بحث مقدم ضمن متطلبات نيل شهادة أستاذ التعليم المتوسط
تخصص: اللغة العربيةمقدمة:
للقراءة الفضل الأول في ما يعرف الانسان
من حقائق وعلوم ومعارف، والفرق كبير في الثقافة والمعرفة وبين إنسان يقرأ وآخر لا يقرأ
أو لا يعرف القراءة استنادا إلى قوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) –الزمر-الآية 09.
وقد نبه العلماء الى أهمية القراءة
في الحياة، وقوم بعضهم الإنسان بما يقرأ، سئل أرسطو: كيف تحكم على الإنسان؟ أجاب: أسأله
كم كتابا يقرأ؟ وماذا يقرأ؟
وإن أول لفظ نزل من عند الله سبحانه وتعالى على نبيه
الكريم كان لفظ " اقرأ" وذلك في قوله عز وجل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ (01)خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (02) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (03)الَّذِي
عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (04)عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(05)) -سورة العلق-
والقراءة عمل فكري الغرض الأساسي منها
أن يفهم الطلاب ما يقرؤونه في سهوله ويسر وما يتبع ذلك من اكتساب المعرفة، ثم تعويد
الطلاب جوده النطق وحسن التحدث وروعة الإلقاء، ثم تنمية ملكة النقد والحكم والتمييز
بين الصحيح والفاسد.
والقراءة من أهم المهارات الضرورية واللازمة للفرد
كي ينجح في حياته الخاصة والعامة وهذه الأهمية تنبع من كون القراءة وسيلة من الوسائل
الأساسية للتفاهم، الاتصال، والتواصل بين أبناء الجنس البشري، وهي سبيل لا غنى عنه
في توسيع آفاق الفرد العلمية والمعرفية وإتاحة الفرص أمامه للاستفادة من الخبرات الإنسانية،
وذلك كله يؤمن له العوامل الأساسية للنمو العقلي والانفعالي والاجتماعي، ولقد أصبح
موضوع تعليمية القراءة من المواضيع التي شغلت اهتمام الدارسين والباحثين في المجال
التربوي، وإن مشكلة ضعف القراءة في اللغة العربية يعاني منها الكثير من التلاميذ في
التعليم المتوسط، كونها رحلة متممة ومكملة لمرحلة التعليم الابتدائي، فإذا كانت الأولى
تهتم بتعليم المبادئ وأبجديات القراءة فإن الثانية ترتقي إلى التحليل والاستنتاج والاستنباط.
وقد اشتغلنا على البحث المعنون
بتعليمية القراءة في التعليم المتوسط سنة ثالثة أنموذجا –دراسة وصفية تحليلية-
وكانت بدايتنا في هذا البحث منطلقة من إشكالية رئيسية و هي:
-
كيف تتم عملية تعليم القراءة في التعليم المتوسط؟
و قد تفرعت
عن هذه الإشكالية الرئيسية مجموعة من الإشكاليات الفرعية المتمثلة في:
- ما هي أهم الطرق
التي تساعد في تنمية المهارات القرائية لدى التلاميذ؟
- هل درس القراءة
مفيد للتلاميذ لغويا؟
- ما هي أنواع
القراءة؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة الفرعية اقترحنا مجموعة
من الفرضيات مفادها:
-توجد عدة طرق
لتدريس نشاط القراءة .
-درس القراءة
مفيد للتلاميذ.
-هناك عدة أنواع للقراءة.
تدرج هذا
البحث وفق خطوات علمية و خطة منهجية تمثلت في مقدمة و فصلين، الفصل الأول و قد كان
نظريا، و الفصل الثاني كان فصلا تطبيقيا متبوعين بخاتمة، الملاحق، و قائمة المصادر
و المراجع ثم الفهرس.
أما الفصل الأول
وهو على مبحثين يتضمن المبحث الأول مفهوم القراءة (لغة واصطلاحا)، وطرق تدريسها، أما
بالنسبة للمبحث الثاني تناولنا فيه أنواع القراءة، أهميتها وأهدافها.
أما الفصل الثاني كان كالاتي:
-تقديم الاستبيان
-تحليل استبيان
الأساتذة
-تحليل استبيان
التلاميذ.
وفي الأخير توجنا
البحث بخاتمة لخصنا فيها النتائج وطرحنا فيها بعض الاقتراحات، من أجل تحسين الأداء.
ولقد اعتمدنا
في بحثنا هذا المنهج الوصفي التحليلي، فالوصفي لأننا قمنا بوصف الطرق والأساليب المعتمدة
في نشاط القراءة، وأما التحليلي فكان عن طريق الاستبيان الذي حللناه ويتخلله ضمنيا
المنهج المقارن.
وتم اختيارنا
لموضوع القراءة نظرا لأهميتها في النسق التربوي العام باعتبارها المحدد الرئيسي لمسار المتعلم الدراسي ومستقبله إما في نجاحه أو
فشله، وكذلك ميلنا لاكتشاف أسرار مهنة التعليم والتطلع لاكتشاف خبايا العلاقة بين المعلم
والمتعلم.
أما عن الصعوبات
التي أعاقت طريقنا فتمثلت في تشعب المادة العلمية وعدم القدرة على التحكم فيها وذلك
راجع الى تشابه المعلومات في جل المراجع التي تناولناها في بحثنا.
ولقد واجهتنا
بعض الصعوبات خاصة في الجانب الميداني الذي يتطلب الجهد والوقت.
ويبقى هذا الموضوع
جزءا لا يتجزأ من مواضيع تعليمية اللغة العربية، والذي حاول إلقاء الضوء على بعض العناصر
التي تمس هذا المجال، ولكل بحث نقائصه وعيوبه التي تحتاج إلى المراجعة والمتابعة اليومية،
وإلى التغيير والتجديد في كل مرة، ولو ترك المجال للباحث لأعاد بحثه مئات المرات دون
الرضا التام عنه، ولكن الهدف يبقى محاولة البحث
عن المعرفة ونقل دورها لمن يعرف قيمتها.
ولا يسعنا في الأخير إلا أن نشكر كل من ساعدنا في
إنهاء هذا البحث من قريب أو بعيد.
1ــــ مفهوم القراءة :
1.1ـــ لغة:
ورد في
المعاجم اللغوية قَرَأَ _قَرْأً و قِرَاءَةً و قُرْآنًا و اقْتَرأَ الكتابَ: نطق بالمكتوب
فيهِ أو ألقى النظر عليهِ و طالعهُ_ و قِرَاءَةً عليه السلامَ:أبلغه إيَّاه.
ويُقال في الأمر منه "اقرأ عليه السلامَ " . وتعديته بنفسه خطأ فلا
يُقال أقْرِأْهُ السلام .
قارَأَ
قراءً ومُقارَأَةً ه : شاركه في القراءة أو الدرس _أقْرأ:إقراءً الرجل جعله يقرَأ
و_هُ السلام : أبلغه إياه كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام
ويردَّه تَقرَّأ: تفقَّه استقرأ: استقراءً فلانا: طلب إليه أن يقرأ و _
الأمور:تتبِّعها لمعرفة أحوالها وخواصها .[1]
قرأ الكتاب
قراءة وقرآنا بالضم و(قرأ) الشيءَ( قرآنا) بالضَّمِ أيضا جمَعَهُ وضَمَهُ ، ومنه سُمِيَّ
القُرآن لأنه يجمع السُّوَر ويضمُّها وقولُهُ تعالى :{ إنَّ علينا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ}
[2]أي
" قِراءَتَهُ " وفُلان قَرَأَ عليكَ السلام و(أقرَأَكَ )السلام بمعنًى .
وجَمْعُ( القارِئ ِ قَرَأَةٌ ) مثلُ : كافِرٍ وكَفَرَةٍ و(القُرَّاءُ) بالضَّمِّ
والمدِّ المُتنسِّكُ وقد يكون جمع قارِئ.[3]
:اصطلاحا ــــ2.1
تعرض كثير
من الباحثين والدارسين لمفهوم القراءة
فقد عرفها شحاتة بقوله "إن القراءة عملية عقلية تفاعلية دفاعية تشمل
الرموز والرسوم التي يتلقاها القارئ عن طريق عينه وفهم المعنى و الربط بين الخبرة
السابقة و هذه المعاني و الاستنتاج و النقد و الحكم والتذوق و حل المشكلات. "[4]
وعرفها
ويلرwaller 1984"بـأنها عملية فك الشفرة decoding process والتي تتضمن
عملية تعرف الكلمات
والرموز، وعرفها كذلك بأنها عملية فهم المعنى باعتبار أن الفهم عملية متممة لفعل أو
حدث القراءة the
reading act ،أو أنها إعادة بناء reconstruction للمادة المقروءة والتي تظهر في صفحة مكتوبة أو مقروءة أو مطبوعة .[5]
ويرى عبد العليم إبراهيم أن
القراءة :"عملية يراد بها إيجاد الصلة بين لغة الكلام و الرموز الكتابية ،وتتألف
لغة الكلام من المعاني و الألفاظ التي تؤدي هذه المعاني ".[6]
ومن بين التعريفات نجد أن القراءة نشاط فكري وبصري
يصاحبه إخراج صوت وتحريك شفاه أثناء القراءة الجهرية أو يصاحبه تحريك الشفاه دون
اخراج صوت أثناء القراءة الصامتة من أجل الوصول إلى فهم المعاني والأفكار التي
تحملها الرموز .
وكذلك عرفت بأنها نشاط فكري عقلي يمتاز بما فيه من
عمليات الفهم والربط والموازنة والاختبار والتذكر والتنظيم و الاستنباط والابتكار
.[7]
ويمكننا من خلال المفاهيم
السابقة استشراف أن عناصر القراءة و المتمثلة فيما يلي:
1/المعنى الذهني .
2/اللفظ الذي يؤديه .
3/الرمز المكتوب .
و للقراءة عمليتان متصلتان هما:
الأولى: الاستجابات الفيسيولوجية لما هو مكتوب .
الثانية:عملية عقلية يتم من خلالها تفسير المعنى، وتشمل هذه
العملية التفكير والاستنتاج .[8]
2ــــ طرق تدريسها:
طرق
التدريس هي الأسلوب الذي يرتضيه كل من المعلم والتلميذ في معالجة موضوع الدرس من
أجل تحقيق الأهداف المرجوة منه ،فالطريقة إذا أسلوب لا يغفل أحد طرفي العملية
التعليمية ، أعني بهما المعلم والتلميذ والطرف الثالث يتمثل في المادة المتعلمة ،
وهناك جانب رابع أعني به النتائج التحصيلية لمجهودات كل من المعلم و التلميذ.[9]
ولقد طبقت
عمليا عدة طرق لتعليم القراءة منذ مطلع القرن العشرين جرى عليها كثير من التعديلات
إضافة أو حذفا ولا تزال المحاولات جارية حتى يومنا الحاضر، ومن بين أهم الطرق نجد:
2. 1ــــ طرق تدريسها للمبتدئين :
ظهرت
مجموعتان من الطرق سار بموجبها المعلمون في تدريس القراءة و هما:
2. 1.1ــــ الطريقة الجزئية أو
التركيبية:
وهذه
الطريقة تبتدئ من الجزء ثم الكل، فالبداية من الحرف كونه الجزء الأصغر في الكلمة
ثم يركب منه ومن غيره مقطع ،ومن مجموعة المقاطع تركب الكلمة ومن مجموعة الكلمات
تركب الجملة وهكذا.
تحت هذه
الطريقة تندرج الطرق التالية:
2. 1.1.1ــــ الطريقة الهجائية:
وتقوم هذه الطريقة على تعليم الطفل الحروف
الهجائية بأسمائها :ألف، باء ،تاء، ثاء، جيم، حاء، خاء... قراءة وكتابة فيتعلم هذه
الحروف بأسمائها وصورها مثال ذلك العين ) مع الحركات(الفتح ،الضم، الكسر) ،ثم
ينتقل إلى ضم حرفين منفصلين ليتألف
منها كلمة
قصيرة أو مقطع مثل (عا، عو، عي) ثم ينتقل إلى تعليم الكلمات :عين ،عيون ثم إلى
الجمل القصيرة ثم بعد ذلك تعليم الحرف مع الشَّدة ومع التنوين.[10]
أ-مزايا الطريقة الهجائية :
1-إنها
سهلة على المعلم لأنها تتم بالتدرج و الانتقال في خطوات منطقية.
2-يتمكن الطفل بهذه الطريقة من تركيب كلمات مستقلة لأنه
يمتلك أسس بناء هذه الكلمات وهي الحروف.[11]
3-طريقة
يألفها أولياء الأمور لأنهم اعتادوا عليها
ولا يتحمسون لغيرها.
4-تمكن
الطالب من الحروف الهجائية مما يمكنهم من استعمال المعاجم اللغوية مستقبلا .
: الهجائية الطريقة ب-عيوب
1-تخالف طبيعة العقل في إدراك الأشياء إذ يدرك الشيء كلا
متكاملا ثم يبدأ بتجزئته إلى
مكوناته
المختلفة.
2-تنمي عند
المتعلم البُطء في القراءة لأنه سيعتاد على تهجي كل كلمة على حده دون أن يربط
الكلمات في الجملة الواحدة ربطا متناسقا .[12]
2. 1.1. 2ــــ الطريقة الصوتية :
وتقوم هذه
الطريقة على تعليم الطفل أصوات الحروف بدلا من أسمائها بحيث تنطق الحروف منفردة
فيقول (ر، ز، ف، ق) ثُم يتعلمها الطفل مع الحركات (الفتح ،الضم، الكسر)،ثُم مع
المقطع (را ،رو، ري) ثُم مع ثلاث حروف ثُم مع الكلمة ثُم مع الجملة.
وهذه
الطريقة تتفق مع الطريقة الهجائية في ابتدائها بالجزء ولكنها تخالفها في أنها لا
تبدأ بأسماء الحروف (ألف ،باء).[13]
أ-مزايا الطريقة الصوتية:
1-ترتبط ربطا مباشرا بين الصوت و الرمز.
2-تدرب الطالب على الأصوات المختلفة .
3-ضرورية
لابد منها في تعليم القراءة.[14]
ب-عيوب الطريقة الصوتية:
1-تخالف
الطريقة الطبيعية لتعليم الأطفال إذ أنها تبدأ من الجزء إلى الكل ومن المجهول إلى
المعلوم.
2- يتعلم
التلميذ الحروف دون أن يدرك وظيفتها.
3-ليس في
هذه الطريقة مراعاة لنمو الطفل أو قدراته.[15]
2. 1.1. 3ــــ الطريقة المقطعية :
وتعد هذه
الطريقة وسطا بين الطريقة الهجائية والصوتية حيث أنها تحاول تعليم الأطفال القراءة
بتقديم وحدات لغوية أكبر من الصوت اللغوي أو الحرف، ولكنها أقل من الكلمة وتبنى
أصولها على مقاطع الكلمات واعتبارها وحدات لغوية فالمعروف أن الكلمات في اللغة
العربية في الغالب تتـألف من مقطعين أو أكثر وسميت بالمقطعية لأن الطالب بهذه
الطريقة يتعلم جملة من المقاطع ثم يقوم بتشكيل كلمات من هذه المقاطع و لذلك تمكن
اعتبارها طريقة تركيبية تحليلية . [16]
2. 1. 2ــــ
الطريقة الكلية التحليلية :
من خلالها يتعلم الكل قبل الجزء لأنها تبدأ بتعليم الطفل
الكلمات قبل الحروف على أساس أن هذا هو الترتيب الطبيعي المنطقي في الكلام وهذه
الطريقة تختلف عن الطرق السابقة اختلافا كليا .
ويندرج تحت هذه الطريقة الأقسام التالية :
2. 1. 2. 1ـــــ طريقة الكلمة :
وتبدأ بتعليم
الكلمات قبل الحروف، أي أنها على عكس الطريقة التركيبية. وطريقة الكلمة في أساسها
طريقة(أنظر و قل). وهي تستلزم عادة أن نعرض على الطفل عددًا من الكلمات أولاً، و
أن نختار هذه الكلمات بحيث يمكن تركيبها بسهولة لتصبح جملاً و قصصاً صغيرة مثل:
يتعلم_التلميذ_عادل_دخل المدرسة. وبعد فترة يكون منها جملة قصيرة مثل "عادل
دخل المدرسة ". ولو وضحنا الكلمات بالصور
المناسبة لتعلم التلميذ الكلمات بسرعة واستطاع أن يستمتع بخبرة قراءة القصص
السهلة منذ البداية.
فطريقة الكلمة تبدأ بالكلمة، ثم تجريد الكلمة إلى حروف،
ثم تكوين كلمات جديدة من الحروف المجردة، ومن الكلمات الجديدة، تتكون الجمل
القصيرة المناسبة.. وهكذا..
وطريقة الكلمة من أسرع طرق تعليم المفردات الأساسية
للقراءة وهي طريقة مباشرة إذا قورنت بالطرائق الأخرى في تعليم التلميذ عملية
القراءة.[17]
أ-مزايا طريقة الكلمة :
1_ إنها تكسب الطفل ثروة لغوية في أثناء تعلمه ،لأنه يتعلم كلمة لها مدلول.
2_ يمكن استخدام هذه الطريقة في تكوين جمل من الكلمات في وقت قصير، وبها
يتعلم الطفل الرمز واللفظ معًا.
3_ إنها تشوق الطفل للتعلم وتشجيعه على المضيء في القراءة لوضوح معاني
الكلمات التي ينطق بها ، وهي تساعده على سرعة القراءة ، لأن الوحدة فيها كلمة أو
اكثر وليست حرفا واحدا .
4_تعود الطفل لمتابعة المعنى في أثناء القراءة .
ب-عيوب طريقة الكلمة :ومن عيوب هذه الطريقة مايلي :
1_أنها تساعد الطفل على تمييز كلمات جديدة غير التي عرضت عليه لأن خبرته
انحصرت في دائرة محمودة من الكلمات .
2_بعض الكلمات تتشابه في رسمها، وتختلف في معانيها،مما يؤدي إلى الخطأ في النطق[18]
2. 1. 2. 2ـــــ طريقة الجملة :
وهذه الطريقة تعتبر تطور لطريقة الكلمة، ويعتمد المدرس طريقة الجملة على أن
يعد جملا قصيرة مما يستطيع الأطفال فهمه ، ويكتبها على اللوح ثم ينطق بكل جملة
ويرددها بعده الأطفال أفرادًا وجماعات عدة مرات ، ويشردهم في كل جملة وتحليلها إلى كلمات وإلى حروف ، ويحسن أن تقترن
الجمل بصور توضحها ، كما يشترط أن تكون الجمل قصيرة جدًا ن وتُكرر كلمات معينة في
كل الجمل .
أ-مزايا طريقة الجملة : من مزايا هذه الطريقة نذكر:
1_ أنها تمد الطفل بثروة فكرية ، وتكسبه ألفاظا لغوية.
2_ تجعل الطفل يفهم معنى الكلمة من سياق الجملة .
3_ إنها تشوق الطفل إلى القراءة ،وتعوده فهم المعنى في كل ما يقرأه .
ب-عيوب هذه الطريقة :من عيوبها مايلي :
1_ تؤخر تحليل الجملة إلى كلمات ، وتحليل الكلمة على حروف أو أصوات ،لأن
المعلم ربما يسترسل في عرض الجمل .
2_ يجد فيها بعض الأطفال محدودي الذكاء صعوبة في استيعاب الجملة دفعة واحدة
.
3_ تحتاج إلى كثير من الوسائل المعينة التي قد لا تتهيأ للمعلم ولا للمدرسة
.[19]
2. 2ـــــ تعليم القراءة لغير المبتدئين :
طريقة تدريس القراءة لغير المبتدئين تختلف باختلاف الموضوع سهولة وصعوبة
،طولا وقصرا كما تختلف باختلاف الهدف .[20]
فإذا كان الموضوع سهلا وطويلا تنفذ فيه طريقة القراءة الصامتة مع التركيز
على مهارة السرعة ، ثم بعد ذلك يعرض الموضوع للمناقشة عن طريق عرض الأفكار الأصلية
والأفكار الفرعية و الألفاظ والعبارات التي تحتاج إلى المناقشة ، ويقوم المعلم بعملية المناقشة موجها ومرشدا
إلى الطريق الصواب والطلبة يتعلمون أسلوب المناقشة وكيفية عرض وجهات النظر وإبداء
الرأي كما يتعلمون حسن الاستماع واحترام آراء الآخرين و المعلم وظيفته هنا توضيح
الغامض وبيان القيم المستفادة من الحوار .[21]
وإذا كان الموضوع سهلا قصيرا يكون التركيز على القراءة الجهرية ومراعاة
مهاراتها الأساسية من جودة النطق وحسن الأداء والتنغيم المناسب وعلو الصوت وخفضه
في المواقف التي تتطلب ذلك مع اعتبار أن يبدأ بالطلب النموذجي في القراءة .
وتختلف الطريقة أيضا باختلاف الهدف الذي يحدده المعلم من درسه فإذا كان
الهدف تدريب الطلبة على السرعة أو استخراج الأفكار الأصلية والفرعية أو النقد و
إصدار الأحكام الموضوعية على النص أو القراءة لحل مشكلة أو غيرذلك من الأهداف التي
حددها المعلم لنفسه مع واقع أهداف الخطة فإن عليه أن يختار الطرق التي توصله للهدف
وهو حر في اختيار ذلك . [22]
أنواع
القراءة :
يصنف المربون
القراءة إلى عدة أنواع أهمها:
1/ تصنيفها
من حيث الغرض: وينقسم هذا التصنيف بدوره إلى عدة أنواع نذكر منها:
1-القراءة
التحصيلية : ويراد بها استظهار المعلومات وحفظها ومن خصائصها أنها بطيئة وتتسم
بالأناة وعقد الموازنات بين المعلومات المتشابهة .
2-قراءة جمع
المعلومات: يرجع القارئ بالرجوع إلى مصادر عدة لجمع ما يحتاج إليه من معلومات
ويتطلب سرعة التصفح في المراجعة والعلماء وأمثالهم هم أكثر الناس احتياجا إلى هذا
النوع من القراءة.
3-القراءة
السريعة الخاطفة: وتهدف إلى معرفة شيء معين في لمحة من الزمن كقراءة فهارس الكتب
وهي ضرورية للباحثين والمتعلمين.
4- قراءة
التصفح السريع: وهي تكوين فكرة عامة عن موضوع كقراءة تقرير أو كتاب جديد.
5-قراءة
الترفيه: هي المتعة الأدبية والرياضة العقلية كقراءة الأدب ،النوادر والطرائف .
6-القراءة
النقدية التحليلية: والغرض منها الفحص و النقد.
7-قراءة
التذوق: والتفاعل مع المقروء وهذا النوع أشبه بقراءة الاستماع حيث يتأثر فيها
القارئ بالمقروء.[23]
8- القراءة
التصحيحية : وهي استدراك الأخطاء اللغوية
والإملائية و الأسلوبية والصيغ اللفظية
وتهدف إلى تصحيح الخطأ كقراءة المعلم لدفاتر التلاميذ.
9- القراءة
الاجتماعية :ويقصد بها التعرف إلى ما يحدث لفئات المجتمع من مناسبات سارة واحزان ،
كقراءة صفحات الوفيات ، الدعوات ، والغرض منها المشاركة وتقديم الواجب الديني
والاجتماعي .[24]
2/ تصنيفها من حيث الأداء إلى ثلاثة أنواع:
القراءة الصامتة ، القراءة الجهرية ، القراءة الاستماعية .
أولا- القراءة الصامتة:
مفهومها :
هي القراءة التي يحصل فيها القارئ على المعاني والأفكار من الرموز المكتوبة
دون الاستعانة بالرموز المنطوقة ودون تحريك الشفتين أي أن البصر والعقل هما
العنصران الفاعلان في أدائها ولذلك تسمى
{القراءة البصرية}.[25]
أ-مزايا القراءة الصامتة:
1_ تدفع القراءة الصامتة القارئ إلى التأمل في المادة المقروءة وعدم
الانشغال بشيء سواه وهذا يؤدي إلى الفهم التام و الاستيعاب الجيد وينمي القدرة على
اصدار الأحكام النقدية .
2_ إنها توفر الجهد والهدوء التام حيث لا يحتاج القارئ إلى أكثر من استخدام
العينين في المرور على المادة المقروءة والمتابعة العقلية فلا يبذل جهدا في النطق
وإخراج الحروف من مخارجها ولا يحدث ضجيجا أثناء القراءة،[26]
وكذلك تحرر القارئ من ثقل النطق، الشكل والإعراب.[27]
3_توفر الوقت
لكونها أسرع من القراءة الجهرية .
4_تعتبر أجلب
للسرور والاستمتاع لأن فيها انطلاقا وحرية.
5_فيها تعويد
القارئ على الاطلاع والاعتماد على النفس .[28]
ب-عيوب
القراءة الصامتة:
كما للقراءة
الصامتة مزايا لديها كذلك عيوب نذكر منها:
1_لا تمكن
المعلم من تشخيص عيوب النطق لدى المتعلم.
2_قد يمارسها
المتعلم فينشغل بأمور أخرى.
3_لا تدرب على
صحة النطق و الاسترسال وحسن الإلقاء.
4_قد لا يحسن
البعض استخدامها فيمارسونها بأسلوب الجهرية مع إخفات الصوت .
5_تحتاج من
المعلم أن يبذل جهدا في مناقشة الطلبة لاكتشاف مدى فهم واستيعاب الطلبة.[29]
ثانيا : القراءة
الجهرية :
مفهومها: هي القراءة التي يستعمل فيها الجاز الصوتي إذ نسمعها
ونسمعها للآخرين فهي ترجمة الرموز المكتوبة إلى ألفاظ منطوقة مفهومة من القارئ.[30]
أو هي قراءة
تشتمل على ما تتطلبه القراءة من القراءة الصامتة من تعرف بصري للرموز المكتوبة ، وإدراك
عقلي لمدلولاتها ومعانيها وتزيد عنها التعبير الشفوي عن هذه المدلولات والمعاني
بنطق الكلمات والجهر بها.[31]
أ-مزايا
القراءة الجهرية :
1_ التدريب على
صحة القراءة، وجود النطق وحسن الأداء.
2_ التدريب على
الطلاقة في التعبير عن المعاني والأفكار .
3_ التدريب على
تطبيق قواعد اللغة العربية، ومخارج الحروف و مقاطع الجمل.
4_ إنها احدى
الوسائل التي بواسطتها بإيصال الأفكار و المعاني.[32]
5_ تمكن المدرس
من اكتشاف عيوب النطق لمعالجتها .
6_ وسيلة
لإدراك مواطن الجمال و التذوق وتوفر اللذة و الاستمتاع.[33]
4/أهمية
القراءة:
4/1-أهميتها
للفرد:
-وسيلة لكسب المعارف والمعلومات.
- من أهم نوافذ المعرفة الانسانية.
-وسيلة لتكوين
العلماء و المبدعين.
-وسيلة من أهم
وسائل الاتصال بأناس يبعدون عنه زمانا و مكانا.
-تزيد من خبرة
الفرد طولا و عرضا و عمقا و اتساعا.
-الاطلاع على
ثقافات الأمم المختلفة (الغابرة و الحاضرة).
-تربية ملكة
التذوق لدى الفرد.
-تنمي الثروة
اللغوية و الفكرية لدى الفرد.[34]
4/2-أهميتها
للمجتمع:
-ترفع من
المستوى الثقافي للأفراد الذين يشكلون المجتمع الواحد.
-وسيلة من
وسائل التغيير الاجتماعي.
-القراءة وسيلة
مهمة من وسائل اتصال المجتمعات بعضها مع بعض.
-تساعد في
معرفة خبرات و تجارب الدول في كافة الميادين الصناعية، التعليمية،
الاقتصادية،........... إلخ.
5/ أهداف تعليم
القراءة:
-تدريب الطلاب
على صحة النطق، وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة.
-تدريب الطلاب
على القراءة المعبرة الممثلة للمعنى.
-زيادة الثروة
اللغوية لدى الطلاب.
-وضع القواعد
النحوية و اللغوية موضع التطبيق أثناء القراءة.
-تنمية الذوق
الأدبي لدى الطلاب.[35]
-تنمية قدرة
الطلاب على تلخيص المقروء و نقده و تحليله.
-توسيع الخبرات
و الثقافة العامة لدى الطلاب.
-الاستمتاع
بالمقروء و استثمار أوقات الفراغ فيما هو نافع و ممتع.
-تهذيب الجانب
الوجداني، و تنمية القيم و العواطف النبيلة السامية.
-الارتقاء
بمستوى التعبير لدى الطلاب.
3-محمد بن أبي بكر
الرازي، مختار الصحاح ، تقديم وتعليق ، يحيى مراد ، دار مؤسسة المختار ، القاهرة –مصر
، ط1، 1428ه ، ص 305.[3]
[4] - علي سامي الحلاق ،
المرجع في تدريس مهارات اللغة العربية وعلومها ،دار المؤسسة الحديثة للكتاب ،
طرابلس –لبنان ، 2010 ،ص178.
[5]- ماهر شعبان عبد
الباري ، سيكلوجية القراءة وتطبيقاتها التربوية ، دار المسيرة،ط1، 2010-1431ه ،ص
31.
[10] -علي سامي الحلاق ، المرجع في
تدريس مهارات اللغة العربية وعلومها ، ص
213-214.
[11] -عبد الفتاح البجة ،
تعليم الأطفال المهارات القرائة والكتابية ، دار الفكر ،ط2،2013، ص 233.
[12] - راتب قاسم عاشور ،
محمد فؤاد الحوامدة ، أساليب تدريس اللغة العربية بين النظرية والتطبيق ، دار
المسيرة ، ص70.
[13] -علي سامي الحلاق ، المرجع في
تدريس مهارات اللغة العربية وعلومها ، ص213-214.
[14] -فهد خليل زايد ، أساليب تدريس اللغة العربية
بين المهارة و الصعوبة ، ص71.
[15] -منال عصام برهم ،
أساليب تعليم القراءة و الكتابة للصفوف الأولى ، دار الرواد –مكتبة المجتمع العربي
، ط1 2014، ص183.
[16] - علي سامي الحلاق ،المرجع في تدريس مهارات اللغة
العربية و علومها ص 214.
2-علي سامي الحلاق ، المرجع في تدريس اللغة العربية
وعلومها ،دار المؤسسة الحديثة للكتاب ،ص 209 .
، ص209.
3-سعدون محمود الساموك ،هدى علي جواد الشمري ،مناهج اللغة العربية وطرق
تدريسها ،دار وائل ،الأردن-عمان، ط1، 2005، ص182.
2_محسن علي عطية ، تدريس اللغة العربية في ضوء الكفايات الأدائية ،دار المناهج
، عمان _ الأردن ، ط1، 2007، ص99.
