JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

بحث حول التسويق الاقليمي و كيفية الترويج للاقليم

خط المقالة

 

مقدمة:

            لم تعد المدن والأقاليم في وقتنا الحالي تمثل مناطق للعيش فقط بل أضحت أسواقا للمستهلكين والمقيمين على حد سواء، وقد كان لتطور التسويق دورا محوريا في هذا التوجه، إذ اتسع مفهومه وممارساته ليصبح آلية فعالة للترويج وبناء صورة إيجابية للمدن والأقاليم وحتى الدول عن طريق علامة الإقليم بهدف جذب الفئات المستهدفة من سكان، وطلبة وعمال ومستثمرين والسعي كذلك للاحتفاظ بهم. وهذا ما يستدعي تخطيط وتنفيذ برامج تنموية في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية خاصة بغية تحسين جاذبية الإقليم. وتعد علامة الإقليم أحد أدوات التسويق الإقليمي الرئيسية، التي تعمل على دعم وتنشيط الجاذبية ،الإقامية، في ظل وجود مناطق تعاني من نقص كبير في عدد السكان خاصة فئة الشباب منهم، ونقص اليد العاملة، إضافة إلى ضعف الاستثمارات وضعف التدفقات المالية، الأمر الذي يتطلب تدخل الفاعلين والمسؤولين المحليين عن طريق إعداد برامج تنموية وتسويقية من شأنها ترقية وتطوير الإقليم وتعزيز صورته الإيجابية بين الأقاليم المنافسة. مما سبق يمكن طرح الإشكالية التالية:

ماهو التسويق الاقليمي؟ وكيف يتم الترويج للاقليم؟ و ماهي طرق جذب المستفيدين؟

 

 

 

 

 

 

 

يمثل التسويق الإقليمي في السنوات الأخيرة أحد أهم طرق إدارة وتعزيز المناطق، ومجابهة المنافسة بين الأقاليم وتقديم عروضها لزيادة جاذبيتها.

المبحث الأول: مفهوم التسويق الإقليمي

سوف نحاول في هذا الجزء من الدراسة تسليط الضوء على مختلف تعاريف التسويق الإقليمي وتحديد أهدافه.

المطلب الأول : تعريف التسويق الإقليمي:

كان التسويق الإقليمي محط اهتمام الكثير من الباحثين الاقتصاديين والمؤلفين في الاختصاص، الذين قدموا عدة تعريفات من بينها:

عرف Kotler التسويق الإقليمي أو كما يسمى أيضا بتسويق الأماكن" بأنه: " تصميم مكان يلبي احتياجات الأسواق المستهدفة "[1]، يرى كوتلر أن التسويق الإقليمي ما هو إلا عملية تصميم مكان وفق احتياجات الأسواق وتوقعات الفئات المستهدفة خاصة فئة المستثمرين والمقيمين.[2]

أما Chamard، فقد عرف التسويق الإقليمي بأنه منهج يهدف إلى تطوير العرض الإقليمي من خلال معرفة البيئة الجغرافية والديموغرافية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بخلاف Kotler الذي اعتبر التسويق الإقليمي عملية تصميم فإن Chamard يراه عملية تحليل وتقييم لبيئة الإقليم.[3]

بينما يعرف Braun التسويق الإقليمي بأنه تطبيق أدوات التسويق على المواقع الجغرافية، مثل المدن أو المناطق أو المجتمعات[4].

ووفقا لـ Ashworth و Voogh ، فإن التسويق الإقليمي هو عملية يتم من خلالها ربط الأنشطة المحلية بشكل وثيق قدر الإمكان بمتطلبات العملاء المستهدفين، والهدف هو تعظيم كفاءة الأداء الاجتماعي والاقتصادي للإقليم المعني، وفقا للأهداف الأوسع التي تم تحديدها ".

وقد ركز الباحثان في تعريفهما للتسويق الإقليمي على المستوى الكلي في تحديد أهداف التسويق الإقليمي.

ويعرف كذلك تسويق الإقليم بأنه نظام تحكم معقد موجه نحو السوق للتكوين الإداري الإقليمي على نطاق معين، مما يحقق تنمية مستدامة، وزيادة القدرة التنافسية، والبيع الفعال للمنتج الإقليمي والاستفادة المثلى من إمكانات الموارد المتاحة للسوق. اعتبر هذا الكاتب التسويق الإقليمي بأنه نظام تحكم معقد مادي ومعنوي يهدف لتأطير السوق الإقليمي بهدف تعزيز تنافسيته وتحقيق تنمية مستدامة.[5]

وعليه يمكن القول بأن التسويق الإقليمي هو فلسفة إدارية تنتهجها الجماعات المحلية لتحقيق جملة من الأهداف المتمحورة أساسا في تحسين جاذبية الإقليم، وتعزيز تنافسيته في جميع المجالات من خلال تطبيق أدوات التسويق ومنهجه.

المطلب الثاني: أهداف التسويق الإقليمي

ركز الكثير من الباحثين على أهمية التسويق الإقليمي وتأثيره على جوانب مختلفة ومتعددة في الإقليم، تخص الجانب التنموي، والديمغرافي وتعمل على تثمين الأصول المادية والمعنوية بغية تحقيق الأهداف الرئيسية، وفيما يلي نبين أهم الأهداف التي يسعى التسويق الإقليمي لتحقيقها:

من بين الأهداف المحورية للتسويق الإقليمي هي جعل الإقليم جذاب بالنسبة للمؤسسات والعمال، التجار والمستثمرين وكل المتعاملين الاقتصاديين، وكذلك السكان ، وعموما يمكن تلخيص أهداف التسويق الإقليمي في النقاط التالية:[6]

-الترويج للإقليم كمكان لتنفيذ مشاريع مختلفة على أساس المعرفة والتنبؤ باحتياجات الاقتصاد والوضع الحالي وإمكانيات الإقليم؛

-تقديم حلول فعالة لمشاكل الاقتصاد على مختلف المستويات؛

-التركيز على التنمية المستدامة؛

-التأثير في تكوين احتياجات وسلوك الفاعلين في سوق الاستثمار.

-خلق وتعزيز الجاذبية الاقتصادية والاقامية للإقليم؛

-خلق روابط انتماء بين السكان الفاعلين الاقتصاديين والمنطقة التي استوطنوا فيها؛

-تحسين صورة الإقليم على المستوى الوطني والدولي؛

-إعادة تموقع الإقليم من أجل جذب مقيمين جدد؛

-تجزئة السوق من أجل تكييف الاتصالات والعروض الإقليمية تبعا لحاجات مختلف الشرائح المستهدفة (سياحة) وطنية ودولية مؤسسات، طلبة، مقيمين...الخ)؛

-تثمين الخصائص الملموسة وغير الملموسة للإقليم؛

-تحسين رؤية العروض الإقليمية والطاقات الكامنة السياحية، الاقتصادية والثقافية للإقليم.

ولتحقيق أهداف الإقليم يستوجب تبني استراتيجيات التسويق الفعالة، بهدف خلق صورة إيجابية للإقليم وترويجها بين المستثمرين والسياح المحتملين، وذلك لدعم جاذبية ،الإقليم، مما يعزز السمعة الناشئة للمنطقة.

المطلب الثالث: خصوصيات التسويق الإقليمي

ينفرد التسويق الإقليمي بمجموعة من الخصوصيات التي تميزه عن باقي ممارسات التسويق بسبب تعقد تركيبة الإقليم وتشعب مجالاته، وفيما يلي سنحاول توضيح أهم خصوصياته :[7]

- صعوبة قياس العائد على الاستثمار: يتمثل الهدف الرئيسي للتسويق الإقليمي في تحقيق رضا العميل وتلبية حاجات السوق، وبناء العلامة الاقليمية وتغيير السلوك الاجتماعي بشكل ايجابي.

- صعوبة تحديد مسؤولية جهة واحدة : بما أن التسويق الإقليمي مسؤولية مشتركة، فإن الإدارات العامة والمنظمات والجمعيات بشتى أنواعها، جميعها مسؤولة عن تبني خطة التسويق الإقليمي دون تسلسل هرمي ينظم العلاقة فيما بينها، ولذلك فمن الصعب أن تكون هناك أهداف ذات أولوية إقليمية بدرجة أولى، نظرا لأن كل صاحب مصلحة يعتبر أولوياته الخاصة ، هي الأكثر أهمية ولن يشارك بشكل كامل في نجاح عملية التسويق إلا في حالة وجود أهداف

مختلفة.

-تعدد وتنوع الأهداف والمستهدفين: يستهدف التسويق الإقليمي مجموعة من الفئات من سياح، مستثمرين، طلاب، مؤسسات، ومقيمين، لتحقيق عدد كبير ومتنوع من الأهداف التي تخدم مجموعة متنوعة من الفئات الإقليمية المستهدفة.

-صعوبة التمييز في ظل وجود القواسم المشتركة : يعد التمييز بين الأقاليم هو مفتاح النجاح، وإن طبيعة ممارسات التسويق الإقليمي تجعل المقارنة المرجعية واحدة من أكثر الطرق الفعالة لتمييز الإقليم وترويج صورته. يواجه التسويق الإقليمي تحديات متعددة على مستويات مختلفة : الاقتصادية والسياسة والاجتماعية... إلخ.

-تجزئة السوق الإقليمي : يتقرر تجزئة السوق الإقليمي انطلاقا من الطابع الجغرافي وتاريخ الإقليم، لكن قد لا يكون الإقليم هو الأمثل أو أحسن جزء تسويقي.[8]

تفرد مكونات التسويق الإقليمي: الإقليم هو مفهوم ذو تعقيد هيكلي بسبب العدد الكبير من المكونات التي يشملها والتفاعلات الموجودة بينها، لهذا نحاول توضيح الاختلافات الأساسية كما يلي :[9]

أ- السوق: إن مفهوم السوق أكثر تعقيدا على المستوى الإقليمي، ففي الأعمال التجارية يتم تعريفه على أنه جميع المستهلكين الذين يسعون إلى تلبية حاجة معينة، ويتم قياسه بالمبلغ الإجمالي الذي يكون هؤلاء المستهلكين على استعداد للاستثمار فيه لتلبية هذه الحاجة، لكن بالنسبة للإقليم فإن مفهوم السوق هو جميع المستثمرين والمؤسسات والسكان والطلاب والسياح الذين يسعى كل منهم لتلبية حاجة معينة.

ب- العميل: يتعدد العملاء في التسويق الإقليمي بحيث يمكنهم تبديل وضعية العميل من سائح إلى مقيم، ومن مقيم إلى سائح، ومن طالب إلى مقيم بالنسبة لحالة المؤسسة يمكن أن تكون عميلا للإقليم في البداية ثم تصبح شريكا للجهات الفاعلة الاقتصادية الأخرى في بعض الحالات، كما يمكن أن تكون جهة فاعلة حقيقية في الحياة المحلية ومصدرا للوظائف والحياة الاجتماعية.

ج - الإقليم: إن فكرة الإقليم هي قبل كل شيء مفهوم سياسي قائم على الاستغلال الذي يقوم به صناع القرار من فاعلين سياسيين واقتصاديين للإقليم.

د -العرض الإقليمي: يقدم الإقليم عروض للأطراف ذات المصلحة والمؤسسات الراغبة في إنشاء بيئة جذابة من الناحية الاقتصادية والقانونية والإدارية والاجتماعية والجغرافية، وبسبب المنافسة بين الأقاليم والتي تركز على التميز من خلال البحث عن ميزة تنافسية، فإن العرض الإقليمي يجعل من الإقليم منتجا يتم بيعه، بدءا من إنشاء صورة العلامة الإقليم وتطوير استراتيجية اتصال وخطة ترويج.

من خلال ما سبق يمكننا القول إن عملية تحديد الإقليم والتعامل معه كمنتج هو أكثر تعقيدا وصعوبة مقارنة بالمنتجات الكلاسيكية (السلع الخدمات الجمعيات وغيرها)، وهذا راجع إلى مجموعة من الخصوصيات التي يتميز بها الإقليم، لعل أهمها تنوع الجهات الفاعلة في العملية التسويقية والمستهدفين منها وكذا الأهداف المسطرة.

المطلب الرابع:  مبادئ التسويق الإقليمي

يرتكز التسويق الإقليمي على مبادئ مغايرة تماما لتلك التي يقوم عليها التسويق التجاري أو التقليدي. ويمكن توضيح هذه المبادئ في النقاط التالية :[10]

- عدم الخلط بين التسويق المطبق في المؤسسات والتسويق الإقليمي: رغم قيام التسويق الإقليمي على مبادئ التسويق في المؤسسة فتطبيقه على الإقليم يتطلب تعديلات كثيرة، أهمها الفرق الأساسي بين المؤسسة والاقليم هو نوعية العرض المقدم، فإذا كانت المؤسسة تنتج سلعا وخدمات فالعرض الإقليمي يقدم أصول مادية كالبنى التحتية والموارد الطبيعية والعقارية إضافة إلى الخدمات المرتبطة بها، وأخرى معنوية غير ملموسة، وهنالك فرق آخر وهو إمكانية المؤسسة التحكم في منتجها في عملية البيع عكس الإقليم أين يكون التحكم جزئي، في حين يرافق المنتج أو العرض الإقليمي الكثير من الخدمات المدعومة والمجانية.

-تحديد النطاق الجغرافي المناسب (الوجهة): يتكيف التسويق الإقليمي مع النطاق الجغرافي بحيث يقوم ببيع وجهة مناسبة للزبون المستهدف، بتوظيف الاتصالات التسويقية والوكالات الاقتصادية للتسويق الإقليمي، ولتوجيه المواطنين والمستثمرين وأصحاب المصلحة لتنمية منطقتهم.

- تنظيم المنهج المتبع : يعتمد على إنشاء منظمة مكلفة بالبعد التنظيمي والتسييري للمنهج التسويق الإقليمي تضم مجموعة من ،الفاعلين ذوو الكفاءة العالية، كما يتطلب توفير بيانات اقتصادية لإنجاح العملية.

- إشراك الأطراف الفاعلة للبناء والعمل بشكل جماعي: من بين التحديات التي تواجه البيئة التنافسية العدد الكبير في الوكالات والمنظمات الإقليمية والنقابية المحلية والدولية وعملها على المزايا النسبية والتنافسية للإقليم، لهذا يتوجب تطوير العمل الجماعي واشراك جميع الأطراف ذات المصلحة بشكل رئيسي في مراحل التسويق الإقليمي بجانبيه الاستراتيجي والعملياتي.

-خلق الثقة: تعد مسألة بناء الثقة بين المساهمين في العرض الإقليمي والفاعلين أمرا ضروريا وعلى عدة مستويات، منها الداخلية بين الجهات الفاعلة وعلى مستوى مقدمي العرض الإقليمي والمستهدفين منه من مستثمرين وزبائن.

- الشفافية: تساهم الشفافية في اتاحة البيانات والمعلومات الضرورية للفاعلين الاقليمين والشركاء في الاستراتيجية الجماعية وهذا لضمان سيرورة العمل بأقل التكاليف، ويفضل استخدام أدوات لتسهيل تقاسمه وتوزيع البيانات والمعلومات عبر الشبكات الداخلية والخارجية (الأنترانت والاكسترانت)، ومواقع التواصل الاجتماعي.

-الاعتماد على الاستراتيجية الاقتصادية للإقليم: يتم التصميم للاستراتيجية التسويقية من قبل الوكالات والمصالح الاقتصادية انطلاقا من الاستراتيجية الاقتصادية الأساسية للإقليم لتوحيد، وتوضيح الرؤية والأهداف لدى الأطراف المعنية.

-جعل رضا الزبون في قلب المنهج : لابد أن يكون هدف التسويق الإقليمي هو فهم وتلبية حاجات وتطلعات الزبائن المستهدفين وأن تكون محور انشغالاته في العملية التسويقية، ودراسة العروض الإقليمية والتأكد من اشباعها الحاجات الزبائن المتنوعين من مقيمين ومستثمرين.

المبحث الثاني : الترويج الإقليمي

تمثل سياسة الترويج أو الاتصال بالنسبة للإقليم مجموعة الوسائل الداعمة لاستراتيجية التسويق الإقليمي من أجل تحسين صورة المنطقة أو البلد أو حتى الأمة. يشير الترويج الإقليمي إلى جميع أنشطة الاتصال التي يتم تنفيذها من قبل السلطات والفاعلين الإقليميين لخدمة وتدعيم الأهداف التالية:[11]

- تعزيز جاذبية المناطق الجمهور خارجي؛

-الترويج لمهمات وإنجازات المجتمع؛

-تعزيز قضايا المصلحة العامة؛

-تعبئة مشاركة السكان.

توجد مجموعة من المراحل الأساسية التي يتبعها الفاعلون خلال عملية بناء السياسة الاتصالية أو الترويجية من أجل ترقية الإقليم وتوجيهه نحو الفئات المستهدفة من مؤسسات وسكان بتمرير رسالة مشفرة أو صريحة عبر استخدام محركات الاتصالات المتاحة، تتمثل هذه المراحل في :[12]

-الخطوة الأولى: تهدف إلى تحديد الأهداف التي يرغب الفاعلون من خلالها إلى تمرير رسالة في ذهنية المستهدفين؛

- الخطوة الثانية: تحديد وتعريف خصائص الفئة المستهدفة، ونوع الرسالة المراد ايصالها؛

-الخطوة الثالثة: تحرير المضمون والرسالة المفتاحية التي يود الفاعلون ايصالها للفئات المستهدفة؛ الخطوة الرابعة: اختيار وسائل الاتصال ووسائل الإعلام والدعائم المستخدمة لإيصال الرسالة؛ الخطوة الخامسة: تسيير متابعة العملية الاتصالية للإقليم ووضع لوحة القيادة ومؤشرات قياس الأداء ذات العلاقة.

الشكل 01: خطة الاتصالات التسويقية

المرجع: خرخاش أمينة، ص 76.

يوضح الشكل السابق خطوات إجراء الاتصالات التسويقية والتي تتم وفق 6 خطوات تبدأ بتحديد الأهداف واستراتيجية الاتصالات التسويقية، ثم تحديد خصائص المستهدفين الإقليميين، وفي الخطوة الثالثة  يتم تحرير محتوى ورسالة الإقليم، تأتي بعد ذلك عملية اختيار أدوات الاتصال، ثم تسيير ومتابعة العملية، وأخيرا قياس الأداء. وعادة ما تستخدم المؤسسات وسائل الإعلام السمعية البصرية كالتلفاز والاذاعة المكتوبة مثل الملصقات والجرائد والمطويات، إضافة إلى الوسائل الرقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف ايصال رسائلها الاتصالية ونشر مضمونها الترويجي، وهو الحال بالنسبة للترويج الإقليمي، إذ يستخدم الفاعلون هذه الوسائل بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الترويجية عبر وسائل أخرى .

-كيفية الترويج الإقليمي:

1. تحديد هوية الإقليم:  أول خطوة في الترويج للإقليم هي تحديد هويته المميزة. يتضمن ذلك:

-تحليل نقاط القوة والضعف: تحديد الموارد الطبيعية، المواقع السياحية، البنية التحتية، والمزايا الاقتصادية.

-التاريخ والثقافة: إبراز التراث الثقافي والعادات والتقاليد الفريدة.

-الصورة الذهنية: بناء صورة إيجابية عن الإقليم من خلال القصص والشهادات الواقعية.

2. استراتيجيات الترويج:

أ. التسويق الرقمي: و يتضمن:

إنشاء موقع إلكتروني تفاعلي يعرض أهم المعلومات حول الإقليم، مثل الفرص الاستثمارية والمعالم السياحية، بالإضافة الى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى المرئي والجاذب مثل الفيديوهات والصور عالية الجودة، كما لا ننسى تحسين محركات البحث (SEO) لضمان ظهور الإقليم في النتائج الأولى للبحث.

ب. الفعاليات والمعارض:

-تنظيم مهرجانات ثقافية وسياحية تعكس التراث المحلي.

-استضافة مؤتمرات اقتصادية لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة.

-المشاركة في معارض عالمية للتعريف بالإقليم.

ج. التعاون مع المؤثرين والسفراء:

-التعاقد مع مؤثرين محليين ودوليين للترويج للإقليم عبر قنواتهم الخاصة.

-تعيين سفراء تسويق يمثلون الإقليم في الفعاليات الدولية.

3. تطوير البنية التحتية الداعمة:

-تحسين وسائل النقل والمواصلات لتسهيل الوصول إلى الإقليم.

-تطوير الخدمات الفندقية والمرافق الترفيهية لجذب السياح والمستثمرين.

-توفير خدمات رقمية مثل التطبيقات الذكية التي تسهل التنقل والاستكشاف.

4. بناء شراكات استراتيجية

-التعاون مع الشركات السياحية لتنظيم رحلات وبرامج سياحية.

-الشراكة مع الجامعات ومراكز البحوث لتطوير دراسات حول الإمكانيات الاستثمارية.

-تعزيز العلاقات مع وسائل الإعلام المحلية والدولية لنشر قصص النجاح.

المبحث الثالث: الجاذبية الاقليمية و جذب المستفيدين

المطلب الأول: الجاذبية الاقليمية

وردت عدة تعاريف للجاذبية الإقليمية مست عدة جوانب ومستويات نذكر منها ما يلي:

يعرف الاقتصادي الفرنسي Fabrice Hatem الجاذبية بانها قدرة الإقليم من خلال الموارد التي يمتلكها على توفير للمؤسسات شروط توطن أكثر أهمية من الأقاليم المنافسة.[13]

وقد حدد هذا الكاتب خمس مناهج رئيسية لشرح مفهوم جاذبية الإقليم على الاستثمار وهي:[14]

-المنهج الذي يعتمد على صورة الإقليم أو الدولة؛

-المنهج الذي يعتمد على سيرورة اتخاذ القرارات؛

-المنهج الكلي للمؤشرات الاقتصادية؛

-المنهج القطاعي حسب العرض الإقليمي أو عرض الدولة؛

-المنهج الجزئي.

ينظر إلى الجاذبية في المنهج الأول والثاني من وجهة نظر تسييرية، فالمنهج من حيث الصورة يتطلب اتباع خطة استراتيجية بهدف تعزيز صورة المنطقة من أجل زيادة قدرتها على جلب أنشطة مستهدفة، في حين أن منهج عملية صنع القرار يركز على تحليل مراحل مختلفة حتى يختار المستثمر في النهاية موقع لإقامة مشروعه.

أما على المستوى الكلي فيمكن أن تعرف الجاذبية بوجود على مستوى الإقليم عرض تنافسي للموارد الأساسية والمناخ عمل ملائم.

وتعرف الجاذبية على المستوى القطاعي بالقدرة على توفير بيئة جذابة لاستقبال نوع من النشاط مبني على الخصوصية الإقليم المعني وهو ما يعرف بـ clusters.

في حين تعرف الجاذبية على المستوى الجزئي بأنها القدرة على اقتراح المشروع معين عرض معقد للعوامل (موارد ومواقع) الأكثر تنافسية مقارنة بحاجات المؤسسة المستثمرة.

وحسب Veltz فإن الجاذبية هي ظاهرة معقدة تطبق على الأقاليم وتأخذ بعين الاعتبار تفاعل ثلاث عوامل: [15]

-العولمة الصناعية بالتوازي مع العولمة المالية في مجال التبادل الدولي؛

-استقطاب الاقتصاد؛

-نمط تنظيم الشركات ( ليس فقط الشركات الكبرى).

كما تعرف الجاذبية الإقليمية بأنها قدرة الإقليم على جذب عوامل الإنتاج المتنقلة و/أو السكان والاحتفاظ بهم.[16]

أما منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية فتعرف الجاذبية الإقليمية بأنها القدرة على جذب اليد العاملة المؤهلة، والكفاءات كأدوات لحفز التنمية الاقتصادية وإعادة التجديد العمراني.

وعموما يمكن القول أن الجاذبية هي قدرة إقليم معين على استقطاب المستثمرين الأجانب والمحليين أكثر من الأقاليم المنافسة .

من خلال اعتماده على الإمكانيات والموارد التي يزخر بها والتسهيلات التي يقدمها لهم.

وتوجد ثلاث عوامل أساسية تجذب المستثمرين نحو إقليم معين وهي2:

-خصائص طلب المؤسسات التي تسعى إلى تطوير مشاريعها: ومن أبرزها اتوفر اليد العاملة المؤهلة، البنى التحتية، وحجم السوق؛

-خصائص الإقليم نفسه؛

-مدى كثافة المنافسة بين الأقاليم.

المطلب الثاني جذب المستفيدين:

جذب المستفيدين في التسويق الإقليمي يعد عنصرًا حاسمًا لضمان نجاح الاستراتيجيات التسويقية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. يتطلب هذا الجذب استراتيجيات متكاملة تعتمد على تحليل احتياجات الفئات المستهدفة، توفير عروض جذابة، وبناء شراكات مستدامة.

1. فهم الجمهور المستهدف:[17]

أ. تحليل البيانات الديموغرافية

-دراسة العمر، الجنس، والموقع الجغرافي للمستفيدين المحتملين.

-تحديد الفئات الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة.

-قياس السلوكيات الاستهلاكية والتفضيلات الثقافية.

ب. تقييم الاحتياجات والتوقعات

-إجراء استطلاعات ميدانية لفهم توقعات المستفيدين.

-تحليل التغذية الراجعة من الزوار والمستثمرين.

-تحديد الفرص الفريدة التي تلبي احتياجات الجمهور.

2. تطوير عروض قيمة مميزة[18]

أ. تحسين جودة الخدمات

-توفير خدمات ذات جودة عالية تلبي توقعات المستفيدين.

-تطوير البنية التحتية اللازمة لجذب المستثمرين والزوار.

ب. تقديم حوافز جذابة

-تقديم تخفيضات ضريبية وحوافز مالية للمستثمرين.

-عروض خاصة للسياح والمقيمين الجدد.

ج. توفير تجارب مميزة

إ-نشاء مسارات سياحية مبتكرة تسلط الضوء على الجوانب الثقافية والطبيعية.

-تنظيم فعاليات ترفيهية وثقافية تلبي اهتمامات المستفيدين.

3. الترويج الفعّال[19]:

أ. التسويق الرقمي

-استخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر محتوى مرئي وجذاب.

-إنشاء حملات إعلانية موجهة تعتمد على تحسين محركات البحث (SEO).

ب. الاستفادة من المؤثرين

-التعاون مع المؤثرين الرقميين للترويج للإقليم عبر منصاتهم.

-إشراك شخصيات محلية وعالمية كسفراء للإقليم.

ج. المشاركة في المعارض والفعاليات

-تنظيم معارض تبرز فرص الاستثمار والجذب السياحي.

-المشاركة في الفعاليات العالمية لبناء علاقات دولية.

4. بناء الشراكات الاستراتيجية:[20]

أ. التعاون مع القطاعات المختلفة

إقامة شراكات مع الجامعات لتطوير دراسات تسويقية حول المنطقة.

التعاون مع شركات السياحة لتعزيز عروض الإقليم.

ب. العلاقات الإعلامية

تعزيز التغطية الإعلامية من خلال التواصل مع الصحف والقنوات التلفزيونية.

إنتاج أفلام وثائقية تبرز جاذبية الإقليم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خاتمة:

        من خلال ما سبق نستنتج أن التسويق الإقليمي هو استراتيجية تهدف إلى تعزيز جاذبية منطقة معينة من خلال تسليط الضوء على ميزاتها التنافسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. يركز هذا النوع من التسويق على تطوير الإقليم كعلامة تجارية متكاملة لجذب المستثمرين، السياح، والمقيمين الجدد.

يهدف التسويق الإقليمي إلى تحسين الصورة الذهنية للإقليم، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما يسعى إلى جذب الاستثمارات وتعزيز السياحة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل وتحقيق الاستدامة.

وللترويج للإقليم يجب تحديد هوية الإقليم من خلال تحليل نقاط القوة والضعف، والفرص المتاحة. يتم إبراز التراث الثقافي، التاريخي، والموارد الطبيعية، وبناء هوية متكاملة تعكس روح الإقليم.

وتكمن استراتيجيات الترويج في التسويق الرقمي والفعاليات والمعارض بتنظيم مهرجانات ومؤتمرات سياحية واقتصادية، واستضافة معارض محلية ودولية، بالاضافة الى  التعاون مع المؤثرين و الاستعانة بمؤثرين رقميين وسفراء للترويج للإقليم. كما لا ننسى تطوير البنية التحتية بتحسين وسائل النقل والخدمات الفندقية، وتقديم خدمات رقمية تسهل الاستكشاف.

وطرق جذب المستفيدين في التسويق الإقليمي تتمثل في فهم الجمهور المستهدف فمن الضروري تحليل البيانات الديموغرافية والاجتماعية، وتحديد التفضيلات الثقافية والاقتصادية. يُعدّ فهم احتياجات المستفيدين المحتملين أساساً لبناء استراتيجيات فعّالة.

أما تحسين الخدمات فيشمل تطوير البنية التحتية لتلبية التوقعات، وتوفير خدمات ذات جودة عالية. وتقديم حوافز مالية بتقديم تخفيضات ضريبية للمستثمرين، وعروض خاصة للسياح والمقيمين.

 

 

 

 

 

قائمة المراجع:

الكتب العربية:

-محمد قاسم القريوتي، مبادئ التسويق الحديث، الطبعة الأولى، دار الصفاء للنشر و التوزيع، الأردن، 2001

الكتب الأجنبية:

Philip Kotler, Marketing Management, edition 11th, Upper Saddle River, NJ, USA, 2002

Cammille Chamard, Le marketing Territorial: comment développer l'attractivité et l'hospitalité des territoires, deboeck, France, 2014

G. Amjid & others, Territorial marketing and its effects on Development, approach from the literature, Revue Marocaine de recherche en management et marketing, N°13, 2016, Maroc

Fabrice Hatem, Le marketing territorial : principes, méthodes et pratiques, 1 édition, EMS, Paris, 2007

Abdelmadjid Ait habouche, Attractivité et compétitivité des territoires quels indicateurs ?, revue de la Larcid, N°3, 2016

 

المجلات:

-بولطيف سعيدة، سامية لحول، مساهمة التسويق المستدام في تحقيق الميزة التنافسية بمنظمات الأعمال، مجلة الحقوق و العلوم الانسانية، ع 31، جامعة زيان عاشور.

-رافع نادية، لونيسي علي، التسويق الاقليمي بالتنمية المحلية، مجلة الدراسات التجارية و الاقتصادية المعاصرة، المجلد01، العدد01، جانفي 2018

-عبد الله بن حمو، ياسين بن زيدان، الجاذبية الإقليمية كمدخل لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر - الامارات العربية المتحدة نموذجا - مجلة الاقتصاد والمالية، المجلد 8 العدد ،2، 2022

-العارف خديجة، تراري مجاوي حسين الجاذبية الاقليمية والاستثمار الأجنبي المباشر المجلة الجزائرية للاقتصاد والإدارة، العدد 8 أفريل 2016

-شهرزاد ثلايجية، محمد قوجيل دور لامركزية الجماعات الإقليمية في خلق أقاليم جذابة: دراسة حالة إقليم سوق أهراس، المجلة الجزائرية للتنمية الاقتصادية، العدد 1، 2020

الأطروحات:

-بوناب سامية، التسويق الاقليمي كمنهج استراتيجي لتدعيم الجاذبية للأنشطة الاقليمية، اطروحة دكتوراه، تخصص: ادارة تسويقية، جامعة امحمد بوقرة، بومرداس، 2018

-جابر سطحي، دور الاستثمار الأجنبي المباشر في تحسين المزيج التسويقي للمؤسسات الجزائرية، اطروحة دكتوراه، جامعة محمد خيضر، بسكرة، 2017/2018

-خرخاش أمينة، دور التسويق الاقليمي في استقطاب وترقية المشاريع الاستثمارية، اطروحة دكتوراه، قسم العلوم التجارية، جامعة فرحات عباس، سطيف، 2022/2023.

المواقع الالكترونية:

https://abualkomboz.com/ .

 



[1] يتفرع من التسويق الإقليمي عدد من الأنواع المرتبطة بشكل أساسي بالمنتج أو العرض الإقليمي، وتتمثل هاته الأنواع في: التسويق الحضري الذي يركز على العرض الجغرافي والعمراني، وتسويق المدن الذي يعتبر المدينة هي المنتج الإقليمي، إضافة إلى تسويق الوجهة الذي عادة ما يرتبط بالمناطق السياحية، ينظر: خرخاش أمينة، دور التسويق الاقليمي في استقطاب وترقية المشاريع الاستثمارية، اطروحة دكتوراه، قسم العلوم التجارية، جامعة فرحات عباس، سطيف، 2022/2023، ص 18.

[2] Philip Kotler, Marketing Management, edition 11th, Upper Saddle River, NJ, USA, 2002, P 183

[3]  Cammille Chamard, Le marketing Territorial: comment développer l'attractivité et l'hospitalité des territoires, deboeck, France, 2014, P 166.

[4] خرخاش أمينة، المرجع السابق، ص 18.

[5] بولطيف سعيدة، سامية لحول، مساهمة التسويق المستدام في تحقيق الميزة التنافسية بمنظمات الأعمال، مجلة الحقوق و العلوم الانسانية، ع 31، جامعة زيان عاشور، ص 284.

[6] خرخاش أمينة، المرجع السابق، ص 19.

[7] 'G. Amjid & others, Territorial marketing and its effects on Development, approach from the literature, Revue Marocaine de recherche en management et marketing, N°13, 2016, Maroc, pp 113, 114.

[8] Fabrice Hatem, Le marketing territorial : principes, méthodes et pratiques, 1 édition, EMS, Paris, 2007, p12.

[9] رافع نادية، لونيسي علي، التسويق الاقليمي بالتنمية المحلية، مجلة الدراسات التجارية و الاقتصادية المعاصرة، المجلد01، العدد01، جانفي 2018، ص 140.

[10] خرخاش أمينة، المرجع السابق، ص ص 19-21.

[11] بوناب سامية، التسويق الاقليمي كمنهج استراتيجي لتدعيم الجاذبية للأنشطة الاقليمية، اطروحة دكتوراه، تخصص: ادارة تسويقية، جامعة امحمد بوقرة، بومرداس، 2018، ص 141.

[12] خرخاش أمينة، المرجع السابق، ص 76.

[13] Abdelmadjid Ait habouche, Attractivité et compétitivité des territoires quels indicateurs ?, revue de la Larcid, N°3, 2016, p4.

[14] عبد الله بن حمو، ياسين بن زيدان، الجاذبية الإقليمية كمدخل لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر - الامارات العربية المتحدة نموذجا - مجلة الاقتصاد والمالية، المجلد 8 العدد ،2، 2022، ص 219

[15] العارف خديجة، تراري مجاوي حسين الجاذبية الاقليمية والاستثمار الأجنبي المباشر المجلة الجزائرية للاقتصاد والإدارة، العدد 8 أفريل 2016، ص 67.

[16] شهر زاد ثلايجية، محمد قوجيل دور لامركزية الجماعات الإقليمية في خلق أقاليم جذابة: دراسة حالة إقليم سوق أهراس، المجلة الجزائرية للتنمية الاقتصادية، العدد 1، 2020، ص 318.

[17] أساسيات استراتيجية التسويق لتنمية، https://abualkomboz.com/ .

[18] جابر سطحي، دور الاستثمار الأجنبي المباشر في تحسين المزيج التسويقي للمؤسسات الجزائرية، اطروحة دكتوراه، جامعة محمد خيضر، بسكرة، 2017/2018، ص 49.

[19] محمد قاسم القريوتي، مبادئ التسويق الحديث، الطبعة الأولى، دار الصفاء للنشر و التوزيع، الأردن، 2001، ص 113.

[20] خرخاش أمينة، المرجع السابق، ص 98.

NameE-MailNachricht