JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

بحث حول التدخل المهني

خط المقالة

 



خطة البحث

مقدمة :

المبحث الأول: الحاجة لوجود تدخل مهني

أ‌-       الاحتياجات الانسانية والمجتمع الانساني

ب‌-   عملية التنظيم الاجتماعي

المبحث الثاني: تعريف وأهداف التدخل المهني

أولا: تعريف التدخل المهني

ثانيا: أهداف التدخل المهني

المبحث الثالث: عناصر وعمليات التدخل المهني

1-عناصر التدخل المهني

2-عمليات التدخل المهني

المبحث الرابع: أنشطة ومهارات التدخل المهني

خاتمة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة :

 

يموج العالم اليوم بتغيرات وتحولات اقتصادية وتكنولوجية وثقافية واجتماعية تركت أثارها العميقة والخطيرة على الإنسان والمجتمع وترتب عليها ظهور العديد ممن المشكلات والظواهر الاجتماعية المعقدة والمتشعبة, والتي تتطلب تدخلا مهنيا لمواجهتها أو التعامل معها أو مع أثارها ولعل من بين أهم المهن التي تلعب دورا حيويا في ذلك مهنة الخدمة الاجتماعية والتي لزاما عليها أن تعيد النظر في مفاهيمها ومداخلها ونماذجها وطرق الممارسة من اجل أن تتواكب مع ما يحدث من تغيرات في الإنسان والبيئة وضرورة استحداث أساليب او صيغ جديدة للممارسة المهنية بحيث يؤدي ذلك إلى ترسيخ جذور المهنة في المجتمع ويزيد من أهميتها وايضا يحسن صورتها .

ومن التطورات الحديثة في ممارسة الخدمة الاجتماعية منظور الممارسة العامة والتدخل المهني والذي يعتبر من المفاهيم التي فرضت نفسها على ممارسة الخدمة الاجتماعية خلال الربع الأخير من القرن الماضي حيث  بدأ في الظهور في كتابات الخدمة الاجتماعية في السبعينيات من القرن العشرين وحيث أنها تمثل اتجاها تفاعليا يبعدها عن النمط التقليدي لممارسة الخدمة الاجتماعية ويتجه بها نحو مهنة واحدة موحدة هي مهنة الخدمة الاجتماعية.

ومن خلال ما سبق فان الاشكالية الاساسية هي: ماهي مكونات التدخل في الوسط المهني؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الأول: الحاجة لوجود تدخل مهني

قبل أن نحدد مفهوم التدخل المهني لا بد أن توقف قليلا لتحديد مجموعة من النقاط حول الحاجة لوجود تدخل مهني لمساعدة المجتمعات:

أ- الاحتياجات الانسانية والمجتمع الانساني :

لا يختلف أحد على أن المكون الأساسي للمجتمع هو الناس أو البشر الذين يتجمعون معا في منطقة جغرافية محددة ، وذلك بهدف إشباع احتياجاتهم التي تتسم بالعديد من السمات منها ( التعدد - التنوع - النسبية ) لذلك لا يستطيع الإنسان أن يوجد إلا مع غيره من الأفراد ليتمكن من إشباع هذه الاحتياجات ، وتجمع الناس بهذا الشكل يكون مستحيلا بغير وجود تنظيم لتفاعلاتهم ومن هنا تأتي عملية التنظيم الاجتماعي وهي تحدث دائما بشكل تلقائي في كل تجمع إنساني[1] .

ب- عملية التنظيم الاجتماعي :

وهذه العملية ترتبط بالسلوك الجمعي وسوف نناقش هذه العملية بشقيها التفاعلي والبنائي[2]:

1-            الجانب التفاعلي :  ويتضح في أنه بمجرد تجمع الأفراد في منطقة جغرافية تنشأ بينهم أفعال وردود أفعال ، فيوجد بينهم تفاعل اجتماعي وإذا تمت هذه التفاعلات الاجتماعية بشكل مستمر نسبيا وعلى نفس الوتيرة ينشأ ما يسمى بالعلاقات الاجتماعية ، تلك العلاقات لا تتم بصورة عشوائية ولكنها تنشأ في إطار القيم والعادات والتقاليد المتعارف عليها لدى الأفراد سواء كانت قيم سماوية أو وضعية .

2- الجانب البنائي: يتضح من خلال النظم الاجتماعية وهي تعتبر الجانب المادي وتتمثل في " المؤسسات التي ينشئها المجتمع لإشباع احتياجات أفراده وتنتظم تفاعلاتهم وعلاقاتهم داخلها " ومن أمثلة النظم الاجتماعية ( النظام الأسري - النظام الاقتصادي - النظام التعليمي .... الخ ) والنظم الاجتماعية هدفها هو إشباع الاحتياجات الإنسانية لأفراد المجتمع .

3- التغير الاجتماعي والحاجة للتدخل المهني مع المجتمع :

- من المعروف أن المجتمع يخضع لعملية التغير الاجتماعي حيث أن التغير جزء لا يتجزأ من الطبيعة والكون الذي نعيش فيه ، ونتيجة للتغير الاجتماعي تتغير الظروف والأوضاع بالمجتمع التي أنشئت النظم والمؤسسات الاجتماعية لإشباع احتياجات المواطنين في ظلها ، الأمر الذي تعجز معه تلك النظم يشكل جزئي أو كلي عن إشباع احتياجات المواطنين مما يؤدي إلى ظهور المشكلات الاجتماعية ، وهنا يحتاج المجتمع للتدخل المهني من المهن المختلفة لمواجهة تلك المشكلات وتوجيه عملية التغيير الاجتماعي ، وذا هو جوهر عملية التدخل المهني مع المجتمع . والذي سوف نركز عليه هنا في إطار مهنة الخدمة الاجتماعية[3] .

تتميز الخدمة الاجتماعية بممارستها الميدانية، والتي تدعمت عبر تاريخها بنماذج التدخل المهني.. ولذلك ينظر لتكامل الخدمة الاجتماعية من خلال تدخلها المهني وقدرتها على التعامل مع المشكلات والمواقف الاجتماعية.

وتسعى الخدمة الاجتماعية إلى التدخل مع الأفراد وكذلك التدخل مع البيئة المحيطة وذلك بهدف تحقيق نوعين من الأهداف العامة لمهنة الخدمة الاجتماعية وهي :

- أهداف معنوية : وهي تلك الأهداف التي توجه لتغيير المواطنين أنفسهم وإكسابهم المهارات والعادات السلوكية الايجابية، والتي تمكنهم من مواجهه مشكلات مجتمعهم وكذلك الإسهام في المشروعات التنموية بطريقة إيجابية

2 أهدف مادية : وهي تلك الأهداف التي توجه نحو البيئة وتتضمن الإسهام في إقامة المشروعات مثل (المدارس - مستشفيات - مراكز شباب ... الخ ) والتي من شأنها إحداث تغييرات في البيئة لصالح المواطنين وتطوير وتنمية المجتمع في القطاعات المختلفة لعلاج المشكلات الاجتماعية وتغيير أو تنمية الأنظمة الاجتماعية ، وهذا يتم من خلال التخطيط الجيد والتنظيم في عملية تنفيذ وتحقيق الأهداف

المبحث الثاني: تعريف وأهداف التدخل المهني

أولا: تعريف التدخل المهني

لقد تعددت وجهات النظر في تعريف التدخل المهني ومن هذه التعاريف ما يلى :

-هو مجموعة الانشطة العلمية المنظمة التي يمارسها الاخصائي الاجتماعي متضمنة الفهم الواعي لنسق العميل كشخص فى مستهدفة احداث التغيير المطلوب في العميل أو في البيئة او فيهما معا[4].

-التعريف الإجرائي للتدخل المهني :

-مجموعة الانشطة المهنية المنظمة والخطوات التي يمارسها الأخصائي الاجتماعي بدءا بتقدير الموقف وتحديد الاهداف التدخل واستراتيجية وتكتيكاته فى اطار خطة التدخل المهني ثم تطبيق الخطة واخيرا تقييم نتائج التدخل والانتهاء[5] .

-توجه تلك الانشطة الى نسق التعامل(فرد /اسرة/مجتمع )او جزء منة تبعا لطبيعة المشكلة او موقف التدخل

-يمثل التدخل المهنى اطارا شاملا ومتكاملا له مسلماتة ومفاهيمه ومعتمدا على اسس معرفية ومهارية وقيمية وعملية معترف بها فى اطار الخدمة الاجتماعية.

تركز الخدمة الاجتماعية في تكامل تدخلها المهني على التداخل بين المواطنين وبيئاتهم الاجتماعية، ويتحقق ذلك من خلال استراتيجيات تغییر توجه مباشرة نحو الأفراد، استراتيجيات تغییر توجه مباشرة نحو البيئة.

ويعبر التداخل والتغيير بين الأفراد والبيئة عن الفكرة القديمة للخدمة الاجتماعية والتي تركز على التعامل مع الحالات الفردية بهدف الوصول لتحقيق وظيفة مهنة الخدمة الاجتماعية في تحقيق أهداف المجتمع .

ومن ثم فالخدمة الاجتماعية سواء كانت تركز أولا على تغيير الأفراد أو تغيير البيئة، فهي بالتالي تركز على التدخل المهني[6].

ويستخدم التدخل المهني كثير من الأخصائيين الاجتماعيين لوصف ما يفعلونه، ولتفسير الأنشطة التي تتعامل مع المشكلات، في إطار إستراتيجية توضع لإنجاز الأهداف المطلوبة.

ويتناول قاموس الرعاية الاجتماعية مفهوم التدخل باعتباره يهتم بأنشطة الخدمة الاجتماعية من بداية اهتمامها بالعمليات العلاجية حتى تدخلها في موقف النزاع.

ولقد تميز التدخل المهني في بدايات استخدامه بالتعامل مع الأفراد بالتركيز على محاور ثلاث للتعرف على العميل وسلوكه.. المدافعة مع العملاء إيمانا بأن العميل غير مسئول بمفرده عن الجوانب السلبية لمجتمعه وتلي ذلك استخدام التدخل المهني مع الجماعات بحيث شمل هذا التدخل الجوانب العلاجية فظهر العلاج الجماعي بدلا من العلاج الفردي.

وفي تنظيم المجتمع يوضح سبرجل" أن التدخل المهني لطريقة تنظيم المجتمع يقصد به ". الجهود الموجهة لإيجاد نوع من التكيف في العلاقات بين الجماعات والمنظمات لتنميتها أو الإحداث التغيير فيها، في محاولة لإشباع الاحتياجات الاجتماعية أو حل المشكلات المحلية.

وزاد اهتمام تنظيم المجتمع بالتدخل المهني، لدرجة أن " جامعة كولومبيا" أعطت تعديلا للطريقة تفسر فيه تدخلها المهني حيث ترى أنها طريقة للتدخل المهني التي يشترك فيها الأفراد والجماعات والمنظمات في عمل مخطط لتعديل المشكلات الاجتماعية، وتغيير أو تنمية الأنظمة الاجتماعي، وهو يتضمن عمليتين رئيسيتين هما التخطيط (تحديد مناطق المشكلة، تشخيص الأسباب التوصل للحلول)، والتنظيم استثارة المشاركين، التوصل إلى الإستراتيجيات الضرورية للعمل الفعال).

ولقد وصف "فيبر جهود التدخل "بالمهنية" قاصدا استخدام مهارات ومعلومات الأخصائيين الاجتماعيين لمساعدة المواطنين على الانجاز الاجتماعي[7].

ومن المتعارف عليه أن مهارات ومعلومات الأخصائيين الاجتماعيين تشكل التكامل المهني القائم على القيم الأغراض الدعائم، المعارف، الطرق

ومن خلال العرض السابق لتعريف التدخل المهني، نستطيع أن نصيغ تعريفا إجرائيا يوضح تكامل التدخل المهني في الخدمة الاجتماعية على النحو التالي[8]:

1-   التدخل المهني مجموعة من الأنشطة العمليات التخطيطية والتنفيذية.

2-   يشترك في هذه الأنشطة كل من الأخصائي الاجتماعي والوحدة التي يتعامل

معها.

3-    للتدخل المهني مراحل وعمليات

4-   يتصف التدخل المهني بممارسة المهارات المهنية.

5-    يمارس التدخل المهني على مستويات مختلفة، ومع انساق مستهدفة.

6-    يرتكز التدخل المهني على قيم وإيديولوجيات المجتمع.

7-   تحدد المشكلات مسار التدخل المهني.

8-    للتدخل المهني استراتيجيات للعمل مع المواطنين، وأخرى للعمل مع

المنظمات.

9-    للتدخل المهني أهدافا بعيدة المدى، متوسطة المدى، قصيرة المدى.

10-                     يعبر التدخل المهني عن التكامل في كل العناصر السابقة.

 

هذا وموقف التدخل المهني في الخدمة الاجتماعية في ضوء ما سبق يتضمن ثلاثة جوانب أساسية وهي[9]:

-وجود مشكلة اجتماعية تمثل نقطة البداية : فوجود المشكلة تمثل نقطة بداية التدخل المهني من جانب المتخصص في الخدمة الاجتماعية وقد تكون بعض المشكلات محسوسة أي يشعر بها المواطنين في المجتمع ، كما قد تكون المشكلات غير محسوسة وهنا توجد حاجة إلى المتخصصين لتوقع المشكلات ووضع الخطط لمواجهتها أو الوقاية منها إلا انه يجب الإشارة إلى أن الخدمة الاجتماعية في إطار تدخلها المهني وتعاملها مع المشكلة بهدف المساعدة في علاجها فهي أيضا تحقق أهداف وقائية وتنموية.

- وجود مؤسسة أو منظمة: فالخدمة الاجتماعية توصف بأنها مؤسسية أي لابد وان تمارس في إطار بناء تنظيمي وهذا البناء يتضمن نسق من الخدمات والبرامج في إطار سعيه لتحقيق أهداف معينة ويتم العمل داخله من خلال لوائح خاصة وإجراءات متفق عليها.

- وجود أسس علمية للتدخل المهني: فالخدمة الاجتماعية تهدف في تدخلها

المهني إلى تطبيق وتطويع القاعدة العلمية في إطار تعاملها مع المشكلات بالمجتمع ومن ثم فانه كلما كان هناك نظريات علمية تعتمد عليها الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية كلما كان ذلك يساعد القائمين على التدخل المهني في إطار العمل التنظيمي من تحقيق أهدافهم بطريقة إيجابية.

ثانيا: أهداف التدخل المهني:

تعتبر عملية تحديد الأهداف الخطوة الأولى في وضع إستراتيجية التدخل المهني، لأنه لا يمكن أن توضع خطة للتدخل المهني بدون تقديم فكرة محددة عما يريد أن يحققه الأخصائي الاجتماعي للمجتمع.

- ومن الممكن الحديث عن أنواع ثلاث لأهداف التدخل المهني، وهي[10]:

( أ ) أهداف الخدمة الاجتماعية : وتضم هذه الأهداف تحديد عائد مشاركة الأخصائيين الاجتماعيين من التدخل المهني بوجه عام ، ومن أمثلة هذه الأهداف : - مساعدة الأفراد والجماعات على التعامل مع المشكلات التي تحد من تكيفهم مع بيئاتهم

الاجتماعية .

- التعرف على أسباب عدم التكيف بين الأفراد والجماعات والمجتمع.

- تحقيق التوازن بين الأفراد والجماعات والمجتمع.

( ب ) أهداف متوسطة المدى : وهي تركز على خبرات الممارسة أو العمل مع مؤسسات اجتماعية محدودة ، ومن أمثلة هذه الأهداف:

- تدعيم الذات

-الرعاية الذاتية

- الرعاية البديلة

-الرعاية المؤسسة

( ج ) أهداف متنوعة: ويتحدد هذا التصنيف من الأهداف تبعا لطبيعة مشكلة التدخل المهني ، أي طبيعة موقف التدخل المهني والظروف المرتبطة به .

ويعتبر الوقت عنصرا هاما في تحديد أهداف التدخل المهني فبعض الأهداف تتحقق في أوقات قصيرة ، والأخرى تحتاج وقتا طويلا .. مع ملاحظة أن كثير من المؤسسات الاجتماعية تفضل الأهداف قصيرة الأمد لأن النجاح المبكر يحقق التقدم وفي الوقت نفسه ترتبط الأهداف بطبيعة التدخل المهني ، والنموذج المستخدم.

 

 

 

 

المبحث الثالث: عناصر وعمليات التدخل المهني

- تشتمل عناصر التدخل المهني على : القيم والأيديولوجيات ، مشكلات التدخل المهني، المشاركون في التدخل المهني ، استراتيجيات التدخل المهني .

1- القيم والأيديولوجيات :

من الممكن اعتبار أن القيم هي موجهات للسلوك المرغوب فيه، ومعنى ذلك أن مجموعة القيم التي يدين بها الشخص هي التي تحركه نحو العمل بسلوك خاص.. وعلى اعتبار أنها مرجعة في هذا السلوك .

وترتبط الأيديولوجية" بالقيم ارتباطا كبيرا فهي ) ناتج عملية تكوين نسق فكري عام يفسر الطبيعة والمجتمع والفرد ) [11].

ويرى "دائهام" أن القيم يفرزها المجتمع، وتؤثر في سياسات الرعاية الاجتماعية بوجه عام ، وتؤثر القيم والأيديولوجيات في كل عناصر التدخل المهني ، سواء بالبناء الاجتماعي للمجتمع ، أو البناء الشخصي لكل مشارك فيه .

لذا فالاهتمام بتحديد نوعية قيم وايديولوجيات المجتمع عند التعرف على مشكلة التدخل المهني وتحديد الأهداف واختيار الاستراتجيات ، تعتبر من العمليات الهامة التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي في مواقف التدخل المهني المختلفة[12] .

2-مشكلات التدخل المهني:

تعرف المشكلة بأنها وضع مضطرب ، يتطلب التدخل لحله ومشكلات التدخل المهني تشمل ثلاث أنواع وهي:

ü     مشكلات الخدمة الاجتماعية [13]:

وتختص بالإطار الخاص لمهنة الخدمة الاجتماعية، ويحتوي هذا النوع من المشكلات العلاقات بين المواطنين ، ومشكلات العلاقات بين المواطنين والمنظمات الاجتماعية .

ü     مشكلات مجال الممارسة : ويختص هذا النوع من المشكلات ، بالمشكلات الخاصة بالمنظمات الاجتماعية في مجال ممارسة معينة .

ü     مشکلات خاصة بالأوضاع الاجتماعية وتختص بالأوضاع التي يحتاج فيها المجتمع المساعدة من الأخصائي الاجتماعي.

وتمر عملية التعرف على مشكلات التدخل المهني بمراحل ثلاث هي:

-       التعرف .

-       التعريف

-       التفرد

3- إستراتيجية التدخل المهني:

تتحدد إستراتيجية التدخل المهني من خلال مهارة الأخصائي الاجتماعي في تحليله للإطار الخاص للمشكلات، وتحديده للأهداف المطلوبة ، وتتضمن إستراتيجية التدخل المهني أربعة عناصر أساسية وهي[14]:

-التغيير المستهدف.

-تحديد الأهداف قصيرة الأمد وتلك طويلة الأمد.

-تحديد المهام الخاصة بكل مشارك.

-تحديد الموارد والإمكانيات وبرامج التدخل

4- المشاركون في التدخل المهني :

تشمل عملية التدخل المهني توافر حلقة للمشاركة ، تتكون من[15] :

أ- المواطنون.

ب- الأخصائيون الاجتماعيون.

ج- المنظمات الاجتماعية.

وعلى الأخصائي الاجتماعي الممارس للتدخل المهني القيام بالدراسة الدقيقة للمشاركين في التدخل المهني وتهدف هذه الدراسة إلى:

-فهم طبيعة ومشكلات المواطنين وأوضاعهم الاجتماعية والثقافية.

-تحليل شخصيات المساعدين له في التدخل المهني.. ودرجة وإمكانية مشاركتهم في عمليات التدخل المهني.

-التعرف على مراكز القوة بالمنظمات ومصادر الإعتراف بالمنظمات والهيكل الوظيفي العامل فيها.

 

عمليات التدخل المهني :

إذا اعتبرنا أن التدخل المهني يتضمن عمليات مشتركة بين أو من خلال أشخاص، جماعات أو منظمات بغرض مساعدتهم .. لذا فالتدخل يتضمن اعتبارين أساسيين[16]:

( أ ) معلومات عامة

(ب ) فعل معتمد على هذه المعلومات

فأساس أي تدخل يحتاج اجابة عن التساؤل مالذي سنفعله ؟ ويظهر السؤال بشكل آخر: ماهي المعلومات التي سيتم تجميعها ؟ وكيف يتم السيطرة عليها ؟

وتحدث "سبرجل" عن النظريات المختلفة التي تقودنا مباشرة نحو عمليات التدخل المهني ومثال على ذلك : كيف يؤثر برنامج النمو على البناء الخاص بفرص التعليم والوظائف ؟

والمدخل الخاص بالجماعات الصغيرة الذي يقود التدخل في جهوده لتحقيق المكاسب للجماعات، وبتحليل ممارسات الخدمة الاجتماعية وباستقراء أغراضها وقيمها عند التدخل .

مع بعض الفئات ، أمكن للخدمة الاجتماعية كمنهج للتدخل المهني من تحديد عمليات هذا التدخل

وترتبط الممارسة بعمليات متتالية تفسر أنشطة التدخل المهني : ومن الممكن تبعا لذلك تقسيم هذه العمليات إلى تسع عمليات أساسية وهي[17]:

·        التعرف على المشكلة : ويتطلب ذلك تحديد المشكلة قبل القيام بأي فعل ويتم التعرف عليها من أولئك الذين يعانون منها، ومن المسئولين عنها والمتأثرين بها.

·        طلب المساعدة : يحتاج التدخل المهني طلب المجتمع المساعدة من الأخصائي الاجتماعي ويتطلب ذلك مشاركة المجتمع للأخصائي في جميع عمليات التدخل المهني.

·        التقييم الأولى : على طالبي المساعدة بمساندة الأخصائي الاجتماعي القيام بتحديد المشكلة، وأهداف التدخل ووضع الأولويات ، وتفهم دور الأخصائي الاجتماعي في عمليات التدخل المهني ومدى مشاركته ، وتحديد دورهم ودور الأخصائي الاجتماعي

·        تقييم المشكلة وتحديد الهدف : حيث يشارك كل من الأخصائي الاجتماعي وطالبي المساعدة في التعرف على عائد التدخل المهني، وتحديد المعوقات التي تقف في سبيل انجاز الأهداف، مع العمل على تحديد طبيعة أهداف التدخل المهني

·        اختيار الإستراتيجية : وتتحدد الإستراتيجية بتحليل خبرات الممارسة الميدانية السابقة على التدخل المهني الحالي، للوصول إلى استراتيجية مؤثرة، وتحديد تكليفاتها مع اختبارها في مواقف مختلفة.

·        عقد التفاوض للتدخل المهني : عندما يتفهم الأخصائي الاجتماعي وطالبي المساعدة المشكلة ، ويحددون الأهداف والاستراتيجيات فهذا هو وقت التفاوض ، وعقد التدخل المهني يجب أن يرتبط بموافقة المهتمين بالمشكلة ، وأن تحدد فيه الأهداف والاستراتيجيات والوقت المحدد والدور الخاص بالمشاركين والأخصائي الاجتماعي، على أن تكون الموافقة على العقد كتابية أو شفوية.

·        تكتيكات الاستراتيجيات : على الأخصائي الاجتماعي والمشاركين في التدخل المهني أن يتعرفوا على تكتيكات الاستراتيجيات المستخدمة في التدخل المهني، واختيار أنسبها وأكثرها تأثيرا على الموقف.

·        الإرجاع والتقييم : على الأخصائي الاجتماعي أن يقوم بإشراك طالبي المساعدة في عمليات الإرجاع الدوري ، لاختبار مدى التقدم في برنامج التدخل المهني ، وإحداث التغيير في الاستراتيجيات إذ ما توفر الوقت لإحداث هذا التغيير.. وعندما يوافق طالبوا المساعدة والأخصائي الاجتماعي على إنهاء التدخل المهني ، تظهر الحاجة إلى التقييم النهائي للتدخل

المهني والتعرف على النتائج التي تحققت والأهداف التي لم تتحقق.

·        النتائج : بعد أن يحدد المشاركين في التدخل المهني بدايته ، ويمارسوا الأنشطة والمهارات تظهر المحصلة النهائية من التدخل المهني .. وهو النتائج التي تبرز عائد كل الخطوات السابقة للتدخل المهني.

 

المبحث الرابع: أنشطة ومهارات التدخل المهني

يستخدم الأخصائي في تدخله المهني مجموعة من الأنشطة المهنية، التي تختلف وطبيعة المشكلة التي يتدخل من أجلها، كذلك يستخدم مجموعة من المهارات المساعدة على تحقيق هذه الأنشطة ، ونوضح فيما يلي بعض الخدمات الأنشطة والمهارات المستخدمة في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية [18]:

1- المساعدات العامة وتتضمن الخدمات الاجتماعية لإشباع الاحتياجات المادية للمواطنين، وتوفير المساعدات العامة لغير القادرين .

2- خدمات التأمين الاجتماعي : وتقدم الضمان للمواطنين والعاملين وأسرهم، مع حمايتهم من فقدان الدخل بسبب الكبر ، البطالة الحوادث، الأمراض الموت .

3- الخدمات الأسرية : وتشتمل على خدمات خدمة الفرد والاستشارة الفردية والأسرية.

4- خدمات رعاية الطفل : وتشمل خدمات الرعاية البديلة والرعاية النهارية .

5- الخدمات الصحية والطبية : وتحتوي على توفير الرعاية لبعض المصابين بالعاهات

6- الخدمات النفسية : وتقدم من خلال المستشفيات والعيادات النفسية.

7- خدمات الإصلاح من خلال سياسات الإصلاح الوقائية والتنموية ، بجانب الخدمات العلاجية.

8- الخدمات الممكنة : وتقدم في صورة خدمات تعويضية للمعوقين.

9- خدمات وقت الفراغ للشباب : من خلال مراكز المجتمع والشباب والمحلات الاجتماعية.

10- خدمات العمل : تسكين العاملين في الأعمال المناسبة لهم.

11- خدمات المنازل : توفير الخدمات للأسر والأطفال والمنازل العامة.

12- الخدمات الاجتماعية الدولية : وتقدم من خلال مؤسسات تابعة للأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية برنامج المساعدة التكنولوجية، المجلس الدولي للرعاية الاجتماعي، الصليب الأحمر، جمعيات الشبان المسيحية.

خدمات رعاية المجتمع : وتشمل التخطيط والتنظيم وتمويل الخدمات الاجتماعية والصحية من خلال مؤسسات تخطيطية وتمويلية وتنسيقية.

والمداخل الفنية المستخدمة في هذه الأنشطة تشمل[19] : - المساعدة المهنية ، توفير المعلومات وتقديم النصح ، التوضيح، التدعيم العاطفي ، التفاوض / الوساطة / المساومة / تحديد الوضع / المدافعة / المطالبة / التنظيم / النزاع .

أما عن مهارات الخدمة الاجتماعية المستخدمة في التدخل فهي تشمل : التدعيم ، التوضيح ، توفير المعلومات ، الارتباط ، النمو ، التعامل مع الأفراد والجماعات ، التعرف على وظائف المنظمة ، استخدام التراث النظري ، توقع تفاعل الجماعات ، تحديد الأجهزة ، تحديد القوى البيئية المؤثرة على الأفراد والجماعات

ويوجد تصنيف ثنائي لمهارات التدخل المهني وهو [20]:

الأول : ويشمل مهارات التكيف مع الآخرين ، وتتكون من ( الاتصال والارتباط )

الثاني : ويشمل مهارات مهنية ، وتتكون من المقابلة / الملاحظة / الاتصال / التنفيذ / ثم التقويم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خاتمة:

إن التدخل المهني لا يُعد وليد اللحظة ، ولكنه قد ظهر منذ وقت طويل ، ونظرًا إلى مدى أهميته ؛ فهو لا يزال يجد صدى هام من الاهتمام سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات والمجتمعات أيضًا ، و من خلال بحثنا هذا استنتجنا أن له أهمية قصوى يمكن أن نلخصها في:

-بناء علاقات إيجابية في أي مجتمع مهني ، ولا سيما أن التدخل المهني الناجح لا يتم إلّا من خلال التعاون بين مُقدم الخدمة وهو الأخصائي الاجتماعي وبين الفئة محل التطبيق .

-التدخل المهني الصحيح يُنمي دافعية التغيير نحو الإيجابية لدى العميل أو أفراد العمل أو غيرهم ، ولا سيما أن مساعدة الفرد على حل مشكلاته وتذيل اصعاب قدر الإمكان من أهم أسباب الرغبة في الانتقال إلى التغيير الإيجابي الذي يعود بالنفع العام على الجميع .

-لا يتم تطبيق التدخل المهني بشكل عشوائي ؛ بل إن كل حالة يكون لها مدخل التدخل المهني المناسب بشكل أكبر لها ، حيث أن الأخصائي الاجتماعي يُركز بشكل أكبر على التجاوب والتفاعل مع الفرد والاستماع بأذن صاغية إلى ما يواجهه من مشكلات ، ثم يقوم بتحليلها واستخدام النظريات المختلفة ، ومن ثَم ؛ الوصول إلى أفضل أسلوب للتدخل المهني من أجل حل المشكلة .

-لا يغض التدخل المهني الطرف عن أي مشاعر سلبية تنتاب الفرد أو العميل ، وإنما يأخذها جيدًا في الاعتبار ؛ ولا سيما أن التخلص من تلك المشاعر واستبدالها بمشاعر أخرى إيجابية هو السبيل إلى تحقيق التغيير الإيجابي المنشود في أي مكان .

-في بعض الأحيان ؛ تكون المشكلات التي يُعاني منها الفرد غاية في التعقيد والصعوبة ، وهنا لا يجب أن يتسلل اليأس بأي حال من الأحوال إلى الأخصائي الاجتماعي ؛ لأن هذا اليأس قد ينتقل إلى الفرد ويؤدي إلى تفاقم مشاعره السلبية ، وإنما على ك اخصائي اجتماعي أن يعي ويفهم المشكلة جيدًا وأن يستعين بكبار الخبراء من أجل الوصول إلى نتيجة إيجابية في نهاية الأمر .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع:

 

أولا: الكتب

 

-إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون: تنمية المجتمع المحلي ، سلسلة قراءات  في تنظيم المجتمع، القاهرة : مكتبة وهبة ، 1990م

-إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون: أساسيات تنظيم المجتمع ، القاهرة : دار الثقافة للطباعة والنشر، 1983م

- أبو المعاطي, ماهر(استراتيجيات وأدوات التدخل المهني في الخدمة الاجتماعية)2010,المكتب الجامعي الحديث,الإسكندرية.

-مدحت فؤاد فتوح : الخدمة الاجتماعية مدخل تكاملي ، القاهرة : المطبعة التجارية الحديثة ، 1992م.

- حبيب,جمال شحاتة(الممارسة العامة منظور حديث في الخدمة الاجتماعية)2009, المكتب الجامعي الحديث, الإسكندرية.

- منقربوس,نصيف فهمي,واخرون(تعليم وممارسة المهارات في المجالات الانسانية والخدمة الاجتماعية)2009, المكتب الجامعي الحديث, الإسكندرية.

-فهمي,محمد سيد(أسس الخدمة الاجتماعية)2000, المكتب الجامعي الحديث, الإسكندرية.

- اللهيب,لطيفة عبدالله,وآخرون(مهارات الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية)1433,مكتبة الرشد,الرياض.

- سليمان,حسين حسن,وآخرون(الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الفرد والأسرة)2005,المؤسسة الجامعية للنشر,بيروت.

 

ثانيا: المواقع الالكترونية

https://fr.scribd.com/document

https://www.neelwafurat.com/ .

https://elb7r.com/ .

 



[1] إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون: تنمية المجتمع المحلي ، سلسلة قراءات  في تنظيم المجتمع، القاهرة : مكتبة وهبة ، 1990م، ص 28.

[2] المرجع نفسه، ص ص 29-31.

[3] حبيب,جمال شحاتة(الممارسة العامة منظور حديث في الخدمة الاجتماعية)2009, المكتب الجامعي الحديث, الإسكندرية، https://www.neelwafurat.com/ .

[4] سليمان,حسين حسن,وآخرون(الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الفرد والأسرة)2005,المؤسسة الجامعية للنشر,بيروت، ص 11.

[6] مدحت فؤاد فتوح : الخدمة الاجتماعية مدخل تكاملي ، القاهرة : المطبعة التجارية الحديثة ، 1992م، ص 93.

[7] اللهيب,لطيفة عبدالله,وآخرون(مهارات الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية)1433,مكتبة الرشد,الرياض، ص 112.

[8] حبيب,جمال شحاتة(الممارسة العامة منظور حديث في الخدمة الاجتماعية)، المرجع السابق.

[9] منقربوس,نصيف فهمي,واخرون(تعليم وممارسة المهارات في المجالات الانسانية والخدمة الاجتماعية)2009, المكتب الجامعي الحديث, الإسكندرية، ص 267.

[10] إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون: تنمية المجتمع المحلي، المرجع السابق.

[11] حسام صالح، أسس الخدمة الاجتماعية، جامعة الملك فيصل، مقال منشور على: https://fr.scribd.com/document

[12] إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون: أساسيات تنظيم المجتمع ، القاهرة : دار الثقافة للطباعة والنشر، 1983م، ص 38.

[13] فهمي,محمد سيد(أسس الخدمة الاجتماعية)2000, المكتب الجامعي الحديث, الإسكندرية، ص 201.

[14] فهمي,محمد سيد(أسس الخدمة الاجتماعية)، المرجع السابق، ص 203.

[15] المرجع نفسه، ص 204.

[16] مدحت فؤاد فتوح : الخدمة الاجتماعية مدخل تكاملي، المرجع السابق.

[17] أبو المعاطي, ماهر(استراتيجيات وأدوات التدخل المهني في الخدمة الاجتماعية)2010,المكتب الجامعي الحديث,الإسكندرية.

[18] شيماء حسين الربيع، فعالية برنامج تدريبي لتنمية مهارات التدخل المهني، مجلة الخدمة الاجتماعية للدراسات و البحوث، العدد 14، كلية الخدمة الاجتماعية ، جامعة الفيوم، جمهورية مصر العربية، د س، ص 279.

[19] منقربوس,نصيف فهمي,واخرون، المرجع السابق.

[20] المرجع نفسه.

الاسمبريد إلكترونيرسالة