JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

مدخل الى النقد الثقافي

خط المقالة

 

 1- مفهوم النقد الثقافي:

يتكون مصطلح النقد الثقافي من لفظتي: " نقد، ثقافي " حيث جاءت لفظة نقد منسوبة إلى الثقافة، وسنتناول مفهوم الكلمتين كل على حدا:

1 -1- مفهوم كلمة نقد:

 1-1-1: تعريف النقد لغة:

تعددت تعاريف لفظة النقد في المعاجم العربية، فهي بمعنى إخراج زيف الدراهم من جيدها عند ابن منظور فهو يرى أن النقد هو" نقد الدراهم، أي أخرج منها الزيف، وناقدت فلانا، إذا ناقشته بالأمر ".[1]

وقد ورد النقد في الشعر العربي بمعني نوع من الشياه (الغنم) قبيح المنظر وقوي البنية، وقد أشار إليه أبو نواس في قوله: (الرجز)

خلالها شجر في فيئه نقـــــــــــــد                     لا يرهب الذئب فيه الكبش والحمل[2]

كما يأتي النقد بمعنى كشف العيوب، فقد جاء عن أبي الدرداء قوله: " إن نقدت الناس نقدوك"[3]

 في حين يذهب ابن فارس في مقاييس اللغة إلى تعريف النقد على اعتبار أنه " النون والقاف والدال أصل صحيح يدل على إبراز شيء، وبروزه.

ومن ذلك النقد في الحافر: تقشيره، والنقد في الضرس: تكسيره، ونقد الدرهم، ذلك أن يكشف عن حاله في جودته، وغير ذلك، ودرهم نقد: واز جيد، كأنه قد كشف عن حاله فعلمه".[4]

- وبذلك يكون المعنى اللغوي للنقد هو الكشف، أو تمييز جيد الشيء وسيئ، والنقد في الكلام تمييز جيد الكلام من غيره، وهو أيضا بمعنى التقشير، والتكسير.

2-1-1-تعريف النقد اصطلاحا:

إذا كان النقد في اللغة هو التمييز بين الجيد والسيء من الأشياء، فإنه في الأدب هو مجموع الآليات والإجراءات والقواعد التي ندرس بها نصا من النصوص الأدبية، فقد عرفه أحمد أمين بأنه: "تلك القواعد التي نحكم على القطعة الأدبية أجيدة أم غير جيدة"[5]، والنقد عند إحسان عباس تعبير عن مواقف النقاد، ذلك إن: " النقد في حقيقته تعبير عن موقف كلي متكامل في النظرة إلى الفن عامة، وإلى الشعر، خاصة يبدأ بالتذوق أي القدرة على التمييز، ويعبر منها إلى التفسير والتعليل، والتحليل والتقسيم، خطوات لا تغني إحداها عن الأخرى، وهي متدرجة على هذا النسق، كي يتخذ الموقف نهجا واضحا مؤصلا على قواعد جزئية أو عامة مؤيدا بقوة الملكة بعد قوة التمييز"[6].

وبذلك يجعل إحسان عباس النقد ينطلق من ملكة الذوق، غير إنه يحتاج الى مراحل يمكن اعتبارها قواعد حتى يستقيم هذا النقد، بداية من القدرة على التمييز، ثم يأتي التفسير والتعليل والتحليل، وفي هذا المجال يتفق مع أحمد أمين في جعل قواعد للنقد يقوم عليها الناقد في عمله، فالنقد يقوم على قواعد مأخوذ بعضها من الفلسفة، وبعضها من علم النفس، وبعضها من الأخلاق وعلم الجمال، ثم يخضع هذا النقد القطعة الأدبية إلى تفسير والتحليل لينتج بعد ذلك الأحكام.[7]

بذلك يكون النقد في الاصطلاح هو مجموع الآليات والإجراءات والقواعد التي ندرس بها نص من النصوص، تختلف هذه الآليات وفق المناهج التي تتم مقاربة هذا النص من خلالها.

 1-2-الثقافة:

الثقافة هي ذلك المجال الواسع من المعارف في مختلف العلوم والاتجاهات الفكرية، وهي بذلك قد حظيت بتعدد مفهومها وفقا لمجال المعرفة الذي تمثله، فالثقافة عند اللغوي لها تعريفها، وعند الفيلسوف لها تعريفها، وعند الأديب لها تعريفها، وقبل أن أم إلى تعريف الثقافة من الناحية الاصطلاحية كان ضروريا ضبط تعريفها لغويا ثم التطرق للمفهوم الاصطلاحي بعد ذلك.

1-2-1-تعريف الثقافة لغة:

تعددت معاني الثقافة في المعاجم العربية، فقد جاءت في لسان العرب عند بن منظور تحمل معان متعددة المادة (ثقف) فنقول: " ثقف الرجل ثقافة، أي صار حاذقا، وثقف الشيء حقه، ورجل ثقف لقف، أي بين الثقافة واللقافة، والثقاف هوما يسوى به الرمح، وفي حديث عائشة (رضي الله عنها) تصف أباها . أبا بكر . وأقام وأودها بثقافة، أي أنه سوي عوج المسلمين "[8].

      ورغم أن مصطلح الثقافة لم يرد في الساحة النقدية إلا في العصر الحديث، إلا أن لفظة (ثقف) موجودة في الشعر العربي القديم ومن ذلك الشاعر الأموي عدي بن الرقاع العاملي (المتوفي عام 95 م) في قوله (الكامل):

وقصيدة قد بت أجمع بينهــــــــــــا        حتى أقوم ميلها وسنادها

نظر المثقف في كعوب قناته         حتى يقيم ثقافة منادهـــــــــا

 أما النابغة الشيباني، وهو شاعر أموي أيضا (ت127 ه) فقد أشار إلى الثقافة في قصيدة يمدح فيها الوليد بن عبد الملك (البسيط):

ومت منها فلا زيغ ولا أود                كما أقام قنا الخطى تثقيف [9]

وقد استخدم الشعراء القدامى لفظة (ثقف) للإشارة على مقدرتهم على تثقيف الشعر أي إخراجه في أفضل صورة، وتقويمه، وقد أشار الجاحظ في البيان والتبين إلى ذلك من خلال قوله: " وكانوا مع ذلك إذا احتاجوا إلى الرأي في معاظم التدبير ومهمات الأمور بيتوه في صدورهم، وقيدوه على أنفسهم فإذا قوامه التقاف وأدخل الكير أبرزوه محكما منقحا ومصفى من الأدناس مهذبا ".[10]

تقترب كلمة ثقافة في المعنى نفسه عند الغربيين من التهذيب والصقل والتقويم إذ إن كلمة ثقافة في الفرنسية تقابل اللفظة culture وتعني أيضا حراثة الأرض وتسويتها استعدادا لزراعتها، وهي أيضا مجموع المميزات الروحية والفكرية والمادية والعاطفية التي تميز مجتمع ما عن باقي المجتمعات.[11]

1-2-2- تعريف الثقافة اصطلاحا: إذا اعتبرنا الثقافة من الناحية اللغوية هي التقويم والتعديل والصقل والتهذيب فإن التعاريف الاصطلاحية تختلف بين الأديب، وعالم الاجتماع والمفكر والناقد، وغيرهم لذا سأورد أهم هذه التعاريف في حدود ما توصلت له:

-تايلور فريديريك  Fredrik Taylor (1856م-1915م مهندس ميكانيك أمريكي) عرف الثقافة على أنها: " ذلك الكل المتكامل الذي يشمل المعرفة، والمعتقدات والفنون والأخلاقيات، والقوانين والأعراف والقدرات الأخرى .. وعادات الانسان المكتسبة بوصفه عضوا في المجتمع".[12]

 -توماس.س.إليوت Thomas Stearns Eliot : (1988م-1965م) شاعر ومسرحي وناقد أدبي أمريكي  يرى بأن الثقافة مختلفة المعاني حسب طبيعة الفرد ومكانته في المجتمع فيقول: " تختلف ارتباطات كلمة الثقافة بحسب ما تعنيه من نمو فرد، أو نمو فرد، أو نمو فئة أو طبقة، إن ثقافة الفرد تتوقف على ثقافة المجتمع كله الذي تنتمي إليه تلك الفئة أو الطبقة، وبناء على ذلك فإن ثقافة المجتمع هي الأساسية "[13] ، بذلك يكون إيليوت قد جعل من الثقافة مرتبطة بالمجتمع وفئاته وطبقاته.

- ريمون ويليامز Raymond Henry William  (1921م-1988)، وهو  مفکر مارکسي، روائي وناقد بريطاني واضع أسس الدراسات الثقافية حيث أنه يعتبر الثقافة بأنها " نظام دلالي يفضي حتما بالنظام الاجتماعي المعين إلى حتمية التبادل الاتصالي بين أفراده، وحتمية إعادة إنتاجه، وحتمية معايشته، وحتمية استكشافه ".[14]

وهو بذلك يجعل من الثقافة نظاما اجتماعيا يقوم على الاتصالية بين أفراده بالإضافة إلى كونه نظاما دلاليا محدودا، وهوما اتفق فيه ريمون مع غيره في مفهوم الثقافة. وحظيت أيضا الثقافة بمجال واسع لدى المفكرين العرب ونذكر من ذلك:

-مالك بن نبي (1905م - 1973م)، مفكر ومجاهد جزائري من قسنطينة أحد رواد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين حيث يعرف بن نبي الثقافة باعتبارها " مجموعة من الصفات الخلقية، والقيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته، وتصبح لا شعوريا العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط ".[15]

وبذلك يربط بن نبي الثقافة بسلوك الفرد وحياته ضمن مجتمعه الذي تؤثر فيه صفاته الخلقية وكذا قيمة الاجتماعية، بالمقابل كانت للثقافة تعريفات أخرى منها:

- محمد عبد المطلب مصطفى: (ناقد وأكاديمي مصري من أعماله البلاغة والأسلوبية، النقد الأدبي، بناء الأسلوب في شعر الحداثة، هكذا تكلم النص).

يرى محمد عبد المطلب أن الثقافة هي تلك: " الإضافات البشرية للطبيعة التي تحيط بها سواء أكانت إضافة خارجية في إعادة تشكيل الطبيعة، أم تعديل ما فيها إلى آخر هذه الإضافات التي لا تكاد توقف، بل إن هذه الإضافة الخارجية تضمن قائمة العادات والتقاليد والمهارات، والابداعات الداخلية، بمعنى أنها تتعلق بما هو غريزي، وفطري، وبيولوجي في الكائن البشري [16]" ، وبذلك جعل محمد عبد المطلب من الثقافة كل إضافة تصدر عن الانسان نحو الطبيعة، هذه الإضافات تجعل من الانسان يتصرف بهذه الطبيعة ويحاول إعادة تشكيلها من جديد وفق ما يتناسب ومتطلبات حياته.

-ويرى عبد الكريم الجزائري أن الثقافة " هي نضج في العقل، ووعي في القلب، وإرهاف في الشعور، واستقامة في السلوك، وحذق في الأشياء علما وعملا "[17]، فقد جعل من الثقافة عملا عقليا لكنه ليس مجرد من العاطفة والشعور ، بل هو عمل وسلوك على علم و معرفة.

وقد جمع عبد الكريم الجزائري شروطا لتحقق الثقافة عند الفرد من خلال توفره على العقل والإحساس والعلم واتقان العمل .

يمكن أن نستخلص من التعاريف السابقة مفهوما أو مجموعة أفكار تقترب لمفهوم الثقافة بين العرب والغرب في كون الثقافة هي:

·        المعرفة بكل أقسامها، من فنون، وأخلاق، وقوانين.

·        كل معرفة ارتبطت بالمجتمع وطبقاته وعلاقاته بالأفراد ضمن التشكيل الاجتماعي

·        نظام اجتماعي لا يمكن للفرد أن يحيد عنه كونها تشمل كل ما يربط هذا التشكيل الاجتماعي خاصة الجانب الديني، كون الثقافة ترتبط بالمعتقد ضمن المجتمع 

·        الثقافة هي العلاقة التي تربط سلوك الفرد ضمن المجتمع، وطريقة للعيش وتكييف الطبيعة لصالح الفرد.

·        الثقافة هي مركب بين نتاج العقل والشعور الواعي واتقان العمل.

1-3- النقد الثقافي:

يتألف النقد الثقافي من مركب مزجي بين لفظتي "نقد، وثقافة " وهذا التركيب من ناحية المفهوم متعدد الدلالات والتعريفات، كونه متعدد الروافد والسياقات المعرفية فهو عند ميجان الرويلي وسعد البازغي: " نشاط فكري يتخذ من الثقافة بشموليتها موضوعا لبحثه، وتفكيره، ويعبر عن مواقف إزاء تطوراتها وسماتها "[18]، بذلك يكون النقد الثقافي شامل الدلالة كونه يتخذ من الثقافة مادته.

ترجع بدايات النقد الثقافي للدراسات الثقافية خاصة ما جاء عند مدرستي فرانكفورت، وبرمنجهام، اللتان عنيتا بالدراسات النقدية وفق منهج سوسيولوجي نقدي وفق معطيات ثقافية ، وقد كان لهذه الدراسات الأثر البالغ في ميلاد النقد الثقافي في ثمانينيات القرن الماضي على يد الأمريكي فنشان ليتش Leitch Vincent.[19]

هذا النقد الجديد الذي جاء به ليتش ليس من قبيل الصدفة بل هو نتاج التغيرات في الساحة النقدية الأدبية التي اعتبرت الدراسات السابقة ينقصها شيء خاصة بعد أزمة البنيوية، وما نتج عنها من ظهور مناهج ما بعد البنيوية، مرورا بالتفكيكية وما دعت إليه الدراسات الثقافية التي تعد أوربا مهدا لها.

وتجدر الإشارة بأن ليتش أفاد من مدرسة فرانكفورت مع هورکهایمر وهابرماس، وفلسفتهم، ومجهوداتهم النقدية، أيضا مجهودات ميشال فوكووجان لاكان ودریدا وغريماس من المدرسة الفرنسية، طبعا نذكر أيضا فنشتاین و هوجارت من مركز برمنجهام، كذا أعمال أمبرتو إيكو من المدرسة الإيطالية.[20]



1-3-1-النقد الثقافي عند الغرب:

يعود المجهود النظري للنقد الثقافي سابقا لـ ليتش بمدة ليست بالقليلة، إذ يمتد لفترة سابقة من اصدار كتابه " النقد الأدبي الأمريكي " الذي أشار فيه إلى مصطلح "النقد الثقافي"، فمن الناحية النظرية نجد كلا من باختين Mikhail Bakhtin، وتودوروف Tzvetan Todorov، وبارت Rolond Barthes، وجاك دريدا Jacques Derrida، وإدوارد سعيد ldward Said، و مشال فوكو Michel Foucault، وبول دي مان paul de Man، وأمبيرتو إيكو Umberto Eco، سبقوه، ذلك أنهم أشاروا إلى المفاهيم النظرية للنقد الثقافي.[21]

تتمثل هذه المجهودات من خلال "هدف باختين إلى خلخلة منولوجات[22] الخطابات الدغمائية[23] السائدة، في حين كان بارت يقصد إلى توظيف السيميائية لنقد ثقافة اليوم المعيش، الذي تهيمن عليه قيم الطبقية البرجوازية، أما تودوروف فقد عمد إلى الكشف عن اللغات التي تقتضي الآخر، وركز إدوارد سعيد على نقد الخطاب الاستشراقي والامبريالي، وإنجاز ما سماه النقد المدني، وخصص أمبرتو إيكو بعض كتاباته النقد التوجيهات العنصرية في أوربا، وقد جاء كل ذلك في إطار ما يعرف بتوجهات ما بعد البنيوية، أو ما بعد الحداثة "[24] بذلك يكون النقد الثقافي جمع من الاتجاهات النقدية التي سبقت ظهوره انطلاقا من الشكلانية ثم النقد الجديد والمادية الماركسية والدراسات التفكيكية والثقافية، غير أن هذا الجمع كان عاما لا قواعد محددة له.

بذلك يكون النقد الثقافي كممارسة ظهر قبل ليتش، غير أن المنهج ظهر معه من خلال كتابه "النقد الأدبي الأمريكي 1988، بعد أن كانت الدراسات الثقافية هي الشائعة في الاستعمال، أما كلفظة ومصطلح فقد ظهر قبل ليتش بزمن مع تيودور أدورنوTheodor Adorno [25] 1949م حين أشار إليه في مقالة: "عنوانها النقد الثقافي والمجتمع، في المقالة هجوم على ذلك اللون من النشاط الذي يربطه الكاتب بالثقافة الأوربية عند نهاية القرن التاسع عشر" [26]، كما أشار هابرماس إلى ذات المصطلح " في كتابه المحافظون الجدد: النقد الثقافي والحوار التاريخي".[27]

 

1-3-2- النقد الثقافي عند العرب:

يعد النقد الثقافي بمرجعياته الفكرية ذا نشأة غربية، فهل يعني هذا أن النقد العربي بمرجعياته لم يعرف النقد الثقافي ؟، وهل أخذ نقادنا هذا النقد جاهزا؟ وإن كانت له ارهاصات في الدرس النقدي العربي، فإلى أي حد تعود تلك الارهاصات؟

حاولنا - من خلال ما اطلعنا عليه - جمع بعض الآراء والمرجعيات التي أشارت إلى النقد الثقافي، أو نقد الثقافة عند العرب، وقد انطلقت من تعريف عز الدين مناصرة للنقد الثقافي الذي يقول فيه: " النقد الثقافي هو الأخذ من كل علم بطرف".[28]

يرجعنا هذا القول الى عبد الرحمان بن خلدون إلى العلم الموسوعي، والأخذ من كل شيء معرفة، وهو تقريبا يمكن اعتباره إحدى تعاريف الثقافة، وبالعودة إلى النقد الثقافي حديثا عند العرب، سيظهر للعيان طه حسين الذي يدور نقده في نطاق الدراسات الثقافية مع كتابه مستقبل الثقافة في مصر 1938 م، كذلك كل من عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم من خلال كتابهما في الثقافة المصرية 1956 م.[29]

تعد الجزائر أيضا ممن شهد الارهاصات الأولى للنقد الثقافي من خلال كتاب مالك بن نبي "مشكلة الثقافة" 1959 م، إذ يعد هذا الكتاب ثالث عمل يشير للنقد الثقافي[30].

كما لا ننسى دور المستشرق الفلسطيني إدوارد سعيد من خلال كتابه "الاستشراق" سنة 1978 م وكتابه "العالم والنص" والناقد 1983 م، وأخيرا من خلال كتابه "الثقافة والامبريالية" سنة 1993 م، كما لا أغفل دور مصطفى الأشرف من خلال كتابه "الجزائر أمة ومجتمع" سنة 1983 م.[31]

بالمقابل نجد الناقد العراقي حسين قاصد يشير للمفكر العراقي علي الوردي في كتابه النقد الثقافي، ريادة وتنظير، وتطبيق - العراق رائدا على اعتبار إنه من رواد النقد الثقافي من خلال كتابه أسطورة الأدب الرفيع سنة 1994 م، هذا وقد أشار الغذامي في كتابه النقد الثقافي ل علي الوردي في إشارة للأنساق الثقافية على اعتبار أنه حدد القيم القبلية  الشعرية.[32]

عبد الله محمد الغذامي رائدا للنقد الثقافي العربي وذلك بعد تأليفه لكتاب النقد الثقافي، قراءة في الأنساق الثقافية العربية سنة 2000 م، والذي جعل من النقد الثقافي: "فرع من فروع الألسنية معنى بنقد الأنساق المضمرة، التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته، وأنماطه وصيغه "[33].

وينحى الناقد الجزائري بعلي حفناوي منحى ایزبرجر في جعل النقد الثقافي حقلا من حقول المعرفة متعدد المرجعيات، على اعتبار إله: " نشاط وليس مجالا معرفيا قائما في ذاته، وهولا يدور حول الفن والأدب فحسب، وإنما حول دور الثقافة في نظام الأشياء بين الجوانب الجمالية والأنثروبولوجيا ".[34]

بذلك يكون النقد الثقافي هو النقد الذي يهتم بدراسة الممارسات الخطابية داخل النص، فهو لا يهتم بالأدبيات فحسب، بل يهتم بالمضمر الكامن بين ثنايا هذا الخطاب، على اعتبار أن النص مادة خام فالنص حيلة من حيل الثقافة التي تمرر أنساقها، فيكون دور النقد الثقافي هنا الغوص في ما وراء النص من أجل الكشف عن خباياه[35].  

وهنا يكون النقد الثقافي استراتيجية قرائية واكبت تحولات المجتمعات المعاصرة وكانت نتيجتها في الوقت نفسه"[36].

وأشار عبد العزيز حمود إلى النقد الثقافي من خلال إلحاقه بمرحلة ما بعد البنيوية التي اتسعت مع التاريخانية الجديدة، والماركسية، والنقد الثقافي والنقد النسوي، والمادية الثقافية[37] وهو بذلك يجعل من النقد الثقافي مشروعا نقديا بديلا للمناهج النصية الحديثة، دون أن يقدم تعريفا له، ورغم أن هذه الاتجاهات الخمسة مختلفة التوجهات إلا أنها تتفق في ضرورة إعطاء أهمية للسياقات المنتجة للنص سواء أكانت هذه السياقات تاريخية أو سياسية، ثقافية صرفة أو اجتماعية أو سياقات الجنس[38] ويكون أن أعد النقد الثقافي قد تجاوز الدراسات اللغوية والجمالية للنصوص إلى دراسة " ثقافة العلوم والتكنولوجيا والمجتمع والرواية التكنولوجية والخيال العلمي، وثقافة الصورة، والميديا ... "[39] ، من هنا فالنقد الثقافي يدرس النص باستخلاص الأنساق المضمرة، وهنا يتجاوز الناقد النص إلى ما خلفه من مضمرات .

2-الدراسات الثقافية:

2-1-مفهوم الدراسات الثقافية :

هي فرع دراسة أو تخصص أكاديمي يُعنى بالتحليل الثقافي نظريًا وسياسيًا وتجريبيًا، ويركز على الديناميكا السياسية للثقافة المعاصرة.[40]

 تعود نشأتها إلى عدد من الأكاديميين البريطانيين وتطورت فيما بعد حتى تم تحويلها من قبل العديد من علماء التخصصات المختلفة في جميع أنحاء العالم، الدراسات الثقافية المصرح بها يمكن في بعض الأحيان أن ينظر إليها على أنها متعددة التخصصات، وكما كتب باحث الدراسات الثقافية توبي ميلر: "للدراسات الثقافية ميل في مختلف التخصصات، بدلا من الالتزام في حد ذاته"، على الرغم من أن معظم الممارسين للدراسات الثقافية هم أكاديميين محترفين، وناقش جيلبرت رودمان في كتابه بعنوان "لماذا الدراسات الثقافية؟"، يجب أن يُفهم هذا المجال لاشتماله بعض المحللين والممارسين الثقافيين غير الأكاديميين.[41]

ولدت الدراسات الثقافية، علمًا مستقلًّا في إنجلترا الصناعية، في أواخر خمسينيات القرن العشرين؛ حيث اعتُبرت ثورة ضد منهج الدراسات الأدبية الكلاسيكية، وضد المفهوم التقليدي للثقافة، التي كانت تُوصف بأنها أفضل ما فكر فيه المجتمع وأنتجه - على حد التعبير الواضح لـ ماثيو أرنولد في كتابه المشهور «الثقافة والفوضى» سنة 1869- وهو يعني روائع كبار المؤلفين والفنانين وكبار الفلاسفة. لقد تم الترويج لمشروع الدراسات الثقافية من خلال برنامج تعليم الكبار، ورفض النظام التعليمي السائد المتصلب، الذي كان يُعَبِّرُ عن مجتمعٍ طبقيٍّ متنازعٍ عليه من قِبل الحكومات الاشتراكية في ذلك الوقت، وسرعان ما اتخذت الدراسات الثقافية شكل الدفاع والتعبير عن الثقافة غير المكرسة، وهي الثقافة الشعبية من ناحية، والمعاصرة من ناحية أخرى. وقد تعاقب جيلان من الباحثين في هذا الشأن، أولًا في مركز برمنجهام «CCCS مركز الدراسات الثقافية المعاصرة»، ثم في جميع أنحاء المملكة المتحدة. كان الجيل الأول سليل الدراسات الأدبية والتاريخية، وتمثّل في مؤلفين مثل: هوجارت، ورايموند وليامز، وتومسون. وسرعان ما جاء بعدهم «في وقت موجة البنيوية الكبيرة» كتَّاب مثل: ستيوارت هول، الذي تمثّل فكر جرامشي وألتوسير تمامًا - بالنسبة إلى تأثير لاكان فقد كان في وقت متأخر عن ذلك، على الرغم من كونه أكثر استدامة - وخصوصًا لنزوعهما الكبير نحو التأمل النظري تمامًا.[42]

وفي خلال قرابة عقدين، ظلت الدراسات الثقافية ظاهرة معزولة نسبيًّا، على الرغم من نجاح بعض الدراسات التي كانت تهتم بشكل أساس بالموضة وثقافة الشباب، وربما يكون هذا أحد أسباب اهتمام الدراسات الثقافية المتزايد بدراسة وسائل الإعلام (السينما والتليفزيون)، التي استُخدمت همزةَ وصلٍ في الولايات المتحدة الأمريكية، التي اخترقتها الدراسات الثقافية سريعًا، وبشكل مذهل في ثمانينيات القرن العشرين[43] .

2-2-إشكالية التسمية (الدراسات الثقافية) بالانصهار الأدبي الثقافي :

مصطلح الدراسات الثقافية من المصطلحات التي يشوبها الغموض والتعقيد، فهو زئبقي المفهوم مراوغ ومخادع ومضلل في دلالته، لذلك يصعب على أي دارس أو ناقد فهمه، سواء من حيث منهجه أو من حيث مراميه وأهدافه المعلنة والخفية، حتى عند تقاد جماعة برمنجهام، وهو من إفرازات ما بعد الحداثة، وإن كان له جذور تعود إلى عصور سابقة تصل إلى القرن 19م، فالدراسات الثقافية «تتألف مع ما بعد الحداثة أو تحمل سمات ما بعد الحداثة» [44]، فهي ولدت في حضن فلسفتها التي انطلقت معطياتها من إفراز المعطى الكوني لوصف ثقافة بعينها، وقد عد(بوردیو) ذلك احتكارا کوئيا، وخلاصة عمل ينحو للكوئية ويتحقق في داخل الحقل البيروقراطي ويفرض اللغة والثقافة السائدتين بوصفهما شرعيتين، واستبعاد خصوصيات الثقافات الأخرى، وهنا تتم السيطرة الرمزية للمعطى الكوني القائمة على الاعتراف بمبادئ نقدية وثقافية تتم من خلال ممارسة فعل التسلط»، لذلك خلفت لنا عاصفة ما بعد الحداثة خطابات جديدة تمارس عنفا رمزيا في حق الثقافات، لتحاول إخضاعها بشكل أو بآخر والإيقاع بها في سجن الثقافة الكونية، التي هي من إنتاج المركزية الغربية، التي فرضت شبكة من العلاقات التي تحكم منظومة الثقافة، وأكسبتها شرعية دولية لتبرير استراتيجية الهيمنة والسيطرة[45]، وهذا المال لا مفر من شراكه لذلك فمغامرة وضع مفهوم جامع ودقيق وموحد للدراسات الثقافية، تبقى محفوفة بالعديد من المخاطر الإبستمولوجية والمزالق المنهجية التي يمكن أن تنزاح بالباحث عن جادة الصواب، فليس من السهل وضع تعريف دقيق للدراسات الثقافية  لأن مفهوم الثقافة نفسه يتميز بكثير من التعقيد والغموض كما يرى الناقد الثقافي رايموند ويليامز ، من هذا المنطلق تقر بأن الدراسات الثقافية يصعب تصنيفها ضمن شكل من أشكال المعرفة وحقولها المتشعبة، « فالدراسات الثقافية ليست نظرية بما يعنيه مفهوم النظرية من تجانس في المفاهيم، وانتمائها انطولوجيا إلى حقل معين في المعرفة وإنما هي مزيج من النظريات والمقاربات والنماذج والأسئلة، التي توظف لقراءة الممارسات الخطابية وأنماط القوى الاجتماعية والثقافية وارتباطها بالهويات والجماعات»[46]، حيث خلقت لنفسها وجودا ضمن المنظومة العلمية لدراسة العنصر الثقافي، ومفعوله السياسي والإيديولوجي، وهذا بفضل مجموعة من الممارسات النقدية الرائدة التي استثمرت استراتيجياتها، للكشف عن الإيديولوجيا المضمرة ضمن حقل الثقافة فكان همها الأكبر هو إدراك العلاقة بين المؤسسات السياسية والثقافة، وما يخفيه هذا النوع من المؤسسات من فرضيات خفية وألغام خطيرة تهدد مستقبل المجتمعات والثقافات الهامشية، كما أن « الدراسات الثقافية سواء في نظامها الداخلي أو في قواعدها النظرية تبقى حيوية في محيط الأسئلة العامة، والتي من النادر أن تتوحد في برنامج واحد يضم على نحو جيد كل اهتماماتها». مما يصعب من مهمة القبض عن مسارها العلمي والبحثي، ومع ذلك نجد من النقاد والدارسين من يرى بأن الدراسات الثقافية سارت في اتجاهين «المنحى الأول تمثل في النزعة الإنسانية المتحررة وكل التراث الإنساني نحو كل ما هو دراسة ثقافية تنزع إلى تكريس فكرة الإنسانية.[47]

3-الفرق بين النقد الثقافي و الدراسات الثقافية:

أولا : النقد الثقافي.

يقول الغدامي  (إنَّ النقد الثقافي فرع من النقد النصوصي العام و من ثم فهو احد علوم اللغة ، معني بنقد الانساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته و انماطه . و هو نقد غير مؤسساتي و غير رسمي ، فهو غير معني بكشف الجماليات كالنقد الادبي ، وانما هَمُه الكشف عن اقنعة المخبوء جمالياً و بلاغيا)[48].

و يضيف بسام قطوس: (النقد الثقافي ليس صرعة مثل باقي الصرعات الحديثة ، إنما هو نظرية السنية ذات مضمون ثقافي ، يدرس النصوص النخبوية وغير النخبوية في سياقاتها الثقافية ليفضح أنساقها المخاتلة و المضمرة و التي تمر امام النقاد متخذة من الجمالية ستاراً سميكاً لها)[49] .

ثانيا : الدراسات الثقافية

تركز الدراسات الثقافية على مختلف الخطابات الثقافية التي تنتجها المجموعات البشرية المختلفة والمتنوعة، وعلى مستوى المثاقفة بين تلك الثقافات، وعلى أنواع من الثقافات الخاصة والعامة والهامشية، وبالخصوص الهيمنة الثقافية. وقد ظهرت النظريات المؤثرة للهيمنة الثقافية وفعلها من حركة الدراسات الثقافية مثلما هو الشأن بالنسبة لمعظم نظرية التواصل التي تحاول تفسير القوى الثقافية الموجودة وراء النظام العالمي الجديد، وبالعولمة.

و قد جمع (زيودين ساردار و فان بولن ) خصائص الدراسات الثقافية  بأربعة محاور[50]:

أ-الدراسات الثقافية تتناول الموضوعات المتعلقة بالممارسات الثقافية و علاقتها بالسلطة و تهدف الى اختيار مدى تأثير تلك العلاقات على شكل الممارسات الثقافية

ب-الدراسات الثقافية ليست مجرد دراسة للثقافة فالهدف منها هو فهم الثقافة بجميع اشكالها المركبة و المعقدة و تحليل السياق الاجتماعي و السياسي و الادبي في اطار ماهو جلي في حد ذاته.

 ج-تهدف الدراسات الثقافية الى ان تكون التزاماً فكرياً و براغماتياً في آن واحد.

د- تلتزم الدراسات الثقافية بالارتقاء بأخلاقيات المجتمع الحديث و اعادة هيكلة البناء الاجتماعي و فهم اشكال الهيمنة السياسية و الثقافية و الادبية.

 

 

أهم الفروقات بين الدراسات الثقافية و النقد الثقافي حسب دليل مصطلحات الدراسات الثقافية و النقد الثقافي:

الخطاب في النقد الثقافي يكون جماهيريا ومقبولا ومستهلكا على الأغلب بينما الدراسات الثقافية لا تميز هذا عن ذاك فقد يكون الخطاب نخبويا وليس جماهيريا ولكنها تقوضه وترفض سياقاته وأنظمته بقوة[51].
النقد الثقافي يتعامل مع نسق مضمر ما ورائي لا يظهر على سطح النص أو الخطاب بينما تهتم الدراسات الثقافية بظواهر ثقافية لها حضور في الخطاب أو النص وفيها نسق ظاهر ومنها ما ورائية الدلالة المنسجمة مع السياق الثقافي الكامن في الخطاب وهذا في رأيي أهم فرق بينهما. بمعنى أن الدراسات الثقافية تبحث عن حضور ثقافي في النص أو الخطاب وقد تقوضه أو تحلله أو تصنفه أو تدعو إلى رفضه في بعده المعرفي أو الثقافي أو التاريخي أو السياسي أو الاجتماعي. أما إذا اختلف البعد الماورائي مع الخطاب بنسقه الثقافي فذلك يعني دخوله في عناية النقد الثقافي. وباختصار أن الدراسات الثقافية تتعامل مع الماورائي إذا كان مطابقا للخطاب الحامل للنسق الثقافي المرئي فيه.[52]

-الدراسات الثقافية تشبه النقد الثقافي في مواجهة الخطابات المؤسساتية وتفكيكها ولا تستجيب لها بل تهتم بالمهمل والمهمش والمقصى في الخطاب بوصفه شعبياً[53].

-هناك أدوات شبه إجرائية في النقد الثقافي وهو يبحث عن النسق المضمر والعيوب النسقية لخصها عبد الله الغذامي بالجملة الثقافية والتورية الثقافية وغيرها وذلك لا وجود له في الدراسات الثقافية.
-
تهتم الدراسات الثقافية بالسياقات الثقافية المنتجة وأبعادها المعرفية والفلسفية والاجتماعية والتاريخية بينما النقد الثقافي لا ينشغل بذلك كثيراً.[54]



 



[1] لسان العرب: أبو الفضل بهاء الدين بن منظور، دار صادر، بیروت، د ط، دت مادة (نقد) ج14، ص:245.

[2] الديوان: أبو الحسن بن هانئ الشهير بأبي نواس، دار صادر، بیروت، د ط، دت، ص: 502.

[3] لسان العرب: ابن منظور، المرجع نفسه، ص: 254.

[4] مقاييس اللغة: أحمد بن فارس بن زكريا، المركز الثقافي العربي، بیروت، د ط، دت، ج2، ص: 577.

 

[5] النقد الأدبي: أحمد أمين، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الرغاية، الجزائر، د ط، 1992 م، ص: 8.

[6] تاريخ النقد الأدبي عند العرب: إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت لبنان، ط4، دت، ص: 577.

[7] النقد الأدبي: أحمد أمين، ص9

[8] لسان العرب: ابن منظور، مادة ثقف، ص: 125

[9] الديوان: نابغة بني شيبان، القسم الأدبي بدار الكتاب المصري، مصر، د ط، 1982 م، ص65.

[10] البيان والتبين: عمرو بن بحر بن محبوب الجاحظ، تح عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، ج2، القاهرة، د ط، دت، ص: 14.

[11] مفهوم الثقافة: مقال منشور على موقع: http://desert-warrior.com/openshare/Behoth/Mnfsia15/Culture/sec01.doc_cvt.htm تاريخ الاطلاع: 03/04/2022 على الساعة: 21:43/لى موقع:

[12] الدراسات الثقافية: زيود بنسار دار وبورين فان لور، تر وفاء عبد القادر، المجلس الأعلى للثقافة القاهرة مصر، ط 1 ،2003 م، ص: 08.

[13] ملاحظات نحو تعريف الثقافة: ت. س. إيليوت، ترجمة: شكري عياد ضمن كتاب دراسات في الأدب والثقافة، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، مصر، د ط 2000 م، ص: 379.

[14] دليل النقد الثقافي، إضاءات لأكثر من سبعين تيارا ومصطلحا نقديا معاصرا: ميجان الرويلي، وسعد البازغي، المركز الثقافي العربي الدار البيضاء، المغرب، ط 3، 2002 م، ص: 140-141.

[15] مشكلة الحضارة: مالك بن نبي ترجمة: عبد الصبور شاهين، دار الفكر بيروت، لبنان، د ط، 2000، ص: 379.

[16] النقد الأدبي: محمد عبد المطلب، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، مصر، ط1، 2003 م، ص: 90.

[17] الثقافة ومأسي رجالها، محمد بن عبد الكريم الجزائري، دار الشهاب للنشر والتوزيع، باتنة الجزائر، د ط، د ت، ص : 21-22.

[18] دليل النقد الثقافي: ميجان الرويلي وسعد البازغي، ص: 305.

[19] فنسان ليتش ، ناقد أمريكي يعد رائد النقد الثقافي من اعماله : النقد الثقافي ، النقد الأدبي الأمريكي (ينظر دليل النقد الثقافي ص 300.

[20] مدخل في النقد الثقافي المقارن، بعلي حفناوي، منشورات الاختلاف، الجزائر العاصمة الجزائر، 2007 م، ص: 14، 15.

[21] مدخل في النقد الثقافي المقارن، بعلي حفناوي، منشورات الاختلاف، الجزائر العاصمة الجزائر، 2007 م، ص: 14.

[22] المنولوجات: ج م منولوج: وهو في عالم السرد ما يعرف بالحوار الداخلي.

[23] الدغمائية: أو الجزمية، حالة من الجمود الفكري، والتعصب للأفكار الخاصة ورفض أفكار الآخر.

[24] مجهود الغذامي في النقد الثقافي بين التنظير والتطبيق: محمد لافي الشمري، رسالة ماجيستير، اشراف حامد كساب عياط، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة اليرموك الأردن، 2008/2009. ص 19.

[25] تيودور آدورنو أحد أعلام مدرسة فرانكفورت، فيلسوف ألماني عمل على مبدأ تفكيك مبدأ الهوية (انظر القراءة النسقية ل أحمد يوسف، ص 38)

[26] دليل النقد الثقافي: ميجان الرويلي وسعد البازغي، ص: 306.

[27] دليل النقد الثقافي: ميجان الرويلي وسعد البازغي، ص: 307.

 

[28] الهويات والتعددية اللغوية، قراءات في ضوء النقد الثقافي المقارن، عز الدين مناصرة، الصايل للنشر والاشهار، عمان، الأردن، د ط، 2014 م، ص 7.

[29] الهويات والتعددية اللغوية، قراءات في ضوء النقد الثقافي المقارن، عز الدين مناصرة، الصايل للنشر والاشهار، عمان، الأردن، د ط، 2014 م، ص 7.

[30] الهويات والتعددية اللغوية، قراءات في ضوء النقد الثقافي المقارن، عز الدين مناصرة، الصايل للنشر والاشهار، عمان، الأردن، د ط، 2014 م، ص 7-8.

[31] الهويات والتعددية اللغوية، قراءات في ضوء النقد الثقافي المقارن، عز الدين مناصرة، الصايل للنشر والاشهار، عمان، الأردن، د ط، 2014 م، ص 9-10.

[32] النقد الثقافي ريادة وتنظير، العراق رائدا، حسين قاصد، التجليات للنشر والترجمة والتوزيع، الجيزة، القاهرة طا، 2013 م، ص: 11 والنقد الثقافي عبد الله الغذامي، ص: 101.

[33] النقد الثقافي، قراءة في الأنساق الثقافية العربية، عبد الله الغذامي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب،  ط1، 2000، ص: 83

[34] مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن، بعلي حفناوي، ص: 15.

[35] الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة: تداخل الأنساق والمفاهيم ورهانات العولمة: عبد الله إبراهيم، المركز الثقافي العربي، بیروت د ط، 1999 م نقلا عن لافي الشمري رسالة ماجستير، ص: 21.

[36] العين الثالثة، تطبيقات في النقد الثقافي وما بعد الكولونيالي، حياة أم السعد وآخرون، تقديم وحيد بن بوعزيز، دار میم للنشر، الجزائر، ط1، 2018 م، ص: 26.

[37] الخروج من التيه، دراسة في سلطة النص، عبد العزيز حمود، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويت، ط 1، 2003 م، ص 221.

[38] الخروج من التيه، دراسة في سلطة النص، عبد العزيز حمود، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويت، ط 1، 2003 م، ص 224.

[39] مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن: بعلي حفناوي، ص: 11.

[40] الدراسات الثقافية: مقدمة نقدية،  ديورنغ، سايمون مجلة  عالم المعرفة العدد 425 يونيو 2015. ترجمة ممدوح يوسف عمران.

[41] عز الدين إسماعيل: في الإبداع والنقد والأدب والشعر، ص 129

[42] جون باتنز: - الدراسات الثقافية.. التاريخ – المادة – المنهج - الأهداف، ترجمة: لطفي السيد منصور، من موقع: https://moodle.univ-chlef.dz/ar/course/info.php?id=1422 تاريخ الاطلاع: 12/04/2022 على الساعة: 21:03.

[43] المصدر نفسه.

[44] عز الدين إسماعيل: في الإبداع والنقد والأدب والشعر، ص 130.

[45] عبد القادر الرباعي: جماليات الخطاب في النقد الثقافي رؤية جدلية جديدة، دار جرير للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2015، ص 17

[46] المرجع السابق ، نفس الصفحة.

[47] عز الدين إسماعيل: في الإبداع والنقد والأدب والشعر ، ص 114-115.

[48] الغذامي ، النقد الثقافي قراءة في الانساق الثقافية، ص 80.

[49] بسام قطوس ، المدخل الى مناهج النقد المعاصر ص 229.

[50] محلة اللغة العربية، عن المجلس الدولي للغة العربية: مقال للدكتور طارق زياد، عدد مارس 2021.

[53] المرجع نفسه، ص 19.

[54] المرجع نفسه ، ص 24.

NameEmailMessage