JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

مذكرة حول صورة الجسد و السلوك العدواني Body image and aggressive behavior

خط المقالة

 

السلوك العدواني

 


 

 

 

 

 


تمهيد

     تعد المشكلات السلوكية المصاحبة للأفراد مصدر قلق رئيسي للأسرة أو المجتمع ككل سواء في المؤسسات التعليمية أو داخل المنزل أو أثناء العمل أو ممارسة الأنشطة الرياضية، مما جعل الأشخاص غير مقبولين في البيئة الاجتماعية وكذلك المدرسة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                       

 

3. السلوك العدواني :

1.3. مفهوم السلوك العدواني :

      يرجع الاهتمام بدراسة السلوك العدواني بين الأفراد إلى محاولات "ماكدوجال" في كتابه مقدمة لعلم النفس الاجتماعي.

     حيث يستخدم هذا المصطلح بمعاني متعددة إلا أن الأعمال العدوانية بينها شيء ما مشترك وطبقا لما وصل إليه معظم الباحثين فهذا النوع من السلوك يهدف دائما إلى الإضرار العمدي بالآخرين وأن هؤلاء الباحثين لا يصوغون تعريفاتهم بنفس الكلمات بالضبط ولكن الغالبية العظمى لديهم نفس الفكرة في تفكيرهم، وللعدوان مفاهيم عديدة نذكر منها:

     هو أي سلوك يؤدي إلى إلحاق الأذى سواء كان بالفرد ذاته أو بالآخرين نتيجة لتكرار مواقف الإحباط أو الغضب أو المنافسة الزائدة ويكون بدني أو لفظي، مباشر أو غير مباشر. )الضيدان,2003,ص37)

      وهناك من عرف السلوك العدواني على أنه نشاط هدام يقوم به الفرد قصد إلحاق الأذى بالآخرين سواء كان جسديا أو لفظيا كالسخرية والاستهزاء.)العيسوي، 1984,ص79)   

      إن السلوك العدواني هو ذلك السلوك الذي يهدف الفرد منه إلى محاولة إصابة كائن حي آخر لإحداث الألم أو الأذى أو المعاناة للشخص الآخر وهدفه التمتع والرضا بمشاهدة الأذى والألم التي لحقت بالفرد.

      ويضيف " أدروم" يكون السلوك العدواني كغاية في حد ذاته عندما يكون الهدف منه هو إلحاق الضرر أو الأذى النفسي أو البدني نحو الآخرين مع الشعور بالتمتع والرضا نتيجة لذلك ) راتب,ب ت,ص207).

      وهناك من يرى أنه يمثل قوة دافعة موروثة تتمثل في وجود إما ميكانيزمات دفاعية فطرية، أو استجابات منظمة غريزية، و إما وجود وظائف تنبيهية فطرية تعمل تحت تأثير مثيرات خارجية تؤدي إلى استدعاء الاستجابات العدوانية، والكل متفق على أنه ليس للتعلم دوره في أداء هذه الاستجابات العدوانية).عصام، وعبد العزيز، 2009 ، ص( 17.

      هو الشخص الذي يعبر في أغلب الأحيان عن السلوك العدواني أو هو الذي يحمل اتجاها عدوانيا نحو الآخرين وهو الذي يستجيب للإحباطات البسيطة أو الضعيفة بالعدوان كما يستجيب للقيود والضوابط الاجتماعية كما يستجيب للناس الآخرين استجابة الغضب الحاقد أو الخبيث الاستجابة الكيدية. )موسوعة علم النفس والتربية، 2000 ، ص50)

2.3. العدوان وبعض المفاهيم المرتبطة به :

   يختلف العدوان عن العدوانية، وكثيرا ما يستخدم اللفظان بمعنى واحد ولكن العدوان يشير إلى سلوك غير سوي يتميز بالعنف والتعدي المادي أو المعنوي ، بينما تعني العدوانية اتجاها قد ظل في حدود السواء أو تؤدي إلى العدوان فالعدوانية هي الميل إلى اقتحام الصعوبات والأخطار بدلا من تفاديها، وحسب ما جاء في قاموس الموسوعة النفسية، فالعدوانية هي استعداد للهجوم والبحث عن المقاومة والتأكيد للذات.

     فالعدوانية بمعناها الضيق ترتبط بطبع الشخص المحب للشجار، بينما بمعناها الواسع فهي تدل على الطاقة، وروح المبادرة وديناميكية الشخص الذي يؤكد ذاته ولا يتهرب من الصعوبات.

  وتمثل العدوانية تلك الاستجابات التي تتميز بالعنف والمهاجمة، وتتضمن الشعور بالغضب والعداء.

 وتعتبر من الأعراض الأولية للاضطراب النفسي، وتتميز في الشخص المريض عنها في الشخص العادي بأنها عامة ومستمرة دون سبب يدعو إليها، وكثيرا ما تأخذ نمطا معينا.

     وترجع العدوانية في أساسها إلى إحباط دوافع الفرد ونزعاته، أو تكون وسيمة لتعويض الشعور بالنقص وعدم الأمن، أو كعملية تعويض لفقدان احترام الذات وذلك إذا ارتبطت بالشعور بالاضطهاد، وأحيانا يسقط الفرد نزعاته العدوانية على الغير وذلك في شكواه من الاضطهاد، أو يوجهها نحو ذاته كان يعرض نفسه لمواقف فيها خطر على حياته، بالرغم من إمكانية تفاديها، أو قد يحول عدوانه نحو أشخاص أو أشياء لا علاقة لهم بمثيراته الحقيقية، مع العلم أن كثيرا من النزعات العدوانية ترجع إلى تقمص الشخص للسلطة الوالدية نتيجة قسوة الوالدين وعنفهما وسوء معاملتهما ، له (حفصاوي، 2008,ص61) .

     ويضيف " العقاد" نقلا عن " عويس، وسلامة " أن العداء شعور داخلي بالغضب والعداوة والكراهية والمشاعر العدائية تستخدم كإشارة إلى الاتجاه الذي يقف خلف السلوك أو المكون الانفعالي للاتجاه، فالعداوة استجابة اتجاهية تنطوي على المشاعر العدائية والتقويمات السلبية للأشخاص والأحداث (العقاد,2001,ص100).

     ويستخدم بعض الباحثين كل من العدوان والعنف بوصفهما مترادفين، لكن التصور الأقرب إلى الدقة والمجمع عليه من عديد الباحثين، أن العنف شكل من أشكال العدوان، ما دام يستهدف إلحاق الأذى بالآخرين أو بممتلكاتهم في إشارة إلى الجانب المادي الموظف من العدوان.

     وتذكر " حجازي " أن العنف هو استجابة سلوكية تتميز بصفة انفعالية شديدة قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير، ويبدو العنف في استخدام القوى المستمدة من المعدات والآلات، وهو بهذا المعنى يشير إلى الصيغة المتطرفة للعدوان، فالعنف هو المحاولة للإيذاء البدني الخطير (حجازي,1986,ص293).

3.3. النظريات المفسرة للسلوك العدواني  :

      هناك نظريات عديدة حاولت تفسير السلوك العدواني منها ما اعتبرته غريزة أساسية، ومنها ما اعتبرته سلوكا متعلما، ومنها ما اعتبرته على أنه إحباط نفسي، ومنها ما فسرته على أسس فيسيولوجية وبيولوجية، وكل هذا راجع إلى اعتبار أن العدوان سلوك معقد شأنه شأن كل سلوكيات الإنسان الأخرى متعددة الأبعاد ومتشابكة المتغيرات.

1.3.3. النظرية السلوكية  :

      يرى السلوكيون أن العدوان شأنه شأن أي سلوك آخر يمكن اكتشافه وتعديله وفقا لقوانين التعلم، إنهم يرون في العنف مثلا أنه لا يورث، إنما هو مكتسب يتعلمه الفرد وبشكل خاص خلال مرحلة طفولته، مما يزيد من إمكانية ظهوره في المراحل المتقدمة من العمر، ومن ثم فإن الخبرات التي اكتسب منها الشخص السلوك العدواني قد تم تدعيمها بما يعزز لديه ظهور الاستجابة العدوانية، وتتحدد قوة الاستجابة العدوانية في الاتجاه السلوكي وفق أربع متغيرات هي : مسببات العدوان، تاريخ التعزيز، التدعيم الاجتماعي، والمزاج .

     على هذا الأساس، يذهب السلوكيون إلى اعتبار السلوك العدواني يتأتى من محاكاة الفرد لسلوك الناس المحيطين به، أي أن العدوان سلوك متعلم من ملاحظاتنا لغيرنا من الناس وتقليدهم والاقتداء بسلوكهم وتفاعلنا معهم .

ويمكن تلخيص نظرة السلوكيين إلى العدوان في الآتي :

-النظرية السلوكية الأثولوجية.

-النظرية السلوكية الراديكالية.

-النظرية السلوكية الجديدة.

2.3.3. النظرية السلوكية الأثولوجية  :

       يتزعمها "كونارد هورنز" يرى بأن العدوان استجابة ذات قيمة بقائية، فالحيوان يرد بالعدوان كي يحافظ على بقائه، والعدوان الإنساني أسوء منه ، حيث يعبر به عن عدد كبير من مشكلاته الاجتماعية.

3.3.3. النظرية السلوكية الراديكالية  :

    ترى العدوان يتعلمه الفرد إذا ارتبط بالتعزيز ويعرف " بوس" العدوان بأنه استجابة تقدم فيها العضوية مثيرا  مزعجا إلى عضوية أخرى، فمن وجهة نظر السلوكية فإن الطفل إذا ضرب شقيقه وحصل على ما يريد، فإنه سيكرر عدوانه مرة أخرى كي يحقق هدفه، لذلك فالعدوان حسبها نتعلمه للحصول على شيء ما .

     أشار " واطسون" إلى أن السلوك العدواني عند الفرد تحكمه المثيرات البيئية، وبازدياد المثيرات المؤدية إلى استجابات عدوانية تنمو صفة العدوان، وهو ما أسماه "واطسون" مبدأ التكرار، ولن يتم التكرار إلا إذا قوبل بالدعم والتعزيز، وعلى ذلك تصبح صفة العدوان رهينة تكرار المثيرات وتدعيمها، لذلك فهو يرى بأن المتعلم إذا ما أعطى عدة استجابات لمثير ما فإن الاستجابة التي تتكرر أو تتردد أكثر من غيرها هي الاستجابة التي تم تعلمها، وكلما عززت بحكم تكرارها ستصبح استجابة طبيعية، أي أن التكرار هو الذي يكون الاستجابة الغالبة على هذا الأساس، يمكن اعتبار الفرد العدواني، يستجيب للعديد من ا المؤثرات التي تساعد صفة العدوان على الظهور، إذا قوبلت هذه الصفة بالدعم من قبل الآخرين، ومن خلال تكرارها في مواقف حياتية تكتسب صفة الدوام .

3.3.3 . النظرية السلوكية الجديدة :

     حاول "هيل" إعطاء تفسير لعملية التعلم بما أسماه " اختزال أو تخفيض الحافز " أي أن السلوك الذي يتعلمه الفرد يظهر إذا تلا استجابة الفرد اختزالا للحافز، فمثلا : الطفل يتعلم مص زجاجة الحليب من أجل أن يخفض من جوعه " اختزال الحافز " ولو أن هذه الرضاعة لم ينتج عنها تخفيض لحاجة الجوع، فالرضيع لن يتعلم القيام بهذا العمل، ومعنى ذلك أن الفرد يتعلم العدوان لإشباع حاجة ما، فهو يعتدي أو يسرق لضعفه المادي أو غير ذلك ومتى ما تحقق هذا الإشباع استمر هذا العدوان معه في مراحل حياته  .

   بينما "تولمان" يذكر بأن الفرد يتعلم مثيرات تقوده إلى مثيرات أخرى، كقولنا بأن الفرد يتعلم السرقة من أجل الانتقام لذلك سيعتدي لأجل الانتقام. )خالد، 2010 ، ص 50 ـ 51)

4.3.3. نظرية التعلم الاجتماعي  :

     إن هاته النظرية تنظر إلى أن السلوك العدواني هو سلوك مكتسب نتيجة لعملية التعلم الشرطي أي حدوث رباط شرطي بين مثير واستجابة ولم يكن هناك علاقة من قبل ويمكن اكتسابه عن طريق مشاهدة الآخرين وهم يعتدون. )علاوي، 1998 ، ص 23)

ويعتبر "باندورا" هو المؤسس الحقيقي لنظرية التعلم الاجتماعي في العدوان و هي تقوم على: نشأة جذور العدوان بأسلوب التعلم و الملاحظة و التقليد و الدافع الخارجي المحرض على العدوان وتعزيزه.

يرى " باندورا " أن السلوك العدواني هو سلوك متعلم عن طريق الملاحظة والتقليد مثل والتعزيز من طرف الأفراد القائمين على رعاية الطفل والمهتمين بحياته مثل الوالدين، الأسرة، المدرسة، و سائل الإعلام و ذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية) .خولة، 2000 ، ص190)

      و بالتركيز على السلوك العدواني الذي يؤدي إلى الإصابة الجسدية أو تدمير الممتلكات ، أظهر"باندورا" كيف يمكن أن يتعلم الناس هذا السلوك العدواني عن طريق نمذجة سلوك الآخرين، فبالنسبة إليه السلوك العدواني يمكن تعلمه كأي سلوك آخر، إما من خلال تعزيز هذا السلوك مباشرة أو من خلال تقليد سلوك نماذج عدوانية سواء كانت هذه النماذج حية، أو متلفزة، و تشير الدراسات إلى أن الأطفال المعرضين للنماذج العدوانية أكثر ميلا للانخراط في السلوك العدواني فالأطفال الذين ينشئون في الأسر المسيئة أكثر عرضة للاعتداء على أطفالهم في المستقبل.

وفي إحدى دراسات " باندورا" التي أجراها تبين له أن مجموعة الأطفال التي شاهدت العدوان في فيلم قد أظهرت سلوكات عدوانية أكثر من المجموعة الأخرى التي لم . )خالد، 2010 ، 53)

 ويضيف " باندورا" العوامل التي تساعد على استمرار السلوك العدواني هي :

-التدعيم المباشر الخارجي: أي امتداح الوالدين أو المجتمع للسلوك العدواني للفرد.

-تعزيزات الذات: عندما يرى المعتدي أن سلوكه يجلب له نفعا يحقق مصلحة لهو ولأفراد أسرته.

-تعزيزات التدعيم الإبدالي: عندما يرى الفرد المكاسب المادية المحققة من المعتدي وتخلصه من أضراره، فيحاول تقليده في عدوانه.

-التحرر من عقاب الذات : أي يتحرر المعتدي من صفاته الإنسانية النبيلة ويقنع ذاته بأن المعتدى عليه يستحق الاعتداء عليه وإلحاق الأذى به.)دسوقي، 2012 ، ص 45)

5.3.3. نظرية الغرائز:

مفهوم غريزة العدوان ليس جديدا، لأن الغريزة كانت رئيسية في الاختيار الطبيعي، ويمكن أن نصنفها كالتالي:

-نظرية التحميل النفسي للعدوان.

-النظرية البيولوجية.

-النظرية الإثولوجية

-نظرية سمة العدوان.

1.5.3.3. نظرية التحليل النفسي للعدوان  :

      يعد "فرويد" من أوائل من أسهموا في إثارة العديد من القضايا المتصلة بالنفس البشرية وخاصة تلك المتعلقة بالشعور واللاشعور والتي أحدثت ثورة في علم النفس ومجالاته المختلفة منذ إثارته لتلك المشاكل إلى يومنا هذا.

     فالعدوان من وجهة نظر "فرويد" هو ردة فعل من إحباط وتعويق للدوافع الحيوية أو الجنسية والتي غالبا ما تسعى للإشباع وتحقيق الرضا والسرور والابتعاد عن المواقف المؤلمة، غير أن هذا التوجه لم يلق القبول والاستحسان لدى الكثير من أنصاره، فقد أثار Iذا التنظير الجدل والنقد والرفض نظرا لربطه جميع نواحي النشاط الإنساني بالدافع الجنسي مما دفع أنصاره من بينهم "أدلر" إلى تقديم تفسيرات جديدة مختلفة عن تلك التي تحدث عنها "فرويد"، حيث قال إن العامل العدواني في الطبيعة البشرية له أهمية أكبر من عامل الجنس، وقد وصف غريزة العدوان بأنها كفاح من أجل الكمال والتفوق. مما أجبر "فرويد" عام 1920 على تعديل موقفه السابق وإضافة غريزة أخرى سماها غريزة الموت " Thanatos " والمتمثلة في الطاقة العدوانية والتي تميل حسب وصف فرويد لها إلى التخريب والدمار وذلك في حالة عدم الاتساق بين الغريزتين. )الوابلي،1993 ، ص15ـ 16)

       وبشكل أكثر تحديدا فإن "فرويد" يقول: بنزوتين أساسيتين هما نزوة الحياة ويطلق عليها اسم" Eros " والتي تمثل الدوافع لدى الإنسان أي هي منبع الطاقة الجنسية، وهي أيضا المسؤولية على التقارب والتوجيه والتجميع بينما الغريزة أو النزوة الثانية فهي نزوة الموت أو ما يعرف باسم "تاناتوس " Thanatos التي هي نقيض الغريزة الأولى فهي تهدف إلى التدمير وتفكيك الكائن الحي.

2.5.3.3. النظرية البيولوجية  :

      هذه النظرية على أن سبب العدوان بيولوجي في تكوين الشخص أساسا، ويرى بعضها اختلافا في بناء المجرمين الجسماني عن غيرهم من عامة الناس وهذا الاختلاف يميل بجم ناحية البدائية فيقترب بهم من الحيوانات فيجعلهم يميلون للشراسة والعنف كما أن هناك دليلا مستمدة من عدة مصادر على وجود خلل في وظيفة المخ يتعلق بإصابة بؤرة معينة منه تؤدي إلى السلوك العنيف، وقد وجد أن الأفراد الذين يبين الرسم الكهربائي لمخهم أوجه شذوذ في المنطقة الصدغية تكون فيهم نسبة أكبر من أوجه الشذوذ السلوكية مثل: الافتقار إلى التحكم في النزوات العدوانية، الذهان مقارنة مع الأفراد الذين يكون رسم موجات المخ عندهم طبيعيا.

      ويعتقد أصحاب هذه النظرية بأن العدوان أساسه بيولوجي وقد يحدث نتيجة خلل فسيولوجي في النظام العصبي حيث يؤدي هذا الخلل إلى اضطرابات وظيفية في الشحنات الكهرو عصبية عند الإنسان. )عبد العظيم، 2006 ، ص( 25

3.5.3.3.  النظرية الإثولوجية :

      وهناك نظرية أخرى تؤيد التفسير الوراثي لعدوان وهي نظرية "لورنز" وتعرف بنظرية "السلالات "Theory Ethological ، حيث أن هذه الدوافع تعد جزءا من الذات الدنيا في التصور التحليلي، ولذلك فهي غير عقلانية وغير منطقية ومتسلطة وهي عدوانية وبدائية وشهوانية وتسير وفقا لمبدأ تحقيق اللذة، وهذه الغريزة هي التي تجعل الطفل يعرض حياته للخطر، وما أن يبلغ الطفل سن الثالثة حتى ويتعين أن تقوم الذات العليا بضبط غريزة العدوان، وعلى ذلك تعد عملية التنشئة الاجتماعية ذات أهمية كبيرة ليتعلم الطفل كيف يفكر في أن العدوان سلوك خاطئ ومحرم وممنوع، وإلا فإن هذه الغريزة سوف تفلت أو تخرج من قيدها إلى عالم الوعي والشعور وتعبر عن نفسها في شكل عدوان.

4.5.3.3. نظرية سمة العدوان :

      من أكبر دعاة هذا الاتجاه "أيزنك " الذي يرى أن العدوان يمثل القطب الموجب في عامل ثنائي القطبين شأنه في ذلك شأن بقية عوامل السمات الانفعالية للشخصية، وأن القطب السالب في هذا العامل يتمثل في اللا عدوان والخجل أو في الحياء، وأن بين القطبين مدارج من العدوان إلى اللاعدوان تصلح لقياس درجة العدوانية عند مختلف الأفراد).عبد العظيم، 2006 ,ص25)

وباستخدامه للتحليل العاملي قدم براهين علمية على صحة ما يذهب إليه كما يلي:

-أن جميع الأفراد يولدون بأجهزة عصبية مختلفة، فمنهم من هو سهل الاستشارة ومنهم من هو صعب الاستثارة.

-الشخصيات سهلة الاستثارة تصبح مضطربة، والشخص المضطرب لديه استعداد في أن يصبح عدوانيا أو محرما. 

4.3. مظاهر السلوك العدواني :

    يمكن تصنيف العدوان إلى أشكال مختلفة و إن كان هناك نوع من التداخل بين بعضها البعض فيما يلي :

1.4.3. العدوان اللفظي  :

  يقف هذا النوع من العدوان عند حدود الكلام و لا تكون مشاركة الجنس ظاهرة فيه. )الرفاعي،1997,ص211).

        وهو عبارة عن توجيه ألفاظ مؤذية أو ضارة إلى شخص آخر، وترى "العزبي" أنه استجابة ملفوظة تحمل مثيرا ضارا بمشاعر كائن حي آخر، ونعبر عنه في صورة الرفض والتهديد والنقد اللاذع الموجه نحو الذات أو نحو الآخرين بهدف استفزازهم أو الإنقاص من قيمتهم بإهانتهم والاستهزاء بهم والتهكم عليهم، وقد يستخدم في هذا العدوان بجانب الألفاظ والإيماءات والإشارات من أجزاء الجسم المختلفة دون أن تمس المعتدى عليه (الغربي,1981,ص63)

2.4.3.  العدوان الجسدي  :

   ويقصد السلوك المؤذي الموجه نحو الذات أو الآخرين ويهدف إلى الإيذاء أو خلق الشعور بالخوف ومن أمثلة ذلك، الضرب، الدفع، شد الشعر، العض...الخ، وهذه السلوكات ترافقها غالبا نوبات الغضب الشديد. (خولة، 2000، ص( 186

   وهناك البعض من يستفيد من أجسامهم وضخامتهم في إلقاء أنفسهم بالآخرين، ويستخدم البعض الآخر أيديهم كأدوات فاعلة في السلوك العدواني، وقد تكون الأظافر، الأرجل، وحتى الأسنان أدوات مفيدة لهذا النوع من السلوك.

 

3.4.3.  العدوان الرمزي  :

     يمارس فيه سلوكا يرمز إلى احتقار الآخر أو يقود إلى توجيه الانتباه إلى اهانة تلحق به كالامتناع عن النظر إلى الشخص ورد السلام عليه.) خولة 2000، ص 186)

4.4.3. العدوان المرضي  :

      ويتمثل أساسا في ازدياد طبيعة وشكل السلوك العدواني، وهذه الزيادة يمكن أن تكون من جهة سلبية، وذلك بالعدوانية المصاحبة لبعض الأمراض النفسية ) حالات الفصام والحالات العصامية ( ، ومن جهة أخرى ايجابية أي تساهم في تصور الحضارات والثقافات وهذا عن طريق التصعيد. (الرفاعي، 1975 ، ص211).

5.4.3. العدوان الموجه نحو الذات:

      إذ أن العدوانية عند بعض الأطفال المضطربين سلوكيا قد توجه نحو الذات، وتهدف إلى إيذاء النفس وإيقاع الضرر بها وتتخذ صورة إيذاء الشخص أشكال مختلفة مثل تمزيق الطفل ملابسه أو كتبه أو كراساته أو لطم لوجهه أو شد الشعر أو ضرب الرأس بالحائط أو السرير أو جرح الجسم بالأظافر أو عض الأصابع أو حرق أجزاء من الجسم أو كيها بالنار أو السجائر .

6.4.3. العدوان الموجه نحو الآخرين :

     ويهدف إلى إلحاق الضرر والأذى بالآخرين ويظهر في عدة صور سلوكية، ويتخذ عدة أشكال .

1.6.4.3. العدوان المستبدل:

     وهو اتخاذ أي موضوع بديل ليكون هدفا لتفريغ مشاعر العدوانية في حالة استحالة العدوان المباشر على مثير الاستجابة نظرا لقوته، أو غلو مكانته، أو للرفض الاجتماعي القاطع للاعتداء عليه، وخاصة إذا كان يمثل رمزا لقيمة اجتماعية راسخة، مما يدفع الفرد لتوجيه عدوانه نحو موضوع آخر مختلف، وخاصة إذا كان الموضوع البديل متاحا، وغير متوقع التعرض لعواقب سلبية، من جراء الاعتداء عليه .

2.6.4.3. العدوان العشوائي:

     السلوك العدواني قد يكون موجها نحو أهداف معينة واضحة، وقد يكون أهوج وطائش ذا دوافع غامضة في مفهومه، ويصدر خاصة من الأطفال نتيجة لعدم شعورهم بالخجل والإحساس بالذنب الذي ينطوي عادة على أمراض سيكوباتية في شخصية الطفل.)الشربيني، 1994، ص( 88

3.6.4.3. العدوان المباشر و غير المباشر  :

      قد يكون هذا النوع عدوانا بدنيا أو لفظيا، فالعدوان المباشر هو عدوان موجه إلى الشخص مباشرة، بينما العدوان غير المباشر مثل كثرة الكلام في عدم وجود الشخص أو إشعال حريق في بيت شخص آخر، وبذلك سبَب لو نوع من الأذى. )عبد الجواد، 2006 ، ص4)

4.6.4.3. عدوان الخلاف والمنافسة  :

     غالبا يكون السلوك العدواني حالة عابرة في سلوك الفرد نتيجة الخلاف أثناء اللعب أو المنافسة و الغيرة و التحدي أثناء الدراسة و بعض المواقف الاجتماعية و عادة ما تنتهي نوبة العدوان بالخصام و التباعد بين الشخصين.(الشربيني، 1994 ، ص86).

5.3. أسباب السلوك العدواني  :

السلوك العدواني يمكن أن نشاهده في عدد كبير من الاضطرابات العضوية أو النفسية أو حتى في الأصحاء تحت ضغوط معينة، لذلك يمكن تصنيف عوامل السلوك العدواني إلى :

-العوامل ذاتية.

-العوامل الخارجية البيئية .

1.5.3.  العوامل الذاتية :

1.1.5.3. العوامل الجسمية :

      تعد الأسباب الجسمية مثل زيادة النشاط الجسمي وعدم تكافؤه مع المستوى العقلي لمفرد ذات أهمية في إحداث أنواع السلوكات العدوانية، حيث النشاط الزائد الناتج عن اختلاف إفراز بعض الغدد كالغدة الدرقية أو النخامية مع مستوى منخفض من الذكاء، قد يجعل الفرد غير متمكن من تصريف نشاطه الزائد في أوجهه المفيدة فيصرفه نحو العدوان. ويذكر " أحمد عكاشة " أن السلوك العدواني يصدر عن الأفراد الذين يتسمون بإفراط أو ضعف في السيطرة على دوافعهم عند تعرضهم للمواقف الصعبة، مما يصدر عنهم العنف الشديد .

 

 

2.1.5.3. العوامل الانفعالية :

     تؤثر بعض العوامل الانفعالية على سلوك الطفل، مثل الغيرة وكراهية السلطة الضاغطة أي عدم الامتثال لأوامر البالغين أو الراشدين مثل الوالدين أو المعلمين، والشعور بالنقص، والغضب الذي يقود في غالب الأحيان إلى العدوان .

       وقد بيَن " بس،" 1971 علاقة الغضب بالعدوان، حيث اعتبره ذريعة له، وأضاف قائلا العدوان المصحوب بالغضب غالبا ما يكون هدفه إلحاق الأذى والضرر بالآخرين.

) ورغي، 2017 ، ص( 22.

3.1.5.3. العوامل الوراثية :

       تشير الكثير من الدراسات أن الوراثة تلعب دورا في ظهور الاختلاف أو الفروق الفردية في السلوك العدواني، فقد وجد أن التوأم الصونية من نفس الجنس أكثر تشابها في الدوان من التوأم الأخية إذا بالعوامل الوراثية تلعب دورا في نمو السلوك العدواني وتحديد مظاهره.) المصري، 2007، ص (31

4.1.5.3 الإحباط :

       فالإحباط يعتبر من أهم العوامل المسببة للعدوان، لذلك نجد السلوك العدواني منتشرا بين الأطفال الشوارع والطبقات الفقيرة المعدمة التي ليس لها حظ في التعليم أو الترفيه ولا تأخذ حقها في الحياة الكريمة كبقية الأطفال )شريفي، 2016 ، ص42).

2.5.3.  العوامل الخارجية البيئية :

1.2.5.3. الأسرة  :

      تلعب الأسرة دورا مهما فيما يعرف بتشكيل السلوك المستقبلي لأفرادها، وتعرض الأسرة لهزات مثل الطلاق قد ينتج أفرادا عدوانيين وهي النتيجة التي أشار إليها " كوكس" ضف إلى ذلك أساليب وأنماط التنشئة الاجتماعية الأسرية، حيث أشارت أيضا دراسة " المونس1980 " في المدى العمري بين 16)و 13 سنة ( إلى وجود ارتباط مباشر بين سلبية الأم وعدوان الذكور.)زكي، 1983 ، ص (41.

     على هذا الأساس فإن أسلوب القسوة والألم ينتج فردا عدوانيا، حيث ظهر بأن العقاب الوالدي المبكر يرتبط ارتباطا دالا لدى الذكور مرتفعي العدوانية، حيث يستمر عبر عشر سنوات قادمة من حياتهم، لأن قسوة الوالدين عليهم تجعلهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر عدوانية تقليدا منهم للنموذج الوالدي العدواني وتشبعهم بهذا الأسلوب الممارس في حياتهم. (ورغي،2017 ، ص( 23.

2.2.5.3. المدرسة :

      لا يقل دور المدرسة عن دور الأسرة في تشكيل السلوك الاجتماعي عموما لدى الطفل، فهي تعمل في دور مكمل لدور الأسرة، تحاول من خلاله تزويد الطفل بمهارات وتدربه على سلوكات ذات قبول اجتماعي. غير أن بعض الدراسات أشارت إلى أن السلوك العدواني لا يرجع إلى عوامل داخلية فقط، وإنما يرجع إلى عوامل خاصة بالمدرسة منها سوء معاملة المدرسين للطلاب.

    كما تعتبر البيئة المدرسية أحد أهم العوامل المساهمة في حدوث السلوك العدواني، حيث أكدت أن سوء معاملة المدرسين وعدم فهمهم لحاجات، الطلاب قد يكون سببا لحدوث الاستجابات العدوانية . ) ورغي،2017، ص( 25

6.3. أساليب تعديل السلوك العدواني :

      إن طريقة تعديل السلوك العدواني تعتمد على المبادئ والأسس النظرية التي يفسر في ضوئيا لتوجيه الفرد إلى مجالات مقبولة اجتماعيا مع ضرورة تنظيم وتثقيف البيئة الحاضنة للطفل . وتهدف أساليب تعديل السلوك إلى تحقيق تغيرات في سلوك الفرد، لكي يجعل حياته وحياة المحيطين به أكثر ايجابية وفاعلية، ومن بين أهم الأساليب المستخدمة في تعديل السلوك العدواني نذكر ما يلي :

1.6.3.  التعزيز :

     يشير مبدأ التعزيز إلى زيادة تكرار ظهور الاستجابة حين تتبع مباشرة بنتائج معينة، ويطلق عليها اسم المعززات ، ومنها المعززات المادية المتعلقة بالأطعمة و الشراب والأشياء الأخرى المستهلكة والمعززات الاجتماعية كالمديح اللفظي والانتباه أو تعبيرات الوجه والمعززات الرمزية ، وتعمل المعززات الايجابية أيا كانت، وإذا ما تم توظيفها بالطريقة المناسبة على تثبيت أشكال السلوك المرغوب فيها.  )الروسان، 2000 ،ص 211).

     يشير التعزيز السلبي إلى زيادة قوة الاستجابة بعد حدوثها، ويتطلب التعزيز السلبي وجود أحداث مؤلمة أو غير مرغوب فيها والتي يمكن إزالتها أو التخلص منها بعد حدوث استجابات معينة من قبل الفرد وكثيرة هي الأمثلة عن توظيف التعزيز السلبي في مواقف الحياة اليومية والأكاديمية مثل تشجيع الأطفال على الحديث أمام الآخرين وذلك بتجنب المواقف الانطوائية. (الحديدي والخطيب،2005، ص( 75.

      ويرى الطالب أن هذه المعززات لها أهمية بالغة في تعديل السلوك العدواني والتصرفات السلبية لدى الأفراد إذ يسمح ليم بالتخفيف من الضغوط نفسية كانت أو اجتماعية بشرط أن تكون موجهة وذات أهداف تربوية.

2.6.3. العقاب :

      وهو إخضاع التلميذ إلى نوع من العقاب بعد الإتيان باستجابة معينة ، فالتلميذ إذا نال عقابه كلما اعتدى أو أذى الآخرين كف عن ذلك العدوان، وهنا يقوم المعلم باستخدام أسلوب من أساليب العقاب كاللوم الصريح والتوبيخ، التهديد والوعيد، إيقافه على الحائط ومنعه من ملاحظة الآخرين، عزله في غرفة خاصة لفترة من الزمن، عدم مغادرة مقعده دون إذن ، منعه من الاشتراك في النشاط الذي يحبه ويميل إليه .

    وإذا ما أراد المعلم أو المربي استخدام العقاب كوسيلة أو كأسلوب لتعديل السلوك العدواني والتصرفات السلبية للأفراد فان سيئات هذا العقاب أو سلبياته هي أكثر من إيجابياته.

-فأما حسناته فتتمثل في ما يلي:

*إن الاستخدام المنتظم للعقاب يساعد الفرد على التمييز بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول.

*يؤدي استخدام العقاب بشكل فعال إلى إيقاف أو تقليل السلوكيات غير التكيفية بسرعة.

*معاقبة السلوك غير المقبول يقلل من احتمال تقليد الآخرين له .

-ومن أهم سلبيات العقاب ما يلي:

*قد يولد العقاب خاصة عندما يكون شديدا العدوان والعنف والهجوم المضاد.

*لا يشكل سلوكيات جديدة بل يكبح السلوك غير المرغوب به فقط، بمعنى آخر يعلم العقاب الشخص أو التلميذ ماذا لا يفعل ولا يعلمه ماذا يفعل.

* يولد حالات انفعالية غير مرغوب بها كالبكاء والصراخ، مما يعيق تطور السلوكيات المرغوب بها.

*يؤثر سلبيا على العلاقات الاجتماعية بين المعلم والتلميذ، بحيث يصبح المعلم الذي يستخدم العقاب بكثرة في نهاية المطاف شيئا منفرا  بالنسبة للتلميذ                           *يؤدي إلى تعود مستخدمه عليه، فالعقاب يعمل عادة على إيقاف السلوك غير المرغوب به بشكل مباشر وهذا يعمل بدوره كمعزز سلبي لمستخدمه.                                                               *يؤدي إلى الهروب والتجنب، فالتلميذ قد يتمارض ويغيب عن المدرسة إذا ما اقترن ذهابه إليها بالعقاب المتكرر، وقد يتسرب منها إذا كان العقاب شديدا أو متكررا                *تشير البحوث العلمية إلى أن نتائج العقاب غالبا ما تكون مؤقتة، فالسلوك يختفي بوجود المثير العقابي ويظهر في غيابه.                                                         *قد ينتهي العقاب بالإيذاء الجسدي للمعاقب كجرحه أو كسر يده أو إحداث إعاقة جسمية إضافة إلى التأثير النفسي عليه                                                          . *يؤدي إلى النمذجة السلبية، فالمعلم الذي يستخدم العقاب الجسدي مع التلميذ يقدم نموذجا سلبيا سيقلده التلميذ، فقد يلجأ هذا التلميذ إلى استعمال الأسلوب نفسه في التعامل مع زملائه الآخرين.  )حفصاوي،2008، ص( 94

3.6.3. التعاقد السلوكي  :

     ويعرف التعاقد السلوكي على أنه اتفاقية مكتوبة مع التلميذ حول موضوع ما ويحدد فهو ما هو مطلوب من التلميذ ونوع المكافأة من المرشد أو المربي ويلتزم فيها الطرفان التزاما صادقا.هذا التعاقد يوصف بأنه إجراء منظم لتعديل السلوك ويخلو من التهديد والعقاب, ويجب أن يكون واضحا وعادلا وايجابيا ويكون التعزيز فيه فوريا.

   والهدف من هذا الأسلوب تعليم التلميذ على وضع أهداف واقعية ومساعدته على تحمل المسؤولية الكاملة وذلك من خلال المشاركة في اختيار السلوكيات المستهدفة وتحديد المكافآت المناسبة، كما انه يسهم في تعليمه أهمية العقود في الحياة وأهمية الوفاء بها . كذلك من بين أهداف هذا الأسلوب هو الوصول بالتلميذ إلى التعاقد الذاتي أي أن ينظم الإنسان ذاته دون تدخل من الآخرين وهذا هدف طموح بلا شك ليس من السهل تحقيقه إلا انه ليس هدفا مستحيلا .

4.6.3. اللعب الموجه :

      يعد اللعب مخرجا و علاجا لمواقف الإحباط اليومية ولحاجات جسمية ونفسية واجتماعية لا بد أن تشبع، ذلك انه عن طريقه نعطي فرصة للتلميذ أن يسقط مشكلاته سواء كانت شعورية أو لا شعورية، والتي يستطيع التعبير عنها في مواقف أخرى.

    وفي هذا الإطار يمكن القول أن سلوك التلميذ يمكن ملاحظته أثناء اللعب، على أن نترك له حرية اللعبة المناسبة لسنه، وبالطريقة التي يراها مناسبة، مع اختيار أدوات اللعب المناسبة لعمره ومشكلته، وقد يشاركه معلم التربية البدنية تدريجيا ليقدم مساعدات أو تفسيرات لدوافعه، بل إن مشاركته تؤكد صلاحية ما يقوم به التلميذ وما ينطوي عليه من معنى.

لكن يجب أن نؤكد أن اللعب المقصود هنا ليس اللعب الفوضوي، لكن اللعب الموجه والتربوي ، وحتى يكون تربويا وعلميا وهادفا يجب أن يلقن من طرف أساتذة أو معلمين مختصين في هذا المجال) التربية البدنية والرياضية ( وليس معلمين لمواد أخرى، كما هو معمول به في معظم المؤسسات التربوية في مرحلة التعليم الابتدائي.)حفصاوي، 2008 ، ص96-97).

7.3. الآثار السلبية الناتجة عن السلوك العدواني :

      الآثار السلبية للسلوك العدواني تجمع ما بين، التأثير النفسي والاجتماعي والاقتصادي على كل من الفرد والمجتمع. ويمكن تحديد هذه الآثار فيما يلي:

1.7.3. من يقع عليه العدوان :

     يزداد احتمال إصابته بالأمراض النفس جسمية والاضطرابات الوجدانية كالخوف والسلبية والاكتئاب والانعزال وانخفاض تقدير الذات والاستغراق الانفعالي وغيرها من الاضطرابات التي تحيط به سواء كان فردا أو جماعة .وقد يصبح الفرد أكثر عدوانية مع الآخرين، إذ أن العدوان يولد العدوان وهنا قد يعتقد بمشروعية العدوان لأنه الحل السليم لمتعايش في مثل هذا السياق الانفعالي.

   وقد يقع العدوان على شيء مادي كالممتلكات العامة والخاصة وبالتالي فإنها تتعرض للإتلاف الظاهر والعنف الظالم الذي سوف تنعكس آثاره على أصحاب هذه الممتلكات أو مستخدميها.

 

 

2.7.3. بالنسبة لمن يقوم بالعدوان :

   فقد يتعرض لنبد الجماعات له وكراهيتها أيضا، فضلا عن أنه قد يتعرض لإجراءات قانونية وقد يوجه الآخرين بعدوان مضاد، وبالتالي تكون آثاره كلها سيئة عليه.

3.7.3. بالنسبة للمجتمع :

      فان المجتمع الذي يسود بين أعضائه العدوان والعنف وجميع أشكال السلوكيات اللاسوية، مجتمع مريض وسم بالعدوان كسمة عامة بين أعضائه، وبالتالي لا يلبث أن يعاني السلبية المجحفة، والاضطرابات السيئة، التي قد تؤدي به إلى أخطر الأمراض الاجتماعية كالحروب الأهلية والتفكك الاجتماعي، فضلا عن الآثار الاقتصادية التي تلحق به ، وما يتعرض له من خسارة مادية وبشرية وتذبذب القيم الاجتماعية والدينية وضياعها   )دهان،2014 ، ص25).

8.3. وظائف السلوك العدواني  :

         يتصل العدوان اتصالا مباشرا  بالجذور الأساسية للتقدم البشري، ولقد حقق الإنسان مكانته في البيئة المحيطة عن طريق سلوكه العدواني، ولولا هذا السلوك لما أصبح هو بحق سيد هذه الأرض التي يحيا عليها مسيطرا على ما بها من قوى حتى أخضعها لإرادته وتحقيق آماله ورغباته، ولولا ذلك لانقرض النوع الإنساني من عهد قديم، لهذا فلا يقتصر العدوان فقط على التخريب والتدمير لأن هدفه الأساس هو مساعدة الفرد على النمو وعلى تحقيق سيادته في حياته، وعندما يحال بين الفرد وبين تحقيق أهدافه فإنه غالبا ما يثور ويغضب ويعتدي، وإذ أن هدف العدوان هو استمرار حياة الكائن الحي في مواجهة البيئة الخارجية المحيطة به والتي تحمل بين طياتها ما يهدد استمرار هذه الحياة وما يؤدي بالفرد إلى الإحباط، فالعدوان ضروري للإنسان عندما يكون من أجل الحياة والبقاء بشرط أن يتمكن من ترويضه لفائدة البشرية لا تدميرها، ومن ثم فللسلوك العدواني وظائف كثيرة ومتنوعة يمكن حصرها في التالي :

-الدفاع عن الأخطار والتهديدات المادية والمعنوية التي تهدد حياة الإنسان وبقائه والتي تهدد ذاته وقيمته كإنسان .

-خفض القلق والتوترات الناشئة عن النزوع إلى العدوان سويا أو مرضيا بالطرق البناءة أو بالطرق الهدامة .

-الهجوم على مصادر الألم والإحباط التي تحول دون إشباع حاجات الإنسان المختلفة .

-الحصول من الخارج على الإشباع لحاجات الإنسان المشتقة من صميم وجوده كإنسان كحاجته إلى الحب والحرية والانتماء .

-تهيئة الفرد للتغلب على الصعاب ولتأكيد مكانته حتى يصبح كائنا متميزا بشخصيته عن الآخرين . )ورغي، 2017 ، ص 26).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خلاصة :

من خلال هذا الفصل يمكن القول أن للسلوك العدواني العديد من الأوجه والتي تنتج نتيجة في بناء شخصية الفرد هذا ما ينعكس على سلوكاته بالسلب مما يجعله أكثر عدوانية من أقرانه، لذا وجب البحث عن الحلول للتخلص من هذه التصرفات التي أصبحت تأرق الأسرة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة .

NameEmailMessage