JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

صعوبات التكيف المدرسي لدى التلاميذ الراسبين في شهادة التعليم المتوسط

خط المقالة

 الفصل الثاني

                        


 التكيف المدرسي

تمهيد .

-تعريف التكيف.

- تعريف التكيف المدرسي .

-أبعاد التكيف .

- مظاهر التكيف

-محددات التكيف المدرسي .

-خصائص التكيف المدرسي .

-العوامل المؤثرة في التكيف المدرسي .

            -خلاصة الفصل


تمهيد :

     تعتبر الحياة المدرسية من المعالم الرئيسية التي يمر بها التلميذ بحيث يقضي معظم اوقاته فيها ،من مرحلة الطفولة المبكرة او ممكن حتى مرحلة المراهقة المتأخرة بحيث يتعرض فيها للعديد من المواقف والظروف وذلك نظرا لما تتضمنه المدرسة من زملاء الدراسة ومدرسين واخصائيين نفسانيين وإلى غير ذلك فهي حياة مليئة بالتفاعل تؤثر في شخصية التلميذ وتتأثر بها وبالتالي فإن تكيف التلميذ مع هذه الظروف والمواقف يجعله يتوافق مع البيئة المدرسية التعليمية بما فيها من مناهج ومواد دراسية ومعلمين وزملاء .




1- تعريف الرسوب المدرسي:

1-1- المعنى اللغوي للرسوب : رَسَبَ، رَسُبَ رُسُبا : ومنه قولهم رسب في الامتحان أي لم ينجح ". (المنجد في اللغة والإعلام 258:1984)

- ويقال رَسَبَ، رَسُبَ، رُسُبا : الشيء يسقط في الماء إلى أسفله والراسب عند طلبة العلم المخفق في امتحانه. (البستاني فؤاد ،1965 :340)

والرسوب هو السقوط والغوص إلى الأسفل ويقال رسب الشيء في الماء أي سقط إلى أسفله" . (المعجم العربي : 519)

1-2- المعنى الاصطلاحي للرسوب:  

-تعريف إبراهيم عباس فتو: إن الرسوب هو إعادة التلميذ لسنة دراسية أو أكثر في نفس الفوج ، ويترتب على إعادته شغله لمقعد من المقاعد أكثر من مرة، ويكون تخرجه من المدرسة متأخرًا عن الموعد المحدد لذلك بعدد سنوات رسوبه (ناجي كمال، د س: 169).

-ويقول منير محمد مرسي بأن : الرسوب هو ازدياد عدد السنوات التي يقضيها التلميذ بالمدرسة

فوق العدد القانوني لسنوات المرحلة التعليمية " (مرسي : 150).

-أما محمد أرزقي بركان فيرى " بأن الرسوب الدراسي هو سنة يقضيها التلميذ في نفس القسم وعاملا نفس العمل الذي أداه في السنة الماضية في المدرسة " (أرزقي محمد،  29:1991).

-ويعرف الباحث ونفي المعهد الوطني للبحث البيداغوجي بفرنسا الرسوب الدراسي: " بأنه تأخر

التلميذ بقسم أو قسمين في المدرسة " (16 :1999,B.Français).

" ويضيفون بأن الرسوب الدراسي، هو ظاهرة مركبة ومعقدة، تتواجد في جميع المستويات ".

(Même reference:17)

وترى Marie و pierr الرسوب الدراسي على أنه حقيقة معقدة وإشكالية تشغل الجميع، وأن التلميذ قبل أن يرسب نتنبأ به من خلال تصرفاته أو مظهره وبذلك يكون ذهابه للمدرسة كعدمه". (Marie et pierr, 2005 :24)

ومنه نستنتج أن الرسوب الدراسي يكون على شكلين أساسيين:

-التخلف العام هو الضعف الظاهر لدى التلاميذ في جميع المواد الدراسية.

-التخلف الخاص : هو الضعف الظاهر لدى التلاميذ في مادة أو عدد قليل من المواد.     (مخائيل معوض، 270:1997)

كما عرفه كارتر كود (Cood) بأنه الافتقار إلى النجاح عند بعض التلاميذ في انجاز أو إتمام الواجب الدراسي سواء كان إنجاز وحدة صغيرة كمشروع فردي، أو عند إنجاز وحدة كبيرة كالعمل في المدرسة في موضوع أو صف، وهو يتضمن غالبا عدم تحقيق انتقال التلميذ إلى صف أعلى.   (العكايشي بشرى ، 2005:36)

2-تعريف التكيف:

     يعد البيولوجيون أول من استخدم مصطلح التكيف (Adaptation) والذي كان حجر الزاوية في النظرية التطورية لداروين، إذ اعتبر المنطلق الأساسي لفهم السلوك الإنساني، ثم تطور هذا المفهوم ليقصد به: " قدرة الفرد أو الكائن الحي على التوائم مع الصعوبات وأخطار العالم الطبيعي، وتتمثل عملية التكيف في سعي الفرد الدائم للتوفيق بين مطالبه واحتياجاته ومطالب وظروف البيئة المحيطة به، التي قد تكون مصدرا من مصادر الإعاقة في عدم إشباع الفرد لحاجاته البيولوجية والنفسية والاجتماعية والعقلية والفكرية ". (عبد العزيز والعطيوي، 2004، 231 ).

-تعريف مولي Mouly : هو العملية التي يحاول الفرد بواسطتها أن يحافظ على مستوى من التوافق النفسي الفسيولوجي وهذا التوازن يرجع إلى السلوك الموجه نحو تخفيض التوتر وهذا يتضمن حالة من العلاقة الايجابية بين الفرد وبيئته . (بافكا حجيبة ،2020 :25).

-تعریف کود Cood : هو عملية اكتشاف وتبني أساليب من السلوك تكون ملائمة للبيئة أو التغييرات فيها. (بافكا حجيبة ،2020 :25).

-تعريف فهمي : هو العملية الديناميكية المستمرة التي يهدف بها الشخص إلى أن يغير سلوكه ليحدث علاقة أكثر توافقا" بينه وبين بيئة. (عبد الله أبوزعيزع:2015, 328 ) .

     ومما سبق يمكن القول بأن التكيف هو عملية دينامكية مستمرة يحاول بها الإنسان عن طريق تعيير سلوكه أو أفكاره أو مشاعره مما يحقق التوافق بينه وبين نفسه من جهة وبينه وبين البيئة التي تشمل كل ما يحيط به من أفراد ومؤثرات وإمكانيات الوصول إلى حالة من الاستقرار النفسي والبدني.

 

 

3-تعريف التكيف المدرسي :

يوجد العديد من التعريفات المختلفة للتكيف المدرسي وهذا باختلاف وجهات نظر الباحثين ، نتناول منها –يعرفه دخان (1997): التكيف المدرسي بأنه السلوك السوي للتلميذ في مواجهة المشكلات الناشئة عن إشباع حاجاته النفسية والاجتماعية وتحقيقها من خلال اقامة علاقات اجتماعية بناءه مع زملائه ومعلميه واسهاماته الفعالة فى الوان النشاط المدرسي الاجتماعي والثقافي والرياضي .(زيادة ،2012،ص203)

-التكيف المدرسي هو قدرة الفرد على تحقيق التلاؤم الدراسي ومن ثم تمكنه منعقد علاقات متميزة بينه وبين أساتذته وأصدقائه ،ومشاركته فى مختلف الانشطة الثقافية .(عوض ،1990،ص 36).

وترى نوال محمد عطية : ان التكيف المدرسي يعنى أن الفرد المتعلم يمكن أن يتكيف أو يتوافق مع البيئة المدرسية التعليمية .بما فيها من مناهج ومواد دراسية مختلفة ومعلمين وزملاء ....الخ ، وإذا كانت هذه البيئة التعليمية يشعر بداخلها بالرضا ، والارتياح ، والتقبل ، والاستقرار من خلال الاخذ والعطاء بين أفرادها و التفاعل الاجتماعي بينهم ، وتقدير الذات واحترامها والثقة بالذات والتعبير عنها في مجالات الدراسة المختلفة . ( عطية ،2001 ، ص 23 ) .

         كما يعرف التكيف المدرسي على أنه : تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والعقلي والجسمي ،كما يكون التلميذ مواظبا على الحضور الفعال ويكون متقدما في دراسته ، ويكتسب الصداقات في بيئته المدرسية الجديدة عن طريق التعاون واللعب والمعاملة الحسنة .     (إبراهيمي ، 2003 ، ص69 ).

 أما بالنسبة لدانية والشيخ حسن : فهو تلاؤم الطالب مع ما تتطلبه المؤسسة التربوية من استعدادا لتقبل الاتجاهات والقيم والمعارف التي تعمل على تطويرها لدى الطلبة .  ( ناصر ،2006 ،ص9 ) .

كما جاء تعريف ماجدة بهاء الدين السيد عبيد :التكيف المدرسي هو قدرة الطفل على تكوين العلاقات الطيبة مع مدرسيه وزملائه في المدرسة كما يظهر من خلال النشاط واستيعاب المواد الدراسية والمواظبة على النظام .    (عبيد ،2008 ، ص45 ) .

- في حين يرى محمد القصاص وناصر الجمعية : التكيف المدرسي هو عملية مستمرة مرتبطة أساسا بمرحلة الانتقال من البيت الى المدرسة ،والتي لها تأثير كبير في رسم الصورة التي يتمناها الطفل عن المحيط المدرسي .

أو هو مدى قدرة الطالب على تحقيق الحد المقبول من التأقلم النفسي والاجتماعي والاكاديمي سواء كان من الطلاب العاديين أم ذوى صعوبات التعلم . ( القصاص والجمعية ،2013 ،ص 874 ).

وعرفته الجمعية الامريكية للتربية (2002): على انه مجموعة المهارات المفاهمة والاجتماعية والفعلية التي يتم تعلمها من جانب الافراد بما يمكنهم القيام بالمهام الوظيفية الخاصة بالحياة اليومية على الوجه الاكمل ، وهنا نجد ان هذا التعريف قد تضمن عدد من المهارات من بينها مهارات المفاهمة المرتبطة بالمعارف والاتصالات والمهارات الاكاديمية المرتبطة بالقراءة والكتابة والمهارات الاجتماعية المرتبطة بالكفاءة الاجتماعية ، ومن المهارات المرتبطة بالعلاقات الشخصية واخيرا المهارات الفعلية المرتبطة بالاستقلال في القيام باعباء الحياة اليومية والتي قد تشمل الرعاية الشخصية والتكيف الوظيفي . (العمري ، 2012، ص218) .

أما تعريف التكيف المدرسي حسب (Entwise et Alexander) : هو مرحلة نمو مهمة للطفل الذي يتعرض الى نظام اجتماعي جديد يتطلب منه اكتساب المهارات المتعلقة بالروتين داخل القسم ، والمهارات الشخصية ( الزملاء والاساتذة ) والمهارات الاكاديمية .   (معتوق ،2014 ،ص79).

أما ايزنك–AYSNEK- عرفه بأنه حالة الاشباع التام لحاجات الفرد من جهة وظروف البيئة من جهة أخرى ،وإيجاد حالة الانسجام التام لحاجات الفرد والبيئة المادية والاجتماعية. ( حرزلي ،2014 ،ص51 ).

     من خلال ما سبق نستخلص ان التكيف المدرسي يأخذ بعين الاعتبار بعدين أساسيين هما:

قدرة التلميذ على خلق التوازن بين متطلبات المؤسسة التعليمية وما يرتبط بها من أنشطة تعليمية ومناهج ومقررات ومن جهة علاقاته الاجتماعية و التربوية مع أقرانه وزملائه ومعلميه والطاقم التربوي وكذلك تحصيله الدراسي وتوجهاته مستقبلا .

4- أبعاد التكيف المدرسي :

يمكن النظر الى التكيف المدرسي من حيث أبعاده ومجالاته المتنوعة كما يلي :

4-1- البعد النفسي :ويشمل السعادة مع النفس والرضا عنها ، وإشباع الدوافع الاولية ( الجوع ، العطش ، الجنس ، الراحة والامومة ) والثانوية المكتسبة ( الامن ، الحب ،والتقدير والاستقلال ) وانسجامه وحل صراعاتها وتناسب قدرات الفرد وإمكانياته مع مستوى طموحه وأهدافه .

4-2- البعد العقلي : ويقصد بالبعد العقلي كل من الادراك الحسي والتذكر والتفكير والذكاء وكذا الاستعداد لتقبل المواد الدراسية أو قدرة التلميذ على تنظيم وقته والتوفيق بين اوقات الدراسة والاكرة والترفيه .

4-3-البعد الاجتماعي : اما البعد الاجتماعي فيري "محمد عوض" أنه : (قدرة الطالب على تحقيق التلاؤم بينه وبين أساتذته وزملائه ، إنما يساعد على توافقه وسماته ) .(معتوق، 2014 ،ص 106 )

5-مظاهر التكيف المدرسي:

يعتبر التكيف مركز الصحة النفسية والدال على وجودها وإذا حدث أي تغير من الفرد او في بيئته ولم يستطع إيجاد كيفية التوافق مع التغيرات حدث سوء التكيف وساءت الصحة النفسية للفرد ، هنا يكون لدينا شكلين هامين من اشكال التكيف وهما : التكيف الحسن والتكيف السيء .

والتكيف المدرسي هو الحالة الايجابية للتلميذ أو الفرد المتعلم التي يجب أن يكون عليها في الوسط المدرسي الذي يتعلم فيه لتحقيق صحته النفسية ،وللتكيف المدرسي الحسن عدة مظاهر نذكر منها :

5-1- الراحة النفسية :من بين سمات التلميذ المتوافق هو قدرته على الصمود إزاء المشكلات التي تواجهه وتؤدى الى سوء تكيفه مثل :القلق والاكتئاب والوسواس القهري....الخ والخلو منها يدل على حدوث الراحة النفسية وحسن التكيف .

5-2- الاعراض الجسمية : إن خلو الجسم من الامراض والاضطرابات السيكوماتية ذات المنشأ النفسي للفرد التعلم يدل على قدرته على التكيف السليم .

5-3-العلاقة الصحية مع الذات : وتشمل ثلاثة أبعاد وهي :

·       فهم الذات :ويعنى ان يعرف المرء نقاط القوة والضعف فيه .

·       تقبل الذات : أى أن يتقبل المرء ذاته بإيجابياتها وسلبياتها .

·       ان يسعى الفرد المتعلم الى تطوير وتحقيق ذاته .

   5-4-الشعور بالأمن : التلميذ المتكيف إيجابيا يشعر بالأمن والطمأنينة بصفة عامة وهذا يدل على قدرته على مواجهة القلق والصراع الذى يتعرض له وقدرته على حل المشكلات ضمن إمكانية وحدود واقعه .

5-5- الاستفادة من الخبرة : التكيف المدرسي الحسن هو الذى يجعل التلميذ يقوم بتعديل من سلوكه ضمن الخبرات التى تعرض لها .

  5-6- التناسب : ويعني ا أن تكون ردود افعال التلميذ في المدرسة متناسبة والموقف الذى يمر به والظروف التى تحيط به ،لاسيما في الجانب الانفعالي ،بحيث لا تكون بحساسية زائدة أو لا مبالات  ان حدث هذا دل على سوء التكيف المدرسي .

5-7-الواقعية :وهذا يعني ان التلميذ يدرك ادراكا يتناسب مع الحقيقة والواقع الذى يحيط به وطبعا هذا يكون ضمن حدود إمكانياته وقدراته .

5-8- ضبط الذات : اي ان التلميذ يثق في قدراته علي التحكم في سلوكياته واندفاعاته .

5-9_ المرونة : بحيث ان الفرد المتعلم او التلميذ يجد البدائل دائما للسلوك الذى يفشل فيه حتى يصل الى هدفه .

5-10- القدرة على بناء علاقات اجتماعية : قدرة الفرد المتعلم على بناء علاقات اجتماعية مع الاخرين ضمن محيطه المدرسي بحيث أنه يجب ان تتسم العلاقة بالفاعلية وقدرته على تحمل المسؤولية وتفهم الاخرين .

5-11-النجاح المدرسي :يعتبر النجاح المدرسي أهم مؤشر للتكيف المدرسي كونه يشير الى قدرة الفرد المتعلم على إشباع حاجاته المعرفية والانفعالية ودافعيته في النجاح حتى يزيد مستوى تحصيله وأدائه المدرسي .  (بن عائشة ،2015،ص ص 82-83 )

-لابد أن التلميذ المتكيف مدرسيا تظهر عليه العديد من المظاهر التي من شأنها أن تسهم في توافقه وانسجامه مع كل المتغيرات والخبرات الجديدة التي يطرأ لها أو تصادفه .

6- محددات التكيف المدرسي :

6-1-التلميذ :قبل التحاق التلميذ بالمدرسة والطالب بالجامعة يكون قد عاش في كنف الوالدين والاسرة عامة وقدمت له في أغلب الاحيان الخدمات اللازمة وقامت على خدمته فيما يحتاج من أمور الحياة اليومية مثل الاكل واللباس والتنظيف والترتيب وغيرها ،ثم يجد نفسه بعد الانتقال الى البيئة الثانية وحيدا في مجابهة ما كان يقوم غيره به ان يقوم به بنفسه ،مما قد يولد عنده نوعا من القلق والمعاناة النفسية ، وهذا يؤثر بطريقة وأخرى على المسار الدراسي ، وهناك فئة تتضرر كثيرا من الانفصال التى دعمت كثيرا وفي جميع متطلباتها الشخصية ولم تكن لها خبرات الانفصال مسبقا ولم تختبر ذواتها بالعمل كوحدة مستقلة عن العائلة يمكنها التكيف بعيدا عنها وتحقيق البقاء دون مشاكل من أي نوع يذكر

-إن قدرة التلميذ وصفاته الشخصية الخاصة كالحالة الصحية والجنس والسن ومستوى التعليم والسمات المزاجية والعادات الشخصية ومستوى طموحه وعوامل التنشئة الاجتماعية والخبرات التى يمر بها من خلال انتمائه الى جماعات متعددة تهدف الى إيجاد التكيف (التوافق ) بين حاجاته الشخصية ومطالب المجتمع والى إيجاد نوع من السلوك يحقق رغبات الافراد ويرضى الاخرين .

- إن الطالب في الجامعة على غرار التلميذ في المدرسة من حيث قبوله في التحاقه بالجامعة وجودة تأهيله صحيا وعقليا ونفسيا لتلقى البرامج التعليمية استكمالا لما في جعبته خلال مسيرته التعليمية قبل التحاقه بالجامعة أمر مهم واصبح اليوم يؤدى دورا هاما في نجاح العملية التعليمية من خلال إعطائه الفرصة للتعبير عن رأيه في المناهج الدراسية وكفاءة أعضاء التدريس.

6-2-المدرسة :

هي مصدر التعبير العلمي والثقافي والاجتماعي والاخلاقي ، وهي محدد رئيسي يفرض نفسه لأنه الموطن الثاني للتنشئة الاجتماعية بعد الاسرة مباشرة ،كل هذه الظروف التي يجب أن توفرها المدرسة لدفع التلاميذ للتكيف الصحيح وتفاعله معه ، بل وتساعدهم على التقدم في هذا المجتمع ،كما أن المدرسة تعتبر نظاما مفتوحا على غيره وهي بذلك تهيئ وتكون وتصدر ما أنتجت الى المجتمع الموجود فيه، فهي تنمى الشعور بالمسؤولية اتجاه البيئة .

6-3-الزملاء :

يلعب الزملاء والاقران دورا كبيرا في الانجاز العلمي خلال فترة المراهقة ، ونراهم يميلون في اختيار أصدقائهم من البيئة الاجتماعية نفسها حيث التقاليد والقيم الاجتماعية المشتركة لذلك ترى أن مجموعات صغيرة تتألف داخل الصف (القسم ) ولكل مجموعة قيمتها وتصرفاتها الخاصة بما يتفق مع الانجاز الدراسي فمنها من يعطي أهمية للدرجات المرتفعة حيث يتنافس الزملاء بشكل غير مباشر على التفوق ومن المجموعات من لا يهتم كثيرا بهذه الناحية ، بل بالناحية الاجتماعية ،بعبارة أوضح جماعة الزملاء في القسم تحدد مبدأ التكيف المدرسي والتطبيع الاجتماعي ،فعوض غياب التلميذ عن الدروس يحضرها بشكل مستمر كلما كان دعم الرفاق .

6-4-مدير المدرسة :

تعتبر إدارة المدرسة مجمل الفعاليات العلمية والتنظيمية التى تشمل العلاقات بين الطلبة داخل الصف وعلاقتهم مع الاساتذة والموجهين والمدير وتنظيم الانشطة العلمية وربطها بالمواد الدراسية وإجراء التقويم المستمر ،أي نحن أمام شبكة معقدة من المعلومات ،ويتطلب إدارة هذه الشبكة أسلوب الابداع في جو ديمقراطي شفاف ، مع تشجيع التفوق وتوفير جو التكيف السليم فلم يعد دور الادارة والمدير والرقابة على الافراد ،بل تحقيق الاهداف التربوية سعيا لبناء شخصية الطالب السليم المتوازن والمتكامل .

6-5-الاستاذ :

هو القائد ،المعلم  ، المربي ، النظم ،الموجه ،المقوم ، والمكافئ ،الانموذج ،ونجاحه في عمله وخبرته في المادة التي يدرسها ،وعمله وخبرته في علم الكتابات العالمية أن الاساتذة (هم حملة مفتاح التغيير وهم بابه الموصد ) فيجب أن يكون الاستاذ في قلب أي جهد لتطوير التربية في مجتمعنا ، فالتنظيم الجيد داخل القسم يجنب التناحر ويفسح المجال للأستاذ لان يبنى العلاقات السليمة مع غالبية الطلبة وبين المصدر الوحيد للمعرفة ،بذلك أضحى دوره وسيطا ومسهلا بين الطلبة وبين المصادر الاخرى وموجها مرشدا أكثر منه ملقنا ،فالأستاذ لا غني عنه في خضم هذه التقلبات العالمية لأنه الوحيد الذى يضمن التكيف الدراسي للتلاميذ ويصحح سيرورته الى ذلك ما أستطاع إليه سبيلا .

6-6-المنهاج (البرامج) :

تعد المقررات الدراسية أو ما يسمى المنهاج حديثا في التعليم عاملا مهما من عوامل النجاح الذى تسعى إليه كل مؤسسات التربية والتعليم وعليه فلابد أن تبنى على عدد من المقومات منها:

ü    التتابع والتسلسل في التخطيط لها ،ويكون بناؤها وفقا لمبادئ أعضاء التدريس .

ü    أن يتم تصميمها من قبل أخصائيين تربويين ونفسانيين وعلميين .

ü    أن تشتمل على المهارات والمعارف الضرورية واللازمة لكل مرحلة تعليمية .

ü    ضرورة العالمية والعصرنة .

ü    يراعى فيها مبدأ التعليم والتعلم الذاتيين .

كل هذه الشروط أو المقومات تؤدى بالتلاميذ الى حسن التكيف إذا أحسن استيعابه من طرفهم .

6-7- النشاطات المدرسية:

هو ما تتضمنه المناهج والبرامج من أنشطة علمية وفعاليات ومواقف متنوعة ليتمكن التلميذ أو الطالب من خلال المشاركة فيها من صقل شخصيته وتنمية مهاراته وقدراته للمساعدة على حل المشكلات التي تواجهه وهذا الهدف الاساس الذى توفره النشاطات ألا وهو نقل الخبرة التربوية الى الحياة اليومية فكما ذكرنا سلفا أن المدرسة توفر الجو المناسب لاختبار المواقف والاستفادة منها في الحياة عامة وهذا هو التكيف عموما .

6-8-التقويم (الامتحانات):

 تؤثر الخبرات السابقة في التكيف الانفعالي والذى له تأثير فعال في التكيف المدرسي ، فالكل يتذكر رهبة الامتحان والرعب المصاحب له ،وهنا يكمن دور الفعاليات السابقة مجتمعة من (أستاذ – منهاج –مدير بأدارته– الزملاء ....) في التهدئة من روع التلميذ والخروج به الى بر الامان أذ يتوجب على من يقدم الامتحان أن يعمل على تهيئة الطلبة بالتشجيع والملاحظة أثناء الامتحان من دون الاعتماد على الزجر أو التهديد أو الوعيد فلعل صعوبة الامتحان خاضعة لضخامة المنهاج أو غير ذلك من المؤثرات المجاورة له. (حرزلي ،2014،ص ص 54.57 ).

7- خصائص التكيف المدرسي :

-هناك مجموعة من الخصائص تميز التلميذ المتكيف عن غيره وأهمها :

 

 

7-1 –التوافق :

ويتمثل ذلك التوافق الشخصي ويتضمن الرضا والتوافق الاجتماعي ،ويشمل التوافق الاسري والتوافق الدراسي والتوافق المهني .

7-2-الشعور بالسعادة مع النفس :

ودلائل ذلك الشعور بالسعادة والراحة النفسية لما للفرد من ماض نظيف وحاضر سعيد ومستقبل مشرق ،والاستفادة من مسرات الحياة اليومية وإشباع الدوافع والحاجات النفسية الاساسية والشعور بالامن والطمأنينة والثقة ووجود اتجاه متسامح نحو الذات واحترام النفس وتقبلها والثقة فيها وتقدير الذات حق قدرها .فيها وتقدير الذات حق قدرها .

7-3-الشعور بالسعادة مع الاخرين :

ويظهر ذلك في حب الاخرين والثقة بهم واحترامهم وتقبلهم والقدرة على إقامة علاقات اجتماعية دائمة والانتماء للجماعة والقيام بالدور الاجتماعي المناسب والتفاعل الاجتماعي السليم والقدرة والتضحية وخدمة الاخرين .

7-4-تحقيق الذات وإستغلال القدرات :

يتمثل ذلك في فهم النفس والتقييم الواقعي الموضوعي للقدرات والامكانيات والطاقات ،وتقبل نواحي القصور وتقبل الحقائق المتعلقة بالقدرات الموضوعية وتمثل مبدأ الفروق الفردية ووضع أهداف ومستندات الطموح .

7-5- مواجهة مطالب الحياة :

ودلائل ذلك النظرة السليمة الموضوعية للحياة ومطالبها ومشكلاتها اليومية في مواجهة الواقع والقدرة على مواجهة إحباطات الحياة ،وبذل المجهود من أجل التغلب على هذه المشكلات وحلها وتقدير وتحمل المسؤوليات الاجتماعية ، وتحمل السلوك والسيطرة على الظروف البيئية كلما أمكن .

8-العوامل المؤثرة في التكيف المدرسي :

8-1- العوامل الذاتية :

وهذه العوامل تتعلق بالتلميذ نفسه وتشمل الجانب النفسي الجسمي فالحالة النفسية للمراهق من شعور بالنقص تؤثر على علاقاته بإخوانه في البيت وزملائه في المدرسة مما يحد من تركيزه وفي المتابعة الصحية للتلميذ أثر في المدرسة ،فالصحة المعتلة تضطر بالتلميذ الى إكثار التغيب عن المدرسة أو الى إهمال الواجبات المدرسية ،فيهبط مستواه الدراسي ،كذلك يؤثر ضعف البصر أو السمع في قدرة التلميذ على متابعة الدروس والاستفادة منها وهناك أيضا العيوب الجسمية كالتطرف في الطول او القصر او النحافة او البدانة او العاهات الجسمية ،كلها تؤثر فيما يصبو إليه التلميذ من احترام او تعاون مع الاقران في العمل او اللعب ،لذلك تسعى المدرسة الحديثة برعاية الصحة للتلاميذ وعلاج أمراضهم فضلا عن تخصيص مدارس للمعوقين .(معتوق ،2014،ص ص 102-104).

8-2- العوامل التربوية :

8-2-1الادارة المدرسية :

عمل الادارة المدرسية لا يقتصر على مجرد تسيير شؤون المؤسسة بل يتعدى ذلك الى سياسة المدرسة التى تساعد على تربية وتكييف التلاميذ .يقول "عبد الحميد مرسي " في هذا الصدد :( لا يقتصر عمل الادارة المدرسية على تصريف الشؤون الادارية اليومية فحسب بل هي مسؤولة على رسم سياسة عامة للمدرسة على تربية التلاميذ وتكييفهم السوى ويتوقف نجاح المدرسة الى حد كبير على فهم المدير والمدرسين فنجاح التلاميذ واستعدادهم واهتماماتهم وأساليب المعاملة التى تساعد على تنمية شخصيتهم .

8-2-2-التنظيم التربوي :

إن الشيء الذي يمكن أخذه بعين الاعتبار في عملية التكيف المدرسي داخل المؤسسة التربوية هو التنظيم التربوي والذي يشمل التجهيزات المادية والبشرية للبيئة المدرسية لذا أكد المختصون على ان مفهوم استقرار التنظيم التربوي منذ بدأ العام الدراسي من حيث تأثر نوع المعلمين على أقسامهم واستقرارهم في هذه الاقسام وتنقلهم من قسم لأخر او اجراء تنقلات بين المعلمين من مدرسة الى اخرى بعد مرور وقت طويل على انتظام الدراسة ،كل هذا يؤدى الى احداث أثر سلبي على مستوى الدراسي للتلاميذ ،كما ان ضبط البرنامج التعليمي واعداد الكتب المدرسية اعداد جيدا من حيث المادة التعليمية من حيث الطريقة التربوية ومن براعة اخراج هذه الكتب وحسن طباعتها كل ذلك ايضا له اثاره الهامة على مستوي التلاميذ التحصيلي .

8-2-3 شخصية المعلم وعلاقته بالتلاميذ :

  ان عملية اصلاح التعليم وادخال طرق جديدة مالها الفشل مالم يهتم بشخصية المعلم وتكوينه ،فتكوين المعلم بصورة جيدة يساعد على تحويل المعلومات للتلاميذ بصورة سهلة وبسيطة ولهذا فالتكيف مع المناهج الجديدة مرتبط بشخصية المعلم وتكوينه وتتلخص مهمة الدرس لتحقيق التكيف السوي عند التلاميذ في امرين اثنين هما :

"التعليم والتوجيه " يستعملهما المعلم كلما عمل مع تلاميذه داخل قاعة الدرس او خارجها فعلاقة المعلم مع تلاميذه تمثل جانبا انسانيا يؤثر تأثيرا كبيرا في نجاح العملية التربوية وتحقيق تكيف التلاميذ داخل المدرسة وخارجها هذه الطريقة تؤدى إلى تشويقهم للدرس وحبهم للمعلم واقبالهم على المادة ،لذا يمكن إتاحة فرصة الاندماج بين المعلم والتلميذ لإيجاد التجاوب الاجتماعي وتنمية الاحساس بالعلاقات الاخوية القائمة على احترام الصغير والكبير هذه العلاقات تساعد كثيرا في تهيئة الجو الملائم للتكيف مع البيئة المدرسية .

8-2-4-العلاقات مع التلاميذ :

ان التكيف المدرسي للتلاميذ لا يتأثر بعلاقتهم مع المعلم فحسب ولكن تساهم فيه عوامل اخرى من بين هذه العوامل تلك العلاقة بالزملاء داخل الفصل او خارجه  ذلك ان الفرد له غريزة فطرية للتجمع نابعة من الوسط العائلي الذى يعمل على تنميتها وابرازها .

-ويقول" مصطفى فهمى": جانب المدرسة يجب ان يبذل التلميذ من جانبه جهدا ليشترك في الجماعة المدرسية الجديدة ويتكيف معها ، وياصل قوله ان الصداقة في المدرسة تقوم على اساس تشابه الميول والخبرات وتلعب النوادي دورا هاما في تكوين مثل هذه الصداقات ، اما عن طريق الاشتراك في هذه النوادي فيتعلم الطالب كيف يعيش وكيف يتعامل مع الاخرين واذا رفض الاشتراك في النوادي معني ذلك خوفه من الناس او عدم تكيفه مع البيئة المدرسية .    (ابراهيمي ،2003،ص 71) .

8-3 العوامل الخارجية :

8-3-1  الاسرة :

ان الجو الاسري الذى ينمو فيه التلميذ اثرا كبيرا في حياته وتفاعله مع الاخرين فالجو العائلي الذى يكون مملوء بالخلافات والاضطرابات النفسية التي تسود في البيت لها تأثير كبير عليه وايضا دور فعال في تكييف المراهق ،وعلاقاته بإخوانه ووالديه ،كل ذلك يمد تأثيره على الحياة الاجتماعية المدرسية مثال ذلك ما يتعرض له المراهق في حاجاته في الاستقلال عنهم وعن الزملاء وما ينجم عن ذلك من صراعات تعبر عن عدم تكيف اجتماعي مدرسي . 

 

 

8-3-2  المجتمع :

يتضح من دراسة مشكلات التلاميذ في المؤسسة التعليمية مدى تاثير الوسط الاجتماعي في سلوكهم واتجاهاتهم النفسية وسيرهم في الدراسة وانتظامهم في العمل المدرسي ،ولايقتصر الامر على ما يكتسبه التلميذ من الحي الذي يعيش فيه من اساليب في السلوك والتعامل ، بل ان التلميذ احيانا يكون صداقات من افراد جنسه او من الجنس الاخر فتستوعب قدرا من وقته ونشاطه بحيث يتاثر احيانا مستواه الدراسي . (معتوق ،2014، ص103).

خلاصة :

من خلال ما سبق نستنتج ان التكيف المدرسي من اهم العوامل التي تساعد التلميذ على بناء ومواصلة حياته المدرسية ، وذلك بتظافر جهود كلا من الاسرة والمدرسة ، فالتكيف المدرسي يساعد التلميذ على التوافق النفسي والتكييف السليم داخل المدرسة .   
الاسمبريد إلكترونيرسالة