JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Startseite

منهجية البحث العلمي "بحث"

خط المقالة

 

منهجية البحث العلمي

مقدمة:

تعد منهجية البحث العلمي من ضرورات إعداد البحوث العلمية الأكاديمية، فهي الطريقة التي تساهم في التعرف على الحقائق العلمية التي لا طالما احتاجت الى تفسير خاصة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية ، والتي تكون غالبية نتائجها نسبية غير دقيقة كما هو الحال في علوم المادة وتساهم منهجية البحث العلمي في توجيه الباحث التوجيه الصحيح للوصول للنتائج المبتغاة والمسطرة من قبله، من خلال الأدوات المنهجية المستخدمة كالملاحظة والمقابلة والاستبيان والعينة والمحاكاة وتحليل المحتوى، ولكل أداة منها مهمة خاصة بها وطريقة منهجية لاستخدامها وشروط البد للباحث من احترامها، و أيضا المناهج المتبعة والموظفة التوظيف السليم والملائم لطبيعة البحث العلمي كالمنهج التحليلي والوصفي والتاريخي والمقارن ومنهج دراسة الحالة والمنهج الاستدلالي والتجريبي. ومنهج البحث العلمي في مجال العلوم السياسية والإدارية يساعد المتخصصين في هذا المجال على تفسير الظواهر المشكلة للوقائع المادية و الادارية وتكييفها التكييف العلمي السليم، وبالنتيجة التمكن من التوصل للتفسير المنطقي لها والحلول المناسبة.

ومن خلال ما سبق فان الاشكالية الرئيسية هي: ما هي منهجية البحث العلمي ؟

و من هذه الاشكالية تندرج الأسئلة الفرعية التالية:

-ماهي أنواع البحوث العلمية؟

-ماهي مراحل انجاز البحوث العلمية؟



 

المبحث الأول: تعريف البحث العلمي وخصائصه

المطلب الأول: تعريف البحث العلمي

يقصد بالبحث عملية التقصي وبذل مجهود فكري من أجل الإجابة على إشكال ما، أو هو مجموعة النشاطات الفكرية التي يبذلها الإنسان بغرض الوصول إلى المعرفة[1].

أما العلم فهو أسلوب منهجي يقوم ببناء المعرفة في شكل فرضيات وتفسيرات قابلة للاختبار والتجربة.

بالتالي فإن تعريف البحث العلمي هو: التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها وتعديلها بالتغيير أو الإضافة.

أو هو: نشاط علمي منظم وطريقة في التفكير وأسلوب للنظر في الوقائع سعيا لكشف الحقائق، بالاعتماد على مناهج موضوعية من أجل معرفة العلاقة بين الحقائق، واستخلاص المبادئ العامة والقوانين العامة التفسيرية[2].

كما عرف أيضا بأنه أداة لتحليل المعلومات المتعلقة بظاهرة ما بهدف الوصول إلى الحقيقة.

المطلب الثاني: خصائص البحث العلمي

يتميز البحث العلمي بمجموعة من الخصائص نلخصها فيما يلي[3]:

·         البحث العلمي بحث منظم ومضبوط: فالبحث العلمي لا يتم اعتباطيا بل وفق إجراءات معينة.

·         البحث العلمي بحث نظري تطبيقي: فالبحث العلمي يبدأ من إشكالية ومجموعة من الفرضيات التي يجب تجربتها واختبارها للوصول إلى الإجابة.

·         البحث العلمي يتسم بالموضوعية: حيث يجب الابتعاد عن الذاتية والانحياز عند القيام بالبحث العلمي.

·         البحث العلمي بحث دقيق: يكون البحث العلمي دقيقا من حيث العبارات والألفاظ لا غموض فيه، حتى في الحالات التي لا يصل فيها البحث إلى نتيجة قاطعة فإن الباحث يبرز الاحتمالات بوضوح.

·         البحث العلمي بحث تفسيري: حيث يسعى البحث العلمي إلى تفسير الظواهر للوصول إلى وضع قوانين ونظريات علمية.

·         البحث العلمي يسعى إلى تعميم المعلومات: وهذا لتسهيل المعلومات على المخاطبين بالبحث العلمي.

·         البحث العلمي يسعى إلى التنبؤ: فلا يقف البحث العلمي عند الفرضيات ووضع النظريات بل يتعداه إلى تفسيرها والسعي إلى وضع قوانين ثابتة قابلة للتطبيق في وضعيات أخرى.

المبحث الثاني: أنواع البحث العلمي وأهميته

المطلب الأول : أنواع البحث العلمي

البحوث العلمية حسب الغرض[4]

·         أ- البحث العلمي النظري: يكون أكثر في المواضيع العلمية الأدبية والاجتماعية في العلوم الإنسانية كالأدب والتاريخ والفلسفة والقانون... إلخ.

·         ب- البحث العلمي التجريبي (التطبيقي): وهو تطبيق النتائج المتوصل إليها في البحوث العلمية النظرية وتعتمد هذه البحوث العلمية على المنهج التجريبي القائم على وضع الفرضيات والتحقق منها بالتجربة والملاحظة.

 البحوث العلمية حسب النطاق[5]

·         أ- البحث العلمي الأساسي: الهدف من هذا النوع من البحوث هو الوصول إلى نتائج عامة في تخصص معين ويتسم باتساع مجال الدراسة وكون الغاية من ورائها هو الحصول على المعرفة بحد ذاتها.

·         ب- البحث العلمي العملي: عكس البحث العلمي الأساسي يهدف البحث العلمي العملي إلى محاولة الوصول على حل لمشكلة محددة في الزمان والمكان. ويمكن الاستعانة بالبحث العلمي الأساسي كأساس نظري للقيام ببحث علمي تطبيقي. 

البحوث العلمية حسب التخصص ــ حسب الدرجة العلمية ـ[6]ـ

·         أ- البحث التدريبي: هو البحث الذي يقوم به الطلبة في الجامعات والمعاهد خلال مسارهم الدراسي بغرض تدريبهم على البحث العلمي، وتكون المواضيع فيها من اقتراح الأستاذ ويقوم هذا الأخير بتصحيح البحوث التي يقوم بها طلبته تحت إشرافه.

·         ب- بحث التخرج: بحث التخرج هو البحث الذي يقوم به الطالب للحصول على شهادة الليسانس في الجامعات.

·         ج- بحث الماستر: يعتبر هذا البحث أعلى درجة من بحث التخرج غرضه تحسين المعارف وتوسيعها واختبار قدرة الطالب على القيام بالبحث العلمي مع احترام المنهجية العلمية.

·         د- بحث الماجستير: بحث يقوم به طلبة الماجستير في النظام الكلاسيكي يعتبر كتحضير للطالب الباحث لأطروحة الدكتوراه، وهو بحث طويل نسبيا يحاول الطالب فيه التطرق إلى مواضيع جديدة لم يتم البحث فيها من قبل لدراستها دراسة علمية.

·         هـ- أطروحة الدكتوراه: هو بحث علمي عالي المستوى يقوم به طالب باحث في مجال معين، يختار فيه موضوعا أصيلا لم يسبق دراسته، للحصول على نتائج علمية تخدم التخصص، ويتم مناقشته أمام لجنة مختصة من الأساتذة.

·         و- المقالة: بحث قصير يتناول فيه الباحث بالدراسة موضوعا معينا بصفة عامة أو التدقيق في جزئية معينة، حيث لا تتراوح عدد صفحات هذا النوع من البحوث من 10 إلى 30 صفحة أو أكثر.

المطلب الثاني: أهمية البحث العلمي

·         تتمثل أهمية البحث العلمي وبصفة خاصة البحث العلمي في الوصول إلى الحقيقة وتفسير الظواهر والحصول على أفضل الحلول للإشكالات السياسية و الادارية.

أما بالنسبة للطالب في العلوم السياسية  فأهمية البحث العلمي تتجلي فيما يلي:[7]

·         - تلقين الطالب أسس المنهجية العلمية في طرح الإشكالات بهدف الوصول إلى نتيجة.

·         - تعليم الطالب كيفية البحث عن المعلومات من مختلف المصادر والمراجع.

·         - تعويد الطالب على ترتيب المعلومات المتحصل عليها ترتيبا منهجيا، وتنظيم أفكاره بغرض عرضها بشكل واضح ومنطقي.

·         - تدريب الطالب على الأسلوب العلمي في الكتابة، والقائم على الدقة والاختصار والتحليل.

·         - ترسيخ فكرة الأمانة العلمية والبعد كل البعد عن السرقة العلمية.

المبحث الثالث:  أدوات البحث العلمي

تُعد أدوات البحث العلمي هي السُبل التي يلجأ إليها الباحث العلمي، وهذا للعمل على جمع البيانات التي يحتاجون إليها بطريقة علمية صحيحة، من شأنها توفير الاستفادة اللازمة من إجراء البحوث العلمية؛ ويمكن تعريف أدوات البحث العلمي بأنها عدد من الآليات التي يتبعها الباحثون لجمع وحصر المعلومات التي يحتاجون إليها لبناء دراستهم، وتتنوع أدوات البحث العلمي، تبعًا لتنوع أنواع الموضوعات العلمية التي يتناولها البحث العلمي، ومن الضروري أن يطلع الباحث عليها، ويكون ملمًا بها ليتمكن من تحديد أفضلها وأكثرها مناسبة وتحقيقًا لمطالبه من البحث العلمي الذي يجريه؛ وفيما يلي نستعرض معًا الأدوات المستخدمة في جمع البيانات في البحث العلمي.

المطلب الأول: أدوات البحث العلمي

تتنوع أدوات البحث العلمي تبعًا لتنوع وتباين الأبحاث العلمية ذاتها، وطبيعة الموضوعات والمجالات التي تتناولها، ومن أشهر أدوات البحث العلمي ...

1-الملاحظة:

هي واحدة من أكثر الآليات المتبعة قدمًا لجمع البيانات، وتقوم على أساس المراقبة الظاهرة، أو السلوكيات التي تخضع للبحوث وتتناولها الدراسات، ومتابعتها والنظر في توجهاتها، وهذا عن طريق أساليب علمية صحيحة، للتوصل إلى الروابط التي  تجمع كل تلك المتغيرات، والعمل على إيجاد تفسير مناسب لها، والتنبؤ بما قد تسببه مستقبلًا، ومحاولة السيطرة على اتجاهاتها بنا يخدم البشرية.[8]

-2الاستبيان/ الاستبانة:

هو أحد أدوات جمع البيانات للبحث العلمي، ويتمثل في استمارة تشتمل عدد من الأسئلة، والتي تخضع لترتيب محدد، وقد يتوافر لتلك الأسئلة عدد من الخيارات التي يجب على أفراد عينة الدراسة (المبحوثين) الاختيار فيما بينها، وقد يُضاف إلى تلك الخيارات إمكانية وضع الرأي الخاص بالمبحوث مع اختياره، أو تفسير لما فضل هذا الخيار، كما أنه قد لا تتوافر تلك الخيارات أساسًا، وتترك الحرية كاملة للمبحوثين للتعبير عن آرائهم؛ ويوزع عدد من الاستبيانات على أفراد مجتمع الدراسة، وتمثل الاستبانات الصالحة للاستخدام العدد الفعلي لأفراد عينة الدراسة[9].

-3المقابلة:

هي الآلية التي يستخدمها الباحث لجمع البيانات في البحث العلمي، وهذا في حالة حاجته إلى بيانات تتخطى في طبيعتها الإطار النظري، حيث تتمثل المقابلة في نقاش يدور بين الباحث وأفراد عينة الدراسة، ويقوم الباحث بتوجيه هذا النقاش للحصول على آراء أفراد عينة الدراسة في المتغيرات التي يسعى لقياسها، وتتميز المقابلات في أنها لا توفر مجرد إجابة للباحث فقط، بل توفر له كذلك الاستجابات كاملة لأفراد العينة من إيماءات بالرأس، أو حركات بالجسد، من شأنها التعبير بدقة أكبر عن استجابات أفراد عينة الدراسة[10].

4-الاختبارات:

الاختبار هو أداة جمع البيانات للبحث العلمي، والتي تتمثل في عدد من المثيرات، والتي يحتمل أن تأخذ شكل التساؤلات أو الصور والأشكال والرسومات، والتي يعمل الباحث على تجهيزيها ليتمكن من خلالها من قياس سلوكيات محددة، أو انتشار ظاهرة ما، أو حتى تواجدها أو معاناة أفراد ما منها، وهذا على كلا الصعيدين الكمي والكيفي، ولكي يحقق الاختبار نجاحًا من الضروري أن يتصف بالصدق والثبات، والموضوعية، وهو ما يمكن التأكد منه من خلال عدد من الإجراءات الإحصائية، وهذا لضمان توفيره ذات النتائج لأفراد العينة أنفسهم، بغض النظر عن اختلاف الظروف المحيطة بهم[11].

كيف يمكن إعداد أحد أدوات البحث العلمي؟

يتبع الباحث العلمي عدد من الخطوات التي من شأنها مساعدته في بناء أداته للبحث العلمي، وتتمثل تلك الخطوات في:[12]

-1تحديد الغرض الأساسي من أداة البحث العلمي المراد بنائها.

2-الاتفاق على عدد محدد من الفقرات أو الأسئلة كحد أدنى لفقرات الأداة.

3-صياغة الفقرات أو الأسئلة الخاصة بالأداة.

4-عرض الأداة على متخصصين في المجال محل الدراسة

5-إجراء التعديلات المقترحة من قبل المتخصصين.

6-طرح الأداة على أفراد عينة الدراسة في صورتها النهائية.

7-ما الأساس الذي يستند إليه الباحث في اختياره لأداة بحث علمي محددة دونًا عن غيرها؟

يوجد عدد من الأمور التي ينبغي أن يتلفت لها الباحث، وهذا لكي يتمكن من الاختيار السليم لأداة جمع البيانات، والتي تتناسب مع طبيعة البحث العلمي الذي يجريه، ومن أهم تلك الأمور أن يكن ملمًا تمامًا بكافة الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية الخاصة بكل أداة، بالإضافة إلى تولية عنصر الزمن أهمية كبيرة، فبعض الأدوات تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، وهو ما قد لا يتوافر للباحث كثيرًا، هذا بالإضافة إلى طبيعة الدراسة ذاتها وطبيعة الأداة التي تتوافق معها، ويمكن للباحث الاستعانة بالمشرف الخاص به كذلك في حال لم يتمكن من اختيار أداة وحده.

المطلب الثاني: مجالات استخدام أدوات البحث العلمي

في حقيقة الأمر لا يوجد ما يمنع استخدام أي أداة بحثية في مجال محدد، إلا أن هناك أداة بحثية يمكنها أن تكون أكثر فعالية في مجال ما عن غيرها، فعلى سبيل المثال تلجأ الدراسات الإنسانية في الغالب إلى استخدام الاستبيان أو المقابلات دونًا عن غيرها من أدوات البحث العلمي لأنها أكثر فعالية نسبةً لطبيعة تلك البحوث، بينما على صعيد الدراسات الإنسانية التجريبية عادةً ما تكون الأشرطة السمعية والبصرية والاختبارات والملاحظة أكثر استخدامًا عن دونها، لقدرتها على توفير معلومات أكثر دقة تبعًا لتوافقها مع طبيعة هذا النوع من الأبحاث العلمية.

المطلب الثالث: أهمية أدوات البحث العلمي

  تتمتع أدوات البحث العلمي بأهمية تنبع في الأساس من الوظيفة التي تؤديها، فهي تعمل على جمع وتوفير البيانات والمعلومات التي يستند الباحث إليها في دراسته، والتي من شأنها توفير ما يلزم له ليتمكن من تكوين وجهة نظر على أسس علمية صحيحة عن الظاهرة محل الدراسة، وتتمثل أهمية أدوات البحث العلمي في:[13]

1-توفر معلومات تتمتع بدرجة من الحداثة للباحث، الأمر الذي يمهد له السبيل لتكوين إجابات وافية للتساؤلات التي طرحتها دراسته.

2-إثراء الدراسة العلمية، والعمل على تسليط الضوء على الأمر التي اعتراها الغموض علميًا، ومن المحتمل أن تكون المعلومات التي توفرها أدوات الدراسة للباحث أكثر ثراءً من سابقتها.

3-تُساهم في تقديم بيانات منطقية مقنعة للقارئ، وتعمل على توفير فوائد على الصعيد العلمي والمعرفي للباحث المقبل على إعداد أبحاث مستقبلًا تتعلق موضوعاتها بموضوع دراسة الباحث الحالية.

4-توفر صورة نهائية لنتائج البحث للباحث العلمي، الأمر الذي يساهم في توفير حلول منطقية ناتجة عن اطلاع علمي دقيق للمشكلة البحثية.

المبحث الرابع: مراحل إعداد البحث العلمي

لكي يكون البحث العلمي بحثا منظما ومضبوطا لابد من اتباع مراحل معينة في انجازه، وهذه المراحل تشترك فيها كل أنواع البحوث مما اختلفت مواضيعها وهذه المراحل يمكن إجمالها فيما يلي: مرحلة اختيار الموضوع، مرحلة جمع الوثائق والمعلومات، مرحلة القراءة، مرحلة تقسيم الموضوع، مرحلة تدوين المعلومات، ومرحلة الكتابة.

المطلب الأول: مرحلة اختيار الموضوع.

هي أول مرحلة تواجه الباحث، والمتمثلة في اختيار موضوع مناسب من الناحية الموضوعية والذاتية، وعلى هذا الأساس غالبا ما يتريث الباحث في هذه المرحلة لكي لا يقع في مشكلة تغيير الموضوع في المستقبل. ويجب أن يطرح موضوع البحث اشكاليات حقيقية تستدعي البحث فيها، ولهذا فإن هذه المرحلة يتم فيها تحديد إشكالية البحث. وعليه سنتناول خلال هذا المطلب فرعين، الفرع الأول نخصصه لعوامل اختيار الموضوع والفرع الثاني نتناول فيه طرق صياغة مشكلة البحث[14].

الفرع الأول: عوامل اختيار الموضوع.

هناك عوامل ذاتية تتعلق بشخص الباحث وهناك عوامل موضوعية تتعلق بطبيعة البحث.

أولا: عوامل اختيار الموضوع المرتبطة بشخص الباحث.

هناك عدة عوامل تجعل الباحث يميل لاختيار موضوع  ما دون غيره من الموضوعات، وهي تتمثل في:

1) الرغبة النفسية وهي أول ما يشد الباحث نحو موضوع معين للدراسة والتعمق والتخصص فيه، مما يخلق نوعا من الانشداد النفسي والوجداني بينه وبين موضوع البحث، مما قد يذلل الصعاب التي قد تواجه الباحث والارهاق الجسماني تحوله الرغبة إلى مجرد متعة وهواية.

2)  القدرات الشخصية للباحث وهي من بين ما يجب على الباحث مراعاته عند اختيار الموضوع والمتمثلة في:

ـ القدرات العقلية وهي تتمثل في قدرة الباحث في تناول جميع جوانب الموضوع بكل موضوعية واقتدار، والتحكم في شتى العلوم المكملة للبحث مما يتطلب الصراحة مع النفس.

ـ القدرات الجسمانية وهي ضرورة سلامة الباحث من أي إعاقة تحد من قدرة الباحث على مواكبة البحث، وأن لا يكلف نفسه ما لا تطيق.

ـ الحالة الاجتماعية والمالية للباحث، حيث هناك بعض البحوث تتطلب مصاريف كثيرة وقد تتطلب تنقل الباحث حتى إلى الخارج، فإذا كان متكفلا بعائلة فهذا لا يسمح له بالتنقل بحرية والغياب عن البيت.

ـ إتقان اللغات الأجنبية وهي التي تمكن الباحث من الاطلاع على الدراسات والمراجع باللغات الأجنبية، خصوصا الدراسات المقارنة.

3) التخصص العلمي بحيث يجب أن يكون الموضوع المختار يدخل من بين اختصاصات الباحث وتخصصه العلمي سواء كان التخصص العام أو الخاص

4) التخصص المهني حيث من المرغوب فيه أن يواصل الباحث في نفس تخصصه المهني بحيث توفر له الوظيفة الامكانيات الضرورية للبحث وكذلك يستفيد من الترقية المهنية من خلال رفع مستواه العلمي.

ثانيا: عوامل اختيار الموضوع المرتبطة بطبيعة البحث.

من بين العوامل المؤثرة على اختيار الموضوع والمرتبطة بطبيعة البحث نجد ما يلي[15]:

1) المدة المحددة لإنجاز البحوث العلمية وهي المدة الضرورية لإنجاز البحث والمحددة من قبل الجهات الوصية على الدراسات المتخصصة، وعليه فعلى الباحث أن يختار الموضوعات التي تتناسب والمدة الممنوحة له لإنجاز البحث. أو قد تسحب منه الرخصة المحددة للتأهيل.

2)  القيمة العلمية لموضوع البحث العلمي، المطلوب في البحث أن يكون مبتكرا يمكن من الكشف عن حقائق جديدة أو على الأقل يدعم المعلومات السابقة بحيث تصبح أكثر نقاءا ووضوحا.

3) الدرجة العلمية المتحصل عليها بالبحث، وهي إما أن تكون درجة الماجستير أو الدكتوراه أو من أجل ترقية مهنية، مما يدفع بالباحث إلى اختيار موضوع دون غيره بما يتناسب والدرجة التي يصبوا الوصول إليها.

4) مراجع البحث ومصادره تعتبر عاملا هاما في اختيار موضوع البحث بحيث كلما تعددت وتنوعت المراجع كلما كان البحث ثريا وغنيا بالمعلومات. وبالمقابل كلما كانت المراجع قليلة كلما كان البحث غير موثوق في نتائجه، ويقلل من قيمته العلمية.

الفرع الثاني: صياغة مشكلة البحث.

تعد معايير اختيار الموضوع هي نفسها معايير اختيار مشكلة البحث، وذلك لأن البحث العلمي ما هو إلا إجابة عن مشكلة ما. ولتحديد المشكلة يتوجب التقيد بالقواعد التالية:

ـ يجب أن تكون مشكلة البحث خاصة وغير غامضة.

ـ يجب أن تصاغ المشكلة بصورة واضحة.

ـ يجب توضيح المصطلحات المستخدمة في صياغة المشكلة، تجنبا للبس أوالغموض.

عادة يقوم الباحث باختيار الموضوع ثم يحدد المشكلة التي يطرحها ذلك الموضوع، ولكن قد يحدث بعد البحث في الموضوع والتعمق فيه أن تظهر للباحث إشكاليات آخرى تحتاج إلى معالجة مما قد يدفع به إلى صياغة الإشكالية أو تغييرها كلي[16]ا.

المطلب الثاني: مرحلة جمع الوثائق والمعلومات.

بعد اختيار الموضوع وصياغة مشكلته، تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة جمع الوثائق والمعلومات المتعلقة بالبحث، خلال هذا المطلب سنتناول في الفرع الأول تحديد معنى الوثائق وأنواعها، وفي الفرع الثاني علمية التوثيق.

الفرع الأول: تحديد معنى الوثائق وأنواعها.

الوثائق العلمية هي كل المراجع والمصادر التي تحتوي على معلومات ومعارف لها صلة بموضوع البحث، وقد تكون مخطوطة أو مطبوعة أومسموعة أو مرئية. ولمعرفة المعنى الدقيق للوثائق يجب التمييز بين نوعين هما المصادر والمراجع[17].

أولا: المصادر أو المصادر الأصلية.

هناك عدة تعريفات للمصادر من بينها:( الوثائق والدراسات الأولى المنقولة بالرواية أو مكتوبة بيد مؤلفين ثقات اسهموا في تطوير العلم.). ومصادر البحث عامل هام في تحديد قيمته العلمية، ومن بين الوثائق التي تعتبر المصادر الأصلية للبحوث العلمية[18]:

ثانيا: المراجع أو المصادر الثانوية.

وتسمى أيضا بالمصادر غير الأصلية وهي التي تعتمد في مادتها العلمية على المصادر الأصلية فتتعرض لها بالتحليل والنقد والتعليق والتلخيص. وقد يكون المرجع كتابا أومقالا أو رسائل لنيل الدرجات العلمية.

الفرع الثاني: عملية التوثيق.

أهم ما تثيره مسألة التوثيق هوتعريفه وبيان أهميته وكذا كيفية تسجيل المعلومات الموثقة.

أولا: تعريف التوثيق وأهميته.

التوثيق أو الببليوغرافيا كلمة مأخوذة من اليونانية وتعني كتابة الكتب. وهي تعني في الوقت الحاضر إعداد قوائم الكتب ومعرفة مؤلفيها وموضوعاتها وكافة بيانات النشر، وهذه العملية يقوم بها الباحث بعدما يطلع على قوائم المصادر والمراجع الموجودة بالمكتبات والمراكز العلمية.

ثانيا: كيفية تسجيل المعلومات الببليوغرافية.

يتعين على البحث أن يدون أسماء المصادر ومؤلفيها وبيانات النشر في البداية ويكون التدوين في بطاقات، تخصص كل بطاقة لمصدر واحد لكي يسهل الرجوع إليها. ويمكن للباحث أن يتبع الطرق الخاصة بكتابة البطاقات للمصادر التالية: الكتب، الموسوعات، الدوريات، المخطوطات، الرسائل الجامعية، الوثائق الرسمية، الأشرطة المصورة، المصادر برامج التلفزيون، المقابلات.

1- الكتب. يجب أن تتضمن البطاقة المخصصة لكتب البيانات التالية: رقم الكتاب ومكان وجوده توضع على الجانب الأيمن من البطاقة، ثم اسم المؤلف ولقبه وإذا كان للكتاب عدة مؤلفين فيتم ذكرهم بالترتيب بحسب ورودهم في الكتاب، ثم عنوان الكتاب والجزء ورقم الطبعة إن وجدت ثم دار ومدينة ودولة وسنة النشر.

2- الموسوعات.

 تذكر البيانات التالية: عنوان الموسوعة تحته خط عدد الطبعة ثم عنوان المقال بين قوسين ثم إسم المؤلف ثم بيانات النشر.

3- الدوريات.

وهي مطبوعات تصدر دوريا وتدون بالشكل التالي: اسم الكاتب ثم عنوان المقال ثم عنوان المجلة ثم رقم العدد وتاريخ إصدار المجلة وتعيين رقم الصفحة أو الصفحات المخصصة للمقال.

4- المخطوطات.

وتدون بشأنها البيانات التالية: اسم المؤلف ثم عنوان المخطوطة بين قوسين وموضوع المخطوطة ثم تاريخ النسخ ثم اسم البلد الذي توجد به ثم اسم المجموعة التي تنسب إليها ورقمها ثم وصفها إن كانت أصلية أو مصورة.

5-الرسائل الجامعية.

يدون بشأنا البيانات التالية: اسم المؤلف ثم عنوان الرسالة بين قوسين ثم نوع البحث واسم الكلية واسم الجامعة التي قدمت بها وتاريخ المناقشة تذكر السنة فقط.

6- الوثائق الحكومية.

وتدون بياناتها بالشكل التالي: اسم الدولة ثم السلطة التي أصدرت الوثيقة ونوع الوثيقة وكذا بيانات النشر.

7- النصوص القانونية والتنظيمية.

وتتضمن: اسم الدولة واسم السلطة ونوع القانون ثم رقم القانون وتاريخ صدوره ثم عدد الجريدة الرسمية وتاريخ صدورها بين قوسين وأرقام الصفحات.

8- الأحكام والقرارات القضائية.

وتتضمن بطاقتها البيانات التالية: عنوان القضية ويذكر الحروف الأولى من اسم المدعي والمدعى عليه ثم اسم المحكمة أو المجلس واسم البلد ثم رقم القضية والتاريخ بين قوسين.

9- الأحاديث وبرامج التلفزيون.

ويذكر بشأنها البيانات التالية: اسم المتحدث عنوان الحديث بين قوسين ثم اسم القناة واسم البلد والتاريخ.

10- المقابلات الشخصية.

ويذكر بشأنها: موضوع المقابلة يوضع تحته خط ثم نقطة اسم الشخص الذي أجريت معه المقابلة وصفته ثم مكان وتاريخ إجرائها.

 

 

 

 

خاتمة:

من خلال دراستنا لموضوع منهجية البحث العلمي، بما تتضمنه من طريقة واسلوب جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها واستنباط النتائج، اي اساليب وطرق التفكير في البحث والعمليات الاجرائية التي يقوم الباحث في بحثه عن الحقيقة، كشفنا ان هناك تغير وتطور في كلا النسقين الفكري والعملي، وعلى الباحث ان يطور مهاراته وقدراته البحثية كما عليه ان يتحكم في عملية تطبيق المناهج العلمية ودراستها ومعرفة حالات تطبيقها. فبقدر ما يعتبر امر الالتزام بمنهجية البحث العلمي في دراسة الظواهر والقضايا العلمية وكشف حقائقها والغازها امر جوهري ومهم، يعتبر ايضا تقييد لحرية فكر الانسان وقدرته على البحث والابداع الفكري، اذا تم فهم المنهجية بشكل سيء وتم استخدامها بطريقة غير مناسبة تركز على الشكل، لتصبح غاية الباحث هي استخدام المنهجية في حد ذاتها الغاية الاساسية المنوطة به والمتمثلة في اكتشاف الحقائق واختبار صحتها، فكما هو الحال بالنسبة للمعارف العلمية التي تتغير وتختلف من مجال الى اخر ومن زمن الى اخر، وحتى مبادئ الفكر والمنطق تختلف وتتبدل، فيجب على المفكرين والباحثين ان يتصفوا بالمرونة المطلقة في بحثهم عن الحقيقة ليس فقط في طريقة التفكير والتحليل والدراسة، ولكن الى جانب ذلك يجب على الباحث تطوير واكتشاف طرق ومناهج بحث او كيفية تطبيقها في بحثه، وانطلاقا من هذه الحقيقة فلا يمكن لأي بحث ان يزعم ان هناك مبادئ ومناهج مفصلة ودقيقة و يجب التقيد بالخطوات خطوة بخطوة، فنحن نعلم ان العلم لم يعد يؤمن بالمطلق والثابت، بل حتى بعض الحقائق والقوانين والنظريات التي كانت تعتبر في وقت ما مسلمات ومبادئ علمية، لا تحتمل النقض اثبت عكس ذلك في الوقت المعاصر، كما ان تاريخ العلوم يبين ان هناك تغير وتطور في المفاهيم والاسس والحقائق وبدا يحل مبدا النسبية، فهذا ما يجبرنا كطلبة و باحثين الى تغيير نظرتنا نحو طرق ومبادئ واساليب البحث، لنجعلها تتصف بالمرونة والتطور لتواكب التغيرات والاختلافات الواقعة في الحقائق والظواهر العلمية نفسها. كما يمكن القول ان مبادئ وطريقة تطبيق المناهج يمكن ان تختلف من حالة الى اخرى.

 

 

 

 

قائمة المراجع:

أولا: الكتب

-احمد بدر، اصول البحث العلمي ومناهجه، الكويت، 1979

-احمد سليمان عودة، فتحي حسن ملكاوي، اساسيات البحث العلمي في التربية والعلوم الانسانية، جامعة اليرموك، الاردن، 1987

-أحمد عبد الله اللحلح، مصطفى محمود أبو بكر، البحث العلمي ( تعريفه، خطواته، مناهجه، المفاهيم الاحصائية) الدار الجامعية، الإسكندرية، 2002

-إسماعيل محمد علي الدباغ، أصول البحث العلمي ومناهجه في علم السياحة، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2013

-العربي بلقاسم فرحاتي، البحث الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات، دار اسامة للنشر والتوزيع، عمان، 2011.

-عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، وكالة المطبوعات، الكويت، 1977

-فوزي عبد الخالق، علي احسان شوكت، طرق البحث العلمي( المفاهيم والمنهجيات)، المكتب العربي الحديث، 2007

-كمال الدين الدهراوي، مناهج البحث العملي في مجال المحاسبة، دار الجامعة الجديدة للنشر، الاسكندرية، 2002

-محفوظ جودة، أساليب البحث العلمي في ميدان العلوم الادارية، دار زهران للنشر والتوزيع، الاردن، 2009

-محمد ازهر سعيد السماك، طرق البحث العلمي ( اسس وتطبيقات)، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، الاردن، 2011.

ثانيا:المحاضرات

-سهيلة بوخميس، منهجية اعداد البحث العلمي، محاضرات مقياس المنهجية السنة ثانية جذع مشترك، قسم الحقوق السياسية، جامعة 08 ماي 1945، قالمة، 2019/2020.

-مقروف محمد، دروس في منهجية البحث العلمي، السنة ثانية ليسانس، حقوق، جامعة المسيلة، 2022/2023.



[1] عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، وكالة المطبوعات، الكويت، 1977، ص 12

[2] فوزي عبد الخالق، علي احسان شوكت، طرق البحث العلمي( المفاهيم والمنهجيات)، المكتب العربي الحديث، 2007، ص 4.

[3] سهيلة بوخميس، منهجية اعداد البحث العلمي، محاضرات مقياس المنهجية السنة ثانية جذع مشترك، قسم الحقوق السياسية، جامعة 08 ماي 1945، قالمة، 2019/2020.

[4] [4] مقروف محمد، دروس في منهجية البحث العلمي، السنة ثانية ليسانس، حقوق، جامعة المسيلة، 2022/2023.ص ص 6-12.

[5] محفوظ جودة، أساليب البحث العلمي في ميدان العلوم الادارية، دار زهران للنشر والتوزيع، الاردن، 2009، ص 23.

[6] محمد ازهر سعيد السماك، طرق البحث العلمي ( اسس وتطبيقات)، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، الاردن، 2011.، ص 76.

[7] سهيلة بوخميس، المرجع السابق، ص 43.

[8] كمال الدين الدهراوي، مناهج البحث العملي في مجال المحاسبة، دار الجامعة الجديدة للنشر، الاسكندرية، 2002، ص 112.

[9] المرجع نفسه، نفس الصفحة.

[10] العربي بلقاسم فرحاتي، البحث الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات، دار اسامة للنشر والتوزيع، عمان، 2011، ص 194.

[11] العربي بلقاسم فرحاتي، المرجع السابق، ص 198.

[12] احمد بدر، اصول البحث العلمي ومناهجه، الكويت، 1979 ص 53.

[13] أحمد عبد الله اللحلح، مصطفى محمود أبو بكر، البحث العلمي ( تعريفه، خطواته، مناهجه، المفاهيم الاحصائية) الدار الجامعية، الإسكندرية، 2002، ص 110.

[14] مقروف محمد، المرجع السابق، ص 18.

[15] مقروف محمد، المرجع السابق، ص 19 .

[16] مقروف محمد، المرجع السابق، ص 22.

[17] إسماعيل محمد علي الدباغ، أصول البحث العلمي ومناهجه في علم السياحة، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2013، ص 224.

[18] اسماعيل محمد علي الدباغ، المرجع السابق، ص 237.

NameE-MailNachricht