الترجمات الخمس : «تمثل بنصوصها مجالا ثريا بالنسبة إلى الباحث، بل هو مجال على غاية من الخصب والغزارة في نفس الوقت، وذلك من الناحية اللسانية في مضمونها، ومن الناحية الأكاديمية في منهجها وطرائق تحقيقها»[18] .

و إجمالا يمكن القول أن كل الترجمات الخمس السابقة كان فيها نوع من النقص« لم تصل أي ترجمة من الترجمات السابقة إلى مستوى الكمال، ولعل إجماع الباحثين على تفرد الترجمة التونسية، إنما يرجع بالأساس إلى المجهود الذي بذل فيها قياسا إلى الترجمات الأخرى ومع ذلك فإنها لم تبلغ الغاية ولعل وجود النقص في الترجمات الخمس راجع إلى إشكالية المصطلح اللساني الذي يؤرق المترجمين» وتظهر الفوضى ماثلة في تلك الترجمات الخمس، وقد حاول كل مؤلف أن يقف على عينات منها و اقترح البديل الذي يراه مناسبا، و بالإضافة إلى ذلك يمكن أن نلخص بعض النقائص في الترجمات الخمس كالآتي[19]:

1. وجود خلل منهجي في الترجمة .

2. ضعف أسلوب الترجمة .

3. غياب الجوانب الفنية في الترجمة كجانب التوثيق وكشاف المصطلحات والأعلام.

4. عدم وضع تقدم للترجمة .

- وما نلاحظه أن الترجمات الخمسة لكتاب دي سوسير لم تصل إلى المستوى المنشود في نظر النقاد  وتحدر الإشارة هنا إلى أن ترجمة كتاب دي سوسير إلى اللغة الإنجليزية سنة 1959م [20]. كانت حدثا هاما وهي ما تزال إلى اليوم الترجمة الوحيدة المعتمدة لذلك الكتابة، وإجمالا يمكن القول أن الترجمة مسألة نسبية، ولا يمكن الحكم عليها بالرداءة أو أنها جيدة، والمهم في ذلك أن تحظى بقبولية القراء يقول الديداوي في هذا الشأن: «إن نوعية الترجمة مسألة نسبية إذن وليس من الحكمة أو الصواب إصدار حكم مطلق على الترجمة، بأن يتوقع أن تكون إما ممتازة رفيعة، في أعلى السلم، أو وضعيته رديئة، ذلك أن بين المنزلتين درجات متفاوتة بعضها مقبول وآخر مستحسن والمهم أن يحظى النص بالتقبل والمقبولية في كل الأحوال[21]»  ومن شروط جودة الترجمة والمراجعة معها تذكر ما يأتي :

1. الدقة

2. الاكتمال، أي عدم بتر النص .

3. المنطق والتسلسل المنطقي في الجمال و الأفكار.

4. التشبث بالحقائق .

5. سلاسة الأسلوب وملائمته.

6. الاستعمال الاصطلاحي بمعني تكيف النص مع اللغة المترجم إليها مع مراعاة الاصطلاحية .

7. تدقيق المفاهيم المصطلحية وتوحيد المصطلحات والتعابير المصطلحية في النص بأكمله .

8. مراعاة الآليات النصية الصحيحة في الترجمة كالترقيم بوضع النقاط والفواصل في محلها .

9. حسن التصميم، بحيث يتبع نسق النص نفسه.

10 . التنظيم المطبعي، لكي تتوافق أجزاء النص بتعديل الإشارات في الحواشي مثلا، إلى أرقام الصفحات التي تختلف من لغة إلى أخرى حسب طبيعتها .

 

المبحث الثاني: ترجمة يوئيل يوسف عزيز لمحاضرات دي سوسير

المطلب الأول: نبذة عن ترجمة كتاب ” علم اللغة العام cours de linguistique générale “:

        لم ينشر دي سوسير كتابه بنفسه، وإنما كان عبارة عن أمالي دونها تلاميذته الذين حضروا دروسه، وبادر اثنان منهم إلى نشرها بعد موته بين طيتي كتاب سموه: دروس في اللسانيات العامة، الذي يعد ثمرة المحاضرات التي كان قد ألقاها في جامعة جنيف من عام 1907 إلى عام 1911 تخللتها فترات انقطاع في الدروس جمعها اثنان من طلبته بعد وفاته هما شارل بالي Charles Bally وكلود سيِشيهاي Claude Sechehay، وقاما بنشره سنة 1916، ولم يتأخر الفكر العالمي عن الاهتمام به، فقد ظهرت ترجمته إلى اليابانية سنة 1928، وإلى الألمانية سنة 1931، وإلى الروسية سنة 1933، وظهرت ترجمته إلى الإسبانية سنة 1945، ولم يقرأه أهل الإنجليزية بها إلا سنة 1959، ثم نقل إلى الإيطالية سنة 1967 .[22]

تُرجم كتاب سوسير إلى لغات كثيرة، وأُقيمت حوله دراسات متنوعة في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا وأستراليا… وكان نصيب الكتاب في العربية خمس ترجمات[23].

منها الترجمة العراقية من إنجاز يوئيل يوسف عزيز سنة 1985، بعنوان “علم اللغة العام” عن دار آفاق عربية، وقد كان لكتاب سوسير لما جاء فيه من أثر كبير في اللسانيات العامة، حيث غير وجهة الدراسات اللسانية وأعطاها صبغة علمية، إذ أصبح قادراً على “أن يضاهي التخصصات العلمية في معارف مختلفة لكونه أخضع حقله للنزعة الوضعية، فبات أنموذجاً للعلوم الإنسانية لكي تخرج من دائرة الدرس الضيق إلى دائرة العلم الفسيح. فبعدما استفادت من مرجعيات علمية مختلفة، تحولت هي الأخرى إلى مرجعية فكرية بدأت تستمد منها بعض العلوم جهازها المفاهيمي ومعجمها الاصطلاحي[24]” .

لقد استطاعت اللسانيات أن تدخل تغييرات جذرية على التاريخ اللغوي القديم، وتمكن الدرس اللساني من الخروج من المعيارية إلى مجال الوصف، فـ ” إن أكثر ما أثر في الدراسات اللغوية من فكر سوسير الذي تضمنته الدروس هو انتقاله في دراسة اللغة من المنهج التاريخي التطوري إلى المنهج الوصفي الذي اعتمدته العلوم الحديثة مُنْهِيةً النظرة التاريخية التي سيطرت على دراسات العلوم الإنسانية ردحا غير قليل من الزمن”[25] فكتاب دو سوسير يعد بمثابة النقلة النوعية التي خلصت اللسانيات من تأثير القرنين الثامن عشر والتاسع عشر اللذين تميز فيهما البحث اللساني بسيطرة المنهجين التاريخي والمقارن ليلبسها ثوباً جديداً، هو ثوب الدراسة العلمية، حيث قام بتزويدها بمجموعة من المصطلحات التي جعلتها تتجه نحو الدراسة الوصفية.

بفضل جهود دو سوسير “فاللسانيات فرضت وجودها على كل ميادين المعرفة الإنسانية، لأنها تبحث في أصولية آلية الإنتاج العلمي التي تعزز بها كل العلوم: اللغة. وهكذا تمكنت اللسانيات من إعادة هيكلة ومنهجة العلوم الإنسانية الحديثة، وجعلتها سهلة التناول، كما جعلت المثقف يجدد نفسه باستمرار” [26].

الدراسة التطبيقية في ترجمة يوئيل يوسف عزيز لمحاضرات دي سوسير:

يعد الكتاب – قيد الدراسة – للعالم الألسني السويسري، فاردينان دي سوسير Ferdinand de Saussure  المولود في عام 1857م والمتوفى سنة 1913، وقد حاول من خلاله تقديم مادة هذا العلم بدقة وعلمية، وامتازت محاضراته المكونة لهذا الكتاب بتنظير عميق، سعى من خلالها إلى وضع أسس التحليل اللغوي.

يتألف الكتاب من مقدمة وسبعة فصول وملحق، وعدد صفحاته 277 صفحة من الحجم المتوسط، وهو من ترجمة يوئيل يوسف عزيز، ومراجعة مالك يوسف المطلبي.

استهل المترجم مقدمته بالحديث عن العالم اللغوي فردينان دي سوسير (1857- 1913) كأشهر لغوي في العصر الحديث، في سيرة موجزة منوها إلى انحداره من أسرة مشهورة بالعلم والأدب، وأن منزلته العلمية لا تعتمد على النشر بل على المدرسة اللغوية التي أسسها وأنه لم يكتب بنفسه إلا كتابا واحدا حين كان في الحادية والعشرين من عمره سماه:Mimoire Sur le system primitif de voyelles dans les langues indo- européenne ( مذكّرة بحث قدَمه للحركات في الألسنة الهندية الأوروبية) ، نشر في باريس 1878، ولكن أشهر وأهم كتاب يحمل اسمه هو Cours de linguistique générale.

 كتاب علم اللغة العام وهو مجموعة من المحاضرات، جمعها اثنان من طلابه هما شارل بالي وألبرت سيشهاي، مؤكدا أن الطبعة الأولى ظهرت عام 1916، والطبعة الثانية سنة [27]1922.

تناول المؤلف في المقدمة قضايا مهمة تتعلق باللسانيات، قائلا: ” لقد شيد دي سوسور علم اللغة الحديث، وإن كان أكثر ما يرد ذكره هو في تأكيد دراسة علم اللغة دراسة سنكرونية( تزامنية )، وفي تمييزه بين اللغة (Langue)  والكلام (parole) وقد أصبحت مدرسة دي سوسور تعرف فيما بعد بالمدرسة التركيبية( أو البنيوية)” [28]، وقد أشاد المترجم بأفكار دي سوسير حيث يرى أن مساهمته تشمل أسلوبا فكريا بأكمله، وإطارا كاملا من الاهتمامات والقيم.

 الصعوبات التي اعترضت المترجم وأهم الآليات التي اعتمدها:

أشار المترجم (يوئيل يوسف عزيز) إلى أن الصعوبة في ترجمة دي سوسور تكمن في المصطلحات اللغوية الكثيرة. من خلال قوله: «فمازال علم اللغة حديث العهد في العربية، لم يتبلور كثير من مصطلحاته التي دخلت العربية[29]».

بعدها وضح أهم الآليات التي اعتمدها، إذ قال عنها: «رأيت ان أثبت المصطلح بالإنكليزية جنبا إلى جنب مع الكلمة العربية، وقد فضلت المصطلح الإنكليزي على الفرنسي الأصلي، لأن هذا العلم قد تطور كثيرا في البلدان الناطقة بالإنكليزية وأصبحت مصطلحاته الإنكليزية هي الشائعة بين المثقفين- لا سيما في الوطن العربي»[30] .

كما وضح المترجم طريقة الحواشي التي استخدمها في الكتاب والتي تظهر كالآتي[31]:

-( سوسور) وهي التي وردت في مذكراته.

-(بالي) وهي التي ذكرها طالب سوسور.

-(باسكن) هي الملاحظات التي أبداها مترجم هذا الكتاب إلى الإنكليزية.

-( المترجم) ملاحظات المترجم يوئيل يوسف عزيز.

-(المراجع) وهي ملاحظات المراجع مالك المطلبي.

مشكلات وضع المصطلح و نقله:

ثمة شروط عامة ينبغي مراعاتها عند اختيار المصطلحات في مختلف الميادين، وقد اتبعها القدماء من النقلة والمؤلفين العرب قديما، فلابد من مراعاتها حديثا، وهي بالتتابع[32]:

-البحث عن لفظ عربي يؤدي معنى اللفظ الأعجمي، وهذا يحتاج من الناقل أو المؤلف معرفة واسعة بالألفاظ العلمية المصطلحات المخزونة في المعاجم وأمهات الكتب العلمية.

-إذا كان اللفظ العلمي الأعجمي جديدا، وليس له مقابل في اللغة العربية، ترجم بمعناه أو اشتققنا له لفظا عربيا مناسبا ، أو اتباع أي وسيلة من وسائل وضع المصطلحات المناسبة بهدف وضع مقابل عربي للمصطلح الجديد، مع تفضيل المصطلح المكون من كلمة واحدة على كلمتين فأكثر.

-إذا تعذر الوصول إلى لفظ عربي بالوسائل الأصيلة النابعة من ذات اللغة يعمد إلى الاقتراض مع مراعاة الشروط الواجب اتباعها عند التعريب.

ويعاني المصطلح من مشکلات متعددة، نتيجة عدم الالتزام بشروط وضعه وبنائه، فقد يكون المصطلح مضللا، وربما يكون للمصطلح الواحد دلالات عدة، كل ذلك يدعو إلى إعادة النظر في قضية مهمة من قضايا المصطلح، يرتكز محورها على تنظيم المفاهيم المختلفة للمصطلحات، بحيث تتميز حدود كل مصطلح ضمن المنظومة التي ينتمي إليها، وبذلك يقل الغموض والالتباس بين المصطلحات المرادة.

وثمة مشكلة أخرى يعاني منها المصطلح العربي، وهي ضابطية المصطلح العربي، ويقصد به عدم التوافق والانسجام بين المصطلح ومدلوله. وربما يأتي هذا الغموض من المصطلح الأجنبي ذاته، ذلك أن هذه المصطلحات الأجنبية لم تحدد تحديدا دقيقا في لغتها الأم، الأمر الذي سينعكس على المصطلح العربي. ويقول يوئيل يوسف عزيز: (إلا أن الناظر في مشكلة المصطلحات التي استعملها سوسیر يلاحظ منه بعض التردد في استعمال مصطلحات مختلفة المفهوم معين تقريبا، مثل :Changement, Mutabilite Mecanisme, Systeme أو استعمال نفس الكلمة بالمعنى الاصطلاحي الحقيقي تارة  وبالمعنى العادي تارة أخرى، كما هو الشأن بالنسبة إلى كلمة Signe.  

وتخلق هذه الإشكالات اضطرابا في الترجمة يؤدي إلى نقص الدقة، وغموض المفهوم. فيوقع عدم تحديد معنی المصطلح - في اللغة الأم - ناقل المصطلح في متاهة تؤدي إلى عدم الفهم الدقيق لكل من المصطلحات الوافدة[33].

وتتم عملية الترجمة على مرحلتين:

أولاهما: فهم اللغة المصدر (اللغة الأولى).

الأخرى: إيجاد المقابل في اللغة الهدف اللغة الثانية).

يقول يوئيل يوسف عزيز: «إن صعوبة ترجمة دي سوسور تكمن في المصطلحات اللغوية الكثيرة، فما زال علم اللغة  حديث العهد في العربية، لم يتبلور كثير من مصطلحاته التي دخلت العربية، ومن أكثر الشواهد على صعوبة ترجمة هذا العلم ما يتوافر بين أيدينا من ترجمات لكتاب دي سوسور، فقد حدثت حركة واسعة النطاق لترجمته، وما يلفت النظر من خلال الاطلاع على هذه الترجمات المتعددة، أنها ترجمات اختلفت باختلاف أصحابها وأصولها»[34].

ويرى الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح أن مشكلة المصطلح وطريقة وضعه عند يوئيل تظهر في ثلاثة أمور [35]:

* اعتباطية العمل عنده مثل بعض اللغويين، وذلك يعني عدم خضوعه لضوابط علمية، لعدم مراعاته معطيات العلوم اللسانية الحديثة بصفة خاصة، ومنهجية العلوم الاجتماعية بصفة عامة.

* حرفيته: أي اقتصاره على البحوث الفردية التي هي أشبه شيء بالصناعات التقليدية، يعتمد فيه على المعالجة اليدوية، كالنظر الجزئي في القواميس، والاقتصار على جرد العديد من المعلومات بالأيدي العزلاء. *عدم شموليته بعدم الرجوع إلى كل المصادر العربية التي يمكن الاستقاء منها، وكذلك الرجوع إلى المراجع الأجنبية التي يمكن من خلالها تحديد المفاهيم الحديثة.

وقد واجهت يوئيل في عملية وضع المصطلح العربي مقابل المصطلح الأجنبي بعض الإشكالات، من أهمها[36]:

-إشكال تعدد المصطلح وينقسم إلى شقين:

1. تعدد المصطلحات العربية مقابل المصطلح الأجنبي الواحد.

2. وحدانية المصطلح العربي مقابل عدة مصطلحات أجنبية.

-عدم وضوح دلالة المصطلح ونقص دقته.

وهذه الإشكالات لا يمكن الفصل بينها، فهي متداخلة فيما بينها، لدرجة أن كل إشكال يؤدي إلى الآخر  ويكون بذلك نتيجة له.

 

إشكالية تعدد المصطلح العربي في ترجمة يوئيل يوسف عزيز:

      ظاهرة تعدد المصطلحات لا تقتصر فقط على اللغة العربية كما يرى المستعربون، بل هي ظاهرة موجودة في اللغات كلها، فهي ظاهرة عالمية، موجودة منذ القدم، يقول ممدوح خسارة: "إن تعددية المصطلح ظاهرة لغوية عالمية، ولسنا مع المستعرب الروسي (كيفورك ميناجيان) في زعمه أنها ظاهرة خاصة بالعربية، وأنها ظاهرة فريدة يصعب علينا أن نجد أمثلة تشابهها في لغات أخرى". فهي ظاهرة موجودة في اللغات الأخرى، فالإنجليزية على سبيل المثال تستخدم مصطلحات عدة للدلالة على مفهوم اللغة العامية، يذكر بعض منها[37]

(The Vulgar Language, the natural language, The base language)

و من أسباب تعدد المصطلح تعدد الأشخاص الواضعين لهذا المصطلح، ويؤخذ على سبيل المثال التعدد في المصطلحات الواردة في الترجمات المختلفة لكتاب دي سوسير[38] .

ويبرز الجدول الآتي صورة واضحة لتعامل مترجمي الكتاب عن اللغتين الإنجليزية والفرنسية وما شابها من إشكالات:

يمثل الجدول عينات من الترجمات المختلفة المصطلحات أجنبية. ويلاحظ أنه وضعت أربع ترجمات مختلفة لكل مصطلح أجنبي في كل من الكتب المذكورة.

يوئيل يوسف

القرمادي

غازي و النصر

الكراعين

W. Baskin

ملكة الارتباط و التنسيق

عمليتي القرن و التنسيق

قدرة ترابط تنسيقية

ملكة التجميع (تداعي المعاني) و التنسيق

Associative and coordination factually

علم اللغة الدايكروني

ألسنة زمانية

ألسنة تزامنية

علم اللغة التاريخي

Diachronic

علم اللغة الثابت

الألسنة القارة

الألسنة السكونية

علم اللغة الوصفي

Static linguistics

الفونيمات

الصواتم

الصواتيم

وحدات صوتية

Phonemes

سائلة

مائع

ذلقي

رخوة

liquid

ولا يقتصر التعدد على الاختلاف بين مترجم وآخر، بل إن التعدد قد يكون في صلب العمل الواحد، وعند المترجم الواحد نحو ما نجده عند يوئيل يوسف عزيز كما في الجدول التالي[39]:

يوئيل يوسف عزيز

W. Baskin

الماضي

Aorist

الماضي البسيط

Aorist

استعارة

Borrowing

اقتباس

Borrowing

 

يلاحظ أن يوئيل لم يثبت على لفظ واحد في الترجمة، فقد ترجم المصطلح الأول (Aorist) بمصطلحين مختلفين في الدلالة هما: (الماضي) و (الماضي البسيط)، وهذا عائد لعدم وضوح دلالة المصطلح لدى المترجم، أو عدم تحديد استخدامه في لغته الأصل، وكذلك ترجم المصطلح الثاني (Borrowing) بمصطلحين مولدين مجازا هما (استعارة) و (اقتباس)، وهو يريد بهما هنا (الاقتراض). ويرجع سبب التعدد إلى ما يسمى بالترادف في العربية، وهو تعدد الكلمات للمعنى الواحد، واستخدام مقابلين لتصور واحد يثير الفوضى لدى المترجم والقارئ[40].

وقد يتجاوز الأمر ذلك عندما يكون المقابل العربي قارا في التراث ثم تختلط الدلالة في المصطلح الحديث، على نحو ما نجده عند القرمادي وغازي والنصر.

فالسجع والجناس من المصطلحات العربية التراثية التي استقرت مدلولاتها، والفرق بينها واضح الشدة فضلا عن المتبحرين، واستخدامهما معا لمقابلة مصطلح واحد يجانب الصواب.

وقد يزيد التعدد إلى ثلاثة مصطلحات عربية مقابل المصطلح الأجنبي الواحد، يظهر ذلك في العينات الآتية[41]:

 

 

يوئيل يوسف عزيز

W. Baskin

أبلاوات (استبدال الحركة)

Ablaut

ظاهرة أبلاوات

Ablaut

تغيير الحركة

Ablaut

علم اللغة التزامني

Synchronic Linguistics

تقابل سنكروني

Synchronic opposition

علم اللغة الثابت

Synchronic Linguistics

السنكرونية

Synchrony

     تكشف قراءة سريعة للمصطلحات اللغوية الواردة في الجدول عما تتضمنه هذه الترجمة من تعدد، فقد ترجم يوئيل المصطلح (Ablaut) بثلاثة مصطلحات، مراوحا في طريقة وضعها، وهي: (أبلاوات) و (استبدال الحركة) و(تغيير الحركة). فهو لا يكتفي باستخدام مصطلح واحد، بل لا يسير على منهج واحد في الاستخدام، ففي المصطلح الأول استخدم المقابل (أبلاوات (استبدال الحركة) ABLAUT)، فهو يمزج بين الاقتراض والترجمة، ثم أورد بجانب المصطلح المقابل المصطلح الأجنبي، معللا ذلك بقوله: "إن صعوية ترجمة دي سوسور تكمن في المصطلحات اللغوية الكثيرة، فما زال 'علم اللغة" حديث العهد في العربية، لم يتبلور كثير من مصطلحاته التي دخلت العربية، لذا رأيت أن أثبت المصطلح بالإنكليزية جنبا إلى جنب مع الكلمة العربية[42].

أما في المقابل الثاني فقد لجأ للاقتراض فقط، وفي الاستخدام الثالث وضع المقابل المولد من اللغة العربية بالإضافة إلى إيراد المصطلح الأجنبي بجانبه، فقد تردد عزيز في تقديم مصطلحه بين العربية وبين لغته الأصل. أو كتابة اللفظ بالعربية وباللغة الأجنبية، أو وضع المقابل العربي المختار له.

ويظهر هذا الارتباك في ترجمة (Synchrony)، فالمدقق يلمح أنه يراوح في ترجمة (Synchrony) وما يتعلق بها من صفة (synchronic)، بين مصطلح (التزامن، والثابت، والسنكرونية)، فنلاحظ أن المترجم قد اعتمد نوعين من المصطلح، أحدهما مقترض دخيل (synchrony) و (synchronic)، والآخران مولدان بالترجمة (علم اللغة التزامني، وعلم اللغة الثابت)، فتعدد المنهجيات المتبعة في اختيار المصطلحات المقابلة للمصطلحات الأجنبية يعد من أهم أسباب التعدد في المصطلح[43].

وتتضح ظاهرة التعدد بشكل لافت في ترجمة يوئيل يوسف، مما يدعو للحكم بأن منهج المترجم لم يكن متسقا في استخدام المصطلح، فقاده ذلك إلى الوقوع في الاضطراب، وعدم الدقة في المصطلحات المستخدمة.

وعند حصر نسبة التعدد في المصطلحات عند يوئيل من عدد مصطلحات الدراسة الكلي الذي يبلغ (940) نجد أنها تقارب (3.5%)، مقسمة بين استخدام مقابلين للمصطلح الأجنبي الواحد والذي تبلغ نسبته ما يقارب2.8%.

واستخدام ثلاثة مقابلات أو أكثر للمصطلح الأجنبي الواحد وتبلغ نسبته ما يقارب (0.7%).

وتتكرر الظاهرة عند سائر المترجمين فنجد عند الكراعين مثلا:

الكراعين

W. Baskin

قواعد

Grammar

النحو

Grammar

النحو

Grammar

النقد الفيلولوجي

Philological criticism

فقه اللغة

philology

فقه اللغة

philology

 

     نلاحظ في هذه العينات المختارة أن الكراعين قد استخدم مصطلحين في مقابل المصطلح الأجنبي (Grammar)، أحدهما تراثي وهو (النحو)، والآخر مولد مشتق وهو (القواعد)، ويرى أنه يلجأ إلى إثبات المصطلح الأجنبي مقابل بعض المصطلحات المترجمة في الكتاب، وذلك لما له من فوائد جمة في تقريب المصطلح الأجنبي إلى الدارسين الذين لديهم بعض إلمام بتلك اللغات، من خلال ربط المصطلح بمقابلة الأجنبي وتوضيحه، وبالتالي حماية المتلقي من الوقوع في اللبس والغموض، خاصة في إشكال تعدد المصطلحات أمام المصطلح الأجنبي، فلا تعامل هذه المصطلحات وكأنها مصطلحات مختلفة .

وقد يصل التعدد في الترجمة إلى أربعة مصطلحات مقابل المصطلح الواحد في اللغة الأجنبية، ويظهر ذلك في الجدول الآتي[44]:

يوئيل يوسف عزيز

W. Baskin

اقتباس من اللغات الأخرى

Loan word

كلمة مستعارة

Loan-word

استعارة الكلمات

Loan-words

المفردات المستعارة

Loan-words

 

يظهر التعدد في هذه العينة بشكل واضح، إذ يستخدم المترجم أربعة مصطلحات مترادفة في المعنى للمصطلح نفسه، والسبب في التعدد هنا هو احتمال اللفظ الأجنبي لعدة معان، فلفظة (Loan) تحتمل عدة معان هي: (قرض، إعارة، كلمة دخيلة).

ويستخدم عزيز أربعة مصطلحات أخرى لمقابلة المصطلح الأجنبي تشترك مع ما اختاره الكراعين في المواد اللغوية التي اختيرت منها ولكنها تختلف عنها في الصورة التي ظهرت فيها، فنجده تارة يختار التركيب (اقتباس من اللغات الأخرى)، وثانية يستخدم كلمة مستعارة)، وثالثة يستخدم (استعارة الكلمات) ورابعة يستخدم (المفردات المستعارة) .

إشكال وحدانية المصطلح العربي المقابل لعدة مصطلحات أجنبية

المقصود بوحدانية المصطلح في هذه الدراسة: استخدام مصطلح عربي واحد مقابل عدة مصطلحات أجنبية. وهذه الظاهرة هي نقيض لظاهرة (تعدد المصطلح)، ويقول صالح القرمادي : ".... يجدر بنا أن نلاحظ ظاهرة أخرى أخطر من المتقدمة تتمثل في إطلاق نفس المصطلح العربي على مفاهيم مختلفة متباينة من ذلك استعمال كلمة ' رمز " مثلا مقابلا ل" significant, signe, symbole. وقد شاءت هذه الظاهرة في معاجم المصطلحات اللغوية والملاحق التي ذيل بها الدارسون كتبهم. ومن ذلك وضع معجم علم اللغة النظري" في الملحق مقابلات متعددة المصطلح (مدلول) وهي Denotatum, Referent, Referend, Signifie, signified, Significatum ويعتقد مترجمو المصطلحات أن هذه المصطلحات الأجنبية لسبب ما هي مترادفة في لغتها الأصل وتحمل مفاهيم واحدة[45] .

يوئيل يوسف عزيز

W. Baskin

إشارة

Gestures

إشارة

Sign

علم اللغة الثابت

linguistics Static

علم اللغة الثابت

Synchronic linguistics

اللغة

Idiom

اللغة

Language

القياس

Average

القياس

Analogy

القياس

Regularity

 

      وضع المترجم المصطلح الأول (إشارة) مقابلا لمصطلحين أجنبيين هما: ( Gestures, Sign)  وكذلك وضع المصطلح (علم اللغة الثابت) في المثال الثاني مقابلا لـ (static linguistics)             و (Synchronic linguistics). ووصلت المقابلات الموضوعة للمصطلح الواحد إلى ثلاثة، فقد وضع مصطلحا واحدا مثل

القياس). وهو المثال الأخير، مقابلا لثلاثة مصطلحات أجنبية، أعتقد يوئيل أنها مترادفة وهي[46]:

Regularity, Analogy Average)) 

الدقة والوضوح في المصطلح المترجم

     الدقة والوضوح من أهم خصائص اللغة العلمية التي يعد المصطلح دعامتها الأساسية، لكونه أداة التعبير عنها، وأثناء ترجمة المصطلح الأجنبي ينبغي وضع المصطلح المناسب له في اللغة الهدف، حتى تكون هذه المصطلحات دقيقة وواضحة.

والدقة في المصطلح نوعان: دقة علمية، ودقة لغوية.

وتأتي الدقة العلمية من عام مجانية دلالة المصطلح اللفظية مفهومه العلمي، بينما تتأتى الدقة اللغوية من اتفاق الدلالة الاصطلاحية مع الدلالة اللغوية.

وأما الوضوح فيتوصل لمعناه من خلال تعريف نقيضه، وهو عدم الوضوح الذي يقصد به في هذه الدراسة الضبابية التي تلف المصطلح عندما يشتمل على معان عدة، ولا يتضح معناه إلا من خلال قراءته في السياق الذي ورد فيه.

وتعد ظاهرتا الدقة والوضوح وجهين لعملة واحدة، فهما متلازمتان متلاصقتان، والوضوح يؤدي للدقة، وبكليهما معا يستطيع المصطلح التعبير عن المفاهيم العلمية والتكنولوجية المعاصرة، وعدم وضوح المصطلح يؤدي إلى غياب الدقة، أو نقصها، فالذي لا يكون واضحا في الذهن لا يمكن أن يعبر عنه بدقة، وكذلك إذا لم يك المصطلح دقيقا لا يمكن أن يوصف بالوضوح[47].

يرى يوئيل يوسف عزيز أن طريقة تأمل المستقبل للبحث عن العناصر الفرنسية المكونة للكلمات التي تنبع من اللاحقة الأصلية -to- تكشف أن هناك لاحقات مختلفة - سواء كانت مثمرة أم لا تختص اسم المفعول (aime محبوب =,fini منته،...)[48]

ويقول الكراعين: "البحث التوقعي عن التشكيلات الفرنسية التي توجد فيها اللاحقة الأصلية - to - سوف تكشف أنه لا توجد اللواحق المختلفة فقط - سواء أكانت منتجة أم لا - للماضي الوصفي الاسم الفاعل في حالة الماضي  (محبوب = aime ,amatum fini: منته =.... )[49].

ترجم يوئيل يوسف  المصطلح (past participle) بـ (اسم المفعول)، و ترجمه الكراعين بـ (الماضي الوصفي لاسم الفاعل في حالة الماضي )، ويكمن الاختلاف بين الترجمتين في التعامل مع مصطلح (participle) الذي يدل معناه اللغوي أنه تشارك  من الفعل والاسم في دلالته، كما يقرأ ذلك في استعماله كل الأصل اللاتيني للمصطلح.

من خلال النظر إلى الاصطلاح اللغوي المذكور في المعجم نجد أن مصطلح (Participle) يدل على حالة من حالات الفعل التي يكتسي فيها خصائص كل من الفعل والاسم ووظائفهما باللغة الإنجليزية  وهذه الصورة يقابلها تنوع في الاستخدام في اللغة العربية يختلف باختلاف موقعها من التركيب.

ويحتمل هذا النوع من الأفعال (Past Participle ) الدلالة على:

-الانتهاء في الحدث أو الزمن أو الحالة، مثل: (Spoken) في جملة (He has spoken)

-البناء للمجهول، مثل: (Eaten) في جملة The snails were all eaten in a moment) )

-الصفة مثل (Polished) في التعبير (Polished Brass).

ونظرا لهذا التعدد في الوظيفة اختلفت الترجمة من اسم الفاعل إلى اسم المفعول، فالبناء للمجهول في النوع الثاني يمكن ترجمته بالفعل وأيضا باسم المفعول، مثل: (eaten)، يمكن ترجمتها ب (أكلت و مأكولة)، وكذلك الصفة في النوع الثالث (polished)، تحتمل أن تكون اسم مفعول، مثل: (لامع وملمع)  فهو معدن لامع، وفي نفس الوقت مع بفعل الإنسان، وقد تتضمن صيغة اسم الفاعل معنى اسم المفعول، إذ ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (في عيشة راضية) (الحاقة: 69)، والمقصود بـ (راضية) هو (مرضي عنها)، ومن هنا جاء التردد في الترجمة بين استعمال صيغة اسم الفاعل واسم المفعول.

والدليل على ما ذكر ما ورد في "معجم علم اللغة النظري"، إذ يظهر أن مصطلح (Participle) وضع له مصطلحان مقابلان، ولكل منهما وظائف متعددة، وهما[50] :

*اسم الفاعل: وهو كلمة تشتق في الإنجليزية بإضافة (ing-) إلى الفعل، وتستعمل للدلالة على الاستمرارية، كما في He is running أو تستعمل نعتا، كما في The running horse.

*اسم المفعول: كلمة تشتق في اللغة الإنجليزية من الفعل بإضافة لاحقة، أو تغيير الصائت داخل الفعل  أو كليهما، مثل: (broken)، وتستعمل نعتا ، مثل: (a broken window)، أو جزءا من فعل للدلالة على التمام، مثل: (had broken)، أو للدلالة على المجهولية، مثل: (was broken)". إن التعامل مع المصطلح الأجنبي (Participle) مع ما يحمله من دلالات تختلف عن دلالة المصطلحات العربية المقابلة له أدى إلى بروز إشكالات متعددة تواجه هذا المصطلح، فتظهر إشكالية تعد المصطلحات العربية مقابل المصطلح الأجنبي الواحد، وإشكال أخطر يبرز في وضع مصطلح عربي واحد أمام عدة مصطلحات أجنبية. وسيبرز الجدول الآتي الإشكال الأول المتعلق بمصطلح (Participle) مع ما يركب من ألفاظ مثل: (Past Participle ):

 

 

 

معجم علم اللغة النظري

المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات

ترجمة يوئيل عزيز

W. BASKIN

1-اسم الفاعل

2-اسم المفعول

1-اسم الفاعل

2-اسم المفعول به

1-اسم المفعول

Past Participle

1-اسم المفعول

2-صيغة اسم المفعول

3-اسم المفعول

Past Participle

 

وتظهر في الجدول الثاني إشكالية المصطلح العربي الواحد مقابل عدة مصطلحات أجنبية تحصر في الجدول الآتي[51]:

يظهر إشكال ترجمة هذه المصطلحات في الاتجاهين من الإنجليزية إلى العربية، حيث تعددت ترجمات كل من (Participle) و (past participle)، ومن الإنجليزية إلى العربية. وثمة تعدد في ترجمة كل من (اسم الفاعل) و (اسم المفعول)، مع العلم أن لكل مصطلح دلالة تختلف عن الأخرى. ويمكن القول: إن عدم مراعاة البعد الدلالي للمصطلحات، وعدم التنبه فالمقابلات التي اختارها المترجمون تشعر القارئ بالإرباك فليس ثمة رابط بين المضاف إليه والمعطى إليه والأداة والمفعولية، ذلك أن كلا من هذه المصطلحات تشير إلى دلالة لا يتضمنها غيرها مما اختاره المترجمون الأخرون[52].

المصطلح العربي

معجم علم اللغة النظري

المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات

ترجمة يوئيل يوسف

اسم الفاعل

1-imperfect participle

2-present participle

3-first participle

4-active participle

1-Participle

 

1-Present participle

اسم المفعول

1-passive participle

2- past participle

1- past participle

1- past participle

إشكال نقص الدقة في المصطلح

       الدقة في ترجمة المصطلحات تعد عاملا مهما  من عوامل نجاح الترجمة المتخصصة، يقول يوئيل يوسف عزيز: «اللغات السامية تعبر عن الرابط بين الاسم الذي يحدد اسما آخر باستخدام الإضافة البسيطة (قارن هذا بالعبارة الفرنسية (la parole de Dieu = كلمة الله)، صحيح أن الاسم المحدد له شكل خاص يسمى (حالة الإضافة) وهو يسبق إلى الفروق الدقيقة بين المفهومات يؤدي إلى تعدد المصطلح في الاتجاهين، وذلك يؤدي إلى غموض المصطلح، وبالتالي إلى عدم الدقة»[53].

وقد يتجاوز الأمر الاختلاف في الترجمة الصورة التي تنتمي فيها المقابلات التي اختارها المترجمون إلى دائرة واحدة لتصل حد الفوضى والاضطراب، فتشعر القارئ بأن التعامل مع المصطلح الأجنبي أيسر من التعامل مع المقابلات العربي، وذلك نحو ترجمة المصطلح (Dative) الاسم الذي يحدده" .

ويقول W. Baskin:

"The Semitic languages express the relation of a substantival determinant to its noun (cf. French la parole de Dieu 'the word of God') by simple uxtaposition. To be sure, the noun that is determined has a special form, called "construct state," and precedes the determinant" .[54]

ترجم مصطلح (construct state) بـ (حالة الإضافة) عند عزيز والقرمادي، وب (حالة البناء) عند الكراعين، و (حالة مبنية) عند غازي والنصر. ومفهوم المصطلح (construct) في اللغة الإنجليزية:

construct :" Transitive verb to build, form, or devise by fitting parts or elements together systematically. (New Webster's Dictionary)

وعند التمعن في المعاني المتحصلة من اللغتين يتبين أن المعنى في اللغة اللاتينية لـ (construct) تدل على البناء، أو التشكيل، أو التراكم، وبذلك تكون ترجمة الكراعين ب (حالة البناء) ترجمة حرفية للمصطلح الإنجليزي (construct state )، وترجمة غازي والنصر مثلها مع نقص إضافي في الدلالة يتمثل بزيادة التحديد في المصطلح وهو ما لا يتضمنه المصطلح في دلالته الأصلية، وترجمتا عزيز والقرمادي للمصطلح ب (حالة الإضافة) ترجمتان بالمعنى للمصطلح الإنجليزي، لأن العبارة الفرنسية: (la parole de Dieu) (كلمة الله) تشكلت بإلصاق الكلمتين (parole) و (Dieu) بالإضافة أو بما يصطلح عليه في اللغة العربية بالإضافة.

    ومن هذا المنطلق يكون المعنى الذي يتضمنه المصطلح حالة البناء أعم من مصطلح (حالة الإضافة)، وبذلك تكون الترجمة الثانية أدق من الترجمة الأولى، فالإضافة شكل من أشكال البناء. ولكن مصطلح البناء له دلالة خاصة عند اللغويين، فالبناء: هو عدم تغير حركة أخر الكلمة باختلاف العوامل والترجمة هنا وإن كانت تتفق مع المعنى اللغوي الإنجليزي فإنها تلقي بظلال ضبابية نظرا لتداخلها مع المصطلح التراثي، وعليه فهذه المقابلات التي اختارتها جميع الترجمات غير دقيقة.

إشكال الخطأ في ترجمة المصطلح

       يمكننا تعريف الخطأ في الترجمة على أنه الاجراء غير الملائم عند القيام بالعملية الترجمية ، و اذا ما قبلنا بهذا التعريف فإنه علينا ان ننتقل الى بعد آخر و هو وجود أنماط مختلفة من الأخطاء يتم تحديدها من زوايا مختلفة في إطار الدراسات المتعلقة بعلم الترجمة.

و عن إشكال الخطأ في ترجمة المصطلح عند يوئيل يوسف عزيز حيث يقول : «التغيير: إن الزمن  الذي يتضمن استمرارية اللغة، له تأثير آخر مناقض على ما يبدو للتأثير الأول: فهو يدفع إلى التغيير السريع أو البطيء للإشارة اللغوية»[55].

أما بالنسبة  لكراعين: فهو يعني له الاستقرار (الثبات) فيقول: الزمن، الذي يؤكد استمرارية اللغة، يعالج بنجاح مؤثرا آخر، مناقضا بوضوح للأول: سرعة أو بطء تغير العلامة اللغوية .

واختلفت الترجمة لمصطلح (Mutability) ، فقد ترجمه يوئيل يوسف عزيز بـ (التغير)، وترجمة الكراعين ب (الاستقرار (الثبات)، وترجمه القرمادي ب (التحول)، وترجمة غازي والنصر ب (التبدل). وعند النظر في معنى (Mutability) في اللغة الإنجليزية نجد أنه:

Mutability: n instability, inconstancy, volatility, fickleness, vacillation, indecision, to change; subject to change.( New Webster's Dictionary).[56]

ونجد أن مصطلح (Mutability) في اللغة الإنجليزية يتضمن عدة معان: التحولية، والتقلب، وعدم الثبات، والتذبذب، والتغير .... وبذلك يستنتج أن ترجمة يوئيل يوسف عزيز للمصطلح الأجنبي تدور في فلك المعنى الذي يتضمنه المصطلح الإنجليزي، بينما ترجمة غيره للمصطلح نفسه بالاستقرار (الثبات)) هي ترجمة مغايرة للمعنى، وهذه ظاهرة خطيرة لما لها من نتائج تنعكس سلبا على المتلقي، إذ تؤدي إلى إرباك المتلقي وتشتته.

   وقد تصل عدم الدقة درجة التناقض في اختيار المقابل العربي للمصطلح الأجنبي على نحو ما نجده عند يوئيل  والقرمادي في اختبار مقابل لمصطلح (Immutability)، إذ بترجمة القرمادي مرة بـ (التحول)، وأخرى بـ (اللاتحول)، ويترجمه يوئيل مرة بـ (التغيير)، وأخرى بـ (الثبوت)، وواضح أن كلا منهما اختار مصطلحا ثم اختار آخر مناقضا للأول.

ولا يخفى أن السابقة (Im) في الإنجليزية تفيد النفي والسلب، فإذا كان مصطلح (Mutability) يعني عدم الثبات، والتذبذب، والتغير، فإن سلب هذه الصفة بالمصطلح (Immutability) يعني الثبات وعدم التذبذب وعدم التغير، وهذا يكشف عن الخلل الذي وقع به يوئيل يوسف  والقرمادي.

ومن الخطأ الواضح في التعامل مع المصطلحات ما نجده عند بعض المترجمين في التعامل مع مصطلحات استقرت واتضحت، ومن الأمثلة على ذلك ما نجده عند غازي والنصر في اختيار المقابل العربي لمصطلحي Syntax و Morphology ، فيترجم Syntax بـ (صرف)، ويترجم Morphology بـ (نحو) وهذا خلاف ما شاع بين العلماء والباحثين، ذلك أن المعروف لدى الباحثين عكس ما جاء في هذه الترجمة تماما، ف Morphology تعني الصرف، و Syntax يقصد بها النحو[57].

أسباب عدم الوضوح ونقص الدقة

       من خلال العرض السابق نتوصل إلى أن هناك عوامل وأسباب أدت إلى إشكالات عدم الوضوح  ونقص الدقة، بل والخطأ أيضا في ترجمة يوئيل يوسف عزيز أهمها:

-        نقص الخبرة العلمية التخصصية .

-        ضعف الخبرة اللغوية أو غيابها.

-       ضعف الخبرة في الترجمة.

-       عدم دقة المصطلح ووضوحه في لغة الأصل.

-       عدم توافر دراسات اشتقاقية تاريخية (Etymologiques) للمصطلحات الأجنبية يستفيد منها واضع المصطلح في معرفة الدلالات الأصلية للتسميات الأجنبية، وما لحقها من تطور، مع فهم دقيق لوظائف أصولها، وسوابقها، ولواحقها.

 

 

وسائل تحقيق دقة المصطلح ووضوحه:

    للحصول على مصطلح علمي دقيق واضح و جب على يوئيل يوسف التخلص من الأسباب المؤدية لعدم وضوح دلالة المصطلح ونقص دقته، ولعل أهم الوسائل لتحقيق ذلك ما يأتي[58]:

-يجب أن تتوافر في واضع المصطلح ثلاث صفات، هي: ممارسة العلم، وإتقان اللغة العربية وفهمها  وإتقان اللغة الأجنبية.

-تعاون العالم واللغوي والمترجم في نقل المصطلحات الغربية.

-إعداد الملكات القادرة على وضع المصطلح والتعريب.

-ضبط حقل المصطلح الدلالي، واقتصار اللفظ الواحد على المفهوم الغربي الواحد.

يستنتج أن الهدف من إثارة موضوع ترجمة المصطلح الغربي في الثقافة العربية الحديثة عامة، وفي علم اللغة الحديث خاصة، هو الإشارة إلى ضرورة الانتباه لمخاطر فوضى ترجمة المصطلحات في اللغة العربية، فقد كانت هذه النماذج من الترجمة دليلا على هذه الفوضى"، ودليلا على عدم مراعاة المترجمين شروط الترجمة، ومبادئها، ونظرياتها، و ظروف المتلقي التي ربما لا يستطيع العودة إلى النص الأصلي لمعرفة الحقيقة، والمقارنات السابقة بين المترجمين تدل على غياب الدقة الواجب توافرها في المترجم حتى لا يقتل صاحب النص الأصلي، ويعتبر بذلك المترجم خائنا خوانا.

    ومما يشعرنا بمعاناة يوئيل يوسف عزيز في التعامل مع المصطلح الأجنبي، والصعوبة في الوصول إلى المقابل العربي الدقيق أنه كان في بعض المواطن لا يجد مقابلا دقيقا، فيقدم تعريف المصطلح بدلا من اختيار لفظ يقابل المصطلح الأجنبي، وقد تلتقي بهذه الصورة عند جميع المترجمين دون استثناء، نحو ما نجده في اختيار مقابل لمصطلح (Determiners)، إذ نجده عند غازي والنصر الكلمة المعربة تحمل تحديدا، وعند القرمادي الكلمة المعربة فيها الحاملة العلامات إعرابها"، وعند يوئيل الكلمة المعربة مع أداة التحديد"، وعند الكراعين" الكلمات النحوية ذات القيمة المتصلة أو المحددة.

من جهة أخرى يكشف النظر في ترجمات كتاب سوسور عن حضور ثلاثة أشكال للمصطلحات الواردة فيها وهي: المصطلح البسيط، والمصطلح المركب، والمصطلح المعقد، إلا أن النسبة التقريبية لحضورها عند كل من المترجمين مختلفة، ويظهر ذلك من خلال الجدول الآتي[59]:

المترجم

نسبة المصطلح البسيط

نسبة المصطلح المركب

نسبة المصطلح المعقد

يوئيل يوسف عزيز

24%

54%

22%

 

نلاحظ استعمال يوئيل يوسف عزيز المصطلح المركب بنسبة تفوق النصف مقارنة باستعماله للمصطلح البسيط و المصطلح المعقد .

ویری محمود فهمي حجازي في ترجمة يوئيل يوسف عزيز أن مصطلحات مركبة كثيرة تكونت عن طريق الترجمة المباشرة للمصطلحات الأجنبية، فهو يعد الترجمة المباشرة للمصطلحات المركبة الأجنبية طريقة.

-تعين على الضبط الدولي للمصطلحات، واستخدام هذه الطريقة في صوغ المصطلحات لا يعد إشكالا حقيقيا، باستثناء الإشكال الذي يحدث نتيجة ترك المصطلح البسيط الموروث واستبدال مصطلح مركب تولد عن طريق الترجمة به .

يستنتج من الكلام السابق أن أشكال المصطلح متعددة في اللغة العربية، والتعدد ليس مقتصرا على اللغة العربية، بل تتعدد أشكال بنية المصطلحات في اللغات الأجنبية الأخرى، فهناك المصطلحات البسيطة والمرئية والمعقدة، وتختلف ترجمتها من مترجم لآخر، بل تختلف ترجمتها عند المترجم الواحد مثل يوئيل نتيجة اختلاف منهجيات وضع المصطلحات المذكورة سابقا.

 

 

 

 

 

 

 

 

خاتمة الفصل:

كانت ترجمة يوئيل يوسف عزيز لمحاضرات دي سوسير من أنجح الترجمات من حيث الدقة والوضوح في المصطلح المترجم، لاستعماله وسائل لتحقيقها و توافره على شروطها بممارسة الترجمة، وإتقان اللغة العربية وفهمها، وإتقان اللغة الأجنبية، وامتلاكه الملكات القادرة على وضع المصطلح والتعريب، مما جعله يضبط حقل المصطلح الدلالي، ويقتصر على اللفظ الواحد على المفهوم الغربي الواحد في غالب الأحيان.

غير أنه كان يرفض تعاون العالم واللغوي والمترجم في نقل المصطلحات الغربية رغم اقراره بأهميته  بالاضافة إلى نقص الخبرة العلمية التخصصية ليوسف عزيز ، كما أن عدم دقة المصطلح ووضوحه في اللغة الأصلية، وعدم توافر دراسات اشتقاقية تاريخية للمصطلحات الأجنبية يستفيد منها في معرفة الدلالات الأصلية للتسميات الأجنبية، وما لحقها من تطور، زاد من صعوبة الأمر ، و ظهر ذلك جليا في اعتماده على المصطلح المركب.



[1] السيرة الذاتية ليوئيل يوسف عزيز، مدونة الكتب و الوثائق العراقية .

[2] حافظ إسماعيلي علوي، اللسانيات في الثقافة العربية المعاصرة، مصدر سابق ، ص 208.

[3] الطيب دبه، مبادئ اللسانيات البنيوية - دراسة تحليليلة ابستيمولوجية، دار عالم الكتب ، الجزائر، ص 56.

[4] عبد اللطيف محفوظ، آليات انتاج النص، نحو تصور مسيميائي، ألنايا للنشر : ط1، دمشق ،2004، ص 80.

[5] جورج مونان ، علم اللغة والترجمة، تر:أحمد زكريا إبراهيمي، المشروع القومي للترجمة ، مصر، 2002، ص 19.

[6] حافظ اسماعيلي علوي، اللسانيات في الثقافة العربية المعاصرة، دار الكتاب الجديد، ليبيا، 2009، ص 20.

[7] حافظ إسماعيلي علوي، اللسانيات في الثقافة العربية المعاصرة، مصدر سابق ، ص 208.

[8] جورج مونان ، علم اللغة والترجمة، تر:أحمد زكريا إبراهيم، المشروع القومي للترجمة ، مصر، 2002، ص 19.

[9] الترجمة الأدبية من وإلى اللغة العربية، مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر، في اللسانيات التطبيقية ، من اعداد الطالبتين: سهيلة قاسمي و كنزة قلال، كلية الآداب و اللغات، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، 2019/2020. ص 14.

[10] المرجع نفسه، ص 16.

[11] اضطرابات المصطلح اللساني العربي و أثره في اللسانيات العربية، مرجع سابق، ص 37.

[12] الترجمة الأدبية من و إلى اللغة العربية، المرجع السابق، ص 17.

[13] عز الدين المجدوب، ثلاث ترجمات لكتاب فرديناند دي سوسير، دار محمد علي الحامي،سوسة، ط1، 1998، ص 47.

[14] عز الدين المجدوب، ثلاث ترجمات لكتاب فرديناند دي سوسير، مرجع سابق، ص 51.

[15] الطيب دبه، مبادئ اللسانيات البنيوية - دراسة تحليليلة ابستيمولوجية-مصدر سابق، ص60.

[16] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، مجلة المعرفة، جامعة حسيبة بن بو علي ، الشلف، 01/06/2021، المجلد7 ، العدد 02، ص 399.

[17] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 401.

[18] عبد السلام المسدي، ماوراء اللغة، مؤسسة عبد الكريم بن عبد الله للنشر و التوزيع، تونس، 1994، ص 10.

[19] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد المرجع السابق، ص 402.

[20] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 402.

[21] عبد السلام المسدي، ما وراء اللغة ، مصدر سابق، ص 12.

[22] ريمون طحان، الألسنة العربية ، مرجع سابق، ص 82.

[23] جورج مونان ، علم اللغة والترجمة، المرجع السابق، ص 23.

[24] حافظ إسماعيلي علوي، اللسانيات في الثقافة العربية المعاصرة، مصدر سابق ، ص 208

[25] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 404.

[26] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 404.

[27] محمد ديداوي، منهاج المترجم بين الكتابة والإصطلاح والهواية والإحتراف، المركز الثقافي العربي، طم الدار البيضاء، المغرب، 2005، ص 37.

[28] فردينان دي سوسير ، دروس في علم اللغة العلم. تر يوئيل عزیز، دار أفاق عربية، ص8.

[29] فردينان دي سوسير ، دروس في علم اللغة العلم. تر يوئيل عزیز، دار أفاق عربية، ص9.

[30] المرجع نفسه، ص 10.

[31] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 407

[32] حنان فلاح، إشكالية ترجمة المصطلح اللساني في الدراسات العربية، مجلة المقري، العدد الأول، جامعة مولود معمري ، تيزي وزو، ص 185.

[33] عبد العزيز حمودة، المرايا المقعرة نحو نظرية نقدية عربية ، عالم المعرفة، مطابع الوطن، الكويت، دط، أغسطس 2001، ص 117.

[34] فردينان دي سوسير ، دروس في علم اللغة العلم. تر يوئيل عزیز، المرجع السابق، ص 12.

[35] نعمان بوقرة، المدارس اللسانية المعاصرة، دط، مكتبة الآداب ، القاهرة، مصر، 2003، ص 67.

[36] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 410.

[37] محمود السعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي، دار النهظة العربية، بيروت، ص 7.

[38] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 411.

[39] المرجع نفسه، ص 412.

[40] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 412.

[41] المرجع نفسه، ص 413.

[42] علي القاسمي، مقدمة في علم المصطلح، المرجع السابق، ص 197-198.

[43] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 412.

[44] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 412.

[45] الطيب دبه، مبادئ اللسانيات البنيوية، دراسة تحليليلة ابستمولوجية، مرجع سابق، ص 63.

[46] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 413.

[47] عبد اللطيف محفوظ، آليات انتاج النص، نحو تصور سيميائي، الناي للنشر : ط1، دمشق ،2004، ص 80.

[48] فردينان دي سوسير ، دروس في علم اللغة العلم. تر يوئيل عزیز، المرجع السابق، ص 14.

[49] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 413.

[50] يمينة حاج هني، ترجمات كتاب دي سوسير في ميزان النقد، المرجع السابق، ص 414.

[51] المرجع السابق، ص 415.

[52] المرجع نفسه، نفس الصفحة.

[53] فردينان دي سوسير ، دروس في علم اللغة العلم. تر يوئيل عزیز، المرجع السابق، ص 12.

[54] المرجع نفسه، ص 182.

[55] فردينان ددي سوسير ، دروس في علم اللغة العلم. تر يوئيل عزیز، المرجع السابق، ص 36.

[56] يمينة حاج هني، المرجع السابق، ص 417..

[57] يمينة حاج هني، المرجع السابق، ص 418.

[58] عبد القادر عواد، السابق ، ص 181.

[59] يمينة حاج هني، المرجع السابق، ص 419.

الاسمبريد إلكترونيرسالة