JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

الألعاب الترويحية Recreational games Jeux récréatifs

خط المقالة

 

       إن اللعب معضلة في غاية الصعوبة فهو يمثل تحديا للكتاب والباحثين في هذا المجال وقد يكون هناك تشابه بينه و بين مفهوم الحب تحس و تشعر به، كما لو أن بعض المهتمين بهذا المجال أن الإنسان الذي لا يلعب لا يمكن أن يكون إنسانا وهذه مقولة صحيحة، بل هي تبدوا حقيقة ملحة لا يمكن تجاهلها.

        أما بالنسبة للنشاط الرياضي الجماعي فهو أساس من الأسس العلمية للتربية البدنية والرياضية، و تعتبر الألعاب الجماعية وسيلة مهمة من أجل تحسين القدرات النفسية عند الفرد، والتي تخدم بالدرجة الأولى العلاقات مع الآخرين كذلك التفاعل الجماعي، و من واجب المربين الاهتمام أكثر بهذه النشاطات الرياضية، الجماعية و ذلك لأهمية البالغة والنتائج الإيجابية لهذه الأنشطة.

ويعد النشاط الرياضي الترويحي من الأنشطة البدنية التربوية الأكثر انتشارا في أوساط المعاقين خاصة في المؤسسات الخاصة برعاية المعاقين والمراكز الطبية البيداغوجية المتكفلة بتربية ورعاية المعوقين  ، ومما ساعد على ذلك أن النشاط الرياضي الترويحي يعد عاملا من عوامل الراحة الإيجابية النشطة التي تشكل مجالا هاما في استثمار  وقت الفراغ ، بالإضافة إلى ذلك يعتبر من الأعمال التي تؤدي للارتقاء بالمستوى الصحي و البدني للفرد المعاق، إذ يكسبه القوام الجيد ، ويمنح له الفرح والسرور، ويخلصه من التعب والكره ، وتجعله فردا  قادرا   على العمل والإنتاج .

 

1.تعريف اللعب :

يعد موضوع اللعب من الموضوعات التربوية و النفسية التي تتميز بالبساطة والجاذبية وقد أولاه التربويون والمهتمون به اهتماما واسعا لأهميته التنموية إلا أنه عندما يتعرضون يواجهون العديد من إشكاليات لتوضيح مفهوم أبعاده،و اللعب ظاهرة طبيعية وفطرية لها أبعادها النفسية و الاجتماعية المهمة فقد اعتبرها زميل Simmel "وظيفة إعداد الأطفال لأدوار الكبار"، بينما أشار فيبر Weber "إلى انتشارها عبر التاريخ كله" و أكد كل منهما على أن اللعب كمجموعة أهداف أكثر ما يقودها هو الحس، و من المنظور الاجتماعي تناول الهولندي هوزينجا Huizinga مفهوم اللعب وعرفه بأنه كل ألوان نشاط الحر الذي يؤدي بوعي تام خارج الحياة العادية باعتبارها نشاطا مختصرا على حدود الملائمة وينفذ وفق قواعد مضبوطة.[1]

1-1 - شروط وصف اللعب:

·        أن يكون الفرد حرا مستقلا.

·        أن يكون غير ملتزم.

·        أن يكون غير منتج.

·        أن يكون مدعيا (متظاهرا).

·        أن يكون غير محكوم بقواعد معلومة سلفا.[2]

2.نظريات اللعب:

    لقد بحث العديد من علماء الاجتماع عن السبب في الميل للعب ودوافعه، و وضعوا عدة نظريات حاول أن تفسر اللعب بأشكاله المتعددة، و من أبرز تلك النظريات:

2-1- نظرية الطاقة الزائـدة:

لقد عبر الفيلسوف الألماني "فريدريك شيلدا" عن فكرته عن اللعب "بأنه البذل الغير الهادف للطاقة الزائدة " و كنتيجة كذلك يوجد لدى الإنسان قوة معطلة لفترات طويلة و أثناء فترات التعطيل تتراكم الطاقة في مراكز الأعصاب السلمية النشطة و يزداد تراكمها حتى تصل إلى درجة يتحتم فيها وجود منفذ، و اللعب وسيلة ممتازة لاستنفاذ هذه الطاقة الزائدة المتراكمة.[3]

 

 

2-2- نظرية الترويـح:

يوضح "جونس موتس" القيمة الترويحية للعب حيث تفترض نظريته أن "الفرد يحتاج إلى اللعب كوسيلة لاستعادة نشاط الجسم و حيويته بعد ساعات العمل المجهدة ويعمل على إزالة التوتر  العصبي و الإجهاد العقلي و القلق النفسي.

2-3- نظرية المثيـرات:

يؤكد "ستنالي هول" أن اللعب جزء لا يتجزأ من مثيرات كل فرد، فالألعاب تنتقل من جيل إلى جيل، و الألعاب الحديثة ما هي إلى صورة متطورة لتلك الألعاب القديمة.[4]

3.مفهوم الترويح:

    إن مصطلح الترويح بلفظﻬا العربي لم تستخدم إﻻ قليلا، في الكتابات الاجتماعية العربية بل استخدمت في مكانها ألفاا أخرى مثل الفراغ ،اللهو واللعب، وهي في اللغة العربية مشتقة من فعل "راح" ومعناها السرور والفرح.[5]  

   إن مصطلح الترويح ( (Recréationيعني إعادة الخلق ويفهم أيضا من مصطلح الترويح على أنه التجديد أو الانتعاش.

   ويرى رومني Rommey أن الترويح هو نشاط ومشاعر ورد فعل عاطفي وأنه سلوك وطريقة لتفهم الحياة .

     بينما يوضح ناش nash أن وقت الفراغ تلك الأوجه من النشاط التي تجلب للفرد السعادة وتتيح له الفرصة للتعبير عن الذات وتتوافر فيها حرية الاختيار .

ويشير دي جرازيا  De Geazziaإلى الترويح بأنه النشاط الذي يسهم في تفوير الراحة للفرد من عناء العمل ويوفر له سبل استعادة حيويته.

بينما يرى كراوس Kraus أن الترويح هو تلك الأوجه من النشاط أو الخبرات التي تنتج عن وقت الفراغ، والتي يتم اختيارها وفقا لإرادة الفرد وذلك بغرض تحقيق السرور والمتعة لذاته واكتساب العديد من القيم الشخصية والاجتماعية.[6]

   أما بول فولكي P. Foulquie يرى أن الترويح هو زمن نكون في غضونه غير مجبرﻳ ﻋلى ﻋمل مهني محدد، وﻳستطﻴع كل واحد منا أن يقضيه كما ﻳشاء أو كما ﻳرغب.[7]     

ومن أهم التعارﻳ المستخدمة كثيرا في الدراسات المختلفة تعر ﻳبتلر"Pettler" أن الترويح يعد نوعا من أوﺟه النشاطات التي تمارس في وقت الفراغ و التي يختارها الفرد بدافع شخصي لممارستها والتي ﻳكون من نواتجها اكتسابه للعدﻳد من القيم البدنية والخلقية والاجتماعية والمعرفية.

4- الترويح الرياضي : يعتبر الترويح الرﻳاضي من الأركان الأساسية في برامج الترويحية لما ﻳتميز به من أهمية كبرى في المتعة الشاملة للفرد، بالإضافةة إلى أهميته في التنمية الشاملة الشخصية من النواحي البدنية والعقلية والاجتماعية.

إن مزاولة النشاط البدني سواء كان بغرض استغلال وقت الفراغ أو كان بغرض التدرﻳب للوﺻول إلى المستوﻳات العالية ، ﻳعتبر طريقا سليما نحو تحقيق الصحة العامة، حيث أنه خلال مزاولة ذلك النشاط يتحقق للفرد النمو الكامل من النواحي البدنية والنفسية و الاجتماعية بالإضافة إلى تحسين ﻋمل كفاءة أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز الدوري والتنفسي والعضلي والعصبي.[8]

ويمكن تقسيم الترويح الرﻳاضي:

أ- الألعاب الصغيرة الترويحية: هي ﻋبارة عن مجموعة متعددة من الألعاب كالجري، وألعاب الكرات الصغيرة وألعاب الرشاقة، وما إلى غير ذلك من الألعاب التي تتميز بطابع السرور والمرح والتنافس مع مرونة ﻗواﻋها وقلة أدواتها ممارستها.

ب - الألعاب الرياضية الكبيرة: وهي الأنشطﺔ الحركية التي تمارس باستخدام الكرة ويمكن تﻘسيمها طبقا لوﺟهات نظر مختلفة ألعاب فردية أو زوجية أو جماعية ، أو بالنسبة لموسم اللعبة ألعاب شتوية أو صيفية أو تمارس طوال العام.

ت - الرياضات المائية: وهي أنشطﺔ ترويحية تمارس في الماء مثل السباحة، كرة الماء، أو التجدﻳ، والزوارق، وتعتبر هذه الأنشطﺔ وخاصة السباحة من أحب ألوان الترويح خاصة  في بلادنا.

5.نظريات الترويح:من الصعب حصر كل الآراء حول مفهوم الترويح بسبب تعدد العوامل المؤثرة ﻋليه والمتأثرة به في الحياة الاجتماعية المعقدة، إﻻ أنه يمكن تحدﻳد أهم مفاهيمه حسب ما ﺟاء في التعاريف السابقة خاصة تلك التي قدمها سيجموند فروﻳد   Segmund Freud وجان بياجيه Gean Piaget  وكارول ﺟروس Karl Grosهذه التعاريف نابعة من نظريات مختلفة نذكر منها:

5-1.نظرية الترويح: ﻳؤكد "ﺟتسيمونس" القيمة الترويحية للعب في هذه النظرية وﻳفترض في نظرﻳته أن الجسم البشري يحتاج إلى اللعب كوسيلة ﻻستعادة حيوﻳته فهو وسيلة لتنشيط الجسم بعد ساﻋات العمل الطوﻳلة.

     والراحة معناها إزالة الإرهاق أو التعب البدني والعصبي وتتمثل في ﻋملية اﻻستراحة، الاسترخاء في البيت أو الحديقة أو في المساحات الخضراء أو ﻋلى الشاطئ .. الخ.

كل هذه تقوم بإزالة التعب عن الفرد، وخاصة العالم النفسي، لهذا نجد السفر والرحلات والألعاب الرﻳاضية خير علاج للتخلص من العمل النفسي والضجر الناتجين عن الأماكن الضيقة والمناطق الضيقة . [9]

5-2. نظرية الاستجمام: تشبه هذه النظرﻳﺔ إلى حد كبير نظرﻳﺔ الترويح، فهي تذهب إلى أن أسلوب العمل في أيامنا هذه أسلوب شاق وممل، لكثرة استخدام العضلات الدقيقة للعين واليد، وهذا الأسلوب من العمل ﻳؤدي إلى اضطرابات ﻋصبية إذا لم تتوفر للجهاز البشري وسائل استجمام واللعب لتحقيق ذلك.

هذه النظرﻳﺔ تحث الأشخاص ﻋلى الخروج إلى الخلاء وممارسة نشاطات قديمة مثل: الصيد والسباحة والمعسكرات ومثل هذا النشاط يكسب الإنسان راحة تساعده ﻋلى الاستمرار في ﻋمله بروح طيبة.

5-3. نظرية الغريزة: تفيد هذه النظرﻳﺔ بأن البشر غرﻳزﻳا نحو الﻨشاط في ﻋدﻳدة متيحها ، فالطفل ﻳتﻨفس وﻳضحك وﻳزحف وتنصب قامته و يقف ويمشي ويجري وﻳرمي في فترات متعددة من نموه وهذه أمور غرﻳزﻳﺔ وتظﻬر طبيعة خلال مراحل نموه.

فالطفل يستطيع أن يمنع نفسه من الجري وراء الكرة وهي تتحرك أمامه شأنه شأن القطﺔ التي تندفع وراء الكرة وهي تجري ، ومن ثم فاللعب غرﻳزي، وﺟزء من وسائل التكوﻳ العام للإنسان، واهرة طبيعة تبدو خلال مراحل نموه[10]


.

 خلاصة:

   كان هذا الفصل أداة فعالة لتحليل المفهوم المركزي للترويح وعلاقته بالمجتمع البشري ، وقد أجرينا محاولة لشرح الترويح من كافة ﺟوانبه و اظهار الدراسات التربوية والسيسيولوﺟيا حوله وما ساهمت هذه الدراسات في مضمار فهم ماهيته.

وما يمكن استخلاصه من خلال ما أشرنا إليه حول النشاط الرياضي الترويحي ﻳتمثل في فائدته التي تعود ﻋلى الأفراد، فهو يعتبر وسيلة تربوية وعلاجية إذا تم استغلالها بصفة منتظمة ومستمرة، فهو ﻳساهم في تكوﻳ شخصية الأفراد من جميع الجوانب، الجانب الصحي، الجانب النفسي، الجانب الخلقي و الاجتماعي،وبالتالي تكوين شخصية متزنة تتميز بالتفاﻋل الاﺟتماعي  والاستقرار العاطفي والنظرة المتفائلة للحياة.

   كما أن قيمة النشاط الرياضي الترويحي تقتصر ﻋلى الأفراد العادﻳين، بل أن النشاط الرياضي الترويح قيمة خاصة للأطفال ذوي العاهات والذﻳ تضيق دائرة نشاطهم بسبب مرض أو ﻋجز ﺟسمي أو ﻋﻘلي، وقد أوضح العلماء أن الهدف الأساسي الذي يجب تحقيقه للمعوقين فعليا هو تعليمهم الاشتراك بفعالية في نشاطات الترويح من خلال برنامج تربوي ﻳشجع ﻋلى الترويح و استغلال أوقات الفراغ والذي يجني من خلاله المعوقون بشكل ﻋام والمعوقون فعليا بشكل خاص، فوائد ﺟسمية، اجتماعية، تربوﻳﺔ.



[1] - مروان عبد الحميد إبراهيم:"الرياضة للجميع"، دار الثقافة، عمان، 2004، ص 101.

[2] - مروان عبد الحميد إبراهيم:"الرياضة للجميع"، مرجع سابق،ص101.

[3] - تشارلز بيركر:" أسس التربية البدنية"، ترجمة د . حسن معوض، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1964، ص 146.

[4] - تشارلز بيركر:" أسس التربية البدنية"،مرجع سابق،ص147.

[5] - R .Md Casablanca, sociabilité et loisirs chez enfants, de la chaux et neestle, Paris,1968 ,p 42

[6] - محمد الحماحمي: رؤية عصرية للترويح وأوقات الفراغ، مركز الكتاب للنشر،ط1،القاهرة 1997،ص29.

[7] - Paul foul quie, 1978,p203

[8] - إبراهيم رحمة: تأثير الجوانب الصحية على النشاط البدني الرياضي ،دار الفكر للطباعة والنشر،ط1،عمان 1998، ص09

[9] - A.POMART, AL,NOUVEAU LAROUSSE MEDICAL, LIBRAIRIELAROUSSE, PARIS1986, p221

[10] - كمال  درويش ،أمين الخولي: مرجع سابق، ص 227

NameEmailMessage