JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

بحث حول المتنبي حياته و أشعاره

خط المقالة

 

هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الجعفي ، ولد في محلة كندة بالكوفة حوالي سنة 915 ، وكان والده يعرف بعبدان السقاء ، يسقي الماء لأهل قبيلته ، لذا نجد الشاعر دائما يترفع عن ذكر نسبه ، ويستعيض عنها بقدر نفسه وجليل أعماله ، فيقول :

لا بقومي شَرُفت بل شرفوا بي  *  ونفسي فخرت لا بجدودي

وقد لاحظ عليه أبوه وهو صغير علامات النباهة والذكاء فألحقه بإحدى مدارس الكوفة ، ثم رحل إلى بادية السماوة لينهل من ينابيع اللغة العربية الفصيحة ، حيث فتح لها قلبه فأعطته أسرارها ، فكان شاعر اللغة العربية بحق[1] .

سبب تسمية المتنبي بهذا الاسم ؟

كثيرة هي الروايات التي تضاربت حول سبب تسمية أبي الطيب المتنبي بهذا الاسم ، إلا أنهم اتفقوا على أنه سجن في فترة عرفت صراعات وفتن ودعوات سياسية مختلفة ، وفرق دينية متباينة ، فأدلى المتنبي بدلوه في هذا المضمار ، وهو الإنسان الطموح .

ومن هذه الروايات أنه خرج إلى بلاد الشام مدعيا النبوة ، منصبا نفسه داعية من دعاة مذهب الإسماعيلية ، فحُبس حتى استتاب ثم أطلق سراحه .

في حين يرى آخرون أن أصل لقب المتنبي يعود لبعض أبيات شعره ، ولتعاليه الدائم وتعاظمه ، وهو ما يذهب إليه ابن جني ، حيث يرى أن سبب هذا اللقب يعود إلى قول المتنبي :

أنا في أمة تداركها الله  *  غريب كصالح في ثمود

ويبدو أن دعوى المتنبي كانت سياسية ، إذ هو نفسه يعترف بها فيقول :

ما مُقامي بأرض نخلة إلا  *  كمقام المسيح بين اليهود

دعوات أثارت عليه الأقاويل والضغائن ، فلا عجب أن يلقب بالمتنبي ، وعلى كل حال لا يهمنا دعوى هذا الشاعر بقدر ما يهمنا ما خلفه لنا من أبيات خالدة تحمل سحر اللغة العربية الأخّاذ .[2]

 

أبو الطيب المتنبي : الشاعر الباحث عن المجد[3]

ظل المتنبي يتنقل مرتحلا في أنحاء البلاد يبحث عن المجد والسؤدد ، ممتلكا طموحا يناطح السحاب ، لكن الحاجة إلى المال كانت تدفعه إلى المدح قصد التكسب ، لكن قلما جاد عليه ممدوحوه بما يرضي نفسه ، ويقول في ذلك :

أين فضلي إذا قنعتُ من الدهـ  *  ر بعيش معجّل التنكيد

ضاق صدري وطال في طلب الرز  *  ق قيامي وقل عنه قعودي

ويقول أيضا :

أظمتني الدنيا فلما جئتها  *  مستسقيا مطرت علي مصائبا

 أبو الطيب المتنبي في رحاب سيف الدولة[4]

 بعد أن ذاع صيت الشاعر الطموح ، وأبياته التي تسحر الألباب ، وصل صداه إلى أمير حلب سيف الدولة ، فدعاه إلى الانضمام إلى بلاطه ، فقبل المتنبي بشروط وهي : ألا ينشد الأمير وهو واقف وألا يقبل الأرض بين يديه . فوافق الأمير .

ومنذ ذاك الحين أصبح المتنبي شاعر سيف الدولة المقرب ، والمحفوف بكرمه وعطفه ، حيث يصحبه في حله وترحاله ، الشيء الذي أوغر صدور سائر الشعراء والأدباء حقدا وحسدا ، وتمكنوا في النهاية من إشعال الفتنة بينه وبين الأمير ، فرحل غاضبا متوجها إلى دمشق .

وفي ذلك يقول :

أزل حسد الحساد عني بكبتهم  *  فأنت الذي صيّرتهم لي حُسّدا

ويقول أيضا :

وفي كل يوم تحت ضبني شويعر  *  ضعيف يقاويني قصير يطاول

 أبو الطيب المتنبي في رحاب كافور الإخشيدي[5]

 بعد رحيل المتنبي عن بلاط سيف الدولة ، توجه إلى دمشق  أين قرر أن يبدأ رحلة جديدة من نشد العلو والطموح اللامتناهي ، فسمع عنه حاكم مصر كافور الإخشيدي ، فضمه إليه وأكرمه ، وقد مدحه المتنبي بقصائد عدة ، وإن لم تكن بقدر ممدوحه الأول .

ولقد خاب ظن شاعرنا وتبددت طموحاته حين لم يهبه كافور ما يسد رغبته التواقة للتملك ، فقد كان هدف شاعرنا أن ينال ضيعة أو إمارة ، وفي ذلك يقول :

إذا لم تنط بي ضيعة أو ولاية  *  فجودك يكسوني وشغلك يسلب

لكن لم يتأتى له ذلك ، الشيء الذي جعله يحن لأيامه الزاهية رفقة سيف الدولة ، واعتلته رغبة من اليأس والتشاؤم .

وفي ذلك يقول :

ولما صار ود الناس خبا  *  جَزَيتُ على ابتسام بابتسام

وصرت أشك فيمن أصطفيه  *  لعلمي أنه بعض الأنام

يقول البرقوقي شارح ديوان المتنبي : ‘ وليس بعيدا أن يكون كافور كره من الشاعر إلحاحه في طلبه ، ومداومته على التذكير بالوعد ، في لغة يصح أن تسمى تأنيبا وتوبيخا ، فصح في عزمه ألا ينيله طلبته . ‘

 

 

 وفاة المتنبي ( الشاعر الذي قتله شعره)[6]

 لم يطب للمتنبي مستقر في أي موضع من الأرض ، لا سيما أنه لم يجد ما يطمح إليه في بلاط كافور ، فقرر الرحيل خفية في ليلة عيد حزينة ، نظم فيها قصيدته المشهورة :

عيد بأي حال عدت يا عيد  *  بما مضى أم لأمر فيك تجديد

وظل يتنقل ما بين بغداد وفارس ، ينشد العطايا والهبات ، دون أن يمس ذلك بكبريائه ومجده الذي علته ضبابة من السراب البعيد .

هجا الأمير كافور لبخله وتنكره ، وفي ذات الوقت حنّ لأميره الحمداني ، والذي أرسل إليه يدعوه لمرافقته مثل الأيام الخوالي ، لكن نفس شاعرنا أبت إلا أن تنشد أهدافها الشخصية .[7]

وقد كان السبب الرئيسي في وفاة المتنبي – أو بالأحرى مقتله – أنه هجا رجلا يدعى ضبة بكلام فاحش وخاض في عرضه وعرض أمه ، ومن ذلك قوله :

ما أنصف القوم ضبة  *  وأمه الطرطبة

وإنما قلت ما قلـ  *  ـت رحمة لا محبة

وما يشق على الكلـ  *  ـب أن يكون ابن كلبة

وكان لضبة هذا خال يدعى فاتك بن أبي جهل الأسدي ، وكان اسما على مسمى حيث فتك ثأرا وانتقاما بالمتنبي ، حيث تعرض له حين خرج من فارس إلى بلده العراق ، فقتله وابنه وغلامه ، وذلك في أواخر رمضان حولي سنة 965 م .

وبذلك انطفأت شمعة من الكبرياء والعظمة قلما وجدت في شاعر عُرف في تاريخ الأدب العربي ، شاعر قتله شعره ، وظل إلى آخر رمق يدافع عن مبدأ التملك ونشد العلو والسؤدد ، ذلكم كان شاعرنا المتنبي الذي شغل الدنيا والناس .

 مؤلفات المتنبي

 

– ديوان المتنبي الكبير الذي يحوي ثمين ما جادت به قريحة الشاعر ، وقد عنى بشرحه : الواحدي – أبو العلاء المعري – ناصيف اليازجي – إبراهيم اليازجي – البرقوقي …وغيرهم ، وتنوعت أغراض ديوانه ما بين مدح ورثاء ، وفخر وهجاء ، وغزل وحكم .

 

 

 مكانة المتنبي بين شعراء عصره

 لا يختلف الباحثون على أن المتنبي شاعر ذو وزن ثقيل في ديوان العرب ، وأحد أكثر شعراء العرب شهرة ، ولقد اهتم أهل الأدب بتتبع ودراسة سيرته ، وأضحت أشعاره مضرب الأمثال والحكم ، وشخصيته محط الإعجاب والحسد والغيرة .

شخصية تجمع بين الفتوة والطموح المتقد ، والكبرياء والاعتزاز بالنفس ، ولقد بقيت أشعاره خالدة شاهدة على عبقرية هذا الشاعر الفذ الذي قل أن يجود زمان الشعر بمثله .

 مميزات و خصائص شعر المتنبي:[8]

 حب العظمة ، الثقة في النفس ، الحكمة و الفلسفة ، صفات طبعت خصائص شعر المتنبي والذي تنوعت مصادره وأغراضه ، وقد تمكن بفضل ما أوتي من بيان ومعرفة بلغة الضاد ، أن يصوغ أبيات جرت على ألسنة الناس مجرى الحكم والأمثال .

 

 تنوع اغراض شعر المتنبي : المدح

 

يشغل المدح القسم الأكبر من ديوان المتنبي ، ولا غرابة في ذلك ، فتلك العادة التكسبية كانت نوعا من تقلد المناصب وطلب العيش الرغيد ، مقابل ما يملكون من موهبة ولسان يقطر كلمات تصل القاصي والداني ، وكأن لسان الشاعر كوسائل الإعلام الآن .

ويحترم في أسلوب مدحه القاعدة التقليدية القديمة ، فتراه يستهل القصيدة بمقدمة غزلية ، ويصف الراحلة ، ثم يصل إلى غرض القصيدة الرئيسي وهو التغني بالممدوح .

يقول في مدح سيف الدولة في واقعة انتصاره على الروم :

وقفتَ وما في الموت شك لواقف  *  كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة  *  ووجهك وضاح وثغرك باسم

 

تنوع اغراض شعر المتنبي : الرثاء

 

رثى المتنبي أحباءه بحزن عميق ، جسدتها أبياته الباكية الثائرة المتجهمة ، وقد رثى جدته التي يعتبرها والدته فقال :

أحن إلى الكأس التي شربت بها  *  وأهوى لمثواها التراب وما ضما

أتاها كتابي بعد يأس وترحة  *  فماتت سرورا بي ، فمتّ بها غما

حرام على قلبي السرور فإنني  *  أعد الذي ماتت به بعدها سمّا

ورثى خولة أخت سيف الدولة :

يا أُختَ خَيرِ أَخٍ يا بِنتَ خَيرِ أَبٍ  *  كِنايَةً بِهِما عَن أَشرَفِ النَسَبِ

أُجِلُّ قَدرَكِ أَن تُسمى مُؤَبَّنَةً  *  وَمَن يَصِفكِ فَقَد سَمّاكِ لِلعَرَبِ

لا يَملِكُ الطَرِبُ المَحزونُ مَنطِقَهُ  *  وَدَمعَهُ وَهُما في قَبضَةِ الطَرَبِ

غَدَرتَ يا مَوتُ كَم أَفنَيتَ مِن عَدَدِ  *  بِمَن أَصَبتَ وَكَم أَسكَتَّ مِن لَجَبِ

وَكَم صَحِبتَ أَخاها في مُنازَلَةٍ  *  وَكَم سَأَلتَ فَلَم يَبخَل وَلَم تَخِبِ

طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ  *  فَزِعتُ فيهِ بِآمالي إِلى الكَذِبِ

حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلاً  *  شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ بي

تَعَثَّرَت بِهِ في الأَفواهِ أَلسُنُها  *  وَالبُردُ في الطُرقِ وَالأَقلامُ في الكُتُبِ

اقرأ أيضامن روائع شعر المتنبي في الرثاء

 

تنوع اغراض شعر المتنبي : الوصف[9]

 

أبدع المتنبي في جانب الوصف ، وإن كان ميله لجانب وصف النفوس والمظاهر الاجتماعية أكثر منها وصف الطبيعة والكون ، فترك لنا لوحات خالدة وبارعة في الجمال .

قال يصف أسدا :

يطأ الثرى مترفقا من تيهه  *  فكأنه آس يجس عليلا

ويردّ عفرته إلى يأفوخه  *  حتى تصير لرأسه إكليلا

وقال يصف لنا هول المعارك والحروب :

أتوك يجرون الحديد كأنما  *  سروا بجياد ما لهن قوائم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم  *  ثيابهم من مثلها والعمائم

 

تنوع اغراض شعر المتنبي : الغزل

 

طبيعة أبي الطيب المعتز بنفسه جعلت لون الغزل في أشعاره لا يخلو من عاطفة وجدانية ذات معاني وحكم ، وقد حاول أن يأتي بأفضل ما في جعبته ليتفوق على شعر من سبقوه ، حتى أنه كان يصل أحيانا لدرجة الغلو والمبالغة خصوصا في مطلع قصائده :

قال المتنبي :

تَشتَكي ما اشتكَيتُ مِن ألمِ الشّوْ  *  قِ إلَيها وَالشّوْقُ حَيثُ النُّحولُ

وَإذا خامَرَ الهَوَى قَلبَ صَبٍّ  *  فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ

زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دا  *  مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ

وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنـ  *  يَا فإنّ المُقَامَ فيها قَليلُ

ويقول في قصيدة أخرى :

تقولين ما في الناس مثلك عاشق  *  جدي مثل من أحببته تجدي مثلي

اقرأ أيضامن روائع شعر المتنبي في الحب

 تنوع اغراض شعر المتنبي : الهجاء[10]

 لم يكن الهجاء فنا يرغب فيه المتنبي بقدر ما هو وسيلة يلجأ إليها في أوقات خاصة تقتضي شكوى وسخطا وتذمرا ، إذ كان يرى مكانته كشاعر يناشد العلياء لا تسمح له بأن يميل إلى هذا النوع من الشعر .

لكنه حينما كان يضطر إليه فكان يوجه سهاما قاتلة لمن طالهم هجاءه فلا تقوم لهم قائمة بعد ذلك ، وفي ذلك يقول الأديب المؤرخ حنا الفاخوري :

– ‘ ...فهجاء المتنبي اذن انتقام لكرامته ، واثئار من زمانه ، واشمئزاز من الدناءات ، واحتقار للؤم ، واستصغار للناس . لقد سخط كثيرا وأصبح صدره كبركان يثور ، إن هاجه أحد عربد وقذف حممه . ‘

قال يهجو كافور الإخشيدي :

ما كنتُ أحسبني أحيا إلى زمن  *  يسيء بي فيه عبد وهو محمود

جوعان يأكل من زادي ويمسكني  *  لكي يقال : عظيم القدر مقصود

أولى اللئام كُويفير بمعذرة  *  في كل لؤم وبعض العذر تفنيد

 

تنوع اغراض شعر المتنبي : الفخر

 يبدو أن الفخر يجري في كيان وشخصية المتنبي مجرى الدم في العروق ، ولا عجب ! فهو الشخصية الشامخة بأنفتها وكبريائها ، الطموحة دائما إلى العلو والرفعة ، لذا كان الفخر يغلب على جل قصائده إن لم يكن كلها .

قال مفتخرا في أبيات خالدة :

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا  *  بأنني خير من تسعى به قدم

الخيل والليل والبيداء تعرفني  *  والسيف والرمح والقرطاس والقلم

وقال أيضا :

كأني دحوت الأرض من خبرتي بها  *  كأني بنى الاسكندر السد من غرمي

اقرأ أيضاأجمل أبيات المتنبي في عزة النفس

 

أبو الطيب المتنبي شاعر الحكمة[11]

إذا كان المتنبي بارعا في الفخر ، متفننا في المدح ، حاد اللسان في الهجاء ، رقيق القلب في الرثاء ، فإنه في الحكمة هو السيد الفيلسوف الذي تعلم من الحياة ، فسطر أبياتا كتبت له الخلود والتربع على عرش شعراء الحكمة .

قال المتنبي في سنّة الحياة :

إنما أنفس الأنيس سباع  *  يتفارسن جهرة واغتيالا

من أطاق التماس شيء غلابا  *  واغتصابا لم يلتمسه سؤالا

وقال أيضا :

يدفن بعضنا بعضا وتمشي  *  أواخرنا على هام الأوالي

أما نظرة المتنبي للناس في زمانه فيقول عنهم في هذه الأبيات :

أذمّ إلى هذا الزمان أُهيلهُ  *  فأعلمهم فدم وأحزمهم وغد

وأكرمهم كلب وأبصرهم عمٍ  *  وأسهدهم فهد وأشجعهم قرد

ويقول طالبا المجد في أجمل صوره :

إذا غامرت في شرف مروم  *  فلا تقنع بما دون النجوم

 شخصية المتنبي من خلال شعره[12]

 تشكلت شخصية المتنبي وعرفت تحولات مهمة وذلك خلال أربعة مراحل من حياته :

1 – أبو الطيب المتنبي ومرحلة الفتوة

وهي مرحلة ما قبل اتصاله بسيف الدولة ، حيث كانت دماء الفتوة والطيش والشباب تفوح من كيان شاعرنا الطموح ، فكان شعره ترجمانا لهواجس نفسه الطموحة المغرورة التي اندفعت ثائرة بكا قوة ، باحثة عن مكان بين العظماء .

وفي ذلك يقول :

ردي حياض الردى يا نفس واتركي  *  حياض خوف الردى للشاء والنعم

 

2 – أبو الطيب المتنبي عند سيف الدولة

في أركان بلاط سيف الدولة انبرى المتنبي في نعم الأمير ظافرا غانما ، وقد بلغ من العمر آنذاك الرابعة والثلاثين ، فكان ذا تجربة ورزانة ، ذاق فيها كيد الحساد ، ومحاولاتهم النيل منه ، فكانت شخصيته الشعرية تتفرق بين قلب فرح بالنعمة ، وبين قلب مكسور من كيد الحساد الذين دفعوه إلى الرحيل .

وها هو يقول في إحدى القصائد الخالدة :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي  *  وأسمعت كلماتي من به صمم

 3 –أبو الطيب المتنبي في مصر[13]

يبدو أن تجربة الشاعر في مصر لم ترقى أبدا لمطامعه وتطلعاته ، فلم تنجح محاولاته التكسبية في المدح سواء للأمير كافور أو غيره من وجهاء مصر في نيل بغيته ومراده ، فتجرع الحسرات والأحزان ، وتكونت له شخصية ساخطة اتخذت من لسان الهجاء سلاحا فتاكا .

وله في هذه الفترة بيتا شهيرا يترجم تجربته بمصر ، فيقول :

ما كل ما يتمنى المرء يدركه  *  تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

 4 – أبو الطيب المتنبي في فارس والعراق[14]

كانت آخر المحطات التي كونت شخصية المتنبي ، وفيها وصل شاعرنا إلى درجة من التعب والإنكسار ، وانطفاء لتلك الشعلة الثائرة ، وقد لجأ الشاعر في هذه المرحلة لضروب من الحكم ووصف الطبيعة ، وكأنه اختار أن يتقاعد ويريح نفسه المحملة بالأثقال وخيبات الأمل .

يقول ذاكرا الأشجار :

وألقى الشرق منها في ثيابي  *  دنانيرا تفر من البنان

لها ثمر تشير إليك منه  *  بأشربة وقفن بلا أوان

وأمواه تصل بها حصاها  *  صليل الحلي في أيدي الغواني

 روائع شعر المتنبي  [15]

 

من قصيدة وا حر قلباه :

واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ  *  وَمَن بِجِسمي وَحالي عنده سَقَمُ

مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي  *  وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ

إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ  *  فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ

قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَة  *  وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ  *  وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ

يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي  *  فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ

أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً  *  أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ

وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ  *  إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ

أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي  *  وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ

أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها  *  وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ

وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي  *  حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ

إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً  *  فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ

وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ  *  حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ

فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني  *  وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ

صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً  *  حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ

 

من قصيدة على قدر أهل العزم :

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ  *  وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها  *  وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ  *  وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ  *  وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ  *  نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ  *  وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها  *  وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ  *  فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا  *  وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

اقرأ أيضاشرح قصيدة على قدر أهل العزم للمتنبي

 

اجمل اشعار المتنبي [16]

 

من قصيدة على قدر عذل العواذل :

عَذلُ العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ  *  وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ

يَشكو المَلامُ إِلى اللَوائِمِ حَرَّهُ  *  وَيَصُدُّ حينَ يَلُمنَ عَن بُرَحائِهِ

وَبِمُهجَتي يا عاذِلي المَلِكُ الَّذي  *  أَسخَطتُ كُلَّ الناسِ في إِرضائِهِ

إِن كانَ قَد مَلَكَ القُلوبَ فَإِنَّهُ  *  مَلَكَ الزَمانَ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ

الشَمسُ مِن حُسّادِهِ وَالنَصرُ مِن  *  قُرَنائِهِ وَالسَيفُ مِن أَسمائِهِ

أَينَ الثَلاثَةُ مِن ثَلاثِ خِلالِهِ  *  مِن حُسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِهِ

مَضَتِ الدُهورُ وَما أَتَينَ بِمِثلِهِ  *  وَلَقَد أَتى فَعَجَزنَ عَن نُظَرائِهِ

 

من قصيدة بأية حال عدت يا عيد :

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ  *  بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ  *  فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ

لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها  *  وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ

وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً  *  أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ

لَم يَترُكِ الدهر مِن قَلبي وَلا كَبِدي  *  شيئا تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ

يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما  *  أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ

أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني  *  هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ

أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ  *  أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ

صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها  *  فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ

نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها  *  فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ

العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ  *  لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ

لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ  *  إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ

ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ  *  يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ

وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا  *  وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ

وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ  *  تطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ

جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني  *  لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصود

 

 

 

3روائع أشعار المتنبي [17]

 

من قصيدة كفى بك داء :

كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا  *  وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا

تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى  *  صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا

إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ  *  فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا

وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ  *  وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا

فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى  *  وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا

حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى  *  وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا

وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ  *  فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا

فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها  *  إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا

إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصاً مِنَ الأَذى  *  فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِيا

وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى  *  أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا

 

من قصيدة أرق على أرق المليئة بالحكم والعبر :

أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ  *  وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى  *  عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ

ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ  *  إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي  *  نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ  *  فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني  *  عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا

أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ  *  أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ  *  جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى  *  كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ  *  حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ

خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا  *  أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ

وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ  *  وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ

وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ  *  وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ

 

افضل قصائد ابو الطيب المتنبي [18]

 

من قصيدة بم التعلل لا أهل ولا وطن :

بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ  *  وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني  *  ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ

لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ  *  مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ

فَما يَدومُ سُرورُ ما سُرِرتَ بِهِ  *  وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ  *  هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا

تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم  *  في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمَّلوا حَمَلَتكُم كُلُّ ناجِيَةٍ  *  فَكُلُّ بَينٍ عَلَيَّ اليَومَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوادِجِكُم مِن مُهجَتي عِوَضٌ  *  إِن مُتُّ شَوقاً وَلا فيها لَها ثَمَنُ

يا مَن نُعيتُ عَلى بُعدٍ بِمَجلِسِهِ  *  كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ

كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ  *  ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قَد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قَولِهِمِ  *  جَماعَةٌ ثُمَّ ماتوا قَبلَ مَن دَفَنوا

ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ  *  تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خاتمة

 

ذلك هو الشاعر الذي شغل الدنيا والناس ، الشاعر الذي صارت أبياته مضرب الأمثال في الحكم والمعاني العميقة ، لما تتضمنه من مرونة وجمال مرصع بجواهر من اللغة والبيان .

ولقد حاولنا أن نختصر قدر الإمكان في هذا البحث المتواضع ، حتى لا نشعر القارئ العزيز بالملل وطول الفقرات .

 



[2] محمود محمد الطناحي، دراسات وبحوث  فى اللغه والادب -2002،  الجزء 1، بيروت: دار الغرب الإسلامي، صفحة 223

[3] المرجع السابق، ص 240.

[4] عبد الرحمن البرقوقي، شرح ديوان المتنبي، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 16،15، 17، 18 جزء الأول

[5] المرجع السابق، ص 23-24

[6] أدب الموسوعة العالمية للشعر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2021

[7] عبد السلام العبيدي (2011)، "إشكالية الموت في شعر المتنبي"، مجلة جامعة تكريت، العدد 1، المجلد 18، صفحة 219، 220

[8] الخصائص الفنية والمعنوية في مدائح أبي الطيب المتنبي، السنغال: جامعة شيخ أنت جوب بدكار، صفحة 48 -38 ،35- 30 ،24 ،23 ،20،21.

[9] الخصائص الفنية والمعنوية في مدائح أبي الطيب المتنبي، السنغال: جامعة شيخ أنت جوب بدكار، صفحة 48 -38 ،35- 30 ،24 ،23 ،20،21.

[10] الخصائص الفنية والمعنوية في مدائح أبي الطيب المتنبي، السنغال: جامعة شيخ أنت جوب بدكار، صفحة 48 -38 ،35- 30 ،24 ،23 ،20،21.

[11] شعر الحكمة عند المتنبي بین النـزعة العقلیة و المتطلبات الفنیة.، الجزائر: جامعة الأخوة منتوري- قسطنطينة، صفحة 57، 58.

[12] يوسف أحمد (2006)، الكافوريات والعضديات في شعر المتنبي، السودان: جامعة أم درمان الإسلامية، صفحة 27. بتصرّف. ↑ علي كنانة، المنفى الشعري العراقي، بيروت - لبنان: مؤسسة الرحاب الحديثة، صفحة19.

[13] المرجع السابق

[14] المرجع السابق

[15] المرجع السابق

[16] زينب علي عبيد الدليمي (10-3-2018)، "ابو الطيب المتنبي"

[17] المرجع السابق

[18] المرجع السابق

NomE-mailMessage