التخلف الذهني
يعتبر التخلف الذهني من الموضوعات الحديثة في ميدان
التربية الرياضية و علم النفس مقارنة مع الموضوعات المطروقة في هذا الميدان، إذ
تعود البدايات المنظمة لهذا الموضوع إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتمتد
جذوره إلى ميدان علم النفس، وعلم الاجتماع والقانون ، و الطب ... إلخ، مما يستدعي
من المربين القائمين على تربية ورعاية هذه الفئة أن يكونوا على دراية كافية بكل
هذه الجوانب الاجل تخطيط البرامج التربوية التي تتلاءم مع خصائصهم وميولهم ورغباتهم
.
وعليه فقد خصصنا هذا الفصل للقيام بدراسة التخلف العقلي
و القدرات العقلية دراسة تحليلية ، بحيث سنتطرق أولا إلى تحديد مفهوم القدرات
العقلية ، ثم نتبع ذلك بأنواع القدرات العقلية وكيفية قياسها وعلاقة الذكاء
بالتخلف العقلي , بعدها ندخل إلى مفهوم التخلف العقلي ,خصائصه وتصنيفاته والعوامل
المسببة فيه وكيفية معالجته و لفت انتباه المربين إلى الانعكاسات والاثار السلبية
لهذه المشكلة على المجتمع .
ويتضح مما سبق أن العديد من المؤلفين
والباحثين اهتموا بتحديد اهم مكونات القدرات والصفات البدنية اللازمة التحقيق
التقدم العام بالمستوى الرياضي للأفراد و توصلوا إلى حصر اهمها في القوة العضلية، والتحمل، والقدرة، والسرعة،
والتوافق، والرشاقة، والتوازن، والمرونة
وهذا يدل على أن جميع القدرات البدنية السابقة لها دور كبير في رفع مستوى
الأداء البدني للاعبين.
تقع ظاهرة التخلف الذهني ضمن اهتمامات
فئات مهنية مختلفة ، لهذا حاول المختصون في ميادين الطب و الاجتماع و التربية و
غيرهم تحديد مفهوم للتخلف العقلي، وطرق الوقاية منه، و افضل السبل لرعاية الأشخاص
المتخلفين عقليا .
وفي ضوء ما سبق يمكن القول أن الباحث في
مجال التخلف الذهني يواجه مشكلة تعدد المفاهيم التي يتداولها المختصون و العاملون
في هذا الميدان، و استخدامهم المصطلح الواحد .معان مختلفة، فق استخدم الباحثون
الإنجليز و الامريكان مصطلحات من قبل دون عقل، وصغير العقل، و نقصان العقل، وفي
اخر الخمسينيات تخلوا عن هذه المصطلحات واستخدموا مصطلح التخلف العقلي، واصطلاح التأخر
العقلي .
اما الباحثون العرب فقد استخدموا
مصطلحات كثيرة، منها القصور العقلي، النقص العقلي الضعف العقلي التأخر الذهني، و
الإعاقة الذهنية .
ويرجع هذا التعدد إلى ظروف ترجمة
المصطلحات الإنجليزية لبعض الباحثين ترجمها ترجمة حرفية والبعض الاخر ترجمها بحسب المضمون،
واختلفوا في تحديد هذا المضمون، فمنهم من يعرف التخلف الذهني على انه يعتبر عملية
من العمليات الصعبة والمعقدة[1].
يقصد بالتخلف العقلي توقف نمو الذهن قبل اكتمال نضوجه، ويحدث قبل سن
الثانية عشرة لعوامل فطرية و بيئية، ويصاحبه سلوك توافقی سيئ.[2]
كما يمكن تعريف التخلف العقلي بانه
انخفاض ملحوظ في الأداء العقلي العام للشخص و يصاحبه عجز في السلوك التكيفي، ويظهر
في مرحلة النمو مما يؤثر سلبا على الأداء التربوي[3] .
ومن خلال هذه التعاريف المختلفة قد يكون
من المناسب استعراض بعض التعريفات الفنية والسيكولوجية و الاجتماعية .
يعتبر التعريف الطبي من اقدم تعريفات
حالة الإعاقة الذهني ، إذ يعتبر الأطباء من اوائل المهتمين بتعريف و تشخيص ظاهرة
الإعاقة العقلية، و قد ركز التعريف الطبي على اسباب الإعاقة العقلية ففي عام 1900م
ركز إرلاند على الأسباب المؤدية إلى إصابة المراكز العصبية، و التي تحدث
قبل او اثناء او بعد الولادة، وفي عام 1908م ركز ثرید جولد على الأسباب
المؤدية إلى عدم اكتمال عمر الدماغ سواء كانت تلك الاسباب قبل الولادة أو بعدها
تتعدد الاسباب المؤدية إلى الإعاقة
العقلية، و خاصة تلك الاسباب التي تؤدي إلى تلف في الجهاز العصبي المركزي، وخاصة
القشرة الدماغية والتي تتضمن مراكز : الكلام و العمليات العقلية العليا، التآزر
البصري الحركي، الحركة والإحساس، القراءة ، السمع، ... إلخ، حيث تؤدي تلك الأسباب
إلى تلف في الدماغ او المراكز المشار إليها، وبالتالي تعطيل الوظيفة المرتبطة بها،
وعلى سبيل المثال قد تؤدي الأسباب إلى إصابة مركز الكلام بالتلف ويترتب على ذلك
تعطيل الوظيفة المرتبطة بذلك المركز وهكذا لبقية ...، وتبدوا مهمة الجهاز العصبي
المركزي في استقبال المثيرات من خلال الاعصاب الحسية ومن ثم القيام بالاستجابات
المناسبة وفي الوقت المناسب .
وعلى ذلك يتمثل التعريف الطبي للإعاقة الذهنية
في وصف الحالة و أعراضها واسبابها، وقد وجهت انتقادات لهذا التعريف تتمثل في صعوبة
وصف الإعاقة العقلية بطريقة رقمية تعبر عن مستوى ذكاء الفرد[4].
1-2
-التعريف السيكومتري :
ظهر التعريف السيكومتري للإعاقة الذهنية
نتيجة للانتقادات التي وجهت إلى التعريف الطبي
حيث يمكن للطبيب وصف الحالة ومظاهرها و اسبابها ، دون أن يعطي وصفا دقيقا
وبشكل كمي للقدرة العقلية، فعلى سبيل المثال قد يصف الطبيب حال الطفل المنغولي
ويذكر مظاهر تلك الحالة من الناحية الفيزيولوجية وان يذكر الاسباب المؤدية إليها،
ولكن لا يستطيع وصف نسبة ذكاء تلك الحالة، بسبب صعوبة استخدام الطبيب المقياس ما
من مقاییس القدرة العقلية كمقياس ستانفورد بينيه للذكاء او مقیاس وکسلر الذكاء
الاطفال وبسبب من ذلك، ونتيجة للتطور الواضح في حركة القياس النفسي على يد بينيه
في عام 1905م وما بعدها بظهور مقیاس ستانفورد، في الولايات المتحدة الأمريكية
(1916 - 1960 )، ومن ثم ظهور مقاییس اخرى للقدرة العقلية و منها مقیاس وکسلر لذكاء
الاطفال عام 1949م، و غيرها من مقاييس القدرة العقلية وقد اعتمد التعريف
السيكومتري على نسبة الذكاء (I.Q)
كمحك في تعريف الإعاقة العقلية وقد اعتبر الأفراد الذين تقل نسبة ذكائهم عن 75
معاقين عقليا ، على منحی التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية .
كما قد يكون من المناسب التمييز في هذا
الصدد بين حالات الإعاقة العقلية من جهة و التي تعاني من نقص واضح في قدرتها
العقلية، بل قد تكون عادية في قدر کا العقلية، و من ذلك يفقد ذوي حالات المرض
العقلي ( الجنون ) صلتهم بالواقع ويعيشون في حالة انقطاع عن العالم الواقعي (
امراض جنون العظمة والاكتئاب و الفصام بأشكاله ، ... إلخ )[5]
1-3-التعريف
الاجتماعي :
ظهر التعريف الاجتماعي للإعاقة العقلية
أو الذهنية نتيجة للانتقادات المتعددة لمقاييس القدرة العقلية وخاصة ستانفورد
بینیه، و مقیاس وکسلر، في قدرتها على قياس القدرة العقلية للفرد، فقد وجهت
انتقادات إلى محتوى تلك المقاييس وصدقها وتأثيرها بعوامل مرضية وثقافية وعقلية
واجتماعية، الأمر الذي أدى إلى ظهور المقاييس الاجتماعية، والتي تقيس مدى تفاعل
الفرد مع مجتمعه واستجابته للمتطلبات الاجتماعية .
وقد نادي بهذا الاتجاه ميرسر 1973م
وجنسن 1980م، ويركز التعريف الاجتماعي على مدى نجاح او فشل الفرد في الاستجابة
للمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه .
1-
عدم الكفاءة
الاجتماعية بشكل يجعل الفرد غير قادر على التكيف الاجتماعي بالإضافة إلى عدم
الكفاءة المهنية وعدم القدرة على تدبير أموره الشخصية .
2-
أنه دون مستوى
الفرد العادي من الناحية العقلية .
3-
أن تخلفه
العقلي قد بدأ منذ الولادة أو سنوات عمره المبكرة .
4-
أنه سيكون
متخلفا عقليا عند بلوغه مرحلة النضج .
5-
يعود تخلفه العقلي
إما إلى عوامل تكوينية و إما وراثية أو نتيجة لمرض ما .
6- الشرط الاخير أن حالته غير
قابلة للشفاء .
بهذا نجد أن دول يضع تحديدا واضحا و
شاملا للتخلف العقلي يشترط فيه أن تتوفر هذه الشروط الستة حتى يمكن تشخيص الحالة
على أنها تخلف عقلي، وبهذا يكون اكثر دقة وتحديدا من تريد جولد، وذلك أن جعل الشرط
الثاني للتخلف أن يكون صاحب الحالة اقل من العاديين من الناحية العقلية، فإن لم
يكن كذلك فإنه ليس عند دول متخلفا حتى و إن كان عاجزا عن التكيف الاجتماعي، في حين
أن مثل هذا الفرد يعتبر متخلفا في مفهوم تريد جولد.[6]
1-4-
تعريف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي أو الذهني :
ظهر تعريف الجمعية الأمريكية للتخلف
العقلي نتيجة للانتقادات التي وجهت إلى التعريف السيكومتري والذي يعتمد على معايير
القدرة العقلية وحدها في تعريف الإعاقة العقلية، ونتيجة للانتقادات التي وجهت إلى
التعريف الاجتماعي والذي يعتمد على معايير الصلاحية الاجتماعية وحدها في تعريف
الإعاقة العقلية، فقد جمع تعريف الجمعية الامريكية للتخلف العقلي بين معيار
السيكومترية والمعيار الاجتماعي، و على ذلك ظهر تعريف هيبر 1959م والذي
روجع عام 1961م والذي تبنته الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي، و يشير مقارنة مع
نظرائه من نفس المجموعة العمرية، وعلى ذلك يعتبر الفرد معوقا عقليا إذا فشل في
القيام بالمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه، وقد ركز كثيرون من امثال تريد جولد
ودول وهيبر وجروسمان ومیرسر على مدى الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية بمصطلح السلوك التكيفي[7].
-
التمييز بين الوجوه المألوفة و غير المألوفة .
- الاستجابة للمداعبات الاجتماعية.
-
القدرة على الكلام ( النطق ) بكلمات بسيطة .
-
القدرة على المشي .
-
القدرة على التآزر البصري الحركي .
-
الاستجابة الانفعالية السارة أو المؤلمة حسب طبيعة المثير ... إلخ .
في
حين تتمثل المتطلبات الاجتماعية لطفل في السادسة من العمر في :
-
تكوين الصداقات .
-
نضج الاستجابات الانفعالية السارة أو المؤلمة .
-
التآزر البصري الحركي ، المشي ، القفز ، الجري ، الركض .
-
ضبط عمليات التبول و التبرز .
-
نمو المحصول اللغوي و الاستعداد للقراءة و الكتابة .
-
التمييز بين القطع و الفئات النقدية .
-
القدرة على التسوق بقائمة بسيطة من المشتريات .
-
القيام بالمهمات المنزلية البسيطة ... إلخ.
وعلى ذلك تعتبر تلك المتطلبات
الاجتماعية معايير يمكن من خلالها الحكم على أداء الفرد و مدى قدرته على تحقيقها
تبعا لعمره الزمني ، أما إذا فشل في تحقيق مثل هذه المتطلبات في عمر ما فإن ذلك
يعني أن الطفل يعاني في مشكلة في تكيفه الاجتماعي .[8]
تعریف هيبر كالتالي : تمثل الإعاقة
العقلية مستوى الأداء الوظيفي العقلي الذي يقل عن متوسط الذكاء بانحراف معیار
واحد، و يصاحبه خلل في السلوك التكيفي، ويظهر في مراحل العمر النهائية منذ الميلاد
وحتى السنة 16 سنة، ولكن في عام 1973م ونتيجة للانتقادات التي تعرض لها تعريف هيبر
والتي خلاصتها أن الدرجة التي تمثل نسبة الذكاء كحد فاصل بين الأفراد العاديين أو
الأفراد المعوقين عقليا عالية جدا، الأمر الذي يترتب عليه زيادة في عدد الأفراد
المعوقين في المجتمع لتصبح 16 % ، وعلى ذلك تمت مراجعة تعريف هيبر السابق، من قبل
جروسمان 1973م، 1983م، و ظهر تعریف جديد للإعاقة العقلية وينص على ما يلي : تمثل
الإعاقة العقلية مستوى من الأداء الوظيفي العقلي والذي يقل عن متوسط الذكاء
بانحرافين معیاريين ويصاحب ذلك خلل واضح في السلوك التكيفي، ويظهر في مراحل العمر
الثمانية منذ الميلاد وحتى سن 18.
و تبدو الفروق واضحة بين تعريف هيير في
عام 1959م و تعریف جروسمان 1973 ، 1983م ويمكن تلخيص تلك الفروق في النقاط الرئيسية
التالية :
أ- كانت الدرجة ( نسبة الذكاء ) التي
تمثل الحد الفاصل بين الأفراد العاديين ، و الأفراد المعوقين حسب تعریف هيير 35 أو
84 على مقياس و کلر او مقياس ستانغور و بينيه ، في حين اصبحت الدرجة ( نسبة الذكاء
) التي تمثل الحد الفاصل بين الأفراد العاديين و المعوقين ، حسب تعريف جروسمان 70
او 69 على نفس المقاييس السابقة.
ب-
تعتبر نسبة الأفراد المعوقين عقليا في المجتمع حسب تعريف هيبر 15.86 % في حين تعتبر نسبة الأفراد المعوقين
عقليا في المجتمع حسب تعريف جروسمان 2.27 % .
و يعتبر تعريف جروسمان
1973م ، من اكثر التعريفات قبولا في أوساط التربية الخاصة ، و قد تبنت الجمعية
الأمريكية هذا التعريف من عام 1973 وحتى عام 1992م ، كما تبناه القانون العام رقم 142/94
والمعروف باسم قانون التربية لكل الاطفال المعوقين ، وحسب ذلك التعريف فقد اعتبرت
معايير نسبة الذكاء والسلوك التكيفي ، ابعادا رئيسية في تعريف الإعاقة العقلية.
وظهر تعديل جديد لتعريف الجمعية
الأمريكية للتخلف العقلي في عام 1993م، وينص هذا التعديل إلى عدد من التغيرات في
التعريف التقليدي السابق للجمعية الأمريكية للتخلف العقلي، والتي أشار إليها كلا
من: هنت ومارشيل 1994م، ولاكسون 1992م، والجمعية الأمريكية للطب النفسي 1994م وعلى
ذلك ينص التعريف الجديد للجمعية الأمريكية للتخلف العقلي على ما يلي :
تمثل الإعاقة العقلية عددا من جوانب
القصور في اداء الفرد و التي تظهر دون سن 18، و تتمثل في التديني الواضح في القدرة
العقلية عن متوسط الذكاء يصاحبها قصور واضح في اثنين او اكثر من مظاهر السلوك
التكيفي من مثل مهارات : الاتصال اللغوي، العناية الذاتية، الحياة اليومية الاجتماعية،
التوجيه الذاتي، الخدمات الاجتماعية، الصحة والسلامة الأكاديمية، واوقات الفراغ و
العمل.[9]
2-
خصائص المتخلفين ذهنيا :
إن التعرف على السمات و الخصائص العامة
للمعوقين عقليا يساعد المربون و الاخصائيون على تقديم افضل الخدمات النفسية
والتربوية و الاجتماعية، حيث أن الأشخاص المتخلفين عقليا قادرين على التعلم والنمو
على أن نموهم وإن كان يوازي نمو الأشخاص غير المتخلفين عقليا إلا أنه يتصف بكونه
بطيئا، واستنادا إلى هذه الحقيقة فان فلسفة رعاية هؤلاء الأشخاص قد تغيرت في
العقود الماضية من الإيواء إلى تطوير البرامج التربوية للأفراد المتخلفين عقليا ،
ذلك أن هؤلاء الأفراد لا يشكلون فئة متجانسة، فقد تختلف الخصائص تبعا لدرجة
الإعاقة، لذا بجد اختلافات واضحة بين الأفراد المعوقين عقليا بعضهم البعض ، هذا
فضلا عن الاختلافات الكبيرة بين هؤلاء الأفراد وبين العاديين، وسوف يكون وصفا لخصائص
هذه الفئة، رغم وجود بعض الخصائص المختلفة لكل فئة من فئات المتخلفين عقليا، و اهم
الخصائص هي:
إن العلاقة القوية التي يرتبط بها كل من
الذكاء و قدرة الفرد على التحصيل يجب أن لا تكون مفاجئة للمعلم عندما لا يجد الطفل
المتخلف عقليا غير قادر على مسايرة بقية الطلبة العاديين في نفس العمر الزمني لهم
وخاصة في عملية تقصيره في جميع جوانب التحصيل، وقد يظهر على شكل تأخر دراسي في
مهارات القراءة والتعبير والكتابة والاستعداد الحسابي، وقد اشارت دونا بان هناك
علاقة بين فئة المتخلفين عقليا وبين درجة التخلف الأكاديمي، إذن من اكثر الخصائص
وضوحا لدى الاطفال المعاقين عقليا النقص الواضح في القدرة على التعلم مقارنة م ع
الاطفال العاديين المتناظرين في العمر الزمني، كذا عدم قدرة هؤلاء على التعلم من
تلقاء أنفسهم مقارنة مع العاديين، و هذا ما اثاره كل من بني مستر 1976م ، وديني
1946م، وزقلر 1964م والتي يلخصها ما کمیلان 1977م بقوله أن الفروق بين تعلم كل من
الاطفال العاديين و المعوقين عقليا المتماثلين في العمر الزمني فروق في الدرجة و
النوع. اما من ناحية الانتباه ( و هو ما يعرف
على أنه القدرة على التركيز على مثير محدد ) يعتبر متطلبا مهما لتعلم التمييز ،
وقد حاولت دراسات عديدة التعرف على هذه الصفة لدى الأفراد المتخلفين عقليا .
وقد خلصت النتائج إلى افتراض مفاده أن
قدرة الشخص المتخلف عقليا على الانتباه إلى المثيرات ذات العلاقة في الموقف اضعف
أو أدنى من قدرة الأشخاص غير المعوقين، وان ضعف الانتباه هذا هو العامل الذي يكمن
وراء الصعوبة في التعلم التي يواجهها الأشخاص المتخلفين عقليا.
أما درجة التذكر فهي ترتبط بدرجة
الإعاقة العقلية، إذ تزداد درجة التذكر كلما زادت القدرة العقلية و العكس صحيح ، و
تعتبر مشكلة التذكر من اكثر المشكلات التعليمية حدة لدى الأطفال المعوقين سواء كان
ذلك متعلق بالأسماء او الاشكال أو الوحدات وخاصة الذاكرة قصيرة المدى والاعتقاد
السائد كما يذكر اليس 1970م، هو أن الأشخاص المتخلفين عقليا لديهم ضعف في اقتفاء
المثير حيث يعتقد ان الذاكرة قصيرة المدى تتضمن اثر في الجهاز العصبي المركزي
يستمر عدة ثوان ، و هذا الأثر هو الذي يسمح بالاستجابة السلوكية وقد اطلق اليس على
هذا اسم نظرية اقتفاء اثر المثير، ويخلص ماكمیلان نتائج بعض البحوث على موضوع
التذكر منها :
*
ترتبط درجة التذكر بالطريقة التي تتم كما عملية التعلم ، فكلما كانت الطريقة اكثر
حسية كلما زادت القدرة على التذكر و العكس صحيح .
*تتضمن
عملية التذكر ثلاث مراحل رئيسية هي : استقبال المعلومات و خزما تم استرجاعها وتبدو
مشكلة الطفل المعاق عقليا الرئيسية في مرحلة استقبال المعلومات، و ذلك بسبب ضعف
الانتباه لديه .
فالأفراد المتخلفين عقليا لا يستطيعون
التقدم في العملية التعليمية كغيرهم من الأفراد فهم لا ينجحون في المجالات
الاكاديمية كغيرهم، ولا غرابة في ذلك فثمة علاقة قوية بين التحصيل الأكاديمي
والذكاء، فهم لا يعانون من مشكلات في القراءة وخاصة في الاستيعاب القرائي، وهم لا
يحصلون اكاديميا بما يتوافق وقدراتهم المتوقعة .[10]
2-2-الخصائص اللغوية :
تعتبر الخصائص اللغوية والمشكلات
المرتبطة بما مظهرا مميزا للإعاقة العقلية وعلى ذلك فليس من المستغرب أن بحد أن
مستوى الأداء اللغوي للأطفال المعاقين عقليا هو اقل بكثير من مستوى الأداء اللغوي للأطفال
العاديين الذين بناءا على ظروفهم في العمر الزمني .
واشارت الدراسات إلى أن الاختلاف بين
العاديين و المعوقين عقليا هو اختلاف في درجة النمو اللغوي و معدله، وقد لاحظ
الباحثون تطور النمو اللغوي لدى الأطفال المنغوليين لمدة ثلاث سنوات، وتوصلوا إلى
أن الاختلاف في تطور النمو بين الاطفال العاديين و المعوقين عقليا هو اختلاف في
معدل النمو اللغوي حيث ان الاطفال المعوقين عقليا ابطا في نموهم اللغوي مقارنة مع
نظرائهم من العاديين، و تين الدراسات أن المشكلات الكلامية اكثر شيوعا لدى الأشخاص
المتخلفين عقليا منها لدى غير المتخلفين و خاصة مشكلات التهجئة و مشکلات لغوية
مختلفة مثل تأخر النمو اللغوي التعبيري و الذخيرة اللغوية المحدودة واستخدام
القواعد اللغوية بطريقة خاطئة وقد أشار هالامان و كوفمان 1982 إلى الخصائص التالية
للنمو اللغوي للاشخاص المتخلفين عقليا :
2-
أن المشكلات الكلامية واللغوية لا تختلف باختلاف الفئات التصنيفية للتخلف العقلي .
3-
أن البنية اللغوية للمتخلفين عقليا تشبه البناء اللغوي لدى غير المتخلفين عقليا
فهي ليست شاذة أما لغة سرية و لكن بدائية .
أما کریمر فقد أشار عام 1974م من خلال الاطلاع على الدراسات التي أجريت على
تطور اللغة عند الاطفال المتخلفين عقليا وقد كانت على الشكل التالي[11] :
1- الاطفال المعوقين عقليا يتطورون ببطء في النمو اللغوي .
2-
الاطفال المعوقين عقليا يتأخرون في اللغة، مقارنة مع العمر بالنسبة للعاديين .
3
- لديهم الضعف في القدرات المعرفية و ذلك مثل ضعف في فترة الذاكرة .
2-3-
الخصائص العقلية :
من المعروف أن الطفل المعوق عقليا لا
يستطيع أن يصل في نموه التعليمي إلى المستوى الذي يصل إليه الطفل العادي ، كذلك أن
النمو العقلي لدى الطفل المعوق عقليا اقل في معدل نموه من الطفل العادي ، حيث أن
مستوى ذكائه قد لا يصل 70 درجة كما اتم يتصفون بعدم قدرتهم على التفكير المحرد و
إنما استخدامهم قد حصر على المحسوسات، وكذلك عدم قدرتهم على التعميم .[12]
2-4-
الخصائص الجسمية :
على الرغم من أن النمو الحركي لدى
المتخلفين عقليا أكثر تطورا من مظاهر النمو الاخرى ، إلا أن الاشخاص المتخلفين
عقليا عموما اقل كفاية من الأشخاص غير المتخلفين عقليا، وذلك فيما يتصل بالحركات
وردود الفعل الدقيقة والمهارات الحركية المعقدة والتوازن الحركي، كذلك تشير
الدراسات إلى أن المتخلفين عقليا يواجهون صعوبات في تعلم المهارات اليدوية، وهم
اقل وزنا ولديهم تاخر في القدرة على المشي وبما أن هؤلاء الأشخاص المتخلفين عقليا
لديهم اكثر بقليل من حيث المشاكل في السمع والبصر والجهاز العصبي من العاديين،
لذلك من المتوقع بان هؤلاء الأطفال من حيث التربية الرياضية اقل من العاديين في
المهارات الرياضية كما أن قدرتهم الحسية والحركية سريعة وذلك يظهر من خلال الحركات
التي يقومون با من دون هدف مثل المشي إلى الأمام والعودة إلى الخلف، وقد يصاحب
بعضا منها تحريك الراس واللزمات العصبية، و بناءا على تحليل الادب المتصل بالخصائص
النمائية الحركية للمتخلفين عقليا، خلص فالن و امانسكي 1985 إلى ما يلي:
2 -
هناك علاقة قوية بين شدة التخلف العقلي وشدة الضعف الحركي .
3 - إن تسلسل النمو الحركي لدى المتخلفين
عقليا يشبه التسلسل النمائي لدى غير المتخلفين عقليا فمعدل النمو لديهم ابطا منه
لدى المعوقين ، وكمجموعة فان المتخلفين عقليا يتأخرون في المشي، و يكونون أقصر
قليلا من الآخرين، واكثر عرضة للمشكلات والامراض الجسمية، كما أن هذه الفئة تعاني
مشکلات متصلة بالمجاري البولية و صعوبة كبيرة في التحكم بحركة اللسان ، كما يعانون
من اضطرابات عصبية و خاصة الصرع، و قد تبين أن بعضهم يتردد حولهم شكاوي الشذوذ
الجنسي ولم تتعدي اعمارهم العشر سنوات، و يرجع إلى أن المتخلف عقليا يريد إثبات
ذاته وكيانه.[13]
2-5-الخصائص
الشخصية :
إن الأطفال المعوقين عقليا لديهم بعض
المشاكل الانفعالية و الاجتماعية ، و ذلك لسبب يعود إلى المعاملة والطريقة التي
يعامل كما هؤلاء المتخلفين في المواقف الاجتماعية حيث قد يوصف بانه متخلف او غبي
او مجنون ... إلخ.
2-6-
الخصائص الاجتماعية و الانفعالية :
يجعل الضعف العقلي للإنسان المتخلف
عقليا عرضة لمشكلات اجتماعية و انفعالية مختلفة
لا يعود ذلك للضعف العقلي فحسب ولكنه يعود ايضا إلى اتجاهات الاخرين نحو
المتخلفين عقليا و طرق معاملتهم لهم والتي تؤدي هذه الفئة إلى إظهار انماط سلوكية
اجتماعية غير مناسبة و يواجهون صعوبات بليغة لبناء علاقات اجتماعية مع الاخرين .
إن الاشخاص المتخلفين عقليا لا يتطور
لديهم الشعور بالثقة بالذات إذ يعتمدون على الاخرين لحل المشكلات، و أهم بسبب هذا
الإخفاق يتطور لديهم الخوف من الفشل والذي يدفع كم إلى بجنب محاولة تأدية المهام المختلفة
.
كذلك لوحظ أن الطفل المعوق عقليا يميل
إلى الانسحاب والتردد في السلوك التكراري وفي عدم قدرته على ضبط الانفعالات، و
غالبا ما يميل إلى المشاركة مع الأصغر سنا في نشاطه، وقد يميل إلى العدوان والعزلة
والانطواء وقد اشارت بعض الدراسات أن الطفل المعوق عقليا قد يكون هادئا لا يتأثر
بسرعة، حسن التصرف والسلوك راضيا بحياته كما هي، ويستجيب إذا علمناه و يغضب إذا
اهمل، ولكن سرعان ما يضحك و يمرح .
2-7
. الخصائص السلوكية :
بينت الخصائص السلوكية لدى المعوقين
عقليا على نتائج الدراسات المقارنة بين الاطفال العاديين والمعوقين عقليا
المتماثلين في العمر الزمني ، إلا أنه يصعب تعميم هذه الخصائص على كل الأطفال
المعاقين عقليا إذ قد تنطبق هذه الخصائص على طفل ما ، بينما قد لا تنطبق على طفل
اخر بنفس الدرجة ، ومن اهم تلك الخصائص :
-التعلم: التعلم الحركي
هو التغير في الأداء او السلوك الحركي كنتيجة للتدريب أو الممارسة وليس للنضج او
التعب او تأثير بعض العقاقير المنشطة و غير ذلك من العوامل التي تؤثر على الأداء
او السلوك الحركي تأثيرا وقتيا معينا .
من أكثر الخصائص وضوحا لدى الأطفال المعاقين عقليا النقص الواضح في القدرة
على التعلم مقارنة مع الاطفال العاديين المتناظرين في العمر الزمني ، كما تشير
الدراسات في هذا الصدد إلى النقص الواضح في قدرة هؤلاء الأطفال المعوقين عقليا على
التعلم من تلقاء أنفسهم مقارنة مع الاطفال العاديين، و أن الفرق بين هؤلاء الأطفال
المتماثلين في العمر الزمني فروق في الدرجة و النوع و في تعلم المفاهيم العددية
ومهارات الكتابة والقراءة و في إتقان مهارات التعبير اللفظي في إشارة إلى تفوق
الطلبة العاديين على الطلبة المعوقين عقليا.
* يعاني المعاقون عقليا من نقص واضح في
الانتباه والتعلم التمييزي بين المثيرات من حيث شكلها ولوها ووضعها، وخاصة لدى فئة
الإعاقة العقلية المتوسطة والشديدة .
* يعاني المعاقون عقليا ( وخاصة فئة
الإعاقة العقلية المتوسطة و الشديدة ) من فرص الإحباط والشعور بالفشل ، لذا يبحث
الطفل المعاق عقليا عن فرص النجاح و علاماته إذ يركز على تعبيرات وجه المعلم اكثر
من تركيزه على المهمة المطلوبة منه .
* يعاني المعاقون عقليا من مرحلة
استقبال المعلومات في سلم تسلسل عمليات أو مراحل التعلم و التذكر لذا كان من
الضروري لمعلم التربية الخاصة العمل على مساعدة الأطفال المعاقين عقليا بطريقة
منظمة سهلة .
* يميل الأطفال المعاقين عقليا إلى تجميع
الاشياء او تصنيفها بطريقة غير صحيحة وقد يعود السبب في ذلك إلى الطريقة التي
يستقبل فيها المعاقون عقليا تعليمات ترتيب أو تصنيف الاشياء .
وعلى ضوء ذلك كله فليس من المستغرب أن
يكون النقص الواضح في القدرة على الانتباه لدى الاطفال المعاقين عقليا سببا في
كثير من المشكلات التعليمية لديهم .
-التذكر : ترتبط درجة
التذكر بدرجة الإعاقة العقلية إذ تزداد درجة التذكر كلما زادت القدرة العقلية و
العكس صحيح ، و تعتبر مشكلة التذكر من اكثر المشكلات التعليمية حدة لدى الأطفال
المعوقين عقليا سواء اكان ذلك متعلق بالأسماء او الوحدات وخاصة التذكر قصير المدى
، ويلخص ما کمیلان نتائج البحوث التي
أجراها كلا من بروکز کي وروبنسون و براون عام 1974 على موضوع التذكر لدى الأطفال المعوقين عقليا و
منها :
ü
ü ترتبط درجة التذكر بالطريقة التي تتم
بها عملية التعلم فكلما كانت الطريقة اكثر حسية كلما زادت القدرة على التذكر و
العكس صحيح .
ü تتضمن عملية التذكر ثلاث مراحل رئيسية
هي : استقبال المعلومات و خزما تم استرجاعها و تبدو مشكلة الطفل المعاق عقليا الرئيسية
في مرحلة استقبال المعلومات.
-انتقال أثر التعلم : يعاني الأطفال المعاقين عقليا من نقص واضح في نقل اثر
التعلم من موقف إلى آخر و يعتمد الأمر على درجة الإعاقة العقلية ، إذ تعتبر خاصية
صعوبة نقل اثار التعلم من الخصائص المميزة للطفل المعوق عقليا مع الطفل العادي
الذي يناظره في العمر الزمني، و يبدو السبب في ذلك إلى فشل المعوق في التعرف إلى
اوجه الشبه والاختلاف بين الموقف المتعلم السابق و الموقف الجديد ، و قد لخص
ماكمیلان نتائج الدراسات التي اجريت حول
موضوع انتقال اثر التعلم فأشار إلى الفروق الواضحة بين اطفال مراكز التربية الخاصة
النهارية، و اطفال الإقامة الكاملة من حيث قدرتهم على التعرف على الدلائل المناسبة
بين الموقف المتعلم السابق ، و الموقف الجديد اللاحق، كما أشار إلى أن قدرة الطفل
المعوق عقليا على نقل التعلم تعتمد على درجة الإعاقة العقلية وعلى طبيعة المهمة
التعليمية ودرجة التشابه بين الموقفين السابق واللاحق.[16]
3- تصنيف التخلف الذهني :
الهدف الجوهري من استخدام نظام للتصنيف في مجال التخلف الذهني
هو المساعدة على وضع وتخطيط برامج و خدمات ملائمة للأفراد والذين يقع مدى ادائهم
العقلي في نطاق المستويات المختلفة للبحث العقلي .
ويمكن
تصنيف التخلف العقلي إلى ما يلي :
3-1-التصنيف
على أساس الاسباب :
يشمل
التصنيف على حسب الاسباب العناصر التالية :
- الإعاقة الذهنية الأولية و التي يرجع
السبب فيها إلى ما قبل الولادة و يقصد بها العوامل الوراثية مثل اخطاء الجينات و
الصفات ( الكروموزومات ) و يحدث في حوالي 80 % من حالات الضعف العقلي العائلي .
- الإعاقة الذهنية الثانوية و التي تعود
إلى اسباب تحدث اثناء فترة الحمل ، او اثناء فترة الولادة ، او بعدها وغالبا ما
يطلق على هذه العوامل الاسباب البيئية، و هذه العوامل تؤدي إلى إصابة الجهاز
العصبي في مرحلة من مراحل النمو بعد عملية الإخصاب ، و يحدث ذلك في حوالي 20 % من
حالات الإعاقة العقلية ، ومن أمثلة ذلك حالات استسقاء الدماغ و حالات القصاع .[17]
3-2-التصنيف على
أساس الشكل الخارجي :
تقسم الإعاقة العقلية إلى فئات حسب
الشكل الخارجي المميز لكل فئة ومن هذه الفئات مايلي:
-
المنغولية:
و تسمى هذه الحالة باسم عرض داون نسبة
إلى الطبيب الإنجليزي ( JOHN
DOWN) في عام 1866 حيث قدم محاضرة طبية حول المنغولية كنوع من انواع
الإعاقة العقلية و لقي مثل هذا الاسم ترحيبا في أوساط
المهتمين بالإعاقة العقلية . و تشكل حالة المنغولية حوالي 10 % من حالات الإعاقة
العقلية المتوسطة والشديدة و يمكن التعرف على هذه الحالة قبل عملية الولادة و
اثناءها .[18]
أما الخصائص العقلية فتتمثل في القدرة
العقلية التي نسبة ذكائها ما بين 45 - 70 على منحنيي التوزيع الطبيعي للقدرة
العقلية، ويمكن تصنيف هذه الفئة ضمن فئة الأطفال القابلين للتعلم، او الاطفال
القابلين للتدريب .
أما الخصائص اللغوية لهذه الفئة فهو
يواجه مشكلات في اللغة التعبيرية إذ يصعب عليهم التعبير عن ذواتهم لفظيا لأسباب
متعددة اهمها القدرة العقلية وسلامة جهاز النطق وخاصة اللسان والاسنان .
أما مشکلات اللغة الاستقبالية فتبدو أقل
مقارنة باللغة التعبيرية ، إذ يسهل على الطفل المنغولي استقبال اللغة وسمعها و
فهمها و تنفيذها[19] .
أما أسباب هذه الحالة فتعود إلى
اضطرابات في الكروموزوم رقم 21 حيث يظهر زوج الكروموزومات هذا ثلاثيا لدى الجنين ،
و بذا يصبح عدد الكروموزومات لدى الجنين في حالة المنغولية 47 کروموزوما كما هو
الحال في الاجنة العادية ، وهناك أسباب أخرى لحدوث حالات المنغولية تعود إلى خطا
ما في موقع الكروموزوم .
و لكن نسبة هذه الحالات قليلة جدا و لا
ترتبط بعمر الام كما هو الحال في حالات اضطرابات الكروموزوم رقم 21 و الذي يرتبط
بعمر الام[20] .
-
القماءة (القصاع) :
تعتبر القماءة مظهرا من مظاهر الإعاقة
العقلية ، و يقصد بها حالات قصر القامة الملحوظ مقارنة مع المجموعة العمرية التي
ينتمي إليها الفرد ، و من المظاهر الجسمية المميزة لهذه الحالة قصر القامة حيث لا
يصل طول الفرد حتى في حماية سن البلوغ و المراهقة إلى أكثر من 80 سم و يصاحبها كبر
في حجم الرأس وجحوظ العينين و جفاف الجلد و اندلاع البطن و قصر الاطراف و الاصابع
. اما الخصائص العقلية لهذه الحالات فتتمثل في تدني الأداء العقلي لهذه الفئة على
مقياس الذكاء التقليدية .
-صغر الرأس (ميكروسيفالي):
وتبدو مظاهر هذه الحالة في صغر حجم محيط الجمجمة و التي تبدو
واضحة منذ الميلاد، مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها الفرد و في صعوبة
التآزر البصري الحركي و خاصة للمهارات الحركية الدقيقة ، و تتراوح القدرة العقلية
لهؤلاء ما بين الإعاقة العقلية البسيطة و المتوسطة ، و يعتقد أن سبب هذه الحالة
يبدو في تناول الكحول و العقاقير أثناء فترة الحمل .[21]
كبر الرأس (ماكروسيفالي):
تعتبر حالات كبر حجم الدماغ من الحالات الإكلينيكية المعروفة
في مجال الإعاقة العقلية بالرغم من قلة نسب حدوث مثل هذه الحالات مقارنة مع حالات
الإعاقة العقلية البسيطة ، و تبدو مظاهر هذه الحالة في كبر محيط الجمجمة 40 L - 50
سم ، مقارنة مع حجم محيط الجمجمة لدى الأطفال العاديين عند الولادة، وغالبا ما
يكون شكل الرأس في مثل هذه الحالات كبيرا، و من المظاهر الجسمية المصاحبة لمثل هذه
الحالات النقص الواضح أحيانا في المهارات الحركية العامة والدقيقة، مقارنة مع
نظرائهم من الأطفال العاديين .
3-3-التصنيف على
أساس نسبة الذكاء :
و هنا يصنف التخلف العقلي إلى فئات حسب معيار نسبة الذكاء
المقاسة باستخدام مقاييس القدرة العقلية ، كمقياس ستانفورد بينيه ، أو مقياس وكسل و
على ضوء ذلك تصنف الإعاقة العقلية إلى الفئات التالية :
-التخلف العقلي أو الذهني البسيط :
تتراوح نسبة ذكاء هذه الفئة ما بين 55 –
70 درجة ، كما يتراوح العمر العقلي لأفرادها في حده 10-07
سنوات، ويطلق على هذه مصطلح القابلون للتعلم ، حيث يتميز أفراد هذه الفئة من الناحية العقلية بعدم القدرة على متابعة
الدراسة في الفصول العادية، مع العلم أنهم قادرون على التعلم ببطء وخاصة إذا وضعوا
في مدارس خاصة، و يمكن لهذه الفئة أن تتعلم القراءة والكتابة و الحساب، ولا يتجاوز
أفراد هذه الفئة في الغالب المرحلة الابتدائية، وتشكل هذه الفئة ما نسبته 10 % من المعاقين
عقليا .
-التخلف العقلي أو الذهني المتوسط:
تتراوح نسبة ذكاء هذه الفئة 40 - 55
درجة ، كما تتراوح أعمارهم العقلية بين 3 -7 في حده الأقصى، ويتميز أفرادها من
الناحية العقلية بأنهم غير قابلين للتعلم ، في حين
انهم قابلين للتدريب على بعض المهارات التي تساعدهم في المحافظة على حياتهم ضد
الأخطار حيث يمكن تدريبهم على قطع الشارع بسلام أو تفادي حريق ، إذ يطلق عليهم
القابلين للتدريب ، أما الخصائص الجسمية و الحركية قريبة من مظاهر الشخص العادي ، ولكن يصاحبها أحيانا مشكلات في
المشي أو الوقوف، كما تتميز بقدرتها على القيام بالمهارات البسيطة، وتشكل 10 %
تقريبا من الأطفال المعاقين عقليا .
تقل نسبة ذكاء هذه الفئة عن 20 درجة،
كما يعاني أفرادها من ضعف رئيسي في قدرتهم الحسية الحركية و غالبا ما يحتاجون إلى
رعاية وإشراف دائمين .
وتجدر الإشارة إلى أن خصائص كل فئة
الجسمية والعقلية والاجتماعية توازي خصائص الأطفال المماثلين لهم في التصنيف
التربوي في وصف حالات الإعاقة العقلية حسب تغير الذكاء .
3-4-
تصنيف الجمعية الأمريكية للتخلف الذهني :
يعتمد هذا التصنيف في تقسيم الإعاقة الذهنية
أو العقلية على حسب متغيري القدرة العقلية والسلوك التكيفي إذ يؤخذ بعين الاعتبار
مقياس الذكاء والدرجة على مقياس السلوك التكيفي، ويشبه هذا التصنيف تصنيف التخلف
العقلي على حسب نسب الذكاء مع التركيز على نسبة مظاهر السلوك التكيفي في كل فئة من
فئات الإعاقة العقلية و هي حسب هذا التصنيف تتمثل فيما يلي[23] :
ا-
الإعاقة العقلية البسيطة
ب-
الإعاقة العقلية المتوسطة
ج-
الإعاقة العقلية الشديدة
د-
الإعاقة العقلية الشديدة جدا او الاعتمادية
4-
العوامل المسببة للتخلف الذهني :
لقد تحددت بعض اسباب الإعاقة العقلية
بطريقة ملحوظة في العقود القليلة السابقة نتيجة للتقدم العلمي الواضح في ميادين
الطب والعلوم الأخرى ذات العلاقة ، ومع ذلك فان 70% من اسباب حالات الإعاقة
العقلية غير معروفة حتى الان ، وينصب الحديث على 25% من الأسباب المعروفة للإعاقة العقلية
فقط، ويحدث التخلف العقلي في الغالبية العظمى نتيجة لعامل واحد او بجميع متشابك من
العوامل الثلاثة الاتية :
- قد يرجع التخلف العقلي إلى عوامل
بيئية لا يتوفر فيها للفرد الاستشارة الذهنية الملائمة، أو لا تتوفر للفرد العلاقات
الاجتماعية المناسبة التي تسمح بالنمو نموا ملائما.
غير أن العوامل المسببة للإعاقة العقلية
سواء المعروفة منها بصورة مؤكدة او غير معروفة تندرج تحت ثلاث عناوين بارزة هي الوراثة
، البيئة ، أو مزيج بين العوامل الوراثية والبيئية معا[24] .
ولهذا فان من الممكن أن نذكر أهم
العوامل المسببة للإعاقة العقلية في المراحل الثلاث التالية:
4-1-
العوامل المسببة للتخلف الذهني في مرحلة ما قبل الولادة :
يمكن تقسيم العوامل المسببة للتخلف الذهني
في مرحلة ما قبل الولادة إلى مجموعتين من العوامل كما يلي[25] :
العوامل الجينية :
تتمثل العوامل الجينية في عاملين قد يتسببان في إحداث حالة الإعاقة الذهنية لدى
المولود .
أ- الوراثة :
يقصد بالوراثة انتقال صفات معينة من جيل سابق إلى جيل لاحق ، او هي كل ما ياخذه
الفرد عن والديه عن طريق ما يسمى " بالكروموزومات" التي لها أهمية كبرى
في تكوين الفرد غذ تتوقف عليها العوامل الوراثية.
وكما هو معروف فان صفات الفرد كالطول
ولون الشعر ولون العينين ، وشكل الانف وغير ذلك من الاف الصفات الاخرى تحددها
الجينات التي تحملها الكروموزومات الموجودة في نواة الخلية البشرية ويقدر العلماء
أن کروموزومات الإنسان تحمل ما بين 60 إلى 100 ألف
جين نصفها يأتي من الأب والنصف الثاني
من الأم . وقد أرادت المشيئة الإلهية أن تكون هناك بعض الجينات الضارة منتشرة في
هذا الكم الهائل من الجينات وقد تمكن العلماء حتى يومنا هذا من معرفة حوالي 2800
جين له صفات ضارة غير مرغوبة ولكن لحسن الحظ فان نسبة انتشارها بين الناس نادرة
جدا . ومن الجدير بالذكر ، الإشارة إلى أن تلك الجينات وما تحمل من صفات وراثية
تأخذ ثلاث اشكال :
-
الجينات الناقصة .
-
الجينات المتنحية.
هذه الأخيرة الصفات الوراثية المتنحية
على أنها صفات وراثية مرضية غير مرغوب فيها ولا بد من توفر جينين متنحيين لظهورها
.
ب-
الخلل الذي قد يحدث اثناء انقسام الخلية الجنسية :
إن اشهر مثال على مثل هذا الخلل الذي
يمكن ان يحدث في عملية انقسام الكروموزومات هي الحالة المسماة بالمنغولية هذا
الخلل يمكن أن يرجع إلى الانقسامات المبكرة للبويضة الملقحة والذي قد يؤدي بدوره
إلى خلل انقسام الكروموزومات .
في عام 1959 اكتشف Le Jeune مع مجموعة من الباحثين الفرنسيين وجود
کروموزوم زائد في الخلايا الجسمية للمصابين بهذه الأعراض ، اي انهم يحملون 47
کروموزوم بدلا من 46 کروموزوم ، وقد تبين أن 90 % تقريبا ترجع هذه الزيادة إلى
وجود ثلاثة كروموزومات تحمل الرقم 21 اما اسباب وجود هذا الكروموزوم الزائد فغير
معروفة تماما من الناحية الطبية ، ولكن لوحظ أن هناك ارتباطا طرديا ما بين ازدياد
عمر الام وبين ازدياد احتمال انجابها لأطفال مصابين بهذه الحالة .
4-2-العوامل
غير الجينية :
تشمل هذه العوامل مجموعة واسعة من
الأسباب التي قد تؤثر في الجنين فتؤدي إلى إصابته بالإعاقة العقلية في مرحلة ما
قبل الولادة . وفيما يلي عرض لأبرز هذه العوامل :
أ- الأشعة :
تؤثر الاشعة تأثيرا ضارا بالجنين إذا
تعرض لها وعمره اقل من ثلاث اشهر وقد اكتشف ذلك في الثلاثينات من هذا القرن ،
عندما كان يعالج سرطان الرحم بالأشعة عند بعض النساء الحوامل فأدى ذلك إلى تعرض
الاجنة للإصابة بحالة صغر الرأس و انواع اخرى من التشوهات وقد اكد ذلك ما حدث في
هيروشيما و ناجازاكي ، وكذا التجارب التي تم إجراؤها على الحيوانات المعرضة للأشعة
في فترة الحمل .
-
جرعة أو حجم الأشعة .
-
العمر (المرحلة العمرية الذي يتعرض فيه الفرد إلى تلك الإشعاعات ) .
ب-
الحصبة الألمانية :
تعتبر من أخطر الأمراض التي يمكن أن
ينتقل تأثيرها من الام الى الجنين ، ويعتبر Mcalistar
Gregg هو أول من اكتشف تأثير هذه الحصبة على الجنين وذلك عام 1941 ، وقد
شهد العالم انتشار هذا المرض بصورة وبائية حيث كان لانتشاره في أمريكا عام 1964 أثارا خطيرة أدى إلى وفاة او إصابة أكثر من 50.000 طفل
بأضرار بالغة الخطورة .[26]
ج-
تعاطي العقاقير والادوية اثناء الحمل:
تعتبر العقاقير والأدوية والمشروبات
الكحولية سببا رئيسيا من اسباب الإصابة بالإعاقة العقلية حالات اخرى من الإعاقة . ومن
الادوية التي قد تؤدي إلى تلف الخلايا الدماغية للجنين ، الاسبيرين و بعض المضادات
الحيوية والانسولين والهرمونات الجنسية والأدوية الخاصة بعلاج الملاريا والحبوب
المهدئة .
ويبدو تأثير هذه الأدوية في التشوهات
الخلقية أو خلل في الجهاز العصبي المركزي ، كما يؤثر التدخين والغازات بشكل عام إلى
نقص واضح في وزن الجنين ، اما تعاطي الكحول فيبدو في مشكلات نمو الجنين وحالات صغر
حجم الدماغ بالإضافة إلى مشكلات في التآزر فيما بعد الولادة .
4-3-
العوامل المسببة للتخلف الذهني أو العقلي اثناء الولادة :
ويقصد بهذه المجموعة من اسباب اثناء الولادة تلك الأسباب التي تحدث أثناء
فترة الولادة ، والتي تؤدي إلى الإعاقة العقلية او غيرها من الإعاقات ومنها[27] :
- الصدمات الجسدية :
قد يحدث أن يصاب الجنين بالصدمات او الكدمات الجسدية اثناء عملية الولادة بسبب طول
عملية الولادة أو استخدام الأدوات الخاصة بالولادة ، أو استخدام طريقة الولادة
القيصرية بسبب وضع راس الجنين او كبر حجمه مقارنة مع عنق رحم الأم مما قد يسبب
الإصابة في الخلايا الدماغية او القشرة الدماغية الجنين وبالتالي الإعاقة ومنها
الإعاقة العقلية .
- الالتهابات التي تصيب الطفل :
إذ تعتبر إصابة الجنين بالالتهابات ، وخاصة التهاب السحايا من العوامل الرئيسية في
تلف أو إصابة الجهاز العصبي المركزي، وقد يؤدي ذلك إلى وفاة الجنين قبل ولادته، أو
إلى إصابة الاجنة إذا عاشت بالإعاقة العقلية او غيرها من الإعاقات .
4-4- العوامل المسببة للتخلف الذهني
أو العقلي ما بعد الولادة :
يقصد بهذه المجموعة من الاسباب كل
الأسباب التي تؤدي إلى الإعاقة العقلية بعد عملية الولادة ومع ذلك فمن المناسب أن
نشير إلى بعض حالات الإعاقة التي قد تظهر بعد عملية الولادة والتي هي نتاج لعوامل
حدثت قبل او اثناء عملية الولادة و منها على سبيل المثال حالات الفنیل کتونوريا
والتي تحدث نتيجة لعدم وجود احد الإنزيمات الضرورية لتمثيل المواد الدهنية ، ومن
اسباب ما بعد الولادة الرئيسية للإصابة بالإعاقة العقلية :
- سوء التغذية : قد اشرنا إلى اهمية
التغذية الجيدة للأم الحامل اثناء فترة الحمل ، واثر ذلك على نمو الجنين ، وعلاقة
ذلك بالإعاقة العقلية ، كما تبدو أهمية التغذية الجيدة ايضا بعد عملية الولادة ،
إذ يشكل سوء التغذية وخاصة في المناطق الفقيرة سببا رئيسيا من اسباب حالات الإعاقة
العقلية ، ومن هنا كان من الضروري أن يتضمن غذاء الطفل بعد الولادة على المواد
الرئيسية اللازمة لنمو الجسم كالمواد البروتينية والكربوهيدراتية والفيتامينات
خاصة فيتامين A ، ب6، ب 12، د.
- الامراض والالتهابات : كثيرا ما يتعرض
الطفل وخاصة في السنوات الأولى من عمره إلى عدد من الأمراض ، وقد يكون من نتائجها
ارتفاع درجة حرارة الطفل ، وخاصة في حالات السحايا ، واخصبة والتهاب الجهاز التنفسي
... الخ ، وقد يؤدي ارتفاع درجة حرارة الطفل إلى إصابة الجهاز العصبي المركزي
للطفل وبالتالي إلى الإعاقة العقلية .
- العقاقير والادوية : ويقصد بذلك مجموعة
العوامل التي قد تؤدي إلى تلف في الجهاز العصبي المركزي .
5- علاج التخلف الذهني :
اكتسب علاج التخلف الذهني في العقود
الأخيرة حماسا واندفاعا بسبب اكتشاف بعض المواد العضوية السامة التي يمكن ملافاكا
أو الوقاية منها للحفاظ على سلامة دماغ المولود ، وتعدى ذلك إلى الكشف عن وجود خلل
بالكروموسومات في الجنين. ويتلخص العلاج في الخطوات الأساسية التالية:[28]
*في حالة الأمراض ذات المنشأ المعلوم
يمكن منع او تقليل او وقاية المصاب من المواد التمثلية السامة كما في مرض فينل
كيتون يوريا أو بإجراء عملية جراحية و كما
في استسقاء الدماغ .
* إعطاء الأدوية المهدئة لمن يصاب
بالذهان او الاضطراب الحركي او التهيج او الاعتداء مثل الفاليوم والليبريوم واللارجاكتيل
، ومضادات الصرع لمن هو مصاب بالصرع.
* تقديم الخدمات الصحية العقلية
والاجتماعية في مستشفيات خاصة او مستوصفات مارية او عيادات رعاية الأطفال.
*تقديم الخدمات التمريضية والتربوية
والاجتماعية في معاهد خاصة لذوي التخلف العقلي وفي دور حضانة او مدارس خاصة حيث
يجري تعليم المصابين بمعلومات مناسبة واولية من قراءة وكتابة وحساب وعادات اجتماعية
و سلوك لائق.
*في حالة عدم جدوى العلاجات السابقة يجب
حجر المصابين في مستشفيات خاصة وإزاحة العبء والشقاء عن
ذويهم.
* لا توجد أدوية خاصة ترفع من درجة
الذكاء وقد ذكر أن حامض جلوتاميك ذو فائدة محدودة وقد لا يرتفع الذكاء اكثر من
5-1. درجات بعد سنة أو سنتين من العلاج به. أما العقار اینسفابول فيزيد من سرعة
العمليات التمثلية للخلايا العصبية وينبهها. ولكن لا يمكن البت في تأثيره الفعلي
على رفع الذكاء.
*للوقاية من التخلف العقلي: يمكن
الاستنارة بما توصل إليه الطب النفسي من كشوفات حول أسباب التخلف العقلي، وعملية
الوقاية هذه تعتبر من أخطر وأهم جهود الخدمات الصحية العامة.
ويمكن
تلخيص الخطوات الوقائية بما يلي:
- تعزيز جهود رعاية الأمومة والطفولة
وتنظيم صحة الأسرة.
- منع الأدوية الضارة عن الام الحامل
والتي يثبت او يشتبه في ضررها على الجنين او ذات المفعول المسرطن وتسهم منظمة
الصحة العالمية في عملية تنوير السلطات
الصحية العالمية بكل ما يستجد حول الموضوع.
- محاولة الكشف عن المصابين لمساعدتهم
بواسطة مراكز رعاية الأطفال النفسية.
- محاولة اكتشاف و تشخيص التخلف العقلي
منذ مرحلة الحمل و اوائل الولادة بالطرق التي سبق ذكرها. لأن التشخيص المبكر يفسح
المجال للعلاج السريع.
-رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي يؤدي
بصورة غير مباشرة إلى رفع المستوى الصحي للام واطفالها.
كان هذا الفصل بمثابة الاداة الفعالة في
تعريف و تحلیل القدرات العقلية و التخلف الذهني بأبعادهما المختلفة ، حيث اجريت
محاولة لشرحهما من جميع هذه الجوانب وإظهار مختلف التعاريف للهيئات والمنظمات
الإنسانية ، وما ساهمت به هذه الهيئات في مضمار فهم ماهيتهما ، وتغير وجهة النظر للمتخلف
عقليا وابراز مكانته في المجتمع.
وأهم ما
توصلت إليه هذه الدراسات هو إنشاء مدارس و مراکز خاصة بتربية ورعاية هذه الفئة لما
تعانيه من معوقات حيث أن قدرتها على اكتساب المعارف والمعلومات ضعيفة ، وبالتالي
استحالة ضمها إلى المدارس العادية ، هذه القضية تضع لنا إمكانية دراسة الطرق
والوسائل المتبعة في تربيتهم، التي احدث تحولات جوهرية في تربيتهم وكانت الانشطة
البدنية و الألعاب الشبه رياضية وسيلة مساهمة في تطوير وتحسين هاته الفئة.
[1] ماجدة السيد عبيد : الإعاقة
العقلية ، دار الصفاء للنشر و التوزيع ، الطبعة الأولى . عمان 2000 ، ص: 20-21
[2] مصري عبد الحميد حنورة : رعاية الطفل المعوق ، دار الفكر العربي ،
الطبعة الأولى . القاهرة 1991 ، ص 84.
[3] محمود محمد رفعت حسن : الرياضية
للمعوقين ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، الطبعة الأولى . مصر 1977 ، ص 34
[4] ماجدة السيد عبيد : تعليم
الاطفال المتخلفين عقليا ، دار الصفاء للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، عمان ،
2000 ، ص: 16
[5] ماجدة السيد عبيد : الإعاقة
العقلية مرجع سابق ، ص: 23-24.
[6] ماجدة السيد عبيد : الإعاقة
العقلية مرجع سابق ، ص: 25-26.
[7] مصري عبد الحميد حنورة : المرجع
السابق، ص 93.
[8] فؤاد أبو حطاب، المرجع السابق
، ص 82.
[9] خليل المعايطة : علم النفس
التربوي ، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع ، الطبعة الأولى، عمان 2000 ص 155.
[10] فاروق الروسان: مناهج المهارات
الاستقلالية للمعوقين عقليا ، مطابع وزارة الإعلام، الطبعة الأولى، البحرين .1983،
ص 24-25.
[11] جرار جلال، فاروق الروسان:دلیل
مقياس المهارات اللغوية للمعوقين عقليا، مطبعة الجامعة الأردنية، عمان 1995، ص 18
،19 .
[12] ماجدة السيد
عبيد : مقدمة في تأهيل المعاقين ، دار الصفاء للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ،
عمان ، 2000 ، ص 35
[13] ماجدة السيد عبيد : تعليم
الأطفال المتخلفون عقليا ، مرجع سابق، ص: 66- 67.
[14] فاروق الروسان
: قضايا ومشكلات في التربية الخاصة ، دار الفكر للطباعة والنشر ، الطبعة الأولى ،
عمان ، 1998 ، ص 55-56.
[15] ماجدة السيد عبيد : الاعاقة العقلية
، مرجع سابق، ص: 148 - 149 .
[16] فاروق
الروسان : سيكولوجية الأطفال غير العاديين. مقدمة في التربية الخاصة. دار الفكر
للطباعة و النشر، الطبعة الثالثة، عمان 1998، ص 99-102.
[17] عبد الرحمن العيسوي : التخلف
العقلي ، دار النهضة العربية للطباعة و النشر ، الطبعة الأولى، بيروت 1994 ، ص 28.
[18] فاروق الروسان:سيكولوجية الأطفال
غير العاديين-مقدمة في التربية الخاصة - مرجع سابق، ص 80.
[19] ماجدة السيد عبيد : الإعاقة
العقلية ، مرجع سابق، ص 151.
[20] فاروق الروسان
: سيكولوجية الأطفال غير العاديين ، مرجع سابق، ص: 81.
[21] الخالدي
، محمد علي أديب : سيكولوجية المتفوقين عقليا ، مطبعة دار السلام ، الطبعة الأولى
بغداد ، 1975 ، ص 22 .
[22] ماجدة
السيد عبيد : الاعاقة العقلية ، مرجع سابق، ص: 113.
[23] فاروق الروسان : سيكولوجية
الأطفال غير العاديين ، مرجع سابق، ص: 85.
[24] منال منصور بوحميد : المعوقون ،
مؤسسة الكويت التقدم العلمي ، الطبعة الثانية ، الكويت 1985 ، ص 75 – 76.
[25] روبرت ماكارثي، التصنيفات
المختلفة للاعاقة الذهنية، ترجمة: بهاء الدين جلال، مركز هيليب للشرق الأوسط و
شمال أفريقيا، https://www.help-curriculum.com/
[26] المرجع السابق.
[27] عبد العظيم شحاتة مرسي : التأهيل
المهني للمتخلفين عقليا ، دار الاتحاد العربي للطباعة ، القاهرة، 1990، ص: 102-103
[28] فاروق الروسان : سيكولوجية
الأطفال غير العاديين ، مرجع سابق، ص: 93-94